فصل: تفسير الآيات (21- 23):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (21- 23):

{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)}
المعنى قال لها الملك {كذلك} هو كما وصفت ولكن {قال ربك} ويحتمل أن يريد على هذه الحال {قال ربك} والمعنى متقارب والآية العبرة المعرضة للنظر، والضمير في قوله: {لنجعله} للغلام، {ورحمة منا} معناه طريق هدى لعالم كثير، فينالون الرحمة بذلك، ثم أعلمها بأن الأمر قد قضي وانتجز، والأمر هنا واحد الأمور وليس بمصدر أمر يأمر وروي أن جبريل عيله السلام حين قاولها هذه المقاولة نفخ في جيب درعها فسرت النفخة بإذن الله حتى حملت منه قاله وهب بن منبه وغيره، وقال ابن جريح: نفخ في جيب درعها وكمها وقال أبي بن كعب دخل الروح المنفوخ من فمها فذلك قوله تعالى: {فحملته} أي حملت الغلام، ويذكر أنها كانت بنت ثلاث عشرة سنة، فلما أحست بذلك وخافت تعنيف الناس وأن يظن بها الشر {انتبذت به} أي تنحت {مكاناً} بعيداً حياء وفراراً على وجهها، وروي في هذا أنها فرت الى بلاد مصر أو نحوها قال وهب بن منبه، وروي أيضاً أنها خرجت الى موضع يعرف ببيت لحم بينه وبين أيلياء أربعة أميال و{أجاءها} معناه، فاضطرها وهو تعدية جاء بالهمزة وقرأ شبل بن عزرة ورويت عن عاصم {فاجأها} من المفاجأة وفي مصحف أبي بن كعب {فلما أجاءها المخاض}.
وقال زهير: [الوافر]
وجار سار معتمداً إليكم ** أجاءته المخافة والرجاء

وقرأ الجمهور {المَخاض} بفتح الميم، وقرأ ابن كثير فيما روي عنه بكسرها وهو الطلق وشدة الولادة وأوجاعها، روي أنها بلغت الى موضع كان فيه جذع نخلة بالٍ يابس في أصله مذود بقرة على جرية ماء فاشتد بها الأمر هنالك واحتضنت الجذع لشدة الوجع وولدت عيسى عليه السلام فقالت عند ولادتها لما رأته من الآلام والتغرب وإنكار قومها وصعوبة الحال من غير ما وجه، {يا ليتني مت} ولم يجر علي هذا القدر، وقرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة وعاصم وأبو عمرو وجماعة {مُت} بضم الميم، وقرأ الأعرج وطلحة ويحيى والأعمش {مِت} بكسرها واختلف عن نافع، وتمنت مريم الموت من جهة الدين إذ خافت أن يظن بها الشر في دينها وتعير فيفتنها ذلك وهذا مباح، وعلى هذا الحد تمناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجماعة من الصالحين ونهي النبي عليه السلام عن تمني الموت إنما هو لضر نزل بالبدن وقد أباحه عليه السلام في قوله: «يأتي على الناس زمان يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه».
قال القاضي أبو محمد: لأنه زمن فتن يذهب بالدين، {وكنت نسياً} أي شيئاً متروكاً محتقراً، والنسي في كلام العرب الشيء الحقير الذي شأنه أن ينسى فلا يتألم لفقده، كالوتد والحبل للمسافر ونحوه، ويقال نِسي بكسر النون ونَسي بفتحها، وقرأ الجمهور بالكسر، وقرأ حمزة وحده بالفتح، واختلف عن عاصم، وكقراءة حمزة، قرأ طلحة ويحيى والأعمش، وقرأ محمد بن كعب القرظي بالهمز {نِسئاً} بكسر النون، وقرأ نوف البكالي {نَسأً} بفتح النون، وحكاها أبو الفتح والداني عن محمد بن كعب، وقرأ بكر بن حبيب {نَسّاً} بشد السين وفتح النون دون همز، وقال الشنفرى: [الطويل]
كأنَّ لها في الأرض نسّاً تقصه ** إذا ما غذت وإن تحدثك تبلت

وحكى الطبري في قصصها أنها لما حملت بعيسى حملت أيضاً أختها بيحيى، فجاءتها أختها زائرة فقالت يا مريم أشعرت أني حملت قالت لها مريم أشعرت أنت أني حملت قالت له وإني أجد ما في بطني يسجد لما في بطنك وذلك أنه روي أنها أحست جنينها يخر برأسه الى ناحية بطن مريم، قال السدي فذلك قوله تعالى {مصدقاً بكلمة من الله} [آل عمران: 39] وفي هذا كله ضعف فتأمله. وكذلك ذكر الطبري من قصصها أنها خرجت فارّة مع رجل من بني اسرائيل يقال له يوسف النجار كان يخدم معها المسجد وطول في ذلك فاختصرته لضعفه، وهذه القصة تقتضي أنها حملت واستمرت حاملاً على عرف البشر واستحيت من ذلك ومرت بسببه وهي حامل وهو قول الجمهور المتأولين، وروي عن ابن عباس أنه قال ليس إلا أن حملت فوضعت في ساعة واحدة والله أعلم. وظاهر قوله: {فأجاءها المخاض} يقتضي أنها كانت على عرف النساء، وتظاهرت الروايات بأنها ولدته لثمانية أشهر ولذلك قيل لا يعيش ابن ثمانية أشهر حفظاً لخاصية عيسى عليه السلام وقيل ولدته لسبعة وقيل لستة.

.تفسير الآيات (24- 26):

{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وابن عباس والحسن وزيد بن حبيش ومجاهد والجحدري وجماعة {فناداها مَن تحتها} على أن {مَن} فاعل ينادي والمراد ب {مَن} عيسى، قال أي ناداها المولود قاله مجاهد والحسن وابن جبير وأبي بن كعب، وقال ابن عباس المراد {مَن} جبريل ولم يتكلم حتى أتت به قومها وقال علقمة والضحاك وقتادة، ففي هذه آية لها وأمارة أن هذا من الأمور الخارقة للعادة التي لله فيها مراد عظيم لاسيما والمنادي عيسى فأنه يبين به عذر مريم ولا تبقى بها استرابة، فلذلك كان النداء أن لا يقع حزن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم والبراء بن عازب والضحاك وعمرو بن ميمون وأهل الكوفة وأهل المدينة وابن عباس أيضاً والحسن {مِن تحتها} بكسر الميم على أنها لابتداء الغاية واختلفوا، فقال بعضهم: المراد عيسى، وقالت فرقة: المراد جبريل المحاور لها قبل، قالوا: وكان في سعة من الأرض أخفض من البقعة التي كانت هي عليها وأبين وأظهر، وعليه كان الحسن بن أبي الحسن يقسم وقرأ علقمة وزر بن حبيش {فخاطبها من تحتها}، وقرأ ابن عباس{فناداها ملك من تحتها}. وقوله: {ألا تحزني} تفسير النداء ف أن مفسرة بمعنى أي، والسري من الرجال العظيم الخصال السيد، والسري أيضاً الجدول من الماء، وبحسب هذا اختلف الناس في هذه الآية فقال قتادة وابن زيد: أراد جعل تحتك عظيماً من الرجال له شأن، وقال الجمهور أشار لها إلى الجدول الذي كان قرب جذع نخلة، وروي أن الحسن فسر الآية فقال أجل لقد جعله الله {سرياً} كريماً، فقال عبيد بن عبدالرحمن الحميري يا أبا سعيد إنما يعني ب السري الجدول. وقال الحسن لهذه وأشباهها أحب قربك ولكن غلبنا عليك الأمراء ومن الشاهد في السري قول لبيد. [الكامل]
فتوسطا عرض السري فصدعا ** مسجورة متجاوراً قلاّمها

ثم أمر بهز الجذع اليابس لترى آية أخرى في إحياء موات الجذع، وقالت فرقة بل كانت النخلة مطعمة {رطباً}، وقال السدي كان الجذع مقطوعاً وأجرى النهر تحتها لحينه، والظاهر من الآية أن عيسى هو المكلم لها وأن الجذع كان يابساً وعلى هذا تكون آيات تسليها وتسكن إليها. والباء في قوله: {بجذع} زائدة مؤكدة قال أبو علي: كما يقال ألقى بيده أي ألقى يده.
قال القاضي أبو محمد: وفي هذا المثال عندي نظر، وأنشد الطبري: [الطويل]
بواد يمان ينبت السدر صدره ** وأسفله بالمزج والشبهان

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمر وابن عامر والكسائي وابو بكر عن عاصم والجمهور من الناس {تَسّاقط} بفتح التاء وشد السين يريد {النخلة}، وقرأ البراء بن عازب والأعمش {يساقط} بالياء يريد الجذع، وقرأ حمزة وحده {تَسَاقط} بفتح التاء وتخفيف السين، وهي قراءة مسروق وابن وثاب وطلحة وأبي عمرو بخلاف، وقرأت فرقة {يساقط} بالياء على ما تقدم من إدارة {النخلة} أو الجذع. وقرأ عاصم في رواية حفص {تُسَاقط} بضم التاء وتخفيف السين، وقرأت فرقة {يساقط} بالياء، وقرأ أبو حيوة {يسقط} بالياء، وروي عنه {يُسقط} بضم الياء وقرأ أيضاً {تسقط} وحكى أبو علي في الحجة أنه قرئ {يتساقط} بباء وتاء، وروي عن مسروق {تُسقِط} بضم التاء وكسر القاف، وكذلك عن أبي حيوة، وقرأ أبو حيوة أيضاً {يسقُط} بفتح الياء وضم القاف، {رطب جني} بالرفع، ونصب {رطباً} يختلف بحسب معاني القراءات المذكورة، فمرة يسند الفعل الى الجذع ومرة الى الهز، ومرة الى {النخلة} و{جنياً} معناه قد طابت وصلحت للاجتناء، وهو من جنيت الثمرة. وقرأ طلحة بن سليمان {جِنياً} بكسر الجيم، وقال عمرو بن ميمون: ليس شيء للنفساء خيراً من التمر والرطب، وقال محمد بن كعب: كان رطب عجوة، وقد استدل بعض الناس من هذه الآية على أن الرزق وإن كان محتوماً فإن الله تعالى قد وكل ابن آدم الى سعي ما فيه لأنه أمرت مريم بهز الجذع لترى آية، وكانت الآية تكون بأن لا تهز هي. وحكى الطبري عن ابن زيد أنه قال قال لها عيسى: لا تحزني، فقالت وكيف لا أحزن وأنت معي لا ذات زوج ولا مملوكة أي شيء عذري عند الناس {يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً} [مريم: 23]، فقال لها عيسى: أنا أكفيك الكلام. وقوله: {فكلي واشربي وقري} الآية، قرأ الجمهور {وقَري} بفتح الكاف، وحكى الطبري قراءة {وقِري} بكسر القاف، وقرة العين مأخوذة من القر وذلك أنه يحكى أن دمع الفرح بارد المس ودمع الحزن سخن المس، وضعفت فرقة هذا وقالت: الدمع كله سخن وإنما معنى قرة العين أن البكاء الذي يسخن العين ارتفع إذ لا حزن بهذا الأمر الذي قرت به العين. وقال الشيباني {قري عيناً} معناه نامي، حضها على الأكل والشرب والنوم. وقوله: {عيناً} نصب على التمييز، والفعل في الحقيقة إنما هو للعين فينقل ذلك الى ذي العين وينصب الذي كان فاعلاً في الحقيقة على التفسير، ومثله طبت نفساً وتفقأت شحماً وتصببت عرقاً، وهذا كثير.
وقرأ الجمهور {ترين} وأصله ترءيين حذفت النون للجزم، ثم نقلت حركة الهمزة الى الراء، ثم قلبت الياء الأولى ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان الألف والياء، فحذفت الألف فجاء ترى وعلى هذا النحو هو قول الأفوه: [السريع]
أما ترى رأسي أزرى به

ثم دخلت النون الثقيلة، فكسرت الياء لاجتماع ساكنين منها ومن النون، وإنما دخلت النون هنا بتوطئة ما كما توطئ لدخولها أيضاً لام القسم. وقرأ أبو عمرو فيما روي عنه {ترءين} بالهمزة، وقرأ طلحة وأبو جعفر وشيبة {ترينَ} بسكون الياء وفتح النون خفيفة، قال أبو الفتح: وهي شاذة، ومعنى هذه الآية أن الله تعالى أمرها على لسان جبريل أو ابنها على الخلاف المتقدم بأن تمسك عن مخاطبة البشر وتحيل على ابنها في ذلك ليرتفع عنها خجلها، وتبين الآية فيقوم عذرها، وظاهر الآية أنها أبيح لها أن تقول هذه الألفاظ التي في الآية وهو قول الجمهور. وقالت فرقة معنى {فقولي} بالإشارة لا بالكلام والا فكأن التناقض بين في أمرها. وقرأ ابن عباس وأنس بن مالك {إني نذرت للرحمن وصمت}. وقال قوم معناه {صوماً} عن الكلام إذ أصل الصوم الإمساك ومنه قول الشاعر: [البسيط]
خيل صيام وأخرى غير صائمة

وقال ابن زيد والسدي: كانت سنة الصيام عندهم الإمساك عن الأكل والكلام، وقرأت فرقة {إني نذرت للرحمن صمتاً} ولا يجوز في شرعنا أن ينذر أحد صمتاً، وقد أمر ابن مسعود من فعل ذلك بالنطق والكلام. قال المفسرون: أمرت مريم بهذا ليكفيها عيسى الاحتجاج.

.تفسير الآيات (27- 28):

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)}
روي أن مريم عليها السلام لما اطمأنت بما رأت من الآيات وعلمت ان الله سيبين عذرها أتت به تحمله مدلة من المكان القصي الذي كانت انتبذت فيه، روي أن قومها خرجوا في طلبها فلقوها وهي مقبلة به. والفري العظيم الشنيع، قال مجاهد والسدي، وأكثر استعماله في السوء وهو من الفرية، فإن جاء الفري بمعنى المتقن فمأخوذ من فريت الأديم للإصلاح وليس بالبين، وأما قولهم في المثل جاء يفري الفري بمعناه بعمل عظيم من العمل في قول أو فعل مما قصد ضرب المثل له وهو مستعمل فيما يختلف ويفعل، والفري من الأسقية الجديد، وقرأ أبو حيوة {شيئاً فرْياً} بسكون الراء، واختلف المفسرون في معنى قوله عز وجل، {يا أخت هارون}. فقالت فرقة كان لها أخ اسمه {هارون} لأن هذا الاسم كان كثيراً في بني اسرائيل، تبركاً باسم هارون أخي موسى، وروى المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى أهل نجران في أمر من الأمور فقال له النصارى إن صاحبك يزعم أن مريم {أخت هارون} وبينهما في المدة ستمائة سنة، قال المغيرة فلم أدر ما أقول فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له. فقال ألم يعلموا أنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين، فالمعنى أنه اسم وافق اسماً، وقال السدي وغيره: بل نسبوها الى {هارون} أخي موسى لأنها كانت من نسله وهذا كما تقول من قبيلة يا أخاً فلانة ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم»، وقال كعب الأحبار بحضرة عائشة أم المؤمنين إن مريم ليست بـ أخت لهارون أخي موسى، فقالت عائشة كذبت فقال لها يا أم المؤمنين إن كان رسول الله صلى عليه وسلم قاله فهو أصدق وخير، والاَّ فإني أجد بينهما من المدة ستمائة سنة، قال فسكتت. وقال قتادة: كان في ذلك الزمن في بني إسرائيل رجل عابد منقطع الى الله يسمى هارون فنسبوها الى أخوته من حيث كانت على طريقته قبل إذ كانت موقوفة على خدمة البيع، أي يا هذه المرأة الصالحة ما كنت أهلاً لما أتيت به. وقالت فرقة: بل كان في ذلك الزمن رجل فاجر اسمه هارون فنسبوها إليه على جهة التعيير والتوبيخ ذكره الطبري ولم يسم قائله، والمعنى {ما كان أبوك} ولا أمك أهلاً لهذه الفعلة فكيف جئت أنت بها؟ والبغي التي تبغي الزنا أي تطلبه، أصلها بغوي فعول وقد تقدم ذكر ذلك.