فصل: ذكر ما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المزهر في علوم اللغة ***


ذكر ما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث

في ديوان الأدب يقال‏:‏ ثوب خَلَق؛ أي بال؛ المذكر والمؤنث فيه سواء، وشاب أُملود وجارية أملود؛ أي ناعمة، وبعير سَدَس وسَديس، ألقى السّن التي بعد الرَّباعية وذلك في الثامنة؛ الذكر والأنثى فيه سواء، وبعير بَازِل وبَزُول‏:‏ إذا فطر نابه في تاسع سنة، والذكر والأنثى فيه سواء، والمُخِلف‏:‏ الذي جاوز البازل من الإبل؛ الذكر والأنثى فيه سواء، والعانس‏:‏ الجارية التي بقيت في بيت أبويها لم تتزوج، ويقال للرجل عانس أيضاً، ويقال‏:‏ جمل نازع وناقة نازع إذا نَزَعت إلى وطنها، وبعير ظهير؛ أي قوي، وناقة ظهير بغير هاء أيضاً‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ العَروس نعت يستوي فيه المذكر والمؤنث ما داما في إعراسهما؛ يقال‏:‏ رجل عَروس في رجال عُرُس، وامرأة عَروس في نساء عرائس‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ هذا بِكر أبويه، وهو أول ولد يولد لهما وكذلك الجارية؛ بغير هاء، والجمع أبكار، وهذا كِبْرَةُ ولد أبويه، وعِجْزَة ولد أبويه‏:‏ آخرهم، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء بالهاء؛ والجمع فيهما مثل الواحد، ويقال للأقعد في النسب‏:‏ هو كبُرُّ قومه، وإكْبِرَّة قومه مثال إفْعلّة، والمرأة في ذلك كالرجل، ويقال هو ابن عم لحٍّ في النكرة، وابن عمي لحّا في المعرفة، وكذلك المؤنث والمثنى والجمع، وهو مُصاص قومه إذا كان خالصهم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وعبد قِنّ وكذلك أَمَة قِن، والمثنى والجمع كذلك، ورجل رَقُوب‏:‏ لا يعيش له ولد، وكذلك امرأة رَقوب، وبعير قَرْحَان لم يجْرب قط، وكذلك الصبي إذا لم يُجَدَّر، والمؤنث والإثنان والجمع في ذلك كله سواء، قال في الصِّحاح‏:‏ وقرحانون لغة متروكة، وبعير كميت‏:‏ خالط حمرته قُنوء، والناقة كميت، ورجل غِرّ‏:‏ لم يجرب الأمور وامرأة غِرّ، وبعير جَلْس، أي وثيق جسيم، وناقة جَلْس كذلك، ويقال‏:‏ رجل فَرّ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، ويقال‏:‏ امرأة وَقاح الوجه، وجواد وَكل، وقَرْن وقِرْن ومحب؛ وكَهام، وعاشق؛ كل هذا مثل المذكر بغير هاء‏.‏ انتهى‏.‏

وفي أدب الكاتب‏:‏ من ذلك جمل ضامر، وناقة ضامر، ورجل عاقر، وامرأة عاقر، ورأس ناصل من الخضاب، ولحية ناصل، ورجل بِكر وامرأة بِكْر ورجل أيِّم‏:‏ لا امرأة له، وامرأة أيِّم لا زوج لها، وفرس كُميت للذكر والأنثى، وفرس جواد وبهيم كذلك، والزوج يطلق على الرجل والمرأة، لا تكاد العرب تقول زوجة، وفي النوادر لأبي زيد يقال‏:‏ هذا بَسْل عليك، أي حرام وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛ كما يقال رجل عَدْل وقوم عدْل وامرأة عدْل‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ باب ما يكون فيه الواحد والجماعة والمؤنث سواء في النعوت‏:‏ رجل زَوْر وقوم زَوْر وكذلك سَفْر، ونَوْم، وصوم، وفِطْر، وحرام، وحلال، ومقنع، وخَصْم، وجُنُب، وصريح، وصرُورة للذي لم يحج، ونَصَف وهو الذي طعن في السن ولم يشخ، وكَفيل، وجرى، ووصيّ، وضَمين، وضيْف، ودَنِف وحَرَض؛ كلاهما بمعنى مريض، وقَمِن، وعَدْل، وخيار، وعربي محض، وقُلْب وبَحْت؛ أي خالص، وشاهد زُور وشهداء زُور، وأرض جَدْب وأرَضون جَدْب، وكذا خِصْب، ومَحلْ، وماء فُرات، ومِلْح أجاج وقُعَاع وجراق، الثلاثة بمعنى مِلْح، وشَرُوب أي بيْن الملح والعذب، ومَسوس؛ ومياه كذلك في السبعة‏.‏ انتهى‏.‏

وزاد ابن الأعرابي في نوادره‏:‏ رجل وقوم رضا، ونصر، ورسول، وعدوّ، وصديق، وكرم، ونَبَه، ومَشْنَأ، ودَوًى وطَنًى وضَنًى ودوٍ‏:‏ الأربعة بمعنى مريض، وحرِيّ، وقرِف بمعنى قَمِن، وغلام رُوقَة، وغلمان رُوقَة‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ رجل قُنْعان؛ أي يقنع به ويرضى برأيه، وامرأة قُنْعان، ونسوة قُنْعان لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، وفي الصحاح‏:‏ الناشئ الحَدث‏:‏ الذي قد حاوز حد الصغر؛ والجارية ناشئ أيضاً، وناقة تَربَوت؛ أي ذَلول؛ الذكر والأنثى فيه سواء، ورجل ثيّب وامرأة ثيب، الذكر والأنثى فيه سواء، وخُلْصان‏:‏ خاصة يستوي فيه الواحد والجمع، ودِرْع دِلاص، أي برَّاقة وأدرع دِلاَص؛ الواحد والجمع على لفظ واحد، وشاة شَحْص‏:‏ ذهب لبنها كله؛ الواحدة والجمع في ذلك سواءٌ، وكذلك الناقة وشاة شُصُص؛ للتي ذهب لبنها يستوي فيه الواحد والجمع‏.‏ والسوقة خلاف الملك؛ يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث‏.‏

ذكر إناث ما شهر منه الذكور

عقد له ابن قتيبة باباً في أدب الكاتبقال فيه‏:‏ الأنثى من الذئاب سِلْقة وذِئبة، والأنثى من الثعالب ثُرْملة وثعْلبة، والأنثى من الوعل أَرْوِيَّة، والأنثى من القرود قِشّة وقردة، والأنثى من الأرانب عِكرشة، والأنثى من العقبان لَقْوة، والأنثى من الأسود لَبُؤة بضم الباء وبالهمزة والأنثى من العصافير عصفورة، والأنثى من النمور نَمرة، ومن الضفادع ضِفدعة، ومن القنافذ قُنفذة، ويقال‏:‏ بِرْذون وبِرْذَوْنة‏.‏

ذكر ذكور ما شهر منه الإناث

عقد له ابن قتيبة باباً في أدب الكاتب قال فيه‏:‏ اليَعاقيب‏:‏ ذكور الحَجل واحدها يَعقوب، والخَرَب‏:‏ ذكر الحباري، وساق حُرّ‏:‏ ذكر القَمَارى، والفيَّادُ، والصّدى‏:‏ ذكر اليوم، واليَعسوب‏:‏ ذكر النحل، والحُنْظُب والعُنْظُب عند سيبويه والعُنْظُباء بضم الظاء في الثلاثة ذكر الجراد، فأما الحُنظَب بفتح الظاء فذكر الخََنافس، وهو أيضاً الخُلنْفس، والحرباء‏:‏ ذكر أم حُبن، والعَضْرَ فُوط‏:‏ ذكر العَظاء‏.‏ والضَّبُعان‏:‏ ذكر الضِّباع‏.‏ والأفعوان‏:‏ ذكر الأفاعي‏.‏ والعُقْربان‏:‏ ذكر العقارب‏.‏ والثُّعلبان‏:‏ ذكر الثعالب‏.‏ والغَيْلم‏:‏ ذكر السلاحف، والأنثى سُلَحْفاة بتحريك اللام وتسكين الحاء ويقال‏:‏ سُلَحْفية‏.‏ والعُلْجوم‏:‏ ذكر الضَّفادع‏.‏ والشَّيهم‏:‏ ذكر القنافذ‏.‏ والخُزَز‏:‏ ذكر الأرانب‏.‏ والحَيْقُطان‏:‏ ذكر الدّراج‏.‏ والظّليم‏:‏ ذكر النعام‏.‏ والقِط والضَّيْوَن‏:‏ ذكر السنانير‏.‏

ذكر الأسماء المؤنثة التي لا علامة فيها للتأنيث

عقد لها ابن قتيبة باباً ذكر فيه‏:‏ السماء، والأرض والقَوْس، والحرب، والذَّودَ من الإبل، ودِرْعَ الحديد، فأما درعُ المرأة- وهو قميصها- فمذكر، وعرُوض الشِّعر وأَخَذَ في عَروض ما تُعْجِبُني أي في ناحية، والرَّحِم، والرّمح، والغُول، والجحيم، والنار، والشمس، والنعل، والعصا، والرحى، والدار، والضُّحى‏.‏

وزاد في تهذيب التِّبريزي من ذلك القَتَب؛واحد الأقتاب، وهي الأمعاء، والفأس، والقدوم‏.‏

وفي المقصور للقالي، قال أبو حاتم‏:‏ السُّرَى مؤنثة، يقال‏:‏ طالت سُراهم، وهي سير الليل خاصة دون النهار، قال البَطْلَيوسي في شرح الفصيح‏:‏ كان بعض أشياخنا يقول‏:‏ إنما ذُكِّر درع المرأة، وأُنِّث درع الرجل؛ لأن المرأة لباس الرجل وهي أنثى، فوجب أن يكون درعه مؤنثة، والرجل لباس المرأة وهو مذكر، فوجب أن يكون درعها مذكراً، وكان يحتج على ذلك بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأََنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ‏}‏‏.‏

ذكر الأسماء التي تقع على الذكر والأنثى وفيها علامة التأنيث

قال ابن قتيبة‏:‏ من ذلك السَّخْلة وهي ولد الغنم ساعة يوضع، والبَهْمة والجِداية، وهو الرشأ، والعسبارة ولد الضَّبُع من الذئب، والحية؛ تقول العرب حية ذكر، والشاة أيضاً؛ والثور من الوحش، والبطة، وحمامة، ونعامة؛ تقول‏:‏ هذه نعامة ذكر، قال‏:‏ وكل هذا يُجْمَعُ بطرح الهاء، إلاّ حية فإنه لا يقال في جمعها حيّ‏.‏ انتهى‏.‏

وقال في الصِّحاح‏:‏ دجاجة، وللذكر والأنثى، لأن الهاء إنما دخلته على أنه واحد من جنس، مثل‏:‏ حمامة وبطة، قال‏:‏ وكذلك القَبَجة للذكر والأنثى من الحجل، والنّحلة، والدراجة، والجَرادة، والبومة، والحبَارى، والبقرة؛ كلها تقع على الذكر والأنثى‏.‏

قال ابن خالويه‏:‏ في كتاب ليس‏:‏ الإنسان يقع على الرجل والمرأة، والفرس يقع على الذكر وعلى الحِجْر، والبعير يقع على الجمل والناقة؛ وسمع إنسانة وبعيرة ولا نظير لهما، وقيل‏:‏ إن من العرب من يقول فَرَسة‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الجَزُور من الإبل يقع على الذكر والأنثى‏.‏

وفي مختصر العين‏:‏ الذباب اسم للذكر والأنثى، وقال فيما يذكر ولا يؤنث‏:‏

يا سائلاً عما يذكر في الفتى *** لا غير عِهْ من حاذق لك يخبرُ

رأس الفتى وجبينه ومَعَاؤُه *** والثَّغر ثم الشَّعْر ثم المَنْخَرُ

والبطْن والفم ثم ظُفْر بعده *** ناب وخَدٌّ بالحياء يعصفر

والثدي والشِّبر المزيد وناجذٌ *** والباع والذَّقْن الذي لا ينكر

هذي الجوارح لا تؤنثها فما *** فيه لها حظ إذا ما تذكر

وقال فيما يؤنث ولا يذكر‏:‏

الساق والأذْن والأفخاذ والكَبِد *** والقلب والضِّلَع العوجاء والعَضُد

والزَّند والكف والعَجُز التي عرفت *** والعين والعُرْقُب المجزولة الأحد

والسِّنّ والكَرِش الغرثى إلى قدم *** من بعدها وَرِك معروفة ويد

ثم الشِّمال ويُمناها وإصْبَعها *** ثم الكُراع وفيها يكمل العدد

إحدى وعشرين لا تذكير يدخلها *** وتاء تأنيثها في النحو يعتمد

ألفتها من قريض ليس له مقتدراً *** يوماً على مثله لو رامها أحد

وقال الشيخ جمال الدين بن مالك فيما يذكر ويؤنث من الحيوان‏:‏

يمين شِمال كف قلب وخنصر *** سه بِنْصر سِنّ رَحمٌ ضِلَع كَبِد

كرش عين الأذن القَتْب فخذ قدم *** وَرِك كتف عَقب ساق الرجل ثم يد

لسان ذراع عاتق عنق قَفا *** كراع وضِرْس ثم إبهام العَضُد

ونفس وروح فِرْسن وقرا أصبع *** مِعَا بطن إبط عَجُز الدبر لا تزد

ففي يد التأنيث حتماً وما تلت *** فوجهان فيما قد تلاها فلا تحِد

وقال غيره في ذلك‏:‏

وهذي ثمان جارحات عَدَدْتُها *** تؤنث أحياناً وحيناً تُذَكَّرُ

لسان الفتى والإبْطُ والعُنْق والقَفَا *** وعاتِقُه والمَتْن والضِّرْسُ يذْكرُ

وعند ذراع المرء ثم حسابُها *** فذكّر وأنِّثْ أنت فيها مُخيِّرُ

كذا كل نحوى حكى في كتابه *** سوى سيبويه فهو عنهمْ مُؤخَّرُ

يرى أن تأنيث الذِّراع هو الذي *** أتى وهو للتذكير في ذاك مُنْكِرُ

ذكر ما يذكر ويؤنث

في الغريب المصنف‏:‏ من ذلك؛ القَلِيبُ، والسِّلاح، والصَّاع، والسِّكين والنَّعم، والإزار، والسِّرَاويل، والأَضْحَى، والعُرْس، والعُنُق، والسَّبيل، والطّرِيق، والدَّلْو، والسّوق، والعَسَل، والعاتق، والعَضُد، والعَجُز، والسَّلْم، والفُلْك، والمُوسى‏.‏

وقال الأموي‏:‏ المُوسى، مذكر لا غَير، لم أسمع التذكير في الموسى إلاّ من الأموي، انتهى، وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب‏:‏ الموسى؛ قال الكسائي‏:‏ هي فُعْلى، وقال غيره‏:‏ هو مُفْعَل فهو مؤنث على الأول ومذكر على الثاني‏.‏

قال‏:‏ ومن الباب السُّلْطَانُ، والخَمْر، والنَّهر، والحالُ، والمتْن، والكُراع، والذِّراع، واللسان؛ فمن أنثه قال في جمعه‏:‏ ألسن، ومن ذكَّره قال ألسنة‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ الزُّقاق‏:‏ السكة؛ يذكر ويؤنث، قال الأخفش‏:‏ أهل الحجاز يؤنثون الطَّرِيق، والصِّرَاط، والسَّبيلَ، والسُّوق، والزُّقَاقَ، والكلاَّ، وهو سوق البصرة، وبَنُو تميم يُذَكِّرُون هذاكله؛ وفيه‏:‏ الروح تذكر وتؤنث‏.‏

وفي تهذيب التِّبريزي‏:‏ الذَّنُوب تذكر وتؤنث‏.‏

قال النحاس في شرح المعلقات‏:‏ من الأشياء ما يسمى بالمذكر والمؤنث، نحو‏:‏ خِوان، ومائدة، ومثله السِّنان، والعَالِية، والصُّوَاع، والسِّقَاية‏.‏

ذكر الأسماء التي جاء مفردها ممدوداً وجمعها مقصوراً

رأيت في تاريخ حلب للكمال بن العديم بخطه في ترجمة ابن خالويه، قال‏:‏ رأيت في جزء من أمالي ابن خالويه‏:‏ سأل سيفُ الدولة جماعةً من العلماء بحضرته ذات ليلة‏:‏ هل تعرفون اسماً ممدوداً وجمعه مقصور؛ فقالوا‏:‏ لا؛ فقال‏:‏ يا ابن خالويه؛ ما تقول أنت‏؟‏ قلت‏:‏ أنا أعرف اسمين، قال‏:‏ ما هما؛ قلت‏:‏ لا أقول لك إلا بألف درهم؛ لئلا تؤخذ بلا شكر، فأمر لي بألف درهم؛ قلت‏:‏ هما صحراء وصحارى، وعذراء وعذارَى، فلما كان بعد شهرين أصبت حرفين آخرين، ذكرهما الجَرْمي في كتاب التَّنْبيه وهما‏:‏ صَلْفَاء وصَلافى؛ وهي الأرضُ الغليظة، خَبْراء وخَبَارى؛ وهي أرض فيها ندوة، ثم بعد عشرين سنة وجدت حرفاً خامساً، وذكره ابن دُريد في الجمهرة، وهو سَبْتاء و سَبَاتَى، وهي الأرض الخَشِنة‏.‏ انتهى‏.‏

قلت‏:‏ قد من اللّه تعالى عليَّ بالوقوف على ألفاظ أُخَر‏:‏ قال أبو علي القالي‏:‏ في كتاب المقصور والممدود‏:‏ يقال‏:‏ أرض نَفْخَاء، أي تَسْمَع لها صوتاً إذا وطئتها الدواب وجمعها النَّفَاخَى، قال‏:‏ وقال الفراء‏:‏ الوَحْفَاء‏:‏ أرْضٌ فيها حجارة سُود، وليست بحَرَّة، وجمعها وَحَافَى، وفي أمالي ثعلب‏:‏ قالوا‏:‏ نَبْخاء، رابية ليس بها رمل ولا حجارة، والجمع نَبَاخَى، وفي المجمل‏:‏ النَّفْخاء من الأرض، مثلُ النَّبْخاء‏.‏

وقال الجوهري في الصِّحاح‏:‏ السَّخواء‏:‏ الأرض الواسعة السهلة، والجمعُ السَّخَاَوَى والسخاوِي، مثل الصحارَى والصحارِي‏.‏

وقال ابن فارس في المجمل‏:‏ المِرْدَاءُ رمل مُنبطح لا نبت فيه، وجمعه مَرادَى، وقال الجوهري في الصحاح‏:‏ أشْيَاء تجمع على أَشاوَى وأشاوِي مثل الصَّحَارى، حكى الأصمعي‏:‏ أنه سمع رجلاً من أفصح العرب يقول لخلف الأحمر‏:‏ إن عندك الأشاوَى، ويجمع أيضاً على أشايا

ثم رأيت في كتاب ليس لابن خالويه‏.‏ قال‏:‏ ليس في كلامهم اسم ممدود جمع مقصوراً إلاّ ثمانية أحرف، وهي صحراء وصحارَى، وعذرَاء وعذارَى، وصَلْفاء وصلافَى؛ أرض غليظة، وخَبْراء وخَبارَى؛ أرض فيها نَدوة، وسَبْتاء وسَباتَى؛ أرض فيها خشونة، وَوَحْفاء ووحَافَى؛ أرض فيها حجارة، ونَبْخاء ونَبَاخَى ونَفْخاء ونفاخى، وكانت هذه المسألة سأل عنها سيف الدولة فما عرف أحد ممن بحضرته شيئاً منها، فقلت‏:‏ أنا أعرف أسماء ممدودة تجمع بالقَصْر؛ قال‏:‏ ما هي؛ قلت‏:‏ لا أقولها إلا بألف دينار، ثم ذكرت ذلك؛ لأن الممدود يجمع على أفْعِلة‏:‏ رداء وأردية والمقصور يجمع ممدوداً‏:‏ رَحَى وأرحاء، وقَفاً وأقفاء‏.‏

وذكر ابن خالويه هذه الحكاية في موضع آخر من كتاب ليس، وقال فيها‏:‏ وكان في الحاضرين بين يدي سيف الدولة أحمد بن نصر، وأبو علي الفارسي، فقال أحمد ابن نصر‏:‏ أنا أعرف حرفاً، حَلْفاء وحَلاَفَى؛ فقلنا‏:‏ حَلْفاء جمع حَلِفة، وإنما سألنا عن واحد، فقال الفارسي‏:‏ أنا أعرف حرفاً؛ أشياء وأشاوَى، فقلنا أشياء جمع، هذا كله كلام ابن خالويه، فطابق بعض ما زدته، ورأيت على حاشية كتاب ليس بخط بعض الأفاضل ما نصه‏:‏ من هذا الباب عَزْلاَء وعَزَالَى، وجَلْواء وجَلاَوَى، والعَزْلاء فم المزادة الأسفل، والجَلْواء‏:‏ إن كانت بالجيم، ففي الصحاح قال الكسائي‏:‏ السماء جلواء، أي مصحية؛ وإن كانت بالحاء، فهي التي تؤكل، وفيها المد والقصر في المفرد، وجمعها كمفردها‏:‏ جمع المقصور حَلاَوَى بالقصر، وجمع الممدود حَلاَواء، بالمد‏.‏

ثم رأيت في نوادر ابن الأعرابي‏:‏ يقال عذارَى وصحارَى وذَفارى، وتفتح هذه الثلاثة فقط، ثم رأيت في كتاب المقصور والممدود للقالي في باب‏:‏ ما جاءَ من المقصور على مثال فعالَى‏:‏ قال‏:‏ والزهارى جمع زهراء؛ وهي البيض من الإبل وغيرها، قالت ليلى الأخيلية‏:‏

ولا تأخذ الأدم الزَّهَارى رماحها *** لتوبة عن ضيف سرى في الصنابر

ثم رأيت صاحب الصِّحاح قال‏:‏ يقال صحراء واسعة، ولا تقل صحراة، والجمع الصَّحَارى والصحراوات، وكذلك جمع كلِّ فَعْلاَء إذا لم يكن مؤنث أفعل، مثل‏:‏ عذْراء وخبْراء وورْقَاء اسم جبل وأصل الصّحارى صحاريّ، حذفوا الياء الأولى وأبدلوا من الثانية ألفاً، فقالوا صحارَى- بفتح الراء- لتسلم الألف من الحذف عند التنوين، وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بين الياء المنقلبة من الألف للتأنيث، وبين المنقلبة من الألف التي ليست للتأنيث، نحو مغازِي ومرامي‏.‏ انتهى‏.‏

هذا من صاحب الصِّحاح صريح في كثرة الألفاظ الممدودة التي تجمع هذا الجمع المقصور حيث جعله ضابطاً كلياً؛ فإن الألفاظ التي جاءت على فَعْلاء وليست مؤنثة أَفعَل كثيرة‏.‏

فعْلاء في الأسماء

قال الأُندلسي في كتاب المقصور والممدود‏:‏ فَعْلاء في الأسماء‏:‏ البأساء‏:‏ الشدة، والبغضاء‏:‏ العداوة، والبوْغاء‏:‏ التراب، وأيضاً السِّفْلة، وأيضاً رائحة الطيب، وبَهْداء‏:‏ قبيلة في قُضاعة، والبَيْداء‏:‏ الفلاة، وبَلْعاء ابن الحارث، الذي نزل فيه ‏(‏كَمَثَلِ الْكَلْب إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ‏)‏، وبلْعاء بن قيس‏:‏ شاعر معروف، والتَّيْهَاء‏:‏ الفلاة، وتَيْمَاءُ‏:‏ موضع، والتَّيْماء‏:‏ الفلاة، والتَّرْباء‏:‏ التراب، والثَّمْراء‏:‏ هَضْبة بالطائف، وثأْدَاء‏:‏ اسم للأمة، وفعلت الشيء من جَرَّائك‏:‏ أي من أجلك، وقد تقصر، والجَلاَّء‏:‏ الأمر العظيم، مثل‏:‏ الجُلَّى، والجَعْباء‏:‏ اسم للدبر، والجعداء‏:‏ لقب لكِنْدة، ويقال‏:‏ بل لِبني العنبر بنِ عمرو بنِ تميم‏.‏

والحَلْواء‏:‏ ضرب من الطعام، والحَوْباء‏:‏ النفس، والحَصْبَاء‏:‏ الحصى، والحوْجَاء‏:‏ الحاجة، وحدَّاء‏:‏ موضع، وحَدْرَاء‏:‏ اسم امرأة، والحَلْكاء‏:‏ دويبّة تغوص في الرمل، والحفْياء‏:‏ موضع بقرب مدينة النبي، والخَبْراء‏:‏ أرض طيبة تنبت السِّدْر، والخَلْصاء‏:‏ أرض، ودَأْثَاء‏:‏ اسم للأمة والدأْماء‏:‏ البحر، والرَّقْعاء‏:‏ الأرض، والدَّهْناء‏:‏ المفازة المتسعة؛ وقد تقصر أيضاً، والرَّمْضاء‏:‏ الحجارة المحماة بالشمس، والرَّفْقاء موضع، والرقْماء‏:‏ الداهية، والرَّغْباء الرغبة، والرَّهْبَاء‏:‏ الرهبة، وقد يقصران‏.‏

وطور زَيتاء‏:‏ جبل بالشام ينبت الزيتون، والطَّحْماء‏:‏ نبت، والكَأْدَاء‏:‏ المشقة، وما ردَّ عليّ حوْجاء ولا لوجاء؛ أي كلمةً حسنة ولا قبيحة، واللأواء واللولاء‏:‏ الشدة، واللَّوْمَاءُ‏:‏ اللائمة، واللَّعباء‏:‏ موضع، والنَّعماء‏:‏ النعمة وضد الضراء، والنَّفْخَاء‏:‏ الأرض المنتفخة، والنبخاء‏:‏ المرتفعة، وصنْعاء‏:‏ مدينة باليمن المد أعرف فيها والضرَّاء‏:‏ الضر، وأيضاً الشدة، والضَّجْعَاء‏:‏ الغنم الكثير، والضوْضاء‏:‏ الجلبة والصياح في لغة من يصرفها والعلْيَاء‏:‏ الشرف وأيضاً المكان المرتفع‏.‏

الغوْغَاء‏:‏ صغار الجراد، وسِفْلة الناس، وشيء يشبه البعوض إلاّ أنه لا يَعضّ، والغدْراء‏:‏ الحجارة، وأرض غَدِرَة من ذلك، والنَّفواء‏:‏ اسم رجل أو لقب، والفَيفاء‏:‏ الفلاة، والفَحْشاء‏:‏ الفحش، والقنعاء‏:‏ موضع، والقَفْعاء‏:‏ نبت، والسهباء‏:‏ اسم بئر، وأيضاً اسم روضة معروفة، وطور سَيْنا مثل سَيْناءَ روي بهما، والسَّحْناء‏:‏ اللون والهيئة، ولين البشرة، والسَّخْناء‏:‏ السخانة، والشَّحْناء‏:‏ العداوة، والهضّاء‏:‏ الجماعة والخيل الكثيرة، لأنها تَهِض مَنْ قاتلها، أي تكسره، وهَيْهَاء‏:‏ زجر للإبل، والْهلثَاء‏:‏ الجماعة، والهيجاء‏:‏ الحرب والشرّ، والوجْعاء‏:‏ الدبر، ووعْثاءُ السفر‏:‏ شدته مأخوذ من الوعْث، وهو الدهاس والمشي يشتد فيه، وفي الذنوب مثله؛ وقد أوْعَث القوم

فَعْلاءُ جمع فَعَلَة

حَلَفَة وحَلْفاء؛ ويقال حَلِفة، وطَرفَة وطَرْفاء، وقَصَبة وقَصْباء، وشَجَرة وشجراء‏.‏

فَعْلاء صفة لا أفْعل لها

أرض ثرْياء؛ أي ذات ثرى، وامرأة ثَدْياء‏:‏ عظيمة الثديين، والجاهلية الجهْلاء‏:‏ الشديدة الضلال، وامرأة جَوْثاء‏:‏ عظيمة السُّرَّة، وجَخْراء‏:‏ منتنة الفرج، وَجَدَّاء‏:‏ صغيرة الثديين؛ ومن الشاة والإبل‏:‏ التي انقطع لبنها ليبس ضَرْعها والتي قطع أذنها، وسنة جَدَّاء‏:‏ قَحْطة، ويقال‏:‏ صرحت بجدَّاء وجلداء؛ يضرب مثلاً لظهور الأمر، ودرع جَدْلاء‏:‏ مُحْكمة؛ من جَدَلْتُ الشيء فَتَلْتهُ، وريح حَدْواء‏:‏ تحدو السَّحَاب، أي تسوقه، وناقة حَنْواء‏:‏ فيها انحناء، وقوس حنواء‏:‏ شديدة، وامرأة وَفَعْلة وكلمة حَسْناء؛ ضد سوآء؛ أي قبيحة، وشجَّة خدْباء‏:‏ شقت الجلد، من خدب، ودرع خدْباء‏:‏ لينة، وامرأة خَلْقاء كالرتقاء؛ فأما الخَلْقاء‏:‏ الصخرة الملساء فمؤنثة أخلق، ومنه خَلْقاء الظهر، وخَلْباء‏:‏ لا تحسن العمل، وخَوْثاء‏:‏ عظيمة البطن، وأرض حَشّاء‏:‏ فيها طين وحجارة، والدَّحْساء‏:‏ الأرض الواسعة، وشجَّة واسعة، وامرأة دَعْفاء‏:‏ حمقاء، وداهية دَهْواء ودَهْياء‏:‏ شديدة، وناقة رَوْعاء، شديدة نشيطة، وامرأة رَتْقاء‏:‏ لا يوصل إلى جماعها، وشَجَّة رعلاء‏:‏ يتفلق اللحم منها، وأرض رَخّاء‏:‏ منتفخة، والحية الرَّقْشاء‏:‏ التي علا لونها سواد؛ كالرقمة مؤنثة أَرْقم، ولم يقولوا أَرْقش، ولا قالوا رَقْماء في الصفات، وعنز رعثاء وزَنْماء وزَلْماء للتي تحت أذنها زَنَمتان كالقُرْطين؛ والقِرَطة تسمى الرِّعاث، وروضة كَرْساء‏:‏ ملتفة، ولُمْعة كَرْساء‏:‏ مكترسة، وقوس كَبْداء‏:‏ عظيمة الوسط، وامرأة ودابة كذلك، وأتان كَرْشاء‏:‏ عظيمة الكَرِش، وامرأة لَثْياء‏:‏ كثيرة عَرق الفَرْج، ولَثِية أيضاً، وأرض ليَّاء‏:‏ بعيدة من الماءِ، ورملة ميساء‏:‏ لينة، وامرأة مَتْكاء‏:‏ لا تحبس بولها، ومدشاء‏:‏ لا لحم على يديها، ونَفْساء‏:‏ سائلة الدم، وصَدَّاء‏:‏ بئر معروفة؛ وفي المثل‏:‏ ماء ولا كصدّاء، وامرأة ضَهْياء‏:‏ لا تحيض، وليلة ضحياء‏:‏ بيضاء؛ فأما فرس ضَحْياء فسنذكرها مؤنثة أضحى شديد البياض، والعَرَب العَرْباء‏:‏ الصراح، وداهية عَضْلاء‏:‏ شديدة أَعْضَلَت، وامرأة عَضْلاء‏:‏ غليظة العَضَل؛ وهو اللحم في ساق أو عضد، وناقة عَجْناء‏:‏ لا تلقح من داءٍ برَحمِها؛ ويقال السمينة، وامرأة عجزاء‏:‏ عظيمة العَجيزة، وعُقاب عَجْزاء؛ بعَجْزها بياض، والعَفْلاء‏:‏ بفرجها عفَل يمنع وطأها، وبقرة عَيْناء، ولا يقال ثور أعْين في النعت، إنما الأعين اسم له فيجمع الأعيان والإناث العِين، وليست من فلان عزماء، أي ليست هذه أول كذبة كذبها، وشجرة فَنوْاء على غير قياس‏:‏ كثيرة الأفنان؛ والقياس فيها فنَّاء لأنها من بنات التضعيف، وشجة فرغاء‏:‏ واسعة، وناقة قَرْواءُ‏:‏ طويلة القَرا؛ أي الظهر، وناقة قَصْواء‏:‏ مقطوعة طرف الأذن، والذكر مقصوّ ومقصيّ، ودار قَوْراء‏:‏ واسعة، ودرع قضَّاء‏:‏ لينة كالقَضَض، ويقال فرغ من عملها وأحكمت، ويقال الصُّلبة، ويقال الخَشنة، وامرأة قَرْناء بها قرن أو عظيمة القرون، وإن كان المراد شعر الحاجبين فمؤنثه أَقْرن، وناقة سَجْواء‏:‏ ساكنة عند الحلب، وامرأة فاترة النظر من سجا، إذا سكن، وأرض سَبْتاء‏:‏ مستوية لا نبات فيها، والسَّلْياء‏:‏ التي انقطع سَلاَها في بطنها من البهائم، ونخلة سَنْهاء‏:‏ أصابها السنة، وبغلة سَفْواء‏:‏ خفيفة في السير، ولم يقولوا في الذكر أسْفى، وغارة سَحَّاء‏:‏ سريعة، قال الصدّيق رضي اللّه عنه لبعض أمراء جيوشه‏:‏ أغِرْ عليهم غارة سَحَّاء أو مَسْحاء، لا تتلاقى عليك جميع الروم، وامرأة سَلْتاء‏:‏ لا خضاب في يديها، وغارة شَعواء‏:‏ متفرقة؛ من أشْعَيتُها‏:‏ فرقتها، ويقال هي من شاعت؛ أي انتشرت، وشجرة شَعْواء‏:‏ منتشرة الأغصان، وحلة شوكاء‏:‏ جديدة وأيضاً خشنة النسج، وسحابة ودِيمة هَطْلاء‏:‏ غزيرة، والهلَكة الهلْكاء‏:‏ المهلكة‏:‏ وأرض وَحفاء‏:‏ غليظة‏:‏ وأرض وَعْساء‏:‏ ليّنة، ورملة مثله‏.‏

وفي الصِّحاح قال محمد بن السري السراج‏:‏ أصل عطشان عَطْشاء مثل صَحْراء والنون بدل من ألف التأنيث، يدل على ذلك أنه جمع على عطاشَى مثل صحارَى، وهذا أيضاً يدل على اطِّراده‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ رجل عِزْهاءة وعِزْهاة‏:‏ لا يطرب للهو ويبعد عنه، والجمع عزاهَى، مثل‏:‏ سِعْلاة وسعالَى‏.‏

ذكر الأفعال التي جاءت على لفظ ما لم يسم فاعله

عقد لها ابن قتيبة باباً في أدب الكاتب قال فيه‏:‏ يقال‏:‏ وُثِئت يده فهي موثوءة، ولا يقال وثئت، وزُهِي فلان علينا فهو مزهوّ؛ ولا يقال زها ولا هو زاه، وكذلك نُخِي من النَّخْوة فهو مَنْخُوّ، وعُنيت بالشيء فأنا أُعْنَى به؛ ولا يقال عَنِيت؛ فإذا أمرت قلت‏:‏ لِتُعن بالأمر، ونُتجت الناقة؛ ولا يقال نَتَجت، وأُولِعْت بالأمر وأُوزِعْت به سواء، وَأُرْعدت فأنا أُرْعَد، وأُرْعِدت فرائِصه، ووُضِعت في البيع، ووُكِسْت، وشُدِهت عند المصيبة، وبُهتّ، وسُقِط في يدي، وأُهْرِع الرجل فهو مُهْرَع؛ إذا كان يُرْعَد من غضب أو غيره، وأُهِلّ الهلال واسْتُهل، وأُغمِيَ على المريض وغُمِي عليه، وغُمّ الهلال على الناس، هذا ما ذكره ابن قتيبةَ‏.‏

وفي فصيح ثعلب باب لذلك ذكر فيه‏:‏ شُغِلت عنك، وشُهِر في الناس، وطُلَّ دمه، وأُهْدِر، ووُقص الرَّجل‏:‏ سقط على دابته فاندقت عنقه، وغُبِن في البيع، وهُزِل الرجل والدابة، ونُكِب الرجل‏:‏ أصابته نكبة، وحُلِبت ناقتك وشاتك لبناً كثيراً، ورُهِصت الدابة، وعُقِمت المرأة، وفُلِج الرجل من الفالج، لُقِي من اللقوة ودير بي، وأُدير بي، وغُشِي على المريض، ورُكِضت الدابة، وبُرّ حجك وثُلِجَ فؤاد الرجل، وامْتُقع لونه وانْقُطع بالرجل، ونُفِست المرأة، وزُكِم الرجل، وأُرِضَ وضُنِك، ووُقرت أذن الرجل، وشُغِفت بالشيء وسُرِرت‏.‏

وفي الصِّحاح، نُسئت المرأة تَنْسَأ نسأً على ما لم يسم فاعله إذا كان عند أول حبلها؛ وذلك حين يتأخر حَيْضها عن وقته فيرجى أنها حبلى، قال الأصمعي‏:‏ يقال للمرأة أول ما تحمل قد نُسئت، وأُسْهب الرجل على ما لم يسم فاعله إذا ذهب عقله من لَدْغ الحية، أُشِبَّ لي كذا وشُبَّ؛ أي أُتِيح، وأُعْرِب الفرس‏:‏ فَشَتْ غرته حتى تأخذ العينين فتبيض الأشْفار، وكذلك إذا ابيضت من الزَّرَق، وأُغْرب الرجل أيضاً؛ إذا اشتد وجعه، وبُهت، ودُهِش، وتحير فهو َبْهوت ولا يقال‏:‏ باهت ولا بهيت، وسُوِّس الرجل أمورَ الناس؛ إذا ملك أمرهم، قال الفراء‏:‏ وسُوِّسْتُ خطأ، وقال الأصمعي‏:‏ يقال‏:‏ عُنِّست الجارية وَعَنسها أهلها، ولا يقال عَنَسَتْ، وَوُكِسَ فلان في تجارته وأُُوكس، أي خسر، ونُفِش العذق‏:‏ إذا ظهر به نكت من الإرطاب، وسُقط في يده؛ أي ندم‏.‏ وثُطع الرجل؛ أي زُكم، ودُفِق الماء ولا يقال دَفق الماء، وطُلِّق السليم‏:‏ إذا رجعت إليه نفسه وسكن وجعه، وافْتُلِت فلان‏:‏ مات فجأة، وافْتُلِتَتْ نفسه أيضاً، وارْتُثَّ فلان؛ أي حُمِل من المعركة جريحاً وبه رَمق، وأُرْتج على القارئ؛ إذا لم يقدر على القراءة، وريح الغدير‏:‏ ضربته الريح، وحُصر الرجل وأُحْصر‏:‏ اعتل بطنه، ودُبِر القوم‏:‏ أصابتهم ريح الدَّبُور، وقُنيت الجارية تقتنى قنية على ما لم يسم فاعله إذا منعت من اللعب مع الصبيان، وسترت في البيت‏.‏

أخبرني به أبو سعيد عن أبي بكر بن الأزهر عن بندار عن ابن السكيت‏.‏

خاتمة‏:‏

في شرح المقامات للمطرزي‏:‏ قال الزجاجي‏:‏ سُقِط في أيديهم نظم لم يسمع قبل القرآن ولا عرفته العرب، ولم يوجد ذلك في أشعارهم، والذي يدل على هذا أن شعراء الإسلام لما سمعوه واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجه الاستعمال، لأن عادتهم لم تجْرِ به فقال أبو نواس‏:‏

ونشوة سَقطت منها في يدي ***

وهو العالم النِّحرير، فأخطأ في استعماله وكان ينبغي أن يقول سُقط، وذكر أبو حاتم‏:‏ سَقط فلان في يده، وهذا مثل قول أبي نواس، وكذا قول الحريري سَقط الفتى في يده‏.‏

ذكر الأفعال التي تتعدى ولا تتعدى

قال في ديوان الأدب‏:‏ النقص ضدّ الزيادة؛ يتعدي ولا يتعدى، ونَزَفْتُ البئر؛ إذا استخرجت ماءها كلَّه فنَزَفَتْ هي يتعدى ولا يتعدى، وسَرَحْتُ الماشيَة، وسَرَحَتْ هي؛ يتعدي ولا يتعدى، وفغَرَ فاه؛ أي فتح وفغَرَ فوه؛ أي انفتح يتعدى ولا يتعدى، ومثل ذلك دَلَع لسانه؛ أي خرج ودلعه صاحبُه، ورَفع البعير في سيره، ورفعته أنا، وأَدْنَفَهُ المرض؛ أي أثقله، وأدنف بنفسه، وأشْنَق البعيرَ، وأشْنق البعيرُ بنفسه؛ إذا رفع رأسَه، وأنْسَل الطائرُ ريشَه، وأنسل بنفسه، وكَفَّه عن الشيء فكف هو، وعُجْت بالمكان عوجاً؛ أي أقمت، وعجت غيري‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ خَسَأْتُ الكلبَ وخسأ الكلبُ بنفسه، وأَدَأْتَ يا رجل، وأَدَأْتُه أنا‏:‏ أصبته بداء، وأضاءت النار وأضأتها، وشجَبَه اللّه‏:‏ أهلكه، وشجَب هو فهو شاجب، أي هالك، وعاب المتاعُ، وعبته أنا، وبَجَسْتُ الماءَ فانبجس‏:‏ فجرَّته، وبَجَس الماءُ بنفسه يَبجِس، واجتبس أيضاً بنفسه، ودرس الرسمُ، ودرسته الريحُ، وطَمَس الطريق، وطمسته، وقمستُه في الماءِِ، وقَمَس بنفسه، وغاض الماءُ، وغاضه اللّه، وأقَضَّ عليه المضجعُ؛ أي تَتَرَّب وخَشُن، وأقض اللّه عليه المضجعَ، وهَبَط هُبُوطاً‏:‏ نزل، وهَبَطَه هَبْطاً، وهَبَط ثمن السلعة‏:‏ نقص، وهَبَطْتُه أنا، وفَاظَتْ نفسه، وفاظ هو نفسَه؛ أي قاءَها، ووقفت الدابةُ، ووقفتُها أنا، ولاَقَتِ الدواة، ولِقْتها أنا، وهاج الشيء‏:‏ ثار، وهاجه غيرُه، وطاخ الرجلُ‏:‏ تَلَطَّخَ بالقبيح، وطاخه غيرُه، وحَدَر جلد الرجل‏:‏ وَرِم من الضرب، وحَدَرْته أنا، وحَسر البعير أعيا، وحَسرْته أنا، وظَأَرت الناقة‏:‏ عطفت على البَوّ، وظأرتها، وقَطَر الماءُ وقطرته، وكَرَّه، وكَرَّ بنفسه، وأخليْت؛ أي خلوت، وأخليت غيري‏.‏ وزَهَتِ الإبل زَهْواً‏:‏ سارت بعد الوِرد ليلة أو أكثر، وزهوتها أنا، وقد جَلَوْا عن أوطانهم، وجلوتهم أنا، وأجْلَوْا عن البلد، وأجليتهم أنا‏.‏

وفي أدب الكاتب‏:‏ من ذلك، أفدْت مالاً، وأفدت غيري مالاً‏:‏ أعطيته إياه، وهَجَمْتُ على القوم، وهجمت غيري، وشَحا الرجل فاه، وشحا فوه، وسارَ الدابةُ وسار الرجلُ الدابةَ، وجَبَرتِ اليدُ؛ وجَبَرَ الرجلُ اليدَ، ورَجَنَتِ الناقة‏:‏ قامت، ورَجَنْتُها، وزاد الشيء، وزدته، ومَدَّ النَّهرُ ومَدَّه نهر آخر، وهَدَر دم الرجل، وهدرْتُه، ورَجع الشيءُ ورجعْته، وصدَّ، وصددته، وكَسَفتِ الشمس، وكَسَفها اللّهُ، وعفا الشيء‏:‏ كَثُر، وعَفَوْته‏.‏ وعفا المنزلُ وعَفْته الريح، وخَسَف المكان، وخَسَفه اللّه، ووَفَر الشيءُ، ووَفَرْته، وذَرَا الحبّ وذَرَتْه الريح، ونفى الرجل ونَفَيْتُه، ونشر الشيُ، ونَشَرَه اللّه‏.‏

ذكر ما أتى على فاعل وتفاعل من جانب واحد

قال ابن السكيت‏:‏ من ذلك ضاعفت الشيء، وباعدته، وقد تكاءدني الشيء‏:‏ شق على، وتذاءبت الريح؛ جاءت مرة من هنا ومرة من هنا، وامرأة مُنَاعِمة واللَّهم تجاوز عني، وهو يعاطيني‏:‏ إذا كان يخدُمك، وقاتلهم اللّه، وعافاك اللّه، وعاقبت الرجل، وداينته؛ أي أعطيته بالدَّيْن، وعاليت الرجل، وطارقت نعليّ، ودابة لا ترادِف؛ أي لا تحمل رديفاً‏.‏ انتهى‏.‏

ذكر ألفاظ جاءت بلفظ المفرد ولفظ المثنى

قال في ديوان الأدب‏:‏ الفُرْق لغة في الفُرْقان، قال ونظيره الخُسْران والخُسْر، والهُجْران والهُجْر، والرُّتكان والرتك، وهو أن تعدو الناقة عدو النعامة‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ من ذلك‏:‏ الحَبَوْكران والحَبَوكر‏:‏ الداهية، والسَّيْسَبان، والسَّيْسَبي‏:‏ شجر‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ والجُحْران‏:‏ الجُحْر؛ ونظيره جئت في عَقِب الشهر وعقبانه‏.‏

وفي المجمل‏:‏ من نظائر ذلك الكُفْر والكُفران‏.‏

ذكر ما اتفق في جمعه على فُعُول وفِعَال

قال القالي‏:‏ سُموم وسِمام جمع سَمّ؛ أحد ما اتفق في جمعه فُعُول وفِعَال‏.‏

ذكر الألفاظ التي أوائلها مفتوح وأوائل أضدادها مكسور

الجَدْب وضده الخِصْب بالكسر والحَرْب وضده السِّلْم بالكسر، وماء عَذْب وضده المِلْح بالكسر، والفَقْر وضده الغنَى، والجهْل وضده العِلْم‏.‏

ذكر الألفاظ التي جاءت بوجهين في المعتل

قال في الجمهرة‏:‏ كاح الجبل وكِيحة وهو سَفْحه، وقال‏:‏ وقيل‏:‏ رار ورير، وهو المخ إذاكان رقيقاً، وقار وقيْر، وعاب وعيْب، وذَام وذَيْم من العيب، وقاد رمح وقَيْد رمح، وقاب رمح وقِيب رمح، وقاس رمح وقِيس رمح‏.‏

قال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ الآد الأيْد‏:‏ القوة، والطَّاب والطِّيب، والغار والغَيْر من الغَيْرة، ويقال ما له هاد ولا هيْد، واللاَّب واللُّوب جمع لابَة، والكاع والكوع في اليد والراد والرود‏:‏ أصل اللحى، والجال والجول؛ وهو كل ناحية من نواحي البئر من أسفلها إلى أعلاها، والحاب والحوب‏:‏ الإثم‏.‏

وقال أبو زيد في النوادر‏:‏ يقال‏:‏ باع وبوْع، وصاع وصوْع‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ الشَّارة والشُّورة‏:‏ حسن الهيئة، ورجل تاق وتوق؛ إذا كان طويلاً‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ رجل كَيْء وكاء‏:‏ ضعيف جبان، وطاط وطُوط‏:‏ طويل‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ البداهة والبديهة واحد‏.‏

وفي الترقيص للأزدي‏:‏ هَوْن وهَيْن بمعنى‏.‏

وفي شرح المقصورة لابن خالويه‏:‏ الصَّوْن والصان مصدران بمعنى الصيانة‏.‏

وفي التهذيب للتِّبريزي‏:‏ يقال‏:‏ قِيت وقُوت، وحُور وحير جمع حوراء، وعائط عُوط، وعائط عِيط‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ تقول العرب‏:‏ اللهم تقبل تَابتي وتوْبتي، وارحم حابَتي وحوْبتي، وتقول قامَتي وقومتي قال‏:‏

قد قمت ليلي فتقبل قامَتي *** وصمتُ يومي فتقبَّل صَامَتي

فأعطِني ممَّا لديك سُؤلَتي

وفي الإصلاح لابن السكيت‏:‏ قار وقُور جمع قارة، وأخذ بقُوف رقبته وقاف رقبته، وبظُوف رقبته وظاف رقبته، وبصُوف رقبته وصاف رقبته؛ إذا أخذ بقفاه، ورجل فال الرأي وفِيل الرأي، والذَّان والذَّيْن، وريح رادة وريدة‏:‏ ليّنة الهبوب‏.‏

ويلحق بهذا الباب قولهم‏:‏ مَعاب ومَعيب، ومَمال مَميل، ومَعاش ومَعيش، وكذلك اللَّغو واللغا في الكلام، واللَّعْو واللَّعا؛ وهو الحريص، والمَكْو والمَكا، والنقْو والنَّقَا؛ لكل عظم فيه مُخّ، والأسْو والأسى؛ من أسوت الجُرح؛ إذا داويته، والنجْو والنجَا؛ من نجوْت جلد البعير عنه إذا سلخته، ويلحق بهذا الباب باب فَعال وفَعِيل؛ نحو صَحاح وصَحيح، وشَحاح وشحيح، ورجل كَهَام وكَهِيم‏:‏ لا عَناء عنده، وعَقام وعَقيم، وبَجَال وبَجيل؛ وهو الضخم الجليل؛ وقالوا‏:‏ الشيخ السيد، جَرام وجَرِيم؛ وهو النَّوى والتمر اليابس أيضاً، ذكر ذلك التِّبريزي في تهذيبه‏.‏

ويلحق به باب فَعيل وفُعال، نحو‏:‏ النَّهيق والنُّهاق، والسَّحيل والسُّحال وهو النَهيق، وشَحِيج البغل والغراب والشُّحاج، ورجل خَفِيف وخُفاف، وطَويل وطُوَال، وعَرِيض وعُراض، وصَغير وصُغَار، وكَبير وكُبار، وبَزيع وبُزاع، وعَظِيم وعُظَام، وظَرِيف وظُراف، والنَّسِيل والنُّسَال‏:‏ ما يَنْسِل من الوبر والريش والشّعر، وكَثير وكُثار، وقَليل وقُلال، وجَسِيم وجُسام، وزَحير وزُحار، وأَنين وأُنان، ونَبيح ونُباح، وضَغيب وضُغاب‏:‏ لصوت الأرنب، وعَجيب وعُجاب، وذَنين وذُنان؛ وهو المخاط الذي يسيل من الأنف، ذكر ذلك التَّبريزي في تهذيبه‏.‏

ويلحق به باب الفُعول والفُعال، نحو‏:‏ السُّكوت والسُّكات، ورزحت الناقة رُزُوحاً ورُزَاحاً‏:‏ سقطت، وكَلَح الرجل كُلوحاً وكُلاحاً، وصمت صمُوتاً وصُماتاً‏.‏

وباب الفُعول والفَعال، نحو‏:‏ فرغ فرُوغاً وفَراغاً، وصَلُح صُلُوحاً وصَلاحاً، وفسد فُسوداً وفَساداً، وذهب ذهوباً وذهاباً‏.‏

وباب الفَعالة والفُعولة كالفَسالة والفُسولة، والرَّذالة والرُّذولة، والوَقاحة والوُقوحة، والفَراسة والفُروسة، والجَلادة والجُلودة، والجثالة والجثولة، والكَثاثة والكُثوثة، والوَحافة والوُحوفة، ذكر الألفاظ المفردة التي جاءت على فِعَلة- بكسر الفاء وفتح العين‏.‏

قال في الصِّحاح‏:‏ وهو بناء نادر لأن الأغلب على هذا البناء الجمع، إلاّ أنه قد جاء للواحد وهو قليل نحو‏:‏ العِنَبة، والتِّولة، والطِّيَبة، والخِيرَة؛ ولا أعرف غيره‏.‏ قلت‏:‏ زاد خاله الفارابي في ديوان الأدب‏:‏ الطِّيرَة، والحِدأَة والنِّوَلة- بالنون‏:‏ ضرب من الشجر؛ وأظن هذه الأخيرة تصحيفاً؛ فإن ابن قتيبة قال في أدب الكاتب‏:‏ التِّوَلة ضرب من السِّحْر‏.‏

ذكر أبنية المبالغة

قال ابن خالويه في شرح الفصيح‏:‏ العرب تبني أسماء المبالغة على اثني عشر بناء‏:‏ فَعَالِ كَفَساق، وفُعَل كَغُدَر، وفَعّال كغدّار، وفَعُول كَغَدُور، ومِفْعِيل كمِعْطِير، ومفْعال كمِعْطار، وفُعَلة كهُمَزة لمَزَة، وفَعُولة كمَلولة، وفَعَّالة كعلاَّمة، وفاعلة كراوِية، وخائنة، وفَعَّالة كبَقَّاقة؛ للكثير الكلام، ومِفْعالة كمِجزَامة‏.‏

ذكر الألفاظ التي تقال للمجهول

قال ابن السكيت في المثنى‏:‏ يقال للرجل الذي لا يعرف أبوه‏:‏ قُلّ ابن قُلّ، وضُلّ ابن ضُل؛ وذلّ ابن ذلّ، ويقال للرجل الذي لا يعرف‏:‏ هَيّ ابن بَيّ، وهَيّان ابن بَيَّان، وهَلمَعة ابن قَلْمَعة‏.‏

وقال الفارابي في ديوان الأدب‏:‏ يقال للرجل الذي لا يُدرى من أين‏:‏ هو طَامر ابن طامر‏.‏

ذكر الألفاظ التي سقط فاؤها وعوض منها الهاءُ أخيراً

قال ابن دريد‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ قالوا‏:‏ ما أنت إلاّ قِرَةٌ عليَّ؛ أي وَقْر؛ فجعله مثل‏:‏ زِنَة‏.‏

وقال‏:‏ يقال وَقرت أذنه تقِر، وخبر به عن أبي عمرو بن العلاء عن رُؤبة، وفرس وَقاح بيِّن القِحة، وقِدَة‏:‏ موضع؛ وهو الذي يسمى الكُلاب، ورِقَة‏:‏ وهي الفضة، وقُلة‏:‏ وهي التي تلعب بها الصبيان، ولُمة، وهي المِثْل يقال‏:‏ فلان لمة فلان، أي مثله‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ القَحة لغة القِحة وهي صلابة الحافر، والدَّعة‏:‏ الاسم من اتدع يتدع، والضَّعة والضِّعة بمعنى؛ يقال‏:‏ في حسبه ضَعة وضِعة، والضّعة‏:‏ نبت، الثُّبة الجماعة من الناس، وثُبةُ الحوض‏:‏ مجتمع مائة، وظُبة السيف‏:‏ حَدُّه، والبُرةُ التي تجعل في أنف البعير إذا كانت من صُفْر، والبُرَة‏:‏ الخَلْخَال، والذِّرَة، والكُرَة، واللغة، ودُغَة‏:‏ اسم امرأة من عِجْل يضرب بها المثل في الحمق، وحُمة العقرب‏:‏ سمها وضرها، والجِبَة‏:‏ مصدر من قولك‏:‏ وَجب البيع، وقِبَة الشاة والهِبَة، والرِّثة‏:‏ الوراثة، واللِّثة‏:‏ ما حول الأسنان، واللِّجة‏:‏ الولوج، والجِدة‏:‏ الوجْد، ويقال‏:‏ أعط كل واحد منهم على حدته، والعِدة‏:‏ الوعد، وقِدَة النار وَقْدَتها، ولِدة الرجل‏:‏ تِربه، والتِّرة‏:‏ مصدر وَتره، ويقال‏:‏ هذه أرض في نَبْتها فِرَة؛ أي وُفور، والغِرَة‏:‏ الغيظ، والسِّطة‏:‏ مصدر من قولك وَسَطَهُمْ، والعظة‏:‏ الوعْظ، والرِّعة‏:‏ الورع، والصِّفة‏:‏ الوصف، والصِّلة‏:‏ الوصل، والسِّمَة‏:‏ الوسم، والزِّنة‏:‏ الوزن، والسِّنة‏:‏ الوسن، والدِّية، وسِية القوس‏:‏ ما عطف من طرفيها، وشِية الفرس‏:‏ بياض في سواد أو عكسه‏.‏

وفي المجمل‏:‏ الرِّفة‏:‏ التبن- مخففة، والناقص واو من أولها‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ الطِّئة والطَّأة والوَطَاءة، والهاءُ فيها عوض من الواو، والإبة الوَأْب؛ وهو الانقباض والاستحياءُ؛ والهاء عوض من الواو، والمِقة‏:‏ المحبة؛ والهاءُ عوض من الواو‏.‏

ذكر المصادر التي جاءت على مثال مفعول

في الغريب المصنف‏:‏ حلفت مَحْلوفاً، وكذلك المعقول، والميسور، والمعسور، والمجلود‏.‏

ذكر الألفاظ التي جيء بها توكيداً مشتقة من اسم المؤكد

قال الفارابي في ديوان الأدب‏:‏ يقال‏:‏ كان ذلك في الجاهلية الجهلاء، وهو توكيد للأول يشتق له من اسمه ما يؤكد به؛ كما يقال‏:‏ وَتِد واتد، ووبْل وابل، وحِضْج حاضج؛ وهو الماء الكدِر يبقى في الحوض، وهَمج هامج‏.‏

وقال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ يقال ليل لائل، وشغل شاغل، وشيْب شائب، وموت مائت، وويْل وائل، وذيل ذائل؛ وهو الخزي والهوان، وصِدْق صادق، وجُهد جاهد، وشِعْر شاعر، وعام عائم، ونِعاف نُعّف، وبِطاح بُطّح، وناقة حائل حُولٍ وحولَلٍ، وعائط عُوطٍ وعوطَطٍ؛ إذا حمل عليها سنتين ولم تحمل‏.‏

وقال في ديوان الأدب‏:‏ يقال‏:‏ لقيت منه بَرحاً بارحاً، ويقال‏:‏ هِتْر هاتر توكيد له؛ والهِتْر‏:‏ السَّقَط من الكلام قال‏:‏

يُراجع هِتْراً من تُماضِر هاتراً ***

ويقال‏:‏ دَفْراً دافراً لما يجيء به فلان؛ أي نتناً، ويقال‏:‏ حِصْن حصين، ويقال للرجل إذا كان داهية إنه لصِلّ أصْلال، والصِّل‏:‏ الحية التي لا تنفع منها الرّقية، وإنه لسِبْد أسْباد، إذا كان داهية في اللّصوصية، وإنه لهِتر أهتار، أي داهية من الدواهي، ويقال‏:‏ زِبْرِج مُزَبرج، ويقال‏:‏ ظل ظليل أي دائم، وليل أليل أي مظلم، وذَيْل ذائل‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ يقال‏:‏ إنه لضُل أضلال؛ أي ضال‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ عَجَب عاجب وعَجيب وعُجاب في معنى مُعجِب، وجاء بالوامِئة الوماء، وهي الداهية، وإبِل مُؤَبَّلة أي مكملة، وقيل هي الجماعة من الإبل، ومائة مُمْآة، وطبنة طابنة، والطبنة‏:‏ الحتف‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ يقال هو صِلّ الأصلال؛ أي داهية الدواهي‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ قال رؤبة‏:‏

فَذَاك بَخَّال أَروزُ الأرْزِ ***

أضافه إلى المصدر، والأروز‏:‏ المنقبض من بخله‏.‏

وفي الكامل للمبرِّد‏:‏ يوم يم بوزن عم؛ مثل لَيْل أليل‏.‏

وفي كتاب ليس لابن خالويه‏:‏ يقال هذا ليل أليل ويوم أيْوَم، إذا كان صعباً شديداً في قتال أو حرب، ويقول آخرون يَوْم يَوِمٌ، وقد يقلب فيقال‏:‏ يَمٍ، قال الشاعر‏:‏

مروان مروان أخو اليوم اليَمِي ***

وفي كتاب الليل والنهار لأبي حاتم‏:‏ يقال ليل ليليّ‏.‏

وفي كتاب الأيام والليالي للفراء‏:‏ يقال ليلة ليلاء وليل لُيَّل، وظُلمة ظلْماء ودهر داهر‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ ليلة ليلاء وهي ليلة الثلاثين، ويوم أيْوم وهو آخر يوم في الشهر‏.‏

وفي الكامل للمبرِّد‏:‏ فَحْل فَحيل؛ أي مستحكم في الفِحْلة، وراحلة رَحيل؛ أي قوية على الرِّحلة مُعَوَّدة لها‏.‏

وفي المقصور والممدود لابن السكيت‏:‏ يقال‏:‏ السَّوْءة السوأى‏.‏

وقال القالي في كتاب الممدود‏:‏ قالوا‏:‏ هَلَكة هلْكاء؛ أي عظيمة شديدة، وداهية دهياء‏.‏

وفي تهذيب التِّبريزي‏:‏ داهية دَهْياء ودَهْواء‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ أبواب مُبَوّبة وأصناف مصنفة، وعرب عاربة وعرباء، وحِرْز حريز، وبَوْش بائش؛ وهم الجماعة من الناس المختلطين، ويقال نلت منه خَيْصاً خائصاً؛ أي شيئاً يسيراً، والخيْص القليل من النوال، وأرض أريضة أي زكية؛ وقال أبو عمرو‏:‏ نزلنا أرضاً أريضة؛ أي مُعْجِبة للعين، وساعة سوْعاء؛ أي شديدة؛ كما يقال ليلة ليلاء، وأعوام عَوَّم، ورماد رَمْدَد؛ أي هالك، وأبد أبِيد، ودهْر دهارير أي شديد، وليلة ليلاء، ونهار أنْهَر‏.‏

وفي كتاب الأضداد لأبي عبيد‏:‏ تقول العرب ظُلمة ظلماء، وقَطاة قطواء‏.‏

وفي شرح الدُّريدية لابن خالويه‏:‏ يقال ألْف مُؤْلف أي متضاعف، وقناطير مُقَنْطرة‏.‏

وفي تهذيب التِّبريزي‏:‏ أتى فلان بالرَّقَم الرقماء؛ أي بالداهية الدهياء الشديدة‏.‏

وفي مختصر العين‏:‏ يقال سيل سائل، ورَماد رِمْديد ورِمْدِد‏.‏

وفي القاموس‏:‏ بحر بحار‏.‏

ذكر ما جاء على لفظ المنسوب

قال في ديوان الأدب‏:‏ البَرْدِيّ، والخِطْمِيّ والقَلْعيّ‏:‏ الرَّصاص، والبُخْتِي، وخُرْثيّ المتاع‏:‏ سَقَطُه، والبُرديّ‏:‏ ضرْب من أجود التمر، والحُرْديّ‏:‏ واحد حَرادِيّ القصب، ودُردِيّ الزيت والجُلْذِيّ من الإبل‏:‏ الشديد، والبحريّ‏:‏ الشر والأمر العظيم، والسِّخْريّ من السخرة، والسُّخْريّ من الهزؤ، والغبريّ‏:‏ ما نبت من السِّدر على شطوط الأنهار وعظم، والقُمري والدُّبسي والكُدْرِيّ‏:‏ أنواع من الطَّير، والكرسي، والْخُنْثِيّ‏:‏ الحدَّاد، ويقال الزَّرَّاد، وجعله ظِهريّا، والقِصْريّ‏:‏ القُصارة، والراعبيّ‏:‏ ضرب من الحمام، والزَّاعبيّ‏:‏ الرمح، وجمل صُهابي‏:‏ أصهب اللون، والمُلاحِي‏:‏ عِنَب أبيض في حبه طول، والخُدَاري‏:‏ الأسود من السحاب وغيره، والخُضَاري‏:‏ طائر، وزخاري النبت‏:‏ زَهْرُه، والحُذاقي‏:‏ الفصيح اللسان والقَطامي‏:‏ الصقر، وشابّ غُدَانيّ وغُدابيّ‏:‏ ممتلئ شباباً، والعَصْلبيّ من الرجال‏:‏ الشديد، والجعْظريّ‏:‏ الفظّ الغليظ، والعَبْقريُّ‏:‏ الرجل الذي ليس فوقه شيء في الشدة ونحوها، والصَّمْعريّ‏:‏ الرجل الشديد، والبَخْتريّ‏:‏ الجسم الحسن المَيْس في بُرديه، وعيش دَغْفَليّ، أي واسع، والجعْبرية‏:‏ المرأة القصيرة، واللَّوْذعيّ‏:‏ الحديد الفؤاد، والجهوريّ‏:‏ العظيم في مرآة العين، وبحر لجيّ، وكوكب دُرّيّ، وما بها دُبِّي؛ أي أحد، والنُّمِّي‏:‏ الفلوس؛ رومي معرب، والرِّبيّ‏:‏ واحد الرِّبيين وهم الألوف والأحوذيّ‏:‏ الراعي المشمّر للرعاية الضابط لما ولِي، والأحوزي- بالزاي- مثله، والأحوريّ الناعم، والأريحيّ الذي يرتاح للندى‏.‏

قال في الصِّحاح‏:‏ يقال مشرك ومشركيّ، مثل دَوّ ودوِّي، وسك وسكي، وقَعْسَر وقَعسَريّ بمعنى واحد‏.‏

طرا ئف النسب

في كتاب الترقيص للأزدي‏:‏ من طرائف النسب رَازي إلى الرّي، وداروردي إلى دَارا بجَرْدِ، ومَرْوزيّ إلى مَرْو، وإصْطَخْرزي إلى إصْطخر، وسبكري إلى سبك، قال‏:‏ وقال أبو الحسن يقال‏:‏ جفنة شيراً؛ منسوبة إلى الشيري، وهذا قليل لا أعرف له مثلاً‏.‏

وقال ثعلب في أماليه‏:‏ إنما دخلت الزاي في النسبة إلى الرَّي ومَرْو؛ لأنهم أدخلوا فيه شيئاً من كلام الأعاجم‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ الهنادكة‏:‏ الهنود؛ والكاف زائدة نسبوا إل الهند على غير قياس‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ سيوف هندكية، أي هندية والكاف زائدة‏.‏

قال ياقوت‏:‏ ولم أسمع بزيادة الكاف إلاّ في هذا الحرف‏.‏

ذكر ما ترك فيه الهمز وأصله الهمز وعكسه

قال ابن دريد في الجمهرة‏:‏ قال أبو عبيدة‏:‏ تركت العرب الهمز في أربعة أشياء لكثرة الاستعمال‏:‏ في الخابية؛ وهي من خبأت، والبريّة، وهي من برأ اللّه الخلق، والنبيّ وهو من النبأ، الذُّرِّية؛ هي من ذرأ اللّه الخلق‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ تركوا الهمز في هذه الأحرف الأربعة؛ إلاّ أهل مكة فإنهم يهمزونها ولا يهمزون غيرها ويخالفون العرب في ذلك‏.‏

وقال ابن السكيت في الإصلاح‏:‏ قال يونس‏:‏ أهل مكة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبي والبرية والذرية والخابية‏.‏

قال‏:‏ ومما تركت العرب همزه قولهم‏:‏ ليست له روية؛ وهو من رَوّأْت في الأمر، والملك؛ وأصله ملأك لأنه من الألوكة وهي الرسالة‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ في كتاب المقصور والممدود‏:‏ قد اجتمعت العرب على أيدي سبا وأيادي سبا بلا همز، وأصله الهمز؛ ولكنه جرى في هذا المثل على السكون فترك همزه‏.‏

قال العجاج‏:‏

من صادرٍ أو واردٍ أيدي سبا ***

ومن عكس ذلك‏:‏ قال في الصِّحاح‏:‏ وربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز، قالوا‏:‏ لبأْت بالحج، وحلأت السويق، ورثأت الميت، وفيه‏:‏ اجتمعت العرب على همز المصائب وأصلها الياء وكأنهم شبهوا الأصلي بالزائد، وفيه‏:‏ يقال افتأتَ برأية؛ أي انفرد واستبد به، وهذا الحرف سمع مهموزاً، ذكره أبو عمرو وأبو زيد وابن السِّكيت وغيرهم، فلا يخلو إما أنهم يكونون همزوا ما ليس بمهموز، أو يكون أصل هذه الكلمة من غير الفوت‏.‏

ذكر الألفاظ التي وردت على هيئة المصغر

قال ابن دريد في الجمهرة‏:‏ باب ما تكلموا به مصغراً‏.‏

الخُلَيقاء‏:‏ وهو من الفرس كموضع العِرنين من الإنسان، والعُزَيزاء‏:‏ فحوة الدبر من الفرس، والفُريراء‏:‏ طائر، والسُّويطاء‏:‏ ضرب من الطعام، والشُّويلاء‏:‏ موضع، والمُرَيطاء‏:‏ جلدة رقيقة بين السُّرة والعانة، والهشيماء‏:‏ موضع، والسُّويداء‏:‏ موضع، والغُمَيصَاء‏:‏ موضع، والغُمَيصَاء‏:‏ نجم من نجوم السماءِ، ويقال‏:‏ رماه بسهم ثم رماه هُدَيَّاه؛ أي على أثره، والحُمَيّا‏:‏ سَورة الخمر، والثُّريا‏:‏ معروفة، والحُدَيّا‏:‏ من التحدي، يقال تحدى فلان لفلان إذا تعرّض له للشر، والجُذَيّا‏:‏ من الجَذْوة، والحُذَيَّا من قولهم أحْذاني كذا أي أعطاني، والقُصَيْري‏:‏ آخر الضلوع، والحُبيا‏:‏ موضع بالشام، والحُجَيَّا‏:‏ من قولهم فلان يحاجِي فلاناً، والهُوينا‏:‏ السكوت والخفض، والرُّتَيْلَى‏:‏ دُويبَّة تلسع، والعُقَّيْب‏:‏ ضرب من الطير، واللُّبَّيد‏:‏ طائر، والحُمَيْمِق‏:‏ طائر، ويقال الحُمَيْمِيق، والسُّلَيقاء‏:‏ طائر، والرُّضَيْم‏:‏ طائر، ورُغَيْم‏:‏ طائر، والشُّقِّيقَة‏:‏ طائر، والسُّكَّيْت‏:‏ آخر فرس يجيء في الرهان وهو الفِسْكِل، والأُدَيْبِر‏:‏ دويبّة، والأُعَيْرِج‏:‏ ضرب من الحيّات، والأُسَيْلم‏:‏ عرق في الجسد، والكُعَيْت‏:‏ البلبل، والكُحَيْل‏:‏ القَطِران، ومُجَيْمر‏:‏ جبل، ومُبَيْطر‏:‏ البيطار، ومُسَيْطِر‏:‏ متملك على الشيء، ومُبَيْقِر‏:‏ يلعب البُقَّيْرَى؛ وهي لعبة لهم، ويقال بَيْقر فلان إذا خرج من الشام إلى العراق، والقعيطة‏:‏ الحجلة، ويقال فلان مهيمن على بني فلان؛ أي قيم بأمورهم‏.‏

قال ابن دريد‏:‏ مُهَيْمِن ومُخيْمِر ومُسَيْطِر ومُبَيْطِر ومُبَيْقر أسماء لفظها لفظ التصغير وهي مكبرة، ولا يقال فيها مُفَيْعِل‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الكُمَيْت من الفرس، والإبل‏:‏ ما لونه أحمر فيه قُنوءة؛ جاء مصغراً، والكُمَيْت من أسماء الخمر لما فيها من سواد وحمرة‏.‏

وقال‏:‏ أُوَيْس اسم للذئب جاء مصغراً مثل الكُمَيْت واللجيْن، ولا آتيك سُجَيْس عُجيْس جاء مصغراً، وحُبَيْش‏:‏ طائر معروف جاء مصغراً مثل الكُميت والكُعَيْت، وضُمَيْر مصغراً‏:‏ جبل بالشام، وقُدَيْد مصغراً‏:‏ ماء قرب مكة‏.‏

قال‏:‏ واللغَّيْزي‏:‏ مثل اللغز، والياء ليست للتصغير لأنَّ ياء التصغير لا تكون رابعة وإنما هي بمنزلة خضاريّ للزرع، وشقاري‏:‏ نَبْت‏.‏

وقال الزجاجي في شرح أدب الكاتب‏:‏ قد تكلمت العرب بأسماء مصغرة لم يتكلموا بها مكبرة، وهي أربعون اسماً، فذكر ما تقدم نقله عن ابن دريد، وزاد الكُمَيت في الدواب، وهو يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وحَُذيْلاء‏:‏ موضع، والرُّغَيْداء بغين معجمة وغير معجمة لغتان‏:‏ ما يرمى به من الطعام والزُّوان، والقُطَيْعاء‏:‏ اسم من أسماء النمر الشِّهْريز، والقُبَيْطاء من الناطف، إذا خفف مُدّ وإذا ثقل قصر فقيل القُبَّيْطَى، والمُرَيْرَاء‏:‏ ما يرمى به من الطعام كالزُّوان، والرُّسَيْلاء‏:‏ دُوَيِبَّة‏.‏ انتهى‏.‏

وزاد القالي في المقصور‏:‏ الهُدَيَّا‏:‏ المثل، والعُجيْلى‏:‏ مشية سريعة، والحُمَيَّا‏:‏ شدة الغضب، وحُمَيَّا كل شيء‏:‏ شدته، والحُدَيَّا مثل الهُدَيَّا‏:‏ المثل، وخُلَيْطَى من الناس بالتخفيف وخُلَّيْطى بالتشديد وخليط؛ أي أخلاط‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ الثُّريا‏:‏ النجم مؤنثة بحرف التأنيث، مصغرة؛ ولم يسمع لها بتكبير، وكذلك الثُّرَيا من السُّرُج، والثريا‏:‏ ماء، قال الأخطل‏:‏

عفا من آل فاطمة الثريا ***

والقُصيْرى‏:‏ أصغر الأفاعي حسبما ذكره أبو حاتم، قال الكِسائي‏:‏ القُصيْرى‏:‏ أصل العنق، وهذا نادر‏.‏

وقال اللِّحْياني‏:‏ يقال ما أدري رُطَيْناك بالتخفيف ورُطَّيْناك بالتشديد أي رَطانتك‏.‏

وقال الفراء‏:‏ ذهبت إبله الُعمَّيْهَى والسُّمَّيْهى؛ إذا تفرقت في كل وجه فلم يُدر أين ذهبت، والكُمَّيْهي مثل العُمَّْهي، واللُّزَّيْقي‏:‏ نبت، والنُّهَيبي‏:‏ اسم الانتهاب، ويقال‏:‏ الأخذ سُرَّيْطَى من الاسْتراط وهو الابتلاع، والقضاء ضُرَّيْطَى، ويقال‏:‏ الأكل سرَّيْط، والقضاء ضُرَّيْط‏.‏

وزاد في الممدود‏:‏ الهيْماء‏:‏ مُوَيْهة لبني أسد، والعُرَيْجاء‏:‏ أن ترد الإبل يوماً نصفَ النهار ويوماً غُدوة، والغُبَيْلاء‏:‏ هَضْبة، وحجيلاء‏:‏ موضع، والجليحاء‏:‏ شِعار كان لغنىّ، والرجيلاء‏:‏ أن تلد الغنم بعضها بعد بعض، والرجيلاء‏:‏ أيضاً موضع، والسُّهَّيْمي‏:‏ شجر ينبت بنجد، والسويداء‏:‏ الاست، والسوداء‏:‏ حبة الشُّونوز، والسويداء‏:‏ وسط القلب، والمُلَيْسَاء‏:‏ نصف النهار، والمليساء‏:‏ أيضاً شَهْر بين الصَّفَرِية والشتاء، والمُطَيطاء‏:‏ التبختر‏.‏ انتهى‏.‏

وزاد الأندلسي في المقصور‏:‏ مالُ القوم خِلِّيطي وخُلَّيْطي، أي مختلط، والجُمَّيزَى‏:‏ معروف، والعقّيْلي‏:‏ عقلة بالساق‏.‏

وفي الممدود‏:‏ الدُّهَيْماء‏:‏ الداهية الشديدة، والدُّهَيْم‏:‏ اسم ناقة، والزُّرَيْقاء‏:‏ ثريدة اللبن، والكديداء والكُدَيراء‏:‏ تمر ينقع في لبن حليب، والمُطَيطاء والمَطيطَاء والغُبَيْراء‏:‏ شراب الذرة، والشُّعيراء‏:‏ لقب لزم بَطناً من بني تميم، ومُزَيْقاء‏:‏ لقب عمرو بن عامر ملك اليمن‏.‏ انتهى‏.‏

فائدة‏:‏

في الصِّحاح قال‏:‏ سيبويه سألت الخليل عن كُمَيْت فقال‏:‏ إنما صغِّر لأنه بين السواد والحمرة، كأنه لم يخلص له واحد منهما، فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب‏.‏

ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها الميم

ذكر في الجمهرة ألفاظاً زادوا الميم في آخرها وهي‏:‏ زُرْقُم من الزَّرَق، وسُتْهم من عظم الاست، وناقة صِلْدم من الصَّلد، وناقة ضِرزم من قولهم ضِرزّ؛ أي صلب، ورجل فُسْحم من الفساحة، وجُلهُم من جَلْهة الوادي، وخَلْجَم من الخلْج والانتزاع، وسَلْطم َمن السَّلاطة وهو الطويل، وكَرْدَم وكَلْدَم من الصلابة، من قولهم‏:‏ أرض كَلَدة، وقَشْعَمْ من يبس الشيء وتَشَنّجه، ودَلْهم‏:‏ قالوا من الدَّله وهو التحير فإن كانت من ذلك فالميم زائدة وإن كانت من ادلهمَّ الليل، فالميم أصلية، وشُبْرُم؛ وهو القصير من قولهم قصير الشِّبر أي قصير القامة، فأما الشَّبرم ضرب من النبت فليست الميم بزائدة، هذا ما في الجمهرة في هذا الباب‏.‏

وقال في باب آخر‏:‏ قالوا في الابن الابنم فزادوا فيه الميم، وكما زادوا في الفم وإنما هو فوه وفاه وفيه؛ فلما صغروا قالوا فُوَيْه فثبتت الهاء، وفي التنزيل‏:‏ ‏{‏بِأفْوَاهِهِمْ‏}‏ ولم يقل بأفمامهم، قال‏:‏ وابنم هذا يقال فيه في التثنية ابنمان، وفي الجمع ابنمون، وفي الجر ابنمين قال‏:‏

أتظلم جارتيك عِقال بَكْر *** وقد أوتيت مالاً وابَنمينا

وفي الغريب المصنف من ذلك شَدْقم‏:‏ الواسع الشِّدق‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ يقال رجل حَلِس للحريص، وكذلك حِلَّسْم بزيادة الميم، وجاحظ وجَحْظم والميم زائدة من جَحظت عينه‏:‏ عظمت مقلتها ونتأت، والدِّقْعم‏:‏ الدَّقْعاء والميم زائدة وهو التراب، وكما قالوا‏:‏ للدرداء دِرْدِم والجَذْعمة‏:‏ الصغير والميم زائدة؛ وأصله جَذَعة، والدِّلْقم‏:‏ الناقة التي تكسرت أسنانها من الكِبَر فتمج الماء والميم زائدة وأصلها والدَّلقاء والدَّلُوق، والدَّهْقمة‏:‏ لين الطعام وطيبه ورقته؛ والميم زائدة، والقِلْحَمّ‏:‏ المسنّ من كل شيء والميم زائدة، والصَّلَخْدم‏:‏ القوي الشديد؛ والميم زائدة، والجحرمة‏:‏ الضيق وسوء الخلق والميم زائدة‏.‏

وفي شرح التسهيل لأبي حيان‏:‏ من ذلك حُلْكم للشديد السواد، وخِضْرِم للبحر؛ سمي بذلك لخضرته‏.‏ وخِدْلم بمعنى الخَدْلة، وشَجْعم من الشجاعة، وضُبَارم من الضَّبر وهو شدة الخَلْق، وحُلقوم وبُلعوم من الحلق والبلع‏.‏

ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها اللام

قال ابن مالك‏:‏ اللام زيدت آخراً في فَحْجَل وعَبْدل وهَيْقل وطَيْسل‏.‏ الفَحْجَل‏:‏ الأفْحج، والعبْدل‏:‏ العبْد، والهيقل‏:‏ الهيْق؛ وهو ذكر النعام، والطَّيْسل والطيس‏:‏ العدد الكثير، واللّه أعلم‏.‏

وزاد أبو حيان قولهم‏:‏ زيدل بمعنى زيد، وفَيْشل‏:‏ الكَمَرة ويقال فَيْش، وعَنْسل بمعنى عَنْس‏:‏ وهَدْمل بمعنى هِدْم، وهو الثوب الخَلَق، ونَهْشل وعثول؛ وهو الطويل اللحية‏.‏

ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها النون

في الغريب المصنف‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ زادت العرب النون في أربعة أحرف من الأسماء قالوا‏:‏ رَعْشن؛ للذي يرتعش، وللضيف ضَيْفَن، وامرأة خَلْبن؛ وهي الخرقاء، وناقة عَلْجن‏:‏ وهي الغليظة المسْتَعلِجة الخلق، وأنشدنا‏:‏

وخَلّطت كل دلاثٍ عَلْجَنِ *** تَخلِيط خَرْقاء اليدين خلْبَنِ

وقال أبو زيد‏:‏ امرأة سِمْعنّة نِظْرَنَّة؛ وهي التي إذا تسمعت أو تبصرت، فلم تر شيئاً تظنت تظنياً، وقال الأحمر أو غيره‏:‏ سِمْعنَّة نِظْرَنَّة؛ وأنشدنا‏:‏

إن لَنا لَكَنَّهْ *** مِعَنَّةً مِفَنَّهْ

سِمْعنَّةً نِظْرَنَّهْ *** إلاّ تَرَه تَظُنَّه

وقال غيره‏:‏ في خُلُق فلان خِلَفْنَة مثال دِرَفْسة؛ يعني الخِلاف، وشاة قَفِيئة وقَفِينة؛ بالنون وهي زائدة؛ أي مذبوحة من قفاها‏.‏

وزاد أبو حيان في شرح التسهيل‏:‏ بِلَغْن؛ وهو الرجل الذي يُبَلِّغ بعض الناس أحاديث بعض، وبِلَعْن؛ وهو النمام بعين غير معجمة، وعِرَضنة؛ يقال ناقة عرضنة من الإعراض ورجل خِلَفْن وخِلَفْنة في أخلاقه خلاف، وفِرْسِن لأنه من فرست، وزيدت أيضاً مشددة في وشحَنّ للوشاح، وقشونّ للقليل اللحم، قرطنّ ومرطنّ أيضاً للقرط، وقَرْقَفَنَّة لطائر‏.‏

ذكر ما يقال أفْعله فهو مفعول

قال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ أحبه اللّه فهو محبوب، ومثله محزون، ومجنون، ومزكوم، ومقرور، قال‏:‏ وذلك لأنهم يقولون في هذا كله قد فَعل بغير ألف، ثم بنى مفعول على هذا؛ وإلاّ فلا وجه له، ومثله آرَضُه اللّه، وأمْلأه اللّه، وأضْأده اللّه من الضُّؤْدة والملاءة والأرْض؛ وكله الزكام، وأحَمَّه اللّه من الحُمَّى، وأسَلّه اللّه من السُّلاَل، وأهمه اللّه من الهم؛ وكل هذا يقال فيه مفعول ولا يقال مُفْعَل إلاّ حرف واحد وهو قول عنترة‏:‏

ولقد نزلتِ فلا تظني غيرَه *** مني بمنزلة المحَبِّ المُكْرَم

ومن ذلك أزعقته فهو مزعوق يعني المذعور، وأضعف الشيء فهو مضعوف، وأبرزته فهو مبروز‏.‏ انتهى‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ انبته اللّه فهو منبوت على غير قياس، وأسعده اللّه فهو مسعود، ولا يقال مُسعَد، وأوجده اللّه فهو موجود، ولا يقال وجده كما لا يقال حَمَّه‏.‏

وفي المجمل‏:‏ أهنه اللّه فهو مهنون، من الهنانة وهي الشَّحمة‏.‏

ذكر أيمان العرب قال الفارابي في ديوان الأدب‏:‏ يقال لحقُّ لآتيك؛ يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت اللام، ويقال وحجَّة اللّه لا أفعل ذلك وهي يمين للعرب، لعمرُك يمين للعرب، ويقال‏:‏ قعيدك اللّه آتيك يمين للعرب، ويقال جَيْرِ لا آتيك يمين للعرب‏.‏

وقال ابن السِّكيت في كتاب المثنى‏:‏ باب أيمان العرب‏.‏ تقول العرب في أيمانها‏:‏ لاَ وقَائِت نَفَسي القصير، لا والذي لا أتقيه إلاّ بمَقْتله، لا ومقطِّع القطرَة، لا وفالقِ الإصباح، لا وفاتقِ الصباح، لا ومُهِبّ الرياح، لا ومنشر الأرواح، لا والذي مَسحت أيمنَ كعبته، لا والذي جَلَّد الإبل جلودَها، لا والذي شق الجبال للسيل، والرجال للخيل، لا والذي شَقَّهن خمساً من واحدة، لا والذي وجهي زَمَم بيته؛ أي مقابل ومواجه بيته، يقال‏:‏ مرّ بهم على زَمم طريقك، لا والذي هو أقرب إليّ من حبل الوريد، لا والذي يَقُوتُني نَفَسي، لا وبارئ الخلْق، لا والذي يراني من حيث ما نظر، لا والذي رَقَصْن ببطحائه، لا والراقصات بِبَطْن جَمْع، لا والذي نادى الحجيجُ له، لا والذي أمدُّ إليه بيد قصيرة، لا والذي يراني ولا أراه، لا والذي كلّ الشعوب تَدِينه‏.‏

باب‏:‏

قال أبو زيد‏:‏ قال العُقَيْلِيُّون‏:‏ حرام اللّه لا آتيك، كقولك يمين اللّه، وقالوا‏:‏ جيرِ لا أفعل ذلك، مكسورة غير منونة معناه نَعَمْ وأجل‏.‏

الكسائي‏:‏ عوْضُ لا أفعل ذاك وعوضَ لا أفعل ذاك‏.‏

باب ما يدعي به عليه

ماله آمَ وعام؛ فآمَ‏:‏ هلكت امرأته، وعامَ‏:‏ هلكت ماشيته حتى يَعام إلى اللبن، والعَيمَة‏:‏ شدة الشهوة للبن، ويقال‏:‏ رجل عَيْمان وامرأة عَيْماء، وماله حَرِب وحُرِب وجَرِب وذَرِب، أي ذرب جسده وثُلَّ عرشه، ويِدي من يده؛ وأبرد اللّه مخَّه؛ أي هَزَله، وأبرد اللّه غَبوقه؛ أي لا كان له لبن حتى يشرب الماء، وقَلَّ خِيسُه أي خيره، وعَثر جَدُّه، ورماه اللّّه بغاشية؛ وهي وجع يأخذ على الكبد يُكْوي منه، ورماه اللّه بالسُّحاف؛ وهو وجع يأخذ الكتفين ويَنْفُث صاحبه مثل العصب، ورماه اللّه بالعرْفة؛ وهي قُرحة تأخذ في اليد والرجل وربما أَشَلَّت، ورماه اللّّه بالحَبَن والقُدَاد؛ وهو داء يأخذْ في بطنه، ورماه اللّه بِلَيْلة لا أخت لها؛ أي بليلة يموت فيها، وقَرِع فناؤه، وصَفِر إناؤه‏.‏

وماله جُدَّت حلائبه، أي لا كانت له إبل، وإن كان كاذباً فاستراح اللّه رائحته؛ أي ذهب بها، ورماه اللّه بأفعى حارية وذَبلته الذَّبُول؛ أي ثَكِلَته أمه، وغالته غُول، وشَعبتْه، شَعوب، وَوَلِعتْه والعَة؛ ولعته‏:‏ ذهبت به‏.‏

الأصمعي‏:‏ شَعوب بغير ألف ولام معرفة‏.‏

رماه اللّه بما يقبض عَصَبه؛ وقولهم قَمْقَمَ اللّه عَصَبه، أي أيبس اللّه عَصَبه‏.‏ أبو عمرو‏.‏ يقال‏:‏ لما يبس من البُسْر القِمْقِم‏.‏ ولا ترك اللّه له هارباً ولا قارباً؛ أي صادراً عن الماء ولا وارداً وشتَّت اللّه شعبه، ومسح اللّه فاه؛ أي مسحه من الخير، ورماه بالذُّبحة‏:‏ وهي وجع في الحلْق يكوى منه، يُطَوِّق الحلْق، ورماه اللّه الطُّشَأة؛ وهو داء يأخذ الصبيان فيما التقت عليه الضلوع، وسقاه اللّه الذَّيْفان‏.‏

قال الباهلي‏:‏ جعل اللّه رزقه فَوْت فمه؛ أي قريباً يخطئه، أي ينظر إليه قَدْر ما يفوت فمه، ولا يقدر عليه، ورماه اللّه في نَيْطه، وهو الوتين‏.‏

أبو صاعد‏:‏ قطع اللّه به السبب، أي قطع اللّه سببه الذي به الحياة، ما أجود كلامه، قطع اللّه لهجته؛ أي أماته اللّه، قدَّ اللّه أثره، وقال بعضهم في أتان له شرود‏:‏ حمل اللّه عليها راكباً قليل الحِدَاجة، قليل الحاجة، الحِداجة‏:‏ الحلس، وإذا شدت على البعير أداته فهي الحِدَاجة، عليه العفاءُ، أي محو الأثر، رَغْماً دُغْماً شِنَّغْماً جُدَّ ثديُ أُمه؛ إذا دعي عليه بالقطيعة، قال الشاعر‏:‏

رُوَيْد عليّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أمه *** إلينا ولكن بغضهم متماين

من المين‏.‏

وقال أبو صاعد‏:‏ لا أهدى اللّه له عافية، ثُلَّ عرشه، وثُلَّ ثلله، وأَثَلَّ اللّه ثلله؛ أي أذهب اللّه عزه، وعيل ما عاله؛ وقال أبو عبيدة هو في التمثيل‏:‏ أُهْلِكَ هَلاكُه؛ أراد الدعاء عليه فدعا على الفعل، وحَتَّه اللّه حتّ البرَمة، ولا تبع له ظِلْف ظِلْفاً، وزَال زويلُه وزِيَل زِوِيلُه، شُلَّ وسُلَّ وغُلّ وأُلَّ، ولا عُدَّ من نفَره، رماه اللّه الطُّلاَطِلِة‏.‏

أبو زيد، الطُّلَطِلة‏:‏ الداء العُضَال؛ وأنشد الراجز يذكر دلواً‏:‏

قتلتني رُميت بالطُّلاطلة

رماه اللّه بكل داء يُعرف وداء لا يُعرف، وسحقه اللّه، لا أبقى اللّه لهم سارحاً ولا جَارحاً؛ أي لا أبقى لهم مالاً، والجارح‏:‏ الحمار والفرس والشاة؛ وليست الإبل من الجوارح، وليس الرقيق من الجوارح، وإنما الجوارح جروح آثارها في الأرض؛ وليس للأخر جروح‏.‏

عن الباهلي‏:‏ رماه اللّه بالقصمل وهو وجع يأخذ الدابة في ظهرها، وقال‏:‏ بفيه الأثْلب، والكَثكث، والدِّقْعم، والحِصلِب وبفيه البري وأنشد‏:‏

بفيك مَنْ سار إلى القوم البري ***

وهو التراب؛ وقيل‏:‏ بفيك البَرى، وحُمَّى خيبري فإنك خيسري‏.‏ ألزق اللّه به الحَوْبة أي المسْكَنة، ويقال‏:‏ بَرْحاً له، إذا تعجبت منه أي عناء له، كما تقول للرجل إذا تكلم فأجاد قطع اللّه لسانه‏.‏

قال أبو مهدي‏:‏ بَسْلاً وأسلاً إذا دعى عليه بالشيء كما يقال تَعْساً ونُكْساً، لَحاه اللّه أي قَشَره كما يُلْحى العود؛ إذا أخذ عنه لِحاه، وهو القِشر الرقيق الذي يلي العود، لا ترك اللّه له ظُفْراً ولا شُفْراً، رماه اللّه بالسُّكات رماه اللّه بخَشاشٍ أخْشَن ذات ناب أحْجَن، قرعَ مراحه؛ أي لا كانت له إبل‏.‏ ويقال‏:‏ شعبت به الشَّعوب؛ أي ذهبت به المنية، سمعت امرأة مِنّا دعت على رجل، فقالت‏:‏ رماك اللّه بمهدئ الحركة، لأمه العُبْرُ ولأمه الويل والأَلِيل؛ أي الأنين، وما له ساف مالُه؛ أي هلك، رماه اللّه بالسُّواف، أي بهلاك المال؛ ضَمّها الأصمعي، وقال أبو عمرو بالفتح، ماله خاب كَهْده، والكَهْد المِراس والجَهد، ماله طال عَسْفه؛ أي هوانه، ماله استأصل اللّه شَأْفَتَه، والشَّأْفة‏:‏ قَرحة تكون أسفل رِجل الإنسان، وفي خف البعير؛ أي اقتلع اللّه ماله كما تُسْتأصل الشأفة وهي تقطع بحديدة، ويقال‏:‏ شَئِفَت رجله، تشْأَف شأفاً والاسم الشَّأفة، ويقال‏:‏ أتى اللّه على شَأْفته، رماه اللّه بوامِئة؛ أي ببلاء وشرّ، اقْتَمّه اللّه إليه‏:‏ قبضه، وابتاضه اللّه وابتاض بنو فلان بني فلان؛ ذهبوا بهم، أباد اللّه عِتْرتَه‏:‏ ذهب بأهل بيته، شَحَبَه اللّه؛ أي أهلكه، أباد اللّه غَضْراءه؛ أي خصبه وخَيْره، وأنبط اللّه بئره في غَضْراء؛ أي في طينة عَلِكة خضراء، ويقال للإنسان إذا سعل‏:‏ زيد عَسِرٌ نَكِد؛ وريا وزيد بريا، أشمت اللّه عاديه وشمت عدوه، وتركه اللّه حتّاً بتّاً فَتّاً لا يملك كفاً، وعُبْر وسَهَر، وأحانه اللّه وأبانه، ويقال‏:‏ أبلطه اللّه، وإن فلاناً لمبلط إذا كان لا شيء له، وألصقه اللّه بالصِّلة؛ بالأرض، رماه اللّه بمهدئ الحركة، رماه اللّه بالواهنة، وهو وجع يأخذ في المنكِب حتى لا يقدر الرجل أن يرمي بحجر‏.‏

وقال الهلالي‏:‏ ماله وَبِدَ اللّه به؛ أي أبعده اللّه، ويدعي على الحمار أو البعير‏:‏ لا حمل اللّه عليك إلاّ الرخم تنقره وتأكله، جدعه اللّه جدعاً مُوعِباً؛ وأوعب بنو فلان إذا خرجوا من عند آخرهم، وإذا أقبل وهو يكره طلعته يقال‏:‏ حداد حديه، صراف اصرفيه، رماه اللّه بالأُنّة؛ من الأنين، أبْدَى اللّه شَواره؛ يعني مذاكيره، وشورته‏:‏ أبدي عَوْرَته، تَرِبت يداه‏:‏ افْتَقَر‏.‏

وقال الأصمعي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ «عليك بذات الدِّين تَرِبت يداك»؛ إنما أراد الاستحثاث كما تقول للرجل‏:‏ انْجُ ثُكِلتك أمك وأنت لا تريد أن تثكل، أبو عمرو- أي أصابهما التُّراب؛ ولم يدع النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر، ماله وقَصه اللّه، ماله بُثِيَ بطنه مثل بعي، أي شق بطنه، وماله شِيبَ غَبُوقه؛ أي قلَّت ماشيته حتى يشرب غَبوقَة بالماء، وماله عَرَن في أنفه أي طعن، وماله مسخه اللّه برصاً واستخفه رقصاً، ولا ترك اللّه له خفّاً يتبع خفّاً، وعَبَلتْه العَبول، ولقد عبلت عنا فلاناً عابلة، أي شغلته شاغلة‏.‏

وقال يونس‏:‏ تقول العرب للرجل إذا لقي شرّاً ثبت لبده، يدعون بذاك عليه؛ والمعنى دام ذلك عليه‏.‏ وقال رجل من العرب لرجل رآه‏:‏ يبكي دماً لامعاً، وتقول للقوم يدعي عليهم‏:‏ قطع اللّه بُذَارتهم‏.‏

وقال أبو مهدي وأبو عيسى‏:‏ يقال‏:‏ ماله أثلّ ثلله؛ أي شغل عني‏.‏

وقال أبو عيسى‏:‏ أتعس اللّه جَدَّه وأنكسه‏.‏

وقال أبو مهدي‏:‏ طبنة طابنة، والطبنة الحتف‏.‏

ويقال‏:‏ يا حرَّت يدك، ويا حرَّت أيديكم لا تفعلوا كذا وكذا، وياحرّ صدرك، ويا حرَّت صدوركم بالغيظ، أخابه اللّه وأهابه، وما له عضله اللّه، وما له ألَّ ألِيله وقلّ قليله وقلَّ خيسه، ويقال لمن شمت به‏:‏ لليدين وللفم وبه لا بظبي بالصريمة أعفر، تَعسه اللّه ونَكسه، وأتْعسه وأنكسه، عن الكِسائي، التَّعس أن يخرَّ على وجهه، والنكس أن يخرَّ على رأسه، ويقال قبحاً له وشَقْحاً، قال الكسائي‏:‏ ويقال قُبْحاً وشُقْحاً؛ أي كَسراً، شَقَحه اللّه‏:‏ كَسره، ويقال‏:‏ ما له ألزق اللّه به العطش والنَّطش، وألزق اللّه به الجوع والقوع، والقُلّ والذل، وما له سَبَد نَحْره وَوَبِدَ؛ أي سبد من الوجد على المال والكسب لا يجد شيئاً، وقد سَبد الرجل ووبِد إذا لم يكن عنده شيء؛ وهو رجل سَبَد، قاله أبو صاعد، وقال أبو عمرو‏:‏ إنما نعرفه من دعاء النساء؛ ما لها سَبَد نحرُها‏.‏

ويقال‏:‏ جف حجرك وطاب نشرك، أي يموتون صغاراً؛ أي لا كان لك ولد؛ ورماه اللّه بسهم لا يُشويه ولا يُطْنِيه، ورماه اللّه بِنَيْطه؛ أي بالموت، أسكت اللّه نَأْمَتَه وَزَأْمَتَه وَزَجْمَته، أي كلامه، وهوت أمه بالثُّكل، وهبلته الهبول، وعَبَلته العَبُول، وثكلته الثَّكول، وثَكِلتْه الرَّعْبَل؛ أي أمه الحمقاء، وثكلته الخيل، ولا ترك اللّه له واضِحة، وأوقأ اللّه به الدَّم، أي ساق اللّه إلى قومه حياً يطلبون بقتيل فيقتل، فيرقأ دم غيره، أرانيه اللّه أغرّ محجلاً محلوق الرأس مقيداً، أطفأ اللّه ناره، أي‏:‏ أعمى عينه، أرانيه حاملاً حبنه؛ أي مجروحاً، لا ترك اللّه له شامتة؛ والشوامت‏:‏ القوائم، خلع اللّه نعليه، وجعله مقعداً، أسَكَّ اللّه مسامعه، لا دَرَّ دَرُّه، فجع اللّه به ودوداً ولوداً، أجذه اللّه جَذّ الصليان‏.‏

قال الباهلي‏:‏ رَصف اللّه في حاجتك، أي لطف لك فيها، وقال أبو صاعد‏:‏ سقاك اللّه دم جوفك، وإذا هريق دم الإنسان هلك‏.‏

وقال أبو مهدي‏:‏ أَوَّبك اللّه بالعافية وقرّة العين، وإذا وعدك الرجل عِدَةً قلت‏:‏ عهدي فلا بَرْح؛ أي ليكن ذاك، ويقال‏:‏ ثوَّبها اللّه الجنة؛ أي جعل ثوابها الجنة، ووعدت بعض الأعراب شيئاً فقال‏:‏ سَبَّع اللّه خطاك، نشر اللّه حجرتك، كَثَّر اللّه مالك وولدك، نعوذ باللّه من النار وصائرة إليها، ومن السيل الجارف والجيش الجائح؛ جاحوا أموالهم يجوحونها جوحاً، ومصائب القرائب، وجاهد البلاء، ومضلعات الأدواء‏.‏

ويقال‏:‏ بهم اليوم قطرة من البلاء، نعوذ باللّه من وطأة العدو وغلبة الرجل، وضلع الدين، ونعوذ باللّه من العين اللاَّمَّة؛ أي عين الحاسد التي تمر على مالك فيشوه لك، أعوذ باللّه من الهيبة والخيبة، نعوذ باللّه من أمواج البلاء، وبوائق الفتن، وخيبة الرجاء وصَفَر الفناء‏.‏

ذكر الألفاظ التي بمعنى جميعاً

قال في ديوان الأدب‏:‏ ويقال‏:‏ جاؤوا قضُّهم بقَضِيضهم، أي جاؤوا بآخرهم؛ فمن رفع جعله بمعنى التأكيد ومن نصب جعله كالمصدر، قال سيبويه‏:‏ انقضَّ آخرهم على أولهم انْقِضاضاً، ويقال‏:‏ جاء القوم بلَفِّهم ولفيفهم، أي جاؤوا أخلاطهم، ويقال جاؤوا على بَكْرة أبيهم؛ أي جاؤوا جميعاً‏.‏

ذكر باب هيِّن وهيْن

قال في الصِّحاح‏:‏ يقال‏:‏ هيِّن وهيْن، وليِّن وليْن، وحيِّز وحيْز، وخيِّر وخيْر، وسيِّد وسيْد، وميِّت وميْت‏.‏

وفي الترقيص للأزدي‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ الأصل في القَيْل التشديد ثم خفف، وهو من باب الميِّت والهيِّن، خُفِّفت هذه الحروف إيجازاً واختصاراً، والقَيْل‏:‏ الملك‏.‏

وفي شرح الدريدية لابن خالويه‏:‏ الطيْف‏:‏ الخيال الذي يراه النائم؛ والأصل فيه طيِّف فأسقطوا الياء؛ كما قالوا في هيِّن وليِّن هيْن وليْن، وكذا ضيِّق وضيْق، وصيِّب وصيْب‏.‏

ذكر الألفاظ التي اتفق مفردها وجمعها

وغيِّر الجمع بحركة

في الصحاح‏:‏ الدُّلامز بالضم القوي الماضي، والجمع دَلامز بالفتح‏.‏ الوَرَشان والكرَوان‏:‏ طائران، والجمع وِرْشان بكسر الواو وسكون الراء وكِرْوان على غير قياس‏.‏

وفي نوادر أبي عمرو الشيباني‏:‏ الجُلادح‏:‏ الطويل، والجمع جَلادح‏.‏

وفي تذكرة ابن مكتوم‏:‏ حكى في جمع دُخان دِخان‏.‏

ذكر ما يقال فيه قد فعل نفسه

قال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ قال الكسائي‏:‏ رَشِدْت أمرَك، ووقِفْت أمرَك، وبَطِرْت عيشك، وغَبِنْت رأيك، وألِمْتَ بَطْنَك، وسَفهت نفسَك‏.‏

ذكر باب مالَ ومالَة

قال ثعلب في أماليه‏:‏ يقال‏:‏ رجل مالٌ، وامرأة مالة، ونال ونالة‏:‏ كثير المال والنوال، وداء وداءة، وهاعٌ لاعٌ، وهاعَةٌ لاعةٌ، وصاتٌ صاتَةٌ؛ أي شديدة الصوت، وإنه لفالُ الفِراسة أي ضعيف، وإنه لطافٌ بالبلاد، وخاطٌ للثياب، وصام إلى أيام، وصاح بالرجال، وكبش صاف، ونعجة صافة، ومكان ماهٌ، وبئر ماهة؛ أي كثيرة الماء، ويوم طانٌ، ورجل رَادٌ وغاد، وإنهم لَزاغة عن الطريق، ومالَة إلى الحق، وقالة بالحق، وإنهم لجارةٌ لي من هذا الأمر، زاد في الصِّحاح‏:‏ ورجل جافٌ، قال‏:‏ وأصل هذه الأوصاف كلها فِعل بكسر العين‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ رجل ماسٌ‏:‏ خفيف طياش‏.‏

وفي تهذيب التِّبريزي‏:‏ شجرة سَاكَة وأرض شَاكة‏:‏ كَثيرة الشوك، ومكان طانٌ‏:‏ كثير الطين، ورجل خال‏:‏ ذو خيلاء، وجُرُفٌ هار، أي منهار‏.‏

ذكر المجموع بالواو النون من الشواذ

في نوادر أبي زيد‏:‏ يقال‏:‏ رِثة، ورِثون، وقُلة، وقُلون، ومائة ومِئون‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ يقال‏:‏ عِضَة وعِِضُون، ولغة ولغون، وبُرة وبُرون، وقِضَة وقِضُون، ورِقة ورِقُون؛ والرِّقَة‏:‏ الذهب والفضة، وقالوا وِجدان الرِّقين يغطي أفْن الأفين؛ أي الأحمق، ويقال‏:‏ لقيت منه الفَتَكْرِين، والفُتَكْرِين، والأمرِّين، والثلاثة من أسماء الداهية‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ عن الكِسائي‏:‏ لقيت منه الأقْورِين؛ وهي الدواهي العظام‏.‏

وفي المقصور للقالي‏:‏ قال أبو زيد‏:‏ رميته بالذَّرَبيَّا وهي الداهية، والذَّرَبين، يعني الدواهي‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ قالوا لا أفعله أبد الآبدين، مثل الأرضين‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال‏:‏ عَمِلت به العِمِلِّين، وبلغت به البُلَغين؛ إذا استقصيت في شتمه وأذاه‏.‏

قال ابن دريد‏:‏ وجاء فلان بالتَّرْحين والبَرْحين؛ أي بالداهية‏.‏

وفي المقصور والممدود للقالي‏:‏ يقال في جمع لُغة وكُبة‏:‏ لغين وكبين، والكُبة‏:‏ البعرة، ويقال المزبلة الكناسة‏.‏

وفي مختصر العين للزبيدي‏:‏ الكُرة تجمع على الكُرين‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ الإوَزَّة والإوزّ‏:‏ البط، وقد جمعوه بالواو والنون قالوا إوزُّون؛ وقالوا في جمع الحرّ حرون، وفي لِدة لِدُون، وفي الحَرَّة حَرّون، وفي إحَرَّة إحَرّون‏.‏

ذكر فاعل بمعنى ذي كذا

في الصِّحاح‏:‏ رجل خابز‏:‏ ذو خبز، وتامر‏:‏ ذو تمر، ولابن‏:‏ ذو لبن، وتارس‏:‏ ذو تُرس، وفارس‏:‏ صاحب فرس، وماحض‏:‏ ذو مَحْض؛ وهو اللبن الخالص، ودارع‏:‏ ذو دِرْع، ورامح‏:‏ ذو رمْح، ونابل‏:‏ ذو نَبْل، وشاعل‏:‏ ذو إشْعال، وناعل‏:‏ ذو نَعْل‏.‏

وقال الأخفش‏:‏ شاعر‏:‏ صاحب شِعْر‏.‏

وفي نوادر يونس‏:‏ فاكه من الفاكهة، مثل لابن وتامر‏.‏

وفي نوادر أبي زيد‏:‏ يقال‏:‏ القوم سامنون زابدون، إذا كثر سمنهم وزُبدهم‏.‏

وفي أدب الكاتب لابن قتيبة‏:‏ رجل شاحِم لاحم‏:‏ ذو شَحْم ولحم يطعمهما الناس‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ شجرٌ مثمر إذا أطلع ثمره، وشجر ثامر إذا أنضج‏.‏

وفي تهذيب التِّبريزي‏:‏ بلد ماحل‏:‏ ذو مَحْل، وعاشب‏:‏ ذو عُشب، وهم ناصب‏:‏ ذو نَصَب‏.‏

ذكر ألفاظ اختلفت فيها لغة الحجاز ولغة تميم

قال يونس في نوادره‏:‏ أهل الحجاز يقولون خمس عشْرة خفيفة لا يحرِّكون الشين، وتميم تثقِّل وتكسر الشين؛ ومنهم من يفتحها، أهل الحجاز يبطِش، وتميم يبطُش، تميم هَيْهات، وأهل الحجاز أَيهات، أهل الحجاز مِرية وتميم مُرية، أهل الحجاز الحصاد وتميم الحصاد، أهل الحجاز الحِجّ، وتميم الحَج، أهل الحجاز تخذت ووخذت، وتميم اتخذت، أهل الحجاز رضوان وتميم رُضوان، أهل الحجاز سلْ ربّك وتميم اسأل، أهل الحجاز علي زَعْمِه وتميم على زعمه، أهل الحجاز جُونة بلا همز وتميم جُؤْنة بالهمز، أهل الحجاز قَلَنْسية وتميم قَلَنْسوة، أهل الحجاز هو الذي ينقُد الدراهم وتميم ينتقد، أهل الحجاز القِير وتميم القار، أهل الحجاز زهد وتميم زهد، أهل الحجاز طنفسة وتميم طنفسة، أهل الحجاز القِنية وتميم القُنْوة، أهل الحجاز الكراهة وتميم الكَرَاهِيَة، أهل الحجاز ليلة ضَحْيانة وتميم ليلة إضْحِيانة، أهل الحجاز ما رأيته منذ يومين ومنذ يومان، وتميم مذيومين ومذيومان؛ فيتفق أهل الحجاز وتميم على الإعراب ويختلفون في مذ ومنذ فيجعلها أهل الحجاز بالنون وتميم بلا نون، أهل الحجاز مزرعة ومقبرة ومشرعة وتميم مزرعة ومقبرة ومشرعة، أهل الحجاز شتمه مشتمة وتميم مشتمة، أهل الحجاز لاته عن وجهه يَليته تميم ألاته يُليته، أهل الحجاز ليست له همة إلا الباطل، وتميم وليس له همة إلاّ الباطل، أهل الحجاز حقد يحقد وتميم حقد يحقد، أهل الحجاز الدفّ وتميم الدفّ، أهل الحجاز قد عرِض لفلان شيء تقديره علم، وتميم عرَض له شيء تقديره ضرب‏.‏

وقال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي في أول نوادره‏:‏ أهل الحجاز بَرَأت من المرض وتميم بَرِئت، أهل الحجاز أنا منك براء وسائر العرب أنا منك بريء واللغتان في القرآن، أهل الحجاز يخففون الهَدْي يجعلونه كالرَّمْي وتميم يشددونه يقول الهديّ كالعشي والشقيّ، أهل الحجاز قَلوت البُرَّ وكل شيء يُقْلى فأنا أقلوه قلْوا، وتميم قَليْت البُرّ فأنا أقليه قلياً؛ وكلهم في البغض سواء؛ يقولون قَلَيْت الرجل فأنا أَقْلِيه قِلًى، أهل الحجاز تركته بتلك العَدْوة وأوطأته َعشْوة ولي بك إسوَة وقِدْوَة وتميم تضم أوائل الأربعة، أهل الحجاز لعمري وتميم رعملي، أهل الحجاز هذا ماء شرب وتميم هذا ماء شَروب، أهل الحجاز شربت الماء شرباً وتميم شربت الماء شرباً، أهل الحجاز غرفت الماء غرفة وتميم غرفة، أهل الحجاز الشفع والوَتر بفتح الواو، وتميم الوِتر بكسرها، أهل الحجاز الوِكاف وقد أوكفت وتميم الإكاف، وقد آكفت، أهل الحجاز أَوْصدت الباب إذا أطبقت شيئاً عليه، وتميم آصدت، أهل الحجاز َوكَّدت توكيداً وتميم أَكَّدت تأكيداً، أهل الحجاز هي التمر وهي البُرّ، وهي الشعي، وهي الذهب، وهي البُسر؛ وتميم تذكِّر هذا كله، أهل الحجاز الوَلاية في الدين والتولي مفتوح وفي السلطان مكسور وتميم تكسر الجميع، أهل الحجاز ولدته لتَمام مفتوح وتميم تكسره‏.‏

حديث عيسى بن عمر الثقفي مع أبي عمرو بن العلاء في إعراب ليس الطيب إلاّ المسك

وقال القالي في أماليه‏:‏ حدثنا أبو بكر بن دريد حدثنا أبو حاتم قال‏:‏ سمعت الأصمعي يقول‏:‏ جاء عيسى بن عمر الثقفي ونحن عند أبي عمرو بن العلاء فقال‏:‏ يا أبا عمرو ما شيء بلغني عنك تجيزه‏؟‏ قال‏:‏ وما هو‏؟‏ قال‏:‏ بلغني أنك تجيز ليس الطِّيبُ إلاّ المسكُ بالرفع، قال أبو عمرو‏:‏ ذهب بك يا أبا عمرو نِمت وأدلج الناس، ليس في الأرض حجازيّ إلاّ وهو ينصب ولا في الأرض تِميمي إلاّ وهو يرفع‏.‏

ثم قال أبو عمرو‏:‏ قم يا يحيى- يعني اليزيدي، وأنت يا خلف- يعني خَلفاً الأحمر، فاذهبا إلى أبي المَهْدي فلقِّناه الرفع فإنه لا يرفع، واذهبا إلى أبي المُنتَجع فلقِّناه النصب فإنه لا ينصب، قال‏:‏ فذهبا فأتيا أبا المهدي فإذا هو يصلي فلما قضى صلاته، التفت إلينا وقال‏:‏ ما خطبكما‏؟‏ قلنا‏:‏ جئنا نسألك عن شيء من كلام العرب، قال‏:‏ هاتيا، فقلنا‏:‏ كيف تقول ليس الطِّيبُ إلاّ المسكُ، فقال‏:‏ أتأمراني بالكذب على كَبْرةِ سني‏؟‏ فقال له خَلف‏:‏ ليس الشرابُ إلاّ العسلِ، قال اليزيدي‏:‏ فلما رأيت ذلك منه قلت له‏:‏ ليس مِلاكُ الأمر إلاّ طاعةُ اللّه والعمل بها، فقال‏:‏ هذا كلام لا دَخَل فيه، ليس ملاكُ الأمر إلاّ طاعةَ اللّه، فقال اليزيدي‏:‏ ليس ملاك الأمر إلاّ طاعةُ اللّه والعملُ بها، فقال‏:‏ ليس هذا لحني ولا لحْن قومي، فكتبنا ما سمعنا منه‏.‏

ثم أتينا أبا المنتجع فقال له خَلف‏:‏ ليس الطيبُ إلاّ المسكَ، فَلقّناه النصب وجهدنا به فلم ينصب وأبى إلاّ الرفع، فأتينا أبا عمرو فأخبرناه وعنده عيسى بن عمر لم يبرح، فأخرج عيسى خاتمه من يده وقال‏:‏ ولك الخاتَم بهذا، واللّه فُقت الناس‏.‏

ذكر الأفعال التي جاءت لاماتها بالواو وبالياء

عقد لها ابن السكيت باباً في إصلاح المنطق وابن قتيبة باباً في أدب الكاتب، وقد نظمها ابن مالك في أبيات فقال‏:‏

قل إن نسَبْتَ عزوتُه وعزيْته *** وكنوْت أحمد كُنْيةً وكَنيْتهُ

وَطغَوْت في معنى طَغَيْتُ ومن قَنَى *** شيئاً يقول قَنَوْتُه وقَنَيْتهُ

ولحَوْتُ عودي قَاشِراً كلَحَيْتهُ *** وحَنَوْتهُ عَوَّجْتُه كحنيتُه

وقَلَوْته بالنار مثل قلْيتُه *** وَرثوْت خِلاً مات مثلُ رُثَيْتُه

وأَثَوْتُ مثل أثْيتُ قُلْه لمن وَشَى *** وشَأوْتُه كسبقتُه وشَأيْتُه

وصَغَوْتُ مثلُ صغَيْتُ نحوَ مُحدِّثِي *** وحَلَوْته بالحلْي مثلُ حَلْيتُه

وسَخَوْتُ نَارِي مُوقِداً كسخَيْتُها *** وطَهوْتُ لحماً طابخاً كطهْيتُه

وَجَبَوْتُ مال جهاتِنَا كَجَبَيْتُه *** وَخَزَوْتُهُ كَزَجَرْتُه وَخَزَيْتُهُ

وَزَقَوْتُ مثلُ زَقَيْتُ قُلْهُ لِطائِرٍ *** وَمَحَوْتُ خط الطِّرْسِ مثلُ مَحَيْتُه

أحثُو كحثي الترب قلْ بهما معاً *** وسَحَوْتُ ذاك الطِّين مثل سَحَيْتُه

وكذا طلَوْتُ طلا الطَّلي كطليته *** ونَقَوْتُ مُخّ عظامه كَنَقَيْتُه

وهذوْتمُ كهذيتمُ في قولكم *** وكذا السقاء مَأَوْتُه ومَأَيْتُه

مالي نمى ينمُو وينمِي زاد لي *** وحَشوت عِدْلي يا فتى وحشيته

وأتوت مثل أتيت جئتُ فقلهما *** وفي الاختبار منوْتُه كمنْيته

ونحوتُه ونحيته كقصدتُه *** فاعجب لبرد فضيلة ووشيتُه

وأسوتُ مثل أسيت صلحاً بينهم *** وأسوْت جرحي والمريض أسيْته

أدَى أدُوّاً للحليب خثورة *** وأدوْت مثل خليته وأديته

وبأوتُ إن تَفْخر بأيْتُ وإن يكن *** من ذاك أبْهَى قل بهوْت بهيتُه

والسيف أجْلوه وأجليه معاً *** وغطوْته غَطَيْته غَطّيتُه

وَجَأوْتُ بُرْمتنا كذاك جَأيْتُهَا *** وحكوْت فعل المرء مثل حكَيْتُه

وَجَنَوْتُ مثل جنيتُ قل متفطناً *** ودَأوْتُه كَخَتَلْته ودَأيْتُه

وحَفاوة وحَفاية لطفاً به *** وَحَبَوْتُه وَحَبَيْتُه أعطيته

وحَزَوْتُ مثل حَزَيْتُ جئتك مسرعاً *** ودَهَوْته بمصيبة دَهَيْتُه

وخَفا إذا اعترض السحاب بروقُه *** ودَحَوْتُ مثل بسطته ودَحَيْتُه

ودَنَوْتُ مثل دنيت قد حكيا معاً *** وكذاك يحكى في شكَوْتَ شكَيْتُه

وإذا تأكل ناب نابهم ذراً *** وذروْت بالشيء الصّبا وذريته

وكذا إذا ذرت الرياح تُرابَها *** ودَرَوت شيئاً قله مثل دَرَيتُه

ذَأو وذأْيٌ حين تسرع عَانةٌ *** وفتَحْتُ فِيَّ شَحَوْتُه وشَحَيْتُه

ورَطَوْتُها ورطيْتها جامعتها *** وإذا انتظرت بَقَوْتُه وبقَيْتُه

وربوت مثل ربيت فيهم ناشئاً *** وبَعَوْتُ جُرْساً جاء مثل بَعَيْتُه

وسَأَوْت ثوبي قل سأيتُ مددته *** وشروت أعني الثوب مثل شريته

وكذا سَنَتْ تَسْنو وتَسْنى نُوقُنا *** وسحابُنا ورَعَوْته ورَعَيْتُه

والضَّحْو والضَّحْيُ البروز لشمسنا *** وعَشَوْته المأكولَ مثل عَشَيْته

ضَبْو وضَبْيٌ غيّرته النار أو *** شمس كذابهما مََضَوْتُ رَويْتُه

وَطَبَوْتُه عن رأيه وَطَبَيْته *** وكذا طَبوْت صبينا وَطَبَيْته

واللّه يَطْحُو الأرض يطِحيها معاً *** وطحوْته كدفعته وطحيْته

يَطْمُو ويطمِي النهر عند علوِّه *** وفأوتُ رأسَ الشيء مثل فَأَيْتُه

عَنْوا وعَنْياً حين تنبت أرضُنا *** وكذا الكتاب عنوْتُه وعنيته

عَجْواً وعَجْياً أرضعت في مُهلة *** وفَلَوْتُه من قَمْلِهِ وفَلَيتُه

غَمْواً وغَمْياً حين يُسْقَفُ بيته *** وغَظوته آلمته وغظيته

غَفْوا إذا ما نمت قل هي غَفْية *** وقَفَوْت جئت وراءه وقَفَيتُه

وعَدَوْت للعدو الشديد عَدَيْتُ قل *** بهما كروْت النهر مثل كريتُه

نَضْواً ونَضْياً جئته متستراً *** ولَصَوْته كقذفته ولصَيْته

ومَشَوت ناقتنا كذاك مشيتها *** وإذا قصدتَ نحوْتُه ونحيْته

ومَقَوْتَ طسْتي قل مَقَيْتُ جَلَيته *** وإذا طلبت عَرَوْته وعريته

ونأوت مثل نأيت حين بعدت عن *** وطني وعُودي قد بروْت بريْته

ونَثَوت مثل نثَيْتُ نَشْر حديثهم *** وكذا الصبيّ غذوْتُه وغذيته

لغْوٌ ولَغْيٌ للكلام وهكذا *** مَقْوٌ ومَقْيٌ فادْرِ ما أبْدَيْتُه

عيني هَمَتْ تَهْمُو وتهمِي دَمْعُها *** وَحَمَوْته المأكول مثل حميته

ذكر الفرق بين الضاد والظاء

قال ابن مالك في كتاب الاعتضاد في معرفة الظاء والضاد‏:‏ تتعين الظاء بافتتاح ما هي فيه بدال لا حاء معها، وبكونها مع شين لا تليها إلاّ شمضه‏:‏ ملك قلبه، أو بعد لام لازمة دون هاء؛ ولا عين مخففة ليس معها ميم، إلاّ لضم، ضخم، ولضا، ولضْلض‏:‏ مهر في الدلالة، أو بعد كاف لم تتصل براء لغير ذم، ولا لزوم، أو بعد جيم لا تليها راء ولا هاء ولا ياء لغير سمن إلاّ جضماً‏:‏ أكولاً، وجمضاً‏:‏ قمراً، وجوضى‏:‏ مسجداً، وجضداً‏:‏ جلداً، وجضَّ عليه في القتال‏:‏ حمل عليه‏.‏

وتتعين أيضاً بتوسطها بين عين ونون لازمة، أو تقدمها عليهما، أو تأخرها عنهما في غير نُعض‏:‏ شجر، أو نَعض‏:‏ إصابة، وبكونها قبل لام بعدها فاء أو ميم لغير سهر، أو قبل هاء بعدها راء لغير سلحفاة، أو واد، أو أعلى جبل، أو قبل راء بعدها فاء لغير شجر، أو موضع أو كره خبر أو قبل فاءٍ بعدها راءٌ لغير تَدَاخل، أو فَقْدٍ، أو سُرعة، أو قبلَ ميمٍ بعدها همزة، أو حرفُ لين لغير ضِيمَ، أو قبل باء بعدها حرفُ لين لغير جَنْزَة، أو إحراق أو خَتْل أو سكوت أو إخلاف رجاء، أو قبل همزة بعدها راءٌ أو فاءٌ، أو ميم أو باء، أو قَبل نونٍ بعدها باءٌ أو ميم، أو قبل أصَالَة نونين في مُفْهِم تُهْمة، أو حسبان أو يَقِين، أو لامين؛ لا في مضلل علماً، ولا مُفْهم ذمّاً، أو غَيْبة، أو عَدَم رُشْدٍ أو عِلْم، أو راءين في مُفْهِم مكان أو حَجَرٍ محدّد، أو فاءين في مُفهِم تتَبّع، أو إمساك، أو همزتين بينهما مثل الأول في مُفْهِم محاكاة أو صَوْت، أو قبل حَرْفَيْ عِلَّة في مُفْهِم نبت، أو حُمْق، أو باءين مُنْفصلين بمثل الأول، في مُفْهِم غير سِمَن، أو قبل راء بعدها معتلّ في مُفْهم عَض، أو لِين، أو لُبْس، أو جَمود، أو بعدها باء في مُفْهم صَلابة أو حدَّةٍ أو نتوّ أو نتن أو رَجُلٍ معيّن، أو نَبْت، أو قبل همزة أو واو بعدها فاءٌ في مُفْهم طرد، أو قبل واو بعدها راء في مُفْهِم ضرّ أو ضَعْف‏.‏

وتتعين الظاء أيضاً لما لا يُفْهِم عضّاً من بناء عَطْعَط، وبكونها عيناً لما فاؤُه عين ولامُه ميم، في غير عَضوم وَعَيضُوم، وغير مفهم عَسِيب أو حَطّ في جَبَلٍ أو طَرْد أو عرب، ولما فاؤُه نون ولامه ميم لغير برّ أو غِلظ، ولما فاؤه حاء ولامه لام لغير عَدَّ وَلَعِب ومَلْعُوب به، أو بالشد، أو ذهاب أو ابْتِلاء أو سوء خلق، ولما فاؤه خاء أو حاء ولامه معتلّ غير مبدل من غير همزة، ولما فاؤه باء ولامه معتلّ لغير إقامة، ولما فاؤه ميم ولامه عينٌ غير سين وإطْعام، ولما فاؤه حاءٌ ولامه راء غير شُهود وسُرْعة وحصْن ونجْم، ولما فاؤه واو أو عين ولامه باء لغير قَطْع وردّ وخفّة، ولما أوله فاء وآخره عين لغير حدَث، ولما فاؤه عين ولامه راء لغير بُقْعة، ومَنْع أو معتلّ لحشر أو ألم أو مُؤلم، ولما فاؤه واو ولامُه فاء لغير وَقْف وسَيْر، ولما فاؤه نون ولامه فاء لنَقَاوة أو أَخْذ أو سُفْرة، ولما فاؤه باءٌ ولامه راء، ولما فاؤه نون ولامه راء في غير النَّضر والنضير عَلَمين، وغير مفهم ذهب أو خلوص أو حُسْن أو نَبْت‏.‏ وتتعين الظاء أيضاً بكونها لاماً لما فاؤه ميم وعينه عين لإنزاع سَهْم، ولما فاؤه طاءٌ وعينه واو لسَعْى أو طَرْد، أو فاء في مُفْهم وَعْيٍ أو حِراسة أو مُدَاوَمَةٍ أو مُحَاسَبةٍ، أو مَنْع أو عَطَب، ولما فاؤه غَيْن وعينه ياءٌ لغير شجر ملتفّ، أو أُلْفة، أو طَلْع، أو نَقْص، ولما فاؤه قاف وعينه معتلّ علماً أو لحر، أو راء عَلَماً، أو لشرف أو دَبْغ أو مدبوغ به أو عين لنَيْل مَشَقَّة‏.‏

وتتعين الظاء أيضاً بكونها لامَاً عينُه قاف وفاؤه ياءٌ أو همزة، ولما عينه نون وفاؤه حاء أو خاء أو عين، ولما فاؤه باءٌ وعينه هاء، أو معتلّ لِرَحِِم، أو جِمَاع، أو ماءِ فَحْلٍ، أو سِمَن، أو ذلّ، أو ظُلْم، ولما فاؤه راء يليها عَيْن، ولمضعَّف فاؤه يم لغير مَصٍّ ولَدْغٍ ولذع ونَفْي، أو فاء لجافٍ أو ماء فَحْل أو وَرَم، أو ما له كدّ أو تسبّب فيه أو إدخالٍ أو رَدٍّ، ولمضعّف فاؤه غين لغيبة أو إلزاق أو باء لِجَاف أو سِمَن أو إلحاح لبَخْت أو نَصيب‏.‏

وتتعيّن الظاء أيضاً في التَّخَظرف والمعظْرب، والظّرْبغَانة، والظِّرْياطَة، والتظرموظ، والخَظْرَبة، والظَّأْب‏:‏ السِّلْف، والمُماظ‏:‏ المؤذي جيرانه، والظد‏:‏ القبيح، والظب‏:‏ المهذار، والظَّجِر‏:‏ السيء الخلق، ووُجاظة‏:‏ قبيلة، وظَجّة‏:‏ طَعْنة واسعة، وظبارة‏:‏ صحيفة، ومَظّة‏:‏ رمانة، ووَظْمة‏:‏ تهمة، ووظح‏:‏ ودح، وعظاً صمغ، وظهم خلق، وفظاً‏:‏ مني المرأة ووظر سمن، وربظ‏:‏ سار، وحبظَ‏:‏ امتلأ، ونبظ‏:‏ قلع، وحَمَظ‏:‏ عصر، وخَظّ‏:‏ اسْتَرْخَى‏.‏

وتشترك الظاء والضاء في عضّ الحرب والزَّمان، ومُضاض الخصام، وفَيْضِ النفس، وبظّ الوتر، وقرظ المادح، وبَيْض النمل، وعَظْم القوس والذرى، وعضل الفيران، وحَظل النَّخْل، وحَظِب الفخ، وعظْعظة الصاعد، وإنضاج السنبل، والتَّظَافُر، والحضُضُ، والراظ بمعنى الوفور، والخَنْضَرف، وخَضْرف جلدها، وأَضِم‏:‏ غضب، وظفَّ الشيء‏:‏ كاد يفنى، وظَرَى‏:‏ جرى، وخَضْرَبَ‏:‏ مَلأ أو شدَّ، واعضَألَّ المكان‏:‏ كَثُر شجره، ونَضف الفصيلُ ضَرْعَ أمه‏:‏ امتكّه‏.‏

وشاركت الطاء الظاء في النَّاظُور، والظِّمَخ، وبنى ناعِظ، والمُحْبَنْظئ، والحنظأوة، والظبن والبظير، والوَقْظ، وأخذَ بظُوف رَقبته، ولا يحتمل ميظاً، والْتَمَظ بحقّه، وخَنَظه‏:‏ كربه، وجَلْفَظَ السفينة، ووُظُف قوائم الدابة، ووَشَظ الفأس، ونَشَظته الحيَّة، وظلْف الدم، واظرَوْرى البطن، ومسظت اليد، واعظَأَلَّ الشيء‏:‏ تراكب، وأظل‏:‏ أشرف، وخضرف، وحظلب‏:‏ أسرع، واستظارت الكلبة‏:‏ هاجت، وغظغظت القدر‏.‏

وشاركتهما الضاد في اظّان واجلنظى، وذهب دمه بظراً‏.‏ وقال بعضهم‏:‏

أيها السَّائلي عن الظاء والضا *** د لِكَيْلاَ تُظلَّهُ الألفاظُ

إنَّ حفظ الظاءات يغنيك فاسْمَعْ *** ها استِماعَ امرئ له استيقاظُ

هي ظَمْيَاء والمظَالِمُ والأظ *** لام والظُّلْم والظُّبَى واللِّحَاظ

والعَظَا والظَّليمُ والظَّبْيُ والشَّيْ *** ظَمُ والظِّلُ واللَّظَى والشُّواظُ

والتَّظَنِّي واللفظ والنظم والتق *** ريظُ والقَيْظُ والظَّما واللِّماظ

والحِظَا والنظيرُ والظِّئر والجا *** حظ والناظرُون والأيْقَاظُ

والتَّشَظِّي والظِّلْفُ والعظمُ والظن *** بوبُ والظهر والشَّظَا والشّظاظُ

والأظَافِيرُ والمُظَفَّرُ والمح *** ظُور والحافظون والإحفَاظُ

والحظيراتُ والمظِنَّةُ والظِّنَّ *** ةُ والكاظمُون والمغْتَاظُ

والوظيفاتُ والمُواظب والكِظَّ *** ةُ والانتظار الإلظاظُ

وَوَظيفٌ وظَالِعُ وعظيم *** وظَهير والفَظُّ والإغْلاظُ

ونظيف والظَّرْف والظِّلفُ الظ *** اهر ثم الفظيعُ والوعَّاظُ

وعُكاظ والظَّعْنُ والمَظُّ والحن *** ظَلُ والقارظانِ والأوْشَاظُ

وظِرابُ الظّرَانِ والشظف البا *** هظُ والجعَظرِيُّ والجَوَّاظُ

والظَّرَابينُ والحَناظِبُ والعُنْ *** ظُبُ ثم الظَّيَّانُ والأرْعاظُ

والشَّناظِي والدَّلْظُ والظَّأْبُ والظَّبْ *** ظابُ والعُنْظُوَانُ والجِنْعَاظُ

والشَّنَاظِيرُ والتَّعَاظُلُ والعِظْ *** لِمُ والبَظْرُ بعدُ والإنْعَاظُ

هي هذي سوى النوادر فاحفظ *** ها لتقفو آثاركَ الحفَّاظُ

واقضِ فيما صَرفت منها كما تق *** ضيه في أصله كقَيْظٍ وقاظُوا

ذكر جملة من الفروق

ولم أقصد إلى استيفائها؛ أنَّ ذلك لا يكاد يحاط به، وقد ألف في هذا جماعة منهم‏.‏

قال القالي في أماليه‏:‏ قرأت على أبي عمر المطرّز، قال‏:‏ حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال‏:‏ الوِرْث في الميراث، والإرْث في الحسب، قال‏:‏ وحكى بعض شيوخنا عن أبي عبيدة قال‏:‏ السَّدى‏:‏ ما كان في أول الليل، والنَّدَى‏:‏ ما كان في آخره، يقال‏:‏ سَدِيت الأرض إذا نَدِيت‏.‏

وفي تهذيب التِّبريزي‏:‏ قال أبو عمرو‏:‏ الرِّحلة‏:‏ الارتحال، والرُّحلة‏:‏ الوجه الذي تريده؛ تقول أنتم رُحْلتي‏.‏

وفي المجمل‏:‏ قال الخليل‏:‏ الفرق بين الحثّ والحضّ أن الحث يكون في السير والسوق وكل شيء، والحض‏:‏ لا يكون في سير ولا سوق‏.‏

وفي النوادر ليونس رواية محمد بن سلام الجمحي عنه- وهذا الكتاب لم أقف عليه إلا أني وقفت على منتقى منه بخط الشيخ تاج الدين ابن مكتوم النحوي وقال إنه كتاب كثير الفائدة قليل الوجود- قال يونس‏:‏ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَيهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً‏}‏‏:‏ الذي اختار المَرْفِق في الأمر والمِرفق في اليد‏.‏

وقال في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ‏}‏، قال أبو عمر بن العلاء‏:‏ الرُّهن والرِّهان عربيتان والرُّهن في الرَّهْن أكثر، والرِّهان في الخيل أكثر‏.‏

وقال أبو القاسم الزجاجي في أماليه‏:‏ أخبرنا نِفْطويه، قال أخبرنا ثعلب عن سلمة عن الفراء قال‏:‏ كل مستدير كِفّة، وكل مستطيل كُفّة‏.‏

وفي نوادر ابن الأعرابي‏:‏ نِدّ كل شيء مثله، وضِدّه خلافه‏.‏

قال ابن دريد في الجمهرة‏:‏ سألت أبا حاتم عن الغَطف فقال‏:‏ هو ضد الوَطف؛ فالغطف قلة شعر الحاجبين والوطَف كثرته‏.‏

وقال الزجاجي‏:‏ قال ابن السكيت‏:‏ سمعت أبا عمرو الشيباني يقول‏:‏ الكُور المبني من طين، والكِير الزِّق الذي ينفخ فيه‏.‏

وقال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ أختار في حلَقة الدرع نصب اللام ويجوز الجزم، وأختار في حلْقة القوم القوم الجزم ويجوز النصب، قال‏:‏ ويقال سنَنْت الماء على وجهي إذا أرسله إرسالاً، فأما شنَّ فهو أن يصبه صباً ويفرقه‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ نَشَطْتُ الأُنْشوطة‏:‏ عقدتها، وأنشطتها‏:‏ حللتها‏.‏

وفي نوادر ابن الأعرابي‏:‏ يقال رجل قُدُم؛ يقدم في الحرب وقُثَم يتقدم في العطاء‏.‏

وفي نوادر اليزيدي‏:‏ كان أبو عمرو يقرأ في هذه الآية ‏"‏ إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِه ‏"‏، ويقول ما كان باليد فهو غُرفة وما كان يغرف بإناء فهو غَرفة، قال‏:‏ ويقال‏:‏ في الخير‏:‏ مُطِرنا وأُمِطرنا- بألف وبغير ألف- ولا يجوز في العذاب إلاّ أُمِطروا بألف‏.‏

وفي نوادر أبي عمرو الشيباني‏:‏ العَيْمان‏:‏ الذي تأخذه عَيْمَة إلى اللبن، والغيمان- بالغين معجمة- العطشان؛ غام يغيم، والمرأة غَيْمى‏.‏

وفي شرح المقامات لسلامة الأنباري‏:‏ التَّحَسُّس في الخير، والتَّجَسُّس في الشر، والتَّحَسُس لغيرك، والتَّجَسُّس لنفسك، والجاسوس‏:‏ صاحب سرّ الشرّ، والناموس‏:‏ صاحب سر الخير، والتَّجَسس‏:‏ أيضاً البحث عن العورات، والتَّحَسُّس الاستماع، وفيه‏:‏ الفَرْجَة بالفتح لا تكون إلاّ في الأمر الشديد، وبالضم في الصف والحائط، وفيه‏:‏ اللِّثام‏:‏ ما كان على الفم، واللفام ما كان على طرف الأنف، وفيه الإدلاج بالتخفيف‏:‏ سير أول الليل، والادّلاج بالتشديد سير آخر اللّيل‏.‏

وقال ابن دَرَسْتِويه في شرح الفصيح‏:‏ زعم الخليل أن الإدلاج مخففاً سير الليل كله، وأن الادّلاج بالتشديد سير آخر الليل‏.‏

وقال أبو جعفر النحاس‏:‏ قال أبو زيد‏:‏ الأسرى‏:‏ من كان في وقت الحرب، والأسَارَى‏:‏ من كان في الأيدي‏.‏

وقال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ الأسرى‏:‏ الذين جاؤوا مُسْتَأسرين، والأسارى‏:‏ الذين جاؤوا في الوثاق والسجن‏.‏

وفي نوادر النَّجَيْرَمِي بخطه‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ يقال رجل شَعْراني إذا كان طويل شعر الرأس، ورجل أشْعر إذا كان كثير شعر البدن، وفيها‏:‏ قال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ كل شيء يضرب بذَنَبه فهو يَلْسع، مثل‏:‏ العقرب والزُّنبور وما أشبههما، وكل شيء يفعل ذلك بفيه فهو يَلْدَغ كالحية وما أشبهها‏.‏

وفي الجمهرة لابن دُرَيد وتهذيب التِّبريزي‏:‏ يقال للرجل إذا مات له ابن أو ذهب له شيء يستعاض منه‏:‏ أخلف اللّه عليك، وإذا هلك أبوه أو أخوه أو من لا يستعيض منه‏:‏ خلف اللّه عليك؛ أي كان اللّه خليفة عليك من مصابك‏.‏

وفي فصيح ثعلب‏:‏ يقال في الدين والأمر عِوَج؛ وفي العصا وغيرها عَوَج‏.‏

ابن خالويه في شرحه‏:‏ يقال في كل ما لا يرى عِوَج بالكسر وفيما يرى عَوَج بالفتح مثل الشجرة والعصا، قال‏:‏ فإن قال قائل قد أجمع العلماء على ما ذكرته فما وجه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجاً‏}‏ والأرض مما يرى فلم لم تفتح العين‏؟‏ فالجواب‏:‏ أن محمد بن القاسم أخبرنا أنه سمع ثعلباً يقول‏:‏ إن العَوج فيما يُرى ويحاط به، والعِوَج في الدين والأرض مما لا يحاط به؛ وهذا حسن جداً فاعرفْه‏.‏

وفي الإصلاح لابن السِّكيت‏:‏ يقال‏:‏ قد غَلِط في كلامه، وقد غَلِت في حسابه؛ الغلط في الكلام، والغَلَت في الحساب‏.‏

وقال ابن خالويه في شرح الفصيح‏:‏ يقال في كل شيء‏:‏ المُقَدّم والمُؤخّر إلاّ في العين، فإنه يقال مُؤْخِر والجمع مآخير، وقال المرزوقي‏:‏ لا تكاد العرب تستعمل في العين إلاّ مؤخِر بكسر الخاء وتخفيفها وكذلك مُقِدم بكسر الدال وتخفيفها على عادتهم في تخصيص المباني‏.‏

وفي شرح الفصيح للمرزوقي‏:‏ حكى بعضهم أن أوْبَأت تختص بالإشارة إلى خَلْف، وأومأت تختص بالإشارة إلى قُدَّام؛ وقيل‏:‏ الإيماء هو الإشارة على أي وجه كانت، والإيباء يختص بها إذا كانت إلى خلف، قال‏:‏ وهذا من باب ما تقارب لفظه لتقارب معناه، قال‏:‏ وسمعت بعضهم يقول‏:‏ الإيباء والإيماء واحد، فيكون من باب الإبدال وفيه أيضاً‏:‏ الذُّكْر بالضم يكون بالقلب وبالكسر يكون باللسان؛ والتذكير بالقلب والمذاكرة لا تكون إلاّ باللسان، وفيه أيضاً‏:‏ الفُلْفُل معروف، القُلْقُل أصغر حباً منه وهو من جنسه؛ وقد روى قول امرئ القيس‏:‏

كأنه حب فُلفُل ***

بالفاء والقاف، وفيه أيضاً‏:‏ وَسْط بالسكون اسم الشيء الذي ينفك عن المحيط به جوانبه، ووسَط بالتحريك اسم الشيء الذي لا ينفك عن المحيط به جوانبه؛ تقول‏:‏ وسْط رأسه دهن لأن الدهن ينفك عن رأسه، ووسَطه وسَط رأسه صلب؛ لأن الصلب لا ينفك عن الرأس، وربما قالوا‏:‏ إذا كان آخر الكلام هو الأول فاجعله وَسَطاً بالتحريك وإذا كان آخر الكلام غير الأول فاجعله وَسْطاً بالسكون، وقال بعضهم‏:‏ إذا كان وسط بعض ما أضيف إليه تحرك سينه، وإذا كان غير ما أضيف إليه تسكن ولا تحرك سينه، فوسَط الرأس والدار يحرك لأنه بعضها، ووسْط القوم لا يحرَّك لأنه غيرهم‏.‏

وفي التهذيب للتِّبريزي‏:‏ الخَضْم‏:‏ الأكل بجميع الفم، والقَضْم دون ذلك، قال الأصمعي‏:‏ أخبرني ابن أبي طرفة قال‏:‏ قدم أعرابي على ابن عم له بمكة فقال‏:‏ إنَّ هذه بلاد مَقْضم وليست ببلاد مَخْضَم‏.‏

وفي شرح المقامات لسلامة الأنباري‏:‏ ذكر الخليل أنه يقال لمن كان قائماً‏:‏ اقعد، ولمن كان نائماً أو ساجداً‏:‏ اجلس؛ وعلله بعضهم بأن القعود هو الانتقال من علو إلى سفل، ولهذا قيل لمن أصيب برجله مُقْعَد، وإن الجلوس هو الانتقال من سفل إلى علو ومنه سميت نجد جَلْساً لارتفاعها، وقيل لمن أتاها جالس‏.‏

وفي شرح المقامات للأنباري‏:‏ النّسب إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم مَدَني، وإلى مدينة المنصور مَدِيني، وإلى مدينة كسرى مَدَايني‏.‏ وفيه‏:‏ السَّداد بالفتح القصدُ في الدين، والسِّداد بالكسر ما يتبلغ به الإنسان، وكل شيء سددت به خللاً فهو سِداد بالكسر‏.‏

وقال الإمام أبو محمد بن علي البصري الحريري صاحب المقامات‏:‏ أخبرنا أبو علي التُّسْتَري عن القاضي أبي القاسم عن عبد العزيز بن محمد بن أبي أحمد الحسن ابن سعيد العَسْكري اللغوي عن أبيه عن إبراهيم بن صاعد عن محمد بن ناصح الأهوازي؛ حدثني النَّضْر بن شُمَيْل، قال‏:‏ كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت ذات ليلة وعليّ قميص مرقوع، فقال يا نضر، ما هذا التقشف حتى تدخل على أَمير المؤمنين في هذه الخُلْقان‏؟‏ قلت‏:‏ يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف وحَرُّ مَرْوَ شديد، فأتبرّد بهذه الخُلْقان، قال‏:‏ لا، ولكنك قشف، ثم أجرينا ذكر الحديث فأجرى هو ذكر النساء فقال‏:‏ حدثنا هشيم عن الشعبي عن ابن عباس، قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سَداد من عوز فأورده بفتح السن، فقلت‏:‏ صدق يا أمير المؤمنين هشيم، حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سِداد من عوز قال‏:‏ وكان المأمون متكئاً فاستوى جالساً، فقال‏:‏ كيف قلت سِداد‏؟‏ قلت‏:‏ لإن السَّداد هنا لحن، قال‏:‏ أو تلحنني‏؟‏ قلت‏:‏ إنما لحَنَ هشيم- وكان لحاناً- فتبع أميرُ المؤمنين لفظه، قال‏:‏ فما الفرق بينهما‏؟‏ قلت‏:‏ السَّداد بالفتح القَصْد في الدين والسبيل، والسِّداد بالكسر البُلغة وكل ما سددت به شيئاً فهو سِداد، قال‏:‏ أو تعرف العرب ذلك‏؟‏ قلت‏:‏ نعم هذا العَرْجي يقول‏:‏

أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا *** ليوم كريهة وسِداد ثغر

قال المأمون‏:‏ قبح اللّه من لا أدب له، وأطرق ملياً، ثم قال‏:‏ مالُك يا نضر‏؟‏ قلت‏:‏ أُريْضة لي بَمرْو أتَصابُّها وأتمززها، قال‏:‏ أفلا نفيدك معها مالاً‏؟‏ قلت‏:‏ إني إلى ذلك لمحتاج، قال‏:‏ فأخذ القرطاس وأنا لا أدري ما يكتب ثم قال‏:‏ كيف تقول إذا أمرت من يترب الكتاب‏؟‏ قلت أَتْرِبه قال‏:‏ فهو ماذا‏؟‏ قلت مُتْرَب، قال‏:‏ فمن الطين‏؟‏ قلت طِنْه، قال‏:‏ فهو ماذا‏؟‏ قلت‏:‏ مَطين، فقال‏:‏ هذه أحسن من الأولى، ثم قال‏:‏ يا غلام، أتْرِبه وطِنْهُ؛ ثم صلى بنا العشاء وقال لخادمه‏:‏ تبلغ معه إلى الفضل بن سهل، قال‏:‏ فلما قرأ الكتاب قال‏:‏ يا نضر، إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم فما كان السبب فيه‏؟‏ فأخبرته ولم أكْذِبْه، فقال‏:‏ أَلحنّت أمير المؤمنين‏؟‏ فقلت‏:‏ كلا وإنما لحن هشيم- وكان لحانة- فتبع أمير المؤمنين لفظه، وقد تُتبع ألفاظ الفقهاء ورواة الآثار، ثم أمر لي الفضل بثلاثين ألف درهم فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف اسْتُفِيد مني‏.‏

وفي التهذيب للتِّبريزي‏:‏ القَبْص‏:‏ أخذك الشيء بأطراف أصابعك؛ والقَبْصة دون القبضة‏.‏

وفي الصِّحاح‏:‏ المَصْمَصة مثل المضمضة، إلاّ أنه بطرف اللسان، والمَضْمَضة بالفم كله، وفرق ما بين القَبصة والقَبضة‏.‏

وفي شرح الفصيح لابن دَرَسْتويه‏:‏ القَضْم‏:‏ أكل الشيء اليابس وكسْره ببعض الأضراس؛ كالبُرّ والشعير والسكر والجوز واللوز، والخَضْم‏:‏ أكل الرطب بجميع الأضراس، وفيه قال بعض العلماء‏:‏ كل طعام وشراب تحدث فيه حلاوة أو مرارة فإنه يقال فيه قد حلا يحلو، وقد مرَّ يَمَرُّ، وكل ما كان من دهر أو عيش أو أمر يشتد ويلين ولا طعم له فإنه يقال فيه أحلى يُحْلى وأمرّ يُمِرّ‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ يقال‏:‏ تَرِب الرجل إذا افتقر، وأتْرَب إذا استغنى‏.‏

وفي أمالي الزجاجي‏:‏ الخَلَف بفتح اللام يستعمل في الخير والشر؛ فأما الخلْف بتسكين اللام فلا يكون إلاّ في الذم‏.‏

وفي إصلاح المنطق لابن السكيت‏:‏ الحَمْل‏:‏ ما كان في بطن أو على رأس شجرة، والحِمْل ما حملت على ظهر أو رأس، قال التِّبريزي في تهذيبه‏:‏ ويضبط هذا بأن يقال كل متصل حَمْل وكل منفصل حِمْل‏.‏

وفي كتاب ليس لابن خالويه‏:‏ جمع أم من الناس أمَّهات، ومن البهائم أمَّات‏.‏

وفي الصَّحاح‏:‏ قال أبو زيد‏:‏ الوَثَاجة‏:‏ كثرة اللحم، والوَثارة‏:‏ كثرة الشحم، قال‏:‏ وهو الضخم في الحرفين جميعاً، وفيه، بَرْحى كلمة تقال عند الخطأ في الرمي، ومَرْحى عند الإصابة‏.‏

وفي أدب الكاتب لابن قتيبة‏:‏ باب، الحرفان يتقاربان في اللفظ والمعنى ويلتبسان، فربما وضع الناس أحدهما موضع الآخر‏.‏

قالوا‏:‏ عُظْم الشيء‏:‏ أكثره، وعَظْمه‏:‏ نفسه، والجُهد‏:‏ الطاقة والجَهْد‏:‏ المشقة، والكُرْه‏:‏ المشقة، والَكرْه‏:‏ الإكراه، وعُرْض الشيء‏:‏ إحدى نواحيه، وعَرْضه‏:‏ خلاف طوله، ورُبْض الشيء‏:‏ وسطه، وَرَبضه‏:‏ نواحيه، والمَيْل بسكون الياء ما كان فعلاً، نحو‏:‏ مال عن الحق ميلاً، والمَيَل بفتح الياء‏:‏ ما كان خِلْقة؛ يقال‏:‏ في عنقه مَيَل، وفي الشجرة مَيَل، والغَبْن بسكون الباء‏:‏ في الشراء والبيع، والغَبَن بفتح الباء‏:‏ في الرأي، والحَمل بفتح الحاء‏:‏ حمل كل أنثى وكل شجرة، والحِمْل بالكسر‏:‏ ما كان على ظهر الإنسان، وفلان قَرْن فلان بفتح القاف إذا كان مثله في السن وقِرْنه بكسر القاف إذا كان مثله في الشدة، عَدْل الشيء بفتح العين‏:‏ مثله، وعِدْله بالكسر زنته، والحرْق بسكون الراء‏:‏ أثر النار في الثوب وغيره، والحَرَق بفتح الراء‏:‏ النار نفسها، وجئت في عُقْب الشهر؛ إذا جئت بعدما ينقضي وجئت في عَقَبه إذا جئت وقد بقيت منه بقية، والقُرح بالضم‏:‏ وجع الجراحات، والقَرْح‏:‏ الجراحات نفسها، والضَّلْع‏:‏ الميل والضَّلَع‏:‏ الاعوجاج، والسَّكْن‏:‏ أهل الدار، والسَّكَنُ ما سكنت إليه‏.‏ والذَّبْح‏:‏ مصدر ذبحت، والذِّبح، المذبوح‏.‏ والرَّعْي‏:‏ مصدر رعيت، والرِّعي‏:‏ الكلأ‏.‏ والطَّحن‏:‏ مصدر طَحَنت، والطِّحْن‏:‏ الدقيق‏.‏ والقَسْم‏:‏ مصدر قسمت، والقِسْم‏:‏ النصيب‏.‏ والسَّقْي‏:‏ مصدر سقيت، والسِّقْي‏:‏ النصيب‏.‏ والسَّمْع‏:‏ مصدر سمعت، والسِّمْع‏:‏ الذِّكْر‏.‏ ونحوٌ منه الصَّوت‏:‏ صَوْت الإنسان، والصِّيت‏:‏ الذِّكْر‏.‏ والغَسْل‏:‏ مصدر غسلته، والغِسْل‏:‏ الخِطْميّ وكل ما غسل به الرأس، والغُسْل بالضم‏:‏ الماء الذي يُغسل به‏.‏ السَّبْق‏:‏ مصدر سبقت، والسَّبَق‏:‏ الخطر‏.‏ والهدْم‏:‏ مصدر هدمت، والهَدَم‏:‏ ما انهدم من جوانب البئر فسقط فيها، والهِدْم‏:‏ الشيء الخَلَق‏.‏ والوَقْص‏:‏ دق العنق، والوَقَص قصر العنق‏.‏ والسَّب‏:‏ مصدر سببت، والسِّب‏:‏ الذي يسابك‏.‏ والنَّكْس‏:‏ مصدر نكست، والنِّكْس من الرجال‏:‏ الذي نُكس‏.‏ والقَدّ‏:‏ مصدر قددت السير، والقِدّ‏:‏ السير والضُّر‏:‏ الهزال وسوء الحال والضَّر‏:‏ ضد النفع‏.‏ والغَوْل‏:‏ البعد، والغُول‏:‏ ما اغتال الإنسان فأهلكه‏.‏ والطُّعم‏:‏ الطعام، والطَّعم‏:‏ الشهوة، والطَّعم أيضاً ما يؤديه الذوق‏.‏ والهُجْر‏:‏ الإفْحاش في القول‏.‏ والهَجر‏:‏ الهذيان‏.‏ والكُور‏:‏ كور الحداد المبني من طين، والكِير‏:‏ زِقّ الحداد والحِرْم‏:‏ الحرام‏.‏ والحُرْم‏:‏ الإحرام، والوَرِق‏:‏ المال من الدراهم، والوَرَق‏:‏ المال من الغنم والإبل‏.‏ والعِوَج، في الدين والأرض، والعَوَج في غيره مما خالف الاستواء وكان قائماً مثل الخشبة والحائط ونحوه‏.‏ والذِّل‏:‏ ضد الصعوبة، الذُّل‏:‏ ضد العز، واللِّقط‏:‏ مصدر لقطت، واللَّقط‏:‏ ما سقط من ثمر الشجرة فلُقِط‏.‏ النفْض‏:‏ مصدر نفضت، والنَّفَض‏:‏ ما سقط من الشيء تنفضه والخَبْط‏:‏ مصدر خَبطت، والخبَط ما سقط عن الشيء الذي تخبطه‏.‏ والمِرْط‏:‏ النّتف، والمَرَط‏:‏ ذهاب الشعر‏.‏ والأكْل‏:‏ مصدر أكلت، والأُكْل‏:‏ المأكول‏.‏ والعَذْق‏:‏ النخلة نفسها، والعِذْق‏:‏ الكِبَاسة، والمِرْوحة‏:‏ التي يتروح بها، والمَرْوحة‏:‏ الفلاة التي ينخرق فيها الريح، والرُّحلة‏:‏ السفرة، والرِّحلة‏:‏ الارتحال‏.‏

وقال الكسائي‏:‏ الدُّولة في المال يتداوله القوم بينهم، والدَّوْلة في الحرب، وقال عيسى بن عمر‏:‏ يكونان جميعاً في المال والحرب سواء؛ قال يونس‏:‏ فأما أنا فواللّه ما أدري فرق ما بينهما‏.‏ وقال يونس‏:‏ غرفت غَرْفة واحدة، وفي الإناء غُرْفة؛ ففرق بينهما، وكذلك قال في الحَسوة والحُسوة‏.‏

وقال الفراء‏:‏ خطوت خَطْوة بالفتح والخُطوة ما بين القدمين، والطَّفلة من النساء‏:‏ الناعمة، والطِّفلة‏:‏ الحديثة السن‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ ما استدار فهو كِفة نحو‏:‏ كِفّة الميزان، وكِفّة الصائد؛ لأنه يديرها، وما استطال فهو كُفة نحو‏:‏ كُفة الثوب، وكُفّة الرمل، والجَدُّ‏:‏ الحظ، والجِدُّ‏:‏ الاجتهاد والمبالغة، واللَّحَن بفتح الحاء‏:‏ الفطنة، واللَّحْن‏:‏ الخطأ في الكلام، والغَرْب‏:‏ الدلو العظيمة، والغَرَب‏:‏ الماء الذي بين البئر والحوض، والسَّرب‏:‏ جماعة الإبل، والسِّرب‏:‏ جماعة النساء والظباء، والرَّق‏:‏ ما يكتب فيه، والرِّق‏:‏ الملك، والهُون‏:‏ الهوان، والهَوْن‏:‏ الرفق، والرَّوْع‏:‏ الفزع، والرُّوع‏:‏ النَّفْس، والخَيْر‏:‏ ضد الشر، والخِير‏:‏ الكرم‏.‏

وقالوا‏:‏ رجل مُبَطَّن إذا كان خميص البَطْن، وبَطِين إذا كان عظيم البطن، ومَبْطُون إذا كان عليل البطن، وبَطِن إذا كان منهوماً، ومبْطان إذا ضخُم بطنه من كثرة ما أكل، ورجل مُظَهَّر إذا كان شديد الظهر، وظَهر إذا اشتكى ظهره، ومُصَدّر‏:‏ شديد الصدر، ومصدور‏:‏ يشتكي صدره، ونَحِض‏:‏ كثير اللحم ونَحِيض ذهب لحمه، ورجل تَمْري‏:‏ يحب أكل التَّمر، وتَمَّار‏:‏ يبيعه، ومُتْمر‏:‏ عنده تَمْر كثير وليس بتاجر، وتامر‏:‏ يطعمه الناس، وشَحِم لَحمٍ‏:‏ يشتهي أكل اللَّحْم والشَّحْم، وشَحَّام لَحَّام‏:‏ يبيعهما، وشاحِم لاحِم‏:‏ يُطْعمهما الناس، وشحِيم لَحِيم‏:‏ كَثُرا على جسمه، وبعير عَاضِه‏:‏ يأكل العِضَاه، وعَضِه‏:‏ يشتكي من أكل العضاه، وامرأة مِتْئام‏:‏ من عادتها أن تلد كل مرة توأمين؛ فإذا أردْتَ أنها وضعت اثنين في بطن، قلت مُتْئم، وكذلك مِذْكار ومُذْكر، ومِئْناث ومُؤْنث، ومِحْمَاق ومُحْمق‏.‏

قالوا‏:‏ وكل حرف على فُعَلة وهو وصف؛ فهو للفاعل، نحو‏:‏ هُزَأة، يهزأ بالناس، فإن سكنت العين فهو للمفعول نحو هزْأة يهزأ الناس به‏.‏

وقالوا‏:‏ علوت في الجبل عُلُوّاً، وعَلِيتُ في المكارم عَلاء، ولَهِيت عن كذا ألْهى‏:‏ غفلت، ولهوت- من اللهو- ألهو، وقَلَوْت اللحم، وقليت الرجل‏:‏ أبغضته، وبَدُن الرجل‏:‏ ضخم وبَدّن أسن، ووزعت الناقة‏:‏ عطفتها، ووزَعتها‏:‏ كَفَفْتُها، وقُتِل الرجل؛ فإن قَتلَه عشق النساء أو الجن لم يقل فيه إلاّ اقتتل، ونَمْيتُ الحديث‏:‏ نقلته على جهة الإصلاح، ونَمَّيته‏:‏ نقلته على جهة الإفساد، وآزرت فلاناً‏:‏ عاونته، ووازرته‏:‏ صرت له وزيراً، وأمْلحْت القدِر إذا أكثرت ملحها، وملَّحتها إذا ألقيت فيها بَقَدر، وحَمَأْتُ البئر‏:‏ أخرجت حَمْأَتها، وأحْمَأتها‏:‏ جعلت فيها حَمْأة، وأدْلَى دَلْوه‏:‏ ألقاها في الماء يَسْتَقي، فإذا جذبها ليخرجها قيل‏:‏ دلا يدلو، وأَنْصَلت الرمح‏:‏ نزعت نَصْله، ونصََّلته‏:‏ ركبت عليه النَّصل، وأفرط في الشيء‏:‏ تجاوز الحد، وفَرَّط‏:‏ قصر، وأقْذَيْت العين‏:‏ ألقيت فيها الأذى، وقَذَيتها‏:‏ أخرجت منها الأذى، وأعلَّ على الوسادة‏:‏ ارتفع عنها، وأعلَّ فوق الوسادة صار فوقها، وأضفت الرجل‏:‏ أنزلته، وضِفته نزلت عليه، وَوَعد خيراً وأوْعد شراً، وقَسط‏:‏ جار، وأَقْسط‏:‏ عَدل‏.‏

وقالوا‏:‏ وَجَدت في الغضب مَوْجِدة، وَوَجَدْتَ في الحزن وَجْداً، ووجدت في الغنى وُجْداً، ووجَدت الشيء وِجْداناً ووجوداً، ووجب القلب وجيباً، ووجبت الشمس وُجوباً، وَوجَب البيع جِبة، وَوَجب الحائط وجْبة‏.‏

وباب الفروق في اللغة لا آخر له، وهذا الذي أوردناه نبذة منه‏.‏