فصل: الجارود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 فضالة الليثي

قال أخبرنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن فضالة الليثي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني حتى علمني الصلوات الخمس في مواقيتهن فقلت هذه ساعات أشغل فيها فمرني بجوامع قال فلا تشغلن عن العصرين قال قلت وما العصران قال صلاة الغداة وصلاة العصر ‏.‏

 سليمان بن عامر الضبي

واسمه يسار بن عبيد ‏.‏

 أهبان بن صيفي الغفاري

ويكنى أبا مسلم أوصى أن يكفن في ثوبين فكفن في ثلاثة أثواب فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب ‏.‏

 مضرس بن أسمر ‏.‏

 زهير بن عمرو وداره في بني كلاب وليس منهم ‏.‏

 سلمة بن المحبق خداش قال أخبرنا عثمان بن عمر قال أخبرنا أيوب بن ثابت قال أخبرتني بحرية قال استوهب عمي خداش من رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فكانت عندنا فكان عمر يقول أخرجوها إلي فنملأها من ماء زمزم فنأتيه بها فيشرب منها ويصب على رأسه ووجهه ثم إن سارقا عدا علينا فسرقها مع متاع لنا فجاءنا عمر بعدما سرقت فسألنا أن نخرجها له فقلنا يا أمير المؤمنين سرقت في متاع لنا قال لله أبوه سرق صحفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سلمة قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده أن أبويه اختصما فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما مسلم والآخر كافر فخيره فتوجه إلى الكافر فقال اللهم اهده فتوجه إلى المسلم فقضى له به ‏.‏

 

عم عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي

قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي عن عمه قال غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقد تغدينا أو قال قد أصبنا من الغداء فقال هل صمتم اليوم فقلنا قد تغدينا فقال صوموا بقية يومكم ‏.‏

 

قيس بن الأسلع الأنصاري

روى عنه نافع مولى حمنة أن عمومته شكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يبذر ماله ‏.‏

 

حابس التميمي

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بهيشة ‏.‏

 

عبادة بن قرص العبسي

ويقال ليثي ويقال بن قرط قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال قال قال عبادة بن قرط إنكم لتأتون أمورا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال فذكرت ذلك لمحمد فقال صدق وأرى جر الإزار منه ‏.‏

 

أبو مجيبة الباهلية

أو عمها روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن امرأة من باهلة يقال لها مجيبة قالت حدثني أبي أو عمي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فقال من أنت فقلت أما تعرفني يا رسول الله أنا الباهلي الذي أتيتك عام أول قال فإنك أتيتني ولونك وجسمك وهيئتك حسنة وأراك قد شجبت اليوم قلت يا رسول الله ما أفطرت بعدك إلا ليلا قال فمن أمرك أن تعذب نفسك صم شهر الصبر رمضان قال قلت يا رسول الله إني أجد قوة فزدني قال صم شهر الصبر ثم يومين من كل شهر قال قلت يا رسول الله زدني فإني أجد قوة قال ما تبغي عن شهر الصبر يومين قال قلت يا رسول الله إني أجد قوة فزدني قال صم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر ومن الجرم وأفطر وأشار بيده قال محمد بن سعد وقد كتبنا في كتابنا هذا الحديث عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن مسلم عن معاوية بن قرة عن كهمس الهلالي وهذا الحديث مثله عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عن عمها والله أعلم ‏.‏

 

خال أبي السوار العدوي

قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا السميط عن أبي السوار العدوي يحدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه قال فاتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم بي فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو بقضيب أو سواك أو شيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال وقلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع فلا تكسر قرون رعيتك وقال والله ما أضربكم في معصية ولا خلاف ولما صلينا الغداة أو قال أصبحنا قال رسول الله إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني اللهم من ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو ‏.‏

 

عم حسناء بنت معاوية الصريمية

قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق وهوذة بن خليفة قالا حدثنا عوف عن حسناء بنت معاوية الصريمية عن عمها أنه حدثها قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والموؤودة في الجنة ‏.‏

 

عم أبي حرة الرقاشي

قال كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق إذ ودعته الناس ثم ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ‏.‏

 

أبو أبي العشراء الدارمي

واسمه مالك بن قهطم واسم أبي العشراء أسامة بن مالك ‏.‏

 

أشج عبد القيس

وقد اختلف علينا في اسمه فقال محمد بن عمر عن قدامة بن موسى عن عبد العزيز بن رمانة عن عروة بن الزبير ومحمد بن عمر عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه وعن غيره قالوا عبد الله بن عوف الأشج وقال إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال قال أشج بني عصر قال لي رسول الله صإن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله قلت ما هما قال الحلم والحياء قلت وقديما كانا في أم حديثا قال بل قديما قلت الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن عوف عن الحسن قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائذ بن المنذر الأشج وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فذكر عن أبيه أن أشج عبد القيس هو المنذر بن الحارث بن عمرو بن زياد بن عصر بن عوف بن عمرو بن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة وأما علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف مولى عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي فقال اسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النعمان بن زياد بن عصر وقال محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي الكوفي سألت شيخنا البحتري عن اسم الأشج فقال اسمه المنذر بن عائذ وقد كان في وفد عبد القيس الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من البحرين ثم رجع إلى البحرين مع قومه ثم نزل البصرة بعد ذلك ‏.‏

 

الجارود

واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ويكنى أبا المنذر وأمه درمكة بنت رؤيم أخت يزيد بن رؤيم الشيباني وكان الجارود شريفا في الجاهلية وكان نصرانيا فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوفد فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وعرضه عليه فقال الجارود اني قد كنت على دين واني تارك ديني لدينك أتضمن لي ديني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ضامن لك قد هداك الله إلى ما هو خير لك منه ثم أسلم الجارود وحسن إسلامه وكان غير مغموص عليه وأراد الرجوع إلى بلاد قومه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم حملانا فقال ما عندي ما أحملك عليه فقال يا رسول الله إن بيني وبين بلادي ضوال من الإبل أفأركبها فقال رسول صلى الله عليه وسلم إنما هن حرق النار فلا تقربها وكان الجارود قد أدرك الردة فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلىالإسلام وقال أيها الناس إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأكفر من لم يشهد وقال رضينا بدين الله من كل حادث وبالله والرحمن نرضى به ربا ثم سكن الجارود بعد ذلك البصرة وولد له أولاد وكانوا أشرافا ووجه الحكم بن أبي العاص الجارود على القتال يوم سهرك فقتل في عقبة الطين شهيدا سنة عشرين قال ويقال لها عقبة الجارود كان المنذر بن الجارود سيدا جوادا ولاه علي بن أبي طالب عليه السلام اصطخر فلم يأته أحد إلا وصله ثم ولاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند فمات هناك سنة إحدى وستين أو أول سنة اثنتين وستين وهو يومئذ بن ستين سنة‏.‏

 

صحار بن عباس العبدي

من بني مرة بن ظفر بن الديل ويكنى أبا عبد الرحمن وكان في وفد عبد القيس قال أخبرنا سعيد بن سليمان قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا سراج بن عقبة عن عمته خلدة بنت طلق قالت قال لنا أبي جلسنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار بن عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات قال فصلى بنا فلما قضى الصلاة قال من السائل عن المسكر تسألني عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أخاك فوالذي نفس محمد بيده ما شربه رجل قط ابتغاء لذة سكر فيسقيه الخمر يوم القيامة قال وكان صحار فيمن طلب بدم عثمان ‏.‏

 

أبو خيرة الصباحي

من عبد القيس قال أخبرت عن خليفة بن خياط قال حدثنا عون بن كهمس قال حدثنا داود بن المساور عن مقاتل بن همام عن أبي خيرة الصباحي قال كنت في الوفد الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس فزودنا الأراك نستاك به فقلنا يا رسول الله عندنا الجريد ولكنا نقبل كرامتك وعطيتك فقال رسول الله صاللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير مكرهين إذ بعض قوم لم يسلموا إلا خزايا موتورين‏.‏

 

أبان المحاربي

من عبد القيس قال أخبرت عن سعيد بن عامر قال حدثنا أبان عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا وأشهد أن لا إله إلا الله إلا ظل تغفر له ذنوبه حتى يمسي وإن قالها إذا أمسى بات تغفر له ذنوبه حتى يصبح ‏.‏

 

الزارع بن الوازع العبدي

وكان في وفد عبد القيس ثم نزل بعد ذلك البصرة ‏.‏

 

جابر بن عبد الله بن جابر العبدي

وكان في وفد عبد آلاف ثم نزل بعد ذلك البصرة‏.‏ ‏.‏

 

سلمة الجرمي

وهو أبو عمرو بن سلمة قال أخبرنا يوسف بن الغرق قال أخبرنا مسعر بن حبيب الجرمي عن عمرو بن سلمة عن أبيه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله من يصلي بنا أو يصلي لنا فقال يصلي بكم أو يصلي لكم أكثركم أخذا أو جمعا للقرآن قال عمرو فكان أبي يصلي بهم في مسجدهم وعلى جنائزهم لا ينازعه أحد حتى مات قال أخبرنا يزيد بن هارون عن مسعر بن حبيب قال حدثنا عمرو بن سلمة أن أباه ونفرا من قومه وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم الناس وتعلموا القرآن فقضوا حوائجهم وقالوا له من يصلي بنا أو لنا قال يصلي بكم أكثركم جمعا أو أخذا للقرآن قال فجاؤوا إلى قومهم فسألوهم فلم يجدوا فيهم أحدا أخذ أو جمع من القرآن أكثر مما جمعت أو أخذت قال وأنا يومئذ غلام علي شملة فقدموني فصليت بهم فما شهدت مجمعا من حرم إلا وأنا إمامهم إلى يومي هذا قال مسعر وكان يصلي على جنائزهم ويؤمهم في مسجدهم حتى مضى لسبيله قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال حدثنا عمرو بن سلمة أبو يزيد الجرمي قال كنا بحضرة ماء ممر الناس قال وكنا نسألهم ما هذا الأمر فيقولون رجل زعم أنه نبي وأن الله أرسله وأن الله أوحى إليه كذا وكذا فجعلت لاأسمع شيئا من ذلك إلا حفظته كأنما تغرى في صدري حتى جمعت منه قرآنا كثيرا قال وكانت العرب تلوم بإسلامها الفتح يقولون انظروا فإن ظهر عليهم فهو صادق وهو نبي قال فلما جاءتنا وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم قال فانطلق أبي بإسلام حوائنا ذلك قال فأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقيم قال ثم أقبل فلما دنا تلقيناه فلما رأيناه قال جئتكم والله من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا ثم قال إنه يأمركم بكذا وينهاكم عن كذا وكذا وأن يصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا قال فنظر أهل حوائنا فما وجدوا أحدا أكثر مني قرآنا للذي كنت أحفظه من الركبان قال فقدموني بين أيديهم فكنت أصلي بهم وأنا بن ست سنين قال وكان علي بردة كنت إذا جلست تقلصت عني فقالت أمراة من الحي ألا تغطون عنا أست قارئكم قال فكسوني قميصا من معقد البحرين قال فما فرحت بشيء أشد من فرحي بذلك القميص قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة الجرمي قال كنت أتلقى الركبان فيقرئوني الآية فكنت أؤم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة بن أيوب قال سمعت عمرو بن سلمة قال ذهب أبي بإسلام قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما قال لهم يؤمكم أكثركم قرآنا قال فكنت أصغرهم فكنت أؤمهم فقالت امرأة غطوا است قارئكم فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء ما فرحت بذلك القميص قال أخبرنا يزيد بن هارون عن عاصم عن عمرو بن سلمة قال لما رجع قومي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إنه قال ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن قال فدعوني فعلموني الركوع والسجود قال فكنت أصلي بهم وعلي بردة مفتوقة فكانوا يقولون لأبي ألا تغطي عنا است ابنك ‏.‏‏.‏

 

الطبقة الأولى من الفقهاء والمحدثين والتابعين

من أهل البصرة من أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ‏.‏

 

أبو مريم الحنفي

واسمه إياس بن ضبيح بن المحرش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وكان من أهل اليمامة وكان من أصحاب مسيلمة وهو قتل زيد بن الخطاب بن نفيل يوم اليمامة ثم تاب وأسلم وحسن إسلامه وولي قضاء البصرة بعد عمران بن الحصين في زمن عمر بن الخطاب قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي مريم الحنفي أن عمر بن الخطاب دخل مربدا له ثم خرج فجعل يقرأ القرآن قال له أبو مريم يا أمير المؤمنين إنك خرجت من الخلاء فقال أمسيلمة أفتاك بهذا قالوا وتوفي أبو مريم بسنبيل ناحية الأهواز وكان قليل الحديث‏.‏

 

كعب بن سور بن بكر

ابن عبد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر من الأزد قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا مالك بن مغول قال سمعت الشعبي قال جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب فقالت أشكو إليك خير أهل الدنيا إلا رجلا سبقه بعمل أو عمل بمثل عمله يقوم الليل حتى يصبح ويصوم النهار حتى يمسي ثم تجلاها الحياء فقالت أقلني يا أمير المؤمنين فقال فقال جزاك الله خيرا قد أحسنت الثناء قد أقلتك فلما ولت قال كعب بن سور يا أمير المؤمنين لقد أبلغت إليك في الشكوى فقال ما اشتكت قال زوجها قال علي المراة فقال لكعب اقض بينهما قال أقضي وأنت شاهد قال إنك قد فطنت إلى ما لم أفطن قال إن الله يقول فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع صم ثلاثة أيام وأفطر عندها يوما وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة فقال عمر لهذا أعجب إلي من من الأول فرحل به أو بعثه

قاضيا لأهل البصرة قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق والفضل بن دكين عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي أن عمر بن الخطاب بعث كعب بن سور على قضاء البصرة قال أخبرنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال لما التقوا يوم الجمل خرج كعب بن سور ناشرا مصحفه يذكر هؤلاء ويذكر هؤلاء حتى أتاه سهم فقتله قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال سمعت محمد بن سيرين يقول لأبي معشر بلغني أن بعض أصحابكم مر بكعب بن سور وهو صريع قتيل بين الصفين فوضع الرمح في عينه وقال ما رأيت كافرا أقضى بحق منك وقال بعض أهل العلم إن كعب بن سور لما قدم طلحة والزبير وعائشة البصرة دخل في بيت وطين عليه وجعل فيه كوة يناول منها طعامه وشرابه اعتزالا للفتنة فقيل لعائشة إن كعب بن سور إن خرج معك لم يتخلف من الأزد أحد فركبت إليه فنادته وكلمته فلم يجبها فقالت يا كعب ألست أمك ولي عليك حق فكلمها فقالت إنما أريد أن أصلح بين الناس فذلك حين خرج وأخذ المصحف فنشره ومشى بين الصفين يدعوهم إلى ما فيه فجاءه سهم غرب فقتله وكان معروفا بالخير والصلاح وليس له حديث ‏.‏

 

الأحنف بن قيس

واسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وأمه من بني قراض من باهلة ولدته وهو أحنف فقالت وهي ترقصه والله لولا حنف في رجله ما كان في الحي غلام مثله ويكنى الأحنف أبا بحر وكان ثقة مأمونا قليل الحديث وقد روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال تذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه فقلت أنت انك لتدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا قال فإني ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اغفر للأحنف قال الأحنف فما شيء أرجى عندي من ذلك قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال يا أمير المؤمنين أئذن لي فأتكلم قال تكلم قال إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فمنهم الصالح والطالح فقال صدقت فعفا بقول حسن فقام الحتات وكان يناوئه فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم فقال اجلس قد كفاكم سيدكم الأحنف قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي سويد المغيرة عن الحسن أن الأحنف قدم على عمر فاحتبسه حولا كاملا ثم قال هل تدري لم حبستك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفنا كل منافق عليم ولست منهم إن شاء الله قال أخبرنا عارم بن الفضل والحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف قال قدمت على عمر بن الخطاب فاحتبسني عنده حولا فقال ياأحنف قد بلوتك وخبرتك فلم أر إلا خيرا ورأيت علانيتك حسنة وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك فإنا كنا نتحدث إنما هلك هذه الأمة كل منافق عليم وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فادن الأحنف بن قيس وشاوره واسمع منه قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو كعب صاحب الحرير الأزدي قال حدثنا أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة قال فلم يوقظ أحدا من غلمانه ولا جنده وانطلق يطلب الماء قال فأتى على شوك وشجر حتى سألت قدماه دما فوجد الثلج قال فكسره واغتسل قال فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين قال فلبسهما فلما أصبح أخبر اصحابه فقالوا والله ما علمنا بك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن معمر عن الحسن قال ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف قال أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سلمة عن شيخ من بني تميم عن الأحنف بن قيس أنه قال ليمنعني من كثير من الكلام مخافة الجواب قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن بن عون عن الحسن قال ذكروا عند معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال معاوية تكلم يا أبا بحر فقال أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عرعرة بن البرند عن بن عون عن الحسن قال قال الأحنف إني لست بحليم ولكني أتحالم قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس بن عبيد قال حدثني مولى للأحنف إنه قال إن الأحنف كان قل ما خلا إلا دعا بالمصحف قال يونس وكان النظر في المصاحف خلقا من الاولين قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثني زريق بن رديح عن سلمة بن منصور عن غلام كان للأحنف اشتراه أبوه منصور قال كانت عامة صلاة الأحنف بالليل قال وكان يضع المصباح قريبا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول حسن ثم يقول ياأحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليم بن أخضر قال حدثنا بن عون عن محمد بن سيرين قال كان الأحنف في سرية فسمع صوتا في جوف الليل فانطلق وهو يقول‏:‏ إن على كل رئيس حقا أن تخضب القناة أو تندقا قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن داود قال جاء رجل إلى الأحنف فسأله فقال إنما لي سهم وما فيه فضل عني وإنما لفرسي سهمان وما فيهما فضل عن فرسي قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبي يقول قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك فقال إني أعده لشر طويل قال أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن مروان الأصفر قال سمعت الأحنف بن قيس يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا أبو الأشهب قال حدثنا عمرو بن ظبيان التميمي من بني عوف بن عبيد عن أبي المخيش قال كنت قاعدا عند الأحنف بن قيس إذ جاء كتاب من عند الملك يدعوه إلى نفسه فقال يدعوني بن الزرقاء إلى ولاية أهل الشام والله لوددت أن بيني وبينهم جبلا من نار من أتانا منهم احترق فيه ومن أتاهم منا احترق فيه قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عطاف بن خالد عن عبد العزيز بن قدير البصري قال قيل للأحنف يا أبا بحر إن فيك أناة شديدة قال قد عرفت من نفسي عجلة في أمور ثلاثة في صلاتي إذا حضرت حتى أصليها وجنازتي إذا حضرت حتى أغيبها في حفرتها وأبنتي إذا خطبها كفيئها حتى أزوجه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا الأزرق بن قيس أن الأحنف بن قيس كان يكره أن يصلي في المقصورة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس أن الأحنف بن قيس كان يكره أن يتخطى رقاب الناس قبل خروج الإمام يوم الجمعة قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن إسماعيل قال رأيت على الأحنف مطرف خز قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال حدثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن إسماعيل بن أبي خالد أنه رأى الأحنف بن قيس عليه مطرف خز ومقطعة من يمنة وعمامة من خز وهو على بغلة وكان الأحنف صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة ومصعب بن الزبير يومئذ وال عليها فتوفي الأحنف عنده بالكوفة فرؤي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء ‏.‏

 

أبو عثمان النهدي

واسمه عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن عمران بن حدير في حديث رواه أن أبا عثمان النهدي كان اسمه عبد الرحمن بن مل قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الحجاج بن أبي زينب أبو يوسف قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول كنا في الجاهلية نعبد حجرا فسمعنا مناديا ينادي يا أهل الرجال ان ربكم قد هلك فالتمسوه قال فخرجنا على كل صعب وذلول فبينا نحن كذلك نطلب إذا مناد ينادي إنا قد وجدنا ربكم أو شبهه قال فجئنا فإذا حجر قال فنحرنا عليه الجزر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا ثابت بن يزيد قال حدثنا عاصم الأحول قال سألت أبا عثمان رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قال لا قلت رأيت أبا بكر قال لا ولكن اتبعت عمر حين قام وقد صدق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات أي أخذ الصدقة منا قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا عاصم عن أبي عثمان قال صحبت سلمان اثنتي عشرة سنة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا حميد قال قال أبو عثمان النهدي أتت علي ثلاثون ومائة سنة وما مني شيء إلا قد أنكرته إلا أملي فإني أجده كما هو قال أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي قال إني لأعلم حين يذكرني الله فقيل له من أين تعلم فقال يقول الله تبارك وتعالى اذكروني أذكركم فإذا ذكرت الله ذكرني قال وكنا إذا دعونا الله قال والله لقد استجاب الله لنا ثم يقول ادعوني أستجب لكم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو طالوت عبد السلام بن شداد قال رأيت أبا عثمان النهدي شرطيا قال يجيء فيأخذ من أصحاب الكماة قال أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قال كان أبو عثمان النهدي من ساكني الكوفة ولم يكن له بها دار لبني نهد فلما قتل الحسين بن علي عليه السلام تحول فنزل البصرة وقال لا أسكن بلدا قتل فيه بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قدأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وكان ثقة وكان قد روى عن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري وسلمان وأسامة وأبي هريرة وتوفي أول ولاية الحجاج بن يوسف العراق بالبصرة‏.‏

 

أبو الأسود الدؤلي

واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن عمرو بن خلس بن يعمر بن نفاتة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان شاعرا متشيعا وكان ثقة في حديثه إن شاء الله وكان عبد الله بن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدؤلي فأقره علي بن أبي طالب عليه السلام قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا قتادة قال قال أبو الأسود الدؤلي إن أبغض الناس إلي أن أساب كل أهوج ذرب اللسان ‏.‏

 

زياد بن أبي سفيان بن حرب

ابن أمية بن عبد شمس وأمه سمية جارية الحارث بن كلدة الثقفي وكان بعضهم يقول زياد بن أبيه وبعضهم يقول زياد الأمير وولي البصرة لمعاوية حين ادعاه وضم إليه الكوفة فكان يشتو بالبصرة ويصيف بالكوفة ويولي على الكوفة إذا خرج منها عمرو بن حريث ويولي على البصرة إذا خرج منها سمرة بن جندب ولم يكن زياد من القراء ولا الفقهاء ولكنه كان معروفا وكان كاتبا لأبي موسى الأشعري وقد روى عن عمر ورويت عنه أحاديث قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال كان نقش خاتم زياد طاوسا قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا رجل من قريش يقال له محمد بن الحارث أن مرة صاحب نهر مرة أتى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وكان مولاهم فسأله أن يكتب له إلى زياد في حاجة له فكتب من عبد الرحمن إلى زياد ونسبه إلى غير أبي سفيان فقال لا أذهب بكتابك هذا فيضرني قال فأتى عائشة فكتبت له من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان قال فلما جاءه بالكتاب قال له إذا كان غدا فجئني بكتابك قال وجمع الناس فقال يا غلام اقرأه قال فقرأه من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان قال فقضى له حاجته قال أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا داود بن أبي هند عن عامر قال أتي زياد في رجل ترك عمة وخالة فقال أتدرون كيف قضى فيها عمر بن الخطاب والله إني لأعلم الناس بقضاء عمر فيها جعل الخالة بمنزلة الأخت والعمة بمنزلة الأخ فأعطى العمة الثلثين والخالة الثلث وأخبرنا رجل قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن زياد في قوله وفصل الخطاب قال أما بعد قال وولد زياد بن أبي سفيان بالطائف عام الفتح ‏.‏

 

عبد الله بن الحارث

ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ويكنى أبا محمد وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية وسمع من عثمان بن عفان ومن أبي بن كعب وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس ومن أبيه الحارث بن نوفل وكان عبد الله بن الحارث قد تحول إلى البصرة مع أبيه وابتنى بها دارا فلما كان أيام مسعود بن عمرو خرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم وتداعت القبائل والعشائر وأجمعوا أمرهم فولوا عبد الله بن الحارث بن نوفل صلاتهم وفيئهم وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن الزبير إنا قد رضينا به فأقره عبد الله بن الزبير على البصرة وصعد عبد الله بن الحارث بن نوفل المنبر فلم يزل يبايع الناس لعبد الله بن الزبير حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم مادا يده فقال سحيم بن وثيل اليربوعي‏:‏ بايعت أيقاظا فأوفيت بيعتي وبه قد بايعته وهو نائم فلم يزل عبد الله بن الحارث عاملا لعبد الله بن الزبير علىالبصرة حتى عزله واستعمل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وخرج عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى عمان فمات بها ‏.‏

 

أبو صفرة العتكي

واسمه السهو بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وكان أبو صفرة من أزد دباء ودباء فيما بين عمان والبحرين وقد كانوا أسلموا وقدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرين بالإسلام فبعث عليهم مصدقا منهم يقال له حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دباء وكتب له فرائض الصدقات فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا ومنعوا الصدقة فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إليهم فالتقوا فأقتتلوا ثم رزق الله عكرمة عليهم الظفر فهزمهم الله وأكثر فيهم القتل ومضى فلهم إلى حصن دباء فتحصنوا فيه وحصرهم المسلمون في حصنهم ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الأزدي فقتل مائة من أشرافهم وسبى ذراريهم وبعث بهم إلى أبي بكر إلى المدينة وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ يومئذ فأراد أبو بكر قتلهم فقال عمر يا خليفة رسول الله قوم إنما شحوا على أموالهم فيأبى أبو بكر أن يدعهم فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى توفي أبو بكر وولي عمر بن الخطاب فدعاهم فقال قد أفضى إلي هذا الأمر فانطلقوا إلى أي البلاد شئتم فأنتم قوم أحرار لا فدية عليكم فخرجوا حتى نزلوا البصرة ورجع بعضهم إلى بلاده فكان أبو صفرة وهو ‏.‏

 

أبو العجفاء السلمي

واسمه هرم روى عن عمر بن الخطاب ‏.‏

 

السائب بن الأقرع الثقفي

روى عن عمر بن الخطاب وكان قليل الحديث ‏.‏

 

حجير بن الربيع العدوي

من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر روى عن عمر وكان قليل الحديث أخوه ‏.‏

 

حريث بن الربيع العدوي

روى عن عمر وكان قليل الحديث الأقرع مؤذن عمر روى عن عمر أنه دعا الأسقف فقال هل تجدون في كتبكم روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي ‏.‏

 

ضبة بن محصن العنزي ‏.‏

 

عامر بن عبد الله بن عبد القيس العنبري

ويكنى أبا عمرو ويقال أبا عبد الله من بني تميم روى عن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن محمد بن واسع عن عامر بن عبد قيس أنه كان يأخذ عطاءه من عمر ألفين فلا يمر بسائل إلا أعطاه ثم يأتي أهله فيلقيه إليهم فيعدونه فيجدونه سوى لم ينقص منه شيء قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان قال أراه ذكره عن بن سيرين قال خرج عطاؤه يعني عامر بن عبد قيس قال فأمر رجلا فقسمه قال فحسب قال فزاد قال فقال هذا يزيد أرى الأمير عرف أي شيء تصنع فزادك قال فألا ظننت به من هو أقدر من الأمير أو قال أحق من الأمير قال وقيل له فلانة امرأتك في الجنة قال فذهب في طلبها فإذا هي وليدة لأعراب سوء ترعى غنما لهم فإذا جاءت سبوها وأغلظوا لها ورموا إليها برغيفين قال فتذهب بأحدهما إلى أهل بيت فتعطيهم إياه قال وإذا أرادت أن تغدو رموا إليها برغيفين قال فتذهب بهما إلى أهل بيت فتدفعهما كليهما إليهم وإذا هي تصوم فتفطر على رغيف قال فاتبعتها فانتهت إلى مكان صالح فتركت غنمها فيه وقامت تصلي فقال أخبريني ألك حاجة قالت لا فلما أكثر عليها قالت وددت أن عندي ثوبين أبيضين يكونان كفني قال لم يسبونك قالت إني أرجو في هذا الأجر قال فرجع إليهم فقال لم تسبون جاريتكم هذه قالوا نخاف أن تفسد علينا قال وقد جاءت جارية لهم أخرى ليس مثلها لم يسبوها قال تبيعونها قالوا لو أعطيتنا بها كذا وكذا من المال ما بعناها قال فذهب فجاء بثوبين وصادفها حين ماتت فقال ولونيها قالوا نعم فدفنها وصلى عليها قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثني مالك بن دينار قال حدثني فلان أن عامر بن عبد قيس مر في الرحبة فإذا ذمي يظلم قال فألقى عامر رداءه ثم قال ألا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي فاستنقذه قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا بن عون عن محمد قال أول ما عرف معقل بن يسار عامرا ذكر مكانا عند الرحبة عند المكان بين قال مر على رجل من أهل الذمة قد أخذ فكلمهم فيه فأبوا فكلمهم فيه فأبوا قال كذبتم والله لا تظلمون ذمة الله اليوم أو قال ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد فنزل فيخلصه منهم فقال الناس إن عامرا لا يأكل اللحم ولا السمن ولا يصلي في المساجد ولا يتزوج النساء ولا تمس بشرته بشرة أحد ويقول إني مثل إبراهيم فأتيته فدخلت عليه وعليه برنس فقلت إن الناس يزعمون أو يقولون إنك لا تأكل اللحم قال أما إنا إذا اشتهينا أمرنا بالشاة فذبحت فأكلنا من لحمها أحدث هؤلاء شيئا لا أدري ما هو وأما السمن فإني آكل ما جاء من هاهنا وضرب بن عون يده نحو البادية وقال لا آكل ما جاء من هاهنا يعني الجبل وأما قولهم إني لا أصلي في المساجد فإني إذا كان يوم الجمعة صليت مع الناس ثم أختار الصلاة بعد هاهنا وأما قولهم إني لا أتزوج النساء فإنما لي نفس واحدة فقد خشيت أن تغلبني وأما قولهم إني زعمت أني مثل إبراهيم فليس هكذا قلت إنما قلت إني لأرجو أن يجعلني الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثني جدي الصباح بن أبي عبدة العنزي قال حدثني رجل من الحي كان صدوقا فأنسيت أنا اسمه قال صحبت عامرا في غزاة فنزلنا بحضرة غيضة فجمع متاعه وطول لفرسه وطرح له قال ثم دخل الغيضة فقلت لأنظرن ما يصنع الليلة قال فانتهى إلى رابية فجعل يصلي حتى إذا كان في وجه الصبح أقبل في الدعاء فكان فيما يدعو اللهم سألتك ثلاثا فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة اللهم فأعطنيها حتى أعبدك كما أحب وكما أريد وانفجر الصبح قال فرآني فقال ألا أراك كنت تراعيني منذ الليلة لهممت بك ورفع صوته علي ولهممت وفعلت قلت دع هذا عنك والله لتحدثني بهذه الثلاث التي سألتها ربك أو لأخبرن بما تكره مما كنت فيه الليلة قال ويلك لا تفعل قال قلت هو ما أقول لك فلما رآني أني غير منته قال فلا تحدث به ما دمت حيا قال قلت لك الله علي بذلك قال إني سألت ربي أن يذهب عني حب النساء ولم يكن شيء أخوف علي في ديني منهن فوالله ما أبالي امرأة رأيت أم جدارا وسألت ربي أن لا أخاف أحدا غيره فوالله ما أخاف أحدا غيره وسألت ربي أن يذهب عني النوم حتى أعبده بالليل والنهار كما أريد فمنعني قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة قال سأل عامر بن عبد الله ربه أن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار وسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه فكان لا يبالي أذكرا لقي أم أنثى وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه وهو في الصلاة فلم يقدر على ذلك قال وكان إذا غزا فيقال إن هذه الأجمة نخاف عليك فيها الأسد قال اني لأستحي من ربي أن أخشى غيره قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام قال قال قتادة قال عامر لحرف في كتاب الله أعطاه أحب الي من الدنيا جميعا فقيل له وما ذاك يا أبا عمرو قال أن يجعلني الله من المتقين فإنه قال إنما يتقبل الله من المتقين قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثني محدث عن الحسن أن عامر بن عبد قيس قال والله لئن استطعت لأجعلن الهم هما واحدا قال الحسن ففعل والله قال أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قال حدثنا عبد الجبار بن النصر السلمي يحدث عن شيخ له قال قيل لعامر بن عبد الله أضررت بنفسك قال فأخذه بجلدة ذراعه فقال والله لئن استطعت لا تنال الأرض من زهمه إلا اليسير يعني من ودكه قال أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قال حدثنا عقبة بن فضالة عن شيخ أحسبه سكين الهجري قال كان عامر بن عبد الله إذا مر بالفاكهة قال مقطوعة ممنوعة قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم قالا قال حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال قال عامر بن عبد الله قال عفان لابني عم له قال عمرو لابني أخ له فوضا أمركما إلى الله تستريحا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا مالك بن دينار قال حدثني من رأى عامر بن عبد قيس دعا بزيت فصبه في يده كذا وصف جعفر ومسح إحداهما على الأخرى ثم قال وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين قال فدهن رأسه ولحيته قال أخبرنا حماد بن مسعدة قال حدثنا بن عون عن محمد قال كان بين عامر بن عبد الله العنبري وبين رجل محاورة في شيء قال فعيره عامر بشيء كان في أمه فلما كان بعد ذلك قال قيل له ما كنا نراك تحسن هذا فقال كم من شيء ترون أني لا أحسنه أنا أعلمكم به قال أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا شعبة بن الحجاج عن حبيب بن الشهيد قال سمعت أبا بشر يحدث عن سهم بن شقيق قال أتيت عامر بن عبد الله قال شعبة وبعضهم يكره أن يقول عبد قيس فقعدت على بابه فخرج وقد اغتسل فقلت إني أرى الغسل يعجبك قال ربما اغتسلت فقال ما حاجتك قلت الحديث قال وعهدتني أحب الحديث قال أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا محمد بن سيرين قال قيل لعامر بن عبد الله ألا تتزوج قال ما عندي من نشاط وما عندي من مال فما أغر امرأة مسلمة قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا لقي عامر بن عبد قيس فقال له ما هذا الذي صنعت ألم يقل الله ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية قال أفلم يقل الله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا ميمون بن مهران أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة فقال إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك مالك لا تزوج النساء قال ما تركتهن وإني لذائب الخطبة قال وما لك لا تأكل الجبن قال أنا بأرض بها مجوس فما شهد شاهد من المسلمين أنه ليس فيه ميتة أكلته قال وما يمنعك أن تأتي الأمراء قال لدى أبوابكم طلاب الحاجات فادعوهم فاقضوا حوائجهم ودعوا من لا حاجة له إليكم قال أخبرنا عتاب بن زياد قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني بلال بن سعد أن عامر بن عبد قيس وشي به إلى زياد وقال غيره إلى بن عامر فقال له إن هاهنا رجلا يقال له ما إبراهيم خير منك فيسكت وقد ترك النساء فكتب فيه إلى عثمان فكتب أن انفه إلى الشام على قتب فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال أنت الذي قيل لك ما إبراهيم خير منك فسكت قال أما والله ما سكوتي إلا تعجبا لوددت أني كنت غبارا على قدميه يدخل في الجنة قال ولم تركت النساء قال أما والله ما تركتهن إلا أني قد علمت أنه متى ما تكن لي امرأة فعسى أن يكون ولد ومتى ما يكون ولد يشعب الدنيا قلبي فأحببت التخلي من ذلك فأجلاه على قتب إلى الشام فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء وبعث إليه بجارية فأمرها ان تعلمه ما حاله فكان يخرج من السحر فلا تراه إلى بعد الغمة ويبعث إليه معاوية بطعامه فلا يعرض لشيء منه ويجيء معه بكسرة يجعلها في ماء ثم يأكل منها ويشرب من ذلك الماء ثم يقوم فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء ثم يخرج فلا تراه إلى مثلها فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله فكتب إليه أن اجعله أول داخل وآخر خارج ومر له بعشرة من الرقيق وعشرة من الظهر فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه فقال إن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمر لك بعشرة من الرقيق فقال إن علي شيطانا فقد غلبني فكيف أجمع علي عشرة قال وآمر لك بعشرة من الظهر فقال إن لي لبغلة واحدة وإني لمشفق أن يسألني الله عن فضل ظهرها يوم القيامة قال وأمرني أن أجعلك أول داخل وآخر خارج قال لا إرب لي في ذلك قال فحدثنا بلال بن سعد عمن رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل المجاهدين عقبة قال وحدثنا بلال أنه كان إذا فصل غازيا وقف يتوسم الرفاق فإذا رأى رفقة توافقه قال يا هؤلاء إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال فيقولون ما هن قال أكون لكم خادما لا ينازعني أحد منكم الخدمة وأكون مؤذنا لا ينازعني أحد منكم الأذان وأنفق عليكم بقدر طاقتي فإذا قالوا نعم انضم إليهم فإن نازعه أحد منهم شيئا من ذلك رحل عنهم إلى غيرهم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا سعيد الجريري قال لما سير عامر بن عبد الله تبعه إخوانه فكان يظهر المرتد فقال إني داع فأمنوا قالوا هات فقد كنا ننتظر هذا منك قال اللهم من وشى بي وكذب علي وأخرجني من مصري وفرق بيني وبين إخواني اللهم أكثر ماله وولده وأصح جسمه وأطل عمره قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا عبد الملك بن معن النهشلي قال حدثنا نصر بن حسان العنبري جد معاذ بن معاذ العنبري القاضي عن حصين بن أبي الحر العنبري جد عبيد الله بن الحسن القاضي قال قدمت الشام فسألت عن عامر بن عبد قيس قال فقيل إنه يأوي إلى عجوز هاهنا قال فأتيتها فسألتها فقالت هو في سفح ذلك الجبل يصلي فيه الليل والنهار فإن أردته فتحينه في وقت فطوره يعني إفطاره قال فأتيته فسلمت عليه فسألني مسألة رجل عهده بي بالأمس ولم يسألني عن قومه من مات منهم ومن بقي ولم يسمني العشاء قال فقلت لعامر لقد رأيت منك عجبا قال وما هو قال غبت عنا منذ كذا وكذا فسألتني مسألة رجل عهده بي بالأمس قال قد رأيتك صالحا فعن أي شأنك أسألك قال ولم تسألني عن قومك من مات منهم ومن بقي وقد علمت مكاني منهم قال ما أسألك عن قوم من مات منهم فقد مات ومن لم يمت فسيموت قال ولم تسمني العشاء قال قد علمت أنك كنت تأكل طعام الأمراء وفي طعامي هذا خشونة أو جشوبة قال فدخلت بعد ذلك المسجد فإذا هو جالس إلى كعب وبينهما سفر من أسفار التوراة وكعب يقرأ فإذا مر على الشيء يعجبه فسره له فأتى على شيء كهيئة الراء أو الزاي قال فقال يا أبا عبد الله أتدري ما هذا قال لا قال هذه الرشوة أجدها في كتاب الله تطمس البصر وتطبع على القلب قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال لما رأى كعب عامرا بالشام قال من هذا قالوا عامر بن عبد قيس العنبري البصري قال فقال كعب هذا راهب هذه الأمة قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا أيوب السختياني قال لما سير أولئك الرهط إلى الشام كان فيهم مذعور وعامر بن عبد قيس وصعصعة بن صوحان فلما عرفوا براءتهم أمروا بالانصراف فانصرف بعضهم وبقي بعضهم فكان فيمن أقام مذعور وعامر وكان فيمن انحاز صعصعة بن صوحان قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال حدثنا أبو الوليد الشيباني قال حدثنا مخلد قال سمعت أن واصلا ذكر أن عامرا غزا مع الناس فنزل المسلمون منزلا وانطلق عامر فنزل في كنيسة وقال لرجل خلالي بباب الكنيسة فلا يدخلن علي أحد قال فجاء الرجل فقال إن الأمير يستأذن فقال فأذن له فدخل فلما دخل وكان قريبا قال له عامر أنشدك الله أذكرك الله أن ترغبني في دنيا أو تزهدني في آخرة قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال حدثنا سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيد قال كان عامر العنبري في جيش فأصابوا جارية من عظماء العدو قال فوصفت لعامر فقال لأصحابه هبوها لي فإني رجل من الرجال ففعلوا وفرحوا بذلك فجاؤوا بها فقال اذهبي فأنت حرة لوجه الله قالوا ياعامر والله لو شئت أن يعتق بها كذا وكذا لأعتقت قال أنا أحاسب ربي قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال حدثنا أسود بن سالم قال حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أن رجلا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال استغفر لي فقال يستغفر لك عامر قال فأتيت عامرا فحدثته قال فبكى حتى سمعت نشيجه قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي عن عبيد الله بن ثور قال حدثني سعيد بن زيد عن سعيد الجريري عن مضارب بن حزن التميمي قال قلنا لمعاوية كيف وجدتم من أوفدنا إليكم من قرائنا قال يثنون ويتقفعون يدخلون بالكذب ويخرجون بالغش غير رجل واحد فإنه رجل نفسه قلنا من هو يا أمير المؤمنين قال عامر بن عبد قيس قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا سهل بن محمود قال حدثنا سفيان عن أبي موسى قال لما أراد عامر الخروج أتى مطرفا ليسلم عليه فدق الباب فقال مطرف للخادم انظري من هذا فقالت عامر فخرج إليه فسلم عليه ثم انصرف فلما مضى من الليل ما مضى رجع فدق الباب فقال مطرف لخادمه انظري من هذا قالت عامر فخرج إليه فقال ما ردك بأبي أنت وأمي قال والله ما ردني إلا حبك فسلم عليه وودعه ثم ذهب فلما مضى من الليل ما مضى رجع فدق الباب فقال مطرف لخادمه انظري من هذا قالت من هذا قال عامر فخرج إليه مطرف فقال له مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاث مرات قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا بشير بن عمر الزهراني قال حدثنا همام عن قتادة أن عامر بن عبد الله لما حضر جعل يبكي فقيل له ما يبكيك فقال ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن أبكي على ضمإ الهواجر وعلى قيام ليل الشتاء قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا حميد بن هلال قال قال عامر الدنيا أربع خصال النوم والمال والنساء والطعام فأما اثنتان فقد عزفت نفسي عنهما أما المال فلا حاجة لي فيه وأما النساء فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو جدارا ولا أجد بدا من هذا الطعام والنوم أن أصيب منهما والله لأضرب بهما جهدي قال وكان إذا كان الليل جعله نهارا قام وإذا كان النهار جعله ليلا صام ونام ‏.‏

 

أبو العالية الرياحي

واسمه رفيع أعتقته امرأة من بني رياح سائبة قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب قال قال أبو العالية اشترتني امرأة فأرادت أن تعتقني فقال لها بنو عمها تعتقينه فيذهب إلى الكوفة فينقطع قال فأتت بي مكانا في المسجد لو شئت أقمتك عليه فقال أنت سائبة قال فأوصى أبو العالية بماله كله قال أخبرنا حجاج بن نصير قال حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال ما تركت من ذهب أو فضة أو مال فثلثه في سبيل الله وثلثه في أهل النبي صلى الله عليه وسلم وثلثه في فقراء المسلمين وأعطوا حق امرأتي قال أبو خلدة فقلت له يسعك هذا فأين مواليك قال سأحدثك حديثي إني كنت مملوكا لأعرابية مذكرة فاستقبلتني يوم الجمعة فقال أين ننطلق يالكع قلت أنطلق إلى المسجد فقالت أي المساجد قلت المسجد الجامع قالت انطلق يالكع قال فذهبت أتبعها حتى دخلت المسجد فوافقنا الإمام على المنبر فقبضت على يدي فقالت اللهم اذخره عندك ذخيرة اشهدوا يا أهل المسجد إنه سائبة لله ليس لأحد عليه سبيل إلا سبيل معروف قال فتركتني وذهبت قال فما تراءينا بعد قال أبو العالية والسائبة يضع نفسه حيث يشاء قال أخبرنا عمرو بن الهيثم ويحيى بن خليف قالا حدثنا أبو خلدة قال سمعت أبا العالية يقول كنا عبيدا مملوكين منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله فكنا نختم كل ليلة مرة فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع فصلينا ونمنا ولم يشق علينا قال أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أبي العالية قال قرأت المحكم بعد وفاة نبيكم بعشر سنين فقد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيتهما أفضل أن هداني للإسلام أم لم يجعلني حروريا قال أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال أخبرنا أبو خلدة قال قال أبو العالية كنت مملوكا أخدم أهلي فتعلمت القرآن ظاهرا والكتابة العربية قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو خلدة قال حدثني أبو العالية قال أكثر ما سمعت من عمر يقول اللهم عافنا واعف عنا قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال أعتق أبو العالية غلاما له فكتب هذا ما أعتق رجل من المسلمين أعتق غلاما شابا سائبة لوجه الله فليس لأحد عليه سبيل إلا السبيل معروف قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال ما مسست ذكري بيميني مذ ستين أو سبعين سنة قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي العالية قال ما أدري أي النعمتين أفضل علي أن هداني للإسلام أو لم يجعلني حروريا قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثنا محمد بن واسع عن أبي العالية الرياحي قال ما أدري أي النعمتين علي أفضل إذ انقذني الله من الشر وهداني إلى الإسلام أو نعمة إذ انقذني من الحرورية قال حدثنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال قال أبو العالية لما كان زمن علي عليه السلام ومعاوية وإني لشاب القتال أحب إلي من الطعام الطيب فتجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم فإذا صفان لا يرى طرفاهما إذا كبر هؤلاء كبر هؤلاء وإذا هلك هؤلاء هلك هؤلاء قال فراجعت نفسي فقلت أي الفريقين أنزله كافرا وأي الفريقين أنزله مؤمنا أو من أكرهني على هذا فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال دخلت على بن عباس وهو أمير البصرة فناولني يده حتى استويت معه على السرير فقال رجل من بني تميم إنه مولى قال وعلي قميص ورداء وعمامة بخمسة عشر درهما قال قلت كيف كنت تصنع قال كنت أشتري كرباسة رازية باثني عشر درهما فأجعل منها قميصا وعمامة وكان يجزيني إزار ثلاثة دراهم ألبسه تحت القميص غير أني كنت أستجيد الرداء يبلغ العشرين والثلاثين قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو خلدة قال رأيت على أبي العالية سراويل قال قلت ما لك وللسراويل في البيتقال هو من ثياب الرجال وهو لستر قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو خلدة قال سمعت أبا العالية يقول لو مررت بباب صراف أو عشار ما شربت من مائه قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب قال كان أبو العالية يجيء فيقول أطعمونا من طعام البيت ولا تكلفوا أن تشتروا لنا شيئا قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا أبو خلدة قال سمعت أبا العالية يقول زارني عبد الكريم أبو أمية وعليه ثياب صوف فقلت له هذا زي الرهبان إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا المهاجر أبو مخلد عن أبي العالية قال صليت أول يوم فعلة الحجاج يعني بآخر صلاة الجمعة قاعدا تلقاء وجهه فعماه الله عني ولقد صليت خلفه حتى لقد خفت الله ولقد تركت الصلاة خلفه حتى لقد خفت الله قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن المهاجر أبي مخلد قال سمعت أبا العالية يقول إذا سمعتم الرجل يقول إني أحب في الله وأبغض في الله فلا تقتدوا به قال أخبرنا المنهال بن بحر القشيري قال حدثنا أبو خلدة قال كنت عند أبي العالية قاعدا إذ جاء غلام له بمنديل قند سكر مختوم ففض الخاتم وأعطاه عشر سكرات وقال لو خانني لم يخني بأكثر من هذا أمرنا أن نختم على الرسول والخادم لكي لا نظن بهم ظنا سيئا قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال اشتريت لأبي العالية غلاما فلم يشتره حتى اشترط عليه أبو العالية أن يزيد في ضريبته درهمين ففعل قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال قال أبو العالية كنا نرى من أعظم الذنب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام حتى ينساه لا يقرأ منه شيئا قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال دخلت على أبي العالية فقرب إلي طعاما فيه بقل فقال كل فإن هذا ليس من البقل الذي نخاف أن يكون فيه شيء هذا أرسل به أخي أنس بن مالك من بستانه قلت وما شأن البقل فقال إن البقل ينبت في منبت خبيث تعلم ما هو قال قلت وما هو قال الخرء والبول والحائض قال أخبرنا يحيى بن خليف وعفان بن مسلم بن إبراهيم قالا حدثنا أبو خلدة قال أعتق أبو العالية جارية له ثم تزوجها قال فسألتها كيف كان أبو العالية يؤدي صدقة الفطر قالت كان يعطي عن نفسه قفيزا وعنا مكوكين مكوكين قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال كان أبو العالية يبعث بصدقة ماله إلى المدينة فيدفع إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فيضعونها مواضعها قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو خلدة قال كان كفن أبي العالية عند بكر بن عبد الله قميص مكفوف مزرور وكان يلبسه كل ليلة أربع وعشرين ومن الغد من رمضان ثم يرده قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال رأيت أبا العالية يسجد على وسادة وهو جالس على فراش وهو مريض قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال شهدت أبا العالية أوصى في مرضه وكانت له دراهم عند رجل يقال له الحسن فقال اشتروا بها جزيرة إني أكره أن أدعها دراهم قال أخبرنا يحيى بن خليف قال حدثنا أبو خلدة قال أوصى أبو العالية سبع عشرة مرة وهو صحيح ووقت فيها أجلا وكان إذا جاء الأجل كان فما أوصى به إن شاء أمضاه وإن شاء رده قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب قال كانت لأبي العالية كمة مبطنة بجلود الثعالب فكان إذا صلى جعلها في كمه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم الأحول أن أبا العالية أوصى مورقا العجلي أن تجعل في قبره جريدة أو جريدتان قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول أن أبا العالية أوصى إلى مورق العجلي وأمره أن يضع في قبره جريدتين قال مورق وأوصى بريدة الأسلمي أن توضع في قبره جريدتان ومات بأدنى خراسان فلم توجدا إلا في جوالق حمار فلما وضعوه في قبره وضعوهما في قبره قال وقال عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا أبو خلدة أن أبا العالية مات يوم الإثنين في شوال سنة تسعين قال وقال حجاج قال شعبة قد أدرك رفيع عليا ولم يسمع منه وقال غيره قد سمع من عمر وأبي بن كعب وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ثقة كثير الحديث أبو أمية مولى عمر بن الخطاب كتابة واسمه عبد الرحمن وهو جد المبارك بن فضالة بن أبي أمية قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل عن عبد الملك بن أبي بشير قال حدثني فضالة بن أبي أمية عن أبيه وكان غلاما لعمر قال كاتبني عمر بن الخطاب على أواق قد سماها ونجمها علي نجوما فلما فرغ من الكتاب أرسل إلى حفصة فاستقرض منها مائتي درهم ثم أعطانيها فقلت له خذها من نجومي فأبى فمكثت سنتين أو ثلاثا ثم أتيته بمرط فقلت اتخذ هذا فراشا فأبى وقال استعن به في نجومك فسألته أن يكتب لي إلى عماله فأبى وقال انطلق يسعك ما يسع الناس قال فجئت فحدثت عكرمة بهذا الحديث فقال هذا والله الذي قال الله في كتابه وآتوهم من مال الله الذي آتاكم قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير قال فحدثني فضالة بن أبي أمية عن أبيه قال كاتبني عمر بن الخطاب فاستقرض من حفصة مائتي درهم إلى عطائه فأعانني بها قال فذكرت ذلك لعكرمة فقال هو قوله وآتوهم من مال الله الذي آتاكم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عيسى بن يحيى الخزاعي قال سمعت عكرمة قال زعم أن عمر بن الخطاب كاتب غلاما له يقال له أبو أمية فلما حل النجم أتاه به فقال يا أبا أمية خذ هذا النجم فاستنفع به فإني أخشى أن لا آتي على نجومك فأخذ أبو أمية النجم وتلا عمر هذه الآية وآتوهم من مال الله الذي آتاكم وزعم عكرمة أنه أول نجم أدي في الإسلام قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا المبارك بن فضالة قال حدثتني أمي عن أبي عن جدي وحدثني عبيد الله الجحدري عن أبي عن جدي وحدثني ميمون بن جابان عن عمي عن جدي قال سألت عمر بن الخطاب المكاتبة قال فقال لي كم تعرض قلت أعرض مائة أوقية قال فما استزادني وكاتبني عليها وأراد أن يعجل لي من ماله طائفة قال وليس عنده يومئذ مال قال فأرسل إلى حفصة أم المؤمنين إني كاتبت غلامي وأريد أن أعجل له من مالي طائفة فأرسلي إلي مائتي درهم إلى أن يأتينا شيء فأرسلت بها إليه قال فأخذها عمر بن الخطاب بيمينه قال فقرأ هذه الآية والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم فخذها بارك الله لك فيها قال فبارك الله لي فيها عتقت منها وأصبت منها المال الكثير فسألته أن يأذن لي إلى العراق قال أما إذ كاتبتك فانطلق حيث شئت قال فقال لي ناس كاتبوا مواليهم كلم لنا أمير المؤمنين أن يكتب لنا كتابا إلى أمير العراق نكرم به قال وعلمت أن ذلك لا يوافقه فاستحييت من أصحابي قال فكلمته فقلت يا أمير المؤمنين أكتب لنا كتابا إلى عاملك بالعراق نكرم به قال فغضب وانتهرني ولا والله ما سبني سبة قط ولا انتهرني قط قبلها فقال أتريد أن تظلم الناس قال قلت لا قال فإنما أنت رجل من المسلمين يسعك ما يسعهم قال فقدمت العراق فأصبت مالا وربحت ربحا كثيرا قال فأهديت له طنفسة ونمطا قال فجعل يطايبني ويقول إن ذا لحسن قال فقلت يا أمير المؤمنين إنما هي هدية أهديتها لك قال إنه قد بقي عليك من مكاتبتك شيء فبع هذا واستعن به في مكاتبتك فأبى أن يقبل الأنصاري كتابة روى عن عمر بن الخطاب قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن كنية سيرين أبو عمرة قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال أرادني سيرين على المكاتبة فأبيت عليه فأتى عمر بن الخطاب فذكر ذلك فأقبل على عمر فقال كاتبه فكاتبته قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة قال سأل سيرين أبو محمد أنس بن مالك الكتابة فأبى أنس فرفع عمر بن الخطاب عليه الدرة وقال بلى كاتبوهم فكاتبه قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن عمرو قال سمعت محمد بن سيرين يقول كاتب أنس بن مالك أبي على أربعين ألف درهم فأداها قال أخبرنا عارم بن الفضل وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال هذه مكاتبة سيرين عندنا هذا ما كاتب به أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفا وغلامين يعملان عمله وكان قينا قال أخبرنا بكار بن محمد قال مكاتبة أنس بن مالك سيرين الصك في صحيفة حمراء عندنا هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين هكذا في الكتاب كاتبه على عشرة آلاف درهم وعشرة وصفاء في كل سنة ألف درهم ووصيف قال بكار الطينة التي فيها الخاتم وسط الصحيفة والكتاب حولها قال أخبرنا معاد بن معاذ العنبري قال حدثنا علي بن سويد بن منجوف قال حدثنا أنس بن سيرين عن أبيه قال كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألف درهم فكنت في مفتح تستر فاشتريت رثة فربحت فيها فأتيت أنسا بجميع مكاتبتي فأبى أن يقبله إلا نجوما فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال أنت هو وقد كان رآني ومعي أثواب فدعا لي بالبركة قلت نعم أراد أنس الميراث قال ثم كتب لي إلى أنس أن اقبلها من الرجل فقبلها قال أخبرنا بكار بن محمد قال حدثني أبي قال كتب سيرين إلى أنس بن مالك أن سيرين ظالع وكن عنده ثلاث نسوة فكتب إليه أنس بن مالك أن اقدم علي المدينة حتى أزوجك بنت أخي البراء بن مالك فإنها عندي قال فقال لابنته حفصة يا بنية ما ترين فيما كتب به هذا الرجل قالت ياأبت أجبه فإن الله يزيدك شرفا إلى شرفك قال وأمها قاعدة قال فقصعتها أمها وقالت لها لا أشب الله قرنك تقولين لأبيك هذا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن محمد قال حدثتني أم حفصة قالت لما بنى علي سيرين دعا أهل المدينة سبعة أيام فكان فيمن دعا أبي بن كعب فأتاهم وهو صائم فدعا لهم قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وهشام وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين أن أباه سيرين أولم بالمدينة سبعة أيام فدعوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ودعا أبي بن كعب فأجابه وهو صائم وسمت عليهم ودعا لهم بخير قال أخبرنا بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين قال ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدا من أمهات أولاد شتى قال محمد بن سعد سألت محمد بن عبد الله الأنصاري من أين كان أصل محمد بن سيرين فقال من سبي عين التمر وكان مولى أنس بن مالك قال محمد بن سعد وسمعت من يقول كان من أهل جرجرايا وأحسب من قال ذلك قد وهم إنما كانت لهم أرض بجرجرايا قال أخبرنا بكار بن محمد قال أخبرني أبي أن سيرين اشترى هذه الأرض برستاق جرجرايا وصارت في يدي محمد وفي يدي أخيه يحيى فأخذ بخراجها وكان فيها كرم فأرادوا أن يعصروه فقال محمد لا تعصروه بيعوه رطبا قالوا لا ينفق عنا قال فاجعلوه زبيبا قالوا لا يجيء منه الزبيب فضرب الكرم وألقاه في الماء وانحدر قالوا وكان سيرين معروفا وروى شيئا يسيرا من الحديث وقال بكار بن محمد رأيت مجلس سيرين الذي بناه بجذوع بعت أنا منها أربعين جذعا كل جذع بدينار ‏.‏