فصل: تفسير الآية رقم (46):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآية رقم (46):

{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)}
لما أطلعه على سماجة صورة أمره، وهدم مذهبه بالحجج القاطعة، وناصحه المناصحة العجيبة مع تلك الملاطفات، أقبل عليه الشيخ بفظاظة الكفر وغلظة العناد، فناداه باسمه، ولم يقابل {يا أبت} ب (يابنيّ)، وقدّم الخبر على المبتدأ في قوله: {أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ الِهَتِى ياإبراهيم} لأنه كان أهمّ عنده وهو عنده أعني، وفيه ضرب من التعجب والإنكار لرغبته عن آلهته، وأن آلهته، ما ينبغي أن يرغب عنها أحد. وفي هذا سلوان وثلج لصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يلقى من مثل ذلك من كفار قومه {لأَرْجُمَنَّكَ} لأرمينك بلساني، يريد الشتم والذمّ، ومنه (الرجيم) المرميّ باللعن. أو لأقتلنك، من رجم الزاني. أو لأطردنك رمياً بالحجارة. وأصل الرجم: الرمي بالرجام {مَلِيّاً} زمانا طويلاً من الملاوة: أو ملياً بالذهاب عني والهجران قبل أن أثخنك بالضرب، حتى لا تقدر أن تبرح. يقال: فلان مليّ بكذا، إذا كان مطيقاً له مضطلعاً به.
فإن قلت: علام عطف {واهجرنى}؟ قلت: على معطوف عليه محذوف يدل عليه {لأَرْجُمَنَّكَ} أي فاحذرني واهجرني، لأن {لأَرْجُمَنَّكَ} تهديد وتقريع.

.تفسير الآيات (47- 48):

{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)}
{قَالَ سلام عَلَيْكَ} سلام توديع ومتاركة، كقوله تعالى: {لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم سلام عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى الجاهلين} [القصص: 55] وقوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً} [الفرقان: 63] وهذا دليل على جواز متاركة المنصوح له والحال هذه. ويجوز أن يكون قد دعا له بالسلامة استمالة له. ألا ترى أنه وعده الاستغفار.
فإن قلت: كيف جاز له أن يستغفر للكافر وأن يعده ذلك؟ قلت: قالوا أراد اشتراط التوبة عن الكفر، كما ترد الأوامر والنواهي الشرعية على الكفار والمراد اشتراط الإيمان، وكما يؤمر المحدث والفقير بالصلاة والزكاة ويراد اشتراط الوضوء والنصاب. وقالوا: إنما استغفر له بقوله: {واغفر لأَِبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} [الشعراء: 86] لأنه وعده أن يؤمن. واستشهدوا عليه بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأَِبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] ولقائل أن يقول: إنّ الذي منع من الاستغفار للكافر إنما هو السمع، فأمّا القضية العقلية فلا تأباه، فيجوز أن يكون الوعد بالاستغفار والوفاء به قبل ورود السمع، بناء على قضية العقل، والذي يدل على صحته قوله تعالى: {إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَِبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} [الممتحنة: 4] فلو كان شارطاً للإيمان لم يكن مستنكراً ومستثنى عما وجبت فيه الأسوة. وأمّا (عن موعدة وعدها إياه) فالواعد هو إبراهيم لا آزر، أي: ما قال: (واغفر لأبي) إلا عن قوله: (لأستغفرنّ لك) وتشهد له قراءة حماد الراوية: وعدها أباه. والله أعلم {حَفِيّاً} الحفيّ: البليغ في البر والإلطاف، حفي به وتحفى به {وَأَعْتَزِلُكُمْ} أراد بالاعتزال المهاجرة إلى الشام. وأدعو ربي المراد بالدعاء العبادة، لأنه منها ومن وسائطها. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «الدعاءُ هُوَ العبادةُ» ويدل عليه قولُه تعالى: {فَلَمَّا اعتزلهم وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} ويجوز أن يراد الدعاء الذي حكاه الله في سورة الشعراء. عرّض بشقاوتهم بدعاء آلهتهم في قوله: {عسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّى شَقِيًّا} مع التواضع لله بكلمة {عَسَى} وما فيه من هضم النفس.

.تفسير الآيات (49- 50):

{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)}
ما خسر على الله أحد ترك الكفار الفسقة لوجهه، فعوّضه أولاداً مؤمنين أنبياء. {مِن رَّحْمَتِنَا} هي النبوّة عن الحسن.
وعن الكلبي: المال والولد، وتكون عامّة في كل خير ديني ودنيوي أوتوه. لسان الصدق: الثناء الحسن. وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية. قال:
إنِّي أتَتْنِي لِسَانٌ لاَ أُسَرُّ بِهَا

يريد الرسالة. ولسان العرب: لغتهم وكلامهم. استجاب الله دعوته {واجعل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِي الأخرين} [الشعراء: 84] فصيره قدوة حتى ادّعاه أهل الأديان كلهم. وقال عز وجل: {مّلَّةَ أَبِيكُمْ إبراهيم} [الحج: 78] و{مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفاً} [البقرة: 135]، {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتبع مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا} [النحل: 123] وأعطى ذلك ذرّيته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم، كما أعلى ذكره وأثنى عليه.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}
المخلص- بالكسر-: الذي أخلص العبادة عن الشرك والرياء. أو أخلص نفسه وأسلم وجهه لله. وبالفتح: الذي أخلصه الله. الرسول: الذي معه كتاب من الأنبياء: والنبيّ الذي ينبئ عن الله عز وجل وإن لم يكن معه كتاب كيوشع.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)}
الأيمن من اليمين: أي من ناحيته اليمنى. أو من اليمن صفة للطور، أو للجانب. شبهه بمن قربه بعض العظماء للمناجاة، حيث كلمه بغير واسطة ملك.
وعن أبي العالية قرّبه حتى سمع صريف القلم الذي كتبت به التوراة.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)}
{مِن رَّحْمَتِنَا} من أجل رحمتنا له وترأفنا عليه: وهبنا له هرون. أو بعض رحمتنا، كما في قوله: {وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا}. و{أَخَاهُ} على هذا الوجه بدل. و{هارون} عطف بيان، كقولك: رأيت رجلاً أخاك زيداً. وكان هرون أكبر من موسى، فوقعت الهبة على معاضدته وموازرته كذا عن ابن عباس رضي الله عنه.

.تفسير الآيات (54- 55):

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}
ذكر إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد وإن كان ذلك موجوداً في غيره من الأنبياء، تشريفاً له وإكراماً، كالتلقيب بنحو: الحليم، والأوّاه، والصدّيق؛ ولأنه المشهور المتواصف من خصاله عن ابن عباس رضي الله عنه: أنه وعد صاحباً له أن ينتظره في مكان، فانتظره سنة. وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح فوفى، حيث قال: {سَتَجِدُنِى إِن شَاء الله مِنَ الصابرين} [الصافات: 102] كان يبدأ بأهله في الأمر بالصلاح والعبادة ليجعلهم قدوة لمن وراءهم، ولأنهم أولى من سائر الناس {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين} [الشعراء: 214]، {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة} [طه: 132]، {قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم: 6] ألا ترى أنهم أحق بالتصدّق عليهم؛ فالإحسان الديني أولى. وقيل: {أَهْلَهُ} أمته كلهم من القرابة وغيرهم؛ لأنّ أمم النبيين في عداد أهاليهم. وفيه أنّ من حق الصالح أن لا يألو نصحاً للأجانب فضلاً عن الأقارب والمتصلين به، وأن يحظيهم بالفوائد الدينية ولا يفرط في شيء من ذلك.

.تفسير الآيات (56- 57):

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)}
قيل: سمي إدريس لكثرة دراسته كتاب الله عزّ وجل، وكان اسمه أخنوخ، وهو غير صحيح؛ لأنه لو كان أفعيلاً من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهو العلمية، فكان منصرفاً؛ فامتناعه من الصرف دليل العجمة. وكذلك إبليس أعجمي. وليس من الإبلاس كما يزعمون، ولا يعقوب من العقب، ولا إسرائيل بإسرال كما زعم ابن السكيت، ومن لم يحقق ولم يتدرّب بالصناعة كثرت منه أمثال هذه الهنات. ويجوز أن يكون معنى {إِدْرِيسَ} في تلك اللغة قريباً من ذلك، فحسبه الراوي مشتقاً من الدرس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. المكان العلي: شرف النبوّة والزلفى عند الله وقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب، وأوّل من خاط الثياب ولبسها، وكانوا يلبسون الجلود.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه: «إنه رفع إلى السماء الرابعة» وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إلى السماء السادسة.
وعن الحسن رضي الله عنه: إلى الجنة لا شيء أعلى من الجنة.
وعن النابغة الجعدي: أنه لما أنشد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر الذي آخره:
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَسَنَاؤُنَا ** وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إلى أينَ يا أبا لَيلَى» قالَ: إلى الجنةِ.

.تفسير الآية رقم (58):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)}
{أولئك} إشارة إلى المذكورين في السورة من لدن زكريا إلى إدريس عليه السلام. و (من) في {مّنَ النبيين} للبيان مثلها في قوله تعالى في آخر سورة الفتح {وَعَدَ الله الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات مِنْهُم مَّغْفِرَةً} [الفتح: 29] لأن جميع الأنبياء منعم عليهم. ومن الثانية للتبعيض، وكان إدريس من ذرية آدم لقربه منه لأنه جد أبي نوح. وإبراهيم عليه السلام من ذرية من حمل مع نوح لأنه من ذرية سام بن نوح، وإسماعيل من ذرية إبراهيم. وموسى وهارون وزكريا ويحيى من ذرية إسرائيل. وكذلك عيسى؛ لأنّ مريم من ذرّيته {وَمِمَّنْ هَدَيْنَا} يحتمل العطف على (من) الأولى والثانية. إن جعلت الذين خبراً لأولئك كان {إِذَا تتلى} كلاماً مستأنفاً. وإن جعلته صفة له كان خبراً. قرأ شبل بن عباد المكي {يتلى} بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي مع وجود الفاصل البكي: جمع باك، كالسجود والقعود في جمع ساجد وقاعد. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتْلُوا القرآنَ وابكُوا. فإنْ لمَ تبكُوا فَتَباكَوا» وعن صالح المري رضي الله عنه: قرأتُ القرآنَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: {هِذِهِ القراءةُ يا صالحُ، فأينَ البكاءُ}؟ وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إذا قرأتُم سجدةَ سبحانَ فلا تعجلُوا بالسجودِ حتى تبكُوا، فإنْ لم تبكِ عينُ أحدكم فليبكِ قلبُهُ.
وعن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن القرآنَ أُنْزِلَ بحزنٍ فإذَا قرأتمُوهُ فتحازَنُوا» وقالوا: يدعو في سجدة التلاوة بما يليق بآيتها، فإن قرأ آية تنزيل السجدة قال: اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك. وإن قرأ سجدة سبحان قال: اللهم اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك. وإن قرأ هذه قال: اللهم اجعلني من عبادك المنعم عليهم المهتدين، الساجدين لك، الباكين عند تلاوة آياتك.

.تفسير الآية رقم (59):

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)}
خلفه: إذا عقبه، ثم قيل في عقب الخير {خلف} بالفتح، وفي عقب السوء: خلف، بالسكون، كما قالوا {وعد} في ضمان الخير، و {عيد} في ضمان الشر. عن ابن عباس رضي الله عنه: هم اليهود، تركوا الصلاة المفروضة، وشربوا الخمر، واستحلوا نكاح الأخت من الأب.
وعن إبراهيم ومجاهد رضي الله عنهما: أضاعوها بالتأخير. وينصر الأول قوله: {إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ} يعني الكفار.
وعن علي رضي الله عنه في قوله: {واتبعوا الشهوات} من بني الشديد، وركب المنظور، ولبس المشهور.
وعن قتادة رضي الله عنه: هو في هذه الأمة.
وقرأ ابن مسعود والحسن والضحاك رضي الله عنهم: {الصلوات} بالجمع.
كل شر عند العرب: غيّ، وكل خير: رشاد. قال المرقش:
فَمَنْ يَلْقَ خَيْراً تَحْمَدِ النَّاسَ أمْرَهُ ** وَمَنْ يَغْوَ لاَ يَعْدَمْ عَلَى الغَيِّ لاَئِمَا

وعن الزجاج: جزاء غيّ، كقوله تعالى: {يَلْقَ أَثَاماً} [الفرقان: 68] أي مجازاة أثام. أو غياً عن طريق الجنة. وقيل: {غيّ} واد في جهنم تستعيذ منه أوديتها.
وقرأ الأخفش {يلقون}.

.تفسير الآية رقم (60):

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)}
قرئ: {يدخلون} {ويدخلون} أي لا ينقصون شيئاً من جزاء أعمالهم ولا يمنعونه، بل يضاعف لهم، بياناً لأن تقدّم الكفر لا يضرهم إذا تابوا من ذلك، من قولك: ما ظلمك أن تفعل كذا، بمعنى: ما منعك، أو لا يظلمون البتة، أي شيئاً من الظلم.