فصل: هجنس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


هجنس

ابن عبّاد‏:‏ الهِجَنْسُ -مثال هِزَبْرٍ-‏:‏ الثَّقيلُ‏.‏

هدبس

الهَدَبَّسُ‏:‏ البَبْرُ الذَّكَرُ، وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ هو وَلَدُ البَبْرِ، وأنشد المُبَرّدُ‏:‏

ولَقَد رَأيْتُ هَدَبَّسا وفَزَازَةً *** والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَةً كالضَّيْوَنِ

هدرس

ابن عبّاد‏:‏ الهَدَارِيْسُ والدَّهارِيْسُ والدَّراهِيْسُ‏:‏ الدَّواهي‏.‏

هدس

الأزهريّ‏:‏ الهَدَسُ -بالتحريك-‏:‏ الآسُ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب‏:‏ هذه لُغَةُ أهْلِ اليَمَنِ قاطبَةً‏.‏

هرجس

ابن فارِس‏:‏ الهِرْجاس‏:‏ الجَسِيْم‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب‏:‏ قد انْقَلَبَ عليه اللَّفْظُ، والصَّوابُ‏:‏ الجِرْهاسُ، وقد ذَكَرْتُه في مَوْضِعِه، وقد ذَكَرَه ابن دريد والليث والأزهريّ على الصِّحَّةِ‏.‏

هرس

ابن دريد‏:‏ الهَرْسُ‏:‏ الأكل الشديد؛ والدَّقُّ الشديد، ومن هذا اشْتِقاقُ الهَرِيْسِ؛ وهوَ الهَرِيْسَة‏.‏ والهَرّاس‏:‏ مُتَّخِذُ الهَرِيْسَة وصانِعُها‏.‏

والمِهْراس‏:‏ الهاوُوْنُ؛ من هذا‏.‏

والمِهْراس‏؟‏ أيضًا-‏:‏ حَجَرٌ مَنْقورٌ يُتَوَضَّأُ منه‏.‏ وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَجاذَوْنَ مِهْراسًا فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ حَجَرُ الأشِدّاء، فقال‏:‏ ألا أُخْبِرُكُم بأشَدِّكُم‏؟‏‏:‏ مَنْ مَلَكَ نَفْسَه عند الغَضَبِ‏.‏ ويُروى‏:‏ يَربَعونَ حَجَرًا، ويُروى‏:‏ يَرْتَبِعونَ حَجَرًا، ويُروى‏:‏ فقال‏:‏ أتَحْسِبونَ الشِّدَّةَ في حَمْلِ الحِجَارةِ‏؟‏ إنَّما الشِّدَّةُ أنْ يَمْتَلئَ أحَدُكم غَيْظًا ثمَّ يَغْلِبَه‏.‏

والمِهْراس‏:‏ ماءٌ بأُحُدٍ‏.‏ وروِيَ أنَّ النبيّ- صلى الله عليه وسلّم‏؟‏ عَطِشَ يومَ أُحُد؛ فجاء عَلِيٌّ -رضي الله عنه- في دَرَقَتِه بماءٍ من المهْراسِ، فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه‏.‏ قال سُدَيْف بن إسْماعِيل بن مَيْمون يَذْكُرُ حَمْزَة بن عبدِ المُطَّلِّب وكانَ دُفِنَ بالمِهْراسِ رض الله عنه‏:‏

اذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ *** وقَتيلًا بِجانِبِ المِهْراسِ

وروى أبو هُرَيْرَة -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال‏:‏ إذا أرادَ أحَدُكُم الوضوء فَلْيُفْرِغ على يَدَيْه من إنائه ثَلاثًا، فقال له قَيْنٌ الأشْجَعيّ‏:‏ فإذا أتَيْناكُم مِهْرَاسَكُم هذا كيفَ نَصْنَع‏؟‏‏.‏ أرادَ بالمِهْراس‏:‏ الحَجَر المَنْقور الذي لا يُقِلُّه الرِّجال‏.‏

والمِهراس‏:‏ مَوْضِعٌ باليَمامَة من منازِلِ الأعشى، وهو القائِلُ فيه‏:‏

شاقَكَ من قَتَلَةَ أطْلالُها *** بالشَّطِّ فالوَتْرِ إلى حاجِرِ

فَرُكِنَ مِهْرَاسٍ إلى مارِدٍ *** فَقَاعِ مَنْفُوْحَةَ ذي الحائِرِ

وبَعيرٌ مِهْراسٌ‏:‏ شديد الأكل، وإبل مَهَاريس، قال الحُطَيْئَة يَذْكُرُ إبِلَه‏:‏

مَهَاريسُ يُرْوي رِسْلُها ضَيْفَ أهْلِها *** إذا النّارُ أبْدَت أوجُهَ الخَفِراتِ

وجَوْزٌ مِهْراسٌ‏:‏ شديدٌ قَوِيّ، قال رؤبة‏:‏

وعُنُقٌ تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ *** ومَنْكِبا عِزٍّ لها وأعْجاسْ

وقال ابن عبّاد‏:‏ المِهْراس مِنَ الرِجال‏:‏ الذي لا يَتَهَيَّبُه ليلٌ ولا سُرىً‏.‏

وقال الليث‏:‏ المَهَارِيْس من الإبل‏:‏ الجِسَامُ الثِّقَالُ، ومِن شِدَّةِ وَطْئِها نسَمِّيها مَهَارِيْس‏.‏

والهُرَاسُ -مثال سُعَالٍ- والهَرّاسُ -بالفتح والتَّشْدِيد- والهَرِسُ -مثال كَتِفٍ-‏:‏ الأسَد الشَّديد الكَسْرِ والأكْلِ، قال رؤبة أيضًا‏:‏

والتُّرْجُمانُ بن هُرَيْم هَرّاسْ *** كأنَّه ليثُ عَرِيْنٍ دِرْواسْ

أي يَكْسِر الأعداء ويَدُقُّهُم‏.‏ وقال آخَرُ‏:‏

شَديدُ السّاعِدَيْنِ أخا وْثابٍ *** شَديدًا أسْرُهُ هَرِسًا هَمُوْسا

والمِهْرَسُ‏:‏ المِدَقُّ والمِكْسَرُ، قال العجّاج‏:‏

يُغَرِّزُ الأعْداءَ جَوْزًا مِرْدَسا *** وهامَةً ومَنْكِبًا مُفَرْدَسا

وكَلْكَلًا ذا حامِياتٍ مِهْرَسا ***

والهَرْسُ -وقال ابن عبّاد‏:‏ الهَرِسُ مثال كَتِف-‏:‏ السِّنَّوْرُ‏.‏ قال‏:‏ وفي المَثَل‏:‏ أزْنى مِنْ هَرِسٍ، وأغْلَمُ منه‏.‏

والهَرَاسُ -مثال سَحَابٍ-‏:‏ شجَر ذو شَوْك، الواحِدَة‏:‏ هَرَسَة، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه‏:‏

وخَيْلٍ يُطَابِقْنَ بالدّارِعِيْنَ *** طِباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا

ويروى‏:‏ وشُعْثٍ تطابقُ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الهَرَاسُ‏:‏ بَقْلٌ له ثَمَر مِثْلُ النَّبِقِ، وفيه شوكٌ كأنَّه أنياب‏.‏ وبه سُمِّيَ الرَّجُل هَرَاسَة‏.‏

وأبو إسحاق إبراهيم بن هَرَاسَة الشَّيْباني الكوفي‏:‏ متروك الحَديث، تكَلَّم فيه أبو عُبَيْد وغيرُه‏.‏

وقال غير أبي عمرو‏:‏ الهَرَاسَة تُشْبِه القُطْبَة، وهي أكثر منه شَوكًا، وقالت الخنساء تَصِف الخيل‏:‏

إذا زَجَروها في السَّريْحِ وطابَقَتْ *** طِباقَ الكِلابِ في الهَرَاسِ وصَرَّتِ

والهَرَاسَةُ مُقَبَّبَةٌ، وعن الأعرابِ القُدُم‏:‏ الهَرَاسَة كالقُطْبَةِ إلاّ أنَّها أصْغَرُ منها‏.‏ وأرضُ هَرِسَة‏:‏ إذا أنْبَتَتِ الهَرَاسَ، وقال النابغة الذُّبْيَانيّ‏:‏

فَبِتُّ كأنَّ العائداتٍ فَرَشْنَني *** هَرَاسًا به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ

وقال ابن عبّاد‏:‏ الهَرَاسُ‏:‏ الخَشِن مِنَ الأماكِن‏.‏

قال‏:‏ وهَرَاسَة القوم‏:‏ عِزُّهُم‏.‏

وهَرِسَ الرَّجُل -بكسر الراء-‏:‏ إذا اشْتَدَّ أكْلُه‏.‏

وقال الجُمَحِيُّ‏:‏ الهِرْسُ -بالكسر-‏:‏ الثَّوْبُ الخَلَق، وهذا على معنى التَّشْبيه، كأنَّه قد هُرِسَ‏.‏

والتركيب يدل على دَقٍّ وهزمٍ في الشَّيْءِ‏.‏

هركس

ابن عبّاد‏:‏ الهَرَنْكَسُ‏:‏ نعتُ لِكُلِّ جائحَةٍ تَسْتَأْصِلُ الشَّيْءَ وتُهْلِكُه‏.‏

هرمس

الهِرْماس والهِرْمِيْسُ والهُرَامِسُ‏:‏ الأسَد الجَرِيءُ الشَّديد العادي على الناس، قال رؤبة يصف أسدًا‏:‏

ووَقْعُ نابَيْهِ مِخَدٌّ فَأّسْ *** يَغْدُو بأشْبَالٍ أبوها الهِرْماسْ

وقال ابن فارِس‏:‏ الميم فيه زائدة، وانَّما هُوَ من هَرَسَ، كأنَّه يُحَطِّم ما لِقيَ‏.‏

والهِرْمَوْس -مثال فِرْدَوْس-‏:‏ الصُّلْبُ الرأي الداهِيَة المُجَرِّب‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ الهِرْماس‏:‏ وَلَدُ النِّمْر‏.‏

والهِرْمِيْس‏:‏ الكَرْكَدَّن، وأنشد‏:‏

بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَمِيْس *** قد يَهلكُ الأرْقَمُ والفاعوسُ

والأسَدُ المُذَرَّع النَّهُوْسُ *** والبَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَؤوسُ

واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوْسُ *** والفِيْلُ لا يَبْقى ولا الهِرْمِيْسُ

وقال ابن عبّاد‏:‏ الهُرَيْمِسَة‏:‏ الأُنْثى من الحَيْقُطانِ‏.‏

والهَرْمَسَة‏:‏ العُبُوْس‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ هَرْمَسَةُ النّاسِ‏:‏ كَلامُهُم وضَجِيجُهُم وصَخْبُهٌم‏.‏

هسس

ابن دريد‏:‏ هَسَّ الشَّيْءَ‏:‏ إذا فَتَّهُ وكَسَّرَهُ‏.‏ والهَسِيْسُ‏:‏ مِثل الفَتِيْتِ‏.‏

والهَسِيْسُ‏:‏ الكلام الخَفيّ‏.‏ قال‏:‏ وهَسَّ يَهِسُّ -بالكسر- هَسًّا‏:‏ إذا حَدَّثَ نَفْسَهُ‏.‏

وهُسْ -بالضم-‏:‏ زَجْرٌ مِن زَجْرِ الغَنَمِ، ولا يُقال هِسْ -بالكسر-‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ إذا زَجَرْتَ الشّاةَ قُلْتَ‏:‏ هِسْ هِسْ‏.‏

وراعٍ هَسْهاس‏:‏ إذا رَعى الغَنَمَ لَيْلَهُ كُلَّه‏.‏ وقال ابن فارِس‏:‏ هوَ مِن باب الإبدال، وأصْلُهُ قَسْقاس‏.‏

وقَرَبٌ هَسْهَاسٌ‏:‏ سريع‏.‏ وقيل الهَسْهَاس‏:‏ الذي لا يَنام اللَّيْلَ عَمَلًا‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ الهَسْهَاس‏:‏ القَصّاب‏.‏

والهَسْهَسَة‏:‏ تَسَلْسُل الماءِ‏.‏

والمُهَسْهِسَة‏:‏ الحاذِقَة بسوق الغَنَم‏.‏

والهَسْهَسَةُ‏:‏ صَوْتُ الدِّرْعِ والحُليِّ، وحَرَكَةُ الرَّجُلِ باللَّيْلِ ونَحْوِه، قال‏:‏

وِللهِ فُرْسانٌ وخَيْلٌ مُغِيْرَةٌ *** لَهُنَّ بشُبّاكِ الحَديدِ هَسَاهِسُ

وهَساهِسُ الجِنِّ‏:‏عَزِيْفُها‏.‏

وهَسْهَسَ لَيْلَتَهُ كُلَّها‏:‏ إذا أدْأبَ السَّيْرَ‏.‏

وقال الليث‏:‏ الهَسَاهِسُ‏:‏ الكلام الخَفيُّ المُجَمْجَمُ وحَديثُ النَّفْسِ ووَسْوَسَتُها، قال‏:‏

فَلَهُنَّ منه هَسَاهِسٌ وهُمُوْمُ

والهَسْهَسَةُ‏:‏ عامَّةٌ في كُلِّ شَيْءٍ له صَوْتٌ خَفِيٌّ كَهَساهِسِ الإبل في سَيْرِها، قال‏:‏

إذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الصَّماصِمِ *** هَسَاهِسًا كالهَدِّ بالجَماجِمِ

وفي النَّوادِر‏:‏ الهَسَاهِس‏:‏ المَشْي، يقال‏:‏ بِتْنا نُهَسْهِسُ حتى أصْبَحْنا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ التَّهَسْهُس‏:‏ صوت حَرَكة الدِّرْع والحُليّ، وأنشد‏:‏

لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسا *** ومُذْهَبِ الحَلْيِ إذا تَهَسْهَسا

والتركيب يدل على أصْوات واخْتِلاطٍ‏.‏

هطرس

ابن عبّاد‏:‏ التَّهَطْرُس‏:‏ التَّمَايُلُ في المَشْيِ والتَّبَخْتُرُ فيه‏.‏

هطس

ابن دريد‏:‏ الهَطْسُ‏:‏ الكَسْرُ، يقال‏:‏ هَطَسَهُ يَهْطِسُه هَطْسًا‏:‏ إذا كَسَرَه، وليسَ بثَبَتٍ‏.‏

هطلس

ابن عبّاد‏:‏ الهَطَالِيْسُ‏:‏ الخُلْقَانُ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الهَطَلَّسُ -مثال عَمَلَّسٍ- وزادَ غيرُه الهَطْلَسُ -مثال جَعْفَرٍ-‏:‏ اللِّصُّ القاطِعُ يُهَطْلِسُ كُلَّ شَيْءٍ وَجَدَه؛ أي يَأْخُذُه‏.‏ ويُوصَف به فيقال‏:‏ هَطَلَّس وهَطْلَس، وهُمُ الهَطَالِسَة‏.‏

والهَطَلَّس -أيضًا-‏:‏ الذِئب‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ تَهَطْلَسَ فلان مِن عِلَّتِه‏:‏ إذا أفاقَ من مَرَضِه وأقْبَلَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ التَّهَطْلُسُ‏:‏ طَلَبُ اللِّصِّ واحْتِيالُه‏.‏

هقلس

المُفَضَّلُ‏:‏ الهَقَالِسُ والهَجَارِسُ‏:‏ الثَّعالِبُ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الهَقَالِسُ‏:‏ الذِّئاب التي في ألوانِها غُبْرَةٌ، واحِدُها‏:‏ هِقْلِسٌ بالكسر‏.‏

قال‏:‏ والهِقْلِسُ -أيضًا-‏:‏ السَّيِّءُِ الخُلُقِ‏.‏

وقال غَيرُه‏:‏ الذِّئبُ يقال له‏:‏ الهَقَلَّسُ -مثال عَمَلَّسٍ-، قال الكُمَيْت يصف غَديرًا‏:‏

وتَسْمَعُ أصْوَاتَ الفَرَاعِلِ حَوْلَهُ *** تُعاوي ابن آوى والذِّئابَ الهَقَالِسا

هكرس

ابن عبّاد‏:‏ الهَكارِسُ‏:‏ الضَّفادِعُ‏.‏

هكلس

أبو عمرو‏:‏ الهَكَلَّسُ -مثال عَمَلَّس-‏:‏ الشَّديد‏.‏

هلبس

ابن عبّاد‏:‏ لَيْسَ بها هَلْبَسْيْس وهِبْلِسٌ وهِبْلِيْسٌ‏:‏ أي أحَدٌ يُسْتَأْنَسُ به، وهِلْبِسٌ -بالكسر- أيضًا‏.‏

وما عَلَيْه هَلْبَسِيْسَة وهَلْبَسِيْسٌ‏:‏ أي ثَوْبٌ‏.‏

وما أصَبْتُ منه هَلْبَسِيْسًا‏:‏ أي شَيْئًا يَسِيْرًا، قال رؤبة يصف بَخيلًا‏:‏

يا لَيْتَهُ لم يُعْطَ هَلْبَسِيْسا *** وعاشَ أعْمى مُقْعَدًا سَرِيْسا

يُلْحى ويُبْقي مالَهُ المَحْبُوْسا *** حتى يَضُمَّ الوارِثُونَ الكِيْسا

هلس

ابن فارِس‏:‏ الهَلْسُ‏:‏ الخير الكثير‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ رَجُلٌ به هَلْسٌ وهُلاَسٌ‏:‏ وهو السِّلُّ بِعَيْنِه، وهُلِسَ الرَّجُلُ هُلاسًَا، قال الفَضْلُ بن العَبّاس‏:‏

إنَّ الذينَ تَبَايَعوا من هاشِمٍ *** نَكَأُوا قُرُوْحَكَ فاضْطَمَرْتَ هُلاَسًا

فهو مَهلوس، وقد هَلَسَه المَرَض يَهْلِسُه هَلْسًا‏:‏ إذا هَزَلَه‏.‏

والهَوالِس‏:‏ الخِفاف الأجْسَام، قال الكُمَيْت‏.‏

غَدا وعَدا من آلِ هسرٍ مُكَلِّبٌ *** أبو ولْدَةٍ يشلي الضَّرَاءَ الدَّواخِسا

ضَوَامِر أمْثال القِداحِ كأنَّما *** يُعالِجْنَ أدْواءَ السُّلالِ الهَوَالِسا

وأصل الهَلْس‏:‏ الدِّقَّة والضُّمُور‏.‏

وامْرأةٌ مَهلوسَة‏:‏ ذاتُ رَكَبٍ مَهْلوسٍ كأَنَّما جُفِلَ لَحْمُه جَفْلًا‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ الهُلُسُ -بضمَّتَين-‏:‏ النُّقَّهُ من الرِجال‏.‏

والهُلُسُ -أيضًا-‏:‏ الضَّعْفى وإنْ لَم يَكونوا نُقَّهًا‏.‏

والإهْلاَسُ‏:‏ ضَحِكٌ فيه فُتُوْرٌ، قال‏:‏

تَضْحَكُ مِنّي ضَحِكًا إهْلاسا

ويقال -أيضًا-‏:‏ أهْلَسَ إليه‏:‏ أي أسَرَّ إليهِ حَديثًا، ومنه قول المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ‏:‏

زارَ الخَيَالَ فَهاجَني من مَضْجَعي *** رَجْعُ التَّحِيَّةِ كالحَديثِ المُهْلَسِ

المُهْلَسُ والمُحْنَجُ‏:‏ الخَفيُّ‏.‏

والتَّهْليس‏:‏ الهُزَالُ، قال المَرّار أيضًا‏:‏

قَرِدٍ تَرَبَّعَها رَبِيْعا كُلَّهُ *** وشُهُوْرَ ذاكَ الصَّيْفِ غَيْرَ مُهَلَّسِ

وفلانٌ مُهْتَلَسُ العَقْلِ‏:‏ أي مَسْلُوْبُه‏.‏

والمُهَالَسَة‏:‏ المُسَارَّةُ‏.‏

والتَّركيب يدل على إخْفاءِ شَيْءٍ مِن كلامٍ وغَيْرِه، وقد شَذَّ عن هذا التَّرْكِيب الهَلْسُ‏:‏ الخَيْرُ الكَثِيْرُ‏.‏

هلطس

شَمِرٌ‏:‏ الهِلْطَوْسُ -مثال فِرْدَوْس-‏:‏ الخَفيُّ الشَّخْصِ مِنَ الذِّئابٍ وأنشد‏:‏

قد تَتْرُكُ الذِّئْبَ شَديدَ العَوْلَةِ *** أطْلَسَ هِلْطَوْسًا كَثِيرَ العَسَّةِ

هلقس

أبو عمرو‏:‏ الهِلَّقْسُ والهِلَّكْسُ والهِلَّقْتُ‏:‏ الشَّديد وهي مُلْحَقَةٌ بِجِرْدَحْلٍ، وأنشد‏:‏

أنْصَبُ الأُذنَيْنِ في حَدِّ القَفا *** مائلُ الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْسٌ حَنِقْ

وقال ابن عبّاد‏:‏ جُوْعٌ هِلَّقْسٌ‏:‏ أي شديد‏.‏

ورَجُلٌ هِلَّقْس‏:‏ كثيرُ اللَّحْمِ‏.‏

هلكس

ابن عبّاد‏:‏ الهِلَّكْس -مثال جِرْدَحْل-‏:‏ الشديد مِنَ الإبل‏.‏ وقال الليث‏:‏ بَعِيْرٌ هِلَّقْسٌ وهِلَّكْسٌ‏:‏ أي شَديدٌ، وأنشد‏:‏

والبازِلَ الهِلَّكْسا ***

وقال ابن دريد‏:‏ الهِلَّكْس‏:‏ الدَّنيءُ الأخْلاق، وقال غيره‏:‏ الهِلْكِسُ مثال هِجْرِسٍ‏.‏

همس

الهَمْسُ‏:‏ الصَّوْتُ الخَفِيّ، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فلا تَسْمَعُ إلاّ هَمْسا‏}‏ أي‏:‏ صَوْتًا خَفِيًّا من وَطْءِ أقْدامِهِم إلى المَحْشَرِ‏.‏

وكُلُّ خَفيٍّ‏:‏ هَمْسٌ‏.‏ وقال صُهَيْب -رضي الله عنه-‏:‏ إنَّ رَسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كانَ إذا صلّى هَمَسَ بِشَيْءٍ لا نَفْهَمُه‏.‏ وفي حديثِ لَيْلَةِ التَّعْرِيْسِ‏:‏ قال أبو قَتَادَةَ -رضي الله عنه-‏:‏ جَعَلَ بعضُنا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ما الذي تَهْمِسونَ به‏؟‏ قُلْنا‏:‏ تَفْرِيْطُنا في صَلاتِنا، فقال‏:‏ ليسَ في النَّوْمِ تَفْرِيط‏.‏ وفي الحديث الآخَر‏:‏ أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كانَ يَتَعَوَّذ من هَمْزِ الشَّيْطانِ ولَمْزِه وهَمْسِه‏.‏ فالهَمْزُ‏:‏ كلامُ من وَرَاءِ القَفا، واللَّمْز‏:‏ مُوَاجَهَةٌ‏.‏

والشَّيْطان يُوَسْوِسُ فَيَهْمِسُ بوَسْواسِه في صُدُورِ بَني آدَم، وهو قَوْلُه تعالى‏:‏ ‏{‏أعُوذُ بك من هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ، وأعُوذُ بكَ رَبِّ أنْ يَحْضُرونِ‏}‏ أي مِن نَزَغاتِ الشَّيَاطِيْنِ الشّاغِلَةِ عن ذِكْرِ الله تعالى‏.‏

وقال أبو الهَيْثَم‏:‏ إذا أسَرَّ الكَلامَ وأخفاه‏:‏ فذلك الهَمْسُ من الكلام‏.‏

وهَمْسُ الأقْدَام‏:‏ أخْفى ما يكون مِن صَوْتِ القَدَمِ‏.‏

ويُقال‏:‏ أخَذْتُه أخْذًا هَمْسًا‏:‏ أي شَديدًا، ويقال‏:‏ عَصْرًا، ويقال‏:‏ هَمَسَه‏:‏ إذا عَصَرَه‏.‏

والهَمُوْسُ والهَمّاسُ‏:‏ الأسَد الشديد الوَطْء، قال رؤبة‏:‏

لَيْثٌ يَدُقُّ الأسَدَ الهَمُوْسا *** والأقْهَبَيْنِ الفِيْلَ والجاموسا

وقال رؤبة أيضًا‏:‏

في نَمِرَاتٍ وِرْدُهُنَّ أحْلاسْ *** عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضُّ هَمّاسْ

جَعَلَ زُبْرَتَه في ارْتِفاعِها كالحِلْسِ على كَتِفَيْهِ‏.‏ وقيل‏:‏ يُقال له هَمُوْسٌ وهَمّاسٌ لأنَّهُ إذا أخَذَ شَيْئًا عَصَرَه، يقال‏:‏ هَمَسَ إذا عَصَرَ، قال العجّاج‏:‏

لُيُوْثٌ هَيْجى لم تُرَمْ بأبْسِ *** ينفِيْنَ بالزَّأْرِ وأخْذٍ هَمْسِ

عن باحَةِ البَطْحاءِ كُلَّ جَرْسِ ***

وقيل‏:‏ الهَمُوْسُ‏:‏ الذي يَكْسِرُ فَرِيْسَتَه؛ مِنَ الهَمْسِ وهو الكَسْر‏.‏ قال هِشام‏:‏ الهَمُوْسُ‏:‏ الذي يَسِيْرُ باللَّيْلِ، وأنشد لأبي زُبَيْد حَرْمَلَة بن المُنذِر الطائيّ‏:‏

فَباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْرِي *** بَصِيْرٌ بالدُّجى هادٍ هَمُوْسُ

ويروى‏:‏ ‏"‏غَمُوْسُ‏"‏‏.‏ وقال الأزهريّ‏:‏ الهَمُوْسُ‏:‏ من أسماء الأسَد؛ لأنّه يَهْمِس في الظُّلْمَةِ، ثمَّ جُعِلَ ذلك اسمًا يُعْرَفُ به‏.‏

وجَعَلَ الكُمَيْت النّاقَةَ هَمُوْسًا فقال‏:‏

فهذا لهذا واقْر هَمَّكَ لم أجِد *** قِرى الهَمِّ إلاّ الواخِدَاتِ العَرامِسا

غُرَيْرِيَّةَ الأنْسابِ أو شَدْقميَّةً *** هَمُوْسًا تٌباري اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا

يُرِيدُ لا تَمَسُّ الأرْضَ أخْفافُها إلاّ رَيْثَما تَرْفَعُها‏.‏

وقال أبو السَّمَيْدَع‏:‏ الهَمْسُ‏:‏ قِلَّةُ الفُتُورِ باللَّيْلِ والنَّهارِ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الهَمْسُ‏:‏ السَّيْرُ باللَّيْلِ‏.‏

وقال الليث‏:‏ الهَمْسُ‏:‏ حِسًّ الصَّوْتِ في الفَمِ مِمّا لا إشْرابَ له من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جَهَارَةَ في المَنْطِق، ولكنَّهُ كلامٌ مَهمُوْسُ‏.‏

والحُرُوْفُ المَهْموسَة‏:‏ عشرَةٌ، يَجْمَعُها قَوْلُكُ‏:‏ حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ، وإنَّما سُمِّيَ الحَرفُ مَهموسًا لأنَّه أُضْعِفَ الاعْتِمادُ في مَوْضِعِه حتى جرى مَعَهُ النَّفَسُ‏.‏

ويقال‏:‏ اهْمِسْ وصَهْ‏:‏ أي امْشِ خَفِيًّا واسْكُتْ‏.‏ ويقال‏:‏ هَمْسًا وصَهْ؛ وهَسًّا وصَهْ، وهذا سارِقٌ قالَ لِصاحِبِهِ‏:‏ امْشِ خَفِيًّا واسْكُتْ‏.‏

والهَمِيْس‏:‏ صوتُ نَقْلِ أخْفَافِ الإبل، وذُكِرَ عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال‏:‏

وهُنَّ يَمْشِيْنَ بنا هَمِيْسا *** إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيْسا

وإذا مَضَغَ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعامِ وفُوْهُ مُنْضَمٌّ قيل‏:‏ هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْسًا، قاله أبو زيد، وأنشد في نَوادِرِه‏:‏

لقد رأيْتُ عَجَبًا مُذْ أمْسا *** عَجائزًا مِثْلَ الأفاعي خَمْسا

يَأْكُلْنَ ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا *** لا تَرَكَ اللهُ لهنَّ ضِرْسا

قيهم عَجُوزٌ لا تُسَاوي فَلْسَا *** لا تأكُلُ الزُّبْدَةَ إلاّ نَهْسا

وروى غيرُ أبي زَيد‏:‏ ‏"‏مِثْلَ السَّعالي‏"‏‏.‏ وقال أبو الهَيْثَم‏:‏ الهَمْسُ‏:‏ أكْلُ العَجوزِ الدَّرْداءِ‏.‏

وهَمَسَه‏:‏ أي مَضَغَه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الهَمْسُ‏:‏ القَبْرُ‏.‏

والمُهَامَسَة‏:‏ المُسَارَّة، وكذلك التَّهامُسُ‏.‏

والتَّركيب يدل على خَفاءِ صَوْتٍ وحِسٍّ‏.‏

هملس

الليث‏:‏ رَجُلٌ هَمَلَّسٌ -مثال عَمَلَّسٍ-‏:‏ قَوِيُّ السّاقَيْنِ شَديدُ المَشْيِ‏.‏

هنبس

الهَنْبَسَة‏:‏ التَّهَنْبُسُ‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ يقال فلانٌ يَتَهَنْبَس‏:‏ إذا كانَ يَتَحَسَّسْ عن أخْبارِ النّاسِ‏.‏

هندس

ابن الأعرابيّ‏:‏ أسَدٌ هِنْدِسٌ -مثال خِنْدِفٍ-‏:‏ أي جَرِيءٌ، قال جَنْدَلُ بن المُثَنّى الطُّهَويُّ‏:‏

يأكُلُ أو يَحْسُو دَمًا ويَلْحَسُ *** شِدْقَيْهِ هَوّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِسُ

ورجُلٌ هِنْدِسٌ‏:‏ إذا كان جَيِّدَ الرَّأيِ مُجَرِّبًا‏.‏

وفلانٌ هِنْدَوْسُ هذا الأمْرِ، وهم هَنَادِسَةُ هذا الأمرِ‏:‏ أي العُلَماءُ به‏.‏

والمُهَنْدِس‏:‏ الذي يُقَدِّر مَجاري القُنيِّ حَيْثُ تُحْفَرُ، وهو مُشْتَقٌّ مِن الهِنْدازِ، وهو فارِسيٌّ، فَصُيِّرَتِ الزّايُ سِيْنًا، لأنَّه ليس في شَيْءٍ من كَلامِ العَرَبِ زايٌ بعدَ الدّالِ‏.‏ قال الأزْهَريّ‏:‏ أصْلُهُ آبْ أنْدازْ أي مُقَدِّرُ الماءِ، قال والعَرَب تُسَمِّيه القُنَاقِنَ‏.‏ والاسم‏:‏ الهَنْدَسَة‏.‏

هوس

أبو عُبَيْد‏:‏ هُسْتُ الشَّيْءَ أهُوْسُه هَوْسًا‏:‏ أي دَقَقْتُهُ وكَسَرْتُهُ، وكذلك هِسْتُه أهِيْسُه هَيْسًا، ووَهَسْتُه أهِسُه وَهْسًا‏.‏

والهَوّاس والهَوّاسَةُ -والهاء للمُبالَغَة-‏:‏ الأسَد الهَصُوْرُ، قال الكُمَيْت‏:‏

هوَ الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً *** وفيمن يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ

وقال أبو سِدْرَة سُحَيْم بن الأعْرَف الهُجَيْميّ‏:‏

تَحَسَّبَ هَوّاسٌ وأيْقَنَ أنَّني *** بها مُفْتَدٍ من واحِدٍ لا أُغامِرُهْ

فَقُلْتُ له‏:‏ فاها لفيك فإنَّه *** قَلُوْصٌ امْرئٍ قارِيكَ ما أنْتَ حاذِرُهْ

وقال رؤبة‏:‏

إنَّ لها هَوّاسَةً عِرَبْضا *** نَرْدي به ومِنْطَحًا مِهَضّا

ويُروى‏:‏ نَعلو به ومِخْبطًا‏.‏

ورَجُلٌ هَوّاسَة‏:‏ أي مُجَرِّبٌ شُجاعٌ‏.‏

والهَوْسُ -أيضًا-‏:‏ الطَّوَفانُ باللَّيْلِ‏.‏

والهَوْسُ‏:‏ شِدَّةُ الأكْلِ‏.‏

ويقال‏:‏ الهَوْسُ‏:‏ المَشْيُ الذي يَعْتَمِد فيه صاحِبُه على الأرضِ اعْتِمادًا شَديدًا‏.‏ وقيل‏:‏ منه سُمِّيَ الأسَد هَوّاسًا‏.‏

والهَوْسُ‏:‏ السَّوْقُ اللَّيِّن، يقال‏:‏ هُسْتُ الإبل فَهَاسَتْ‏:‏ أي تَرْعى وَتَسيرُ، وإنَّما شُبِّهَ هَوَسَانُ النَّاقَةِ بِهَوَسَانِ الأسَدِ لآنَّها تَمْشِي خُطْوَةً خُطْوَةً وهي تَرْعى، قال الكُمَيْت‏:‏

فَضمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما *** تهِيْجُوْنَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ الهَوَايِسا

وقال ابن دريد‏:‏ يقال‏:‏ هاسَ يَهُوسُ هَيْسًا‏:‏ وهو إفْسَادُكَ الشَّيْءَ، يُقال‏:‏ هاسَ يَهُوسُ هَيْسًا‏:‏ وهو إفْسادُكَ الشَّيْءَ، يقال‏:‏ هاسَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ هَوْسًا‏:‏ إذا أفْسَدَ فيها‏.‏

ويقال‏:‏ هاسَ يَهُوْسُ‏:‏ أي دارَ‏.‏

وتقول العرب‏:‏ النّاسُ هَوْسى والزّمانُ أهْوَس، قال ابن الأعرابي‏:‏ مَعْناه‏:‏ النّاسُ يأكُلُونَ طَيِّباتِ الزّمانِ والزّمانُ يَأكُلُهم بالمَوْتِ‏.‏

والهَوِيْسُ‏:‏ ما تُخفيه في صَدْرِكَ‏.‏

والهَوِيْسُ‏:‏ الفِكْرُ، قال رؤبة‏:‏

إذا البخيلُ آمَرَ الخَنُوْسا *** شَيْطانَه وأكْثَرَ الهَوِيْسا

في صَدْرِهِ وأكْتَنَ أنْ يَخِيْسا *** آمرتَ نَفْسًا تَكْرُمُ النُّفُوسا

والهَوَسُ‏:‏ طرفٌ مِنَ الجُنُون‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ الهَوِسَة‏:‏ النّاقة الضَّبِعَة؛ وهي التي تَتَرَدَّدُ فيها الضَّبَعَةُ‏.‏

والهَوِسُ والهَوّاسُ‏:‏ الفَحْلُ المُغْتَلِم، قال زَيد بن تُركيٍّ‏:‏

يُوْشِكُ أنْ يُوْجِسَ في الإيجاسِ *** في باقِلِ الرَّمْثِ وفي اللُّسَاسِ

فيها هَديمَ ضَبَعٍ هَوّاسِ ***

والاسمُ منه‏:‏ الهِوَاسُ -بالكسر-‏.‏

ورجُلٌ مُهَوَّسٌ -بفتح الواو المُشَدَّدَة-‏:‏ مِنَ الهَوَسِ، عن ابن عبّاد‏.‏

والتَّركيب يدل على طَوَفانٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ في مِثْلِ الحَيْرَةِ‏.‏

هيس

ابن دريد‏:‏ الهَيْسُ‏:‏ أخْذُكَ الشَّيْءَ بكَثْرَةٍ، يقال‏:‏ هاسَ يَهِيْسُ هَيْسًا‏.‏

قال‏:‏ والهَيْسُ‏:‏ الفَدّان؛ لغة يمانِيّة‏.‏ وقال غيره‏:‏ هو اسم أدَاةِ الفَدّانِ كُلِّها‏.‏

وقال الأمَويُّ‏:‏ الهَيْسُ‏:‏ السَّيْرُ أيَّ ضَرْبٍ كانَ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ كَلِمَةٌ للعَرَب يَقولونَ للرَّجُل‏:‏ هِيْسِ هِيْسِ، عِنْدَ إمْكانِ الأمْرِ والإغْراءِ به، قال أبّاقٌ الدُّبَيْريّ‏:‏

يا لَيْلَةً ما لَيْلَة العَرُوْسِ *** يا طَسْمُ ما لاقَيْتِ مِنْ جَدِيْسِ

إحدى لَياليك فَهِيْسي هِيْسي *** لا تَذْهَبي اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيْسِ

وهَيْسَانُ‏:‏ من قُرى أصْفَهان‏.‏

وفي صِفَةِ لُقمان بن عادٍ للنَّمْلِ‏:‏ أقْبَلَتْ مَيْسًا وأدْبَرَتْ هَيْسًا، قال ابن الأعرابي‏:‏ تَهِيْسُ الأرضَ‏:‏ أي تَدُقُّها‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال في الغارة إذا اسْتُرْجِعَتْ قَرْيَةٌ أو قَبيلةٌ فاسْتُؤصِلتْ‏:‏ هِيْسِ هِيْسِ؛ معناه لا بَقِيَ منهم أحَدٌ‏.‏

وقال الأصمَعيّ‏:‏ يقال حَمَلَ فلان على عَسْكَرِهم فَهاسَهُم وحاسَهُم‏:‏ أي داسَهُم، يقال‏:‏ هاسَ يَهِيْسُ ويَهُوْسُ‏.‏

والأهْيَسُ‏:‏ الشُّجاعُ‏.‏ ومنه حديث أبي الأسْوَدِ الدُّؤليّ‏:‏ لا تُعَرِّفُوا عليكم فلانًا ضَعِيْفٌ ما عَلِمْتُه، وعَرِّفُوا فلانًا فإنَّه الأهْيَسُ الألْيَسُ‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ الأهْيَسُ معناه في كلامِ العَرَبِ‏:‏ الذي يَهُوْسُ أي يَدُوْرُ، قال‏:‏ والأصْل في الأهْيَسِ أهْوَسُ، فعدله إلى الياءِ ليُوَافِقَ لَفْظَ الألْيَسِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الأهْيَسُ مِنَ الإبل‏:‏ الجَرِيءُ الذي لا يَنْقَبِضُ عن شَيْءٍ‏.‏

وجس

الوَجْسُ‏:‏ الصَّوْتُ الخَفيُّ‏.‏

والوَجْسُ -أيضًا-‏:‏ أنْ يكونَ الرَّجُلُ مَعَ جارِيَتِهِ والأُخرى تَسْمَعُ حِسَّه، وهو الفَهْرُ أيضًا‏.‏

والوَجْسُ‏:‏ الفَزَعُ يقع في القلب أو السَّمع من صوتٍ وغيرِه‏.‏

والوَجَسَان‏:‏ فَزَعُ القلب‏.‏

والأوْجَسُ‏:‏ الدَّهْرُ، يقال‏:‏ لا أفْعَلُهُ سَجِيْسَ الأوْجَسِ والأوْجُسِ -بفتح الجيم وضَمِّها-‏:‏ أي أبَدًا؛ عن ابن السِّكِّيت‏.‏

وقال الأُمَويّ‏:‏ يقال ما ذُقْتُ عِنْدَه أوْجَسَ‏:‏ أي شَيْئًا من الطَّعام، وما في سِقَائه أوْجَسُ‏:‏ أي قَطْرَةٌ‏.‏

والواجِسُ‏:‏ الهاجِسُ‏.‏

وميجاسٌ‏:‏ من الأعلام‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فأوْجَسَ في نَفْسِه خِيْفَةً‏}‏ أي أحَسَّ وأضْمَرَ في نَفْسِه خَوْفًا، وكذلك تَوَجَّسَ‏.‏

والتَّوَجُّس -أيضًا-‏:‏ التَسَمُّع إلى الصَوْتِ الخَفِيِّ، قال ذو الرمَّة يصف صائِدًا‏:‏

إذا تَوَجَّسَ رِكْزًا من سَنَابِكِها *** أو كانَ صاحِبَ أرْضٍ أو بِه المُوْمُ

وقال ذو الرُّمَّة -أيضًا- يصف ثورًا‏:‏

وقد تَوَجَّسَ ركزًا مُقْفِرٌ نَدُسٌ *** بِنَبْأةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ

وتَوَجَّسْتُ الطَّعامَ‏:‏ إذا تَذَوَّقْتُه قليلًا قليلًا، وكذلك تَوَجَّسْتُ الشَّرابَ‏.‏

والتركيب يدل على إحْساسٍ بِشَيْءٍ وتَسَمُّعٍ له، ومِمّا شَذَّ عن هذا التركيب‏:‏ لا أفْعَلُه سَجِيْسَ الأوْجَسِ والأوْجُسِ، وما ذُقْتُ عِنْدَه أوْجَسَ‏.‏

ودس

وَدَسَ عليهِ الشَّيْءَ وَدْسًا‏:‏ أي خَفِيَ‏.‏ وأينَ وَدَسْتَ به‏:‏ أي أينَ خَبَأْته‏.‏ وما أدري أينَ وَدَسَ‏:‏ أي أينَ ذَهَبَ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ وَدَسَتِ الأرضُ تَدِسُ وَدْسًا‏:‏ إذا ظَهَرَ فيها النَّبْتُ ولم يَكْثُر‏.‏

ووَدَسْتُ إلى فلان بكَلام‏:‏ إذا طَرَحْتَ إليه كلامًا لم تَسْتَكْمِلْهُ‏.‏

قال‏:‏ والنَّبْتُ وادِسٌ، والأرضُ مَوْدوسَة‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ الوَديس‏:‏ النَّبات الجاف‏.‏

وقال الليث‏:‏ الوِدَاسُ من النَّبات‏:‏ ما قد غَطّى وَجْهَ الأرض ولمّا تَتَشّعَب شُعَبُه بَعْدُ، إلاّ أنَّه في ذلك كثير مُلْتَف‏.‏

والوَدْس‏:‏ أوَّل نبات الأرض، يقال‏:‏ ما أحْسَنَ وَدْسَها‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ إذا أخْرَجَت الأرضُ نَباتَها قيلَ‏:‏ أَوْدَسَت‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ أوْدَسَتِ الأرضُ‏:‏ إذا وَضَعَت الماشِيَة رُؤوسَها تَرْعى النَّبْتَ‏.‏

وقال الأصمعيّ‏:‏ وَدَّسَتِ الأرضُ تَوْدِيْسًا، وهي أرضٌ مُوَدَّسَةٌ‏:‏ أوَّلُ ما يَظْهَرُ نَباتُها، وأنشد للبَعِيْثِ‏:‏

كأنَّ قَتُودي فوقَ جَأْب خَلاله *** بِيَنْبُوْته القُصْوى عَدَابٌ مُوَدِّسُ

وقال ابن فارِس‏:‏ وَدَّسَ عَلَيَّ الشَّيْءُ‏:‏ أي خَفِيَ، وأيْنَ وَدَّسْتَ به‏:‏ أي أيْنَ خَبَأته، مثلُ وَدَسْتَ به‏.‏

وما أدري أيْنَ وَدَّسَ‏:‏ أي أيْنَ ذَهَبَ‏.‏

وقال الليث‏:‏ التَوَدُّسُ‏:‏ رَعْيُ الوِدَاسِ‏.‏

ورتنس‏:‏ وَرْتَنِيْس‏:‏ بلدة من نواحي إفريقية‏.‏

ورس

الوَرْسُ‏:‏ يُزْرَع باليَمَنْ زَرْعًا، ولا يَمون بِغَيْر اليَمَن، ولا يكون منه شَيْءٌ بَرِّيًّا، ونَباتُه مثل نبات السِّمْسِم، فإذا جَفَّ عِنْدَ إدراكِهِ تَفَتَّقَتْ سَنِفَتُه وهي خَرائِطُه وأكِمَّتُه، فَتُنْفَضُ فَيَنْتَفِضُ منها الوَرْسُ، ويُزْرَعُ سَنَةً فَيَجْلِسُ عَشْرَ سِنين؛ أي يُقيم في الأرضِ يُنْبِت ويُثمِر‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال‏:‏ لا يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَمِيْصَ ولا العِمَامَةَ ولا البُرْنُسَ ولا السَّرَاوِيْلَ ولا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ ولا زَعْفَرَان؛ ولا الخُفَّيْنِ إلاّ ألاّ يَجِدَ نَعْلَيْنِ فَلْيَقْطَعْهُما حتى يَكونا أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ‏.‏ وقال العجّاج يصف جَمَلًا‏:‏

يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ *** من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيْمُ الدَّرْسِ

وقال الدِّيْنَوَريّ‏:‏ للعَرْعَرِ وَرْسٌ، ولا يكون إلاّ في عَرْعَرَةٍ جَفَّتْ من ذاتِها، فَيوجدُ بَيْنَ لِحائها والصَّمِيْمِ وَرْسٌ، إذا فُرِكَ انْفَرَكَ، ولا خَيْرَ فيه، ولكن يُغَشُّ به الوَرْسُ‏.‏

قال‏:‏ وللرِّمْثِ وَرْسٌ، وذلك أنَّه إذا كان في آخِرِ الصَّيْفِ وانْتهى مُنَتَهاه اصْفَرَّ صُفْرَةً شَديدَةً حتى يَصْفَرُّ منه ما لابَسَهُ‏.‏ ورِمْثٌ وَرِيْسٌ‏:‏ أي ذو وَرَسٍ، قال عبد الله بن سَلَمَة -وقيل‏:‏ سُلَيْمَة، وقيل‏:‏ سُلَيْم- وهذا أصَح‏:‏

في مُرْبِلاتٍ رَوَّحَت صَفَرِيَّة *** بِنَواضِحٍ يقطرنَ غَيْرَ وَرِيْسِ

ووَرْسُ‏:‏ اسم عَنْزٍ كانت غَزيرَة‏.‏

وجَمَلٌ وارِسٌ‏:‏ شديد الحُمْرَة‏.‏

وقال الليث‏:‏ الوَرْسِيُّ من أقداح النُّضَارِ‏:‏ من أجْوَدِها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنَّ الحُسَيْنَ -رضي الله عنه- مرَّ بِدارٍ فاسْتَسْقى فَخَرَجَ إليهِ رَجُلٌ بِقَدَحٍ وَرْسِيٍّ مُفَضَّضْ فَشَرِبَ فيه‏.‏

والوَرْسِيُّ مِنَ الحَمام‏:‏ ضَرْبٌ يَضْرِبُ لَونُه إلى حُمْرَةٍ وصُفْرَةٍ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ وَرِسَت الصَّخْرَةُ -بالكسر- في الماءِ‏:‏ إذا رَكِبَها الطُّحْلُب حتى تَخْضَارَّ وتَمْلاسَّ، وأنشد لإمرئ القيس‏:‏

وتَخْطو على صُمٍّ صِلاَبٍ كأنّها *** حِجَارَةُ غِيْلٍ وارِساتٌ بِطُحْلُبِ

وإسْحاق بن إبراهيم بن أبي الوَرْسِ الغَزِّيُّ‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

وأوْرَسَ الرِّمْثُ‏:‏ إذا اصْفَرَّ وَرَقُه بعدَ الإدْراك؛ فَصَارَ عليه مثل المُلاءِ الصُّفْرِ، فهوَ وارِس، ولا يُقال مورِس، وهو من النَّوادِر‏.‏ وقال الدِّيْنَوَري‏:‏ لم يَقولوا وَرَسَ كما لم يَقولوا مُوْرِسٌ، وكأنَّ المُرَادَ بِوارِسٍ أنَّه ذو وَرْسٍ، كما قالوا تامِر في ذي التَّمْرِ، وإنَّما يُوْرِسُ إذا بَلَغَ نِهايَتَه قال‏:‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ أبْقَلَ المَوْضِعُ فَهوَ باقِل، وأوْرَسَ الشَّجَرُ فَهوَ وارِس‏:‏ إذا أوْرَقَ، ولم يُعْرَف غَيْرُهما، روى ذلك عنه الثِّقَة‏.‏ وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّه يقال أوْرَسَ فهو مُوْرِسٌ، وهذا غيرُ مَعروف وإنَّما هو قِيَاسٌ‏.‏ قال‏:‏ وقال بعض الرُّواةِ الثِّقَلتِ‏:‏ وَرَسَ فهوَ وارِس‏.‏ قال أبو عَبَيْدَة‏:‏ بَلَدٌ عاشِب؛ ولا يقولونَ إلاّ أعْشَبَ، فَيَقولونَ في النَّعْتِ على فَعَلَ وفي الفِعْلِ على أفْعَلَ، هكذا تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ‏.‏

وَوَرَّسْتُ الثَّوْبَ تَوْرِيْسًا‏:‏ صَبَغْته بالوَرْسِ‏.‏

وسس

الوَسُّ‏:‏ العِوَضُ‏.‏

والوَسْوَاسُ‏:‏ اسم الشَّيْطان‏.‏

والوَسْوَاس‏:‏ هَمْسُ الصّائِدِ والكِلابِ، قال ذو الرّمة يصف ثَورًا‏:‏

فَبَاتَ يَشيءزُه ثأْدٌ ويُسْهِرُهُ *** نَذَؤّبُ الرِّيْحِ والوَسْوَاسُ والهضَبُ

والوَسْوَاس -أيضًا-‏:‏ صَوتُ الحُليِّ، قال الأعشى‏:‏

تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاسًا إذا انْصَرَفَتْ *** كما اسْتَعانَ بِرِيْحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

ووَسْوَاس‏:‏ جَبَلٌ‏.‏

وقال جار الله العلاّمَة الزَّمَخْشَرِيُّ -رحمه الله-‏:‏ وَسْوَسٌ‏:‏ من أوْدِيَةِ القَبَليَّةِ‏.‏

والوَسْوَسَة والوَسْوَاسُ -بالكسر-‏:‏ حديث النَّفْسِ، والوَسْوَاس -بالفتح-‏:‏ الاسم؛ كالزِّلْزَالِ والزَّلْزال‏.‏ يقال‏:‏ وَسْوَسَ له ووَسْوَسَ إليه، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَوَسْوَسَ لهما الشَّيْطانُ‏}‏، وقال جل ذكره‏:‏ ‏{‏فَوَسْوَسَ إليه الشَّيْطانُ قال يا آدَم‏}‏، والعَرَب توصِلُ بهذه الحُرُوف كُلِّها الفِعْلَ‏.‏ وقال أبو عُبَيْدَة‏:‏ الوَسْوَسَة في التَّنْزيل ما يُلْقِيْهِ الشَّيْطان في القَلْب وفي حديث النَّفْسِ‏.‏ قال رؤبة يصف الحُمُرَ الوارِدَة والصّائَدَ‏:‏

حتى إذا ما كُنَّ في الحَوْمَ المَهَقْ *** وبَلَّ بَرْدُ الماءِ أعْضَادَ اللَّزَقْ

وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصًا رَبَّ الفَلَقْ *** سِرًّا وقد أوَّنَ تأْوِيْنَ العُقُقْ

الحومُ‏:‏ الكَثيرُ، أي شَرِبْتَ حتى كأنَّ كُلَّ حِمارٍ منها أتانٌ حامِلٌ‏.‏

والتركيب يدل على صوتٍ غيرِ رَفيع‏.‏

وطس

الأصمعيّ‏:‏ الوَطْسُ‏:‏ الضَّرْبُ الشديد بالخُفِّ، وقال أبو الغَوْث‏:‏ هو بالخُفِّ وغَيْرِه‏.‏

وأصل الوَطْس‏:‏ الكَسْرُ، يقال‏:‏ وَطَسَه يَطِسُه وَطْسًا‏:‏ إذا كَسَرَه، قال عَنتَرَة بن شدّاد العَبْسيّ‏:‏

خَطّارَة غِبَّ السُّرى زَيّافَة *** تَطِسُ الإكامَ بوَقْعِ خُفٍّ مِيْثَمِ

ويروى‏:‏ ‏"‏مَوّارة تَطِسُ‏"‏‏.‏

والوَطيس‏:‏ التّنور، ومنه قول النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يومَ حُنَيْن لَمّا نَظَرَ إلى مُجْتَلَدِ القَوم‏:‏ الآنَ حَمِيَ الوَطِيْس‏.‏ أي اشْتَدَّت الحَرْبُ، قال الأفوَه الأودِيّ‏:‏

أُدِّبْنَ بالصَّبْرِ إذا ضَرَّمَتْ *** نِيْرانَها الحَرْبُ اضْطِرامَ الوَطِيْسْ

والوَطِيسَة‏:‏ شِدَّة الأمر‏.‏

وأوْطَاسٌ‏:‏ وادٍ في دِيار هَوَازِن، قال بِشْر بن أبي خازِم‏:‏

والتَّوْقِيْس‏:‏ الإجْراب، وإبل مُوَقَّسَة‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ سَمِعْتُ أعْرابِيَّةً من بَني نُمَيْرٍ كانت اسْتُرْعِيَتْ إبلًا جُرْبًا، فَلَمّا أراحَتْها سَأَلَت صاحِبَها فقالَت‏:‏ إلى أينَ آوي هذه المُوَقَّسَة‏.‏ آوَيْتُهُ -بالقصر- مِثل آوَيْتُهٌ بالمَدِّ‏.‏

وكس

الوَكْس‏:‏ النُّقْصَان، يقال‏:‏ وَكَسَ الشَّيْءُ يَكِسُ‏.‏ والوَكْس -أيضًا-‏:‏ النَّقْصُ، وقد وُكِسَ الرَّجُل في تِجارَتِهِ‏:‏ أي نقصَ وخَسِرَ فيها‏.‏ فوَكَسَ لازِم ومُتَعَدٍّ‏.‏ وسُئلَ ابن مَسْعودٍ -رضي الله عنه- عن رَجُلٍ ماتَ عن امْرَأةٍ ولم يَدْخُلْ بها ولم يفرضْ لها الصّدَاق قال‏:‏ إنَّ لها صداقًا كصداقِ نِسَائها لا وَكْس ولا شَطَط؛ وإنَّ لها المِيْراث، وعَلَيْها العِدَّة‏.‏

ويقال‏:‏ بَرَأتِ الشَّجَّةُ على وَكْسٍ‏:‏ إذا بَقِيَ في جَوْفِها شَيْءٌ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الوَكْس‏:‏ دُخُول القَمَر في نَجْمٍ يُكْرَهُ، وأنشد‏:‏

هَيَّجَها قَبْلَ ليالي الوَكْسِ ***

وقال أبو عمرو‏:‏ الوَكْس‏:‏ مَنْزِلُ القَمَرِ الذي يُكْسَفُ فيه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الوَكْس‏:‏ أنْ يَقَعَ في أُمِّ الرَّأسِ دَمٌ أو عَظْمٌ فَثَجَّجَ‏.‏

قال‏:‏ ورجُلُ أوْكَس‏:‏ أي خَسِيْس‏.‏

وأُوكِسَ الرَّجُل -على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه-‏:‏ أي خَسِرَ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ أوْكَسَ مالُه‏:‏ ذَهَبَ، جَعَلَه لازِمًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ التَّوْكيس‏:‏ التَّوْبيخ‏.‏

والتَّوْكِيْس‏:‏ النَّقْص، قال رؤبة‏:‏

وشانِئٍ أرْأمْتُهُ التَّوْكِيْسا *** صَلَمْتُهُ أو أجْدَعُ الفِنْطِيْسا

أرْأمْتُه‏:‏ ألْزَمْتُه‏.‏ والفِنْطِيْسَةُ‏:‏ الأرْنَبَةُ‏.‏

والتركيب يدل على نُقْصَان وخُسْرَان‏.‏

ولس

الوَلُوْس‏:‏ الناقة التي تَلِسُ في سَيْرِها وَلْسًا ووَلَسَانًا‏.‏ وقد وَلَسَتْ‏:‏ إذا أعْنَقَتْ في سَيْرِها وأسْرَعَتْ‏.‏

وما لي في هذا الأمْرِ وَلْسٌ ولا دَلْسٌ‏:‏ أي ما لي فيه خِيانَةٌ ولا خَدِيْعَةٌ‏.‏

ويقال للذِّئْبِ‏:‏ وَلاّس؛ لأنَّه يَلِس في الدِّماء‏:‏ أي يَلِغ فيها‏.‏

ووَلَسْتُ الحَدِيْثَ وأوْلَسْتُ به ووَالَسْتُ به‏:‏ أي عَرَّضْتُ به‏.‏

وقال ابن شُمَيْل‏:‏ المُوَالَسَة‏:‏ الخِدَاع‏.‏

ويقال‏:‏ قد تَوَالَسُوا عليه‏:‏ أي تَنَاصَروا في خِبٍّ وخَديعَةٍ‏.‏

والمُوَالَسَة‏:‏ شِبْه المُدَاهَنَة، يقال‏:‏ فلان لا يُدالِس ولا يُوَالِس‏.‏

والتركيب يدلُّ على ضَرْبٍ من السَّيْرِ؛ وعلى الخِيانَة‏.‏

ومس

ابن دريد‏:‏ الوَمْس‏:‏ احْتِكاك الشَّيْءِ بالشَّيْءِ حتى يَنْجَرِدَ، وأنشد‏:‏

وقد جَرَّدَ الأكْتافَ وَمْسُ المَوَارِكِ

قال‏:‏ المَوَارِك جمع مَوْرِكَةٍ ومَوْرَكَةٍ؛ وهي جِلْدة تُعَلَّق بينَ يَدَي الرَّجُل يَتَوَرَّك عليها الراكِب إذا أعْيَا؛ توقّي غارِبَ البَعِير، انتهى كلامُ ابن دريد‏.‏

قال الأزهريّ‏:‏ لم أسْمَع الوَمْسَ لِغَيْرِه، والرِّوَايَة عندنا‏:‏ مَوْرُ المَوارِك، انتهى كلام الأزهَريّ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الصَّواب ما قالَه الأزهريّ، والبيت لذي الرُّمَّة، وصَدْرُه‏:‏

يَكادُ المِرَاحُ الغَرْبُ يَمْسِي عُرُوْضَها

وذلك المَوْضِع لا يَمُوْرُ، وإنَّما المعنى مَوْرُها في المَواركِ، يعني الأكتاف، كأنَّه أرادَ‏:‏ وقد جَرَّدَ الأكتافَ مَوْرُ الأكْتافِ في المَوَارِك، وأضْمَرَ الكْتافَ وأضَافَ، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِه‏}‏ أي بِسُؤالِه نَعْجَتَكَ، والنَّعْجَةُ ليسَ لها سُؤال‏.‏

والمُوْمِسَة‏:‏ الفاجِرَة‏.‏ وقال الليث‏:‏ المُوْمِسَاتُ‏:‏ الفَوَاجِرُ مُجَاهَرَةً‏.‏ ذكرها في تركيب م و س‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ جَمْعُها مَوَامِيْسُ‏.‏ وفي دُعَاءِ أُمِّ جُرَيْجٍ الرّاهِب‏:‏ اللّهُمَّ لا تُمِتْهُ حتى تُرِيَه وُجُوْهَ المُوْمِساتِ‏.‏ وقد أوْمَسَتْ‏:‏ أي أمْكَنَتْ من الوَمْسِ أي الاحْتِكاكِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المُوَمَّسُ -بفتح الميم المُشَدَّدَة- من الإبل‏:‏ العُرْضِيُّ الذي لم يُرَضْ بَعْدُ‏.‏

وهس

الليث‏:‏ الوَهْسُ‏:‏ شِدَّة السَّيْر والإسْراعُ فيه‏.‏ قال العجّاج يَصِفُ القِفَافَ‏:‏

وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ *** وَعْرٍ نُسَامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ

والوَهْسُ -أيضًا-‏:‏ السِّرُّ، قال رؤبة‏:‏

أمْسى الغَواني بَعْدَ وُدٍّ شُوْسا *** لَجْلَجْنَ دُوْني مَنْطِقًا مَوْهُوسا

والوَهْسُ‏:‏ التَّطَاوُلُ على العَشِيرةِ والاخْتيَالُ، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ رضي الله عنه‏:‏

إنَّ امْرَأيْنِ من العَشِيرةِ أُولِعا *** بِتَنَقُّصِ الأعْراضِ والوَهْسِ

والوَهْس -أيضًا-‏:‏ النَّمِيمَة‏.‏

والوَهْس‏:‏ الدَّقُّ والكَسْر، قال طُرَيْح الثَّقَفي يصف أُسُودًا‏:‏

بَطِرَتْ فأخْرَجَها الغُلُوُّ فأقْبَلَتْ *** تَهِسُ البِلادَ تَنالُ حَيْثُ تَرُومُ

والوَهْس‏:‏ الوَطْءُ‏.‏ والوَهّاس‏:‏ الأسَد الوَطّاء؛ شَبيهٌ بالهَوّاس، قال رؤبة‏:‏

كأنَّهُ ليثُ عَرِيْنٍ دِرْوَاسْ *** بالعَثَّرَيْنِ ضَيْغَمِيٌّ وهّاسْ

وقد سَمّوا وهّاسًا‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ الوَهِيْسَة‏:‏ أن يُطْبَخَ الجَرَادُ ثمَّ يُجَفَّفْ ثمَّ يُدَقَّ فَيُقْمَحَ أو يُبْكَلَ أو يُخْلَط بدَسَمٍ‏.‏

وقال شَمِر‏:‏ يقال‏:‏ مَرَّ يَتَوَهَّس الأرْضَ‏:‏ أي يَغْمِزُها غَمْزًا شَديدًا‏.‏

وقال أبو عُبَيْد‏:‏ التَّوَهُّس‏:‏ مَشْيُ المُثْقَل‏.‏

ويقال‏:‏ تَوَهَّسُوا وتَوَاهَسُوا وواهَسُوا -بمعنىً-‏:‏ أي سارُوا‏.‏

والتركيب يدلُّ على الشِّدَّةِ في الأُمُورِ؛ وعلى السرار‏.‏

ويس

الليث‏:‏ وَيْسٌ‏:‏ كَلِمَة في مَوْضِع رأفَة واسْتِمْلاح؛ كقولِكَ للصَبيِّ وَيْحَه ووَيْسَه ما أمْلَحَه‏.‏ وقال اليَزيديّ‏:‏ الوَيْحُ والوَيْس بمنزِلَة الوَيْل في المعنى‏.‏ وقال أبو تُراب‏:‏ سَمِعْتُ أبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة‏:‏ إنَّها بمعنىً واحِدٍ‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ في كتاب الألفاظ‏:‏ يُقال‏:‏ وَيْسٌ له‏:‏ أي فَقْرٌ له، قال‏:‏ والوَيْسُ الفَقْرُ‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ لَقِيَ فُلانْ وَيْسًا‏:‏ أي لَقِيَ ما يُرِيْدُ، وأنشد‏:‏

عَضَّت سَجَاحِ شَبثًا وقَيْسا *** ولَقِيَتْ من النِّكاحِ وَيْسا

وقال أبو حاتِمٍ‏:‏ أمّا وَيْسَكَ فإنَّه لا يُقال إلاّ للصِبْيَان، وأمّا وَيْلَكَ فَكَلامٌ فيه غِلَظٌ، وأمّا وَيْحَكَ فَكَلامٌ بَيِّنٌ حَسَنٌ‏.‏

يأس

اليأْسُ واليَاسَةُ -وهذه عن ابن عبّاد-‏:‏ القُنُوطُ، وهو ضدُّ الرَّجاء‏.‏ وقال ابن فارِس‏:‏ اليَأسُ قَطْع الأمَل، قال‏:‏ ولَيْسَ في كلام العَرَب ياءٌ في صَدْرِ الكلام بعدها هَمْزَة إلاّ هذه، يقال‏:‏ يَئسَ من الشَّيْءِ يَيْأسُ، وفيه لُغَةٌ أخرى‏:‏ يَئَسَ يَيْئَسُ -بالكسر فيهما- وهي شاذّة‏.‏ وقرأ الأعرَج ومُجاهِد‏:‏ ‏{‏لا تِيْأسُوا من رَوْحِ اللهِ‏}‏ بكسر التاء، وقرأ ابن عبّاس -رضي الله عنهما-‏:‏ ‏{‏إنَّه لا يِيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ‏}‏، وهذا على لُغَةِ تَميم وأسَد وقيس ورَبِيعَة؛ يكسِرون أوَّلَ المُسْتَقْبَل؛ إلاّ ما كانَ في أوَّلِه ياءٌ نَحْوَ يَعْلَمُ لاسْتِثْقالهم الكَسْرَةَ على الياء، وإنّما يَكْسِرونَ في يِيْأسُ ويِيْجَلُ لِتَقَوِّي إحدى اليائَيْن بالأُخرى‏.‏

ورَجُلٌ يَؤُسٌ ويَؤوْسٌ؛ مثال حَذُرٍ وصَبُورٍ‏.‏

وقال المَبَرّدُ‏:‏ منهم مَنْ يَبْدِلُ في المُسْتَقْبَل من الياءِ الثانِيَة ألِفًا فيقول‏:‏ يائسُ وياءَسُ‏.‏

وقال الأصمعيّ‏:‏ يقال يَئسَ يَيْئَسُ وحَسِبَ يَحْسِبُ ونَعِرَ يَنْعِرُ ويَبِسَ يَيْبِسُ -بالكسرِ فيهنَّ-‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ عُلْيَا مُضَرَ يقولون‏:‏ يَحْسِبُ ويَنْعِمُ ويَيْئسُ -بالكسر- وسُفلاها بالفَتْح‏.‏

وقال سِيْبَوَيه‏:‏ هذا عِنْدَ أصْحابنا إنَّما يَجِيءُ على لُغَتَيْن، يعني يَئسَ يَيْاَسٌ ويَأَسَ يَيْئَسُ، ثمَّ تُرَكَّبُ منهما لُغَةٌ، وأمّا وَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلِيَ يَلِي ووَثِقَ يَثِقُ ووَرِثَ يَرِثُ فلا يَجوز فيهنَّ إلاّ الكسر لُغَةٌ واحِدَةٌ‏.‏

ويَئَسَ -أيضًا-‏:‏ بمعنى عَلِمَ؛ في لُغَةِ النَّخَعِ، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنُوا‏}‏، وكان عليٌّ وابن عبّاس‏؟‏ رضي الله عنهم- ومُجاهِد وأبو جعفر والجَحْدَريُّ وابن كثير وابن عامِر يَقْرَأوْنَ‏:‏ ‏"‏أفَلَمْ يَتَبَيَّنِِ الذينَ آمَنُوا‏"‏، فَقِيْلَ لابن عباسٍ -رضي الله عنهما-‏:‏ إنَّها يَيْأس؛ فقال‏:‏ أظُنُّ الكاتبَ كَتَبَها وهو ناعِسٌ‏.‏ وقال سُحَيْم بن وَثيلٍ اليَرْبُوعيُّ الرياحيُّ‏:‏

وقُلْتُ لهم بالشِّعْبِ إذْ يَيْسِرُوْنَني *** ألَمْ تَيْأَسُوا أني ابن فارِسِ زَهْدَمِ

ويروى‏:‏ ‏"‏إذْ يَأْسِرُوْنَني‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏وقُلْتُ لأهلِ الشِّعْب‏"‏‏.‏ وقال أبو محمد الأعرابي‏:‏ زَهْدَم فَرَسُ بِشْر بن عمرو أخي عَوْف بن عمرو؛ وعَوف‏:‏ جَدُّ سُحَيْم بن وَثِيْل، قال‏:‏ ثمَّ رَجَعَ في ذلك أبو النَّدى وقال‏:‏ ‏"‏ألَمْ تَيْأَسوا أنّي ابن قاتِلِ زَهْدَم‏"‏ قال‏:‏ هو اسمُ رَجُلٍ‏.‏

وقال الفرّاء في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنُوا‏}‏‏:‏ أفَلَم يَعْلَم، قال‏:‏ وهو في المعنى على تَفْسِيرِهم، لأنَّ الله تعالى قد أوْقَعَ إلى المؤمِنِيْن أنَّه لو شَاءَ لَهَدى النّاس جَميعًا؛ فقال‏:‏ أفَلَمْ يَيْأسُوا عِلْمًا، يقول‏:‏ يُؤْيسُم العِلْمُ، فكانَ فيه العِلْمُ مُضْمَرًا، كما تقولُ في الكلام‏:‏ قد يَئسْتُ منكَ ألاّ تُفْلِحَ، كَأنَّكَ قُلْتَ‏:‏ عَلِمْتُه عِلْمًا‏.‏ وقيل معناه أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنوا من ايمانِ مَنْ وَصَفَهم اللهُ بأنَّهم لا يُؤْمِنُونَ، لأنَّه قالَ‏:‏ ‏{‏ولو شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُم على الهُدى‏}‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كما يَئسَ الكُفّارُ من أصحابِ القُبُورِ‏}‏ قال ابن عَرَفَة‏:‏ معنى قَوْلِ مُجاهدٍ‏:‏ كما يَئسَ الكُفّارُ في قُبُورِهِم من رحمة الله تعالى؛ لأنَّهم آمَنوا بَعْدَ المَوْتِ بالغَيْبِ فَلَمْ يَنْفَعْهم إيمانُهم حِيْنَئذٍ‏.‏ وقال غَيْرُه‏:‏ كما يَئَسُوا أنْ يُحْيوا ويُبْعَثوا‏.‏

وفي صِفَةِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا يَأْسَ من طُوْلٍ‏.‏ معناه‏:‏ أنَّ قَامَتَه لا تُؤْيِسُ من طُوْلِه، لأنَّه كانَ إلى الطُّوْلِ أقْرَبَ، قال‏:‏

يَئسَ القِصَارُ فَلَسْنَ من نسْوانِها *** وحِماشُهُنَّ لها من الحُسّادِ

يقول‏:‏ يَئسْنَ من مُبَاراتِها في القوام‏.‏ ورواه أبو بكر في كِتابِه‏:‏ ولا يائسٌ من طُولٍ، قال‏:‏ ومعناهُ لا مَيْؤوسٌ منه من أجْلِ طُوْلِه، أي لا يَيْأسُ مُطاوِلُه منه إفْراطِ طُولِه، فَيائسٌ بمعنى مَيْؤوسٍ، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدْفُوقٍ‏.‏ وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ع ز ب‏.‏

واليأْسُ‏:‏ بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، وهو أوَّل من أصابَهُ داءُ السِّلِّ مِنَ العَرَبِ‏.‏

واليَأْسُ‏:‏ السِّلُّ، قال إبراهيم بن عَليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة‏:‏

ألا تَجزيْنَني ونَجِيّ قَلْبي *** بِذِكْرِكِ خاليًا ومَعَ الشُّهُودِ

وقَوْلُ الكاشِحِينَ إذا رَأوْني *** ًاصِيْبَ بِداءِ يَأْسٍ فهو مُوْدِ

وأيْأسَتُه وآيَسْتُه‏:‏ أي قَنَّطْتُه، قال طَرَفَة بن العَبْدِ يَذْكُرُ ابن عَمِّهِ مالِكًا‏:‏

وأيْأسَني من كُلِّ خَيْرٍ طَلبْتُهُ *** كأنّا وَضَعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ

وقال رؤبة‏:‏

إذْ في الغَواني طَمَعٌ وايْئآسْ *** وعِفَّةٌ في خَرَدٍ واسْتِئْناسْ

واتَّأس -على افْتَعَلَ- واسْتَيْأسَ‏:‏ أي يَئسَ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمّا اسْتَيْأسُوا منه‏}‏‏.‏

والتركيب يدل على قَطْعِ الرَّجاءِ؛ وعلى العِلْم‏.‏

يبس

اليُبْسُ -بالضم-‏:‏ مصدر قَوْلِكَ‏:‏ يَبِسَ الشَّيْءُ- بالكسر- يَيْبَسُ ويابَسُ، وفيه لُغَةٌ أُخرى‏:‏ يَبِسَ يَيْبِسُ -بالكسر فيهما- وهو شاذُّ‏.‏ واليَبْسُ‏:‏ اليابِسُ، يقال حَطَبٌ يَبْسٌ -بالفتح-، قال ثعلب‏:‏ كأنَّه خِلْقَةٌ، قال عَلْقَمَةُ ابن عَبَدَةَ‏:‏

تَخَشْخَش أبْدانُ الحَدِيدِ عليهم *** كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوْبُ

وقال ابن السكِّيت‏:‏ هو جمع يابِس؛ مثل راكِب ورَكْب‏.‏ وقال أبو عُبَيْد في قَولِ ذي الرُّمَّة‏:‏

ولم يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمّا عَنَتْ به *** من الرُّطْبِ إلاّ يُبْسُها وهَجِيْرُها

ويروى بالفتح، قال‏:‏ وهُما لُغَتان‏.‏ وقرأ الحَسَنُ البَصْريّ -رحمه الله-‏:‏ ‏"‏طَريقًا في البَحْرِ يَبْسًا‏"‏ بسكون الباء، وقَرَأَ الأعمَش‏:‏ ‏"‏يَبِسًا‏"‏ -بكسر الباء- وهي لُغَةٌ ثالِثَة‏.‏

والعَرَب تقول فيما أصْلُه اليُبُوسَة ولم يُعْهَدْ رَطبًا قَطُّ‏:‏ هذا شَيْءٌ يَبَسٌ- بفتح الباء-، فإن كانَ يُعْهَدُ رَطْبًا ثمَّ يَبِسَ فَبِسُكونِها، يقال‏:‏ هذا حَطَبٌ يَبْسٌ ومَوْضِعُ يَبْسٌ‏:‏ أي كانا رَطِبَيْنِ ثمَّ يَبِسا‏.‏ والطَّريق الذي ضَرَبَهُ الله تعالى لموسى -صلوات الله عليه- وأصْحابِهِ لم يَعُد طَريقًا قَطُّ لا رَطِبًا ولا يَابِسًا، إنَّما أظْهَرَهُ الله تعالى لهم حِيْنَئذٍ مَخلوقًا على ذلك؛ لتَعظيم الآيَة وأيضًاحِها، وإسْكانُ الباءِ بالذَّهابِ إلى أنَّه وإنْ لم يكُن طَريقًا فإنَّه مَوْضِعٌ قد كانَ فيه ماءٌ فَيَبِسَ؛ فهوَ يَبْسٌ‏.‏ وحَرَّكَ الباءَ العَجّاج للضَّرورة فقال‏:‏

تَسْمَعُ للحَلْيِ إذا ما وَسْوَسا *** والْتَجَّ في أجْيادِها وأجْرَسا

زَفْزَفَةَ الرِّيْحِ الحَصَادَ اليَبَسا ***

ويقال‏:‏ امْرَأةٌ يَبَسٌ -بالتحريك-‏:‏ إذا كانت لا تُنِيْلُ خيرًا، قال‏:‏

إلى عجوزٍ شَنَّةِ الوَجْهِ يَبَسْ *** قَعْسَاءَ لا بارَكَ ربّي في القَعَسْ

ويقال -أيضًا-‏:‏ شاةٌ يَبَسٌ‏:‏ إذا لم يكن بها لَبَنٌ، ويَبَسٌ -أيضًا- بالتَّسْكينِ؛ حَكاها أبو عُبَيْدَة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اليَبَسَة‏:‏ التي لا لَبَنَ بها من الشّاء، والجَمع‏:‏ اليَبَسَاتُ واليَبَاسُ والأيْبَاسُ‏.‏

وثَدْيٌ أيْبَسٌ‏:‏ أي يابِسٌ‏.‏

والأيْبَسَان‏:‏ ما لا لَحْمَ عليه من السّاقَيْن، والجمع‏:‏ الأيابِس‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الأيْبَسان‏:‏ ما ظَهَرَ مِن عَظْمِي وَظِيْفَ الفَرَسِ وغَيْرِه‏.‏ وقال أبو الهَيْثَم‏:‏ الأيْبَس‏:‏ هو العَظْم الذي يقال له الظُّنْبُوبُ؛ الذي إذا غَمَزْتَه من وَسَطِ ساقِكَ آلَمَكَ، قال‏:‏ وهو اسْمٌ وليسَ بِنَعْتٍ، ولهذا جُمِعَ على أيابِس‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الأيابِس‏:‏ ما تُجَرَّبُ عليه السُّيُوفُ وتكون صُلْبَةً قال الراعي يَذْكُرُ أخيهِ حَبْتَرًا‏:‏

فَقُلْتُ لَه‏:‏ ألْصِقْ بأيْبَسِ ساقِها *** فإِنْ يَجْبرِ العُرْقُوبُ لا يَرقَإِ النَّسا

واليَبِيْسُ من النَّباتِ‏:‏ ما يَبِسَ منه، يقال‏:‏ يَبِسَ فهوَ يَبِيْس؛ مثال سَلِمَ فهو سَلِيْم‏.‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ يقال‏:‏ لِما يَبِسَ من أحرار البُقُول وذُكُوْرِها‏:‏ اليَبِيْسُ والجَفِيْفُ والقَفِيْفَ والقَفُّ، فامّا يَبِيٍُْ البُهمى فهو العِرْبُ والصَّفَارُ‏.‏ قال الأزهريّ‏:‏ لا تقولُ العَرَبُ لِما يَبِسَ مِنَ الحَليِّ والصِّلِّيانِ والحَلَمَةِ يَبِيْسٌ، إنَّما اليَبِيْسُ ما يَبِسَ مِنَ العُشْبِ والبُقُولِ التي تَتَناثَرُ إذا يَبِسَتْ‏.‏ وأنشد الأصمعيّ‏:‏

كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ

وقال أبو عمرو‏:‏ يَبِيْسُ الماءِ‏:‏ العَرَقُ، قال بِشْر بن أبي خازِمٍ يصف حِجْرًا‏:‏

تَرها مِنْ يَبِيْسِ الماءِ شُهْبًا *** مُخالِطَ دِرَّةٍ منها غِرَارُ

الغِرَارُ‏:‏ انْقِطاعُ الدِّرَّةِ، يقول‏:‏ تُعْطي أحيانًا وتَمْنَعُ أحيانًا، وإنَّما قال‏:‏ ‏"‏شُهْبًا‏"‏ لأنَّ العَرَقَ يَجِفَّ عليها فَيَبْيَضُّ‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ يَبَاسِ -مِثال قَطَام-‏:‏ هي الفُنْدُوْرَةُ وهي السَّوْءةُ‏.‏ ويقال للرَّجُل إذا سُكِّتَ‏:‏ ايْبَسْ يا رَجُلُ‏:‏ أي اسْكُتْ‏.‏

ويبُوْسُ‏:‏ مَوْضِعٌ من أرضِ شَنُوءةَ، قال عبد الله بن سَلِيْمَةَ - ويقال‏:‏ سَلَمَة، ويقال‏:‏ سُلَيْم، وهذا أصَحُّ- الغامِديُّ‏:‏

لِمَنِ الدِّيارُ بتَوْلَعٍ فَيبُوْسِ *** فَبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْر ذاةِ أنِيْسِ

واليابِس‏:‏ سَيف حَكيم بن جَبَلَة العَبْديّ، وهو القائِل يَوْمَ الجَمَل وكانَ مع عَليٍّ رضي الله عنه‏:‏

أضْرِبُهم باليابِسِ *** ضَرْبَ غُلامٍ عابِسِ

مِنَ الحَياةِ يائسِ *** في الغُرُفات نافِسِ

وأيْبَسَتِ الأرْضُ‏:‏ يَبِسَ بَقْلُها، عن يعقوب‏.‏

وأيْبَسَ القومُ -أيضًا-، من الأرْضِ اليَبْسِ، كما يقال‏:‏ أجْرَزوا؛ من الأرْضِ الجُرُز‏.‏

وأيْبَسَ الشَّيْءَ ويَبَّسَه تَيْبِيْسًا‏:‏ جَفَّفَه، قال جَرِيرٌ‏:‏

فلا تُوْبِسُوا بَيْني وبَيْنَكُمُ الثَّرى *** فإِنَّ الذي بَيْني وبَيْنَكُمْ مُثْري

وقال ابن السَّرّاج‏:‏ اتَّبَسَ الشَّيْءُ- على افْتَعَلَ-‏:‏ أي يَبِسَ، وأصْلُه ائْتَبَسَ فأُدْغِمَ، فهو مُتَّبِسٌ‏.‏

والتَّركيبُ يَدُلُ على جَفَافٍ‏.‏

يسس

ابن الأعرابيّ‏:‏ يَسَّ يَيِسُّ يَسًّا‏:‏ إذا سارَ‏.‏

إبط

الإبَط‏:‏ ما تحت الجناح، يذكرَ ويؤنَثُ، وحكى الفراء عن بعض الأعراب‏:‏ فرفع السوط حتى برقت إبطه، وروى عبد الله بن مالك وهو عبد الله بن بحينة -وهي أمَه- رضى الله عنه‏:‏ أن النبي ‏"‏صلى الله عليه وسلم‏"‏ كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه، وفي حديث آخر‏:‏ «كان إذا سجد جافى عضديه حتى يرى من خلفه عفرة إبطيه»‏.‏ والإبط- مثال إبل- لغق فيه، وأنشد الأصمعي يصف جملًا‏:‏

كأنّ هرًا في خواء إبطهَ *** ليس بمنُهكَ البَروَك فرشطه

المنهك‏:‏ المسترخي الذي يتفتح إذا برك‏.‏ والجمع آباطَ، قال رؤبة‏:‏

ناج يَعنيهنّ بالإبعاط *** والماء نضاح من الآباط

وقال ذو الرمة‏:‏

وحومانة ورقاء يجري سرابَها *** بمَسحة الآباط حدب ظَهورها

أي‏:‏ يرفع سرابها إبلا منسحة الآباط، ويروى‏:‏‏؟‏ بمسفوحة‏؟‏ وفسر ابن فارس الآباط في البيت بإباط الرمل‏.‏

والإبط من الرمل‏:‏ منقطعَ معظمه‏.‏

والإبَط -أيضًا-‏:‏ قرية من قرى اليمامة من ناحية الوشم لبني امرئ القيس‏.‏

ويقال للشوم‏:‏ إبَط الشمال‏.‏

وذَو الإبط‏:‏ لقب رجل من رجالات هذيل قال أبو جندب الهذلي لبني نفاثة‏:‏

أين الفتى أسامةُ بنُ لُعط *** هلًا تقُومُ أنت أو ذُو الإبط

لو أنّه ذو عزًّةً ومقًط *** لَمَنعَ الحيَرانَ بعضَ الهمط

المقطٌُ‏:‏ الضُربُ‏.‏ والشدّةُ أيضًا‏.‏

وأبطهُ اللهُ ووَبَطه وهبَطَه‏:‏ بمعنى واحد‏.‏

وإباط -بالكسر- في قول المنتخل الهذلى يصف ماء ورده‏:‏

شَربتُ بجمّه وصَدَرتُ عنه *** وأبيَضُ صارِمُ ذَكَرَ إباطي

وروى ابن حبيب‏:‏ ‏"‏بأبيض صارم ذكر‏"‏ من قولهم‏:‏ السف إباط تحت إبطي، وقال السكري‏:‏ نسبه إلى إبطه؛ أراد‏:‏ ‏"‏إباطي‏"‏ يعني نفسه ثم خفف‏.‏

والتأبُطُ‏:‏ الاضطباعُ؛ وهو أن يدخل رداء تحت إبطه الأيمن ثم يلقيه على عاتقه الأيسر‏.‏ وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- رديته التًأبط‏.‏

وتَأبَط الشيء‏:‏ أي جعله تحت إبطه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة‏:‏

جَثَمَتَ ضِبَابُ ضَغِينتي من صَدرِه *** بَين النّيَاط وحبلهِ الُمتَأبطِ

وتَأبَّط شرًا‏:‏ شاعرُ، وأسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‏.‏ ولقب تَأبَط شرًا لأنه -زعموا- كان لا يفارقه السيف، وقال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني‏:‏ لقب بذلك لأن أمه رأته وقد وضع جفير سهامه تحت إبطه وأخذ القوس فقالت‏:‏ تأبطت شرًا، وقيل غير ذلك‏.‏ قتلته هذيل، قال ابن الكلبي‏:‏ قالت أختهُ ترثيه‏:‏

نِعمَ الفتى غادرتُمُ بَرخوان *** بَثابِتِ بنِِ جابرِ بن سفيان

وفي كتاب مقاتل الفرسان‏:‏ قالت أمه ترثيه‏:‏

نِعمَ الفتى غادرتُمُ بِرخَمان

وفي أشعار هذيل‏:‏ قالت أمه ترثيه

وَيلُ أمّ طرف غادَرُوا برخمان *** بِثابِتِ بن جابِر بن سُفيان

يُجدلُ القرنَ ويُرِوي الندمان *** ذُو ماقطٍ يحمِي ورَاءَ الإخوان

وتقول‏:‏ جاءنيِ تَأبطَ شراَ ومررت بتأبَط شراَ؛ تدعه على لفظه، لأنك لم تنقله من فعل إلى اسم وإنما سميت بالفعل مع الفاعل جميعًا رجلًا، فوجب أن تحكيه ولا تغيره، وكذلك كل جملة تسمي بها؛ مثل برق نحره؛ وشاب قرناها؛ وذرى حبا فأن أردت أن تثني أو تجمع قلت‏:‏ جاءني ذوا تأبط شرًا وذُوو تَأبط شرًا، أو تقول‏:‏ كلاهما وكلهم ونحو ذلك‏.‏ والنسبة إليه تأبطي، تنسب إلى الصدر، ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه‏.‏

وقال عمرو بن العاص لعمر -رضي الله عنهما- أنى والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات الأمالي‏.‏ أي لم يحضني ولم يتولين تربيتي، أراد‏:‏ أنه ليس بابن أمةٍ‏.‏

واستأبَطَ فلانّ‏:‏ إذا حفر حفرة ضيق رأسها ووسع أسفلها، قال عطية بن عاصم‏:‏

حَفرُ نامُوسًا له مُستَابِطا *** ناحِيةّ ولا يحَلُ وسَطًا

وقال ابن عباد‏:‏ إئتبط‏:‏ اطمأن واستوى‏.‏

ونفسه موتبطة‏:‏ أي خاثرةُ مثقلة‏.‏

إجط

ابن دُرَيدٍ‏:‏ إجط‏:‏ زجرُ من زَجرِالغنم‏.‏

أرط

الأرطي‏:‏ قال الدينوري‏:‏ الواحدة منها أوطاة، وبه سمي الرجل أرطاة وكني أبا أرطاة، وأرطاتان وأرطيات‏.‏ وقال غيره‏:‏ ألفه للإلحاق لا للتأنيث لأن الواحدة أرطاة، وأنشد‏:‏

لما رأى أن دَعَهَ ولا شِبَع *** مالَ إلى أرطاة جِقفٍ فاضطجع

وفيه قال آخر‏:‏ أنه أفعل؛ لأنه يقال‏:‏ أديم مرطي، وهذا يذكر في المعتل إن شاء الله تعالى‏.‏ فان جعلت ألفه أصلية نونته في المعرفة والنكرة جميعًا، وإن جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة، قال أعرابي وقد مرض بالشام‏:‏

ألا أيُّها المكاءُ مالك هاهُنا *** آلاءُ ولاَ أرطىّ فأينَ تبيضُ

فأصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ***

قرى الشام لا تصبح وأنت مريض وحكى أبو زيد‏:‏ أديم ما رَوط وبعير ما روط وأرطوي‏:‏ إذا كان يأكُلُ الأرطى، وزاد ابن عباد‏:‏ أرطاوي، وقال العجاج‏:‏ في هيكل الضال وأرطى هيكل وقال الدينوري‏:‏ يجمع الأرطي أراطي مثل العذاري، وأنشد لذي الرمة‏:‏

ومثلُ الحمام الوُرق مما توقرت *** به من أراطي حبل حزوي أرينها

ولم أجده في شعره‏.‏ قال‏:‏ ويجمع أيضًا‏:‏ أراطي، قال يصف ثور وحش‏:‏

فضاف أراطي فاجتافها *** له من ذوائبها كالحظر

وقال العجاج يصف ثورًا أيضًا‏:‏

ألجأه نفخُ الصباَ وأدمَسَا *** والطّلُ في خِسٍ أراطٍ أخَيسَا

وقال العجاج أيضًا‏:‏

ومِن ألاآتٍ إلى أرَاط *** وسبِط مجَزل الأوساط

وليس المشطوران في طائيتي العجاج ورؤبة، والذي في طائية العجاج هو‏:‏

ألجَأه رَعدُ من الأشراط *** وريقُ الليلِ إلى أراطِ

وقال أبو النجم‏:‏

أذاَكَ أم ذُو جددٍ مُولّع *** تَلُفّهُ إلى أرَاطٍ زَعزعُ

قال‏:‏ وأخبرني أعرابي من ربيعة قال‏:‏ الغضا والأرطي متشابهان؛ إلا أن الغضا أعظمهما وللغضا خشب تسقف به البيوت‏.‏ والأرطي ينبت عصيا من أصل واحد تطول قدر القامة، وورق الأرطى‏؟‏ أيضًا- هدب وله نور مثل نور الخلاف الذي يقال له البلخي غير أنه أصغر منه، والون واحد، ورائحته طيبه، ومنابته الرمل، ولذلك أكثر الشعراء من ذكر تعود بقر الوحش بالأرطى ونحوها من شجر الرمل واحتفار أصولها للكنوس فيها والتبرد بها من الحر والانكراس فيها من البرد والمطر دون شجر الجلد، والرمل احتفاره سهل‏.‏ وعروق الأرطي حمر شديدةُ الحمرة، قال‏:‏ وأخبرني رجل من بني أسدٍ أن هدب الأرطي حمر كأنه الرمان الأحمر، ولا شوك للأرطي، وله ثمرة مثل الأعراب، قال أبو النجم يصف حمرة ثمرها‏:‏

يَحُت ُرَوْقَاها على تحْوِيرِها *** من ذابِلِ الأطى ومن غَضيرِها

في مُونعٍ كالبُسرِ من تَثْميرْها وأرْطأةُ‏:‏ ماءُ لِبَني الضَبَاب‏.‏

والأُرَيْطُ-مُصَغَّرًا-‏:‏ مَوِضعُ، قال الأخْطَلُ‏:‏

وتضجاوزَت خُشُب الأُريِط ودُوْنَه *** عَرَبُ تَرُدُّ ذَوي الهموم وُرْمُ

وذُو أُرَاطٍ -بالضّمَّ-‏:‏ مَوْضَعُ، قال جَساسُ ابن قُطيبٍ يصف إبلًا‏:‏

فَلَوْ تَرَاهُن بذي أُرَاط *** وهُنَّ أمْثَالُ السرَى الأمْرَاطِ

السُّرَى‏:‏ جمع سِرْوةٍ وهي سهم، وقال رؤبة‏:‏

شُبتْ لِعَيْني غَزِلٍ مَياطِ *** سَعْدِيةُ حَلتْ بِذي أُرَاطِ

قال الأصمعي‏:‏ أراد ‏"‏أُراطى‏"‏ وهو بلد ورَواه بعضهم بفتح الهمزة ‏"‏أرَاطِ‏"‏ ويوم ذي أرَاطى‏:‏ من أيامهم، قال عمرو بن كُلثُوم التغلبي‏:‏

ونَحنُ الحابِسُونبذي أُرَاطى *** تَسَف الجلَّةُ الخُوْْرُ الدَّرِينا

وأُرِاطَةُ‏:‏ ماء لبني عملية شَرقي سميرَاءَ‏.‏

والأرِيطَ‎ من الرجال‏:‏ العاقِرُ، قال ابن فارس‏:‏ الأصل فيه الهِطُ، يقال‏:‏ نعجة هَرِطَة‏:‏ وهي المهزولة التي لا ينتفع بلحمها غُثُوثْةً، والإنسان يَهُر‏"‏ُ في كلامه‏:‏ إذا خَلَطَ، قال‏:‏

ماذا تُرَجينَ من الأرِيِط *** حَزَنْبَلٍ يأتْيكِ بالبَطيِط

لَيْسَ بِذي حَزْمٍ ولا سَفِيط وأرْطَة الليْث‏:‏ حِصن من أعمال ريةَ بالأندلس‏.‏

والأرِطُ -مِثَالُ كَتفٍ-‏:‏ لَوْنُ كَلَونِ الأرْطى‏.‏

وقال أبو الهيثم‏:‏ أأرَطَتِ الأرض -على أفْعَلَت-‏:‏ إذا أخرجت الأرْطى، قال‏:‏ وأرْطت لَحْنُ لأن همزة الأرْطى أصلية‏.‏ وقال‏:‏ الدينوري وابن فارس‏:‏ يقال‏:‏ أرْطَتِ الأرض‏:‏ أي أنبتت الأرْطي؛ فهي مُرْطَية‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ جعل الدينوري وابن فارس همزة الأرْطي زائدة، على هذا موضع ذكر الأرْطي عندهما باب الحروف اللينة‏.‏

أطط

الأطِيْطُ‏:‏ جبل، قال امرؤ القيس‏:‏

فَصَفا الأطِيْطِ فصاحتين فَعَاسم *** تمشِي النُّعَاج به مَعَ الآرامِ

والأطِيُط‏:‏ صوت الرحل والإبل من ثِقَلِ أحمالها، يقال‏:‏ لا آتيك ما أطتِ الإبل‏.‏ وكذلك صوت الجَوْفِ من الخَوى، وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

هل في دَجُوبِ الحُرِة المخْيطِ *** وذِيًلة تَشْفي من الأطِيطِ

وحنين الجذع، قال الأغلب العجلي وكان يجيُّ في الموسم فيصعد في سرحةٍ قد عَرَفَنْي سَرحتي وأطّتِ وقد شَمطْت بعدها واشمطّتِ لغُربَة النّائي ودار شَطّتِ وقال أبو محمد الأعرابي والآمدي‏:‏ الرَّجَزُ لراهبٍ المحاربي واسمه زهرة بن سرحان، وقيل له‏:‏ الرَّاهِبُ؛ لأنه كان يأتي عكاظ فيقوم إلى سرحة فيرجز عندها ببني سُليم، فلا يزال ذلك دأبه حتى يصدر الناس عن عكاظ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الصحيح أنه للأغلب، والأرجوزة أربعة عشر مشطورًا، وذكره أيضًا أبو عبد الله محمد بن سلام الجُمحي في الطبقات في ترجمة الأغلب‏.‏ وروى أبو ذر‏؟‏ رضى الله عنه- عن النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ أنى أرى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها تَنط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضح جبهته ساجدًا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجارون إلى الله، لوددت أني كنت شجرة تُعْضًد‏.‏

وفي حديث أم زَرع‏:‏ فجعلني في أهل صَهيل وأطِيطٍ‏:‏ أي في أهل خيل وإبل، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب‏.‏ وقال أبو عبيدٍ‏:‏ وقد يكون الأطِيْطُ غير صوت الإبل، واحتج بحديث عتبة بن غزوان -رضي الله عنه-‏:‏ ليأتِيَن على باب الجنة وقت يكون فيه أطِيطُ، ويروى‏:‏ كَظِيظُ‏:‏ أي زِحَام‏.‏ والمراد من الحديث الأول كثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطِيْطُ‏.‏

وقالت امرأة -وقد ضربت يدها على عَضُد بِنْتٍ لها-‏:‏

عَلَنداةُ يِئَطُ العَردُ فيها *** أطِيطَ الرّحل ذي الغَررِ الجَدَيدِ

فجعل رجلُ يُديمُ النظر اليها فقالت‏:‏

فَمالَك منها غَير أنّك ناكِح *** بِعَيْنيْك عَينَيها فهل ذاكَ نافعُ

وامراة أطاطةُ‏:‏ لفرجها أطيط‏.‏

وأطَطُ‏:‏ موضع بين الكوفة والبصرة خلف مدينة آزر أبي إبراهيم -صلوات الله عليه-، وقد مر الشاهد من حديث أنس بن سيرين في تركيب ف ض ض‏.‏

وقد سموا أطيطًا -مصغرًا- وإطًا -بالكسر-‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الأطًطُ -بالتحريك-‏:‏ الطول، يقال رجلُ أطَط وأمْرأةُ طَطّاءُ‏.‏

والأطُّ‏:‏ الثمامُ‏.‏

ويقال‏:‏ أطّتْ له رحمي‏:‏ أي رَقّتْ وتحركت ونسوعُ أطّطُ -مثال ركع-‏:‏ أي مصوتة صرارة، قال رؤبة‏.‏

يَنْتُقْنَ أقْتَادَ النُّسوعِ الأُطِّط وقال جساس بن قُطيب‏:‏

وقُلُصٍ مُقْورّة الألْياطِ *** باتَتْ على مُلَحبٍ أطّاطِ

وقول رؤبة يصف دلوًا‏:‏ من بَقَرٍ أوْ أدَمٍ له أطِيْطُ أي‏:‏ من جلد بقر أو من أدم اه أطِيْطُ‏:‏ أي صوت، وقال أخر يصف إبلًا امتلأت بطونها‏:‏

يَطْحرْنَ ساعات إني الغبُوْق *** من كِظِّة الأَطّاطَة السّنُوْقِ

يطْحرْنَ‏:‏ يتنفس تنفسًا شديدًا كالأنين، والإني‏:‏ وقت الشرب، والأطاطة‏:‏ التي تسمع لها صوتًا‏.‏

ولم يأتَطّ السير بعد‏:‏ أي يطمئَنّ ويستقم‏.‏

والتَّأطّطُ‏:‏ تفعلُ؛ من أطّت له رحمي‏.‏

والتركيب يدل على صوت الشيء إذا حنّ وأنقضَ‏.‏

أقط

الأقَط -مثال كيف- والاقُط -مثال إبل- والأقَطُ -بالتحريك- وهما عن الفراء، والإقطُ -بالكسر- وهذه في ضرورة الشعر، قال‏:‏ رويدك حتى ينبت البقل والغضا‏.‏

فيكثُر إقُط عندهم وحليب وتميم تخفف كل أسم على فعل أو فعل مثال أقطٍ وحذرِ قال ذلك أبو حاتم‏.‏ والفصيح الأول، وروى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال‏:‏ كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعامِ أو صاعًا من شعير أو صاعًا من ثمرٍ أو صاعًا من أقطٍ أو صاعًا من زبيب‏.‏ وأنشد الأصمعيُ‏:‏

كأنّما لَحمْي من تَسَرطِهْ *** إياهُ في المكرهِ أو في منْشطهْ

وعبطِهِ عرضي أوانَ معبطِهْ *** عبِيثَهُ من سمنْه وأقِطِه

والأقْطَانُ‏:‏ جمع الأقِطِ‏.‏ وأقطَ طعامه يأقطُه -بالكسر- أقطًا‏:‏ عملهُ بالأقط، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمه بن عامر بن هرمة‏:‏

لَستُ بذي ثلَّةٍ مُونفًّةٍ *** آقُط ألبانها وأسلوَّها

وأنشد الأصمعي‏:‏

ويخَنُقُ العَجوُز أو تموْتا *** أو تخْرجَ المأَقُوطَ والملْتُوتا

والأحمق يقال له‏:‏ المأقُوطُ، قال‏:‏

يتَبَعها شمَردَلُ شُمطُوطُ *** لا ورَعُ جبْس ولا مأقرُطُ

وأقَطْتُهمْ‏:‏ أطعمتهم الأقط كلبنتهم أي أطعمتهم اللبن‏.‏

والأقطَةُ‏:‏ هنة دون القبة مما يلي الكرش، وقال الأرهري‏:‏ سمعت العرب يسمونها اللأقطة، ولعل الأقطة لغةُ فيها‏.‏

والمأقُط -بكسر القاف-‏:‏ المضيق في الحرب، وقال أوس بن حجرٍ يرثي فضالة بن كلدة‏:‏

نَجِيحُ مَليحُ أخُو مأقطٍ *** نِقَابُ يحدّثُ بالغائبِ

مليْحُ‏:‏ أي يسُتشفى برأيه، وسمي ماقطًا لأنهم يختلطون فيه‏.‏ وقالت أم تأبط شرًا ترثيه‏:‏ ذُو ماّقطٍ يحمي وراء الإخوان وأصل الأقط‏:‏ الخلطُ، قال‏:‏

أتتكُمُ الجوفاءُ جوعى تطفح *** طفاحةَ القدر وحِنًْا تصطبحْ

مأقُوطة عادت ذباح المذبح والتركيب يدل على الخلط والاختلاط‏.‏

بأط

أبو زيد‏:‏ تباط الرجل -على تفعل-‏:‏ إذا أمسى رخي البال غير مهموم صالحا، وقال ابن عباد‏:‏ تباّط في ضجعته بمعناه‏.‏ وتَبَأطُته‏:‏ رغبت عنه، وقال أبو عمرو‏:‏ التّبًَوطُ‏:‏ الاضطجاعُ‏.‏

بثط

ابن دريد‏:‏ في بعض اللغات‏:‏ بثطت شفة الإنسان بثطًا‏:‏ إذا ورمت، وليس بثبتِ‏.‏

بذقط

ابن عباد‏:‏ البذقطة‏:‏ أن يبدد الرجل المتاع أو الكلام‏.‏

بربط

اللَّيُث‏:‏ البربطُ‏:‏ معرب؛ لأنه ليس من كلام العرب، وهو أعجمي فأعربته العرب حين سمعت به، وقال غيره‏:‏ أصله بالعجمية‏:‏ بربط‏؟‏ بكر الراء وسكون الطاء-؛ سبه بصدر البط، و‏"‏بَرْ‏"‏ بالفارسية‏:‏ الصدر‏.‏ وفي حديث علي بن الحسين زين العابدين -قدس الله روحه-‏:‏ ما قدست أمة فيها البربُط‏.‏

وبَربَطَانِيَةُ‏:‏ مدينة كبيرة بالأندلس‏.‏

وبرباط -بكسر الباء-‏:‏ وادٍ بالأندلس‏.‏

وقال ابن حبيب‏:‏ في أسد بن خزيمة برباط بن بهد بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان والبِربِيِطيِاءُ‏:‏ موضع ينسب غليه الوشي، قال تميم ابن أبي بن مقبل‏:‏

خُزَامى وسعْدَانُ كأنّ رِياضَها *** مُهدْنَ بذي البِربِيطِياءُ الُهَدّبِ

وقال أبو عمرو‏:‏ البِربِيِطيِاءُ‏:‏ النّباتُ‏.‏

برثط

في نوادر الأعراب‏:‏ برثَطَ الرجل في قعوده ورَثَطَ‏:‏ إذا ثبت في بيته ولزمه‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ وقع في برثوطةٍ‏:‏ أي مهلكة‏.‏

برشط

ابن دريد‏:‏ بَشَطَ اللحم‏:‏ إذا شر شره أي قطعه برفط‏.‏

بَرَفْطى -مثال دَلَنْظى-‏:‏ قرية من نهر الملك‏.‏

برقط

البرْقَطَةُ‏:‏ خطوُ متقارِبُ‏.‏ ويقال‏:‏ برَقَطَ الرجل‏:‏ إذا ولى متلفتًا‏.‏ وقال ابن عبادٍ‏:‏ البَرقَطَةُ‏:‏ التفريق لما قل من الأشياء وكثر، وهي -أيضًا-‏:‏ أن تبرُقط الكلام ها هنا وها هنا‏:‏ أي تطرحه ولا تسدة؛ وهي كالتبلتُع، قال‏:‏ والبَرْقطَةُ‏:‏ القُعُودُ على الساقين بتفريج الركبتين‏.‏

وتبرقَطَتِ الإبل‏:‏ إذا اختلفت وجوهها في الرعي‏.‏

وقال غيره‏:‏ البرقَطَةُ‏:‏ الصعود في الجبل، يقال‏:‏ برقط في الجبل وبقط فيه‏:‏ إذا صعد فيه‏.‏

بسبط

بَسَبَطُ‏:‏ موضع، قال الشنفري‏:‏

أُمشّي بأطراِف الحَماطِ وتَارةّ *** تُنَفضُ رجلي بسبطًا فَعَصَنصراَ

بسرط

بِسراَطُ‏:‏ بلد التماسيح قرب دمياط‏.‏

بسط

بَسطُ الشيء‏:‏ نشره‏.‏

والمبْسط‏:‏ المتسع، قال رؤبة -في رواية أبى- عمرو والأصمعي، وقال ابن الأعرابي‏:‏ هو للعجاج، وكذلك حكم ما أذكره من هذه الأرجوزة وإن لم أذكر الاختلاف‏:‏

وبلَدٍ يَغتَالُ خَطوَ المخْتطي *** بغائل الغَولِ عَرِيضِ المبْسطِ

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والله يقبض ويبسط‏}‏ أي يمنع ويعطي وهو القابض الباسط، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏}‏ أي يوسع، ويقال‏:‏ بسط يده بالعطاء، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏بل يداه مبسوطتان‏}‏ يعني بالعطاء والرزق، وقال‏:‏ ‏{‏ولا تبسطها كل البسط‏}‏ يقول‏:‏ لا تسرف‏.‏

ويقال‏:‏ بسط يده بالسطوة، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والملائكة باسطو أيديهم‏}‏ أي مسلطون عليهم؛ كما يقال بسطت يده عليه‏:‏ أي سلط عليه‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه‏}‏ أي كالداعي الماء يومئ إليه فلا يجيبه‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وزاده بسطة في العلم والجسم‏}‏ أي انبساطًا وتوسعًا في العلم وطولًا وتمامًا في الجسم‏.‏ والبسطة -بالضم- لغة فيها، وقرأ زيد بن علي -رحمهما الله-‏:‏ ‏{‏وزاده بسطة‏}‏ -بالضم-‏.‏ وبسط العذر‏:‏ قبوله‏.‏

وبسطت من فلان‏:‏ أي أزلت عنه الاحتشام‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ يقال‏:‏ فرش لي فراشًا لا يبسطني؛ وذلك إذا كان ضيقًا، وهذا فراش يبسطك‏:‏ إذا كان واسعًا عريضًا‏.‏

وبسطني الله على فلان‏:‏ أي فضلني عليه وسرنا عقبة باسطة‏:‏ أي بعيدة‏.‏

وخمس باسط‏:‏ أي بائص‏.‏

وركيته قامة باسطة وقامة باسطة -مضافة غير مجراةٍ كأنهم جعلوها معرفة-‏:‏ يعنى أنها قامة وبسطة‏:‏ من أعمال جيان بالأندلس‏.‏

والباسوط من الأقتاب‏:‏ ضد المفروق، ويقال أيضًا قتب مبسوط‏.‏

وبسيطَةُ -مصغرة-‏:‏ أرض ببادية الشام‏.‏

والبساطُ‏:‏ ما يبسط، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والله جعل لكم الأرض بساطا‏}‏‏.‏ وقال الفراء‏:‏ البساط والبساط -بالكسر والفتح-‏:‏ الأرض الواسعة، يقال‏:‏ مكان بساط وبسيُط، قال رؤبة‏:‏ لنا الحصى وأوسع البساط وقيل في قول المتنخل الهذلي يصف حاله مع أضيافه‏:‏

سأبدَوَّهُم بِمشْمَعةٍ وأثنْي *** بجهدي من طعَأم أو بساطِ

إن البسَاط جمع بسيط‏:‏ أي سعة وطول، ويروى‏:‏ ‏"‏من لحاف‏"‏ فعلى هذه الرواية‏:‏ البساط ما يبسط، قال العديل بن الفرخ وكان قد هجا الحجاج وهرب إلى قيصر‏:‏

أخَوفُ بالحَجاجِ حتَى كأنَّما *** يحَركُ عَظمُ في الفؤادِ مهيُض

ودُونَ يِدَ الحَجاجِ من أن تَنالَي *** بسَاطُ لأيدي النّاعجاتِ عَريُض

مَهَامهُ أشبَاهُ كأنَّ سَراتها *** مُلاءُ بأيدي الغاسلات رِحيضُ

وقال العجاج‏:‏ وبَسطَهُ بسعة البساط والبساط‏:‏ القدر العظيمة‏.‏ وفلان بسيط الجسم والباع، كما يقال‏:‏ رحب الباع ورحيب الباع‏.‏

والبسيُطَ‏:‏ البحر الثالث من بحور الشعر، ووزنه مستفعلن فاعلن ثماني مراتٍ‏.‏

وقال الليث‏:‏ البسيط‏:‏ الرجل المنبسط اللسان، والمرأةَُ بسيطة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ البسيطة‏:‏ الأرض بعينها، يقال‏:‏ ما على البسيطة مثل فلان‏.‏

والبسيطة‏:‏ اسم موضع، قال الأخطل يصف سحاباَ‏:‏

وعلى البسيْطةِ فالشّقْيقِ بِريُقٍ *** فالّضوجِ بَيْن رُوَيةٍ وطِحَال

وقال ابن عباد‏:‏ البسيطُة - كالنشيطة- للرئيس، وهي الناقة معها ولدها فتكون هي وولدها في ربع الرئيس‏:‏ وجمعها بسط‏.‏

قال‏:‏ وذهب فلان في بسيطة -مصغرة-‏:‏ أي في الأرض، غير مصروفة‏.‏

وبَسطَ الرجل -بالضم- بساطة‏:‏ صار منبسط اللسان‏.‏

قال‏:‏ والمبُْسوطة من الرحال‏:‏ التي يفرق بين الحنوين حتى يكون بيتهما قريب من ذراع‏.‏

وناقَةُ بِسُط -بالكسر- وبسط -بالضم- أيضًا عن الفراء وبسُط -بضمتين- عن الكسائي وقال‏:‏ هي لغة بني أسد‏:‏ وهي التي تخلى مع ولدها لا يمنع منها، وجمع البسط بساط وبساط؛ مثال ظئر وظؤار؛ وبئر وبئار؛ وأبساط- مثال ظئرٍ وأظأرٍ وبئرٍ وأبأر -وبساط- بالكسر، مثال شهد وشهاد وشعب وشعاب‏.‏ وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد كلب‏:‏ في الهمولة الراعية البساط الظوار في كل خمسين ناقة غير ذات عوارٍ، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ظ‏.‏أ‏.‏ر‏.‏

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «حتى يتوب بالليل ولمسيء الليل حتى يتوب بالنهار‏.‏ يقال‏:‏ يده بسط إذا كان منفاقًا منبسط الباع، ومثله في الصفات روضةُ أنُفُ ومشيةُ سجُح؛ ثم يخفف فيقال بسط‏؟‏ كعنق وأذن-‏.‏ جعل بسط اليد كناية عن الجود حتى قيل للملك الذي تطلق عطاياه بالأمر وبالإشارة مبسوط اليد وإن كان لم يعط منها شيئًا بيده ولا بسطها به البتة، والمعنى‏:‏ أن الله جواد بالغفران للمسيء التائب‏.‏

وناقَةُ بَسُوطُ -فعول بمعنى مفعولة-‏:‏ أي مبسوطة ويد بسط -بالكسر-‏:‏ أي مطلقة، كما يقال‏:‏ يد طلق، وكذلك هو في قراءة ابن مسعود -رضى الله عنه- وطلحة بن مصرف‏:‏ ‏{‏بل يداه بسطان‏}‏‏.‏ وقد أبسطت الناقة‏:‏ أي تركت مع ولدها‏.‏

والَّبسّطُ‏:‏ التنَزّهُ، يقال خرج يتبسط أي يتنَزَهُ‏.‏

وتَبَسَط في البلاد‏:‏ أي سار فيها‏.‏

والانبساط‏:‏ مطاوع البسط، يقال‏:‏ بسطته فانبسط‏.‏

وابَتَسَط‏:‏ أي بسط، يقال ابَتَسَط الكلب يديه‏:‏ إذا افترشهما، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ اعتدلوا في السجود ولا يبتسط أحدكم ذراعيه ابتساط الكلب‏.‏

والتركيب يدل على امتداد الشيء في عرض أو غير عرض‏.‏

بصط

ما ذُكر في تركيب ب‏.‏ س‏.‏ ط‏.‏ يَجُوز فيه الصّادُ‏.‏

بشط

قد أولع أهل العراق بقولهم‏:‏ ابْشُط وبَشَّط؛ يريدون‏:‏ اعْجَل وعَجَّلْ، والعرب لا تعرف ذلك، وهو كلام مستردل مستهجن لا يوجد في شيء من كتب اللغة‏.‏

بطط

البَطَّ‏:‏ من طَيْرِ الماء، قال أبو النجْمِ‏:‏ كَثّبج البَط نَزا بالبَطَّ الواحِدَةُ‏:‏ بَطَّةُ، ليست الهاء للتأنيث وإنما هي لواحدِ من جنس، يقال‏:‏ هذه بَطَّةُ للذكر والأنثى جميعًا؛ مثل حَمَمةِ ودَجَاجَة‏.‏ ويجمع البط بطاطاَ، قال رؤبة‏:‏

فأصْبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ *** بِمَحبِس الخنزيرِ والبِطاطِ

وقال العجاج يصف ثوارً طعن الكِلابَ‏:‏

شَاكٍ يَشُك خَلَلَ الآباطِ *** شَك المَشَاوي نَقَدَ الخَماطِ

أو نَطبَكَ السَّفُّودَ في البطاطِ وقال الليث‏:‏ البَطةُ‏:‏ الدَّبَّةُ بلغة أهل مكة حرسها الله تعالى‏.‏

وقال غَيْرُه‏:‏ نَهَرُ بَطَّ‏:‏ نَهَر بالأهْوازِ، قال‏:‏

لم أرَ كاليَومِ ولا مُذْ قَطَّ *** أطوَلَ من لَيلٍ بِنَهر بَطَّ

‏"‏8-ب‏"‏ وبَطَّةُ وبُطَّة-بفتح الباء وضمها-‏:‏ من الأعلام‏.‏

وبِطَّةُ- بالكسر-‏:‏ من أرض الحبشة‏.‏

وبَطَطْتُ القَرْحَةَ‏:‏ شَققتُها، وكذلك الصَُرة‏.‏

والبَطيطُ‏:‏ العَجَبُ والكَذِبُ، قال الصَرة‏.‏

والبطيط‏:‏ العجب والكذب، قال الكميت‏:‏

ألم تَتَعَجبّي وتَرَيْ بَطيْاَ *** من الِحقَبِ المُلَوّنَةِ الفُنُوْنا

وأنشد ابن دريدِ‏:‏

ألَما تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيْطا *** من الّلائيْنَ في الحِقَبِ الخَوَالي

وقال آخَرُ‏:‏

ماذا تُرَجّيْنَ من الأرِبْط *** حَزَنْبَل يأتِيْكَ بالبَطِيِط

ليس بذي حَزْمِ ولا سفِيِطْ ***

وقال اللّيُث‏:‏ البَطْيطُ بلُغَوِ أهْل العراق‏:‏ رَأسُ الخُفَ يُلْبًسُ، وقال أبو حِزامِ غالبُ بن الحارث العُكْلُي‏:‏

بَلى زُوّدًا تَفَشّغَ في العَواصي *** سَأفْطُس منه لا فَحْوى البَطِطِ

ولا يقُال منه فَعَلَ‏.‏

والبَطْبُط -أيضًا-‏:‏ الدّاهِيةُ، قال‏:‏

غَزَالةُ في مائتَيْ فارِس *** تُلاقي العِرَاقانِ منه البَطْيطا

وقال ابن الأعرابي‏:‏ البُطُطُ -بِضَمّتْين-‏:‏ الحَمْقى‏.‏

والبُطَيطَةُ والحُطَيطةُ‏؟‏ كَدُجَيّجَةِ- تَصْغِيرِ دَجَاجَةِ‏:‏ السّرْفَة‏.‏

وجِرْوّ بُطُائطَ‏:‏ ضَخْم‏.‏

ويقول صِبيْانُ الأعْراب في أحاجِيّهم‏:‏ ما حُطَائطَ بطائط تميس تحت الحائط، يعنون الذرة‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ ما سوى البط‏"‏ اللشق‏"‏ والَبِطْيِط للعَجَب من الباء والطاء فَفَارِسيّ كُلْه‏.‏

وقال غيره‏:‏ نَهر بطاطيا‏:‏ نهر يحمل من دجيلِ وقال ابن الأعرابي‏:‏ أبط‏:‏ إذا اشترى بطة الدهنِ‏.‏

والتبطيط‏:‏ الإعْياءُ‏.‏

والبطبطة‏:‏ غَوْضُ البط في الماء‏.‏

والمبطبطة‏:‏ الحجلة‏.‏

وبطبط‏:‏ أي ضعف رأيه‏.‏

والبطبطة‏:‏ صوت البط‏.‏

وأرض متبطبطة‏:‏ بعيدة‏.‏

وتبطبط‏:‏ اذاتجر في البط‏.‏

والتركيب يدل على الشق‏.‏

بعثط

البُعْثُط والبُعْثُوْطُ‏:‏ سُرّةُ الوادي‏.‏

ويقال للعالم بالقصة‏:‏ هو ابن بُعْثُطِها، كما يقُال‏:‏ هو ابن بَجْدَتها‏.‏ وقيل لمعاويةَ -رضي الله عنه- أخبرنا عن نفسك في قريش فقال‏:‏ أنا ابن بُعْثُطِها؛ والله ما سُوْبقْتُ ‏"‏إلا‏"‏ سبقت ولا خضتُ برجل غمرة إلا قطعتها عرضا؛ أراد أنه من صميم قريش وواسطتها، وخوض الغمرة عرضا أمر شاق لا يقوى عليه إلا الكامل القوة، يقال‏:‏ أن الأسد يفعل ذلك، والذي عليه العادة اتباع الحرية حتى يقع الخروج ببعد من موضع الدخول، وهذا تمثيل لإقْحامِهِ نفسه فيما يعجز عنه غيره وخَوْضِه في مُسْتَصْعباتِ الأمور وتفصيه منها ظافرًا بمباغيه‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال‏:‏ غَطّ بُعْثُطَكَ‏:‏ وهو أسته ومذاكيره‏.‏

وأنشد الأصمعي‏:‏ من أرفع الوادىء لا من بعثطه‏.‏

بعط

الفَرّاءُ‏:‏ بعط الشاة‏:‏ إذا ذبحها‏.‏

والبعط والأبعاط‏:‏ الغلو في الجهل والأمر القبيح، يقال منه‏:‏ أبعط الرجل في كلامه، إذا لم يرسله على وجهه، ويقال‏:‏ كان منه أبعاط وإراط‏.‏

وأبعط في السوم‏:‏ أي أبعد، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة‏:‏

إنّي امْرُو أدَعُ الهوانَ بِدارِه *** كَرَمًا وإنْ أسَمِ الَمَلّةَ أبْعِطِ

وقال رؤبة‏:‏

وقُلْتُ أقْوَالَ امْرِئٍ لم يُبْعِطِ *** أعْرِضْ عن النّاسِ ولا تَسَخّطِ

ويروى‏:‏ ‏"‏ولا تَشَحّطِ‏"‏ أي‏:‏ ولا تبعد، وقال رؤبة أيضًا‏:‏ ناج يعينهن بالإبعاط وقال جساس بن قطيب ‏"‏9-أ‏"‏‏:‏

تَعَرّضَتْ منه على إبْعَاِط *** تعرَرضَ الشّمُوسِ في الرباطِ

وقال العجاج يصف ثورًا‏:‏

حتى رأى من خمر المحاط *** أكلب كالأقدح المراط

فانصاح بين الكبن والأبعاط وقال ابن عباد‏:‏ أبعطت من الأمر‏:‏ إذا أبيته وهربت منه‏.‏ قال‏:‏ وأبعطه‏:‏ أبعده‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الطاء في ‏"‏أبعط‏"‏ مبدلة من الدال‏.‏

بقط

ابن دريد‏:‏ الُعْقُوْطُ -زعموا-‏:‏ القصير في بعض اللغات، وكذلك البعقط‏.‏

وقال الليث‏:‏ البعقوطة‏:‏ دحروجة الجعل‏.‏

بقط

ابن دريد‏:‏ بقط الرجل متاعه‏:‏ إذا جمعه وحزمه ليرتحل‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ البقط‏:‏ التفرقة‏.‏ وقال شمر‏:‏ البقط‏:‏ أن تعطني الجنان على الثلث والربع، ومنه حديث سعيد المسيب‏:‏ لا يصلح بقط الجنان‏.‏

وقال أبو معاذ النحوي‏:‏ البقط -بالتحريك-‏:‏ ما يسقط من الثمر إذا قطع يخطئه المخلب‏.‏ قال‏:‏ وبقط البيت‏:‏ قماشه، قال مالك بن نويرة اليربوعي‏:‏

رَأيْتُ تَميمًا قد أضَاعَتْ أمُوْرَها *** فهم بَقَط في الأرْض فرثْ طوائفُ

فأما بنو سَعْدٍ فبالخط دارهُم *** فبابان منهم مألف فالمزالف

والُبْقطَةُ -بالضم-‏:‏ الفرقة من الناس‏.‏

والبقطة -أيضًا-‏:‏ البقعة من بقاع الأرض، يقال‏:‏ أمسينا في بقعة معشبة‏:‏ أي في رقعة من كلا، وروى بعض الرواة ‏"‏9-ب‏"‏ حديث عائشة- رضي الله عنها-‏:‏ فو الله ما اختلفوا في بقطة الأطار أبي بحظها، ويروى‏:‏ أصاب ابي بابها‏.‏ فقولها يقع على البقطة من الناس وعلى البقطة من الأرض‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ البُقَاطُ -بالتّخفيف-‏:‏ قَبَضةُ من الأقِطِ‏.‏ والبُقَّاطُ -بالتشديد-‏:‏ ثُفْلُ الهِبِيْدِ وِقشْرهُ، وقال‏:‏

إذا لم يَنَلْ مِنْهُنَّ شَيئًْا فَقَصْره *** لَدَى حِفْشِهِ من الهَبِيِ جَرِيْمُ

تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأنَّه *** غَرانِيقُ نَجْلٍ يَعْتَلْينَ جُثُوْمُ

يصف القانصَ وكِلابه ومطْعَمَه من الهبِيْدِ إذا لم ينل صَيْدًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ بِقطَ في الجَبل تَبِقْيطًا‏:‏ إذا صَعِدَ فيه، ومنه حديث عَليَّ -رضي الله عنه-‏:‏ أنه حَمَلَ على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقَطُونَ‏.‏ أي يتعادون إلى الجبالِ‏.‏

والتَبْقْيطُ -أيضًا-‏:‏ الإسراع في المشي والكلام‏.‏

وفي المثلِِ‏:‏ بَقَّطيِه بِطبَّك‏:‏ أي فريقه برفقك لا يفطن له، ويقال ذلك للرجل يؤمر بأحكام العمل بعمله ومعرفته وبأن يحتال بالأمر الذي يعيا به غيره مترفقا، وأصله‏:‏ أن رجلاَ أتى عَشِيْقَتَه في بيتها فأخذه بَطْنُه فأحدث فقال لها‏:‏ بَقَطِيِه بِطِنَّكِ؛ وكان الرجل أحمق‏.‏

ويقال‏:‏ أعطاني حَقي مُبَقَّطًا‏:‏ أي مُفَرَّقًا‏.‏

وبَقَطْته بكلام‏:‏ بَكَته به‏.‏

وتَبَقَّطْتُ الخَبَر وتَذَقَّطتٌه‏:‏ أي أخذته قليلًا قليلا‏.‏

بلط

البَلاَطُ‏:‏ الحِجَارةُ التي تفرش في الدار وغيرها، قال‏:‏

هذا مَقَامي لكِ حتى تَنْضَحي *** ريّا وتَجتازي بَلاطَ الأْبطَحِ

وقال تميم بن أبي بن مُقْبِل‏:‏

في مُشْرِف لِيْطَ لَياطُ البَلاطِ به *** كانَت لِسَاسَتهِ تُهدى قَرابِينْا

‏"‏10-أ‏"‏ وقال رؤبة‏:‏

لنا الحَصَى وأوْسَعُ البَسَاطِ *** والحَسَبُ المُثْرِي من البَلاطِ

والبَلاَطُ -أيضًا-‏:‏ المُسْتَوَى من الأرض، قال رُبَّبَةُ أيضًا‏:‏

لو أحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ *** عليه ألْقَاهُنَّ بالبَلاَطِ

وقال العجاج يصف ثوارًا‏:‏

فَبَاتَ وهو ثابتُ الربَاطِ *** بُمِنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ

وبَلاَطُ‏:‏ قرية بغوطة دمشق‏.‏

وبَلاَطُ عَوْسَجَةَ‏:‏ حِصن بالأندلس والبَلاَطُ‏:‏ موضع مبلط بالمدينة -على ساكنيها السلام- بين المسجد والسوق، ومنه حديث عثمان -رضي الله عنه-‏:‏ أنه أتي بماء فتوضأ بالبَلاَط‏.‏

والبَلاَطُ -أيضًا-‏:‏ مدينة عتيقة بين مَرْعَشَ وإنْطاكِيَة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ بَلَطتُ الحائط بَلْطًا‏:‏ إذا عَمِلته بالبَلاَط‏.‏

والبَلْطُ -أيضًا-‏:‏ المخْرطُ وهو الحديدة التي يخرط بها الخارط، قال الدينوري‏:‏ أنشدني أعرابي‏:‏ فالبَلْطُ يَبري حُبَرَ الفَرْفارِ الحُبْرَة‏:‏ السلعة تخرج في الشجرة أو العقدة فتقطع وتخرط منها الآنية فتكون موشاة حسنةً‏.‏

والبُلْطَةُ -بالضم-‏:‏ في قول امرئ القيس‏:‏

نَزَلْتُ على عمرو بن دَرْمَاءَ بُلْطَةً *** فياكُرْمَ ما جَارٍ ويا حُسْنَ ما مَحَلْ

قيل‏:‏ هي البُرْهة والدهْرُ، قيل‏:‏ ‏"‏بُلْطَةً‏"‏ أراد داره وأنها مُبَلَطةٌ مَفْرُشَةٌ ‏"‏10-ب‏"‏ بالحجارَة، وقبل‏:‏ ‏"‏بُلْطَةً‏"‏ أي مُفْلِسًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ البُلُطُ -بضمتين-‏:‏ الفَارَّوْنَ من العَسكَر‏.‏ والبُلُطُ‏:‏ المجَانُ؛ والمتَخَرمُونَ من الصوفية‏.‏

والبَلَوْطُ‏:‏ مَعْروفُ ويقال‏:‏ انْقَطَعَ بَلُّوْطي‏:‏ أي حركتي، وقبل‏:‏ فُؤادي،وقيل‏:‏ ظهري وأبْلَطَ دارَه‏:‏ فَرشها بالبَلاَط؛ كبلطها، قال رؤبة‏:‏ يُفْضي إلى أبْلاَطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ وقال الكسائي‏:‏ أبْلَطَ الرجلُ وأبْلطَ -على ما لم يُسَمَّ فاعلهُ أيضًا-‏:‏ أي افْتَقَرَ وذهَبَ مالُه، وأبو زيد مِثْلُه، قال صَخْرُ -ويقال‏:‏ صُخَيْر- بن عُميرٍ‏:‏

تضهْزَأُ منّي أُخُتُ آلِ طَيْسلَهْ *** قال‏:‏ أرَاهُ مُبْلطًِا لا شيءَ لَهْ

وأبلَطني فُلانٌ‏:‏ إذا ألَحَّ عليك في السؤال حتى يُبْرِمَ‏.‏

وأبْلَطَ المَطرُ الأرض‏:‏ إذا أصابَ بَلاطَها، وهو ألاّ ترى على متنها ترابًا ولا غُبارًا‏.‏

وبَلَّط الرَّجُلُ تَبْليْطأَ‏:‏ إذا أعيا في المشي؛ مِثْلُ بَلَّحَ‏.‏

وبَلطتُ الحائطَ‏:‏ مثل بَلَطتهُ بَلْطًا، عن ابن دريد، وأنشد الرَّياشِيَُ‏:‏

مُبَلط بالرخَام أسفَلُهُ *** له مَحَارِيبُ بَينها العَمَدُ

والتّبليْطُ -أيضًا-‏:‏ التَّببِليْدُ‏.‏

وقال الليث‏:‏ التَّبِلْيطُ عِراقِيَّةٌ‏:‏ وهو أن تَضْرِبَ فرع أُذُنِ إنسان بطرف سبابتك ضَربًا يوجعه، تقول‏:‏ بَلطْتُ له، وبَلَّطْتُ أُذُنَه عِراقِيَّة مستعملة‏.‏

وقال غيره‏:‏ انْبَلَط‏:‏ أي بَعُدَ‏.‏

وبالَطَ الرجُلُ في أمره‏:‏ إذا اجتهد فيه‏.‏ وكذلك بالَطَ السّابحُ في سباحته‏:‏ إذا اجتهد فيها‏.‏

وبالطَنَاهُم‏:‏ أي نازلناهم بالأرض‏.‏

وتَبَالطُوا بالسيوف‏:‏ إذا تجالدوا بها على أرجلهم، ولا يقال تَبالَطوا إذا كانوا رُكبانًا‏.‏

بلقط

ابن دُرَيْدٍ‏:‏ البُلْقُوْطُ- زَعَمُوا-‏:‏ طائرّ ‏"‏11-أ‏"‏، وليس بِثَبتٍ‏.‏ والبُلْقُطُ واللبُلْقُوْطُ -أيضًا-‏:‏ القَصِيْر‏.‏

بلنط

اللّيْثً‏:‏ البَلَنْطُ‏:‏ شَيء يُشْبِه الرّخَامَ‏:‏ إلاّ أنّ الرّخَامَ أهَشُّى منه وألْيَنُ وأرْخى، قَوْل عمرو بن كُلْثُومٍ يَصفُ ساقَيِ امْرأةِ‏:‏

وسارِيَتْي بَلَنْطِ أو رُخَام *** يَرِنُ خَشَاشُى حَلْيِهما رَنيْنا

والرواية المشْهَوَرَةُ‏:‏ ‏"‏وسارَتَتْي بَلاَطٍ‏"‏

بنط

الأزْهَرَي‏:‏ هذا التّرْكيبُ مُهْمَلَ، فإذا فُصِلَ بين الباء والنوْن بِيَاءٍ كان مُسْتَعْمَلًا، يقول أهْلُ اليَمنِ للنّساج‏:‏ البِيَنْطُ؛ وعلى وَزْنهِ‏:‏ البِيَطْرُ، وقد مَرّ تَفْسيُره‏.‏ هذا ما قاله الأزْهَرِيّ، وأنشد اللّيْثُ في كتاِبِه‏:‏

نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الَّشتُوْن سَبَائبً *** لم يَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المجْفِلِ

الشُّتُوْنُ‏:‏ الحائكُ‏.‏ والزُّوَعُ‏:‏ العَنْكَبُوت‏.‏

بوط

ابن الأعْرابيّ‏:‏ بَاطَ الّرجُلُ بَوْطًا‏:‏ إذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنّى أوْ ذَلّ بعد عِزٍ‏.‏

وقال اللَّيْث‏:‏ البُوْطَةُ‏:‏ التي يُذُيْبُ فيها الصّاغَةُ ونَحْوُهم من الصنّاع‏.‏

وبُوَاطُ -بالضّمّ-‏:‏ جِبالُ جُهَيْنَه من ناحِيِة ذي خُشُبِ، وبينَ بُوَاطَ والمَدينةِ -على ساكنِيِهاْ السَّلامُ- ثلاثَةُ بُرُدٍ أو أكْثَرُ‏.‏

وغَزْوَةَ‏:‏ من غَزَواتِ رسولِ الله-صلى الله عليى وسلم -يَعْتَرِضُ عِيرْ قُرَيْشٍ، قال حَسّان بن ثابتٍ -رضي الله عنه-‏:‏

اَمِنِ الدّارُ أقْفَرتْ بِبوُاطِ *** غَيْرَ سُفْعٍ رَوَاكِدٍ كالغَطَاطِ

الغَطَاطُ‏:‏ القَطَا‏.‏

وبُوَيْطُ‏:‏ قرْيةّ من قُرى مِصْرَ يُنْسَبُ إليها أبو يَعْقُوْبَ ‏"‏11-ب‏"‏ يوسُفُ بن يَحْيى البُوَيْطِيّ الفَقيه‏.‏

بهط‏:‏ البَهطّةُ‏:‏ ضَرْبّ من الطّعَام؛ وهو أرُزَّ وماءَ، وهو مُعَربّ، وهو بالهْندِيّة‏:‏ بَهَتا، ويُنْشَدُ‏:‏

تَفَقَّأتْ شَحْماّ كما الإوَزّ *** من أكْلِها البَهَطّ بالأرُزَّ

وقال اللّيْثُ‏:‏ البَهطّ سِنْدِيّةً؛ وهو الأرُزّ يُطْبَخُ باللّبِن والسّمْنِ خاصّةً، واسْتَعْمَلَتْه العَرَبُ؛ تقول‏:‏ بَهَطّةً طَيَبَة، قال‏:‏

من أكْلِها الأرُزّ بالبَهَط *** هكذا أنْشَدَه اللّيْثُ‏.‏

ثأط

الثّأطَةُ‏:‏ الحَمْأةُ، والجَمْهُ‏:‏ ثَأطّ، وفي الَثَل‏:‏

ثَأطَةُ مُدَّتْ بِماءٍ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَشْتَدُّ مُوْقُه وحُمْقُه؛ لأنَّ الثَّأطَة إذا أصَابَها الماءُ ازْدادَتْ فَسادًا ورُطُوبةً، وأنشد لتُبَّعٍ‏:‏

فَرأى مَغغيْبَ الشَّمْسِ عند غُروِيها *** في عَيْنٍ ذي خُلُبٍ وثَأطٍ حَرْمَدِ

ويُرْوى‏:‏ عند مَأبِها‏.‏

وقال ابن عَبّادٍ‏:‏ الثُّؤاطُ‏:‏ الزُّكامُ، وقد ثُئَط‏:‏ أي زُكِمَ، والثَّأْطاءُ‏:‏ الحَمْقاءُ، وتُوصَفُ بها الأمةُ‏.‏ وثَئطَ اللَّحْمُ وثَعِطَ‏:‏ أي أنْتَنَ‏.‏

ثبط

ابن دريد‏:‏ ثَبَطْته عن الأمرِ ثَبْطًا‏:‏ إذا رَبَّثْتَه‏.‏ وفَرَس ثَبِطُ -مثالُ كَتِفٍ-‏:‏ وهو الثقيل النَّزو، والجمع‏:‏ ثِبَاط وأثْباطُ‏.‏

وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت‏:‏ استأذنت سَوْدةُ -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ المزدلفةِ أن تدفع قَبْلَةُ قبله حَطْمَةِ الناس؛ وكانت امرأة ثَبِطَةً؛ فأذن لها‏.‏ ورَجُلُ ثَبِطُ‏:‏ لا يَبْرَحُ، وأنشد الأصمعي يصَف بعيرًا‏:‏

ليس بِمُنهَك البُرُكِ فِرشطِه *** ولا بمهْرجُ الهَجِيْرِ ثبِطِهْ

المِهرَاجُ‏:‏ الذي يهرج في الحَرَّ‏.‏

والقِياس في فِعلها ثِبَط بكسر الباء‏.‏

والثَّبِطُ من الرَّجال‏:‏ الأحمق في علمه الضعيف الثقيل، وقوم ثَبِطُونَ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ ثَبِطَتْ شَفةُ الإنسان ثَبْطًا وثَبَطًا‏:‏ إذا ورمت، وليس بثبتِ، وفي بعض نُسَخِ الجَمْهَرةِ‏:‏ بثَطَتْ؛ بتقديم الباء الموحدة على الثاء المثلثة، وقد ذكرته في موضعه لهذا‏.‏

وأثْبَطَهُ المَرَضُ‏:‏ إذا لم يَكَدْ يفارقهُ وثْبَّطْتُه عن الأمر تَثْبيِطًا‏:‏ شَغلته عنه وربَثته وصَددًته وعوقَته، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَثَبّطَهُم‏}‏ أي عوقهم‏.‏

والتَّثبيِطُ‏:‏ أن يحول بين الإنسان وبين ما يريده، يقال ثَبَّطتُه عن الشيء‏:‏ إذا بَطَأتَ به عنه‏.‏

وتَثَبَطَ‏:‏ تَوٌقَفَ‏.‏

ابن دريد‏:‏ الثَّخْرِط‏:‏ نًبْتٌ، ‏.‏َعموا، وليس بِثَبَتٍ‏.‏

ثربط

ابن حَبِيْبَ‏:‏ في قُضّاعَةَ ثرِبْاطّ، ويُقال، ثُرْبُطُ ابن حَبِيْبِ بن زَيْد بن حَيّ بن وائل بن جُشَمَ بن مالِك بن كَعْب بن القَيْنِ بن جَسْرٍ‏.‏

ثرط

ابن دُريدٍ‏:‏ ثَرطْتُ الَّرجُلَ أثْرطُه ثَرْطًا‏:‏ إذا زَرَيْتَ عليه وعِبْتَه؛ وليس بثَبتٍ‏.‏ وقال غيُره‏:‏ الثَّرْطُ مثلُ الثّلْطِ‏:‏ لُغَة أو لُثْغَة‏.‏

والثّرطُ أيضًا‏:‏ شَيْءّ يَسْعْمِلُه الأساكِفَةُ، وهو بالفارِسيةّ سِرِيْشْ، ويُكْتَبُ في كُتُبِ الطَّبّ‏:‏ إشْرَاسْ، ذَكَرَه النّصْضر بن شُمَيْلٍ ولم يَعْرِفْه أبو الغَوْث‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ الثّرْطِئة -بالكَسْر‏:‏ الرّجُلُ الثّقْيلُ، وقال غيُره‏:‏ الأحْمقُ الضَّعيفُ، وقال ابن عبّادٍ‏:‏ القَصيرُ الحادِرُ والهَمْزةُ زائدةً والثَّرَنْطي‏:‏ الثَّقيل، وكذلك الثَّرْياطَةُ، يقُال‏:‏ صارتِ الأرضُ ثرِيْاطةً ورَدَغَةً‏.‏ ورَجُلً ثَرَنْطىً -مِثال دَلَنْظىً- ومُثْرَنْطٍ‏:‏ أي ثَقْيلّ‏.‏

وثَرطَ‏:‏ إذا حَمُقَ حُمْقًا جَيَّدًا‏.‏ والبعَيرُ يُثرِيْطُ -بوزْنِ- بوَزْنِ يُهرِيْقُ‏:‏ إذا ثَلَطَ مُتَدَارِكًا‏.‏

ثرعط

ابن دُرَيْدٍ‏:‏ طِيْنَ ثُرْعُطَ‏"‏12-ب‏"‏ وثُرُعْطَطَ‏:‏ إذا كان رَقْيقًا، وبه سُمي الحَساءُ الرّقيقُ ثُرُعْطُطًا، وقال الأصمعيّ‏:‏ الثرُعْطُطَةُ والثُرَعْطَطَةُ، وأنشد‏:‏

فاسْتوْبل الأكْلةَ من ثُرُعْطُطِة *** والشّربْة الخَرسْاءَ من عُثَلِطِة

يُقال للِّبِن إذا كان خاثرًِا لايُسْمعُ له صَوْتَ‏:‏ أخْرَسُ‏.‏ وزاد ابن عَبادٍ‏:‏ الثّرَعْطِيْطَة‏.‏

ثرمط

الفَرّاءُ‏:‏الثّرْكُطَةُ -مثِالُ عُرْفُطةٍ- والثّرمِطَةُ -مثال عُلَبِطةٍ-‏:‏ الطّيْنُ الرّقْيقُ‏.‏ وقال ابن عَبَادٍ‏:‏ نَعْجَة ثرِمطّ -بالكَسْر-‏:‏ كَبيرةُ تُثرْمطً المْضغ وذلك أن تَسَمَع له صَوْتًا‏.‏

وثرمطتِ الأرضُ‏:‏ صارتُ ذات طينٍ رَقيقٍ‏.‏ واثرَمّط الغَضب‏:‏ شَخَص فانْتفخَ الرّجُلُ عند ظُهُوْرِه‏.‏ وقال شَمرِ‏:‏ اثْرَمطَ السقاءُ‏:‏ إذا انْتفخَ، وأنشد ابن الأعرابيّ‏:‏

تأكُلُ بِقْلَ الريِف حَتى تَحْبطا *** فبطنها كالوطبِ حيْنَ اثْرمّطا

أو جائشِ المرْجَلِ حيْنَ غَطْغطا ***