فصل: الهجرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المسند الجامع ***


التوبة

7133- عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِىَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي غَيْرُهُ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلِفَ لِي صَدَّقْتُهُ، فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَقُومُ فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ مَا حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يُقْسِمَ بِاللهِ لَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ أَبُو بَكْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَكْذِبُ، فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَا ذَكَرَ عَبْدٌ ذَنْبًا أَذْنَبَهُ، فَقَامَ حِينَ يَذْكُرُ ذَنْبَهُ ذَلِكَ فَيَتَوَضَّأُ، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ لِذَنْبِهِ ذَلِكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ‏.‏

وفي رواية‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي مِنْهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسَْتَغْفِرُ اللهَ تَعَالَى لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلاَّ غَفَرَ لَهُ، وَقَرَأَ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ‏:‏ ‏(‏وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسَْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا‏)‏ ‏(‏وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ‏)‏ الآيَةَ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَنِي، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ- وَقَالَ مِسْعَرٌ‏:‏ ثُمَّ يُصَلِّي- وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ‏.‏

وفي رواية‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ إِنِّي كُنْتُ رَجُلاً إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي، وَإِذَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلاَّ غَفَرَ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏(‏وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا‏)‏ إِلَى آخِرِ الآيَةِ‏.‏

1- أخرجه الحميدي ‏(‏1‏)‏ قال‏:‏ أخبرنا سُفيان بن عُيينة، أبو محمد، حدَّثنا مِسْعر بن كِدَام‏.‏ وفي ‏(‏4‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع بن الجرّاح، حدَّثنا مسعر بن كدام، وسفيان الثوري‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 1/2 ‏(‏2‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع، قال‏:‏ حدَّثنا مِسْعر، وسفيان‏.‏ وفي 1/8 ‏(‏47‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا شُعبة‏.‏ وفي 9/1 ‏(‏48‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة‏.‏ وفي 1/10 ‏(‏56‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو كامل، حدَّثنا أبو عَوَانة‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏ 1521 قال‏:‏ حدَّثنا مسدد، حدَّثنا أبو عوانة‏.‏ و ‏(‏اابن ماجه‏)‏ 1395 قال‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، ونصر بن علي، قالا‏:‏ حدَّثنا وكيع، حدَّثنا مسعر، وسفيان‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 406 و3006 قال‏:‏ حدَّثنا قُتيبة، حدَّثنا أبو عوانة‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏عمل اليوم والليلة‏"‏ 414 قال‏:‏ أخبرني عبيد الله بن فَضَالة، أخبرنا عبد الله بن الزبير، قال‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن مِسْعر‏.‏ وفي ‏(‏417‏)‏ قال‏:‏ أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال‏:‏ أخبرنا أبو عوانة‏.‏

أربعتهم ‏(‏مسعر، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة‏)‏ عن عثمان بن المغيرة الثقفي، قال‏:‏ سمعت علي بن ربيعة الأسدي، عن أسماء بن الحكم الفزاري‏.‏

2- وأخرجه الحميدي ‏(‏5‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد، حدَّثنا عبد الله بن سعيد، عن جده أبي سعيد المَقْبُري‏.‏

كلاهما ‏(‏أسماء بن الحكم، وأبو سعيد المَقْبُري‏)‏ عن علي بن أبي طالب، فذكره‏.‏

في رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة‏:‏عن أسماء، أو ابن أسماء، من بني فزارة‏.‏

قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي‏:‏ حديث علي حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة، وروى عنه شعبة، وغير واحد، فرفعوه مثل حديث أبي عوانة، ورواه سفيان الثوري، ومسعر، فأوقفاه ولم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن مسعر هذا الحديث مرفوعًا أيضًا، ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثًا مرفوعًا إلا هذا‏.‏

أخرجه النسائي في ‏"‏عمل اليوم والليلة‏"‏ 415 قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن سليمان، حدَّثنا جعفر بن عون، حدَّثنا مسعر ‏(‏ح‏)‏ وأخبرنا هارون بن إسحاق، حدثني محمد، عن مسعر‏.‏ وفي ‏(‏416‏)‏ قال‏:‏ أخبرنا محمد بن بشار، قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن سعيد، قال‏:‏ حدَّثنا سفيان‏.‏

كلاهما ‏(‏مسعر، وسفيان‏)‏ عن عثمان بن المُغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم، عن علي، رضي الله عنه، قال‏:‏ كنت إذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا استحلفت صاحبه، فإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، أنه قال‏:‏

ليس من عبد يذنب فيتوضأ، ويصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر له‏.‏

موقوفٌ‏.‏

***

7134- عَنْ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ، وَإِنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً‏.‏

أخرجه أبو داود ‏(‏1514‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا النُّفَيْلي، حدَّثنا مخلد بن يزيد‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 3559 قال‏:‏ حدَّثنا حسين بن يزيد الكوفي، حدَّثنا أبو يحيى الحِمَّانِي‏.‏

كلاهما ‏(‏مخلد، وأبو يحيى الحِمَّانِي‏)‏ عن عثمان بن واقد العُمري، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر، فذكره‏.‏

قال الترمذي‏:‏ هذا حديثٌ غريبٌ، إنما نعرفه من حديث أبي نُصيرة، وليس إسناده بالقوي‏.‏

***

القرآن والعلم

7135- عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏(‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ‏)‏ وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏(‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ‏)‏ إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

إن النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ وَلاَ يُغَيِّرُوهُ، أَوْشَكَ اللهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ‏.‏

قال‏:‏ وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ لِلإِيمَانِ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا‏:‏ ‏(‏عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ‏)‏ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لاَ يُغَيِّرُوا، إِلاَّ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏(‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ‏)‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

إن الْقَوْمَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، عَمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ‏.‏

أخرجه الحميدي ‏(‏3‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مروان بن معاوية الفزاري‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 1/2 ‏(‏1‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن نُمير‏.‏ وفي 1/5 ‏(‏16‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هاشم بن القاسم، قال‏:‏ حدَّثنا زُهير، يعني ابن معاوية‏.‏ وفي 1/7 ‏(‏29‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حماد بن أسامة‏.‏ وفي 1/7 ‏(‏30‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون‏.‏ وفي 1/9 ‏(‏53‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شُعبة‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 1 قال‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏ 4338 قال‏:‏ حدَّثنا وهب بن بَقية، عن خالد ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا عَمرو بن عَون، أخبرنا هُشيم، المعنى‏.‏ و ‏(‏اابن ماجه‏)‏ 4005 قال‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدَّثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 2168 و3057 قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن مَنِيع، حدَّثنا يزيد بن هارون‏.‏ وفي ‏(‏2168‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا يزيد بن هارون‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏ 11092 قال‏:‏ أخبرنا عُتبة بن عبد الله، أخبرنا عبد الله بن المبارك‏.‏

تسعتهم ‏(‏مروان، وعبد الله بن نمير، وزهير بن معاوية، وحماد بن أسامة، أبو أسامة، ويزيد بن هارون، وشعبة، وخالد بن عبد الله، وهشيم، وابن المبارك‏)‏ عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره‏.‏

***

7136- عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ، قَالَ‏:‏ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ، إِلاَّ أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ قُلْتُ لِعُمَرَ‏:‏ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ‏:‏ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لاَ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلاَ نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، قُلْتُ‏:‏ كَيْفَ تَفْعَلاَنِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ ‏(‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ‏)‏ إِلَى آخِرِهِمَا، وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ‏.‏

أخرجه أحمد 1/10 ‏(‏57‏)‏ و5/188 ‏(‏21983‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو كامل، حدَّثنا إبراهيم بن سعد‏.‏ وفي 1/13 ‏(‏76‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عثمان بن عمر، قال‏:‏ أخبرنا يونس‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 4679 قال‏:‏ حدَّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب‏.‏ وفي ‏(‏4986 و7425‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد‏.‏ وفي ‏(‏4989‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يحيى ين بكير، حدَّثنا الليث، عن يونس‏.‏ وفي ‏(‏7191‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن عبيد الله، أبو ثابت، حدَّثنا إبراهيم بن سعد‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 3103 قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا إبراهيم بن سعد‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏ 7941 و7948 و8230 قال‏:‏ أخبرنا الهيثم بن أيوب، قال‏:‏ حدثني إبراهيم، يعني ابن سعد‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏إبراهيم، ويونس، وشعيب‏)‏ عن الزهري، عن عُبيد بن السباق، فذكره‏.‏

قال البُخَارِي عقب ‏(‏4679‏)‏‏:‏ تابعه عُثْمان بن عُمَر، واللَّيْث، عن يُونُس، عن ابن شِهَاب‏.‏ وقال اللَّيْث‏:‏ حدَّثني عَبْد الرحمن بن خالد، عن ابن شِهَاب، وقال‏:‏مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ‏)‏‏.‏ وقال مُوسَى، عن إبراهيم، حدَّثنا ابن شِهَاب‏:‏مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ‏)‏‏.‏ وتابعه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه‏.‏ وقال أبو ثابت‏:‏ حدَّثنا إبراهيم، وقال‏:‏مَعَ خُزَيْمَةَ، أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ‏)‏‏.‏

***

7137- عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَهْرٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَنُودِيَ فِي النَّاسِ‏:‏ أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ، وَهِيَ أَوَّلُ صَلاَةٍ فِي الْمُسْلِمِينَ، نُودِي بِهَا إِنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، شَيْئًا صُنِعَ لَهُ كَانَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ، وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا فِي الإِسْلاَمِ، قَالَ‏:‏ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ هَذَا كَفَانِيهِ غَيْرِي، وَلَئِنْ أَخَذْتُمُونِي بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مَا أُطِيقُهَا إِنْ كَانَ لَمَعْصُومًا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ‏.‏

أخرجه أحمد 1/13 ‏(‏80‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هاشم بن القاسم، قال‏:‏ حدَّثنا عيسى، يعني ابن المسيب، عن قيس بن أبي حازم، فذكره‏.‏

***

7138- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏

كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ‏:‏ ‏(‏مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا‏)‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلاَ أُقْرِئُكَ آيَةً أُنْزِلَتْ عَلَيَّ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَأَقْرَأَنِيهَا، فَلاَ أَعْلَمُ إِلاَّ أَنِّي قَدْ كُنْتُ وَجَدْتُ انْقِصَامًا فِي ظَهْرِي فَتَمَطَّأْتُ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَأَيُّنَا لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا، وَإِنَّا لَمَجْزِيُّونَ بِمَا عَمِلْنَا‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَالْمُؤْمِنُونَ فَتُجْزَوْنَ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا حَتَّى تَلْقَوُا اللهَ وَلَيْسَ لَكُمْ ذُنُوبٌ، وَأَمَّا الآخَرُونَ فَيُجْمَعُ ذَلِكَ لَهُمْ حَتَّى يُجْزَوْا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

وفي رواية‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا‏.‏

أخرجه أحمد 1/6 ‏(‏23‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن زياد الجَصَّاص، عن علي بن زيد، عن مُجاهد‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 7 قال‏:‏ حدَّثنا روح بن عُبادة، حدَّثنا موسى بن عُبيدة الرَبَذي، قال‏:‏ أخبرني مولى ابن سِبَاع‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 3039 قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن موسى، وعبد بن حُميد، قالا‏:‏ حدَّثنا روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، أخبرني مولى ابن سباع‏.‏

كلاهما ‏(‏مجاهد، ومولى ابن سباع‏)‏ عن عبد الله بن عُمر، فذكره‏.‏

قال الترمذي‏:‏ هذا حديث غريبٌ، وفي إسناده مقالٌ، موسى بن عبيدة يُضَعَّفُ في الحديث، ضَعَّفَه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول، وقد روي هذا الحديث من غيرهذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح أيضًا‏.‏

***

الجهاد

7139- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، قَالَ عُمَرُ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ الْعَرَبَ‏؟‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ‏:‏ فَلَمَّا رَأَيْتُ رَأْىَ أَبِي بَكْرٍ قَدْ شُرِحَ عَلِمْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عن أنس، قال‏:‏ قال عمر لأبي بكر في الردة‏:‏ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله‏؟‏ فقال أبو بكر‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- وفي حديث ابن أبي سمينة‏:‏ قال أبو بكر‏:‏ إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-‏:‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، والله لو منعوني عقالاً لقاتلتهم عليه حتى تلحق نفسي بالله، قال عمر‏:‏ فلما رأيت أبا بكر قد عزم على ذلك علمت أنه الحق‏.‏

أخرجه النسائي 6/6 و7/76، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏ 4287 قال‏:‏ أخبرنا محمد بن بشار‏.‏ و‏"‏ابن خزيمة‏"‏ 2247 قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى‏.‏

كلاهما ‏(‏محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى‏)‏ قالوا‏:‏ حدَّثنا عَمرو بن عاصم الكلابي، حدَّثنا عمران، وهو ابن داوَر، أبو العوام القطان، حدَّثنا مَعمر بن راشد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، فذكره‏.‏

قال أبو عَبْد الرحمن النَّسَائِي‏:‏ عِمْران القَطَّان ليس بالقوي في الحديث، وهذا الحديثُ خطأٌ، والذي قبله الصوابُ حديثُ الزُّهْري، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عُتْبَة، عن أبي هُرَيْرة‏.‏

***

حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَاللهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ‏.‏

سلف في مسند عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، الحديث رقم ‏(‏‏.‏

***

الهجرة

7140- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ‏:‏

اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ سَرْجًا بِثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ‏:‏ مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي، فَقَالَ‏:‏ لاَ حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ مَعَهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ خَرَجْنَا فَأَدْلَجْنَا، فَأَحْثَثْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَضَرَبْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى ظِلاًّ نَأْوِي إِلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّهَا، فَسَوَّيْتُهُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَفَرَشْتُ لَهُ فَرْوَةً، وَقُلْتُ‏:‏ اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ خَرَجْتُ أَنْظُرُ هَلْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الطَّلَبِ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقُلْتُ‏:‏ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ‏:‏ هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِى‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفَضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفَضَ كَفَّيْهِ مِنَ الْغُبَارِ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنَ اللَّبَنِ، فَصَبَبْتُ عَلَى الْقَدَحِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَافَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ‏:‏ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ‏:‏ هَلْ أَنَى الرَّحِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْن جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا، فَقَال‏:‏ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَّا فَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَدْرُ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا وَبَكَيْتُ، قَالَ‏:‏ لِمَ تَبْكِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ أَمَا وَاللهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ، قَالَ‏:‏ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، فَسَاخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ، وَوَثَبَ عَنْهَا، وَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ فَادْعُ اللهَ أَنْ يُنْجِيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَوَاللهِ لأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا حَاجَةَ لِي فِيهَا، قَالَ‏:‏ وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُطْلِقَ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّاهُ النَّاسُ فَخَرَجُوا فِي الطَّرِيقِ وَعَلَى الأَجَاجِيرِ، فَاشْتَدَّ الْخَدَمُ وَالصِّبْيَانُ فِي الطَّرِيقِ يَقُولُونَ‏:‏ اللهُ أَكْبَرُ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَ مُحَمَّدٌ، قَالَ‏:‏ وَتَنَازَعَ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لأُكْرِمَهُمْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا حَيْثُ أُمِرَ، قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ كَانَ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، فَقُلْنَا‏:‏ مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ هُوَ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، قَالَ الْبَرَاءُ‏:‏ وَلَمْ يَقْدَمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ‏.‏

قال إِسْرَائِيلُ‏:‏ وَكَانَ الْبَرَاءُ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ، فَقَالَ‏:‏ ادْعُ اللهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكَ، قَالَ‏:‏ فَدَعَا اللهَ لَهُ، قَالَ‏:‏ فَعَطِشَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرُّوا بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ‏:‏ فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلاً، فَقَالَ لِعَازِبٍ‏:‏ ابْعَثِ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي، قَالَ‏:‏ فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ حَدِّثْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمَا حِينَ سَرَيْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا، وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، وَخَلاَ الطَّرِيقُ لاَ يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ، فَرُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ، لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَنَزَلْنَا عِنْدَهُ، وَسَوَّيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَانًا بِيَدِي يَنَامُ عَلَيْهِ، وَبَسَطْتُ فِيهِ فَرْوَةً، وَقُلْتُ‏:‏ نَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ، فَنَامَ وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَقُلْتُ‏:‏ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ، قُلْتُ‏:‏ أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمُ، قُلْتُ‏:‏ أَفَتَحْلُبُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً، فَقُلْتُ‏:‏ انْفُضِ الضَّرْعَ مِنَ التُّرَابِ وَالشَّعَرِ وَالْقَذَى، قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُ الْبَرَاءَ يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى يَنْفُضُ، فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ حَمَلْتُهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْتَوِي مِنْهَا، يَشْرَبُ وَيَتَوَضَّأُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، فَوَافَقْتُهُ حِينَ اسْتَيْقَظَ، فَصَبَبْتُ مِنَ الْمَاءِ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ‏:‏ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَارْتَحَلْنَا بَعْدَ مَا مَالَتِ الشَّمْشُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَقُلْتُ‏:‏ أُتِينَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا، فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا، أُرَى فِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ- شَكَّ زُهَيْرٌ- فَقَالَ‏:‏ إِنِّى أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ فَادْعُوَا لِي، فَاللهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَجَا، فَجَعَلَ لاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ قَالَ كَفَيْتُكُمْ مَا هُنَا، فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ رَدَّهُ، قَالَ‏:‏ وَوَفَى لَنَا‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ‏:‏ ابْتَاعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلاً فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، قَالَ‏:‏ فَسَأَلَهُ عَازِبٌ عَنْ مَسِيرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ أُخِذَ عَلَيْنَا بِالرَّصَدِ، فَخَرَجْنَا لَيْلاً، فَأَحْثَثْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ، فَأَتَيْنَاهَا وَلَهَا شَيْءٌ مِنْ ظِلٍّ، قَالَ‏:‏ فَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرْوَةً مَعِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي غُنَيْمَةٍ يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَنَا لِفُلاَنٍ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ‏:‏ هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ انْفُضِ الضَّرْعَ، قَالَ‏:‏ فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ عَلَيْهَا خِرْقَةٌ، قَدْ رَوَّأْتُهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ‏:‏ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا وَالطَّلَبُ فِي إِثْرِنَا‏.‏

قال الْبَرَاءُ‏:‏ فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ عَلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا عَائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ، قَدْ أَصَابَتْهَا حُمَّى، فَرَأَيْتُ أَبَاهَا فَقَبَّلَ خَدَّهَا، وَقَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ‏.‏

أخرجه أحمد 1/2 ‏(‏3‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَمرو بن محمد أبو سعيد، يعني العَنْقَزي، قال‏:‏ حدَّثنا إسرائيل‏.‏ وفي 1/9 ‏(‏50‏)‏ و4/280 ‏(‏18663‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شُعْبة‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 2439 قال‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل‏.‏ وفي ‏(‏2439 و3652‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن رجاء، حدَّثنا إسرائيل‏.‏ وفي ‏(‏3615‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن يوسف، حدَّثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم، أبو الحسن الحَرَّاني، حدَّثنا زُهَيْر بن مُعَاوية‏.‏ وفي ‏(‏3908‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا غُنْدر، حدَّثنا شُعْبة‏.‏ وفي ‏(‏3917 و3918‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن عثمان، حدَّثنا شُريح بن مَسْلَمة، حدَّثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه‏.‏ وفي ‏(‏5607‏)‏ قال‏:‏ حدثني محمود، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 5286 قال‏:‏ حدَّثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شُعْبة‏.‏ وفي ‏(‏5287‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شُعْبة‏.‏ وفي ‏(‏3624‏)‏ قال‏:‏ حدثني سلمة بن شبيب، حدَّثنا الحسن بن أَعْيَن، حدَّثنا زُهير‏.‏ وفي ‏(‏7625‏)‏ قال‏:‏ وحدثنيه زهير بن حرب، حدَّثنا عثمان بن عمر ‏(‏ح‏)‏ وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر بن شُميل، كلاهما عن إسرائيل‏.‏

أربعتهم ‏(‏إسرائيل، وشعبة، وزهير بن معاوية، ويوسف بن إسحاق‏)‏ عن أبي إسحاق الهمداني، قال‏:‏ سمعت البراء، فذكره‏.‏

***

7141- عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏

قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الْغَارِ‏:‏ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا‏.‏

وفي رواية‏:‏ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَرَأَيْتُ آثَارَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا، قَالَ‏:‏ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا‏.‏

وفي رواية‏:‏ نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا‏.‏

أخرجه أحمد 1/4 ‏(‏11‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 2 قال‏:‏ أخبرني حَبَّان بن هلال‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 3653 قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن سِنَان‏.‏ وفي ‏(‏3922‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا موسى بن إسماعيل‏.‏ وفي ‏(‏4663‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن محمد، حدَّثنا حَبَّان‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 6244 قال‏:‏ حدثني زُهير بن حرب، وعبد بن حُميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال عبد الله‏:‏ أخبرنا، وقال الآخران‏:‏ حدَّثنا حَبَّان بن هلال‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 3096 قال‏:‏ حدَّثنا زياد بن أيوب البغدادي، حدَّثنا عفان بن مُسلم‏.‏

أربعتهم ‏(‏عفان، وحَبَّان بن هلال، ومحمد بن سِنَان، وموسى بن إسماعيل‏)‏ عن همام بن يحيى، قال‏:‏ حدَّثنا ثابت البُناني، قال‏:‏ حدَّثنا أنس بن مالك، فذكره‏.‏

***

الإمارة

7142- عَنْ رَافِعٍ الطَّائِيِّ، رَفِيقِ أَبِي بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ السَّلاَسِلِ، قَالَ‏:‏ وَسَأَلْتُهُ عَمَّا قِيلَ مِنْ بَيْعَتِهِمْ، فَقَالَ‏:‏ وَهُوَ يُحَدِّثُهُ عَمَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الأَنْصَارُ وَمَا كَلَّمَهُمْ بِهِ، وَمَا كَلَّمَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الأَنْصَارَ، وَمَا ذَكَّرَهُمْ بِهِ مِنْ إِمَامَتِي إِيَّاهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَبَايَعُونِي لِذَلِكَ، وَقَبِلْتُهَا مِنْهُمْ، وَتَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةٌ تَكُونُ بَعْدَهَا رِدَّةٌ‏.‏

أخرجه أحمد 1/8 ‏(‏42‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا علي بن عَيّاش، حدَّثنا الوليد بن مُسلم، قال‏:‏ أخبرني يزيد بن سعيد بن ذي عصوان العنسي، عن عبد الملك بن عُمير اللخمي، عن رافع الطائي، فذكره‏.‏

***

7143- عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، قَالَ‏:‏ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ‏:‏ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا، مَاتَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَتَقَاوَدَانِ حَتَّى أَتَوْهُمْ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا أُنْزِلَ فِي الأَنْصَارِ وَلاَ ذَكَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شَأْنِهِمْ إِلاَّ وَذَكَرَهُ، وَقَالَ‏:‏ وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ وَادِيًا سَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَعْدُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ‏:‏ قُرَيْشٌ وُلاَةُ هَذَا الأَمْرِ، فَبَرُّ النَّاسِ تَبَعٌ لِبَرِّهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ‏:‏ صَدَقْتَ، نَحْنُ الْوُزَرَاءُ وَأَنْتُمُ الأُمَرَاءُ‏.‏

أخرجه أحمد 1/6 ‏(‏18‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، قال‏:‏ حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره‏.‏

***

7144- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حِينَ بَعَثَنِي إِلَى الشَّامِ‏:‏ يَا يَزِيدُ إِنَّ لَكَ قَرَابَةً عَسَيْتَ أَنْ تُؤْثِرَهُمْ بِالإِمَارَةِ، وَذَلِكَ أَكْبَرُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ، وَمَنْ أَعْطَى أَحَدًا حِمَى اللهِ، فَقَدِ انْتَهَكَ فِي حِمَى اللهِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، أَوْ قَالَ‏:‏ تَبَرَّأَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

أخرجه أحمد 1/6 ‏(‏21‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يزيد بن عبد ربه، قال‏:‏ حدَّثنا بقية بن الوليد، قال‏:‏ حدثني شيخ من قريش، عن رجاء بن حَيْوَةَ، عن جُنادة بن أبي أمية، عن يزيد بن أبي سفيان، فذكره‏.‏

***

المناقب

7145- عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا تَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقْضِي‏:‏

وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ *** رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ذَاكَ وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه أحمد 1/7 ‏(‏26‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حسن بن موسى، وعفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن القاسم بن محمد، فذكره‏.‏

***

7146- عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي، عَزَّ وَجَلَّ، فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا‏.‏

قال أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ آتٍ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى، وَمُصِيبٌ مِنْ حَافَّاتِ الْبَوَادِي‏.‏

أخرجه أحمد 1/6 ‏(‏22‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هاشم بن القاسم، قال‏:‏ حدثنا المسعودي، قال‏:‏ حدثني بُكير بن الأخنس، عن رجل، فذكره‏.‏

***

7147- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏

أَلَسْتُ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا‏؟‏ أَلَسْتُ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ‏؟‏ أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا‏؟‏ أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا‏؟‏‏.‏

أخرجه الترمذي ‏(‏3667‏)‏ قال‏:‏ حدثنا سعيد الأشج، حدَّثنا عُقبة بن خالد، حدَّثنا شُعبة، عن الجُرَيري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره‏.‏

قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي‏:‏ هذا حديثٌ غريبٌ، وروى بعضهم عن شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال‏:‏ قال أبو بكر، وهذا أصح، حدثنا بذلك محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال‏:‏ قال أبو بكر، فذكر نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه‏:‏عن أبي سعيد‏)‏ وهذا أصح‏.‏

***

7148- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ يَا خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَمَا إِنَّكَ إِنْ قُلْتَ ذَاكَ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَجُلٍ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ‏.‏

أخرجه الترمذي ‏(‏3684‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد الله بن داود الواسطي، أبو محمد، حدثني عبد الرحمن ابن أخي محمد بن المُنكدر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، فذكره‏.‏

قال أبو عيسى الترمذي‏:‏ هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك‏.‏

***

7149- عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ وَابِأَبِى شِبْهُ النَّبِيِّ لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ، قَالَ‏:‏ وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ‏.‏

أخرجه أحمد 1/8 ‏(‏40‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 3542 قال‏:‏ حدَّثنا أبو عاصم‏.‏ وفي ‏(‏3750‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبدان، أخبرنا عبد الله‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏ 8105 قال‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المُبارك، قال‏:‏ حدَّثنا أبو داود، عن سفيان‏.‏

أربعتهم ‏(‏محمد بن عبد الله، أبو أحمد الزبيري، وأبو عاصم، الضحاك بن مخلد، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري‏)‏ عن عُمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عقبة بن الحارث، فذكره‏.‏

***

7150- عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ، وَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

نِعْمَ عَبْدُ اللهِ، وَأَخُو الْعَشِيرَةِ، خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ‏.‏

أخرجه أحمد 1/8 ‏(‏43‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا علي بن عياش، حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده وحشي بن حرب، فذكره‏.‏

***

7151- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ‏.‏

أخرجه أحمد 1/7 ‏(‏35‏)‏ و ‏"‏ابن ماجه‏"‏ 138 قال‏:‏ حدثنا الحسن بن علي الخلال‏.‏

كلاهما ‏(‏أحمد بن حنبل، والحسن بن علي‏)‏ قالا‏:‏ حدثنا يحيى بن آدم، قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، فذكره‏.‏

***

7152- عَنْ أَنَسٍِ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ‏:‏ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالاَ لَهَا‏:‏ مَا يُبْكِيكِ‏؟‏ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ مَا أَبْكِي أَنْ لاَ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ مَعَهَا‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ، أَوْ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، فَانْطَلَقَا إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَبْكِي، فَقَالاَ‏:‏ لَهَا‏:‏ يَا أُمَّ أَيْمَنَ، إنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ عَنَّا، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ مَعَهَا‏.‏

أخرجه مسلم 6400 قال‏:‏ حدَّثنا زُهيربن حرب، أخبرني عَمْرو بن عاصم الْكِلاَبِي‏.‏ و ‏(‏اابن ماجه‏)‏ 1635 قال‏:‏ حدَّثنا الحسن بن علي الخَلاّل، حدَّثنا عَمْرو بن عاصم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 3/212 ‏(‏13247‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الصَّمَد‏.‏ وفي 3/248 ‏(‏13626‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَفَّان‏.‏

كلاهما ‏(‏عَبْد الصَّمَد، وعَفَّان‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد، عن ثابت، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهَا‏:‏ مَا يُبْكِيكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَيَمُوتُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الْوَحْيِ الَّذِي رُفِعَ عَنَّا‏.‏

***

الزهد والرقاق

7153- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏

قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَعْمَلُ عَلَى مَا فُرِغَ مِنْهُ، أَوْ عَلَى أَمْرٍ مُؤْتَنَفٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ‏.‏

أخرجه أحمد 1/5 ‏(‏19‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا علي بن عياش، قال‏:‏ حدَّثنا العَطّاف بن خالد، قال‏:‏ حدثني رجل من أهل البصرة، عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه، قال‏:‏ سمعت أبي يذكر، أن أباه سمع أبا بكر، فذكره‏.‏

***

الفتن

7154- عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏

حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍِ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا‏:‏ خُرَاسَانُ، يَتَّبِعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ مَرِضَ فَلَمَّا كُشِفَ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ آلُكُمْ نُصْحًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا‏:‏ خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ قَوْمٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ‏.‏

أخرجه أحمد 1/4 ‏(‏12‏)‏ و1/7 ‏(‏33‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا روح، قال‏:‏ حدَّثنا سَعِيد بن أبي عَرُوبَة‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 4 قال‏:‏ حدَّثنا روح بن عبادة، حدَّثنا سعيد بن أبي عروة‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 4072 قال‏:‏ حدَّثنا نصر بن علي الجَهْضَمِي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالوا‏:‏ حدَّثنا رَوْح بن عُبَادة، حدَّثنا سَعِيد بن أبي عَرُوبة‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 2237 قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، وأحمد بن مَنيع، قالا‏:‏ حدَّثنا روح بن عبادة، حدَّثنا سعيد بن أبي عروة، عن أبي التَّيّاح، عن المُغيرة بن سُبَيْع، عن عَمْرو بن حُريث، فذكره‏.‏

***

القيامة والجنة والنار

7155- عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏

أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَصَلَّى الْغَدَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى، ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الأُولَى، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ، حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ أَلاَ تَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَأْنُهُ‏؟‏ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، عُرِضَ عَلِيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَأَمْرِ الآخِرَةِ، فَجُمِعَ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بِصِعَيْدٍ وَاحِدٍ، فَفَظِعَ النَّاسُ بِذَلِكَ حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَالْعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمُهُمْ، فَقَالُوا‏:‏ يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمُ، انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ إِلَى نُوحٍ ‏(‏إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ‏)‏ قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ، وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ، وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، فَيَقُولُ‏:‏ لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَإِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، اتَّخَذَهُ خَلِيلاً، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ‏:‏ لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَإِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَقُولُ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ، فَيَقُولُ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَيَشْفَعَ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُ فَيَأْتِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، رَبَّهُ، فَيَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ، فَيَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ، وَيَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ‏:‏ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى، فَيَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ‏:‏ فَيَذْهَبُ لِيَقَعَ سَاجِدًا، فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، بِضَبْعَيْهِ، فَيَفْتَحُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، فَيَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ خَلَقْتَنِى سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَىَّ الْحَوْضَ أَكْثَرُ مِمَّا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ، ثُمَّ يُقَالُ‏:‏ ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ، ثُمَّ يُقَالُ‏:‏ ادْعُوا الأَنْبِيَاءَ، قَالَ‏:‏ فَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يُقَالُ‏:‏ ادْعُوا الشُّهَدَاءَ فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا، قَالَ‏:‏ فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَدْخِلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، قَالَ‏:‏ فَيَدْخُلُون الْجَنَّةَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ انْظُرُوا فِي النَّارِ، هَلْ تَلْقَوْنَ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلاً، فَيَقُولُ لَهُ‏:‏ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لاَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، فَيَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَسْمَحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي وَأَكْثَرَ، ثُمَّ يُخْرِجُون مِنَ النَّارِ رَجُلاً، فَيَقُولُ لَهُ‏:‏ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لاَ، غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَمَرْتُ وَلَدِي إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي بِالنَّارِ، ثُمَّ اطْحَنُونِي، حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ، فَاذْهَبُوا بِي إِلَى الْبَحْرِ، فَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللهِ لا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا، فَقَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنْ مَخَافَتِكَ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ انْظُرْ إِلَى مُلْكِ أَعْظَمِ مَلِكٍ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ لِمَ تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَذَاكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ الضُّحَى‏.‏

أخرجه أحمد 1/4 ‏(‏15‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن النضر بن شميل المازني، حدَّثنا أبو نَعَامة، حدثنا أبو هُنَيدة، البراء بن نوفل، عن والان العدوي، عن حذيفة بن اليمان، فذكره‏.‏

***

عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري

7156- عن أَبي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِىِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ فِى سُوقِ مَكَّةَ‏:‏ وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَوْلاَ أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ‏.‏

أخرجه أحمد 4/305 ‏(‏18922‏)‏ قال‏:‏ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب‏.‏ وفي ‏(‏18923‏)‏ قال‏:‏ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح‏.‏ و ‏(‏عبد بن حميد‏)‏ 491 قال‏:‏ أخبرني يعقوب بن إبراهيم الزهري‏.‏ قال‏:‏ حدثني أبي، عن صالح بن كيسان‏.‏ و‏"‏الدارمي‏"‏ 2510 قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عقيل‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 3108 قال‏:‏ حدثنا عيسى بن حماد المصري، أنبأنا الليث بن سعد، أخبرني عقيل‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 3925 قال‏:‏ حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن عقيل‏.‏ و‏"‏النَّسَائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏ 4238 قال‏:‏ أخبرنا قتيبة بن سعيد‏.‏ قال‏:‏ حدثنا الليث، عن عقيل‏.‏ وفي ‏(‏4239‏)‏ قال‏:‏ أخبرنا إسحاق بن منصور‏.‏ قال‏:‏ أخبرنا يعقوب‏.‏ قال‏:‏ حدثنا أبي، عن صالح‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏شعيب، وصالح بن كيسان، وعقيل‏)‏ عن ابن شهاب الزهري، أنبأنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره‏.‏

قال الترمذي‏:‏ هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد رواه يونس عن الزهري، نحوه، ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وحديث الزهري عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن حمراء، عندي أصح‏.‏

رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه رباح، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن بعضهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي، إن شاء الله تعالى، في مسند أبي هريرة، رضي الله عنه، برقم ‏(‏‏.‏

***

عبد الله بن عدي الأنصاري

7157- عن عبد الله بن عدي بن الخيار، عن عبد الله بن عدي الأنصاري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس بين ظهراني الناس إذ جاءه رجل يستأذنه أن يساره في قتل رجل من المنافقين فجهر النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه فقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال أليس يشهد أني رسول الله قال بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال أليس يصلي قال بلى ولا صلاة له قال أولئك الذين نهيت عن قتلهم‏.‏

أخرجه أحمد 5/433 ‏(‏24071‏)‏، وعبد بن حميد ‏(‏490‏)‏ قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف، بدمشق‏.‏ قال‏:‏ حدثنا محمد بن حماد الطهراني‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏أحمد، وعبد، ومحمد بن حماد‏)‏ عن عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 5/432 ‏(‏24070‏)‏ قال‏:‏ حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أن رجلا من الأنصار حدثه، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في مجلس فساره‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

وأخرجه مالك ‏"‏الموطأ‏"‏ 124 عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أنه قال‏:‏

بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس، إذ جاءه رجل، فساره، فلم يدر ما ساره به، حتى جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين‏.‏ الحديث، مرسل‏.‏

***

عبد الله بن عكيم الجهني

7158- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ‏:‏ أَتَانَا كِتَابُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ‏.‏

1- أخرجه أحمد 4/310 قال‏:‏ حدثنا وكيع، وابن جعفر‏.‏ قالا‏:‏ حدثنا شعبة ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا خلف بن الوليد، قال‏:‏ حدثنا عباد، يعني ابن عباد، قال‏:‏ حدثنا خالد الحذاء ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا محمد بن جعفر، قال‏:‏ حدثنا شعبة‏.‏ و ‏(‏عبد بن حميد‏)‏ 488 قال‏:‏ حدثنا يعلى بن عبيد، قال‏:‏ حدثنا الأجلح‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏ 4127 قال‏:‏ حدثنا حفص بن عمر، قال‏:‏ حدثنا شعبة‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 3613 قال‏:‏ حدثنا أبو بكر، قال‏:‏ حدثنا جرير، عن منصور ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال‏:‏ حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا أبو بكر، قال‏:‏ حدثنا غندر، عن شعبة‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 1729 قال‏:‏ حدثنا محمد بن طريف الكوفي، قال‏:‏ حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش والشيباني‏.‏ و‏"‏النَّسَائي‏"‏ 7/175 قال‏:‏ أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال‏:‏ حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال‏:‏ حدثنا شعبة ‏(‏ح‏)‏ وأخبرنا محمد بن قدامة، قال‏:‏ حدثنا جرير، عن منصور‏.‏

ستتهم ‏(‏شعبة، وخالد، وأجلح، ومنصور، والشيباني، والأعمش‏)‏ عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى‏.‏

2- وأخرجه أحمد 4/310 قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن أبي العباس‏.‏ و‏"‏النَّسَائي‏"‏ 7/175 قال‏:‏ أخبرنا علي بن حجر‏.‏ كلاهما ‏(‏إبراهيم، وعلي‏)‏ قالا‏:‏ حدثنا شريك، عن هلال الوزان‏.‏

كلاهما ‏(‏عبد الرحمن، وهلال‏)‏ عن عبد الله بن عكيم، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 4/310‏.‏ وأبو داود ‏(‏4128‏)‏ قال‏:‏ حدثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم، كلاهما ‏(‏أحمد، ومحمد‏)‏ عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن خالد، عن الحكم، عن عبد الله بن عكيم، فذكره‏.‏ ليس فيه ‏(‏ابن أبي ليلى‏.‏

***

7159- عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ أَبِى مَعْبَدٍ الْجُهَنِىِّ أَعُودُهُ وَبِهِ حُمْرَةٌ فَقُلْنَا أَلاَ تُعَلِّقُ شَيْئًا قَالَ الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ‏.‏

أخرجه أحمد 4/310 قال‏:‏ حدثنا وكيع‏.‏ وفي 4/311 قال‏:‏ حدثنا محمد بن جعفر، قال‏:‏ حدثنا شعبة‏.‏ والتِّرْمِذِيّ‏"‏ 2072 قال‏:‏ حدثنا محمد بن مدويه، قال‏:‏ حدثنا عبيد الله بن موسى ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا محمد بن بشار، قال‏:‏ حدثنا يحيى بن سعيد‏.‏

أربعتهم ‏(‏وكيع، وشعبة، وعبيد الله، ويحيى‏)‏ عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، فذكره‏.‏

قَالَ الترمذي‏:‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

***