فصل: باب ذكر رحمة الله تبارك وتعالى وجل وعلا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق (نسخة منقحة)



.باب أخبار عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه:

870- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: حدثنا المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: يا مغيرة، قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصوما من عمر بن عبد العزيز، ولكن لم أر رجلا من الناس قط كان أشد فرقا من ربه من عمر بن عبد العزيز، كان إذا دخل بيته ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي، ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ، فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع.
871- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا محمد بن أبي حميد، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال: شهدت عمر بن عبد العزيز، ومحمد بن قيس يحدثه، فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه.
872- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا حرملة بن عمران قال: حدثني سليمان بن حميد أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الملك بن عمر يعني ابنه: أنه ليس أحد من الناس رشده وصلاحه أحب إلي من رشدك وصلاحك، إلا أن يكون والي عصابة من المسلمين، أو من أهل العهد، يكون لهم في صلاحه ما لا يكون لهم في غيره، أو يكون عليهم من فساده ما لا يكون عليهم من غيره.
873- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: حدثني مغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة: كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: اللهم، أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار، قالت: فقلت له يوما: يا أمير المؤمنين، ألا أخرج عنك عسى أن تغفي شيئا، فإنك لم تنم، قالت: فخرجت عنه إلى جنب البيت الذي هو فيه، قالت: فجعلت أسمعه يقول: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} يرددها مرارا، ثم أطرق فلبث طويلا لا أسمع له صوتا، فقلت لوصيف له كان يخدمه: ويحك انظر، فلما دخل صاح، قالت: فدخلت عليه، فوجدته ميتا، قد أقبل بوجهه على القبلة، ووضع إحدى يديه على فيه، والأخرى على عينه.
874- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حرملة بن عمران قال: حدثني رجل أنه سمع ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أما دخلت على عبد الملك؟ يعني ابنه، قال: فأتيت الباب، فإذا وصيف، فقلت له: استأذن عليه، فقال: ادخل، وإن عنده الناس، أو أمير هو؟ فدخلت، قال: من أنت؟ فقلت: ميمون بن مهران، فعرف، ثم حضر طعامه، فأتي بقلية مدينية، وهي عظام اللحم، ثم أتي بثريدة قد ملئت خبزا وشحما، ثم أتي بتمر وزبد، فقلت: لو كلمت أمير المؤمنين فخصك منه بخاصة، فقال: إني لأرجو أنه يكون أوفى حظا عند الله من ذلك، إني في ألفين، كان سليمان ألحقني فيهما، والله لو كان إلى أبي في نفسه ما فعل، ولي غلة بالطائف، إن سلمت لي أتاني غلة ألف درهم، فما أصنع بذلك؟ فقلت في نفسي: أنت لأبيك.
875- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا أبو الصباح قال: حدثنا سهل بن صدقة مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان قال: حدثني بعض خاصة عمر بن عبد العزيز أنه حين أفضت إليه الخلافة، سمعوا في منزله بكاء عاليا، فسئل عن البكاء، فقيل: إن عمر بن عبد العزيز خير جواريه، فقال: إنه قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن، فمن أحب أن أعتقه أعتقته، ومن أراد أن أمسكه أمسكته، لم يكن مني إليها شيء، فبكين يأسا منه.
876- أخبرنا إبراهيم بن نشيط قال: حدثني سليمان بن حميد المزني، عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك، فقال لها: ألا تخبريني عن عمر؟ فقالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة، ولا من احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه.
877- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابنا قال: كان عمر بن الخطاب، استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على بعض الشام، فكانت تصيبه غشية، وهو بين ظهراني القوم، فذكر ذلك لعمر، قيل له: إن الرجل مصاب، فسأله عمر في قدمة قدمها عليه، وقال: يا سعيد، ما هذا الذي يصيبك؟ قال: والله يا أمير المؤمنين، ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل، وسمعت دعوته، والله ما خطرت على قلبي، وأنا في مجلس قط إلا غشي علي، فزاده ذلك عند عمر خيرا.

.باب ذكر رحمة الله تبارك وتعالى وجل وعلا:

879- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام قال: حدثنا عاصم بن عبيد الليثي، عن عطاء بن أبي رباح، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة، فقال صلى الله عليه وسلم: «تضحكون، ألا أراكم تضحكون؟ أتضحكون؟» قال: ثم أدبر، وكأن على رءوسنا الرخم، حتى إذا كان عند الحجر، قام، ثم رجع إلينا القهقرى، قال: «إني خرجت حتى إذا كنت عند الحجر، جاء جبرئيل، فقال: يا محمد، إن الله يقول: لم تقنط عبادي من رحمتي؟ {أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}».
880- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى مائة رحمة، أنزل منها واحدة بين الجن، والإنس، والبهائم، والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها يتعاطف الوحش على أولادها، وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة».
881- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: إن الله خلق مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، وأنزل منها رحمة واحدة، فبها يتراحم الخلق، جنها وإنسها، وطيرها ووحشها، وعنده تسع وتسعون.
882- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حيوة بن شريح قال: أخبرنا أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، وخالد بن أبي عمران يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات على خير عمله، فأرجو له خيرا، ومن مات على سيئ عمله، فخافوا عليه، ولا تيئسوا منه».
883- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا، فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، أن تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لا نقول في أحد شيئا، حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير علمنا- أو قال: رجونا- أن يكون قد أصاب خيرا، وإن ختم له بشر، خفنا عليه عمله.
884- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا عمرو بن علي أبو حفص الفلاس قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا هشام- يعني ابن حسان- عن حماد، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة أن ابن مسعود كان يقول: إذا قارف أحدكم ذنبا فلا تعينوا عليه الشيطان، تقولون: اللهم افعل به، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول لأحد شيئا حتى يموت، فإن ختم له بخير، قلنا: إنه أصاب خيرا، وإن ختم بشر خفنا عليه.
885- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن إسرائيل، وأخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: وحدثنا محمد بن عثمان بن كرامة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله- واللفظ لأبي أحمد- قال: كنا لا نقول في الرجل شيئا، فإن مات على خير رجونا له، وإن مات على غير ذلك خفنا عليه.
886- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عبد الرحمن المسعودي، عن القاسم قال: قال عبد الله بن مسعود: لا تعجلوا بحمد الناس، ولا بذمهم، فإنك لعلك ترى من أخيك اليوم شيئا يسرك، ولعلك يسوءك منه غدا، ولعلك ترى منه اليوم شيئا يسوءك، ولعلك يسرك منه غدا، والناس يغيرون، وإنما يعفو الله الذنوب، والله تعالى أرحم بالناس من أم واحد فرشت له بأرض قي، ثم لمست، فإن كانت لدغة كانت بها قبله، وإن كانت شوكة كانت بها قبله.
887- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عكرمة بن عمار قال: أخبرنا ضمضم بن جوس قال: دخلت مسجد المدينة، فناداني شيخ، وقال: يا ابن أمي، تعاله، وما أعرفه، قال: لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك أبدا، ولا يدخلك الجنة أبدا، قلت: ومن أنت؟ يرحمك الله؟ قال: أبو هريرة، قلت: فإن هذه الكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب، أو لزوجته، أو لخادمه؟ قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر كأنه يقول: مذنب، فجعل يقول: أقصر، أقصر عما أنت فيه، فيقول: خلني وربي، حتى وجده يوما على ذنب استعظمه، فقال: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ قال: والله لا يغفر الله لك أبدا، ولا يدخلك الجنة أبدا، قال: فبعث الله ملكا فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي؟ قال: لا يا رب، قال: اذهبوا به إلى النار»، قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده، لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
888- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن بكير بن الأشج، أنه سمع بسر بن سعيد يقول: من قال لأخيه: لا يغفر الله لك، قيل له: بل لك لا يغفر، قال بكير: ولم أفقه إلى من رفع الحديث، فسألت يعقوب بن عبد الله بن الأشج، فقال: إلى أبي هريرة.
889- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء، وهي امرأة من نسائهم، كانت بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في سكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، فاشتكى، فمرضناه حتى توفي، ثم جعلناه في أثوابه، قالت: فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي أن قد أكرمك الله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك؟» قالت: لا أدري والله يا رسول الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما هو فقد جاءه الحق اليقين، وإني لأرجو له الخير من الله، والله لا أدري، وأنا رسول الله ما يفعل بي، ولا بكم»، قالت أم العلاء: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا، قالت: وأريت لعثمان بن مظعون في النوم عينا تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: «ذلك عمله».
890- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسعر بن كدام، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله بن مسعود: يحترقون حتى إذا صلوا الفجر غسلت، حتى عد الصلوات كلها.
891- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو معشر المدني قال: حدثني محمد بن كعب القرظي قال: حدثني عبد الله بن دارة مولى عثمان بن عفان، عن حمران مولى عثمان بن عفان قال: مرت على عثمان فخارة من ماء فدعا به، فتوضأ، فأسبغ وضوءه، ثم قال: لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا ما حدثتكم به، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الأخرى»، قال محمد بن كعب: وكنت إذا سمعت حديثا عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن، فالتمست هذا فوجدت: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته}، فعلمت أن الله لم يتم عليه النعمة حتى غفر له ذنوبه، ثم قرأت الآية التي في سورة المائدة {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق}- حتى بلغ- {ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم}، فعرفت أن الله لم يتم عليهم النعمة حتى غفر لهم.
892- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أفلح بن سعيد، عن محمد بن كعب القرظي قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن، ما اجتنبت الكبائر»، قال محمد بن كعب: هذا في القرآن {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}، وقال محمد: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل}، قال: فطرفا النهار: الفجر، والظهر، والعصر، وزلفا من الليل: المغرب، والعشاء، {إن الحسنات يذهبن السيئات}: فهي الصلوات الخمس.
893- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس وغربت».
894- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات كفارات للخطايا، واقرءوا إن شئتم: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}».
895- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سعيد الجريري قال: حدثني أبو عثمان، عن سلمان قال: والذي نفسي بيده، إن الحسنات اللاتي يمحو الله بهن السيئات كما يغسل الماء الدرن، الصلوات الخمس.
896- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا هشام بن الغازي، عن حيان أبي النضر أنه حدثه قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله سبحانه وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».
897- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا هشام بن الغازي، عن أبي معبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عاد فتى من الأنصار، فسأله، فقال: يا رسول الله، أشفيت على أمر عظيم، غير أني أرجو رحمة الله سبحانه، فقال: «ما اجتمعا في قلب امرئ على مثل حاله، إلا هجم على خيرهما».
898- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: الحمد لله بالإسلام، فقال: «إنك لتحمده على نعمة عظيمة».
899- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن المسعودي، عن عون بن عبد الله أن لقمان قال لابنه: يا بني، ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره، وخف الله مخافة لا تيأس فيها من رحمته، قال: وكيف أستطيع ذلك يا أبه؟ وإنما لي قلب واحد، قال: يا بني، إن المؤمن كذي قلبين، قلب يرجو به، وقلب يخاف به.
900- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال: عند التوبة النصوح تكفير كل سيئة.
901- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب: إني موصيك بوصية إن حفظتها: إن لله تعالى حقا بالنهار لا يقبله بالليل، ولله في الليل حقا لا يقبله في النهار، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق، وثقله عليهم، وحق لميزان أن لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل، وخفته عليهم، وحق لميزان ألا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف، وإن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا، وتجاوز عن سيئاتهم، فيقول قائل: أنا أفضل من هؤلاء، وذكر آية الرحمة، وآية العذاب، فيكون المؤمن راغبا راهبا، ولا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقي بيده إلى التهلكة، فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت، ولا بد لك منه، وإن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت، ولن تعجزه.
902- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا هريرة فقال: ممن أنت؟ فقلت: من أهل العراق قال: ألا أحدثك حديثا ينفع من بعدك، قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة الصلاة، يقول الله للملائكة: انظروا إلى صلاة عبدي، فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن كانت ناقصة كتبت ناقصة، قال الله بحلمه، وعلمه، وفضل رده على عبده: انظروا هل من تطوع؟ فإن كانت له تطوع كملت له»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم».
903- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسعر قال: أخبرني عمرو بن مرة، عمن حدثه، عن أبي كثير الزبيدي قال: قدمنا على معاوية، أو على يزيد بن معاوية، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فحدثناه عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: الصلوات كفارات لما بعدهن، قال: فحدثنا أن آدم عليه السلام خرجت به شأفة في إبهام رجله، ثم ارتفعت إلى أصل قدميه، ثم ارتفعت إلى ركبتيه، ثم ارتفعت إلى حقويه، ثم ارتفعت إلى أصل عنقه، فقام فصلى فنزلت عن منكبيه، ثم صلى فنزلت إلى حقويه، ثم صلى فنزلت إلى ركبتيه، ثم صلى فنزلت إلى قدميه، ثم صلى فذهبت.
904- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثنا المطلب بن حنطب المخزومي قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: حدثنا أبي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فأصاب الناس مخمصة، فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهورهم، وقالوا: لعل الله تعالى أن يبلغنا به، فلما رأى عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم، قال: يا رسول الله، كيف بنا إذا نحن لقينا العدو غدا رجالا جياعا؟ ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا زادهم، فتجمعها، ثم تدعو الله فيها بالبركة، فإن الله سيبلغنا بدعوتك- أو سيبارك في دعوتك- فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ببقايا أزوادهم، فجعلوا يجيئون بالحفنة من الطعام، وفوق ذلك، فكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر، فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: فدعا ما شاء الله أن يدعو به، ثم دعا الجيش بأوعيتهم، وأمرهم أن يحتثوا، فما بقي من الجيش وعاء إلا ملئوه، وبقي مثله، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وقال: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أني رسول الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم القيامة»، أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن رفاعة الجهني قال: ابن صاعد: هكذا قال لنا عن عبد الله بن المبارك، ونقص من الإسناد عطاء بن يسار.
905- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: فحدثناه الحسين بن الحسن، ويعقوب بن إبراهيم، وزياد بن أيوب، قالوا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا هشام الدستوائي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة الجهني- واللفظ لابن المبارك- قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد- أو قال: بقديد- جعل رجال منا يستأذنون على أهليهم فيأذن لهم، وحمد الله- وقال ابن صاعد في المرة الثانية: وأثنى عليه- وقال خيرا، وقال: أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه، ثم سدد، إلا سلك به في الجنة، وقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم، ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم، ومن صلح من أزواجكم، وذرياتكم مساكن في الجنة.
906- وقال: إذا مضى نصف الليل- أو قال: ثلث الليل- ينزل الله إلى السماء الدنيا، فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ حتى ينفجر الصبح.
907- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، حدثه قال: أخبرني محمود بن الربيع، وزعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقل مجة مجها من دلو من بئر كانت في دارهم، قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري، ثم أحد بني سالم يقول: كنت أصلي لقومي من بني سالم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفعل إن شاء الله»، فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رحمة الله عليهم معه، بعد ما اشتد النهار، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: «أين تحب أن أصلي في بيتك؟» فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفنا خلفه، ثم جلس وسلمنا حين سلم، فحبسناه على خزير صنع له، فسمع به أهل الدار، وهم يدعون قراهم الدور، فثابوا حتى امتلأ البيت، فقال رجل: أين مالك بن الدخشن- أو قال: الدخشن؟ قال ابن صاعد: هكذا قال- فقال رجل منا: ذاك رجل منافق لا يحب الله ورسوله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوه، وهو يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل» قالوا: أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: «لا تقولوه، إنه يقول: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يوافي عبد يوم القيامة، وهو يقول: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم الله عليه النار»، قال محمود: فحدثت قوما فيهم أبو أيوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها مع يزيد بن معاوية، فأنكر ذلك علي، وقال: ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قط فكبر ذلك علي، فجعلت لله علي إن سلمني الله تعالى حتى أقفل من غزوتي أن أسأل عنها عتبان بن مالك، إن وجدته حيا، فأهللت من إيلياء بحج أو عمرة حتى قدمت المدينة، فأتيت بني سالم، فإذا عتبان بن مالك شيخ كبير قد ذهب بصره، وهو إمام قومه، فلما سلم من صلاته جئته، فسلمت عليه، ثم أخبرته من أنا، فحدثني به كما حدثني به أول مرة، قال الزهري: ولكنا لا ندري، أكان هذا قبل أن تنزل موجبات الفرائض في القرآن؟ فنحن نخاف أن يكون الأمر صار إليها، فمن استطاع أن لا يغتر فلا يغتر. قال الحسين: ليس فيه شك، إن الأمر قد صار إليها.
908- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن الزهري قال: قال لي عبد الملك بن مروان، عن الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، وإن زنى، وإن سرق» قال: فقلت له: أين يذهب بك يا أمير المؤمنين؟ هذا قبل الأمر والنهي، وقبل الفرائض.
909- أخبركم عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إبراهيم أبو هارون الغنوي، عن أبي يونس مولى تغلب قال: سألت عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبيد بن عمير: هل يضر مع الإخلاص عمل؟ فقالوا: عش ولا تغتر.
910- أخبركم عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عن قتادة قال: سئل ابن عمر عن لا إله إلا الله، هل يضر معها عمل، كما لا ينفع مع تركها عمل؟ فقال ابن عمر: عش ولا تغتر.
911- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار الشامي قال: قيل لأبي الدرداء: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} وإن زنى، وإن سرق؟ قال: إنه إن خاف مقام ربه لم يزن، ولم يسرق.
912- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات».
913- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عوف، عن زيد بن شراحة قال: بلغني أن الله لما خلق الجنة، وخلق ما فيها من الكرامة، والنعيم والسرور، وخلق ثمارها ألين من الزبد، وأحلى من العسل، قالت: رب لم خلقتني؟ قال: لأسكنك خلقا من خلقي، قالت: رب إذا لا يدعني أحد:، إذا يدخلني كل أحد، قال: كلا، إني أجعل سبيلك في المكاره، قال: وخلق جهنم، وخلق ما فيها من الهوان والعذاب، وخلقها أشد ظلمة من الليل، وأنتن من الجيفة، قالت: رب لم خلقتني؟ قال: لأسكنك خلقا من خلقي، قالت: رب إذا لا يقربني أحد، قال: كلا، إني أجعل سبيلك في الشهوات.
914- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: إن الله يقول: من ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ أفضل- أو قال: أطيب- منه وأكرم.
915- قال: وقال: ما من عبد يضع صدغه للفراش، وهو يذكر الله تعالى إلا كتب ذاكرا حتى يستيقظ متى ما استيقظ.
916- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قول الله عز وجل: {اذكروني أذكركم} قال: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي.
917- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مالك بن الحارث قال: يقول الله تعالى: إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.
918- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسعر، عن الوليد بن العيزار، عن أبي الأحوص قال: تسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح يرجع بها أحدكم إلى أهله في عام لزبة.
919- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، قال الحسين: وأخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير قال: تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تسير معه ذهبا.
920- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سعيد الجريري قال: بلغنا عن كعب الأحبار أنه قال: والذي نفس كعب بيده، إن لسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، دويا حول العرش كدوي النحل، يذكرون بصاحبهن، والعمل الصالح في الخزائن.
921- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف قال: قال كعب: إن للكلام الطيب حول العرش دويا كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن.
922- أخبركم عمر بن حيويه قال: حدثنا قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عاصم، عن أبي عثمان النهدي قال: كان سلمان يقول لنا: قولوا: الله أكبر:، اللهم ربنا لك الحمد، أنت أعلى وأجل أن تتخذ صاحبة أو ولدا، أو يكون لك شريك في الملك، ولم يكن لك ولي من الذل، وكبره تكبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر تكبيرا، اللهم اغفر لنا، اللهم ارحمنا، قال: ثم يقول: والله لتكتبن هؤلاء، والله لا تترك هاتان، والله ليكونن هؤلاء شفعاء صدق لهاتين.
923- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: أخبرني عمرو بن قيس أنه سمع عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله».
924- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثت عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل لي- أو أوحي إلي: «اعلم أن الساعة التي لا تذكرني فيها ليست لك، ولكنها عليك».
925- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسافر قال: حدثنا فضيل بن عمرو قال: لقي رسول الله رجلا من أصحابه فقال: كيف أصبحت؟ فقال: صالحا، قال: كيف أصبحت؟ قال: صالحا، قال: كيف أصبحت؟ قال: بخير أحمد الله تعالى، قال: هذا الذي أردت منك.
926- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرناه سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: لا يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما: وقاعدا، ومضطجعا.
927- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: ما من ميت يموت إلا عرض عليه أهل مجلسه، إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر، وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو.
928- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا هشام بن سعد قال: سمعت محمدا القرظي يقول: كان نوح إذا أكل، قال: الحمد لله:، وإذا شرب، قال: الحمد لله، وإذا لبس، قال: الحمد لله، وإذا ركب، قال: الحمد لله، فسماه الله عبدا شكورا.
929- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: {إنه كان عبدا شكورا} قال: لم يأكل شيئا قط إلا حمد الله تعالى، ولم يشرب شيئا قط إلا حمد الله تعالى، ولم يمش ممشى قط إلا حمد الله تعالى، ولم يبطش بشيء قط إلا حمد الله تعالى، فأثنى الله تعالى عليه: {إنه كان عبدا شكورا}.
930- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا محمد بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام أن موسى صلوات الله عليه قال لربه عز وجل: يا رب، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ قال: يا موسى، لا يزال لسانك رطبا من ذكري.
931- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مجلس، فرفع نظره إلى السماء، ثم طأطأ نظره، ثم رفعه، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «إن هؤلاء القوم كانوا يذكرون الله تعالى - يعني أهل مجلس أمامه- فنزلت عليهم السكينة يحملها الملائكة كالقبة، ولما دنت منهم تكلم رجل منهم بباطل، فرفعت عنهم».
932- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن الأغر، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وتغشتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده».
933- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا وهيب- أو قال: عبد الوهاب- بن الورد- قال: ما اجتمع قوم في مجلس- أو ملأ- إلا كان أولاهم بالله الذي يفتتح بذكر الله عز وجل، حتى يفيضوا في ذكره، وما اجتمع قوم في مجلس- أو ملأ- إلا كان أبعدهم من الله الذي يفتتح بالشر، ثم يخوضوا فيه.
934- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: {اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} قال: «تطيعونه».
935- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الزبير بن سعيد قال: سمعت صفوان بن سليم يقول لرجل يقال له: الغاضري صاحب مضاحيك، وأتاهم في مجلس ابن المنكدر، والقوم يتحدثون، فرماهم بكلمة، قال: فكأنهم، ثم عادوا لحديثهم ثم رماهم بكلمة، فقال صفوان: إنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس من أحد إلا ومعه ملك يوحي إليه، وشيطان يوحي إليه:، وهو من الغالب عليه منهما، فيقول الملك لوليه: اذكر فله أجره، ومثل أجر من ذكر بذكره، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ويقول الشيطان لوليه: اشغب فعليه إثمه، وإثم من شغب بشغبه، ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئا، فلا تأثم وتؤثمنا».
936- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: وأخبرنا أيضا- يعني الزبير بن سعيد- عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكلم بكلمة ليضحك به القوم، يهوي بها من أبعد من الثريا»، قال ابن صاعد: لا أعلم روى هذا الحديث إلا ابن المبارك بهذا الإسناد.
937- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قراءة على محمد بن شعيب، عن النعمان، عن مكحول أن أبا الدرداء كان يقول: من الناس مفاتيح للخير، ومغاليق للشر، ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر، ومغاليق للخير، وعليهم بذلك إصر، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة، قال ابن صاعد: تفرد به ابن المبارك غريب الإسناد صحيح.
938- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن المسعودي، عن عون بن عبد الله أن لقمان قال لابنه: يا بني، إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام، يعني السلام، ثم اجلس إلى ناحيتهم، فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجر سهمك معهم، فإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم.
939- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، أنه كان يقول لابنه: يا بني، كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس نأيه بكبر، ولا عظمة، ولا دنوه بخدع، ولا خلابة، يقتدي بمن قبله، فهو إمام لمن بعده، ولا يعجل فيما رابه، ويعفو إذا تبين له، يغمض في الذي له، ويزيد في الحق الذي عليه، لا يعزب حلمه، ولا يحضر جهله، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن زكي خاف مما يقولون، واستغفر لما لا يعلمون، لا يغره ثناء من جهله، ولا ينسى إحصاء من علمه، يقول: ربي أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بي من غيري، فهو يستبطئ نفسه في العمل، ويأتي ما أتى من الأعمال الصالحة على وجل، إن عصته نفسه فيما كرهت لم يطعها فيما أحبته، يبيت وهو يذكر، ويصبح وهمته أن يشكر، يبيت حذرا، ويصبح فرحا، حذرا لما حذر من الغفلة، فرحا لما أصاب من الفضل والرحمة، لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء، ولا يعمل بشيء من الخير رياء، ولا يدع شيئا منه حياء، إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، وإن كان في الغافلين كتب في الذاكرين؛ لأنه يذكر حين لا يذكرون، ولا يغفل حين يذكرون، زهادته فيما ينفد، ورغبته فيما يخلد، فيصمت ليسلم، ويخلو ليغنم، وينطق ليفهم، ويخالط ليعلم، ولا ينصب للخير وهو يسهو، ولا يستمع له وهو يلغو، مجالس الذكر مع الفقراء أحب إليه من مجالس اللغو مع الأغنياء، ولا تكن يا بني، ممن يعجب باليقين من نفسه فيما ذهب، وينسى اليقين فيما رجا وطلب، يقول فيما ذهب: لو قدر شيء كان، ويقول فيما بقي: ابتغ أيها الإنسان شاخصا غير مطمئن، لا يثق من الرزق بما قد تضمن له، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، يتمنى المغفرة، ويعمل في المعصية، كان في أول عمره في غفلة وغرة، ثم أبقي، وأقيل العثرة، فإذا هو في آخره كسل ذو فترة، طال عليه الأمل ففتر، وطال عليه الأمد فاغتر، وأعذر إليه فيما عمر، وليس فيما عمر بمعذر، عمر فيما يتذكر فيه من تذكر، وهو من الذنب والنعمة موقر، إن أعطي لم يشكر، وإن منع قال: لم لم يقدر، أساء العبد واستكبر، الله أحق أن يشكر، وهو أحق أن لا يعذر، يتكلف ما لم يؤمر، ويضيع ما هو أكبر، يسأل الكثير، وينفق اليسير، فأعطي ما يكفي، ومنع ما يلهي، فليس يرى شيئا يغني، إلا غناء يطغي، يعجز عن شكر ما أعطي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، يستبطئ نفسه في شكر ما أوتي، وينسى ما عليه من الشكر فيما وقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يهلك في بغضه، ولا يقصد في حبه، يغره من نفسه حبه ما ليس عنده، ويبغض على ما عنده مثله، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المسيئين وهو أحدهم، يرجو الأجر في بغضه على ظنه، ولا يخشى المقت في اليقين من نفسه، لا يقدر من الدنيا على ما يهوى، ولا يقبل من الآخرة ما يبقى، إن عوفي حسب أنه قد تاب، وإن ابتلي عاد، إن عرضت له شهوة قال: يكفيك العمل فوقع، وإن عرض له العمل كسل ففتر، وقال: يكفيك الورع، لا يذهبه مخافته الكسل، ولا تبعثه رغبته على العمل، مرض وهو لا يخشى أن يمرض، ثم يؤخر وهو يخشى أن يقبر، ثم لا يسعى فيما له خلق، يزعم إنما تكفل له به الرزق، يشغل عما فرغ له من العمل، يخشى الخلق في ربه، ولا يخشى الرب في خلقه، يعوذ بالله ممن هو فوقه، ولا يريد أن يعيذ بالله ممن هو تحته، يخشى الموت ولا يرجو الفوت، ثم يأمن ما يخشى، وقد أيقن به، ولا يأيس مما يرجو، وقد أوئس منه، يرجو نفع علم لا يعمل به، ويأمن ضر جهل قد أيقن به، يضجر ممن تحته من الخلق، وينسى ما عليه فيه من الحق، إن ذكر اليقين قال: ما هكذا كان من كان قبلكم، فإن قيل: أفلا تعمل مثل عملهم؟ قال: من يستطيع أن يكون مثلهم، كأن النقص لم يصبه معهم، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه ما ييسر من عمله، تبصره العورة من غيره ويغفلها من نفسه، ويلين ليحسب أن عنده أمانة وهو يرصد الخيانة، يستعجل بالسيئة وهو في الحسنة، خفف عليه الشعر، وثقل عليه الذكر، واللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يعجل النوم، ويؤخر الصوم، فلا يبيت قائما، ولا يصبح صائما، يصبح وهمه التصبح من النوم، ولم يسهر، ويمسي وهمه العشاء وهو مفطر، إن صلى اعترض، وإن ركع ربض، وإن سجد نقر، وإن جلس شغر، وإن سأل ألحف، وإن سئل سوف، وإن حدث حلف، وإن حلف حنث، وإن وعظ كلح، وإن مدح فرج، طلبه شر، وتركه وزر، ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل، وليس لها في الإحسان فضل، يميل لها، ويحب لها منهم العدل، يرى له في العدل سعة، ويرى عليه فيه منقصة، أهل الخيانة له بطانة، وأهل الأمانة له علاوة، ثم يعجب من أن يفشو سره، ولا يشعر من أين جاء ضره، إن أسلم لم يسمع، وإن أسمع لم يرجع، ينظر نظر الحسود، ويعرض إعراض الحقود، ويسخر بالمقبل، ويأكل المدبر، ويرضي الشاهد، ويسخط الغائب، ويرضي الشاهد بما ليس فيه، ويسخط الغائب بما لا يعلم فيه، من اشتهى زكى، ومن كره قفا، جرى على الخيانة، وبرئ من الأمانة، من أحب كذب، ومن أبغض خلب، يضحك من غير عجب، ويمشي إلى غير الأرب، لا ينجو منه من جانب، ولا يسلم منه من صاحب، إن حدثته ملك، وإن حدثك غمك، وإن سؤته سرك، وإن سررته ضرك، وإن فارقك أكلك، وإن باطنته فجعك، وإن باعدته بهتك، وإن وافقته حسدك، وإن خالفته مقتك، يحسد أن يفضل، ويزهد أن يفضل، يحسد من فضله، ويزهد أن يعمل عمله، ويعجز عن مكافأة من أحسن إليه، ويفرط فيمن بغى عليه، له الفضل في الشر، وعليه الفضل في الأجر، فيصبح صاحبه في أجر، ويصبح منه في وزر، إن أفيض في الخير كزم يعني سكت، وضعف، واستسلم، وقال: الصمت حلم، فهذا ما ليس له به علم، وإن أفيض في الشر قال: يحسب بك غي، فتكلم فجمع بين الأروى والنعام، وبين الخال والعم والأم، قال: ولاءم ما يتلاءم له، لا ينصت فيسلم، ولا يتكلم بما لا يعلم، يخاف زعم أن يتهم، ونهمته إذا تكلم، يغلب لسانه قلبه، ولا يضبط قلبه قوله، يتعلم المراء، ويتفقه للرياء، ويكن الكبرياء، فيظهر منه ما أخفى، ولا يخفى منه ما أبدى، يبادر ما يفنى، ويواكل ما يبقى، يبادر الدنيا، ويواكل التقوى.
940- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: قال لقمان لابنه: يا بني، لا تتعلم العلم لتباهي به العلماء، وتباري به السفهاء، وتماري به في المجالس، ولا تترك العلم زهادة فيه، ورغبة في الجهالة، إذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم، فإن تك عالما ينفعك علمك، وإن تك جاهلا يزيدوك علما، ولعل الله تعالى إن يطلع إليهم برحمة فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإن تك عالما لا ينفعك علمك، وإن تك جاهلا يزيدوك جهلا- أو قال: غيا- ولعل الله تعالى يطلع إليهم بسخطة فيصيبك بها معهم.
941- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني قال: حدثنا الحسن بن ثوبان أن أبا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا جلوسا، فرجا أن يكونوا على ذكر، على خير، فجلس إليهم، فإذا بعضهم يقول: قدم غلام لي، فأصاب كذا وكذا، وقال الآخر: قد جهزت غلامي، فنظر إليهم، فقال: سبحان الله، هل تدرون يا هؤلاء، ما مثلي ومثلكم؟ كمثل رجل أصابه مطر غزير وابل، فالتفت، فإذا هو بمصراعين عظيمين، فقال: لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني أذى هذا المطر، فدخل فإذا بيت لا سقف له، جلست إليكم، وأنا أرجو أن تكونوا على خير، على ذكر، فإذا أنتم أصحاب دنيا، فقام عنهم.