فصل: هنبغ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


هنبغ

الليث‏:‏ الهُنْبُغُ -بالضم-‏:‏ شدة الجوع‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ جوع هُنْبُغٌ وهِنْبَاغٌ‏:‏ أي شديد، قال رؤبة‏:‏

كالفَقْعِ إن يهمز بوطءٍ يُثْلَغِ *** فَعَضَّ بالويل وجوع هُنْبُغِ

وقيل‏:‏ هُنْبُغٌ‏:‏ لازق‏.‏

والهُنْبُغُ -أيضًا-‏:‏ التراب الذي يطير بأدنى شيء، قال رؤبة أيضًا‏:‏

يشْتَقُّ بعد الطرد المُبَغْبِغِ *** وبعد إيْغَافِ العجاج الهُنْبُغِ

المُبَغْبِغُ‏:‏ القريب، ويشتق‏:‏ يشتد فيه ويجد، والإيْغَافُ والايْجَافُ واحد‏.‏ يريد‏:‏ إنه يعدو فيقلب التراب بحافره‏.‏

والهُنْبُغُ‏:‏ الأسد‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الهُنْبُغُ من النساء‏:‏ الضعيفة البطش، والمرأة الحمقاء‏.‏

وهَنْبَغَ العجاج‏:‏ كثر وثار‏.‏

وقال غيره‏:‏ هَنْبَغَ‏:‏ جاع‏.‏

هنغ

ابن دريد‏:‏ الهَيْنَغُ‏:‏ المرأة الضحّاكة، قال رؤبة‏:‏

وجس كتحديث الهَلُوْكِ الهَيْنَغِ *** لذت أحاديث الغوي المندغ

وكذلك الهانِغَةُ‏.‏ وقيل الهَيْنَغُ‏:‏ التي تظهر سرها لكل واحد، والمِنْدَغ‏:‏ الذي لا يزال يَنْدَغُ بكلمة تكره‏:‏ أي يَنْزَغُ ويَلْدَغُ‏.‏

وقال أبو مالك‏:‏ امرأة هَيْنَغٌ‏:‏ فاجرة‏.‏ وهانَغْتُ المرأة‏:‏ غازلتها‏.‏

هوغ

ابن دريد‏:‏ الهَوْغُ‏:‏ الشيء الكثير، يقال‏:‏ جاء فلان بالهَوْغِ‏:‏ أي بالمال الكثير‏.‏

هيغ

ابن السكيت‏:‏ يقال إنهم لفي الأهْيَغَيْنِ‏:‏ أي في الخصب وحسن الحال، قال‏:‏ وعام أهْيَغٌ‏:‏ إذا كان مُخْصبًا كثير العُشْبِ‏.‏

ووقع فلان في الأهْيَغَيْنِ‏:‏ أي في الأكل والشرب‏.‏

وقال الفراء‏:‏ الأهْيَغَانِ‏:‏ الكل والنكاح‏.‏

والأهْيَغُ‏:‏ أرغد العيش‏.‏

والأهْيَغُ -أيضًا-‏:‏ الماء الكثير، وهَيَّغَ المطر الأرض‏:‏ جادها‏.‏

وهَيَّفْتُ الثريدة‏:‏ إذا أكثرت ودكها‏.‏

أثف

أبو عبيد‏:‏ الأثفيَّة القدر، وذكر الليث فيها قولين‏:‏ أحدهما أنَّها فُعُّولة، والثاني أنها أُفْعَّولة، فعلى أحد القولين ذكرناها في هذا التَّركيب، وسنعيد ذكرها، -إن شاء الله تعالى- في باب الحروف اللَّيِّنة لمكان الاختلاف في وزنها‏.‏ والجمع الأثافُّي -مثال قماري- وقد تخفف، ويروى بالتَّثقيل والتَّخفيف قول زهير بن أبي سلمى‏:‏

أثَافِي سُفْعًا في مُعَرسِ مِرْجَلٍ *** ونُؤْيًا كحَوْضِ الجَرِّ لم يَتَثَلَّمِ

ويروى‏:‏ ‏"‏كَحَوْضِ الجُدِّ‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏كجِذْم الحَوْض‏"‏‏.‏

وقال الأصمعيُّ‏:‏ بقيت من فلان أُثْفِيَّة خشناء‏:‏ أي بقي منهم عددٌ كثير‏.‏

وقال الأصمعيُّ‏:‏ من أمثالهم في رمي الرَّجل صاحبه بالمعضلات‏:‏ رماه بثالثة الأثَافيِّ، ثالثةُ الأثافيِّ‏:‏ القطعة من الجبل يجعل إلى جنبها اثنتان فتكون القطعة متَّصلة بالجبل، قال خفاف بن ندبة‏:‏

وإنَّ قَصيْدَةً شَنعاءَ منِّي *** إذا حَضَرَتْ كَثالِثةِ الأثافي

وقال أبو سعيد الضَّرير‏:‏ معناه أنه رماه بالشَّرِّ كلِّه فجعله أُثْفيَّةٍ؛ حتى إذا رماه بالثَّالثة لم يترك منها غاية، قال علقمة بن عبدة وخفَّف ياء الأثافيِّ،

بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإنْ عَزُّوا وإن كَثُروا *** عَرِيْفُهُم بأثافي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ

ألا تراه قد جمعها له‏.‏

وقال الأزْهريُّ‏:‏ ما كان من حَديْد سموه منصبًا ولم يسموه أُثفيَّة‏.‏

والآثف‏:‏ التاع، وقد أثفه يأثفه -مثال كسره-‏:‏ إذا تبعه‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ أثفة يأُثُفُه ويأُثفُه‏:‏ إذا طلبه‏.‏

وأُثيفية‏:‏ قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة، وأكثرها لأولاد جرير بن الخطفي الشاعر‏.‏

وذو أُثيفية‏:‏ موضع بعقيق المدينة على ساكنيها كالأثافِّي، قال الرّاعي‏:‏

دَعَوْنَ قُلُوْبَنا بأُثَيْفيَاتٍ *** فألْحَقَنا قَلائصُ يَغْتَليْنا

ويروى‏:‏ ‏"‏يَعْتَليْنا‏"‏ بالعين المهملة، فمعنى المعجمة‏:‏ يبعدن في السَّير، ومعنى المهملة‏:‏ يَعْلُوْن في السير‏.‏

وقال أبو حاتمٍ‏:‏ الأثافيُّ كواكب بحيال رأس القدر -أيضًا-‏:‏ كواكب مستديرة‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ أثفْتُه أثْفًا‏:‏ إذا طردته‏.‏

قال‏:‏ والآثفُ‏:‏ الثّابت‏.‏

والمؤثَّف -بفتح الثاء المشددة- القصير التارُّ الكثير الَّحم، وأنشد أبو عمرو‏:‏

لَيْسَ من القُرِّ بمُسْتَكيْن *** مُؤثَّفٌ بلَحْمِهِ سَمِيْنِ

وأثَّفت القدر -لغةٌ في ثفَّيتها-‏:‏ إذا جعلتها على الأثافيِّ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ تأثَّف الرَّجل المكان‏:‏ إذا لم يبرحه‏.‏

وتأثَّفُوه‏:‏ أي تكنفوه، ومنه قول النابغة الذّبياني يعتذر إلى النعمان بن المنذر‏:‏

لا تَقْذفَنّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ *** ولو تَأثَّفَكَ الأعداء بالرِّفد

وقال الأزهري‏:‏ قوله ‏"‏تأثَّفك‏"‏ ليس من الأثفيَّة في شيء، وإنَّما هو من قولك أثفت الرَّجل آثفه أثفًا‏:‏ إذا تبعته، والآثف‏:‏ التابع‏.‏ حكى ذلك أبو عبيدٍ عن الكسائيِّ في باب النَّوادر‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ تأثَّفنا المكان‏:‏ أي ألفناه فلم نبرحه، ومعنى قوله‏:‏ ‏"‏تَأثَّفَكَ الأعْدَاءُ‏"‏ أي اتَّبَعُوْكَ وألحُّوا عليك ولم يبرحوا يغرونك‏.‏ انتهى كلام الأزهري‏.‏ والتركيب يدل على التجمع والثبات‏.‏

قال النَّسّابُون وأصحاب الحديث‏:‏ أسم مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم‏:‏ أخيف -مصغرًا-، جعلوا الهمزة أصلية أصالتها في أسيد وأميين‏.‏

أدف

ابن الأعرابي‏:‏ الداف -بالضم-‏:‏ الذَّكر، وفي الحديث‏:‏ في الداف الدِّية كاملة‏.‏ وأصله‏:‏ وداف، و‏"‏كاملة‏"‏ نصبُ على الحال، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل، والظَّرفُ مستقرٌّ‏.‏

وقال غيره‏:‏ الأداف‏:‏ الأذُنُ‏.‏

وأدْفيَّةُ‏:‏ جبل لبني قشير‏.‏

أذف

ابن الأعرابيِّ‏:‏ الأذاف‏:‏ الذكر، لغة في الأداف غير معجمةٍ‏.‏

وتأذف -بكسر الذال-‏:‏ موضع على ثلاثة فراسخ من حلب بوادي بطنان، قال امرؤ القيس‏:‏

ألا رُبَّ يَوْمٍ صالحٍ قد شَهِدْتُهُ *** بِتَأذفَ ذاةِ التَّلِّ من فَوقِ طَرْطَرا

أرف

الأرفة والأرْثة‏:‏ الحدُّ، والجمع‏:‏ أرف وأرث - كغرفة وغرف-، وهي معالم الحدود بين الأرضين، وفي حديث النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلم-‏:‏ «إذا وقعت الأرف فلا شفعة، وفي حديث عمر - رضي الله عنه-‏:‏ أنَّه خرج إلى وادي القرى وخرج بالقسام فقسموها على عدد السِّهام وأعلموا أرفها وجعلوا السِّهام تجري، فكان لعثمان -رضي الله عنه- خطر؛ ولعبد الرَّحمن بن عوف‏؟‏ رضي الله عنه- خطر؛ ولفلان نصف خطر‏.‏ الخطر‏:‏ النصيب؛ ولا يستعمل إلا فيما له قد ومزية‏.‏ وفي حديث عثمان -رضي الله عنه-‏:‏ لا شفعة في بئر ولا فحل؛ والأرف تقطع كل شفعة‏.‏ أراد بالفحل فحال النخل، وكان لا يرى الشفعة للجار ويقول‏:‏ أيُُّ مالٍ اقتسم وبينت حدوده فلا شفعة فيه‏.‏

والأرفة -أيضًا-‏:‏ العقدة‏.‏

والأرفة -مثال قمري-‏:‏ اللبن الخالص، عن أبي الأعرابي‏.‏

والأرفيُّ -أيضًا-‏:‏ الماسحُ، والكلام في الأرفيُّ كالكلام في الأثفيَّة‏.‏

وأُرف على الأرض تأريفًا‏:‏ إذا جعلت لها حدود وقسمت، ومنه الحديث‏:‏ أيُّ مالٍ اقتسم وأرف عليه فلا شفعة فيه‏.‏

وأَّفت الحبل‏:‏ عقدته‏.‏

ويقال‏:‏ فلان مؤارفي‏:‏ أي متاخمي، أي حدُّي في السُّكنى والمكان‏.‏

أزف

أزف التَّرحُّلُ يأزف -مثال سمع يسمع- أزفًا وأزوفًا‏:‏ أي دنا، وأنشد الليث للنابغة الذبيانَّي‏:‏

أزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ رِكابنا *** لَمَا تَزُلْ برِحالِها وكَأنْ قَدِ

ويروى‏:‏ ‏"‏أفد‏"‏‏.‏

والآزفة‏:‏ القيامة، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أزِفَتِ الآزِفَةُ‏}‏ أي قربت القيامة، وقيل لها الآزفة لأنها لا محالة آتية، وما كان آتيًا وغن بعد وقته فهو قريب، ويجوز ان يكون ما مضى من عمر الدُّنيا أضعاف ما بقي فذلك أزوفها‏.‏

وأزف الرَّجُلُ‏:‏ أي عجل؛ فهو آزف‏؟‏ على فاعل- والآزف -أيضًا-‏:‏ البرد، عن ابن عباد‏.‏

والأزف‏:‏ الضيق وسوء العيش، قال عديُّ بن زيد عديُّ بن مالك بن الرِّقاع‏:‏

من كُلِّ بيضاءَ لم يَسْفَعْ عَوَارِضَها *** من المَعِيْشَةِ تَبرِيْحٌ ولا أزَفُ

وقال ابن عباد‏:‏ أزف الجرح وأزف وأزف، ولم يذكر معناه، أي اندمل‏.‏

ويقال‏:‏ أزف‏:‏ أي قلَّ‏.‏

والمازف‏:‏ العذرات والأقذار، الواحدة‏:‏ مأزفة، وأنشد ابن فارس‏:‏ كأن رداءيه إذا ما ارتداهما على جعل يغشي المآزف بالنخر قال‏:‏ وذلك لا يكاد يكون إلاّ في مضيق‏.‏

والأزفي -مثال صرعي-‏:‏ السُّرعة والنشاط‏.‏

وقال الشيباني‏:‏ آزفني فلان -على افعلني-‏:‏ أي أعجلني‏.‏

والمتآزف‏:‏ القصير؛ وهو المتداني، وقال أبو زيد‏:‏ قلت لأعرابي‏:‏ ما المحبنطيء‏؟‏ قال‏:‏ المتكأكي؛ قلت‏:‏ ما المتكأكيء‏؟‏ قال‏:‏ المتآزف؛ قلت‏:‏ ما المتآزف‏؟‏ قال‏:‏ أنت أحمق؛ وتركني ومر‏.‏ قالت زينب أخت يزيد ابن الطَّثريَّة‏:‏

فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ *** ولا رَهِلٌ لَبّاتُهُ وأبَاجِلُهْ

وقال العُجَيْرُ السَّلُوْليُّ يرثي أبا الحجناء‏:‏

فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتآزِف *** ولا رَهِلٌ لَبَاتُهُ وأبا جِلُهْ

ويروى‏:‏ ‏"‏وبَآدِلُه‏"‏‏.‏

ومَكانٌ مُتآزف‏:‏ أي ضيق‏.‏ وخطو متآزف‏:‏ أي متقارب‏.‏ ورجلٌ متآزف‏:‏ أي ضيق الصدر السيء الخلق‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ تآزف القوم‏:‏ إذا تداني بعضهم من بعض‏.‏ والتركيب يدل على الدُّنوِّ والمقاربة‏.‏

أسف

الأسف‏:‏ شدَّة الحزن، يقال‏:‏ أسف- بالكسر- يأسف أسفًا، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏غَضْبَانَ أسِفًا‏}‏ أي شديد الغضب، ويقال‏:‏ أسف عليه‏:‏ أي غضب‏.‏ وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن موت الفجاءة فقال‏:‏ راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر‏.‏ أي أخذة سخطٍ أو ساخط، وذلك لنَّ الغضبان لا يخلو من حزنٍ ولهفٍ، فقيل له‏:‏ أسف وأسيف، ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه، وهذه الإضافة بمعنى ‏"‏من‏"‏؛ كخاتم فضَّة، ألا ترى أنَّ اسم السَّخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم، وتكون بمعنى اللام نحو‏:‏ قول صدق ووعد حقٍ، ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النخعي‏:‏ إن كانوا ليرهبون أخذة كأخذة الأسف‏.‏ ‏"‏إن‏"‏ هذه هي المخففة من الثقيلة؛ واللام للفرق بينها وبين ‏"‏أنِ‏"‏ النافية، والمعنى‏:‏ انه كانوا يكرهون، أي أنَّ الشأن والحديث هذا‏.‏ وقال الأعشي‏:‏

أرى رَجُلًا منكم أسِيْفًا كأنَّما *** يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبا

أي‏:‏ غضبان، ويروي‏:‏ ‏"‏كَشْحَيِه بالكَفِّ مثْقَبا‏"‏‏.‏

وقال ابن السكيت‏:‏ الأسيف‏:‏ العبد، والجمع‏:‏ الأْسفاء، قال الليث‏:‏ لأنه مقهور محزون، وأنشد‏:‏

كَثُُرَ الآناسُ فيما بَيْنَهُمْ *** من أسِيْفٍ يَبْتَغي الخَيْرَ وحُرْ

والأسيْفَةُ‏:‏ الأمة‏.‏

وقال المبرد‏:‏ يكون الجير ويكون الأسير‏.‏

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلَّم-أنَّه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء، ويروى‏:‏ الأسفاء والوصفاء، السيف‏:‏ الشيخ الفاني‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ «لا تقتلوا عسيفًا ولا أسيفًا»‏.‏

والأسيف -أيضًا- والأسُوْفُ‏:‏ السريع الحزن الرقيق القلب، ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها-‏:‏ إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه‏:‏ مروا أبا بكر يصل بالناس، قالت‏:‏ فقلت إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام لم يسمع من البكاء؛ فمر عمر فليصل بالناس، قالت‏:‏ قلت لحفصة‏؟‏ رضي الله عنها-‏:‏ قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة‏؟‏ رضي الله عنها-؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس، فقالت حفصة لعائشة -رضي الله عنهما-‏:‏ ما كنت لأصيب منك خيرًا‏.‏

والأسيف -أيضًا-‏:‏ الذي لا يكاد يسمن‏.‏

وأرض أسيفة‏:‏ أي رقيقة لا تكاد تنبت شيئًا، وزاد ابن عباد‏:‏ أسافة بالضم‏.‏

وأسافة -بالفتح-‏:‏ قبيلة، قال جندل بن المثنى الطهوي‏:‏

تَحُفُّها أسَافَةٌٌ وجَمْعَر *** وخُلَّةٌٌ قِرْداُنُها تَنَشَّر

جمعر -أيضًا-‏:‏ قبيلة وقيل‏:‏ أسافة‏:‏ مصدر أسفت الأرض إذا قل نبتها؛ والجمعر‏:‏ الحجارة المجموعة‏.‏

وأسف‏:‏ من قرى النهروان‏.‏

وأسفي‏:‏ بلد على ساحل البحر المحيط بأقصى المغرب بالعدوة‏.‏

وأسفونا‏:‏ قرية قرب معرة النعمان‏.‏

وإساف ونائلة‏:‏ صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم‏:‏ إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل، ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين، ثم عبدتهما قريش، وآسفة‏:‏ أي أغضبه، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمْا آسَفُوْنا انْتَقَمْنا منهم‏}‏ أي أغضبونا‏.‏

وقال الفراء‏:‏ يوسف ويوسف ويوسف؛ ثلاث لغات، وحكى فيه الهمز أيضًا، وقرأ طلحة بن مصرف‏:‏ ‏{‏لقد كانَ في يُؤْسِفَ‏}‏ بالهمز وكسر السين‏.‏

وتأسف‏:‏ أي تلهف، وقال أحمد بن جواس‏:‏ كان ابن المبارك يتأسَّف على سفيان الثوري ويقول‏:‏ لِمَ لم أطرح نفسي بين يدي سفيان؛ ما كنت أصنع بفلانٍ وفلانٍ‏.‏

والتركيب يدل على الفوت والتلهف وما أشبههما‏.‏

أشف

للإكاف وهو فعلي، والجمع‏:‏ الأشافي‏.‏

أصف

الليث‏:‏ آصف‏:‏ كاتب سليمان -صلوات الله عليه- الذي دعا الله تعالى باسمه الأعظم؛ فرأى سليمان -صلوات الله عليه- العرش مستقرًا عنده‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الأصف‏:‏ الكبر، وأما الذي ينبت في أصله مثل الخيار فهو اللصف‏.‏ وقال الدينوري‏:‏ زعم بعض الرواة أنها لغة في اللصف، واللصف‏:‏ الكبر‏.‏

أفف

ابن دريد‏:‏ أف يؤف أفًا -وقالوا‏:‏ يئف أيضًا-‏:‏ إذا تأفف من كرب أو ضجر، قال‏:‏ رجل أفاف‏:‏ كثير التأفف‏.‏

وأف‏:‏ كلمة تكره، وفيها لغات‏:‏ أف وأف وأف وأفًا واف وأف وأف -بالتخفيف-، وقرأ ابن عباس -رضي الله عنهما-‏:‏ ‏(‏فلا تَقُلْ لَهُما أُفَ‏}‏ مفتوحة على تخفيف الثقيلة ك ‏(‏رُبَ‏}‏، وقياسه التسكين بعد التخفيف؛ لأنه لا يجتمع ساكنان، لكنه ترك على حركته ليدل على أنه ثقيل خفف‏.‏ وأف -بكسر الهمزة وفتح الفاء المشددة-، وبها قرأ عمرو بن عبيد‏.‏ وافى -بالإمالة- وأفي -بالإضافة- وأف -بكسرتين- وأف -مثال طف-‏.‏ ويقال‏:‏ افًا له وآفة له‏:‏ أي قذرًا له، والتنوين التنكير‏.‏ وآفة وتفة وأفًا وتفًا‏:‏ على الإتباع‏.‏

وآلاف‏:‏ قلامة الظفر، وقيل‏:‏ ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، وقيل‏:‏ آلاف وسخ الظفر، وقال الأصمعي‏:‏ آلاف وسخ الأذن والتف وسخ الأظفار، وقيل‏:‏ معناه القلة والتف إتباع له‏.‏

والأُفَّة‏:‏ الجبان، ومنه حديث أن النبي- صلى الله عليه وسلم- نظر إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه- والناس منهزمون كل وجه يوم أحد‏:‏ نعم الفارس عويمر غير آفة‏.‏ كأن أصله غير ذي آفة‏:‏ أي غير متأفف عن القتال، و‏"‏غير‏"‏ خبر مبتدأ محذوف تقديره‏:‏ هو غير ذي آفة، وقيل‏:‏ غير جبان، وأصلها من الآفف وهو الضجر؛ قاله ابن الأعرابي، يريد‏:‏ أنه غير ضجر ولا وكل في الحرب‏.‏ وقيل‏:‏ الأفف‏:‏ الشيء القليل، ومعنى الآفة‏:‏ المعدم المقل، وهو أيضًا‏:‏ الرجل القدر، من آلاف‏.‏

واليأفوف‏:‏ الجبان‏.‏

واليأفوف‏:‏ المر من الطعام‏.‏

واليأفوف‏:‏ فرخ الدراج‏.‏ والحديد القلب، وهو الفوف أيضًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ اليأفوف‏:‏ السريع، واليهفوف‏:‏ الحديد القلب من الرجال‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ اليأفوف‏:‏ العيي الخوار، قال الراعي‏:‏

مُغَمَّرُ العَيْشَ يَأْفوْفٌ شَمائلُهُ *** نابي المَوَدَّةِ لا يُعْطي ولا يُسَلُ

ويرى‏:‏ ‏"‏يَصِلُ‏"‏، مغمر العيش‏:‏ أي لا يكاد يصيب من العيش غلا قليلًا، أخذ من الغمر، وقيل‏:‏ المغمر‏:‏ المغفل عن كل عيش‏.‏

وقولهم‏:‏ كان ذلك على أف ذاك وإفانه -بالكسر فيهما- وتئفته وأففه‏:‏ أي حينه وأوانه، قال يزيد ابن الطثرية‏:‏

على أف هِجْرَانٍ وساعَةِ خَلْوَةٍ *** من النّاسِ نَخْشى أعْيُنًا أنْ تَطَلَّعا

ويروى‏:‏ ‏"‏على إثْرِ هِجرَانٍ‏"‏‏.‏ والتئفة‏:‏ تفعلة‏.‏

والأوفوفة‏:‏ الذي لا يزال يقول لغيره‏:‏ أف لك‏.‏

وأفف تافيفًا وتأفف‏:‏ أي قال أف‏.‏ والعرب تقول‏:‏ جعل بتأفف من ربح وجدها ويتأفف من الشدة تلم‏.‏ وقال متمم بن نويرة -رضي الله عنه- حين سأله عمر -رضي الله عنه- عن أخيه مالك فقال‏:‏ لقد كان يركب الجمل الثقال ويقتاد الفرس الجرور ويكتفل الرمح الخطل ويلبس الشملة الفلوت بين سطيحتين بضوجين في الليلة البليل ويصبح الحي ضاحكًا لا يتأنن ولا يتأفف‏.‏

والتركيب يدل على تكره الشيء وعلى الوقت الحاضر‏.‏

أكف

أكاف الحمار ووكافة، والجمع‏:‏ اكف ووكف، والأكاف والو كاف -بالضم- أيضًا، قال العجاج يشكو ابنه رؤية‏:‏

حتّى إذا ما آضَ ذا أعْرافِ *** كالكَوْدَنِ المُوْكَفِ بالاكاف

ويروى‏:‏ ‏"‏بالوكاف‏"‏‏.‏

والأكاف‏:‏ صانعه، وكذلك الوكاف‏.‏

وأكفت الحمار وأوكفته تأكيفًا ووكفته توكيفًا‏:‏ أي شددت عليه الأكاف والوكاف‏.‏

وأكفت إكافًا‏:‏ اتخذته، وكذلك وكفت‏.‏

وقال ابن فارسٍ‏:‏ الهمزة والكاف والفاء ليس أصلًا؛ لأنَّ الهمزة مبدلة من واو‏.‏

ألف

الألف‏:‏ عدد، وهو مذكر؛ يقال‏:‏ هذا ألف، بدليل قولهم‏:‏ ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا ثلاث الآف، ويقال‏:‏ هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال قرعاء، وقال ابن السكيت‏:‏ لو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف نجاز‏.‏ والجمع‏:‏ ألوف وآلاف، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وهم ألوف‏}‏‏.‏

وألفة يألفه ألفا -مثال كسره يكسره كسرًا- أي أعطاه إلفًا، قال‏:‏

وكَرِيْمَةٍ من آلِ قَيْسَ ألَفْتُهُ *** حّتى تَبَذَّخَ فارْتَقَى الأعْلامِ

أي‏:‏ ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه‏:‏ فارتقى إلى الأعلام؛ فحذف ‏"‏إلى ‏"‏ وهو يريده‏.‏

والإلف -بالكسر-‏:‏ الأليف، تقول‏:‏ حَنَّ فلان إلى فلانٍ حنين الإلف إلى الإلف، وجمع الأليف‏:‏ ألائف -مثال تبيع وتبائع وأفيل وأفائل-، قال ذو الرمَّة‏:‏

فأصْبَحَ البَكْرُ فَرْدًا من ألائفِهِ *** يَرْتادُ أحْلِيَةً أعْجَازُها شَذَبُ

وفلان قد ألف هذا الموضع -بالكسر- يألفه إلفًا -بالكسر-، ومنه قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «‏{‏لإِلْفِ قُرَيْشٍ إلْفِهِمْ‏}‏ بغير ياء ولا ألف‏.‏ ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «المؤمن آلف مألوف‏.‏ وجمع الآلف‏:‏ آلاف -مثال عامل وعمال-، قال العجاج يصفُ الدَّهر‏:‏

يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عن الأُلاّفِ ***

وقال رُؤْبة يرد على أبيه‏:‏

تاللهِ لو كُنْتُ مَعَ الأُلاّفش ***

وقال ذو الرمَّة‏:‏

مَتى تَظْعَني يامَيّ من دارِ جِيْرَةٍ *** لنا والهَوى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُهْ

أكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاّفِ لُزَّتْ كراعُهُ *** إلى أخْتشها الأخرى ووَلى صَواحِبُهْ

وجمع الآلفة‏:‏ آلفات وأوالف، قال العجاج‏:‏

ورَبِّ هذا البَلَدِ المُحَرَّمِ *** والقاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ

أوَ الِفًا مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمِ والمَأْلف‏:‏ الموضع الذي يألفه الإنسان أو الإبل‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ المألف‏:‏ الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه‏.‏

والألفة -بالضمَّ-‏:‏ الاسم من الائتلاف‏.‏

والألف -مثال كتف-‏:‏ الإلف أيضًا‏.‏

والألف -فيما يقال-‏:‏ الرَّجل العزب‏.‏

وآلفت القوم‏:‏ أي كملتهم ألفًا؛ وآلفوا هم أيضًا، وكذلك آلفت الدراهم؛ وآلفت هي‏.‏

وآلفت الرجل مكان كذا‏:‏ أي جعلته يألفه، وآلفت الموضع أيضًا‏:‏ ألفته، قال ذو الرمة‏:‏

من المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أدْمَاءُ حُرَّةٌ *** شُعَاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُ

أي‏:‏ من الإبل التي ألِفَتِ الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفًا‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لإيْلافِ قُرَيْشٍ‏}‏ الإيلاف‏:‏ شبه الإجازة بالخفارة‏.‏ والتَّأويل‏:‏ أنَّ قريشًا كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الصيف والشتاء آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم‏.‏ وقيل‏:‏ اللام في ‏"‏لإيلافِ‏"‏ لام التعجب؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش، وقال بعضهم‏:‏ معناها متصل بما بعد؛ المعنى؛ فليعد هو هؤلاء ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف لامتيار، وقال بعضهم‏:‏ هي موصولة بما قبلها؛ المعنى‏:‏ فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتهما، وقال ابن عرفة‏:‏ هذا قول لا أحبه من وجهين‏:‏ أحدهما أن بين السورتين ‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم‏"‏ وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، والآخر‏:‏ أنَّ الإيلاف إنَّما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الذي أطعمهم من جُوْعٍ وآمَنَهُم من خَوْفٍ‏}‏ أي الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف؛ الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ كان هاشم يؤلف إلى الشام؛ وعبد شمس إلى الحبشة؛ والمطلب إلى اليمين؛ ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الأخوة يسمون المجيزين، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه المصار بحبال هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم، فأما هاشم فانه أخذ حبلًا من ملك الروم، وإما عبد شمس فإنه أخذ حبلًا من النجاشي، وأما المطلب فانه أخذ حبلًا من أقبال حمير، وأما نوفل فأنه أخذ حبلًا من كسرى‏.‏ قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر‏:‏

تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِيْنًا ويُؤْلِفُ ال *** جِوَارَ ويُغْشِيْها الأمَانَ رِبابُها

وآلَفَتِ الإبل‏:‏ إذا جمعت بين شجر وماءٍ‏.‏

والفت بين الشيئين تأليفًا، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جَميعًا ما ألَّفْتَ بين قُلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم‏}‏‏.‏

ويقال‏:‏ ألف مؤلفة‏:‏ أي مكملة‏.‏

وألفت ألفًا‏:‏ كتبتها، كما يقال‏:‏ جيمت جيمًا‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وِالمُؤلَّفَةِ قُلوبُهم‏}‏ هم قوم من سادات العرب أمر الله عز وجل نبيه -صلى الله عليه وسلم- بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام وهم‏:‏ الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وجبير بن مطعم بن عدي، والجد بن قيس، والحرث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام الأسدي، وحكيم بن طليق بن سفيان، وحويطب بن عبد العزى العامري، وخالد بن أسيد بن أبي العيص، وخالد بن قيس، وزيد الخيل الطائي، وسعيد بن يربوع بن عنكثة، وسهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحي، وصخر بن حرب بن أمية، وصفوان بن أمية الجمحي والعباس بن مرداس السلمي، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن جارية الثقفي، وعلقمة بن علاثة العامري، وأبو السنابل عمرو بن بعكك، وعمرو بن مرداس السلمي، وعمير بن وهب الجمحي، وعيينة بن حصن الفزاري، وقيس بن عدي السهمي، وقيس بن مخرمة بن المطلب، ومالك بن عوف النصري، ومخرمة بن نوفل الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، والنضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي رضي الله عنهم أجمعين وتألف القوم وائتلفوا‏:‏ أي اجتمعوا‏.‏

وتألفت الرجل‏:‏ إذا قاربته ووصلته حتى تستميله إليك‏.‏

وآلفت الموضع مؤالفة‏:‏ بمعنى الإيلاف‏.‏

والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى والأشياء‏.‏

أنف

النف‏:‏ معروف، والجمع آنف وأنوف وأناف، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تقم الساعة حتى تقاتلوا قومًا صغار العين ذلف الآنف -ويروى‏:‏ الأنوف-، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-‏:‏ أن أبا بكر رضي الله عنه، أوصى أن يكفن في ثوبين كانا عليه وأن يجعل معهما ثوب آخر؛ فأرادت عائشة‏؟‏ رضي الله عنها- أن تبتاع له أثوابًا جددًا؛ فقال عمر -رضي الله عنه-‏:‏ لا يكفن غلا فيما أوصى به؛ فقالت عائشة -رضي الله عنها-‏:‏ يا عمر؛ والله ما وضعت الخطم على آنفنا؛ فبكى عمر -رضي الله عنه- وقال‏:‏ كفني أباك فيما شئت‏.‏ كنت عن الولاية والملك بوضع الخطم، لأن البعير إذا ملك وضع عليه الخطام، والمعنى‏:‏ ما ملكت علينا أمورنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى‏.‏ أي ابتداء وأول‏.‏ وكأن التاء زيدت على أنف؛ كقولهم في الذنب‏:‏ ذنبه، وقد جاء في أمثالهم‏:‏ إذا أخذت بذنبة الضب أغضبته‏.‏

ويقال‏:‏ هو الفحل لا يقرع أنفه ولا يقدع، أي هو خاطب لا يرد، وقد مر الشاهد عليه من الحديث في تركيب ق د ع‏.‏

ويقال‏:‏ جعل أنفه في قفاه، أي أعرض عن الشيء، وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-‏:‏ أن فلانًا دخل عليه فنال من عمر -رضي الله عنه- وقال‏:‏ لو استخلفت فلانًا، فقال أبو بكر‏:‏ رضي الله عنه‏:‏ لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ولما أخذت من أهلك حقًا‏.‏ جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشيء ولي الرأس عنه، لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه، فكأنه جعل أنفه في قفاه‏.‏ ومنه قولهم للمنهزم‏:‏ عيناه في قفاه؛ لنظره إلى ما وراءه دائبًا فرقًا من الطلب‏.‏ والمراد‏:‏ لأفرطت في الإعراض عن الحق؛ أو‏:‏ لجعلت ديدنك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصًا لهم ببرك ومؤثرًا إياهم على غيرهم‏.‏

وأنف اللحية‏:‏ طرفها‏:‏ قال معقل بن خويلد الهذلي‏:‏

تُخَاصِمُ قَوْمًا لا تُلَقّى جَوَابَهُمْ *** وقد أخَذَتْ من أنفِ لِحْيَتكَ اليَدُ

ويروى‏:‏ ‏"‏من جَنْبِ لِحْيِتَكَ‏"‏ ورجل حمي الأنف‏:‏ إذا كان أنفًا يأنف أن يضام، قال عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- في مرضه وعادته عائشة -رضي الله عنها- وقالت له‏:‏ كيف تجدك‏:‏

لقد وَجَدْتُ المَوْتَ قبل ذَوْقِهِ *** والمَرْءُ يأتي حتْفُهُ من فَوْقِهِ

كُلُّ امرئٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ *** كالثَّوْرِ يَحْمي أنْفَهُ بِروْقِهِ

وأنف كل شيء‏:‏ أوله، ويقال‏:‏ هذا أنف الشد‏:‏ أي أول العدو‏.‏

وأنف البرد‏:‏ أشده، وقيل‏:‏ أوله‏.‏ وأنف المطر‏:‏ أول ما أنبت، قال امرؤ القيس‏:‏

قد غَدا يَحْمِلُني في انْفِهِ *** لاحِقُ الاطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمَرْ

وهذا أنف عمل فلان‏:‏ أي أول ما أخذ فيه‏.‏

وأنف خف البعير‏:‏ طرف منسمه‏.‏

وقال ابن السكيت‏:‏ أنف الجبل‏:‏ نادر يشخص منه، قال‏:‏

خُذا أنْفَ هَرْشى أوقَفاها فإنَّهُ *** كِلا جانَبِيْ هَرْشى لَهُنَّ طَريقُ

وقال ابن فارس‏:‏ أنف الأرض‏:‏ ما أستقبل الشمس من الجلد والضواحي‏.‏

وقال غيره‏:‏ ما أطعمني إلا أنف الرَّغيف‏:‏ أي كسرة منه‏.‏

وأنف الناب‏:‏ طرفه حين يطلع‏.‏

والعرب تقول لسمي الأنف‏:‏ الأنفان، قال مزاحم العقيلي‏:‏

يَسُوْفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّه *** عن الرَّوْضِ من النَّشَاطِ كَعِيْمُ

ويقال‏:‏ أفلان يتبع أنفه‏:‏ إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها‏.‏

وذو الأنف‏:‏ هو النعمان بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله من شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل -وهو خثعم- بن أنمار بن إراش بن عمر وبن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر، الخثعمي، قاد خيل خثعم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الطائف وكانوا مع ثقيف، وهو بيت خثعم‏.‏

وقال ابن العرابي‏:‏ النف‏:‏ السيد‏.‏

وانف‏:‏ ثنية، قال أبو خراش الهذلي وقد نهشه حية‏:‏

لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أنْفٍ *** على الأصْحاب ساقًا ذاة فقد

ويروى‏:‏ ‏"‏بَطْنِ وادٍ‏"‏‏.‏ وقال أيضًا‏:‏

لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أنفٍ *** على الإخوان ساقًا ذاةَ فَضْلِ

وأنف الناقة‏:‏ لقب جعفر بن قريع بن عوف بن كعب، وكانوا يغضبون إذا قيل لهم‏:‏ بنو أنف الناقة‏.‏ وإنما لقب بذلك بذلك لأن قريعًا نحو جزورًا فقسمها بين نسائه، فبعثت جعفرًا هذا أمة -وهي الشموس- من بني وائلٍ ثم من سعد هذيم فأتى أباه وقد قسم الجزور فلم يبق إلا رأسها وعنقها؛ فقال‏:‏ شأنك بهذا؛ فأدخل يده في أنفها وجعل يجرها، فلقب أنف الناقة، فكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة بقوله‏:‏

قَوْمٌ هُمُ الأنْفُ والأذْنابُ غيرُهُمُ *** ومَنْ يُسَوِّي بأنَفِ النّاقةِ الذَّنَبا

صار الَّلقب مدحًا لهم‏.‏ والنسبة إليهم أنفي‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أضاع مطلب أنفه؛ قيل‏:‏ فرج أمِّه‏.‏

وأنفته أنفًا‏:‏ ضربت انفه؛ آنفه وآنفه‏.‏

ورجل أنافي -بالضم-‏:‏ عظيم الأنف‏.‏

وامرأة أنوف‏:‏ تأنف مما لا خير فيه، والطيبة ريح النف أيضًا‏.‏

وأنفه الماء‏:‏ بلغ أنفه، وذلك إذا نزل في النهر‏.‏

وروضة أنف -بضمتين-‏:‏ -إذا لم يرعها أحد- وفي حديث أبي مسلم الخولاني أنه أتي معاوية -رضي الله عنه-‏:‏ فقال‏:‏ السلام عليك أيها الأجير؛ إنه ليس من أجير استرعي رعية إلا ومستأجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها وجبر كسراها وهنا جرباها ورد أولاها على أخراه ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء؛ وفاه أجره‏.‏

وكذلك كاس انف، قال لقيط بن زرارة‏:‏

إنَّ الشَّوَاءَ والنَّشِيْلَ والرُّغُفُ *** والقَيْنَةَ الحَسْنَاءَ والكأس الأُنف

وصِفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْلَ الكَتِفْ *** للطّاعِنينَ الخَيلَ والخَيْلُ قُطُفْ

وأمر أنفف‏:‏ مستأنف لم يسبق به قدر، ومنه حديث يحيى بن يعمر أنه قال لعبد الله لن عمر -رضي الله عنهما-‏:‏ أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وإنهم يزعمون أن لا قدر وإن الأمر أنف، فقال‏:‏ إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وانهم براءة مني‏.‏

وقال ابن الأعرابي في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ماذا قال آنَفًا‏}‏ أي مذ ساعة، وقال الزجاج‏:‏ نزلت الآية في المنافقين كانوا يستمعون خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا خرجوا سألوا أصحابه -رضي الله عنهم- استهزاء وأعلامًا انهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا‏:‏ ما ذا قال آنفا؛ أي ماذا قال الساعة؛ أي في أول وقت يقرب منا‏.‏

وأنفت الإبل أنفًا‏:‏ إذا وطئت كلا أنفًا‏.‏

وقال الطائي‏:‏ أرض أنيقة النبت‏:‏ إذا أسرعت النبات، وتلك أرض آنف بلاد الله‏.‏

ويقال‏:‏ آتيك من ذي أنف؛ كما تقول من ذي قبل‏:‏ أي فيما يستقبل‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الأنف‏:‏ المشية الحسنة‏.‏

وقال الكسائي‏:‏ آنفه الصبا -بالمد- ميعته وأوليته، قال كثير‏:‏

عَذَرْتُكَ في سَلْمَى بآنِفَةِ الصِّبَا *** ومَيْعَتِهِ إذْ تَزْدهِيْكَ ظلالها

وقال ابن عباد‏:‏ جبل أنيف‏:‏ ينبت قبل سائر البلاد‏.‏

ورجل مئناف‏:‏ أي سائر في أول النهار‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ رجل مئناف‏:‏ يرعى ماله أنف الكلأ‏.‏

وانف من الشيء -بالكسر- يأنف أنفًا وأنفة‏:‏ أي استنكف، ويقال‏:‏ ما رأيت آنف من فلان‏.‏

وأنف البعير -أيضًا-‏:‏ إذا اشتكى أنفه من البرة؛ فهو أنف -بالقصر-؛ عن ابن السكيت، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ‏.‏

وقال أبو عبيده‏:‏ كان الصل في هذا أن يقال مأنوف؛ لأنه مفعول به؛ كما قالوا مصدور للذي يشتكي صدره ومبطون للذي يشتكي بطنه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذًا عنهم‏.‏

ويقال -أيضًا-‏:‏ جمل آنف -بالمد-، والأول أصح وأفصح‏.‏

وأنيف -مصغرًا- من الصحابة -رضي الله عنهم-‏:‏ ثلاثة‏:‏ أنيف بن جشم؛ وأنيف بن ملة اليمامي؛ وأنيف بن واثلة -رضي الله عنهم-‏.‏

وقريط بن أنيف‏:‏ شاعر‏.‏

وأنيف فرع‏:‏ موضع، قال عبد الله بن سلمة -ويقال‏:‏ ابن سليمة- العبدي يذكر جنوب بنت أبي وفاء‏:‏

ولم أرَ مِثْلَها بأنَيْفِ فَرْعٍ *** عَلَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيْبُ

أي بدنه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أنفت المرأة -بالكسر- تأنف‏:‏ إذا حملت فلم تشته شيئًا‏.‏

وأنفت الرجل‏:‏ حملته على الأنفة‏.‏

وأنفت الإبل‏:‏ إذا تتبعت بها أنف المرعى‏.‏

وقيل في قول ذي الرمة يصف إبلًا‏:‏

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًَا وبُسْرَةً *** وصَمْعاءَ حتّى آنَفَتْها نِصالُهَا

أي أصاب شوك البهمي أنوف الإبل فأوجعها حين دخل أنوفها، وقيل‏:‏ جعلتها تشتكي أنوفها، وقيل‏:‏ تكرهها‏.‏

ويقال‏:‏ أنفته‏:‏ أي جعلته يشتكي أنفه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ انفه الماء‏:‏ بلغ انفه؛ مثل أنفه -بالقصر-‏.‏

قال‏:‏ والمؤنف‏:‏ الذي لم يرعه أحدٌ؛ مثل النف‏.‏

وانف أمره‏:‏ إذا أعجله‏.‏

وأنفت مالي تأنيفًا‏:‏ إذا رعيتها الكلأ النف، وقال ابن عباد‏:‏ التأنيف‏:‏ طلب الكلأ؛ وغنم مؤنفة، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة‏:‏

لَسْتُ بذي ثَلَّةٍ مُؤنَّفَةٍ *** آقِطُ ألْبانَها وأسْلَؤها

ونصل مؤنف‏:‏ أي محدد؛ قد أنف تأنيفًا، وأنشد ابن فارس‏.‏

بكُلِّ هَتُوْفٍ عَجْسُها رَضَوِيَّةٍ *** وسَهْمٍ كَسَيْفِ الحمْيريِّ المُؤنَّفِ

وهو في العرقوب‏:‏ تحديد غيره على الأنفة؛ كالمؤنف‏.‏

والاستئناف والائتناف‏:‏ الابتداء، يقال‏:‏ استأنف العمل وائتنفه‏.‏

والمؤتنف‏:‏ الذي لم يؤكل منه شيء‏.‏ وجارية مؤتنفة الشباب‏:‏ مقتبلته‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ المتأنف من الأماكن‏:‏ لم يؤكل قبله‏.‏

ويقال للمرأة إذا حملت فاشتد وحمها وتشهت على أهلها الشيء بعد الشيء‏:‏ إنها لتتأنف الشهوات‏.‏

والتركيب يدل على أخذ الشيء من أولى وعلى أنف كل ذي أنف‏.‏

أوف

الآفة‏:‏ عرض مفسد لما أصاب من شيء، وقيل‏:‏ العاهة‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وىفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى‏.‏

ويقال‏:‏ إيف الزرع -على ما لم يسم فاعله-‏:‏ أي أصابته ىفة؛ فهو مؤوف -مثال معوف-‏.‏

وقال ابن بزرج‏:‏ إيف الطعام فهو مئيف -مثال معيف-، قال‏:‏ وعية فهو معيه ومعوه ومههوه‏.‏

وقال الأزهري -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ ومن خط الأزهري نقلت-‏:‏ قال الليث إذا دخلت الآفة على قوم قيل‏:‏ قد غفوا؛ ويقال في لغة‏:‏ قد إيفوا، قال قلت‏:‏ قول الليث ‏"‏إفوا‏"‏ الألف ممالة؛ بينها وبين الفاء ساكن يبينه اللفظ لا الخط، انتهى قول الأزهري‏.‏ والذي في كتاب الليث‏:‏ ويقال في لغة‏:‏ قد أففوا -بفاءين محققتين والأولى منهما مشددة-، في عدة نسخ من كتابه، وفي نسخ في الأولى‏:‏ قد أوفوا -بالواو بين الهمزة والفاء-‏.‏

والجمع‏:‏ آفات‏.‏

تحف

التحفة والتحفة -كالتهمة والتهمة والتخمة واتخمة-‏:‏ وهي البر واللطف، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «تحفة المؤمن الموت»، والجمع‏:‏ التحف‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال أتحفته تحفة‏:‏ أي طرفة الفاكهة‏.‏

وروى المقداد -رضي الله عنه- قال‏:‏ أتينا النبي -صلى لله عليه وسلم- فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاث أعنز؛ فقال‏:‏ احتلبوهن بيننا، فكنا نفعل، فأتاني الشيطان فقال‏:‏ محمد -صلى الله عليه وسلم- يأتي الأنصار فيتحفونه، فشربت نصيبه‏.‏

قال‏:‏ والتحفة مبدلة من الواو، إلا أن هذه التاء تلزم في تصريف الفعل كله؛ الا في قولهم يتفعل؛ كقولهم يتوكف؛ فأنَّهم يقولون‏:‏ يتوحف‏.‏

ترف

الترفة‏:‏ النعمة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الترفة‏:‏ الطعام الطيب أو الشيء الطريف يخص بها الرجل صاحبه‏.‏ وقال غيره‏:‏ الترفة‏:‏ هنة ناتئه في وسط الشفة العليا خلقة‏.‏

وقال الليث‏:‏ رجل اترف؛ من الترفة ترفة الشفة، وقال ابن فارس‏:‏ هي غلط، وإنما هي التفة‏.‏

وقال غيره‏:‏ ترف -بالكسر -‏:‏ أي تنعم‏.‏

وترف -بالتحريك-‏:‏ موضع، وقيل‏:‏ جبل لبني أسد، قال‏:‏

أرَاحَني الرَّحْمنُ من قُبْل تَرَفْ *** أسْفَلُهُ جَدْبٌ وأعلاهُ قَرفْ

وذو ترف -أيضًا-‏:‏ موضع‏.‏

وأترفته النعمة‏:‏ أي أطغته‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما أُتْرِفُوا‏}‏ أي نعموا‏.‏ وقال ابن عرفة‏:‏ المترف‏:‏ المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع منه، وإنما قيل للمتنعم مترف لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه‏.‏

وقال قتادة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أمَرْنا مُتْرَفيها‏}‏ أي جبابرتها‏.‏

وترفته النعمة تتريفًا‏:‏ أي أبطرته‏.‏

وتترف‏:‏ أي تنعم‏.‏

واستترف‏:‏ تعترف وطغى‏.‏

تفف

ابن دريد‏:‏ التف -زعموا-‏:‏ ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ، وقال غيره‏:‏ التف‏:‏ إتباع لأف وهو القلة، يقال‏:‏ أف له وتف وآفة وتفة، وقال ابن عباد‏:‏ جمع التف تففة‏.‏

وال غيره‏:‏ التفة‏:‏ المرأة المحقورة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ التفة‏:‏ دويبة تشبه الفأرة، قال‏:‏ ومن أمثالهم‏:‏ استغنت التفة عن الرفة، قال‏:‏ وقد قالوا التفة عن الرفه -بالتخفيف-، وقال الأصمعي‏:‏ هذا غلط، التفة‏:‏ دويه تشبه جرو الكلب، قال الأصمعي‏:‏ وقد رأيتها، وأنكر أن تكون تشبه الفأرة‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هذه الدابة من الجوارح الصائدة، وكانت عندي منها عدة دواب، وهي تكبر حتى تكون بقد الخروف، حسنة الصورة، ويقال لها‏:‏ الغنجل وعناق الأرض، وهي بالفارسية‏؟‏ سِيَاهْ كُوْشْ‏؟‏ وبالتركية ‏"‏قَرا قُلاغْ‏"‏ وبالبربرية ‏"‏نَبَهْ كُدُودْد‏"‏، وأكثر ما تجلب من البربرة وهي أحسنها وأحرصها على الصيد، وأول ما رأيت هذه الدابة في مقد شوه‏.‏

والتففة‏:‏ دودة صغيرة؛ وتؤثر في الجلد‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ التفاتف من الكلام‏:‏ شبه المقطعات من الشعر‏.‏

والتفتاف‏:‏ الذي يلقط أحاديث النساء، والجمع‏:‏ تفتافون وتفاتق‏.‏

وأتيتك بتفان ذلك‏:‏ أي بعدانه، وعلى تفانه‏:‏ أي حينه‏.‏

والتتفيف‏:‏ من التف؛ كالتأفيف من الأف‏.‏

والمتفتف‏:‏ الذي يلقط أحاديث النساء كالتفتاف‏.‏

تلف

التلف‏:‏ الهلاك، وقد تلف -بالكسر- يتلف تلفًا‏.‏

والمتلف‏:‏ المهلك والمفازة، وأنشد ابن فارس‏:‏

أمِنْ حَذَرٍ آتي المَتَالِفَ سادِرًا *** وأيَّةُ أرْضٍ لَيْسَ فيها مَتَالِفُ

ويقال‏:‏ ذهبت نفس فلان تلفًا وطلفًا‏:‏ أي هدرًا‏.‏ وعن فروة بن مسيكٍ المرادي -رضي الله عنه- أنه قال للنبي- صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إنَّ أرضًا عندنا وهي أرض ريعنا وميرتنا وأنها وبيئة؛ فقال‏:‏ دعها فان من القرف التلف‏.‏

القرف‏:‏ ملابسة الداء‏.‏

وأتلف ماله‏:‏ إذا أفناه إسرافًا، يقال‏:‏ فلان مخلف متلف؛ ومخلاف متلاف‏.‏

وقول الفرزدق‏:‏

وأضْيَافٍ لَيْلٍ قد نَقَلْنا قِرَاهُمُ *** إليهم فأتْلَفْنا المَنايا وأتْلَفُوا

هؤلاء غزي غزوهم؛ يقول‏:‏ فجعلناهم تلفًا للمنايا وجعلونا كذلك، أي وقعنا بهم فقتلناهم، أي صادفنا المنايا متلفة وصادفوها ذلك، كما تقول‏:‏ أتينا فلانًا فإبخلنا وأجبناه‏:‏ أي صادفناه كذلك‏.‏ والتركيب يدل على ذهاب الشيء‏.‏

تنف

التنوفة والتنوفية‏:‏ المفازة؛ كما قالوا‏:‏ دو ودوية، لأنها أرض مثلها‏.‏ وقال المؤرخ‏:‏ التنوفة‏:‏ الرض الواسعة البعيدة ما بين الأطراف، وقال ابن شميل‏:‏ هي التي لا ماء بها من الفلوات ولا أنيس وإن كانت معشبة، وقال أبو خيرة‏:‏ هي البعيدة وفيها مجتمع كلأ ولكن لا يقدر على رعية لبعدها، قال عمرو بن أحمر الباهلي‏:‏

كم دُوْن لَيْلى من تَنُوْفِيَّةٍ *** لَمّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ

والجمع‏:‏ التنائف، قال ذو الرمة‏:‏

أخا تَنَائفَ أغْفى عِنْدَ ساهِمَةٍ *** بِأخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْديِرها جُلَبُ

وقال ابن عباد‏:‏ تنائف تنف‏:‏ بعيدة الأطراف‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ تنوفى‏:‏ ثنية مشرفة، ذكرها في هذا التركيب وجعلها فعولى، قال امرؤ القيس‏:‏

كأنَّ دِثارًا حَلَّقَتْ بِلَبُوْنِهِ *** عُقَابُ تَنُوفى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ

القواعل‏:‏ جبل دون تنفى‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ إن كنت التاء في تنوفى أصلية فموضع ذكرها هذا التركيب كما ذكرها ابن فارس؛ وهي في جبلي طيء، وإن كانت زائدة من ناف أي ارتفع -ويؤيد هذا الوجه رواية أبي عبيدة ينوفى بالياء المعجمة باثنين من تحتها- فموضع ذكرها تركيب ن و ف‏.‏

وروى ابن الكلبي‏؟‏ عُقَابُ تَنُوفٍ‏؟‏‏.‏ ودثار‏:‏ كان راعيًا لا مرئ القيس، وهو دثار بن فقعس بن طريف الأسدي‏.‏

توف

في نوادير الأعراب‏:‏ ما فيه توفة ولا تافة‏:‏ أي عيب‏.‏ وقا الخارزجي‏:‏ في سيره توفة‏:‏ أي إبطاء، وما تركت له توفة‏:‏ أي حاجة‏.‏

والتوفة‏:‏ الغرة‏.‏

وما فيه توفة‏:‏ أي مزيد‏.‏

وطلب علي توفة‏:‏ أي عثرة‏.‏

وإنه لذو توفات‏:‏ أي كذب وخيانة وذنب‏.‏

وتاف بصر الرجل‏:‏ أي تاه‏.‏

ثحف

أبو عمرو‏:‏ الثحف‏:‏ لغة في الفحث، وكذلك الثحف- بالكسر-، والجمع‏:‏ أثحاف، وهما‏:‏ ذاة الطرائق من الكرش كأنها أطبقاق الفرث‏.‏

ثطف

ابن الأعرابي‏:‏ الثطف‏:‏ النعمة في الطعام والشراب والمنام‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الثطف‏:‏ الخصب والسعة‏.‏

ثقف -بالضم- يثقف ثقافة وثقفًا‏:‏ أي صار حاذقًا خفيفًا؛ فهو ثقف؛ كضخم فهو ضخم، وثقف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بر مكثا في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر -رضي الله عنهما- وهو غلام شاب أمرد لقن ثقف؛ يدلج من عندهما فيصبح مع قريش كبائت، ويرعى عليهم عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- منحه، فيبيتان في رسلها ورضيفها حتى ينعق بها بغلس، ويروى‏:‏ وصرفها‏.‏ قال‏:‏

أوَ ما عَلِمْتَ غَداةَ تثوْعِدُني *** أنّي بِخِزْيِكَ عالِمٌ ثَقِفُ

وقال الليث‏:‏ رجل ثقف لقف وثقف لقف‏:‏ أي راوٍ شاعر رامٍ، وزاد اللحيان‏:‏ ثقيف لقيف‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ ثقف فهو ثقف وثقيف، قال‏:‏ وقالوا ثقفف أيضًا ثقفًا فهو ثقف وثقف -مثال حذر وحذر وندس وندس-‏:‏ إذا حذف وفطن‏.‏

وثقيف‏:‏ أبو قبيلة، واسمه‏:‏ قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، قال أبو ذؤيب الهذلي‏:‏

تُؤمِّلُ أنْ تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ *** بِمَخْلضفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ

وخل ثقيف وثقيف -مثال سكين-‏:‏ أي حامض جدًا‏.‏

وثقفته ثقفًا -مثال بلعته بلعًا-‏:‏ أي صادفته، وقال الَّليث‏:‏ أخذته، وقال ابن دريد‏:‏ ظفرت به، وقال ابن فارس‏:‏ أدركته، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنْ يَثْقَفُوكم‏}‏، وقال جل وعز‏:‏ ‏{‏واقْتُلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوْهم‏}‏، وقال جل ذكره‏:‏ ‏{‏فَأمّا تَثْقَفَنَّهم في الحَرْب‏}‏‏.‏

وامرأة ثقاف -بالفتح-‏:‏ أي فطنة، وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب لما جاورت أم جميل بنت حرب‏:‏ إني حصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم؛ قريش بعد ذلك أعلم‏.‏

والثقاف -بالكسر-‏:‏ ما تسوى به الرماح، قال عمرو بن كلثوم‏:‏

إذا عَضَّ الثِّقَافُ بها اشْمَأزَّتْ *** ووَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةً زَبُوْنا

وثقف بن عمرو بن شميط -ويقال‏:‏ ثقاف رضي الله عنه-‏:‏ له صحبة‏.‏ والقثقاف‏:‏ من أشكال الرمل؛ فرد وزوجان وفرد، وهو من قسمة زحل‏.‏

ويقال‏:‏ أثقفته -على ما لم يسم فاعله-‏:‏ أي قيض لي، قال عمرو ذو الكلب‏:‏

فإنْ أُثْقِفتُموني فاقْتُلُوني *** فَمَنْ أثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي

أُثقفتموني‏:‏ ظفرتم بي، أي‏:‏ إن قدر لكم أن تصادفوني، ويروى‏:‏‏؟‏ ومَنْ أُثْقَفْ‏؟‏ أي مَنْ أثقفه منكم‏.‏

وثقفت الماح تثقيفًا‏:‏ إذا سويتها، قال عمرو بن كلثوم‏:‏

عَشَوْزَنَةً إذا انْقَلَبَتْ أرَنَّتْ *** تَشُجُّ قَفضا المُثَقِّفِ والجَبِيْنا

والتركيب يدل على إقامة درء الشيء‏.‏

جأف

جأفه يجافه جافًا وجعفه يجعفه جعفًا‏:‏ أي صرعه‏.‏

وجأفه -أيضًا- وجأثه وجثه‏:‏ أي ذعره وأفزعه، وقد جئف أشد الجأف‏.‏

وقال أبو عبيد‏:‏ رجل مجؤوف‏:‏ أي جائع‏.‏

وجأفت الشجرة وجعفتها‏:‏ الصياح‏.‏

وجأفه تجئيفًا‏:‏ أي فزعه، قال العجاج يصف جملة ويشبهه بالثور الوحشي المفزع‏:‏

كانَّ تَحْتي ناشِطًا مثجَأَّفا *** مُذَرَّعًا بشوَشْيِهِ مُوَقَّفا

جحف

ابن دريد‏:‏ جحف الشيء برجله‏:‏ إذا رفسه بها حتى يرمي به‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ جحفت لك‏:‏ أي غرفت لك‏.‏ والجحوف‏:‏ الدلو التي تجحف الماء‏:‏ أي تأخذه‏.‏

والجحوف‏:‏ الثريد يبقى في وسط الجفنة‏.‏

وجحفت له من المال والمشروب جميعًا‏.‏

وجحف‏:‏ قشر‏.‏

وجحف معه‏:‏ مال‏.‏

وجحف لنفسه‏:‏ جمع‏.‏

وأبو الجحاف -بالفتح والتشديد-‏:‏ رؤبة بن أبي الشعثاء العجاج -واسمه عبد الله- بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم‏.‏

والجحاف -أيضًا-‏:‏ محلة بنيسابور‏.‏

والجحفة‏:‏ الغرفة من الطعام، وقال ابن الأعرابي‏:‏ الجحفة ملء اليد، وجمعها‏:‏ جحف، وتقول‏:‏ بقيت من ماء البئر جحفة‏:‏ أي غرفة‏.‏

والجحفة‏:‏ ميقات أهل الشأم‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ ذكر ابن الكلبي‏:‏ أن العماليق أخرجوا بني عبيل وهم اخوة عاد من يثرب فنزلوا الجحفة‏.‏ وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-‏:‏ وقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها‏.‏

والجحفة -أيضًا-‏:‏ القطعة من السمن‏.‏

وجبل جحاف -بالكسر-‏:‏ من جبال اليمن‏.‏

وسيل جحاف -بالضم-وجراف‏:‏ إذا جحف كل شيء وجرفه‏:‏ أي قشره، قال امرؤ القيس‏:‏

لها كَفَلٌ كصَفَاةِ المَسِيْلِ *** أبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ

والجحاف -أيضًا-‏:‏ الموت؛ عن أبي عمرو؛ ويقال‏:‏ موت جحاف‏:‏ أي يذهب بكل شيء، قال ذو الرمة‏:‏

وكائنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفَازَةٍ *** وكم زَلَّ عنها من جحاف المقادير

والجحاف- أيضًا-‏:‏ مشي البطن عن تخمة، والرجل مجحوف، قال‏:‏

أرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ والقَبَصْ *** جُلُوْدُهم ألْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ

وقول الشاعر‏:‏

ولا يَسْتَوي الجَحْفانِ جَحْفُ نَهِيْدَةٍ *** وجَحْفُ حَرُوْرِيٍِّ بأبيض صارم

قال أبو عمر‏:‏ يعني أكل الزبد بالتمر والضرب بالسيف‏.‏

وأجحف به‏:‏ أي ذهب به‏.‏

وأجحف به أيضًا‏:‏ أي قاربه ودنا منه، يقال‏:‏ مر الشيء مضرًا ومجحفًا‏:‏ أي مقاربًا؛ وأجحفت بالطريق‏:‏ وهو أن تدنو من الطريق ولا تخالطه‏.‏

والمجحفة‏:‏ الداهية، لأنها تجحف بالقوم‏:‏ أي تستأصلهم‏.‏

واجتحف الثريد‏:‏ حمله بالأصابع الثلاث‏.‏

واجتحف‏:‏ استلب، ومنه الحديث‏:‏ فاجتحفها، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ش ق ح‏.‏

واجتحفنا ماء البئر‏:‏ أي نزحناه ونزفناه‏.‏

والفتيان يتجاحفون الكرة بينهم بالصوالجة‏.‏

والتجاحف -أيضًا- في القتال‏:‏ تناول بعضهم بعضًا بالعصي والسيوف، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه‏.‏ ‏"‏عن دِين أحَدِكُم‏"‏‏:‏ أي مجاوزًا لدين أحدكم مباعدًا له‏.‏

والمجاحف‏:‏ أن تصيب الدلو فم البئر؛ وربما تخرقت، قال‏:‏

قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَني مَنَافِ *** تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحَافِ

وقال ابن فارسٍ‏:‏ جاحف الذنب‏:‏ إذا داناه‏.‏

والجحاف‏:‏ القتال، قال العجاج‏:‏

وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجِا ***

والتركيب يدل على الذهاب بالشيء مستوعبًا وعلى الميل والعدول‏.‏

جخف

الجخف والجخيف‏:‏ الغطيط في النوم، وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-‏:‏ أنه نام وهو جالس حتى مع جخيفه ثم قام فصلى ولم يتوضأ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ من أسماء النفس‏:‏ الروح والخلد والجخيف، يقال‏:‏ ضعه في جخفيك‏:‏ أي في تامورك وروعك‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الجخيف‏:‏ الجيش الكثير‏.‏

والجخيف‏:‏ أن يفتخر الرجل بأكثر مما عنده، قال عدي بن زيد العبادي‏:‏

أرَاهُم بِحَمْدِ اللهِ بعدجَخِيْفِهِمْ *** غُرَابُهُمُ إذْ مَسَّهُ الفَتْرُ واقِعا

تقول منه‏:‏ جخف الرجل يجخف جخفًا وجخيفًا وكذلك جفخ؛ على القلب‏.‏

والجخيف والجخف‏:‏ الطيش مع الخفة‏.‏

والجخيف‏:‏ المتكبر، وبه جخاف‏.‏

والجخيف‏:‏صوت بطن الإنسان‏.‏

والجخيف‏:‏ القصير، والجمع‏:‏ جخف‏.‏

والجخيفة والجخفة‏:‏ المرأة القيرة القضيفة‏.‏

والجخف‏:‏ التهدد‏.‏

جدف

ابن دريد‏:‏ الجدف‏:‏ القطع‏.‏

وجدف الطائر يجدف -بالكسر- جدوفًا‏:‏ إذا كان مقصوصًا فرأيته إذا طار كأنه يرد جناحيه إلى خلفه‏.‏‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ ومنه سمي مجداف السفينة، وجناحا الطائر مدافاه‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ مجداف السفنة بالدال والذال زعموا‏.‏ والدال أكثر‏.‏

وقال غيره‏:‏ رجل مجدوف الكمين‏:‏ إذا كان قصير الكمين محذوفهما‏.‏

وزق مجدوف‏:‏ مقطوع الأكارع‏.‏

وجدفت السماء بالثلج‏:‏ رمت به‏.‏

وجدف الطائر‏:‏ أسرع‏.‏

وجدف الرجل‏:‏ ضرب باليد‏.‏

ورجل مجدوف اليدين‏:‏ أي بخيل، وكذلك إذا كان قصيرهما أو مقطوعهما‏.‏

والجدف‏:‏ تقطيع الصوت في الحداء، قال ذو الرمة يصف حمارًا‏.‏

إذا خافَ منها ضغنَ حَقْباءَ قِلْوةٍ *** حَدَاها بِصَلصَالٍ من الصَّوْتِ جادِفِ

وقصر الخطو أيضًا، وظباء جوادف‏.‏

والجدافاة والجدافى -مثال حبارى-‏:‏ الغنيمة، قال‏:‏ فكان لما جاءنا جدافاه‏.‏

وجدف -بالتحريك-‏:‏ موضع‏.‏

والجدف‏:‏ القبر، وهو إبدال الجدث‏.‏ وقال الفراء‏:‏ العرب تعقب بين الفاء والثاء في اللغة؛ فيقولون‏:‏ جدف وجدث وأجداف وأجداث، قال رؤبة‏:‏

لو كانَ أحْجَارِي مَعَ الأجْدَافِ *** تَعْدُوْ على جُرْثُوْمَتي العَوَافي

والجدف -أيضًا-‏:‏ ما لا يغطى من الشراب، وقيل‏:‏ ما لا يوكى‏.‏ وفي حديث عمر -رضي الله عنه- أنه سال المفقود الذي كانت الجن استهوته‏:‏ ما كان طعامهم‏؟‏ فقال‏:‏ الفول وما لم يذكر أسم الله عليه، قال‏:‏ وما كان شرابهم‏؟‏ قال‏:‏ الجدف‏.‏ فسر قتادة الجدف بما لا يغطي وما لا يوكى‏.‏ وقال غيره‏:‏ هو نبات يكون باليمن لا يحتاج الذي يأكله أن يشرب عليه الماء‏.‏

وقيل‏:‏ هو ما رمي به عن الشراب من زبد أو قذى؛ من قولهم‏:‏ رجل مجدوف الكمين -وقد فسر- ومن قولهم‏:‏ جدفت السماء بالثلج إذا رمت به‏.‏

والمجادف‏:‏ السهام‏.‏

ورجل أجدف‏:‏ أي قصير، قال‏:‏

مُحِبُّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها *** حَفُوْظٌ لأِخَراها حُنَيِّفُ أجْدَفُ

ورواه إبراهيم الحربي -رحمه الله-‏؟‏ أُجَيْدِفُ أحْنَفُ‏؟‏‏.‏

وشاة جدفاء‏:‏ قطع من أذنها شيء‏.‏

والجدفة‏:‏ الجلبة والصوت في العدر‏.‏

وأجدف -بضم الدال-؛ وقيل‏:‏ أجدث؛ وقيل‏:‏ أحدث -بالحاء-‏:‏ موضع، وبالأوجه الثلاثة روي بيت المتنخل الهذلي‏:‏

عَرَفْتُ بأجدُفٍ فَنِعَافِ عِرْقٍ *** عَلاماتٍ كَتَحْبْير النِّماطِ

وقال الأصمعي‏:‏ التجديف هو الكفر بالنعم، يقال‏:‏ لا تجدفوا بأيام الله‏.‏ وقال الأموي‏:‏ هو استقلال ما آتاه الله‏.‏ وقيل‏:‏ هو أن يسأل القوم وهم بخير‏:‏ كيف انتم‏؟‏ فيقولون‏:‏ نحن بشر‏.‏ وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أي العمل شر‏؟‏ قال‏:‏ التجديف، قالوا‏:‏ وما التجديف‏؟‏ قال‏:‏ ان يقول الرجل‏:‏ ليس لي ولي عندي‏.‏ وقال كعب الأحبار‏:‏ شر الحديث التجديف‏.‏ وحقيقة التجديف نسبة النعمة إلى التقاصر‏.‏

جدف

جدف الشيء يجدفه -بالكسر- جدفًا‏:‏ إذا قطعته، قال الأعشى يذكر قيس ابن معدي كرب‏:‏

قاعِدًَا حَوْلَه النَّدامى فما يَن *** فَكُّ يُؤتى بِمُوْكَرٍ مَجْذُوفِ

الموكر‏:‏ الزق الملآن من الخمر، والمجدوف‏:‏ المقطوع القوائم‏.‏

ومجداف السفنة‏:‏ معروف، قال المثقب العبدي‏:‏

تَكادُ إنْ حُرِّكَ مِجْذافُها *** تَنْسَلُّ من مَثنَاتِها واليَدِ

سئل أبو الغوث‏:‏ ما مجذافها‏؟‏ قال‏:‏ السوط؛ جعله كمالجذاف لها‏.‏ وجذف الرجل في مشيته جذفًا وجذوفًا‏:‏ إذا أسرع‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ جذف الطائر‏:‏ إذا أسع، قال‏:‏ وأكثر ما يكون ذلك إذا قص أحد الجناحين‏.‏

والجف -أيضًا-‏:‏ قصر الخطو‏.‏ ويقال للمرأة إذا مشت مشية القصار‏:‏ جذفت -وإنه لمجذوف اليد والقميص-‏:‏ إذا كان قصيًا‏.‏

والاجذاف‏:‏ قصر الخطو؛ كالجذف‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أجذف وانجذف‏:‏ أي أسرع‏.‏

والدال المهملة في جميع هذا التركيب لغة‏.‏

والتركيب يدل على الأسرع والقطع‏.‏

جرف

الجرف‏:‏ الأخذ الكثير‏.‏ وقد جرفت الشيء أجرفه- بالضم- جرفًا‏:‏ أي ذهبت به كله‏.‏ وجرفت الطين‏:‏ كسحته، ومنه سميت المجرفة‏.‏

والجارف‏:‏ الموت العام‏.‏ والطاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير -رضي الله عنهما-، وقال الليث‏:‏ الطاعون الجارف‏:‏ الذي نزل بأهل العراق ذريعًا فسمي جارفًا‏.‏

قال‏:‏ والجارف‏:‏ شؤم أو بلية تجترف مال القوم‏.‏

وجرف السيل إسناد الوادي‏:‏ أي قلعها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الجرف‏:‏ المال الكثير من الصامت والناطق‏.‏

والجرفة‏:‏ سمة في الفخذ؛ عن أبي عبيد، وفي جمع الجسد؛ عن أبي زيد، وفي اللهزمة والفخذ؛ عن أبي عباد‏.‏ يقال منها‏:‏ بعير مجروف‏.‏

ويل جراف -بالضم-‏:‏ يذهب بكل شيء‏.‏

ورجل جراف -أيضًا-‏:‏ أكول يأتي على الطعام كله، قال جرير‏:‏

وُضِعَ الخَزِيْرُ فقيل أيْنَ مُجَاشِعٌ *** فَشَحا جَحاَفِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعٌ

ويقال لضرب من الكيل‏:‏ جراف وجراف، قال‏:‏

كَيْل عِدَاءٍ بالجرافِ القَنْقَلِ *** من صُبْرَةٍ مِثْلِ الكَثِيْب الأهْيَلِ

العداء‏:‏ الموالاة‏.‏

وذو جراف‏:‏ وادٍ يفرغ ماءه في السلي‏.‏

ورجل جراف وجاروف‏:‏ أي نكحه نشيط، قال جرير يذكر شبة بن عقال ابن شبة ويهجو الفرزدق‏:‏

يا شَبَّ وَيْلَكَ ما لاقَتْ فَتضاتُكُمُ *** والمِنْقَريُّ جُرَافٌ غَيْرُ عِنِّينِ

والجاروف‏:‏ المشوؤم‏.‏

والجاروف‏:‏ النهم‏.‏

وأم الجراف -بالفتح والتشديد-‏:‏ الترس، والدلو أيضًا‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الجرفة -بالكسر-‏:‏ الحبل من الرمل‏.‏

والجرف‏:‏ باطن الشدق، وجمعه أجراف‏.‏

وجرفة الخبز وجلفته‏:‏ كسرته، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال‏:‏ بيت يكنه وثوب يواري عورته وجرف الخبز والماء -ويروى‏:‏ جلف-‏.‏ ليست الشياء المذكورة بخصال، ولكن المراد إكنان بيت ومواراة ثوب وأكل جرف وشرب ماءٍ، فحذف ذلك؛ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وسَلِ القَرْيَةَ‏}‏‏.‏

وقال الدينوري‏:‏ الجريف‏:‏ يابس الأفاني‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الجريف‏:‏ جريف الحماط وهو يبيسه، ولونه مثل حب القطن إذا يبس، وعود جرف‏.‏

وأرض جرفة‏:‏ مختلفة، وقدح جرف‏.‏

والجرفة -بالضم-‏:‏ ماء باليمامة لبني عديٍ‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الجرفة‏:‏ أن تقطع من فخذ البعير جلدة وتجمع على فخذه‏.‏

واجرف والجرف -مثال يسر ويسر-‏:‏ ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏على شَفَا جُرُفٍ هارٍ‏}‏، وقرأ بالتخفيف ابن عامر وحمزة وحماد ويحيى وخلف‏.‏ وجمع المثقل‏:‏ أجراف -مثال طنبٍ وأطناب-، وجمع المخفف‏:‏ جرفة -مثال جحر وجحرةٍ-‏.‏

والجرف -أيضًا-‏:‏ موضع على ثلاثة أميال من المدينة -على ساكنيها السلام- بها كانت أموال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-‏:‏ أنه مر بالناس في معسكرهم بالجرف فجعل ينسب القبائل حتى مر ببني فزارة؛ فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ مرحبًا بكم، قالوا‏:‏ نحن يا خليفة رسول الله أحلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-‏:‏ بارك الله فيكم‏.‏

وقال أبو خيرة‏:‏ الجرف‏:‏ عرض الجبل الأملس‏.‏

والجورف‏:‏ الحمار‏.‏

وسيل جورف‏:‏ يجرف كل شيء‏.‏

وبرذون جورف‏:‏ سريع؛ يشبه بالسيل‏.‏

والجورف‏:‏ الظليم، قال كعب بن زهير -رضي الله عنه-‏:‏

كأنَّ رَحْلي وقد لانَتْ عَرشيْكَتُها *** كَسَوْتُهُ جَوْرَفًا أقْرَابُهُ خَصِفا

وقال ابن الأعرابي‏:‏ هو الجورق -بالقاف- للظليم، ومن قاله بالفاء فقد صحف‏.‏

والأجراف‏:‏ موضع‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الجرف‏:‏ الخصب والكلأ المتلف، وأجرف الرجل‏:‏ إذا رعى إبله الجرف‏.‏

وأجرف المكان‏:‏ إذا أصابه سيل جراف‏.‏ وجرفته السيول تجريفًا، قال بعض طيئ‏:‏

فإنْتَكُنِ الحَوَادِثُ جَرَّفَتْني *** فلم أرَ هالِكًا كابنيْ زِيادِ

وكذلك‏:‏ تجرفته السيول‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ كبش متجرف‏:‏ وهو الذي قد ذهبت عامة سمنه، وكذلك الإبل‏.‏

وجاء فلان متجرفًا‏:‏ إذا هزل واضطرب‏.‏

وقال الريحاني‏:‏ رجل مجارف ومحارف‏:‏ وهو الذي لا يكسب خيرًا ولا نمي ماله‏.‏

والتركيب يدل على أخذ الشيء كله‏.‏

جزف

الجزاف والجزافة -بالضم فيهما- في البيع والشرى دخيل في كلامهم، وهو الحدس، وهو بالفارسية‏:‏ كزاف‏.‏ يقال‏:‏ بيع جزاف وجزيف، قال صخر الغي الهذلي‏:‏

فأقْبَلَ منهُ طِوَالُ الذُّرى *** كأنَّ عَلَيْهنَّ بَيْعًا جَزِيفا

وقال العزيزي‏:‏ المجزفة‏:‏ شبكة يصاد بها السمك، قال‏:‏ والجزاف‏:‏ اصياد‏.‏

وقال غيره‏:‏ الجزوف من الحوامل‏:‏ التي تتجاوز وقت ولادتها‏.‏

وجزفة من النعم -بالكسر-‏:‏ قطعة منه‏.‏

والمجازف والجزاف -الكسر-‏:‏ الأخذ بالحدس‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ اجتزفت الشيء‏:‏ إذا اشتريته جزافًا‏.‏

وتجزفت في كذا‏:‏ أي تنفذت فيه‏.‏

جعف

جعفت الرجل‏:‏ صرعته‏.‏

وجعفت الشجر‏:‏ قلعتها‏.‏

وسيل جاعف وجعاف وجاحف وجحاف‏:‏ يقلع ما أتى عليه‏.‏

ويقال‏:‏ ما عنده إلا جعف وجعب‏:‏ أي القوت القليل الذي لا فضل فيه‏.‏

وجعفي‏:‏ أبو قبيلة، والنسبة إليه جعفي أيضًا‏.‏ وقال لليث‏:‏ جعف‏:‏ حي من اليمن والنسبة إليهم جعفي‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هذا غلط، وهو جعفي بسعد العشيرة بن مالك بن أدد، قال لبيد- رضي الله عنه‏:‏

قَبَائلُ من جُعْفيِّ بن سضعْدٍ كأنَّما *** سَقى جَمْعَهم سَمَّ الذَّعَافِ مُنِيْمُ

منيم‏:‏ مهلك‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ قال الباهلي‏:‏ الجعفي في قوله‏:‏ وبذ الرخاضيل جعفيها‏.‏

هو الساقي، قال‏:‏ والرخاضيل‏:‏ أنبذه التمر‏.‏ وأجعفته‏:‏ صرعته؛ مثل جعفته، قال‏:‏

إذا دَخَلَ النّاسُ الظِّلال فإنَّهُ *** على الحَوْضِ حتّى يَصْدُرَ النّاسُ مُجْعَفُ

واجتعف الشجرة‏:‏ اقتلعتها‏.‏ والانجعاف‏:‏ الانقلاع، ومنه الحديث‏:‏ مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرة هاهنا ومرة هاهنا؛ ومثل الكافر مثل الأزرة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة، -ويروي‏:‏ تميلها الريح مرة هكذا ومرة هكذا-‏.‏

والتركيب يدل على قلع الشيء وصرعه‏.‏

جفف

الجف والجفة -بالفتح فيهما-‏:‏ جماعة الناس، وكذلك الجفة -بالضم-؛ وهي قليلة، والجف‏.‏ يقال‏:‏ دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-‏:‏ لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها‏.‏ أي جملة وجميعًا‏.‏

وجف القوم أموال بني فلان جفًا‏:‏ أي جمعوها وذهبوا بها‏.‏

وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك‏:‏

مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هندٍ آيَةً *** ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْذارِ

لا أعْرفَنَّكَ عارِضًا لِرِماحِنا *** في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ

ويروى‏:‏ ‏"‏مُعْرِضًا لِرِماحِنا‏"‏، ويروي‏:‏ ‏"‏وأردي‏"‏، وكان أبو عبيده يرويه‏:‏ ‏"‏في جُفِّ ثَعْلَبَ‏"‏ قال‏:‏ يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان‏.‏

والجف‏:‏ وعاء الطلع، ومنه الحديث‏:‏ أن سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل في جف طلعة ذكر‏.‏ وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب‏.‏

والجف -أيضًا-‏:‏ الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال‏:‏

رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ *** تَحْملُ جُفًّا مَعَها هِرْشَفَّهْ

وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر‏.‏

وقال الليث‏:‏ الجف‏:‏ قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مع الوليع، قال‏:‏

وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيْع *** شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا

وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبيذ في الجف قال‏:‏ أخبث وأخبث‏.‏

والجفان‏:‏ بكر وتميم‏.‏ وفي حديث عثمان -رضي الله عنه- لما حوصر أشار عليه طلحة -رضي الله عنه- أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال‏:‏ ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض‏.‏ قيل الجفان -هاهنا-‏:‏ إجماعتان، وقيل‏:‏ أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد‏.‏ قال حميد الأرقط‏:‏

ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْرَيْنْ *** سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ

وقال أبو ميمون العجلي‏:‏

قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْرَيْنْ *** من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ

وقال ابن عباد‏:‏ الجف‏:‏ الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة‏.‏

ويقال‏:‏ فلان جف مال‏:‏ أي مصلحه‏.‏

والإخشيذ محمد بن طغج بن جف‏:‏ أمير مصر‏.‏

والجفافة‏:‏ ما ينتشر من الحشيش وألقت‏.‏

وجفاف الطير‏:‏ موضع، وقال السكري‏:‏ جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير، قال جرير‏:‏

فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له *** وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَارِيا

وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول‏:‏ ‏"‏وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ‏"‏ بكَسر الحاء المهملة، قال‏:‏ هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكانًا فسماه حفافًا‏.‏

والجفاف‏:‏ ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول‏:‏ اعزل جفافه عن رطبه‏.‏

والجفيف‏:‏ مايس من النبت، قال الأصمعي‏:‏ يقال‏:‏ الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف‏.‏

وجففت يا ثوب تجف -مثال دببت تدب- جفافًا وجفوفًا، وتجف -مثال تعض أيضًا عن أبي زيد، وردها الكسائي-، وجففت تجف -مثال بششت تب-‏.‏

والجفجف‏:‏ الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض‏.‏ قال العجاج‏:‏

في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا *** مَعْقِ المَطالي جَفْجَفًا فَجَفْجَفا

وجَفَاجِفُ الرَّجل‏:‏ هيئة ولباسه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الجفيف‏:‏ المهذار‏.‏

والتجفاف‏:‏ من آلات الحرب‏.‏ وجففت الفرس تجفيفًا‏:‏ أي ألبسته التجفاف‏.‏

وجففت الشيء‏:‏ يبسته‏.‏

وقال الليث‏:‏ التجفاف‏:‏ التجفيف‏.‏

وتجفجف الثوب‏:‏ إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل‏:‏ قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش، قال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو‏:‏

فقامَ على قَوَائمَ لضيِّناتٍ *** قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ

وتجفجف الطائر‏:‏ انتفش‏.‏

وأما قول تميم بن أبي مقبل‏:‏

كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَها *** هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ

فقيل‏:‏ معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ سمعت جفجفة الموكب‏:‏ إذا سمعت حفيفهم في السير‏.‏

وجفجف القوم‏:‏ حبسهم‏.‏

وجفجف‏:‏ إذا رد بالعجلة مخافة الغارة‏.‏

وجفجفت الشيء‏:‏ إذا جمعته إليك‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ اجتف ما في الإناء‏:‏ أتى عليه‏.‏

جلف

الجلف‏:‏ القشر، يقال‏:‏ جلفت الطين عن رأس الدن أجلفه -بالضم-‏.‏

والجالفة‏:‏ الشجة التي تقشر مع اللحم‏.‏ وطعنة جالفة‏:‏ إذا لم تصل إلى الجوف، وهي خلاف الجائفة‏.‏

والجالفة -أيضًا-‏:‏ السنة التي تذهب بأموال الناس؛ من جلفت الشيء‏:‏ إذا قلعته واستأصلته‏.‏ ويقال‏:‏ أصابتهم جليفة عظيمة‏:‏ إذا اجتلفت أموالهم‏.‏

والجليف والجلف -بالكسر-‏:‏ الجافي، يقال‏:‏ أعرابي جلف، وأصله من أجلاف الشاة وهي المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن، وقال أبو عبيدة‏:‏ اصل الجلف‏:‏ الدن الفارغ، قال عدي بن زيدٍ العبادي‏:‏

بَيْتِ جُلوْفٍ بارِدٍ ظِلُّهُ *** فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيْلُ خُوْصْ

وقيل‏:‏ الجلف‏:‏ أسفل الدن إذا أنكسر‏.‏

والمسلوخ إذا أخرج بطنه‏:‏ جلف أيضًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الجلف‏:‏ كل ظرف ووعء، وجمعه‏:‏ جلوف‏.‏

وقال الليث‏:‏ الجلف‏:‏ فحال النخل‏.‏

والجلف -أيضًا- من الخبز‏:‏ الغليظ اليابس‏.‏

ويقال‏:‏ إذا كان المال لا سمن له ولا ظهر ولا بطن يحمل قيل‏:‏ هو كالجلف‏.‏

والجلفة‏:‏ القطعة من كل شيء، وفي حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال‏:‏ بيتيكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء -ويروى‏:‏ جرف الخبز- وقيل‏:‏ الجلف‏:‏ الخبز غير المأدوم الجشب، قال‏:‏

القَفْرُ خُيْرٌ من مَبِيْتٍ بِتُّهُ *** بِجُنُوْبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ

جاؤا بِجِاْفٍ من شَعِيْرٍ يابِسٍ *** بَيْني وبَينَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ

الحارك‏:‏ الكاهل‏.‏

وجلف الرجل‏:‏ صار جلفًا، قال المرار بن سعيد الفقعسي‏:‏

ولم أجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي *** ولكنْ قد أنى لي أنْ أرِيْعا

أي لم أصر جلفًا، يقول‏:‏ لم يكن تركي لهن من كبر ولم يقصرن عني زهدًا؛ ولكن قد أنى لي أن أرجع إلى الحلم‏.‏

وخبز مجلوف‏:‏ وهو الذي أحرقه التنور فلزقت به وأما قو قيس بن الخطيم‏:‏

كأنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها *** هَزْلى جَرَادٍ أجْوافُهُ جُلُفُ

فأنه شبه الحلي التي على لبتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم، وقيل‏:‏ الجلف جمع جليف وهو الذي قشر، وذهب ابن السكيت إلى المعنى الأول‏.‏

وقال الليث‏:‏ تقول جلفت ظفره عن إصبعه‏.‏

قال‏:‏ والجلف أحفى من الجرف وأشد استئصالًا‏.‏

والجلفة‏:‏ من السمات؛ كالجرفة‏.‏

وجلفة القلم -بالكسر-‏:‏ ما بين مبراه إلى سنته، يقال‏:‏ أطل جلفة القلم‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الجلفة من المعزى -بالتحريك-‏:‏ التي لا شعر عليها إلا صغار لا خير فيها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الجلافي من الدلاء‏:‏ العظيمة الكبيرة، وأنشد‏:‏

من سابغِ الجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوِي *** وُكِّرَ تَوْكشيْرَ جُلاَفيِّ الدُّليْ

وقال الدينوري‏:‏ الجليف نبت شبيه بالزرع فيه غبرة يسمق؛ وله في رؤوسه سنفة كالبلوط مملوءة حبًا كحب الأرزن؛ وهو مسمنة لمال؛ ومنابته السهول‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الجلاف -بالضم-‏:‏ الططين‏.‏

قال‏:‏ وأجلف الرجل‏:‏ إذا نحى عن رأس الخنبجة‏.‏

والمجلف‏:‏ الذي أخذ من جوانبه، قال الفرزدق‏:‏

وعَضُّ زَمانٍ يا ابن مَرْوانَ لم يَدَعْ *** من المالِ إلاّ مُسْحَتًا أو مُجَلَّفُ

أي‏:‏ أو ما هو مجلف‏.‏ وقال أبو الغوث‏:‏ المجلف‏:‏ الذي بقيت منه بقية‏.‏

والمجلف والمجرف أيضًا‏:‏ الرجل الذي جلفته السنون‏:‏ أي ذهبت بأمواله‏.‏

ويقال‏:‏ جلفت كحل‏:‏ أي استأصلت السنة الأموال، قال تميم بن أبى بن مقبل يرثي عثمان بن عفان -رضي الله عنه-‏:‏

نَعَاءِ لِفَضْلِ العِلْمِ والحَزْمِ والتُّقى *** ومأْوى اليَتَامى الغُبْرِ عامُوا وأجْدَبُوا

ومَلْجَأ مَهْرُوئينَ يُلْفى به الحَيَا *** إذا جَلَّفَتْ كَحْلُ هو الأمُّ والأبُ

عاموا‏:‏ أقرموا إلى اللبن‏.‏

والاجتلاف‏:‏ الاستئصال‏.‏

وجاء متجلفًا‏:‏ أي مهزولًا‏.‏

والتركيب يدل على القطع وعلى القشر‏.‏

جلنف

طعام جلنفاة‏:‏ وهو القفار الذي لا أدم فيه‏.‏

جندف

الليث‏:‏ الجنادف‏:‏ الجافي الجسيم من الناس والإبل، يقال‏:‏ ناقة جنادف وأمة جنادفة، ولا توصف به الحرة‏.‏ وقال غيره‏:‏ رجل جنادف‏:‏ أي غليظ قصير، قال الراعي يرد على خنزر بن أبي أرقم وهو أحد بني عم الراعي‏:‏

جُنَادِفٌ لا حِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ *** كأنَّهُ كُوْدَنٌ يُوْشى بِكُلاّبِ

وقال ابن عباد‏:‏ ناقة جنادفة‏:‏ أي سمينة ظهيرة‏.‏

وقيل‏:‏ الجنادف‏:‏ الذي إذا مشى حرك كتفيه، وهو من مشى القصار‏.‏

جنف

الجنف -بالتحريك- والجنوف‏:‏ الميل والجور والعدول، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ خافَ من مُوَصٍّ جَنَفًا‏}‏، وقد جنف -بالكسر- قال عامر الخصفي‏:‏

هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنِفُوا علينا *** وإنا من لقَائِهِمُ لَزُوْزُ

قال أبو عبيدة‏:‏ المولى -هاهنا-‏:‏ في موضع الموالي أي بني العم، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ يُخْرِجُكُم طِفلًا‏}‏، وقال لبيد -رضي الله عنه-‏:‏

إنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أرُوْمَةُ عامشرٍ *** ضَيْمي وقد جَنِفَتْ عَلَيَّ خُصُوْمُ

والأجنف‏:‏ المائل، قال جرير يهجو الفرزدق‏:‏

تَعَضُّ الملوكَ الدّارِعينَ سُيُوْفُنا *** ودَفُّكَ من نَفّاخَةِ الكِيْر أجْنَفُ

وخصم مجنف‏:‏ أي مائل ورجل أجنف‏:‏ أي منحني الظهر‏.‏

وقال شمر‏:‏ رجل جنافي -بالضم-‏:‏ أي مختال فيه ميل، قال‏:‏ ولم أسمعه إلا في رجز الغلب العجلي، وأنشد‏.‏

فَبَصُرَتْ بِناشيء فَتِيِّ *** غِرٍ جُنَافّيٍ جَميلِ الزِّيِّ

وال أبو سعيد‏:‏ يقال لج في جناف قبيح -بالكسر- وجناب قبيح‏:‏ إذا لج في مجانبة أهله‏.‏

وجنفى وجنفاء -بالتحريك ممدودًا ومقصورًا- وجنفى -مثال أربى- وجنفاء -مثال خيلاء-‏:‏ ماء من مياه بني فزارة‏.‏ وقال ابن شهاب‏:‏ كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم؛ فراسلهم رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- وسألهم أن يخرجوا عنهم؛ ولهم من خيبر كذا وكذا؛ فأبوا، فلما فتح الله خيبر أتاه من كان هنالك من بني فزارة فقالوا‏:‏ حظنا والذي وعدتنا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «-حظكم- أو قال‏:‏ لكم -ذو الرقيبة- وذو الرقيبة جبل مطل على خيبر، فقالوا‏:‏ إذن نقاتلكم، فقال‏:‏ موعدكم جنفاء، فلما سمعوا ذلك خرجوا هاربين‏.‏ وقال زبان بن سيار الفزاري‏:‏

رَحَلتُ إليكَ من جَنَفَاءَ حتّى *** أنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بالمَطالي

وقال ضمرة بن ضمرة‏:‏

كأنَّهمُ على جَنَفَاءَ خُشْبٌ *** مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بِفأْسِ

أي‏:‏ اقطعها‏.‏

وأجنف الرجل‏:‏ أي جاء بالجنف، كما يقال‏:‏ ألا أي أتى بما يلام عليه؛ وأخس أي أتى بخسيس، قال أبو كبير الهذلي‏.‏

ولقد نُقِيْمُ إذا الخُصُوْمُ تَنَافَذُوا *** أحْلامَهم صَعَرَ الخَصِيْمِ المُجْنِفِ

ويروى‏:‏ ‏"‏تناقدوا‏"‏، ويروى، ‏"‏مجنف‏"‏ بكسر الميم‏:‏ أي مائلٍ جائر‏.‏

وأجنفته‏:‏ صادفته جنفًا في حكمه‏.‏

وأجنف‏:‏ مال؛ مثل جنف، ومنه حديث عروة بن الزبير‏:‏ يرد من صدقة لجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته‏.‏

والتجانف‏:‏ التمايل، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لاثْمٍ‏}‏ أي غير مائل إلى حرام، قال الأعشي يمدح هوذة بن علي‏:‏

تَجَانَفُ عن جُلِّ اليَمَامَةِ ناقَتي *** وما عَدَلَتْ من أهْلها بِسَوائكا‏.‏

أي‏:‏ ما انحرفت تريد غير المكان الذي أنت به إلى غيرك؛ أي‏:‏ لم تعدل بك أحدًا‏.‏ وفي حديث عمر -رضي الله عنه-‏:‏ أنه أفطر في رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا المس طالعة فقال‏:‏ لا نققضيه، ما تجانفنا فيه لا ثم‏.‏

والتركيب يدل على الميل والميل‏.‏