فصل: نجف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


نجف

النَّجَفُ والنَّجَفَةُ‏؟‏ بالتحريك فيهما-‏:‏ مكان لا يعلوه الماء مستطيل مُنقاد، والجمع‏:‏ نِجَافٌ‏.‏ وقال الليث‏:‏ النَّجَفُ يكون في بَطن الوادي؛ شُبِّه بِنِجافِ الغَبِيْطِ؛ وهو جدار ليس بجِدّ عريض له طول مُنقاد من بين مُعْوَجٍّ ومستقيم؛ لا يعلوه الماء، وقد يكون في بطن الأرض‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ النِّجَافُ أرض مستديرة مُشرفة على ما حولها، واحدَتُها‏:‏ نَجَفَةٌ، قال امرؤُ القيس‏:‏

أرى ناقَةَ المَرْءِ قد أصبحت *** على الأيْنِ ذاةَ هِبَابٍ نَوارا

رَأت هَلَكًا بِنِجافِ الغَبِيْطِ *** فكادَتْ تَجُذُّ لذاك الهِجَارا

وقال ابن دريد‏:‏ النَّجَفَةُ مَوضع بين البصرة والبحرين‏.‏

وقال غيره‏:‏ النَّجَفُ‏:‏ قشور الصِّلِّيان‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النَّجَفَةُ‏:‏ المُسَنّاةُ، والنَّجَفُ‏:‏ التل‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ النَّجَفَةُ التي هي بظاهر الكُوفة‏:‏ هي المُسنّاة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها، وأنشد غيره لإسحاق بن إبراهيم الموصلي‏:‏

ما إنْ رَأى النّاسُ في سَهْلٍ وفي جَبَلٍ *** أصْفى هَوَاءً ولا أغْذى من النَّجَفِ

وقد يقال لابْطِ الكَثيب‏:‏ نَجَفَةُ الكَثيب؛ وهي الموضع الذي تُصَفِّقه الرياح فَتُنِّجفُه؛ يصير كأنه جُرُف مُنجرف، وهو الذي يُحفر في عَرْضه وهو غير مَضرُوح‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ نِجَافُ الإنسان‏:‏ مِدْرَعتُه‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ النِّجَافُ‏:‏ العتَبَة؛ وهي أُسْكُفّة الباب‏.‏ وقيل‏:‏ النِّجَاف والدَّوّارة‏:‏ الذي يستقبل الباب من أعلى الأُسْكُفّة‏.‏ وقال الزهري‏:‏ يقال لأنفِ الباب الرِّتاج؛ ولِدَرْوَندِه النِّجاف والنَّجْران؛ ولمَتَّرِسه القُنّاح‏.‏ وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الرجل الذي يَدخل الجنة آخر الخَلْق قال‏:‏ فيسأل ربّه فيقول‏:‏ أي ربِّ قدِّمني إلى باب الجنة فاكون تحت نِجافِ الجنة‏.‏

وقال الليث‏:‏ نِجافُ التَّيْسِ‏:‏ جِلد أو خِرقة تُشد بين بطنه والقضيب فلا يقدر على السِّفاد‏.‏ ومنه المَثل‏:‏ لا تَخُونك اليمانية ما أقام نِجافُها‏.‏ ومنه يقال‏:‏ تَيْسٌ مَنجُوْف‏.‏

وسُوَيْدُ بن َنْجُوْف البصري‏:‏ من التابعين‏.‏

والمَنْجُوْفُ والنَّجِيْفُ من السِّهام‏:‏ العريض النَّصل، يقال‏:‏ نَجَفْتُ السَّهم أنْجُفُه نَجْفًا‏:‏ إذا مَريته، وجمْع النَّجِيْفِ‏:‏ نُجُفٌ، قال أبو كبير الهُذلي‏:‏

ومَعَابِلًا صُلْعَ الظُّبَاتِ كأنَّها *** جَمْرٌ بِمَسْكَةٍ يُشَبُّ لمُصْطَلِ

نُجُفًا بَذَلْتُ لها خَوَافِيَ ناهِضٍ *** حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ النُّجُفُ‏:‏ الأخلاق من الشَّنان والجلود‏.‏

وغارٌ مَنْجُوْفٌ‏:‏ أي مُوسَّع، قال أبو زُبيد حرْملةُ بن المُنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه‏:‏

إنْكانَ مَأْوى وُفُوْدِ النّاسِ راحَ بِهِ *** رَهْطٌ إلى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجُوْفِ

وقال ابن فارس‏:‏ المَنْجُوْفُ‏:‏ المُنقطع عن النِّكاح‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المَنْجُوْفُ‏:‏ الجَبان، ومن الآنية‏:‏ الواسِع الشَّحْوة والجَوْفِ؛ يقال‏:‏ قدح مَنْجُوْفٌ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النَّجْفُ‏:‏ الحلب الجيد حتى يُنفِضَ الضَّرْعُ، قال يصف ناقة غزيرة‏:‏

تَصُفُّ أو تُرْمي على الصُّفُوْفْ *** إذا أتاها الحالِبُ النَّجُوْفْ

وقال ابن عبّاد‏:‏ نَجَفْتُ الشجرة من أصلها‏:‏ قطعتُها‏.‏

والنُّجْفَةُ‏؟‏ بالضم-‏:‏ القليل من الشيء‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ المِنْجَفُ والمِجْفَنُ‏:‏ الزَّبيْل‏.‏

قال‏:‏ وانْجَفَ الرجل‏:‏ علَّق النِّجَافَ على الشّاة‏.‏

وقال غيره‏:‏ نَجَّفَتِ الريح الكثيب تَنْجِيْفًا‏:‏ جَرفَته‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال نَجِّفْ لي نُجْفَةً من اللبن‏:‏ أي اعْزِلْ لي قليلا منه‏.‏

وقال غيره‏:‏ كل شيء عرَّضته فقد نجَّفْته‏.‏

وانْتِجافُ الشيء‏:‏ استخراجه، يقال‏:‏ انْتَجَفْتُ الغنم‏:‏ إذا استخرَجْت أقصى ما في الضّرع من اللبن‏.‏

وانْتَجَفَتِ الريح السَّحاب‏:‏ إذا استفرَغَتْه، وكذلك اسْتَنْجَفَتْه‏.‏

والتركيب يدل على تبَسُّط في شيء مكان أو غيره؛ وعلى استخراج شيء‏.‏

نحف

ابن دريد‏:‏ النَّحَافَةُ‏:‏ مصدر نَحِفَ‏؟‏ بالكسر- ينْحَفُ نحافةً؛ فهو مَنْحوفٌ ونحِيف، كذا قال مَنحوفٌ، قال‏:‏ ورجل نَحيفٌ بيِّن النَّحَافَةِ من قوم نِحَافٍ؛ مثل سمين من قوم ِمان، وقد قالوا‏:‏ نَحُفَ يَنْحُفُ؛ كما قالوا‏:‏ كرُم يَكْرُمُ‏.‏

والنَّحِيْفُ‏:‏ القَضِيْفُ القليل اللحم خِلْقة لا هُزالًا، وأنشد الليث لسابق، وأنشده أبو تمام في الحماسة للعباس بن مرداس‏؟‏ رضي الله عنه-؛ وليس له، وقال أبو رياش‏:‏ هو لِمُوِّد الحُكماء‏:‏

تَرى الرَّجُلَ النَّحِيْفَ فَتَزْدَرِيْهِ *** وفي أثْوَابِهِ أسَدٌ مَزِيْرُ

وهو الحازم، ويُروى‏:‏ ‏"‏مَرِيْرُ‏"‏ وهو القوي القلب الشديد‏.‏ وقال صخر العغيّ الهُذلي‏:‏

وقِدْحٍ يَخُوْرُ خُوَارَ الغَزَالِ *** رَكَّبْتُ فيه نحيصًا نَحِيْفا

نخف

ابن دريد‏:‏ النّخْفُ‏:‏ من قولهم‏:‏ نَخَفَتِ العنز تَنْخَفُ وتَنْخُفُ نَخْفًا‏:‏ وهو النَّفْخُ، وقال قوم‏:‏ هو شبيه بالعُطاس، وبه سُمي الرجل نَخْفًا‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ النَّخِيْفُ‏:‏ صوت الأنف إذا مُخِطَ‏.‏ وقال غيره‏:‏ النَّخْفُ‏:‏ النفَسُ العالي؛ والنَّخيف‏:‏ مثل الخَنين من الأنف‏.‏

والنِّخَافُ‏؟‏ بالكسر-‏:‏ الخُفُّ، والجمْع‏:‏ أنْخِفَةٌ، وقال أعرابي‏:‏ جاءنا فلان في نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَين‏:‏ أي في خُفَّيْنِ مُرَقَّعين‏.‏

والنَّخْفَةُ‏:‏ وهْدة في رأي الجبل‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أنْخَفَ الرجل‏:‏ كَثُر صوت نَخِيْفِه‏.‏

ندف

نَدْفُ القطن‏:‏ ضربه بالمندف والمندفة أي الخشبة التي تكون بيد النَّداف يَطرق بها الوتر ليرِقَّ القطن، والفعل منه‏:‏ نَدَف ينْدِفُ‏؟‏ بالكسر-، وحِرْفَتُه النِّدَافة، قال الأعشى‏:‏

قاعِدًا حَوْلَهُ النَّدامى فما يَنْ *** فَكُّ يُؤْتى بِمُوْكَرٍ مَحْذُوْفِ

المُوْكَر‏:‏ الزِّقُّ الملآنُ، والصَّدُوْحُ‏:‏ القَيْنَةُ الرفيعة الصوت‏.‏ وقال الأخطل يصف كلاب الصيد‏:‏

فأرْسَلُوْهُنَّ يُذْرِيْنَ التُّرَابَ كما *** يُذْري سَبَائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ

وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبل يصف ناقته‏:‏

يُضْحي على خَطْمِها من فَرْطِها زَبَدٌ *** كأنَّ بالرَّأْسِ منها خُرْفُعا نُدِفا

الخُرْفُع‏:‏ القطن، ويروى ‏"‏خِرْفِعًا‏"‏ بالكسر‏.‏ والقطن مندوف ونديف، قال‏:‏

يا لَيْتَ شِعْري عَنْكُمُ حَنِيْفا *** وقد جَدَعْنا منكُمُ الأُنُوْفا

أتَحْمِلونَ بَعْدَنا السُّيُوْفا *** أمْ تَغْزِلُوْنَ الخُرْفُعَ المَنْدُوفا

والدّابة تَنْدِف في سيرها نَدْفا ونَدفانًا‏:‏ وهو سرعة رَجْعِ اليدين‏.‏

والنَّدْفُ‏:‏ شُرْب السِّباع الماء بألسنتها‏.‏

والنَّدْفُ الضرب بالعود، والشاهد عليه بيت الأعشى الذي سبق‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ رجُل ندّاف‏:‏ كثير الأكل، والنَّدْف‏:‏ الأكل‏.‏

والنُّدْفَةُ‏:‏ القليل من اللبن‏.‏

والنَّدْفُ في الحلب‏:‏ أن تَفْطُر الضّرة بإصبعِك‏.‏

ونَدَفَتِ السماء بمطر‏:‏ مثل نَطفَتْ، ونَدَفَتْ بالثلج‏:‏ رمتْ به‏.‏

وقال الفرّاءُ‏:‏ نَدَف الدابة وأندفها‏:‏ ساقها سوقا عنيقا‏.‏

ويقال‏:‏ هو يَنْدِفُ الطعام‏:‏ أي يأكله بيده‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ نْدَفْتُ الكلب‏:‏ أوْلغْتُه‏.‏

وقال ابن الأعرابيِّ‏:‏ أنْدَفَ الرجل‏:‏ إذا مال إلى النَّدْفِ وهو صوت العُود في حجر الكَرينة‏.‏

والتَّنْديف‏:‏ مُبالغة النَّدْف، قال الفرزدق‏:‏

وأصْبَحَ مُبْيَضُّ الصَّقِيْعِ كأنَّهُ *** على سَرَواتِ النِّيْبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ

والتركيب يدل على شِبْه النَّفشِ للشيء بآلةٍ‏.‏

نزف

نزَفْتُ البئر أنْزِفُه نَزْفًا‏:‏ إذا نزحْتَه كله، ونَزَفَتْ هي؛ يتعدى ولا يتعدى، ونُزِفَتْ‏؟‏ أيضًا- على ما لم يُسمّ فاعله، ومنه الحديث في زمزم‏:‏ لا تُنْزَفُ ولا تُذَم‏.‏

ويقال‏؟‏ أيضًا- نُزِف الرجل‏:‏ إذا ذهب عقلُه، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يُنْزَفُونَ‏}‏ أي لا يَسْكَرون‏.‏

وقال أبو عُبيدة‏:‏ نَزِفَتْ عَبْرَتُه‏؟‏ بكسر الزاي-‏:‏ أي فَنِيَتْ‏.‏

والنُّزْفَةُ‏؟‏ بالضم-‏:‏ القليل من الماء والشراب، والجمْع‏:‏ نُزَفٌ‏؟‏ مثال غرفة وغُرَف، قال العجّاج يَصف الخمر‏:‏

فَشَنَّ في الإبْرِيْقِ منها نُزَفا *** من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلًا رَصَفا

وعُروق نُزَّف‏؟‏ مثال رُكَّع-‏:‏ غير سائلة، قال العجّاج يصِف ثورًا‏:‏

أعْيَنُ بَرْبَارٌ إذا تَعَسَّفا *** أجْوَازَها هَذَّ العُروقَ لنُّزَّفا

والنُّزْفُ‏؟‏ بالضم-‏:‏ الاسم من النَّزْفِ، قال‏:‏

تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وهي لاهِيَةٌ *** كأنَّما شَفَّ وجْهَها نُزُف

أراد أنها رقيقة المحاسن حتى كأن دمها مَنزوف‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ نُزِفَ الرجل دمه يُنْزف نَزْفا‏:‏ إذا سال حتى يُفْرِط، فهو مَنزوف ونَزِيف‏.‏

قال‏:‏ ومَثل من أمثالهم‏:‏ أجْبَن من المَنزُوف ضَرِطًا‏.‏ وهو رجل ضَرَطَ حتى مات فَزَعا‏.‏ قال‏:‏ وله حديث‏:‏ قال الصَّغَانيُّ مؤلف هذا الكتاب‏:‏ ذَكَرت حديثه في تركيب ض ر ط‏.‏

قال‏:‏ والمِنْزَفَةُ‏:‏ دُلَيَّةٌ تُشد في رأس عود طويل؛ ويُنصب عود؛ ويُعرض ذلك العود الذي في طرفه الدَّلو على العود المنصوب، ويُسقى به الماء‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المِنْزَافُ من المَعَزِ‏:‏ التي يكون لها لَبن ثم ينقطِع‏.‏

وقال غيره‏:‏ بئر نَزُوْف‏:‏ إذا نُزِفَت باليد‏.‏

ويقال للرجل إذا عطِش حتى يبسَت عروقه وجف لسانه‏:‏ مَنْزُوف ونزيف، قال جميل‏:‏

فَلَثِمْتُ فاها آخِذًا بقُرُونِها *** شُرْبَ النَّزِيْفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ

والنّزِيْف‏؟‏ أيضًا-‏:‏ المَحمُوم‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ النَّزِيْفُ‏:‏ السَّكران، قال امرؤ القيس‏:‏

وإذْ هي تَمْشِي كمَشْيِ النَّزِيْفِ *** يَصْرَعُهُ بالكَثِيْبِ البُهُرْ

وقال آخر‏:‏

بَدّاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ النَّزِيْفِ ***

والنَّزِيْف‏:‏ سيف عِكْرِمة بن أبي جهل‏؟‏ رضي الله عنه-، وفيه يقول‏:‏

وقَبْلَهُما أرْدى النَّزِيفُ سَمَيْدَعا *** له في سَنَاءِ المَجْدِ بَيْتٌ ومَنْصِبُ

ونُزِفَ الرجل في الخُصومة‏:‏ إذا انقطعت حُجته‏.‏

ونَزَافِ‏؟‏ مثال نَزَال-‏:‏ أي انْزِفْ‏.‏ ومنه قول ابنة الجُلَنْدى مَلِك عمان حين ألبْست السلحفاة حُلِيَّها فغاصَت في البحر‏:‏ نَزَنافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدافٍ، أي غيرُ غُرفة، أمَرَتْ بالنَّزْفِ‏.‏

وأنْزَفَ القوم‏:‏ إذا ذهب ماء بِئرِهم، وكذلك إذا ذهب ماء العين‏.‏

وأنْزَفَ الرجل العَبْرة‏:‏ أفناها بُكاء، قال العجّاج‏:‏

وصَرَّحَ ابن مَعْمَرٍ لِمَنْ دَمَرْ *** وأنْزَفَ العَبْرَةَ مَنْ لاقى العِبَرْ

وقال أيضًا‏:‏

وقد أراني بالدِّيارِ مُتْرَفا *** أزْمَانَ لا أحسِبُ شَيْئًا مُنْزَفا

وأنْزَفَ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ أي سَكِر‏.‏ ومنه قِراءة الكُوفيين غير عاصم في الصَّافّات‏:‏ ‏{‏ولا هُمْ عَنْها يُنْزِفُوْنَ‏}‏، وقراءة الكوفيين في الواقعة‏:‏ ‏{‏ولا يُنْزِفُوْنَ‏}‏ كذلك‏.‏ قال الأُبَيْرِدُ اليربوعي‏:‏

لَعمْري لَئنْ أنْزَفْتُمُ أوْ صَحَوْتُمُ *** لَبِئْسَ النَّدَامى كُنْتُمُ آلَ أبْجَرا

وقال أبو عبيدة‏:‏ قوم يجعلون المُنْزَفَ مثل المَنْزُوْفِ الذي قد نُزِفَ دمه‏.‏

وقال الفرّاءُ‏:‏ أنْزَفَ الرجل‏:‏ إذا فَنِيَت خمْرُه، أي خَمْرُ أهل الجنة دائبَةٌ لا تَفْنى‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ نَزَّفَتِ المرأة تَنْزِيفًا‏:‏ إذا رأت دما على حملِها، وذلك مما يزيد الولد صِغرًا‏.‏

والتركيب يدُل على نفاد شيء وانقطاعه‏.‏

نصف

أبو زيد‏:‏ نَسَفْتُ البناء نَسْفا‏:‏ قَلعْتُه، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفا‏}‏ أي يقلعها من أصولها، يقال‏:‏ نَسَف البعير النَّبْتَ‏:‏ إذا قلعه بفيه من الأرض بأصله‏.‏ وقيل‏:‏ نَسْف الجبال‏:‏ دَكُّها وتذريَتُها، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا الجِبَالُ نُسِفَتْ‏}‏ أي ذُهِب بها كلِّها بسرعة‏.‏

والمِنْسَفَةُ‏:‏ آلة يُقْلَع بها البناء‏.‏

والمِنْسَفُ‏:‏ ما يُنْسَفُ به الطعام، ونَسْفُه‏:‏ نَفْضُه، وهو شيء طويل منصوب الصَّدر أعلاه مُرتفع‏.‏

ويقال‏:‏ أتانا فلان كأنَّ لحيته مِنْسَفٌ، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم‏.‏

ويقال لفم الحمار‏:‏ مِنْسَفٌ، ويقال‏:‏ مَنْسِفٌ، مثال مِنْسَرٍ ومَنْسِرٍ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسْفا‏}‏ أي لَنُذَرِّيَنَّه تَذْرِية‏.‏

والنُّسَافَةُ‏:‏ ما يسقط من المِنْسَفِ‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ النُّسَافَةُ‏:‏ الرُّغْوَةُ، وغيره يقولها بالشَّيْن المُعجَمة‏.‏

وبعير نَسُوْفٌ‏:‏ يقتلع الكَلأَ من أصله بمُقَدَّمِ فيه، وابِل مَنَاسِيْفُ‏.‏

ويقال للفرس‏:‏ أنّه لَنَسُوْفُ السُّنْبُكِ‏:‏ إذا أدناه من الأرض في عَدْوِه، وكذلك إذا أدْنى الفرس مِرْفَقَيْه من الحزام، وذلك إنما يكون لِتَقارُب مِرْفَقَيْه وهو محمود، قال بِشْر بن أبي خازِم يصِف فرسًا‏:‏

نَسُوْفٍ للحِزَامِ بِمِرْفَقَيْها *** يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ

ألا ترى إلى قول النابغة الجعدي رضي الله عنه‏:‏

في مِرْفَقَيهِ تَقَارُبٌ ولهُ *** بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجَبْأةِ الخَزَمِ

ويقال‏:‏ بيننا عُقبة نَسُوفٌ‏:‏ أي طويلة شاقة‏.‏

وقال السُّكري في قول صَخْرِ الغيِّ الهُذلي‏:‏

كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرى *** بفائلِهِ ونَسَاهُ نُسُوْفا

النُّسُوْفُ‏:‏ آثار العضِّ، وقال مرَّة‏:‏ النُّسُوْفُ‏:‏ العِضَاضُ، يقال‏:‏ نَسَفَ يَنْسُفُ‏؟‏ بالضم- نُسُوفا‏.‏ كذا قال‏:‏ نُسُوْفًا؛ والقياس‏:‏ نَسْفًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال للرجل‏:‏ إنه لكثير النَّسِيْفِ؛ وهو السِّرَارُ، والنَّسِيْفُ‏:‏ السِّرُّ‏.‏

وقال غيره‏:‏ إناء نَسْفَانُ‏:‏ إذا كان مَلآْنَ يَفيْضُ من امْتِلائه‏.‏

ونَسَفَانُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ من مَخاليف اليمن على ثمانية فراسخ من ذمار‏.‏

والنُّسّافُ‏؟‏ بالضم والتشديد-‏:‏ طائر‏.‏ وقال الليث‏:‏ ضَرْب من الطير يُشيِه الخُطّاف يَنْسِفُ الشيء في الهواء يسمى‏:‏ النَّسَاسِيْفَ، الواحد نُسّافٌ‏.‏

ونَسَفُ‏؟‏ بالترحيك-‏:‏ بلد، وهو تعريب نخشَب اصطلاحا‏.‏

وقال الليث‏:‏ النَّسْفَةُ من حجارو الحرَّة يكون نخِرا مُنْخرِبا ذا نَخَارِيبَ يُسْتَنْسَفُ به الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات‏.‏ قال الصَّغاني مُؤلف هذا الكتاب‏:‏ المعروف النَّشْفَةُ‏؟‏ بالشين المُعجَمة-‏.‏

وقال الليث‏:‏ كلام نَسِيْفٌ‏:‏ خَفي؛ هُذَلِية؛ أي لغة هُذَليَّة‏.‏

والنَّسِيْف‏:‏ أثر الجُلْبَة من الرَّكْض وأثر كدْمِ الحمار، قال المُمَزِّق العَبديّ‏:‏

وقد تَخِذَتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها *** نَسِيْفًا كأُفْحُوْصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

وقول أبي ذُؤيب الهُذلي‏:‏

فألْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فَضَمُّوا *** أمَامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيْفُ

قال الأصمعي‏:‏ أي يَنْتَسفون الكلام انْتِسَافا لا يُتِمُّونه من الفرق يهمسون به رويدا فهو خفيٌّ لئلاّ يُنذر بهم لأنهم في أرض عدوّ؛ وضمُّوا إليهم دوابَّهم ورحالهم‏:‏ وانْتَسَفْتُ الشَّيء‏:‏ أي اقْتَلَعْتُه، قال حُميد الأرقط‏:‏

وانْتَسَفَ الجالِبَ من أنْدَابِهِ *** إغْبَاطُنا المَيْسَ على أصْلابِهِ

ويقال‏:‏ هما يَتناسفان الكلام‏:‏ أي يتسارّان؛ كأن هذا يَنسِف ما عند ذلك وذلك يَنْسِف ما عند هذا‏.‏

والتركيب يدل على كشف شيء عن شيء أو اسْتِلابه منه‏.‏

نشف

الليث‏:‏ النَّشْفُ‏:‏ دخول الماء في الثوب والأرض وغير ذلك، يقال‏:‏ نشِفَتِ الأرض الماء ونَشِفَ الماء في الأرض، كرهما سواء‏.‏ وفي حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهير النهدي‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ قد نَشِفَ المُدْهُنُ‏.‏ وقد كُتِب الحديث بِتمامه في تركيب وطء‏.‏ وفي حديث طَلْقِ بن علي‏؟‏ رضي الله عنه- أنه قال‏:‏ وفَدْنا إلى رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- فدعا بوضوء فَتوضّأ وتمضمض ثم صبّه في أداوةٍ فقال‏:‏ اكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها واتخذوه مسجدًا، قلنا‏:‏ البلد بعيد والماء يَنشَفُ، قال فمدّوه من الماء فإنه لا يزيدُه إلاّ طِيبًا‏.‏

وأرض نَشِفة بيِّنة النّشفِ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ إذا كانت تَنْشَف الماء‏.‏

ونَشف الحوض ما فيه يَنْشُفُه‏؟‏ مثال كتبه يكتُبه-‏:‏ لغة في نَشِفَه‏؟‏ مثال سَمِعه-‏.‏

والحجر الذي تُدْلك به الرِّجل فيه أربع لغات‏:‏ نَشْفَةٌ-كَرضْفَةٍ-ونَشَفَةٌ-كَنَجَفَةٍ-ونُشْفَةٌ-كنُطْفَةٍ؛ وهذه عن أبي عمرو‏؟‏ ونِشْفَةٌ- ككِسرة؛ وهذه عن الأموي-‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏؟‏ رضي الله عنهما-‏:‏ أن عمّارا‏؟‏ رضي الله عنه- أتى النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- فرأى به صُفْرَة فقال‏:‏ اغسِلْها، قال‏:‏ فذهبْت فأخذتُ نَشْفَة لنا فدَلكْت بها عنّي تلك الصُّفْرة حتى ذهبت عني‏.‏ وهي حجر أسود مُنَخْرِبٌ كأنه أُحرق بالنار، قال‏:‏

أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ *** ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّهْ

وفي حديث حُذيفة‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ أتتكم الدَّهيماء ترمي أن نخرج منها كما دَخلنا فيها‏.‏ أي ليس الرَّأي إلاّ ن تنجلي عنّا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخَلْنا فيها‏.‏

وقال الليث‏:‏ سُمِّيَت النَّشْفَةُ نَشْفَةً لانْتِشَافِها الوسَخ عن مواقعِه، وقيل‏:‏ لِنَشْفِها الماء‏.‏ وجمْع النَّشْفَةِ نَشْفٌ‏؟‏ كتمرة وتمر-، وجمْع النَّشَفَةِ نَشَفٌ‏؟‏ كثمرة وثمر-، وجمْع النَّشْفَةِ ونُشَفٌ ونِشَافٌ‏؟‏ كنُطْفَةٍ ونُطَفٍ ونِطافٍ-، وجمْع النِّشْفةِ ونِشْفٌ ونِشَفٌ‏؟‏ كِتبْنَةٍ وتِبْنٍ وكِسْرَةٍ وكِسَرٍ-‏.‏

ويقال للناقة التي تدُر قبل نِتاجها ثم تذهب دِرَّتُها‏:‏ نَشُوْف‏.‏

والنَّشّافَةُ‏؟‏ بالفتح والتشديد-‏:‏ منْدِيل يُتمَسّح به‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان لرسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- نَشّافَةٌ يَنْشَفُ بها غُسالة وجهه‏.‏ أي منديل يمْسح به وضُوءه‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ النَّشَفُ في الحِياض‏:‏ كالنَّزَح في الرَّكايا‏.‏

والنُّشْفَةُ والنَّشَافَةُ الرُّغوة التي تعلو اللبن إذا حَلب‏.‏ وقال اللَّحياني‏:‏ هما ما أخذْته بالمِغْرَفة من القدر وهو حار فتَحسَّيتَه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقولون لا يكون الفتى نشّافًا‏:‏ وهو بمنزلة النَّشّال وهو الذي يأخذ حَرْف الجَرَقة فيغْمسُه في رأس القِدْرِ ويأكله دون أصحابه‏.‏

قال‏:‏ وناقةٌ مِنْشافٌ‏:‏ وهي أن تراها حافلًا مرة ومرة ليس في ضرعِها لبن‏.‏

قال‏:‏ ونَشف المال‏:‏ ذهب وهَلك‏.‏

قال‏:‏ وأنشَفَتِ الناقة‏:‏ إذا ولدت ذكرًا بعد أنثى‏.‏

وقال غيره‏:‏ يقول الصبي‏:‏ أنْشِفْني‏:‏ أي أعطني النُّشافة أشربْها‏.‏

ويقال‏:‏ نَشَّفْتُ الماء تَنْشيفا‏:‏ أي أخذته بِخرْقة أو ثوب‏.‏ ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري‏؟‏ رضي الله عنه- أنه قال‏:‏ انكسر حبّ لنا فقُمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا غيرها نُنَشِّف بها الماء تخوُّفا أن يقطُر على رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏.‏

ويقال‏:‏ أمْسَت إبلُكم تُنَشِّف وتُرَغِّي‏:‏ أي لها نُشَافةٌ ورٌغْوَة‏.‏

وتَنَشُّفَ الثوب العَرق‏:‏ مثلُ نَشِفَه‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ انتَشَفْتُ النُّشافة‏:‏ إذا شربْتها‏.‏

وقال اللحياني ‏:‏ انْتُشِفَ لونه وانْتُسِفَ‏؟‏ على ما لم يُسمَّ فاعلُه-‏:‏ أي تغير‏.‏

والتركيب يدل على وُلوج ندى في شيء يأخذه‏.‏د

نصف

ابن الأعرابي‏:‏ النَّصف والنِّصْف والنُّصف‏:‏ أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف‏.‏

والنِّصْف‏؟‏ أيضًا-‏:‏ النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق‏:‏

ولكِنَّ نِصْفًا لو سَبَبْتُ وسَبَّني *** بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ

هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره‏:‏ ‏"‏لكن عَدْلا‏"‏‏.‏

وإناء نصفان‏؟‏ بالفتح-‏:‏ إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى‏.‏

ونَصَفْتُ الشيء نَصْفًا‏:‏ بلغت نِصْفَه، تقول‏:‏ نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه‏.‏ قال أبو جُنْدب الهذلي‏:‏

وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَضُوْفَةٍ *** أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري

ونَصَفَ النهار‏:‏ أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصًا‏:‏

نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ *** وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري

يعني‏:‏ والماء غامِره، فحذف واو الحال‏.‏

وقال يعقوب‏:‏ نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم نِصَافًا ونِصَافَةً‏؟‏ بالكسر فيهما-‏:‏ أي خدمهم، قال لبيد‏؟‏ رضي الله عنه- يصِف ظُروف الخمْر‏:‏

لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ *** بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا

وقال ابن الأعرابي‏:‏ المَنْصَفُ والمِنْصَفُ‏؟‏ بفتح الميم وكسرها-‏:‏ الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-‏:‏ أنه ذكر داود‏؟‏ صلوات الله عليه- يوم فتنته فقال‏:‏ دخل المحراب وأقعد مِنصفًا على الباب‏.‏ والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع‏:‏ مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة‏:‏

قد حَلَفَتْ لَيْلَةَ الصَّوْرَيْنِ جاهِدَةً *** وما على المرء إلاّ الصَّبْرُ مُجْتَهِدا

لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِفِها *** لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الذي وَجَدا

ومَنْصَفُ الطريق‏:‏ نِصْفُه‏.‏

ومَنْصَفٌ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ واد باليمامة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ نَاصِفَةُ‏:‏ مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ‏:‏

أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْنَةٍ *** بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ

والنّاصِفَة‏:‏ مجرى الماء، والجَميع‏:‏ النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد‏:‏

كأنَّ حُدُوْجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً *** خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ

وقال الأصمعي‏:‏ النَّوَاصِفُ‏:‏ رحاب‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ النّاصِفَةُ‏:‏ صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي‏.‏

ونَصَفَهم يَنْصُفُهم‏؟‏ بالضم-‏:‏ أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال‏:‏ عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ نَصَفَ النخل نُصُوْفًا‏:‏ إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ‏.‏

والنَّصِيْفُ‏:‏ النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره‏.‏ ومنه حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه‏.‏ ويُروى‏:‏ ‏"‏مَدَّ أحَدِهم‏"‏ بالفتح‏:‏ وهو الغاية؛ من قولهم‏:‏ لا يُبْلغ مَدُّ فلان‏:‏ أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه‏:‏

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ ***

وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف‏.‏

والنَّصِيْفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ الخِمَارُ‏.‏ ومنه حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- في صفة الحور العين‏:‏ ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها‏.‏ وقال النابغة الذبياني‏:‏

سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ *** فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ بُرْد نَصِيْف‏:‏ إذا كان على لونين‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ النَّصَفُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه‏:‏

لو أنَّها آذَنَتْ بِكْرًا لَقُلْتُ لها‏:‏ *** يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا

أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت‏.‏ وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع‏:‏

تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَتْ *** بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ

والنَّصَفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ الخُدّام، الواحد‏:‏ ناصِفٌ‏.‏

والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ‏:‏ الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ‏:‏ العدل، يقال‏:‏ أنْصَفَه من نفسه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ جاء مُنْصِفًا‏:‏ أي مُسْرعًا‏.‏

وأنْصَفَ النهار‏:‏ بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أنْصَفْتُ الشيء‏:‏ أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ‏:‏ إذا سار نِصْفَ النّهار‏.‏

وأنْصَفَ‏:‏ إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ‏.‏

وأنْصَفَ النهار‏:‏ مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ‏.‏

وتَنْصِيْفُ الشيء‏:‏ جعله نِصْفَيْنِ‏.‏

ونَصَّفْتُ الجارية‏:‏ خَمَّرْتُها‏.‏

والمُنَصَّفُ من الشراب‏:‏ الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف‏.‏

والمُنَصِّفُ‏؟‏ بالكسر-‏:‏ الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة‏.‏

ونَصَّفَ النهار‏:‏ بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفًا‏.‏

وانْتَصَفَ النَّهار‏:‏ بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ‏.‏

وانْتَصَفْتُ منه‏:‏ استوفيت حقي من مَظْلِمَتي‏.‏

ومُنْتَصَف كل شيء‏:‏ وسَطُه، يقال‏:‏ انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر‏.‏

وانْتَصَفَتِ الجارية‏:‏ أي اختمرت‏.‏

ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي‏:‏ أي دخل فيه إلى النِّصْفِ‏.‏

وتناصفوا‏:‏ أي أنْصَفَ بعضهم بعضًا، ومنه قوله‏:‏

مَنْ ذا رَسُوْلٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ *** عَنّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ

أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها *** غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ

يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضًا في أخْذِ القِسْطِ من الجمال‏.‏

وناصَفْته المال‏:‏ أي قاسمته على النِّصْف‏.‏

وتَنَصَّف‏:‏ خدم، وتَنَصَّفَه‏:‏ استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان‏:‏

بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا *** إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ

بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ تَنَصَّفْناك بيننا‏:‏ أي جعلناك بيننا‏.‏

وتَنَصَّفَتِ المرأة‏:‏ أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ‏.‏

وتَنَصَّفْتُ السلطان‏:‏ إذا سألته أن يُنْصِفَكَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَنَصَّفَه الشيب‏:‏ أي عممه‏.‏

وتَنَصَّفْتُ منه‏:‏ أخذت منه حقي كَملًا، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء‏.‏

وتَنَصَّفَه‏:‏ إذا طلب ما عنده وخضع له‏.‏

والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة‏.‏

نضف

ابن الأعرابي‏:‏ النَّضْفُ‏:‏ إبداء الحُصاص‏.‏

وقال غيره‏:‏ رجل ناضِفٌ ومِنْضَفٌ وخاضِفٌ ومِخْضَفٌ‏:‏ إذا كان ضَرّاطًا، قال‏:‏

فأيْنَ مَوَالِيْنا المُرَجّى نَوَالُهُمْ *** وأيْنَ مَوَالِيْنا الضِّعَافُ المَنَاضِفُ

وقال الفرّاء‏:‏ نَضَفَ الفصيل ما في ضرع أمه يَنْضُفُ ويَنْضِفُ‏؟‏ مثال ينصُر ويكسر- نَضْفًا‏؟‏ بالفتح-، وقال غيره‏:‏ نَضِفَ‏؟‏ بالكسر- نَضَفًا‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ إذا امْتكَّه وشرب جميع ما فيه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ مر بنا قوم نَضِفُونَ نجسون‏:‏ بمعنى واحد‏.‏

قال‏:‏ والنَّضَفُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ الصَّعْتَرُ البري، وذكره الليث أيضًا ولم يذكر الدينوري، وقال الأزهري بعد ما ذكر قول الليث‏:‏ وأنشد‏:‏

ظَلاّ بأقْرِيَةِ النَّفّاخِ يَوْمَهُما *** يُنَبِّشانِ أُصُوْلَ المَغْد والنَّضَفا

ثم قال‏:‏ أراد يُنبِّشان أصول المغد وأصول النَّضَفِ، فلما حذف الأصول نصب النَّضَفَ‏.‏ قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ لم يَذكر الليث البيت، والرواية ‏"‏اللَّصَفا‏"‏ أي الكبَر؛ و‏"‏يَحتفِران‏"‏ بدل ‏"‏يُنَبِّشان‏"‏، والبيت لكعب بن زهير رضي الله عنه‏.‏

والنَّضَفَانُ‏:‏ الخَبب‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ النَّضْفُ‏:‏ الخدمة؛ كالنَّصْفِ، كقولهم‏:‏ ضاف السهم وصافَ‏.‏

وأنْضَفَ‏:‏ أي دام على أكل النَّضَفِ؛ أي الصَّعْتَر البري‏.‏

وأنْضَفَه‏:‏ أي ضَرَّطَه‏.‏

وأنْضَفَتِ الناقة وأوْضَفَتْ‏:‏ أي خبَّت‏.‏ وأنْضَفْتُها‏؟‏ أيضًا-‏:‏ أي أخْببْتُها‏.‏

وانتصف الفصيل ما في ضرع أمه‏:‏ إذا امْتَكَّه وشرب جميع ما فيه؛ مثل نَضفَه‏.‏

نطف

النُّطفة‏:‏ الماء الصافي؛ قليلًا كان أو كثيرًا‏.‏ فمن القليل نُطْفَةُ الإنسان‏.‏ وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنه كان في غزوة هَوَزِانَ فقال لأصحابه يوما‏:‏ هل من وضوء؛ فجاء رجل بنُطْفَةٍ في ادَاوَةٍ فافتَضَّها، فامر بها رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- فصُبَّت في قدح، فتوضَّأنا كلنا ونحن أربع عئرة مئةً نُدغْفِقُها دَغْفَقَة‏.‏ يريد الماء القليل‏.‏ وقال أبو ذؤيب الهُذلي يصف عسلًا‏:‏

فَشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ *** سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ

أي خَلَطها ومَزَجَها بماء سماء أصابهم في رَجَب‏.‏

وشَرِب أعرابي شرْبَة من رَكِيَّة يقال لها شَفِيَّة فقال‏:‏ والله إنها نُطْفَةٌ باردة عذبة‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمر نُطْفَةً‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمْر نُطْفَةً‏.‏

تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ

قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الرِّواية‏:‏ ‏"‏في نُزَفِ الخمر‏"‏، والنُّزْفة‏:‏ القِطعة من الماء، وصَدرُه‏:‏

يُقَطَّعُ مَوْضُوْعَ الحديث ابْتِسَامُها ***

وأما النابغة الجعدي‏؟‏ رضي الله عنه- فقد جعل الناّطِفَ الخمر في قوله‏:‏

وباتَ فَرِيْقٌ يَنْضِحُوْنَ كأنَّما *** سُقُوا ناطِفًا من أذْرِعات مُفَلْفَلا

وقيل‏:‏ أراد شيئا نَطَفَ من الخمر‏:‏ أي سال؛ أي ينضِحون الدم‏.‏

ومن الكثير قوله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا يزال الإسلام يزيد وأهله؛ ويَنْقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين النُّطْفَتين لا يخشى إلاّ جَورًا‏.‏ يريد البحرين بحر المشرق وبحر المغرب، فأما بحر المشرق فإنه ينقطع عند البصرة، وأما بحر المغرب فمُقطعه عند القُلْزم‏.‏ وقيل‏:‏ أراد بالنُّطفتين ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جُدَّة وما والاها، فكأنه أراد أن الرجل يسير في أرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في مسيره شيئا غير الضلال والجَور عن الطريق‏.‏

وفي حديث آخر‏:‏ «إنا نقطع إليكم هذه النُّطفة»‏.‏ ‏:‏ أي هذا البحر‏.‏ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهُذلي‏:‏

فما العَمْرَانِ من رَجْلى عَدِيٍّ *** وما العَمْرانِ من رَجْلى فِئامِ

وأنَّهما لَجَوّابا خُرُوْقٍ *** وشَرّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي

الرَّجْلى‏:‏ الرَّجّالَةُ، ويروى‏:‏ ‏"‏رَجُلَيْ‏"‏ فيهما‏.‏

والجَمْع‏:‏ نُطَفٌ ونِطافٌ، وفرق بعضهم فجَمَع نُطفة الرجل نُطَفًا؛ ونُطْفَةَ الماء نِطافًا، وشعر معقل حجة عليه‏.‏

ونَطَفَان الماء ونَطْفُه‏:‏ سَيلانه‏.‏

وقال الليث‏:‏ ليلة نَطُوْفٌ‏:‏ تمطر حتى الصباح‏.‏

والنّاطِفُ‏:‏ القبيطي؛ لأنه يَنْطُفُ قبل استضرابه، يقال‏:‏ نَطَفَ الماء يَنْطُفُ ويَنْطِفُ نَطْفًا ونَطَفانًا وتَنْطافًا ونِطافَةً، قال‏:‏

ألَمْ يَأْتِها أنَّ الدُّمُوْعَ نِطَافَةٌ *** لِعَيْنٍ يُوَافي في المَنامِ حَبِيْبُها

والنَّطفُ‏:‏ غَفْر الجُرح‏.‏

وفلان يُنْطَفُ بسوء‏:‏ أي يُلَطَّخ به‏.‏ وفلان يُنْطَفُ بفجور‏:‏ أي يُقْذَفُ به‏.‏

والنَّطْفُ‏:‏ الصَّبُّ‏.‏

ونَصْلٌ نَطّاف‏:‏ لَطيف العَيْرِ‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ النَّطَفُ والوَحَر‏:‏ العيب‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال مر بنا قوم نَطِفُوْنَ وحِرُوْنَ نجسون‏:‏ أي كُفار‏.‏ وقال الليث‏:‏ النَّطَفُ‏:‏ التَّلَطُّخ بالعيب، قال الكُميت‏:‏

فَدَعْ ما ليس منكَ ولَسْتَ منه *** هُما رِدْفَيْنِ من نَطَفٍ قَرِيْبُ

هما‏:‏ يريد الصِّبى والشيب، أي هما في هذه الحجال من نَطَفٍ قريب‏.‏

والنَّطَفُ‏:‏ الدَّبرة تُصيب البعير في كاهله أو سنامه فتصل إلى جوفه فتقتله، فيقول‏:‏ ما أقربهما تمن هلاكِ الإنسان إذا ارتَدَفاه، قال‏:‏

كَوْسَ الهبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوْرِ ***

وأنشد ابن دريد‏:‏

شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ *** إذا مشَيتُ مشْيَةَ العَوْد النَّطِفْ

ويروى ‏"‏شِكتي‏"‏‏.‏ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمَة يمدح عبد الواحد بن سليمان ويخاطب ناقته‏:‏

أهْوَنُ شَيءٍ عَلَيَّ أنْ تَقَعي *** مَقْلُوْبَةً عند بابِهِ نَطِفَهْ

وقال الصمعي‏:‏ النَّطِفُ‏:‏ الذي أشْرَفَتْ شَجَّتُه على الدماغ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ النَّطِفُ‏:‏ الرجل المُرِيبُ، يقال‏:‏ هم أهل الرِّيب والنَّطَفِ‏.‏

ونَطِفَ الشيء‏:‏ فسد‏.‏

ونَطِفَ الرجل‏:‏ أي بَشِمَ‏.‏

والنَّطَفَةُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ القُرْطُ، والجمْعُ‏:‏ نَطَفٌ، قال الأعشى يَصِف الخمر‏:‏

يَسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ *** مُقَلِّصٌ أسْفَلَ السِّرْبالِ مُعْتَمِلُ

وهو نَطَفٌ لهذا الأمر‏:‏ أي صاحبه‏.‏

وقال الليث‏:‏ النَّطَفُ‏:‏ اللؤلؤ، الواحدة‏:‏ نَطَفَةٌ؛ وهي الصّافِيَةُ الماء‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المَنَاطِفُ‏:‏ المالع‏.‏ ونَطَفَ لي كذا‏:‏ أي طلع عَليَّ‏.‏

وقولهم‏:‏ لو كان عنده كنزُ النَّطِفِ‏؟‏ بكسر الطاء- ما عدا‏:‏ هو اسم رجل من بني يربوع كان فقيرًا فأغار على مالٍ بعث به بأذان إلى كسرى من اليمن، فأعطى منه يوما حتى غابت الشمس، فضَرَبت به العرب المثل‏.‏

ونَطِفَ الرجل‏:‏ إذا اتُّهِم برِيْبة، وأنْطَفَه غيره‏.‏

والتنظيف‏:‏ التَّقْريط، يقال‏:‏ وصيفة مُنَطَّفَةٌ‏:‏ أي مُقَرَّطة، وقال العجّاج‏:‏

كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا *** قَطَّفَ من أعْنَابِهِ ما قَطَّفا

وتنظَّفِت المرأة‏:‏ أ تقرَّطتْ، قال حّان بن ثابت رضي الله عنه‏:‏

وَلَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ في حانُوْتِها *** صَهْبَاءَ صافِيَةً كطَعْمِ الفُلْفُلِ

يَسْعى عَلَيَّ بكَأْسِها مُتَنَظِّفٌ *** فَيَعُلُّني منها ولو لم أنْهَلِ

ويروى‏:‏ ‏"‏مُتَنَطِّقٌ‏"‏ أي عليه منطقة، يقول‏:‏ يسقينيها على كل حال عَطِشْت أو لم أعطَشْ‏.‏

ويقال‏:‏ ما تَنَطَّفْتُ به‏.‏ أي ما تَلَطّخْت‏.‏

وتَنَطَّفْت الخبر‏:‏ أي تَطلَّعْته‏.‏

والتَّنَطُّف‏:‏ مثل التَّقَزُّزِ‏.‏

والتركيب يدل على جن من الحُلي؛ وعلى نُدُوَّةٍ وبَلَل، ثم يُستعار ويُتوسَّع فيه‏.‏

نظف

النَّظافة‏:‏ النَّقاوة، يقال‏:‏ نَظُف‏؟‏ بالضم- ينْظُف نظافة؛ فهو نظِيفٌ‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ يقال للأشنان وما أشبهه‏:‏ نظيف؛ لأنه يُنَظِّف اليد والثوب من غَمَرِ اللحم والمَرق ودنس الوَدَك، وكذلك ما أشبه ذلك‏.‏

وقال ابن الأنباري في قولهم‏:‏ فلان نظيف السراويل‏:‏ معناه أنه عفيف الفرْجِ‏.‏

ونَظَّفْتُ الشيء تنظيفا‏:‏ أي نقَّيته؛ فتنظَّف‏.‏ والتَّنَظُّفُ عند العرب‏:‏ شِبه التَّنَطُّس والتَّقزز وطلب النظافة من رائحة غمر أو نفي زُهُومة وما أشبهها‏.‏

ويقال‏:‏ استَنْظفَ الوالي ما عليه من الخَراجِ‏:‏ أي استوفى، ولا يُستعمل التنظيف في هذا المعنى‏.‏

نعف

النَّعْفُ‏:‏ ما انحدر من حُزُوْنَة الجبل وارتفع عن منحدر الوادي، فما بينهما نَعْفٌ وسرو وخَيْفٌ، وليس النَّعْفُ بالغليظ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي‏:‏

وآثارِ يَلُحْنَ على رَكِيٍّ *** بِنَعْفِ مُلَيْحَة فالمُسْتَرَادِ

وقال ذو الرُّمّة يمدح بلال بن أبي بُرْدة‏:‏

إلى ابن العامِرِيِّ إلى بلالٍ *** قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَةَ العِدالا

وقال العجّاج‏:‏

بالخَوْعِ بَيْنَ عُفْرَةِ المُجَزَّلِ *** والنَّعْفِ عند الإسْحِمانِ الأطْوَلِ

ويروى‏:‏ ‏"‏وبين حَزْمِ الإسْحِمانِ‏"‏‏.‏

ويقال‏:‏ أنفق ماله على النَّعفِ والطُّلول‏:‏ أي على الغناء الذي يُذْكر فيه النَّعْفُ والطُّلول‏.‏

وقال تَمِيم بن أُبَيِّ مُقبل يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه‏:‏

فَنَعْفُ وَدَاعٍ فالصِّفَاحُ فَمَكَّةٌ *** فليس بها إلاّ دِمَاءٌ ومَحْرَبُ

وقال الأحوص‏:‏

وما تَرَكَتْ أيّام نَعْفِ سُوَيْقَةٍ *** لقَلْبِكَ من سَلْماكَ صَبْرًا ولا عَزْما

وقال ابن الأعرابي‏:‏ نَعْف الرّملة‏:‏ مُقدَّمهاوما استرق منها، وجمْع النَّعْفِ‏:‏ نِعافٌ، قال المُتَنَخِّل الهذلي‏:‏

عَرَفْتَ باجْدُثٍ مَطَرٍ وبَرْقا *** وظُلْمَةَ اللَّيْلِ نِعَافًا والنُّعَّفا

وقال الأصمعي‏:‏ يقال نِعافٌ نُعَّفٌ، كما يقال‏:‏ قِفَافٌ قُفَّفٌ وبَطاح بُطَّح وأعْوامٌ عُوَّمٌ، قال العجاج‏:‏

وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا *** لِلْبِيْدِ واعْرَوْرى النِّعَافَ النُّعَّفا

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النَّعْفَةُ في النَّعْلِ‏:‏ السير الذي يضرب ظهر القدم من قِبل وحشيِّها‏.‏

والنَّعَفَةُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ العقدة الفاسدة في اللحم‏.‏

والنَّعَفَةُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ الجلدة التي تُعلّق على آخرة الرّحل، حكاها أبو عُبيد‏:‏ وهي العَذبة والذُّؤابَة أيضًا‏.‏ وقال عطاء بن السائب‏:‏ رأيت الأسود بن يزيد قد تلفّّف في قطيفةٍ له ثم عقد هُدْبة القطيفة بنَعَفَةِ الرَّحلِ وهو مُحرِم‏.‏ وقال أبو سعيد‏:‏ النَّعَفَةُ‏:‏ الفضلَة من غِشاء الرَّحل تُسيِّر أطرافها سُيوراُ فهي تَخْفِق على آخرة الرَّحْل‏.‏ قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمة‏:‏

ما أنْسَ لا أنْسَ يَوْمَ ذي بَقَرٍ *** إذْ تَتَّقِيْنا بالكَفِّ مُنْصَرِفَهْ

كما اشْرَأبَّتْ على وِفازَتِها *** أدْماءُ تَخْشى الرُّماةَ مُشْتَرِفَهْ

ما ذَبَّبَتْ ناقَةٌ براكِبِها *** يَوْمًا فُضُوْلَ الأنْسَاعِ والنَّعَفَهْ

وقال ابن عبّاد‏:‏ النَّعَفَةُ‏:‏ رَعَثة الديك‏.‏

وأذُن نَعِفة ونَعُوْف‏:‏ مُستَرْخية‏.‏

وفي النوادر‏:‏ أخَذت ناعِفَة القُنَّةِ وراعِفَتَها وطارِفَتَها ورِعَافَها وقائدَتَها‏:‏ كل هذا مُنقادُها‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ مَنَاعِفُ الجبل‏:‏ شمَارِيخُه‏.‏

وقال اللحياني‏:‏ يقال ضعيف نَعِيْفٌ‏:‏ إتْباع له‏.‏

وأنْعَفَ‏:‏ جلس على نَعْفِ الجبل‏.‏

والمُنَاعَفَةُ‏:‏ المعارضة من الرَّجلين في طريقين يريد أحدهما سبق الآهر، وناعَفْتُ الطريق‏:‏ عارَضْته‏.‏

وانْتَعَفْتُ الشيء‏:‏ تركته إلى غيره‏.‏

وقال الليث‏:‏ الرجل يَنْتَعِفُ‏:‏ إذا ارتقى نَعْفًا‏.‏

وقال غيره‏:‏ الانْتِعافُ‏:‏ وضوح الشخص وظهوره، يقال‏:‏ من أين انْتَعَفَ الرّاكِب‏:‏ أيمن أين ظهر ووضَح‏.‏

والمُنْتَعَفُ‏:‏ الحد بين الحَزْن والسهل، قال البَعيثُ‏:‏

وعِيْسٍ كقَلْقالِ القِدَاحِ زَجَرْتُها *** بمُنْتَعَفٍ بين الأجارِدِ والسَّهْلِ

ويورى‏:‏ ‏"‏بمُعْتَسَفٍ بَيْنَ الجالد‏"‏‏.‏

وأذن مُنْتَعِفَة‏:‏ مُسترخية؛ مثل نَعِفَةٍ ونَعُوْفٍ‏.‏

والتركيب يدل على ارتفاع في شيء‏.‏

نغف

النَّغَفُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ الدود الذي يكون في أُنوف الإبل والغنم، عن الأصمعي، والواحدة نَغَفَة‏.‏ وقال الليث‏:‏ النُّعْف‏:‏ دود عُقْف يَنسلخ عن الخنافس ونحوها‏.‏ وقال أبو عُبيد‏:‏ وهو‏؟‏ أيضًا-‏:‏ الدود الأبيض الذي يكون في النّوى إذا انْقِعَ، وما سِوى ذلك من الدود فليس بِنَغفٍ‏.‏ وروى النّوّاس بن سِمعان‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم- ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى يُحْصر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرسل عليهم النَّغَفَ في رقابهم فيُصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفة‏.‏

وقال الليث‏:‏ نَعِفَ البعير‏؟‏ بالكسر-‏:‏ كَثُر نَغَفُه‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ النَّغَفُ‏:‏ ما يُخرجه الإنسان من أنفه من مُخاط يابس‏.‏ ومن ذلك قالوا للمُستحقر‏:‏ يا نَغَفَة‏.‏

وقال الليث‏:‏ في عَظْمي الوجنتين لكل رأس نَغَفَتان؛ يقال‏:‏ من تحريكهما يكون العُطاس، وأنكر ذلك الأزهري وقال‏:‏ هما النَّكَفَتانِ‏.‏

نفف

المُؤرِّجُ‏:‏ نَفِفْتُ السَّوِيْق وسَفِفْتُه، وهو النَّفِيْفُ والسَّفِيْفُ، وأنشد لرجل من أزد شَنوءة‏:‏

وكان نَصِيْري مَعْشرًا فَطَحا بهمْ *** نَفِيْفُ السَّوِيْقِ والبُطُوْنُ النَّوَاتِقُ

قال‏:‏ وإذا عظُم البطن وارتفع المَعِد قيل لصاحبه‏:‏ ناتِقٌ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ نَفَّ الأرض‏:‏ بَذَرها‏.‏

والنَّفِّي‏:‏ أسم ما يُغَرْبَل عليه السويق، والجمْع نَفَافيُّ‏.‏

وقال النَّضر‏:‏ النَّفِّيَّةُ‏:‏ سُفرة تُتّخذ من خُوْص مُدوّرة‏.‏ وقال أبو تُراب‏:‏ هي النَّفِّيَّة والنَّثِّيَّة‏.‏ وعن زيد بن أسلم أبي أسامة مولى عمر‏؟‏ رضي الله عنه- قال‏:‏ أرسلني أبي إلى ابن عُمر‏؟‏ رضي الله عنهما- وكان لنا غنم، فأردنا نفِّيَّتين نُجَفِّف عليهما الأقِط، فكتب إلى قَيِّمه بخيبر‏:‏ اجعل له نفِّيَّتين عريضتين طويلتين‏.‏ ويقال فيها‏؟‏ أيضًا-‏:‏ النُّفيَة‏؟‏ مثال نُهْيَةٍ-، والجمْع نُفىً‏؟‏ كنُهىً-‏.‏

والنَّفْنَفُ والنَّفْنَافُ‏:‏ الهواء، وكل مهوىً بين جبلين فهو نَفْنَف ونَفْنَاف، قال الفرزدق‏:‏

على ثَوْرةٍ حتّى كأنَّ عَزِيْزَها *** تَرَامى به من بَيْنِ نِيْقَيْنِ نَفْنَفُ

وقال العجاج‏:‏

تُرْمي المُرَدّى نَفْنَفًا فنَفْنفا ***

وقال ابن شُميل‏:‏ نَفَانِفُ الكبد‏:‏ نواحيها، ونفَانِفُ الدار‏:‏ نواحيها أيضًا‏.‏

قال‏:‏ وصُقْع الجبل الذي كأنه جدار مبني مُستو‏:‏ نَفْنَف‏.‏

قال‏:‏ والرَّكيّة من شَفتها إلى قعرها‏:‏ نَفْنَفٌ‏.‏

قال‏:‏ والنَّفْنَفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ أسناد الجبل التي تعلوها منها وتهبط منها فتلك نَفَانِفُ، ولا تُنبت النَّفانِفُ شيئا لأنها خَشنة غليظة بعيدة من الأرض‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النَّفْنَفُ‏:‏ ما بين أعلى الحائط إلى أسفل وبين السماء والأرض، قال ذو الرّمة‏:‏

وظَلَّ للأعْيَسِ المُزْجي نَواهِضَهُ *** في نَفْنَفِ اللُّوْحِ تَصْوِيْبٌ وتَصْعِيْدُ

وأعلى البئر إلى أسفل وما بين أعلى الجبل وأسفله، قال ذو الرُّمة أيضًا‏:‏

تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللِّيْتِ مُشْرِفًا *** على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَرَجَّحُ

والهَلَكُ‏:‏ مثل النَّفْنَفِ، ضربه مثلا يقول‏:‏ قُرْطُها على هَلكٍ، أراد أنها طويلة العُنُق‏.‏

ونَفْنَفٌ‏:‏ موضِع، قاله ابن دريد، وأنشد لجميل‏:‏

عَفَا بَرَدٌ أُمِّعَمْرو وفَنَفْنَفُ

وقال الليث‏:‏ النَّفْنَفُ‏:‏ المَفَازة، وأنشد‏:‏

إذا عَلَوْنا نَفْنَفًا فَنَفْنَفا ***

نقف

النّقْفُ‏:‏ كسر الهامة عن الدماغ‏.‏

ونَقَفْتُ الحنظل‏:‏ أي شققته عن الهبيد، قال امرؤ القيس‏:‏

كأنّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا *** لدى سَمُرَاتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

والحَنْظَلُ نَقِيْفٌ ومَنْقُوْف، قال كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه‏:‏

لكنْ غَذَاها حَنْظَلٌ نَقِيْفُ ***

وقد كُتب الرَّجز بتمامه والقِصة في تركيب ع ج ف‏.‏

وقال القُتَبي‏:‏ جاني الحنظلة ينقُفُها بظُفره، فإن صوَّتَت عَلِم أنها مُدركة فاجتناها، وإن لم تُصوِّت عَليم أنها لم تُدْرِك بعد فتركها‏.‏ والظليم ينْقُفُ الحَنْظَل فيستخرج هبيده‏.‏

وقال الليث‏:‏ رجل نَقّاف‏؟‏ بالفتح والتشديد-‏:‏ صاحب تدبير للأمر ونظر في الأشياء، ويقال‏:‏ نِقَافٌ‏؟‏ بالكسر-‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ النَّقَافُ السائل المُبْرِم، وهو مأخوذ من نَقَفْتُ ما في القارورة‏:‏ إذا استخرجت ما فيها‏.‏ والفِعْلُ منه‏:‏ نَقَفَهُ فهو ناقفٌ‏:‏ إذا سله‏.‏

وقال العُزيزي‏:‏ رجل نَقّافٌ وامرأة نَقّافة‏:‏ إذا كانا حريصين على السؤال، وأنشد‏:‏

إذا جاءَ نَقّافٌ يَسُوْقُ عِيَالَهُ *** طَويلُ العَصَا نَكَّبْتُهُ عن شِياهِيا

قال‏:‏ والنَّقّافُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ اللص الذي ينْتَقِف ما يقدر عليه‏.‏

والمِنْقَاف‏:‏ مِنْقَار الطائر‏.‏

والمِنْقَافُ‏:‏ نوع من الوَدْع‏.‏

وقال الليث‏:‏ المِنْقَاف‏:‏ عظْم دُويبة تكون في البحر، وهو الذي يُصقَل به الصّحُف، له مَشَقّ في وسطه‏.‏

ويقال‏:‏ نَحَت النَّجار العود فترك فيه مَنْقَفا‏:‏ إذا لم يُنْعِم نحته ولم يُسوِّه وبقّى شيئا فيه يحتاج إلى التسوية، قال‏:‏

كِلْنا عَلَيْهِنَّ بِمُدٍّ أجْوَفا *** لم يَدَعِ النَّقّافُ فِيْهِ مَنْقَفا

إلاّ انْتَقى من جَوْفِهِ ولَجَّفا ***

والمَنْقُوْفُ‏:‏ الرجل الخفيف الأخدعين القليل اللحم‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ جِذع نَقِيْفٌ ومَنْقُوْفٌ‏:‏ إذا نُقِب أي أكلته الأرضة‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ جمل مَنْقُوْفٌ‏:‏ خفيف الأخدعين‏.‏

قال‏:‏ والمَنْقُوْفُ‏:‏ الرجل الدقيق القليل اللحم‏.‏

وقال العُزيري‏:‏ رجل مَنْقُوْفُ الوجه‏:‏ أي ضامر الوجه‏.‏

والمَنُقُوْفُ‏:‏ المبْزول من الشراب؛ يقال‏:‏ نَقَفْتُه نَقْفًا‏:‏ أي بَزَلْته، وقيل‏:‏ الممزوج، وبكليهما فُسِّر قول لبيد رضي الله عنه‏:‏

لَذِيْذًا ومَنْقُوْفًا بصافي مَخِيْلَةٍ *** من النّاصِعِ المُخْتُوْمِ من خَمْرِ بابِلا

وقال ابن عبّاد‏:‏ ناقة مَنْقُوفَة‏:‏ ضعيفة الأخدعين رقيقتهما‏.‏

قال‏:‏ وإذا أصبح الرجل مُصفر الوجه قيل‏:‏ أصبح مَنُقُوْفًا‏.‏

وعينان مَنْقُوْفَتَان‏:‏ أي مُحمرّتان‏.‏

قال‏:‏ والنَّقْفَةُ في رأس الجبل‏:‏ وُهيْدة‏.‏

وقال العُزيزي‏:‏ الأُنْقُوْفَةُ‏:‏ ما تنزِعه المرأة من مِغْزَلِها إذا بلغت المقدار‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال للرجلين جاءا في نِقَافٍ واحد ونِقابٍ واحدٍ إذا جاءا في مكان واحد‏.‏ وقال أبو سعيد‏:‏ معناه جاءا مُتساويين لا يتقدم أحدهما الآخر، قال‏:‏ وأصله الفَرخان من بيضة واحدة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ رجل مُنقَّف العِظام‏:‏ أي باديها‏.‏

وانْتَقَفْتُ الشيء‏:‏ استخرجته‏.‏

وقال الليث‏:‏ المُنَاقَفَةُ‏:‏ هي المُضاربة بالسيوف على الرؤوس، ومنه قول امرئ القيس حين أُخْبر وهو يشرب بقتل أبيه‏:‏ اليوم يوم قِحَافٍ وغذا يوم نِقَلفٍ، اليوم خمر، وغدًا أمر‏.‏

والتركيب يدل على استخراج شيء عن شيء بإيلام‏.‏

نكف

ابن دريد‏:‏ نَكِفَ الرجل عن الأمر‏؟‏ بالكسر- يَنْكَفُ نَكَفاُ‏؟‏ بالتريك-‏:‏ إذا أنِفَ منه، فهو ناكِفٌ‏.‏

قال‏:‏ وَيَنْكَف‏:‏ موضع‏.‏

قال‏:‏ ويَنْكَفُ‏:‏ اسم ملك من ملوك حِمْيَر‏.‏ وقال ابن الكلبي في نسب حِمْيَر‏:‏ فمن ذي أصبح‏:‏ أبرهة بن الصباح بن لَهِيعة بن شيبة الحمد بن مرثَد الخير بن ينكفَ بن ينِف بن معدي كَرب بن مضحى‏؟‏ وهو عبد الله- بن عمرو بن ذي أصبح‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ نَكَفْتُ‏؟‏ بالفتح-‏:‏ لُغة في نَكِفْتُ‏؟‏ بالكسر-‏.‏

وذاةُ نَكِيْفٍ‏:‏ موضِع‏.‏

ويوم نَكِيْفٍ‏:‏ من أيامهم، كانت فيه وقعة بين قريش وبني كِنانة، وهو من ناحية يلَمْلَم، فهومَت قريش عبد المطلب، قال ابن شُعلة الفِهري‏:‏

فللهِ عَيْنا مَنْ رَأى من عِصَابَةٍ *** غَوَتْ غَيَّ بَكْرٍ يَوْمَ ذاةِ نَكِيْفِ

أناخُوا إلى أبْياتِنا ونِسائنا *** فكانوا لنا ضَيْفًا لِشَرِّ مِضيْفِ

ونَكَفْتُ الغيث أنكُفُه‏؟‏ بالضم- نَكْفًا‏:‏ إذا أقطعته، وذلك إذا انقطع عنك، وهذا غيث لا يُنْكف، ورأينا غيثا ما نَكَفه أحد سار يومًا ولا يومين‏:‏ أي ما أقطعه‏.‏

وفلان بحر لا يُنكَفُ‏:‏ أي لا يُنْزَح‏.‏

ونَكَفْتُ الدمع أنْكُفُه‏؟‏ أيضًا-‏:‏ إذا نحَّيتَه عن خدِّك بإصبَعِك‏.‏

ونَكَفْتُ أثره نَكْفًا‏:‏ وذلك إذا علا ظَلَفًا من الأرض لا يؤدي أثرًا فاعترضْته في مكان سهلٍ‏.‏

ونَكَفْتُ عن الشيء‏:‏ عَدَلْت، مثل كَنَفْتُ‏.‏

وجاءنا جيش لا يُنْكَفُ‏:‏ أي لا يُبلَغ آخره ولا يُقْطَع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْكَفُ‏.‏ لا يُكّتُّ‏:‏ أي لا يُحصى، وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ح ر ش ف‏.‏

والنَّكَفُ‏؟‏ بالتحريك- جمْعُ نَكَفَةٍ‏:‏ وهي غُدة صغيرة في أصل اللحي بين الرّأدِ وشحْمة الأذن، وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

فَطَوَّحَتْ بِبَضْعَةٍ والَطْنُ خِفّْ *** فَقَذَفَتْها فأبَتْ لا تَنْقَذِفْ

فَحَرَّفَتْها فَتَلَقّاها النَّكَفْ ***

وقال أبو الغوث‏:‏ النَّكفَتان‏:‏ اللهْزِمتان‏.‏

والنُّكاف‏؟‏ بالضم-‏:‏ ورم يكون في نَكَفَتي البعير، قال‏:‏ وهو داء يأخذها في حُلُوقها فيقتلها قتلًا ذريعًا، والبعير مَنكوف، والناقة مَنْكوفة‏.‏

وأنْكَفْتُه‏:‏ نزَّهتُه عمّا يُستنكف منه‏.‏ وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أنه سُئل عن قول سبحان الله فقال‏:‏ إنْكافُ الله من كل سوء‏.‏ أي تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأضداد‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ نَكَّفَتِ الإبل تَنْكيفًا‏:‏ إذا ظهرت نَكَفَاتُها، فهي مُنَكِّفَة‏.‏

وأنْتَكَفْتُ الغيث‏:‏ أقطعْتُه، وذلك إذا انقطع عنك، مثل نَكَفْتُه‏.‏

وأنْتَكَفْتُ أثره‏:‏ مثل نَكَفْتُه‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الانْتِكافُ‏:‏ الخروج من أمر إلى أمر أو أرض إلى أرض‏:‏ تقول‏:‏ ضرب هذا فانْتَكَفَ فضرب هذا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ انْتَكَفْتُ له فَضَرَبْته‏:‏ أي مِلْت عليه، وأنشد‏:‏

لمّا انْتَكَفْتُ له فَوَلّى مُدْبِرًا *** كَرْنَفْتُهُ بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ

والانْتِكَافُ‏:‏ الانْتِكاثُ والانْتِقاضُ‏:‏ قال أبو النجم‏:‏

ما بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِكافا *** بَعْدَ التَّعَزّي اللَّهْوَ والإيجافا

وتناكَفَ الرجُلان الكلام‏:‏ إذا تعاوَرَاه‏.‏

والاسْتِنْكاف‏:‏ الاسْتِكبار‏.‏ وقال الزَّجّاج في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَنْ يَسْتَنْكِفَ المَسِيْحُ أنْ يكونَ عَبْدًا للهِ‏}‏ أي ليس يستنكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون لأنه أكثر من البشر‏.‏ قال الزَّجّاج؛ قال ومعنى لن يستنكف‏:‏ لن يأنف، وقيل‏:‏ لن ينْقَبض ولن يمتنع عن عبودة الله‏.‏

والتركيب يدل على قطع شيء وتنحيته، وعلى عضو من الأعضاء، ثم يُقاس عليه‏.‏

نوف

ابن الأعرابي‏:‏ النَّوْفُ‏:‏ السنام العالي، والجمْع‏:‏ أنواف، قال‏:‏

جارِيَةٌ ذاةُ حِرٍ كالنَّوْفِ *** مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُهُ بِحَوْفِ

يا لَيْتَني أشِيْمُ فيها عَوْفي ***

قال‏:‏ النَّوْفُ‏:‏ بُظارَة المرأة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ ربما ُمي ما تقطعه الخافِضة من الجارية نَوْفًا؛ زعموا‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ قرأتُ في كتاب نُسِب إلى المُؤرِّج غير مسموع لا أدري ما صحّته‏:‏ النَّوْف‏:‏ المصُّ من الثَّدي‏.‏

والنَّوْفُ‏:‏ الصوت، يقال‏:‏ نافَتِ الضَّبُعةُ تَنُوْفُ نَوْفًا‏.‏

ونَوْفُ بن فَضالة البِكالي‏:‏ من التابعين‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ بنو نوْف‏:‏ بطن من العرب، أحسِبه من همدان‏.‏

ونافَ البعير ينُوفُ نَوفًا‏:‏ إذا طال وارتفع‏.‏

ويَنُوْفى، وقيل‏:‏ تَنُوْفى وتَنُوْف‏:‏ هضبة في جبلي طضيِّءٍ، وبالوجوه الثلاثة يروى قول امرئ القيس‏:‏

كأنَّ دِثارًا حَلَّقَتْ بِلَبُوْنِهِ *** عُقَابُ تَنُوفى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ

والقَوَاعِلُ‏:‏ موضِع في جبلي طِّيءٍ، ودِثار‏:‏ اسم راعي امرئ القيس‏.‏

وعبد مَناف‏:‏ أبو هاشم وعبد شمس والمطلب وتُمَاضر وقلابة‏.‏ ومَناف‏:‏ صنم، والنِّسبة إلى عبد مناف‏:‏ مَنَافيّ، والقياس‏:‏ عبدي، إلاّ أنهم عدلوا عن القياس لإزالة اللَّبْس‏.‏

ومَنُوْفُ‏:‏ من قرى مِصْر القديمة‏.‏

وجمل نِيَاف وناقَة نِيَاف‏:‏ أي طويل وطويلة في ارتفاع، والصل نِوافٌ، قال السَّرندي التيمي‏:‏

أفْرِغْ لأمْثالِ مَعا إلاَفِ *** يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيَافِ

وكذلك جبل نِيَاف، قال امرؤ القيس‏:‏

وكُنْتُ إذا ما خِفْتُ يَومًا ظُلامَةً *** فإنَّ لها شِعْبًا بِبُلْطَة زَيْمَرا

نِيَافًا تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِهِ *** يَظَلُّ الضَّبَابُ فوقَهُ تَعَصَّرا

وقال بعضهم‏:‏ جمل نَيّاف‏؟‏ على فَيْعالٍ-، وأصله نَيْوَافٌ، قال‏:‏

يَتْبَعْنَ نَيّافَ الضُّحى عُرَاهِلا ***

العُرَاهِلُ‏:‏ التام الخلْقِ‏.‏

والنَّيِّفُ‏:‏ الزيادة يُخفف ويُثقّل، وأصله نَيْوِف‏.‏ يقال‏:‏ عشرة ونَيِّف، ومائة ونَيِّف، وكل ما زاد على العقد فهو نَيِّف حتى يبلغ العقد الثاني‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ النَّيِّفُ‏:‏ الفَضل، يقال‏:‏ ضَعِ النَّيِّفَ في موضعه، وأنشد ابن فارس‏:‏

وَرَدْتُ بِرَابِيَةٍ رَأسُها *** على كُلٍّ رابِيَةٍ نَيِّفُ

وقال الأزهري‏:‏ لغة رديئة‏:‏ عشرون ونَيْف‏؟‏ مُخفَّفًا-‏.‏ وقال أبو العباس‏:‏ الذي حصَّلناه من أقاويل حُذّاق البصريين والكوفيين أنّ النَّيِّفَ من واحدة إلى ثلاث، قال‏:‏ والبِضْعُ من أربع إلى تسع‏.‏

ويقال‏:‏ نافَ وأنافَ‏:‏ إذا اشرف‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ يقال لكل مُشرف على غيره‏:‏ إنّه لَمُنِيْفٌ، وقد أنافَ، وأنشد لَطَرفَة بن العبد يصِف إبلًا‏:‏

وأنافَتْ بِهَوادٍ تُلُعٍ *** كجُذُوْعٍ شُذِّبَتْ عنها القُشُرْ

والمُنِيْفُ‏:‏ جبل، قال صخر الغي الهذلي يصف سحابًا‏:‏

فَلَمّا رأى العَمْقَ قُدّامَهُ *** ولمّا رَأى عَمَرًا والمُنِيْفا

أسَالَ من اللَّيْلِ أشْجَانَهُ *** كأنَّ ظَوَاهِره كُنَّ جُوْفا

ويروى‏:‏ ‏"‏عَمْقَ‏"‏، وعمر‏:‏ جبل يصب في مسيل مكة حرسها الله تعالى‏.‏

والمُنِيْفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ حِصن في جبل صَبِر من أعمال تَعِزَّ باليمن‏.‏

والمُنِيْفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ حِصن من أعمال لَحْج قُرب عدن أبْيَن‏.‏

والمُنِيْفَةُ‏:‏ ماءة‏:‏ لتَمِيْم على فَلْج بين نجد واليمامة، قال‏:‏

أقُوْلُ لصاحِبي والعِيْسُ تَهْوي *** بِنا بَيْنَ المُنِيْفَةٍ فالضِّمَارِ

تَمَتَّعْ من شَمِيْمِ عَرَارِ نَجْدٍ *** فما بَعْدَ العَشِيَةِ من عَرَارِ

وأنافَتِ الدراهم على المائة‏:‏ أي زادت‏.‏

ونَيَّفَ فلان على الستين ونحوها‏:‏ إذا زاد عليها‏.‏

وبعضهم أفرد تركيب ن ي ف عن تركيب ن و ف، والصحيح أن كل ذلك واوِيٌّ‏.‏ وذلك يدل على الارتفاع والزيادة‏.‏

نهف

ابن الأعرابي‏:‏ النَّهْفُ‏:‏ التَّحَيُّرُ‏.‏

وثف

ابن دريد‏:‏ وَثَفَ القِدر يَثفُها، وأوْثَفَها يُوْثِفُها؛ ووَثَّفَها يُوْثِّفُها‏:‏ إذا جعل لها أثافيَّ، مثل ثَفَّيْتُها‏.‏

وجف

وجَفَ الشيء‏:‏ أي اضطرب، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قُلُوبٌ يَوْمَئذٍ واجِفَة‏}‏ قال الزَّجّاج‏:‏ أي شديدة الاضطراب، فهو يَجِف وَجْفًا ووَجِيْفًا ووُجُوْفًا‏.‏

والوَجْفُ والوَجِيْفُ‏:‏ ضَرب من سير الخيل والإبل، قال العجّاج‏:‏

ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مِمّا وَجَفا *** طَيَّ اللَّيالي زُلَفًا فَزُلَفا

سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا ***

وأوجَفَها صاحبها، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا رِكَابٍ‏}‏ أي ما أعمَلْتُم‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ اسْتَوْجَف الحب فُؤاد‏:‏ إذا ذهب به، وأنشد لأبي نُخَيلة‏:‏

ولَكِنَّ هذا القَلْبَ قَلْبٌ مُضَلَّلٌ *** هَفا هَفْوَةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ

وهو في شعر أبي نُخيلة ‏"‏فاسْتَوْخَفَتْه‏"‏ بالخاء المُعجمة؛ وقال في شرح البيت‏:‏ اسْتَوْخَفَتْه‏:‏ ذهبت به؛ واسْتَوْخَفَ الدهر ماله‏.‏ هذا آخر ما في شرح البيت‏.‏

والتركيب يدل على اضطراب شيء‏.‏

وحف

الليث‏:‏ الوَحْفُ‏:‏ الشَّعَر الكثير الأسود، ومن النَّبات‏:‏ الرَّيان‏.‏ تقول‏:‏ وَحُفَ‏؟‏ بالضم- يَوْحُفُ وَحافَةً ووُحُوفَةً، قال ذو الرُّمة يَصف نبتًا‏:‏

وَحْفٌ كأنَّ النَّدى والشَّمْسُ ماتِعَةٌ *** إذا تَوَقَّدَ في أفْنانِهِ التُّوْمُ

والوَحْفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ الجناح الكثير الريش‏.‏

ويقال‏؟‏ أيضًا-‏:‏ شعَر وَحَفٌ‏؟‏ بالتحريك-‏.‏

والوَحْفَاءُ‏:‏ أرض فيها حجارة سود وليست بِحرَّة؛ عن الفرّاء‏.‏ والجمْع الوَحَافى‏.‏ وقال غيره‏:‏ الوَحْفَاء‏:‏ الحمراء من الأرض‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ المَوْحفُ‏:‏ الذي ليس له ذَرىً‏.‏

والوُحَيْفُ‏؟‏ مُصغرًا-‏:‏ فَرَس عُقيل بن الطُّفيل، قال جبّار بن سَلمى بن مالك بن جعفر بن كِلاب‏:‏

يَدْعُو عُقَيْلًا وقد مَرَّ الوُحَيْفُ بِهِ *** على طُوَالَةَ يَمْري الرَّكْضَ بالعَقِبِ

ووَحْفَةُ‏:‏ فرس عُلاثَة بن جُلاسِ بن مُخرِّبَةَ التميمي، وهو القائل فيها‏:‏

ما زِلْتُ أرْمِيْهِمْ بوَحْفَةَ ناصِبا *** لهم صَدْرَها وحَدَّ أزْرَقَ مِنْجَلِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ الوَحْفَة‏:‏ الصخرة السوداء، والجمْع‏:‏ وِحاف‏.‏

ووِحَاف القَهْر‏:‏ مَوضِع، قال لبيد رضي الله عنه‏:‏

فَصُوَايِقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ *** منها وِحَافُ القَهْرِ أو طِلْخَامها

والوَحْف‏:‏ فرس عامر بن الطُّفيل، وهو القائل فيه يوم الرَّقم‏:‏

وتَحْتي الوَحْفُ والجِلْوَاظُ سَيْفي *** فكيْفَ يَمَلُّ من لَوْمي المُلِيْمُ

ووَحفَ الرجل وَحْفًا‏:‏ إذا ضرب بنفسه الأرض، وكذلك البعير ومَواحِفُ الإبل‏:‏ مَبَارِكها، وناقة مِيْحَافٌ‏:‏ لا تُفارِق مبركها‏.‏

وقال النَّضْر‏:‏ وَحَفَ‏:‏ دَنا‏.‏

والواحِف‏:‏ الغَرْب تنقطع منه وذمتان ويتعلق بوذمتين‏.‏

وواحِف‏؟‏ أيضًا-‏:‏ موضِع، قال ثعلبة بن عمرو العبْقَسي‏:‏

لمَنْ دِمَنٌ كأنَهُنَّ صَحَائفُ *** قِفَارٌ خَلا منها الكَثِيْبُ فَوَاحِفُ

وواحِفَانِ‏:‏ موضع آخر، قال ذو الرُّمة يصف حمارًا رعى هذين الموضعين‏:‏

عَنَاقَ فأعْلى واحِفَيْنِ كأنَّهُ *** من البَغْيِ للأشْبَاحِ سِلْمٌ مُصَالِحُ

أي رعى عَناق‏.‏ وقال أوس بن حجر‏:‏

فَبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّخَالُ تَعَذَّرَتْ *** فَمَعْقُلَةٌ إلى مَطَارِ فَوَاحِفُ

تعذّرت‏:‏ تغيرت، والعاذِر الأثر‏.‏

والوَحِيْف‏:‏ موضع كانت تُلقى به الجِيَف بمكة حرسها الله تعالى‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ وَحَفَ فلان إلى ‏"‏فلان‏"‏ إذا قصده ونزل به، وأنشد‏:‏

لا يَتَّقي اللهَ في ضَيْفٍ إذا وَحَفا ***

وَوَحَفَ وَحْفًا وأوْحَفَ‏:‏ أسرع‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ مُناخ مُوْحِف‏:‏ إذا أوْحَفَ البارك وعاداه‏.‏

وقال غيره‏:‏ وَحَّفَ تَوْحِيْفًا‏:‏ إذا أسرع، مثل وَحَفَ وأوْحَفَ‏.‏

والمُوَحَّفُ‏:‏ البعير المهزول، قال العجّاج‏:‏

جَوْنٍ تَرى فيه الجِبَالَ خُشَّفا *** كما رَأيْتَ الشّارِفَ المُوَحَّفا

وقال أبو عمرو‏:‏ التَّوْحِيْف‏:‏ الضرب بالعصا‏.‏

والتَّوْحيْف‏:‏ ضرْب البعير بنفسه الأرض‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ التَّوْحِيْف‏:‏ توفير العضو من الجَزُور‏.‏

والتركيب يدل على سواد في شيء‏.‏

وخف

وخَفْتُ الخِطْمِيَّ وَخْفًا‏:‏ أي ضربتُه حتى تلوَّج‏.‏

والمِيْخَف‏:‏ الإناء يُوخَف فيه، والمُدْهُن أيضًا‏.‏

والوضخِيْف والوَخِيْفَة‏:‏ ما أوْخَفْتَه منه‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ الوَخِيْفَة‏:‏ من طعام الأعراب أقِط مطحون يُذر على ماء ثم يُصب عليه السمن ويَضرب بعضه ببعض؛ ثم يؤكل‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ الوَخِيْفَة‏:‏ التمر يُلقى على الزُّبد فيُؤكل، والوَخِيْفَة شَبِيهة بالتَنافِيظ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الوَخِيْفة‏:‏ الخَزِيرة؛ واللبن أيضًا‏.‏

وصار الماء وَخِيْفة‏:‏ إذا غلب الطين على الماء‏.‏

وقال العُزيزي‏:‏ الوَخِيْفَة‏:‏ بَتُّ الحائك، لغة يمانية‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ وَخَفْتُ السّوِيق‏:‏ مثل وَخَفْتُ الخِطْمي‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ وَخِفَ الخِطْميُّ‏؟‏ بالكسر-‏:‏ تتَلَزَّج‏.‏

وقال غيره‏:‏ وَخَفْتُه‏:‏ ذكرته بقبيح أو لطَخْتُه بدنس يبقى عليه أثره‏.‏

والوَخْفَةُ‏:‏ شبيهة بالخريطة من أدَمٍ‏.‏

وأوْخَفْتُه‏:‏ مثل وَخَفْتُه‏.‏

ويقال للأحمق‏:‏ أنه لَمُوْخِف أو يُوْخِف زِبْلَه كما يُوْخَف الخِطْميّ‏.‏ ويقال له العجّان‏؟‏ أيضًا- وهو من كِنايتهم‏.‏

وأوْخَفَ وأوْحَفَ وأوْجَفَ‏:‏ أسرع‏.‏

واتَّخَفَتْ رِجلي‏:‏ أي زَلّت، والأصل‏:‏ اوتَخَفَتْ‏.‏

ودف

وَدَفَ الشحم‏:‏ إذا ذاب وسال‏.‏

ووَدَفَ الإناء‏:‏ إذا قَطَر‏.‏

والوَدْفَةُ والوَدِيْفَةُ‏:‏ الروضة الخضراء من نَبت، يقال‏:‏ أصبحت الأرض وَدْفَة واحدة‏:‏ إذا اخضرّت كلها وأصَبَت‏.‏ وقال أبو صاعد‏:‏ يقال‏:‏ وَدِيْفة من بَقلٍ ومن عُشب؛ وضَغِيْغَة من بَقْل ومن عُشب‏:‏ إذا كانت الروضة ناضِرة مُتَخَيِّلة‏.‏ ويقال‏:‏ حَلُّوا في وَدِيْفة مُنْكَرَة وفي غَذِيمة منكرة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الوَدَفة‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ النَّصي والصِّلّيان‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الوَدَفة والوَذَفَة والوَذَرة‏:‏ بُظَارَة المرأة‏.‏

والوُدَافُ والوَُاف‏؟‏ بالدال والذال-‏:‏ أصل تسميتهم الذكر أُدَافًا لما يَدِف منه‏:‏ أي يقطر من المني والمَذي والبول، مثل وُقِّتَت وأُقِّتَت، وقلب الواو المضمومة همزة قياس مُطَّرِد‏.‏

ووَدَفْت له العطاء‏:‏ أي أقْلَلْته‏.‏

وقال الليث‏:‏ استوْدَفت لبنًا في الإناء ونحوه‏:‏ إذا فتحت رأسه فأشرفت عليه‏.‏

وقال غيره‏:‏ اسْتَوْدَفْت الشَّحمة‏:‏ أي استقَطْتُها‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اسْتَوْدَفْت الخبر‏:‏ إذا بحثْتَ عنه‏.‏

واسْتيْدَاف المرأة‏:‏ هو أن تجمع ماء الرجل في رحمها‏.‏

واستودف النبت‏:‏ أطال‏.‏

وهو يَتَوَدّضفُ الأخبار ويتوكَّفها‏.‏

وقال العزيزي‏:‏ تَوَدَّفَتِ الأوعال فوق الحبل‏:‏ كأنها أشْرَفت عليه‏.‏

وذف

في حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنه نزل بأم معبد‏؟‏ رضي الله عنهما- وَذْفَان مخرجه إلى المدينة‏.‏ أي حِدْثان مَخرجِه وسرعان مَخْرَجِه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الوَذَفَة‏:‏ بُظارَة المرأة‏.‏

ووذَفَ‏:‏ أي سال؛ مثل وَدََ‏.‏

ويقال‏:‏ مرّ يُوَذِّف تَوْذِيْفًا ويتوَذّف‏:‏ إذا مرّ يُارب الخطو ويُحرك منكبيه ويتبخر‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ أن ابن عمر‏؟‏ رضي الله عنهما- مر بعبد الله بن الزُّبير‏؟‏ رضي الله عنهما- مر بعبد الله بن الزبير‏؟‏ رضي الله عنهما- مَصْلوبا فوقف فقال‏:‏ السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما عَلمت صوّامًا قوّامًا وصُوْلًا للرحم، أما والله لأمة أنت شرُّها لأمة سوء‏.‏ ثم نفذَ عبد الله بن عُمر‏؟‏ رضي الله عنهما-، فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأُنزل عن جذْعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماء بنت أبي بكر‏؟‏ رضي الله عنهما- فأبَتْ أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول‏:‏ لتأتِنَّني أو لأبعثَنَّ إليك من يَسحبُك بقرونِك، فأبَت وقالت‏:‏ والله لا آتيك حتى تَبْعَث إليَّ من يسحَبُني بقروني، فقال‏:‏ أروني سِبْتِيَّتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف حتى دخل عليها، فقال‏:‏ كيف رأيتني صنعت بعدو الله‏؟‏‏!‏، قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له‏:‏ يا ابن ذاة النَّطاقين، أنا والله ذاةُ النِّطاقين‏:‏ أما أحدهما فكُنتُ أرفع فيه طعام رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- وطعام أبي بكر‏؟‏ رضي الله عنه- من الدواب؛ وأما الآخر فنِطاق المرأة الذي لا ستغني عنه، أما إن رسول الله‏؟‏ صلى الله وعليه وسلم- حدّثنا أن في ثقيف كذّابًا ومُبيرًا‏:‏ أما الكذّب فرأيناه وأما المُبير فلا أخالك إلاّ إيّاه‏.‏ فقام عنها ولم يُرجِعها‏.‏

وكان أبو عبيدة يقول‏:‏ التَّوّذُّف‏:‏ الإسراع، لقول بشر بن أبي خازم‏:‏

يُعْطي النَّجَائبَ بالرَّحَالِ كأنَّها *** بَقَرٌ الصَّرائمِ بالرَّحالِ تَوَذَّفُ

وقال ابن عبّاد‏:‏ المتُوَذِّقة من النساء‏:‏ هي المُتوزمِرة يعني تحريكها ألواحها في المَشي‏.‏

ورف

الفَرّاء‏:‏ ظِلٌّ وارِف‏:‏ أي واسع، وقد ورَفَ يَرِفُ وَرْفًا ووَرِيْفًا ووُرُوْفًا‏:‏ أي اتَّسع، وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

وأحْوى كأيْمِ الضّالِ أطْرَقَ بَعْدَما *** حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ

وورَفَ النَّبْت‏:‏ إذا اهتَزّ، فهو وارِف‏:‏ أي ناَضِر رَفّاف شديد الخُضْرة‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ يُقال لما رقَّ من نواحي الكبد‏:‏ الوَرْف‏.‏

ويقال‏:‏ إنّ الرُّفة التِّبن مُخففة، والنّاِص واو من أوّلها‏.‏ وفي المثل‏:‏ هو أغنى من التُّفَةِ عن الرُّفة‏.‏ في إحدى الروايات‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الرِّفَة‏؟‏ بوزْن العِدة- النّاضر من النَّبت، يقال‏:‏ رِفَة تَرِف‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أوْرَفَ الظِّلّ ووَرَّف تَوْرِيْفًا‏:‏ إذا طال وامتد؛ مثل وَرَفَ وَرْفًا‏.‏

وقال غيره‏:‏ وَرَّفْتُ الشيء‏:‏ مَصِصْتُه، والأرض‏:‏ قسمْتها؛ مثل أرَّفْتُها‏.‏

والتركيب يدل على رِقَّة ونَضْرَة‏.‏

وزف

وزَفَ يَزِف وَزِيْفًا‏:‏ أي أسْرع، ومنه قِراءة أبي حَيوَةَ‏:‏ ‏{‏فأقْبَلُوا إليه يَزِفُونَ‏}‏ بتخفيف الفاء‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ وَزَفْتُه أزِفه وَزْفًا‏:‏ إذا استعجلتَه‏؟‏ لُغة يمانية-، فعلى هذا وَزَف لازم ومُعتدٍّ‏.‏

والتَّوَازُف‏:‏ المُناهَدة في النَّفقات، يقال‏:‏ تَوَازَفوا بينهم، قال المُرَقِّش الأكبر‏:‏

عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحى *** مَشَايِيْطُ للأبْدَانِ غَيْرِ التَّوَازِفِ

ويروى‏:‏ ‏"‏التَّوَارِفِ‏"‏ من التُّرْفَةِ والدَّعَةِ، أي ليسوا كذلك، ليسوا أصحاب لزوم للبيوت ولا دَعة، هم في إغارة وطلب ثأر وكفِّ نازلة وخدمة ضيف‏.‏

وسف

الليث‏:‏ الوَسْفُ‏:‏ تَشقُّقٌ يبدو في فَخِذ البعير وعجزه أول ما يبدو عند السِّمن والاكْتِناز؛ ثم يَعُمُّ في جسده فيتَوسَّف جِلْدُه، ورُبَّما توسَّف من داء أو قُوباءٍ‏.‏

والتّوسِيف‏:‏ التَّقشير؛ عن الفرّاء‏.‏ وتمرة موسَّفة‏:‏ أي مُقشَّرة‏.‏ والتَّوَسُّف‏:‏ التقشُّر‏.‏

وقال ابن السكِّيت يقال للقَرْح والجُدري إذا يبس وتقشَّر وللجرَب‏؟‏ أيضًا- في الإبل إذا قَفَل‏:‏ قد توسّف جلده وتقَشْقَش جلده وتقشّر جلده، كلّه بمعنى، قال الأسود بن يَعْف النَّهشلي‏:‏

وكُنْتَ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مُوْلَعًا *** بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تَوَسَّفِ

وقال ابن فارس‏:‏ يقال تَوَسَّفَتِ الإبل‏:‏ إذا أخصبت وسمِنت وسقط وبرها الأول ونبت الجديد‏.‏

وصف

وَصَفْتُ الشيء وَصْفًا وصِفَةً، والهاء عِوضٌ من الواو‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَجْزيهم وصْفَهم‏}‏ أي جَزاء وَصفهم الذي هو كَذب‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واللهُ المُسْتَعانُ على ما تَصِفُوْنَ‏}‏ أي تكذبون‏.‏

وفي حديث عمر‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ لا تُلْبِسوا نِساءكم الكَتّان أو القَبَاطيَّ فإنه إلاّ يشِفَّ فإنّه صِف‏.‏ أي يصِفها الثوب الرقيق كما يصِف الرجل سِلعته‏.‏

والصِّفة‏:‏ كالعلم والجهل والسَّواد والبياض‏.‏ وأمّا النحويون فليس يريدون بالضفة هذا، لأن الصفة عندهم هي النعت؛ والنّعت هو اسم الفاعل أو المَفْعُوْل نحو ضارب ومَضروب أو ما يرجِع إليهما من طريق المعنى نحو مِثل وشِبه وما يجري مَجرى ذلك، تقول‏:‏ رأيت أخاك الظّريف، فالأخ هو الموصوف والظَّرِيف هو الصفة، فلها قالوا‏:‏ لا يجوز أن يُضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يُضاف إلى نفسه، لأن الصّفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ‏.‏

وقول الشَّمّاخ يصف ناقة‏:‏

إذا ما ادْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاها *** لها الإدْلاجَ لَيْلَة لا هُجُوْعِ

يريد‏:‏ أجادَتِ السير، وقيل‏:‏ معناه إذا أدْلَجَت سارت الليل كُلَّه فذلك وصفُها يديها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ رجل وصّاف‏:‏ عارِف بالوصف‏.‏

قال‏:‏ والوصّاف‏:‏ رجل من سادات العرب، سُمي الوصّاف لحديث له‏.‏ وقال غيره‏:‏ اسمه مالك ب عامر، ومن ولده عُبيد الله بن الوليد الوصّافي‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ وصَف المُهْر‏:‏ إذا توجَّه لشيء من حُسن السِّيرة‏.‏

والوَصِيف‏:‏ الخادِم؛ غُلاما كان أو جارية‏.‏ ومنه قول النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ كيف تصْنَع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف‏.‏ قال شَمْر‏:‏ يقول‏:‏ يكثُر الموت حتى يصير موضِع قبرِ بعبد من كثرة الموت، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة‏.‏ يقال‏:‏ وَصُف الغلام‏؟‏ بالضم-‏:‏ إذا بلغ الخدمة؛ وصافةً، والجمْع‏:‏ الوُصفاء‏.‏ وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أنه بعث سرية فنهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ ربما قالوا للجارية وصيفة، والجمْع‏:‏ الوصَائف‏.‏ والإيصَافُ‏:‏ الوَصَافة، يقال‏:‏ جارية بيِّنَة الإيصافِ كما يقال بيِّنة الوَصَافة‏.‏

وتواصفوا الشيء‏:‏ من الوَصْف‏.‏

واتَّصف الشيء‏:‏ أي صار موصوفًا، قال طرَفةُ بن العبد‏:‏

إنّي كَفانيَ من أمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ *** جارٌ كَجارِ الحُذَاقيِّ الذي اتَّصَفا

أي صار موصوفًا بحسن الجوار‏.‏

واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي‏:‏ إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به‏.‏

ونهى رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- عن بيع المواصَفَة‏.‏ قال القُتَبيُّ‏:‏ هو أن يبِيع ما ليس عنده ثم يَبتَاعه فَيدفَعه إلى المُشتري، قيل له ذلك لأنه باعَه بالصّفة من غير نَظرٍ ولا حيازة مِلْك‏.‏

والتركيب يدل على تحلية الشيء‏.‏

وضف

الخارْزَنجي‏:‏ الأيضًافُ‏:‏ الإيْجَافُ في الرَّكْضِ‏.‏ وقال أبو تُراب‏:‏ يقال أوضَعَتِ الناقة وأوْضَفَتْ‏:‏ إذا خبَّت، وأوضَفْتُها أنا فَوَضَفَت‏:‏ مثل أوضَعَتُها فَوَضَعَتْ‏.‏