فصل: ما جاء في علاج الصدر والحلق والفم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطب النبوي



.ما جاء في التعالج بالمشي من السنا والشبرم وأشباهها من العقاقير:

وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بأربع فإن فيهن شفاء من كل داء إلا من السام وهو الموت: السنا، والسنوت، والثفاء، والحبة السوداء».
قال عبد الملك: والسنا القثاء لغة ثم السنوت الشبت والثفاء الحرف والحبة السوداء (الشونيز).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماذا في الأمرين من الشفاء الصبر والثفاء» يعني الحرف. وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها شبرم فقال لها: «ما هذا؟» فقالت: شبرم يا رسول الله أردت أن أستمشي به؟ فقال لها: «إنه حار جار» يعني أنه يجر الداء. قالت: ودخل علي مرة أخرى وعندي سنا فقلت: يا رسول الله أردت أن أستمشي بهذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان شيء يشفي من الموت لشفا منه السنا». فكانت أسماء تنهي بعده عن الشبرم لحرارته عن الأدوية التي فيها السموم. وكانت إذا شربت السنا تطبخه بالزيت. ووصف الحارث بن كلدة لعمر بن الخطاب شرب السنا يطبخ بالزيت وأنه ينفع من الخام ووجع الظهر، فأرسل عمر إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بنعت ذلك يكن يتعالجن به وكانت عائشة لا تعيبه. وعن حبيب كاتب مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالسنا وإياكم والشبرم فإنه حار جار» يعني أنه يجر بالداء. وعن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالأشبيوش فإنه مرهم البطن». قال: والأشبيوش بزر قطونا. وكان المقداد بن عمر يشرب دهن الخروع عاما ويتركه عاما.

.ما جاء في ما يكره التعالج به من الدواء الخبيث المخوف أو المحرم:

وعن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن شرب الدواء الخبيث وهو الذي يبقى في الأمعاء ويقتل صاحبه من العقاقير المسمومة مثل السقمونية والتاكوت والشبرم والحنظل والعلقم وأشباهها من العقاقير المسمومة فإن التعالج بها مكروه. وقد سئل مالك عن التعالج بها فكرهها ونهى عنها إلا من اضطر لشدة داء ويكون الذي يعالج بها ثقة مأمونا عالما بالطب والعلاج به فلعل. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر أيتداوى بها المريض والصبيان؟ فقال: «لا يقربونها فإنها داء دوي» وقال: «ليس في ما حرم الله شفاء». وعنه صلى الله عليه وسلم: «ما جعل الله في شيء حرمه شفاء لأحد». وقال مالك: لا يحل لأحد أن يداوي دبر الدواب بالخمر وكيف بمداواة المريض بها. وقد كرهها ابن عمر لناقته. وكان ابن عمر إذا دعا طبيبا يداوي أهله اشترط عليه ألا يداوي بشيء مما حرم الله.

.ما جاء في ما يكره من التعالج بالماء المر والحميم وماء الشمس:

وعن الحسن بن علي أنه قال: الماء العذب مبارك فأما الماء المر فملعون فلا تتداووا به. وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب الماء الحميم للدواء. قال عبد الملك: وذلك إذا كان وحده فأما إذا كان بالعسل فقد أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم للخاصرة، وما كان بالكمون، وما أشبهه من الأشجار الحارة فذلك الفاشور ولا بأس به، بل هو من جيد العلاج للمعدة وبرد الجوف. وقال عمر بن الخطاب: لا تغتسلوا بماء الشمس فإنه يورث البرص. قال عبد الملك: وقد روى غير واحد من أهل العلم أنهم كانوا يغتسلون به. واجتنابه بنهي عمر خيفة. ما ذكر أحب إلي.

.ما جاء في التعالج بألبان الأتن ومرارة السبع:

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التداوي بشرب ألبان الأتن فقال: «لا بأس به».
وكانت رملة بنت المسور بن مخرمة قد اشتكت رجلها فنعت لها ألبان الأتن تتداوى بها فكانت تشربها، والمسور يعلمه فلا ينكره. وعن الواقدي أن سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وعطاء بن أبي رباح ومالك بن أنس قالوا: لا بأس بالتداوي بشربها. وعن القاسم بن محمد أنه سئل عن التداوي بمرارة الذئب وغيره من السباع وقال: لا بأس به لمن اضطر إليه. قال الواقدي: وقاله الزهري، وسعيد بن جبير، والحسن بن سيرين، وقاله مالك بن أنس وذلك إذا ذكي ما يذكى به الصيد لمرارته، ولما يتداوى به منه فلا يؤخذ ذلك من ميت.

.ما جاء في التعالج بالترياق:

وروي أن عمر بن عبد العزيز استعمل الوليد بن هشام على الطائف وزوده الترياق وأمره أن يسقيه لمن لدغ من المسلمين. وكان ابن عمر يشرب الترياق ولا يرى به بأسا. قال ابن أبي شبرمة: وسألت ربيعة وأبا الزناد عنه فقالا لي: اشربه ولا تسأل عنه وعليك بعمل أريحا فأما إن عملته أنت فلا تجعل فيه إلا حية ذكية. قال عبد الملك: وهو قول مالك. وعن معن بن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أريحا وهم صنعة الترياق يأمرهم ألا يجعلوا فيه إلا حية ذكية.

.ما جاء في فضل دهن البنفسج على غيره:

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بدهن البنفسج فإن فضله على سائر الأدهان كفضلي على أدناكم».

.ما جاء في علاج البلغم وعلاج النسيان وما يورث الحفظ:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكل اللبان يورث الحفظ ويذهب النسيان ويقطع البلغم» وكان أبو بكر المنكدر يصيب الشونيز بالعسل كل غدوة ويقول: هو أجل ما يتعالج به من البلغم. ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصيبها كل غدوة. وعن الحكم بن عيينة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام ليلة حتى يأكل مثقال شونيز بعسل وإذا أصبح أكل منه مثل ذلك للحفظ ولذهاب البلغم. وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ثلاثة يذهبن البلغم من غير علاج: السواك والصيام وتلاوة القرآن». وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خمس يزدن في النسيان: الحجامة في النقرة وإلقاء القملة والبول في الماء الراكد وأكل التفاح وأكل التفاح سور الفار». وروي أن بني إسرائيل قالوا لموسى بن عمران صلوات الله علي نبينا وعليه: إنه نسمع منك أشياء تدق قلوبنا فإذا ذهبنا عنك نسيناها فادع الله يذهب ذلك عنا. فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن مرهم أن يأكلوا اللبان ففعلوا فذهب ذلك عنهم. قال عبد الملك: وأكل اللبان يذهب البلغم وكل ما أذهب البلغم فهو يذهب النسيان ويورث الحفظ.

.ما جاء في علاج الصدر والحلق والفم:

وعن قتادة أن رجلا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أشتكي صدري. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن فإن الله يقول: فيه شفاء لما في الصدور». وعن جابر بن عبد الله أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أشتكي حلقي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك بالقرآن فاقرأه». وعن إبراهيم بن محمد قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطون البرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكله ويقول: «إنه يذهب أكلة الأسنان». وكان عمر بن الخطاب يقول: إياكم والتخلل بالقصب فإنه تكون منه الأكلة. وعن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تخللوا من الطعام وتمضمضوا منه فإنه مطهرة للفم مصحة للثات والنواجذ».

.ما جاء في ما يستشفى به للنفساء عند نفاسها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الطعام الرطب للمرأة عند ولادتها». وقال الحسن: إن لم يكن رطب فتمر. قال عبد الملك: قيل لا ينبغي أن يكثر منه فإنه يرق البطن، ولكن تأكل منه واحدة، أو ثلاثا، أو خمسا، فإن لم تأكل رطبا، فتمر مبلول. قال أنيس: ولدت امرأتي وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني أن آخذ لها تمرا فأبله في قدح حتى إذا ابتل سقيته إياها ففعلته فما رأيت شيئا أكبره. قال الربيع بن خثيم: لم نجد للنفساء مثل الرطب، ولا للمريض مثل العسل. وعن إبراهيم النخعي قال: يستحبون للنفساء الرطب.
قال عبد الملك: وذلك إن الله أطعم مريم عند ولادتها، وبلغني أن نخلة مريم كانت بدنية. قال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولادتها فتأخذ إناء نظيفا وتكتب فيها: {بسم الله الرحمن الرحيم إذا السماء انشقت} [الانشقاق: 1] إلى: ! {ما فيها وتخلت} [الانشقاق: 4]، {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار} [الأحقاف: 35]، {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات: 46] {لقد كان في قصصهم عبرة} [يوسف: 111] إلى آخر السورة، ثم تغسل الإناء فتستقي المرأة منه، ثم تنضح منه بطنها وفرجها.

.ما جاء في ما يستشفى به من التمر:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل سبع تمرات عجوة حين يصبح لم يضره سحر ولا سم حتى يمسي». وقال علي بن أبي طالب: من أكل عند نومه سبع تمرات من عجوة قتلن الدود في بطنه.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «أحرى ما يؤكل من التمر ما كان وثرا ومن اصطبح بسبع تمرات عجوة مما بين لابتيها لم يضره يومه ذلك سم ولا سحر». وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العجوة من الجنة وهي شفاء من السم». وكانت عائشة تنعت لصاحب الدوار (يعني الدوران) أن يأكل سبع تمرات عجوة كل غدوة على الريق سبعة أيام. وعن الحسن أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «خير تمراتكم البرني يخرج الداء ولا داء فيه». قال عبد الملك: يعني أنه خير التمرات بعد العجوة.

.ما جاء في ما يستشفى به من العسل:

وعن الزهري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العسل يجلو البصر ويشد الفؤاد».
وبعث لبيد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ابعث إلي بشفاء، وكانت به الدبيلة، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكة عسل، فكان يلعقها حتى برئ. وعن نافع قال: كان ابن عمر لا يصيبه شيء إلا داواه بالعسل حتى إنه كان ليجعله على القرحة والدماميل، ويقول: قال الله: {فيه شفاء للناس} [النحل: 69]. وعن أبي سعيد الخدري أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ابني يشتكي بطنه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اسقه عسلا». فذهب ثم رجع فقال: يا رسول الله ابني يشتكي بطنه. فقال: « اسقه عسلا». قال: قد فعلت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اسقه عسلا. صدق الله وكذب بطن ابنك» فسقاه عسلا فشفاه الله. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إذا اشتكى أحدكم فليسأل امرأته درهمين، أو ثلاثا ليبتع بها عسلا ويمزجه بماء السماء، ثم يشربه فيجمع هنئا مرئا وشفاء وماء مباركا.
وعن ابن مسعود أنه كان يقول: عليكم بالشفاءين القرآن والعسل، فالقرآن شفاء لما في الصدور والعسل شفاء من كل داء. وروي أن رجلا أتى ابن أبي كعب فقال له: إني رجل وجيع، فما أشرب؟ قال: الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي. قال: لا يوافقني. قال: فاشرب العسل الذي جعل الله فيه شفاء من كل داء. قال: لا يوافقني. قال: فاشرب اللبن الذي غديت به كل دابة. قال: لا يوافقني. قال: فاشرب السويق. قال: ينفخني. قال: أفالخمر تريد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تداوى الناس بمثل الحجامة وشربة العسل». وقال أيضا: «التمسوا الشفاء في اثنتين: في شربة عسل، أو شرطة محجمة».