فصل: المناقب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المسند الجامع ***


المناقب

12354- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي‏:‏ بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُوَرًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتُ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَيُرْعَبُ الْعَدُوُّ وَهُوَ مِنِّي مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَقِيلَ لِي‏:‏ سَلْ تُعْطَهْ، فَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا‏.‏

وفي رواية‏:‏ خَرَجْتُ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى صَلَّى، فَقَالَ‏:‏ أُوتِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي‏:‏ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَيُرْعَبُ الْعَدُوُّ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَقِيلَ‏:‏ سَلْ تُعْطَهُ، فَاخْتَبَأْتُهَا، فَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْكُمْ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ‏.‏

وفي رواية‏:‏ جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 2/402 ‏(‏7755‏)‏ و11/435 ‏(‏31641‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مالك بن إسماعيل، قال‏:‏ حدَّثنا مندل‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/145 ‏(‏21624‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يعقوب، حدَّثنا أبي، عن ابن إسحاق‏.‏ وفي 5/148 ‏(‏21640‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا أبو عوانة‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2467 قال‏:‏ أَخْبَرنا يحيى بن حماد، حدَّثنا أبو عوانة‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏ 489 قال‏:‏ حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا جرير‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 6462 قال‏:‏ أَخْبَرنا إسحاق بن إبراهيم، ببست، حدثنا حماد بن يحيى بن حماد، بالبصرة، حدثنا أبي، حدثنا أبو عوانة‏.‏

أربعتهم ‏(‏مندل، وابن إِسحاق، وأبو عوانة، وجرير‏)‏ عن سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبر، أبي الحجاج، عن عبيد بن عمير الليثي، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 5/161 ‏(‏21765‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، وبهز، وحجاج، قالوا‏:‏ حدَّثنا شعبة، عن واصل، قال بهز‏:‏ حدَّثنا واصل الأحدب، عن مجاهد، وقال حجاج‏:‏ سمعتُ مجاهدًا، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏

أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي‏:‏ جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ عَلَى عَدُوِّي، وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا‏.‏

قال حَجَّاجٌ‏:‏ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرَكُ بِاللهِ شَيْئًا‏.‏

ليس فيه‏:‏ عبيد بن عمير‏.‏

وأخرجه ابن أَبي شَيْبَة 2/402 ‏(‏7752‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع، قال‏:‏ حدَّثنا عمر بن ذر، عن مجاهد، عن أبي ذر، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا‏.‏

***

12355- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا‏:‏ افْتَحْ، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا جِبْرِيلُ، قَالَ‏:‏ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، مَعِيَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ فَأُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَفَتَحَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا آدَمُ صلى الله عليه وسلم، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا‏:‏ افْتَحْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَفَتَحَ‏.‏

فَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ، آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَّ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ هَذَا إِدْرِيسُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا مُوسَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا إِبْرَاهِيمُ‏.‏

قال ابْنُ شِهَابٍ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولاَنِ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثُمَّ عَرَجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ‏.‏

قال ابْنُ حَزْمٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ لِي مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ فَرَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ‏:‏ رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ‏:‏ هِيَ خَمْسٌ، وَهْيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ‏:‏ قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، قَالَ‏:‏ ثُمَّ انْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى نَأْتِيَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ‏.‏ م

أخرجه البخاري 1/97 ‏(‏349‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن بكير، قال‏:‏ حدَّثنا الليث‏.‏ وفي 2/191 ‏(‏1636‏)‏ و4/164 ‏(‏3342‏)‏ قال‏:‏ قال عبدان‏:‏ أَخْبَرنا عبد الله‏.‏ وفي 4/164 ‏(‏3342‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن صالح، حدَّثنا عنبسة‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 1/102 ‏(‏334‏)‏ قال‏:‏ حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، أَخْبَرنا ابن وهب‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏ 310 قال‏:‏ أَخْبَرنا يونس بن عبد الأعلى، قال‏:‏ أَخْبَرنا ابن وهب‏.‏ و‏"‏أبو يعلى‏"‏ 3616 قال‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن زنجويه، عن أبي صالح، عن الليث‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 7406 قال‏:‏ أَخْبَرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال‏:‏ حدَّثنا يزيد بن عبد الله بن موهب، وحرملة بن يحيى، قالا‏:‏ حدثنا ابن وهب‏.‏

أربعتهم ‏(‏الليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وعنبسة بن خالد، وابن وهب‏)‏ عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، فذكره‏.‏

أخرجه عَبْد الرَّزَّاق ‏(‏1768‏)‏‏.‏ وأحمد 3/161 ‏(‏12669‏)‏، وعَبْد بن حُمَيْد ‏(‏1158‏)‏‏.‏ والتِّرْمِذِي ‏(‏213‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يَحيى النَّيْسَابُورِي‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏ابن حَنْبَل، وعَبْد، وابن يَحيى‏)‏ عن عَبْد الرَّزَّاق، قال‏:‏ أَخْبَرنا مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏

فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِهِ، الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا، ثُمَّ نُودِيَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الْخَمْسِ خَمْسِينَ‏.‏‏.‏

أخرجه أبو يَعْلى ‏(‏2535‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو إبراهيم الزهري، قال‏:‏ سمعت أبا بكير يُحدِّث، قال‏:‏ حدثني الليث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال‏:‏ حدثني ابن حزم، عن ابن عباس، وأبي حبة الأنصاري، قَالاَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

لَمَّا أُسْرِيَ بِي ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ‏.‏

وأخرجه عَبْد الله بن أحمد 5/122 ‏(‏21453‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن عَبَّاد المَكِّي‏.‏ وفي 5/143 ‏(‏21613‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن إِسْحَاق بن مُحَمد المُسَيَّبِي‏.‏ و‏"‏أبو يَعْلَى‏"‏ 3614 قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن عَبَّاد المَكِّي‏.‏

كلاهما ‏(‏ابن عَبَّاد، والمُسَيَّبِي‏)‏ عن أَبي ضَمْرَة، أَنَس بن عِيَاض، عن يُونُس بن يَزِيد، عن الزُّهْرِي، عن أَنَس بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَافْتَتَحَ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قَالَ‏:‏ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، مَعِي مُحَمد، قَالَ‏:‏ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَافْتَحْ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَن يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ اليَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ، حَتَّى جَاءَ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا‏:‏ افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَفُتِحَ لَهُ‏.‏

لفظ محمد بن عباد‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي، وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَمْلُوءَةٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ‏.‏

جعله من مسند أُبَي بن كعب‏.‏

***

12356- عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ‏:‏

قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ عَلِمْتَ أَنَّكَ نَبِيٌّ حَتَّى اسْتَيْقَنْتَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَانِي مَلَكَانِ وَأَنَا بِبَعْضِ بَطْحَاءِ مَكَّةَ، فَوَقَعَ أَحَدُهُمَا إِلَى الأَرْضِ، وَكَانَ الآخَرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ‏:‏ أَهُوَ هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَزِنْهُ بِرَجُلٍ، فَوُزِنْتُ بِهِ فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ زِنْهُ بِعَشَرَةٍ، فَوُزِنْتُ بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ زِنْهُ بِمِئَةٍ، فَوُزِنْتُ بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ زِنْهُ بِأَلْفٍ، فَوُزِنْتُ بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَنْتَثِرُونَ عَلَيَّ مِنْ خِفَّةِ الْمِيزَانِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ‏:‏ لَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ لَرَجَحَهَا‏.‏

أخرجه الدارمي ‏(‏14‏)‏ قال‏:‏ أَخْبَرنا عبد الله بن عمران، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا جعفر بن عثمان القرشي، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، فذكره‏.‏

***

12357- عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

إن أَشَدَّ أُمَّتِي لِي حُبًّا قَوْمٌ يَكُونُونَ، أَوْ يَجِيئُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ أَعْطَى أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَنَّهُ رَآنِي‏.‏

أخرجه أحمد 5/156 ‏(‏21713‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن سعيد، ويعلى‏.‏ وفي 5/170 ‏(‏21826‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن سعيد‏.‏

كلاهما ‏(‏يحيى بن سعيد القطان، ويعلى بن عبيد‏)‏ عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح ذكوان، عن رجل من بني أسد، فذكره‏.‏

***

12358- عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ‏:‏ نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ أُخَيَّ اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ‏:‏ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ‏:‏ نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إن اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، ضَرَبَ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ‏.‏

قال عَفَّانُ‏:‏ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ‏.‏

وفي رواية‏:‏ إِنَّ اللهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ، يَقُولُ بِهِ‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 12/20 ‏(‏31959‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/145 ‏(‏21620‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يونس، وعفان، المعنى، قالا‏:‏ حدَّثنا حماد بن سلمة، عن برد أبي العلاء، عن عبادة بن نسي‏.‏ وفي 5/165 ‏(‏21789‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يزيد، حدَّثنا مُحَمد بن إسحاق، عن مَكْحول‏.‏ وفي 5/177 ‏(‏21875‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يعلى بن عبيد، حدَّثنا مُحَمد، يعني ابن إسحاق، عن مَكْحول‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏ 2962 قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا زهير، حدَّثنا مُحَمد بن إسحاق، عن مَكْحول‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 108 قال‏:‏ حدَّثنا أبو سلمة، يحيى بن خلف، حدَّثنا عبد الأعلى، عن مُحَمد بن إسحاق، عن مَكْحول‏.‏

كلاهما ‏(‏مكحول، وعباد بن نسي‏)‏ عن غضيف بن الحارث، فذكره‏.‏

***

12359- عَنْ قَنْبَرٍ، حَاجِبِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُغَلِّظُ لِمُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ فَشَكَاهُ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَإِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَإِلَى أُمِّ حَرَامٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ قَدْ صَحِبْتُمْ كَمَا صَحِبَ، وَرَأَيْتُمْ كَمَا رَأَى، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُكَلِّمُوهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَجَاءَ فَكَلَّمُوهُ، فَقَالَ‏:‏ أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، فَقَدْ أَسْلَمْتَ قَبْلِي، وَلَكَ السِّنُّ وَالْفَضْلُ عَلَيَّ، وَقَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ بِكَ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَإِنْ كَادَتْ وَفَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَفُوتَكَ، ثُمَّ أَسْلَمْتَ فَكُنْتَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ، فَقَدْ جَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا أَنْتِ يَا أُمَّ حَرَامٍ، فَإِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ، وَعَقْلُكِ عَقْلُ امْرَأَةٍ، فَمَا أَنْتِ وَذَاكَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عُبَادَةُ‏:‏ لاَ جَرَمَ، لاَ جَلَسْتُ مِثْلَ هَذَا الْمَجْلِسِ أَبَدًا‏.‏

أخرجه أحمد 5/147 ‏(‏21634‏)‏ قال عبد الله‏:‏ قرأت على أبي هذا الحديث، فأقر به، حدثني مهدي بن جعفر الرملي، حدثني ضمرة، عن أبي زرعة السَّيْباني، عن قَنْبر حاجب معاوية، فذكره‏.‏

***

12360- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏

خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا، فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا، فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلاَ جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا، فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوْبَهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا، فَأَتَيَا الْكَاهِنَ، فَخَيَّرَ أُنَيْسًا، فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، قَالَ‏:‏ وَقَدْ صَلَّيْتُ، يَا ابْنَ أَخِي، قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثِ سِنِينَ، قُلْتُ‏:‏ لِمَنْ‏؟‏ قَالَ ِللهِ، قُلْتُ‏:‏ فَأَيْنَ تَوَجَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ، حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ، فَقَالَ أُنَيْسٌ‏:‏ إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَرَاثَ عَلَيَّ، ثُمَّ جَاءَ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا صَنَعْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَقِيتُ رَجُلاً بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ، يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ، قُلْتُ‏:‏ فَمَا يَقُولُ النَّاسُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَقُولُونَ‏:‏ شَاعِرٌ، كَاهِنٌ، سَاحِرٌ، وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ، قَالَ أُنَيْسٌ‏:‏ لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ، فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ، وَاللهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ، فَتَضَعَّفْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ، فَقُلْتُ‏:‏ أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ‏؟‏ فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ الصَّابِئَ، فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ، حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، قَالَ‏:‏ فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ، كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلاَثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ، حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ، إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ، وَامْرَأَتَيْنِ مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ‏:‏ إِسَافًا، وَنَائِلَةَ، قَالَ‏:‏ فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا، فَقُلْتُ‏:‏ أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الأُخْرَى، قَالَ‏:‏ فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا، قَالَ‏:‏ فَأَتَتَا عَلَيَّ، فَقُلْتُ‏:‏ هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لاَ أَكْنِي، فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلاَنِ وَتَقُولاَنِ‏:‏ لَوْ كَانَ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا، قَالَ‏:‏ فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ، قَالَ‏:‏ مَا لَكُمَا‏؟‏ قَالَتَا‏:‏ الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، قَالَ‏:‏ مَا قَالَ لَكُمَا‏؟‏ قَالَتَا‏:‏ إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلأُ الْفَمَ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ، ثُمَّ صَلَّى، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلُ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ‏:‏ وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مِنْ غِفَارٍ، قَالَ‏:‏ فَأَهْوَى بِيَدِهِ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي‏:‏ كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ، فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَتَى كُنْتَ هَا هُنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ قَدْ كُنْتُ هَا هُنَا مُنْذُ ثَلاَثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَالَ‏:‏ فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ، لاَ أُرَاهَا إِلاَّ يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ، وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ، فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا، فَقَالَ‏:‏ مَا صَنَعْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ‏:‏ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَأَتَيْنَا أُمَّنَا، فَقَالَتْ‏:‏ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ، وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ، وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، وَقَالَ نِصْفُهُمْ‏:‏ إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِخْوَتُنَا نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ‏)‏‏.‏‏"‏‏.‏

لفظ ابن عون‏:‏ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ يَا ابْنَ أَخِي صَلَّيْتُ سَنَتَيْنِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَأَيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَيْثُ وَجَّهَنِيَ اللَّهُ‏.‏‏.‏‏.‏ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ‏:‏ فَتَنَافَرَا إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْكُهَّانِ، قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَزَلْ أَخِي أُنَيْسٌ يَمْدَحُهُ حَتَّى غَلَبَهُ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذْنَا صِرْمَتَهُ فَضَمَمْنَاهَا إِلَى صِرْمَتِنَا، وَقَالَ أَيْضًا فِي حَدِيثِهِ‏:‏ قَالَ‏:‏ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُهُ، فَإِنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، مَنْ أَنْتَ‏؟‏ وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا‏:‏ فَقَالَ‏:‏ مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَا هُنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مُنْذُ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَفِيهِ‏:‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَتْحِفْنِي بِضِيَافَتِهِ اللَّيْلَةَ‏.‏

وفي رواية‏:‏ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلاَتَهُ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّا بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ، مِمَّنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مِنْ غِفَارٍ، قَالَ‏:‏ فَأَهْوَى بِيَدِهِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي‏:‏ كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ‏.‏

وفي رواية‏:‏ غِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة ‏(‏14129‏)‏ و14/315 ‏(‏36598‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو أسامة، قال‏:‏ حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/174 ‏(‏21858‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان بن المغيرة‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2524 و2639 قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن مسلمة، حدَّثنا سليمان، هو ابن المغيرة‏.‏ و‏"‏البُخاري‏"‏ في ‏"‏الأدب المفرد‏"‏ 1035 قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن مسلمة، قال‏:‏ حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 7/152 ‏(‏6442‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هداب بن خالد الأزدي، حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏ وفي 7/155 ‏(‏6443‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أَخْبَرنا النضر بن شميل، حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏ وفي ‏(‏6444‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن المثنى العنزي، حدثني ابن أبي عدي، قال‏:‏ أنبأنا ابن عون‏.‏ و‏"‏عبد الله بن أحمد‏"‏ 5/175 ‏(‏21859‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هدبة، حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏ 10099 قال‏:‏ أَخْبَرنا محمد بن إدريس، قال‏:‏ حدَّثنا آدم، قال‏:‏ حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 7133 قال‏:‏ أَخْبَرنا أحمد بن علي بن المثنى، وعدة، قالوا‏:‏ حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا سليمان بن المغيرة‏.‏

كلاهما ‏(‏سليمان بن المغيرة، وعبد الله بن عون‏)‏ عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره‏.‏

***

حديث أَبِي جَمْرَة َ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏

لَّمَا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، قَالَ لأَخِيهِ‏:‏ ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي قِصَّةِ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ‏.‏

سلف في مسند عبد الله بن عباس، رضي الله عنه، الحديث رقم ‏(‏7039‏"‏‏.‏

***

12361- عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ، وَلاَ أَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ، شِبْهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، كَالْحَاسِدِ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَنَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَاعْرِفُوهُ لَهُ‏.‏

أخرجه الترمذي ‏(‏3802‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا العباس العنبري‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 7132 قال‏:‏ أَخْبَرنا الحسين بن أحمد بن بسطام، بالأبلة، حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري‏.‏ وفي ‏(‏7135‏)‏ قال‏:‏ أَخْبَرنا محمد بن نصر بن نوفل، بمرو، حدثنا أبو داود السنجي، سليمان بن معبد‏.‏

كلاهما ‏(‏العباس، وأبو داود السنجي‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا النضر بن محمد، حدَّثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو زميل، هو سماك بن الوليد الحنفي، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، فذكره‏.‏

قال الترمذيُّ‏:‏ هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه‏.‏

***

12362- عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ‏.‏ قَالَ‏:‏

قال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا فِدَاؤُكَ‏.‏

أخرجه أبو داود 5226 قال‏:‏ حدَّثنا موسى بن إِسماعيل، قال‏:‏ حدَّثنا حماد ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا مسلم، قال‏:‏ حدَّثنا هشام‏.‏

كلاهما ‏(‏حماد بن سلمة، وهشام الدستوائي‏)‏ عن حماد بن أبي سليمان، عن زيد بن وهب، فذكره‏.‏

***

12363- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

قال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ائْتِ قَوْمَكَ، فَقُلْ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا‏.‏

أخرجه أحمد 5/176 ‏(‏21868‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 7/177 ‏(‏6514‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعًا عن ابن مهدي، قال‏:‏ قال ابن المُثَنَّى‏:‏ حدَّثني عبد الرحمن بن مَهْدي‏.‏ وفي ‏(‏6515‏)‏ قال‏:‏ حدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا‏:‏ حدَّثنا أبو داود‏.‏

كلاهما ‏(‏عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره‏.‏

***

12364- عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَتَعَجَّلَتْ رِجَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِتْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُمْ، فَقِيلَ‏:‏ تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ‏:‏ تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ، أَمَا إِنَّهُمْ سَيَدَعُونَهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لَيْتَ شِعْرِي، مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ، مِنْ جَبَلِ الوِرَاقِ، تُضِيءُ مِنْهَا أعَنْاقُ الإِبِلِ بُرُوكًا بِبُصْرَى كَضَوءِ النَّهَارِ‏.‏

أخرجه أحمد 5/144 ‏(‏21614‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا أبي‏.‏ وفي ‏(‏21615‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا معاوية بن عمرو، حدَّثنا زائدة‏.‏

كلاهما ‏(‏جرير بن حازم، وزائدة‏)‏ عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث البكري، عن حبيب بن جماز، فذكره‏.‏

***

12365- عَنْ أَبِي بَصْرَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إنكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، أَوْ قَالَ‏:‏ ذِمَّةً وَصِهْرًا، فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا‏.‏

قال‏:‏ فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرحمن بْنَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ، يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجْتُ مِنْهَا‏.‏

أخرجه أحمد 5/173 ‏(‏21853‏)‏‏.‏ ومسلم 7/190 ‏(‏6586‏)‏ قال‏:‏ حدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏أحمد بن حنبل، وزهير، وعبيد الله‏)‏ قالوا‏:‏ حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا أبي، قال‏:‏ سمعتُ حرملة المِصْري، يُحدِّث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بَصرة، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 5/174 ‏(‏21854‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثناه هارون‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 7/190 ‏(‏6585‏)‏ قال‏:‏ حدثني أبو الطاهر ‏(‏ح‏)‏ وحدثني هارون بن سعيد الأيلي‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 6676 قال‏:‏ أَخْبَرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال‏:‏ حدَّثنا حرملة بن يحيى‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏هارون، وأبو الطاهر بن السرح، وحرملة‏)‏ عن ابن وهب، حدثني حرملة، وهو ابن عمران التجيبي، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إنكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا‏.‏

قال‏:‏ فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ وَعَبْدِ الرحمن ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجَ مِنْهَا‏.‏

ليس فيه‏:‏ أبو بَصرة‏.‏

***

الزهد

12366- عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي، إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ‏.‏

قال سَعِيدٌ‏:‏ كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ‏.‏

أخرجه البخاري في ‏"‏الأدب المفرد‏"‏ 490 قال‏:‏ حدَّثنا عبد الأعلى بن مسهر، أو بلغني عنه‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 8/16 ‏(‏6664‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حدَّثنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي‏.‏ وفي 8/17 ‏(‏6665‏)‏ قال‏:‏ حدثنيه أبو بكر بن إسحاق، حدَّثنا أبو مسهر‏.‏ وفي ‏(‏6666‏)‏ قال‏:‏ قال أبو إسحاق، حدَّثنا بهذا الحديث الحسن، والحُسَين ابنا بِشْر، ومُحَمد بن يحيى، قالوا‏:‏ حدَّثنا أبو مُسْهر‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 619 قال‏:‏ أَخْبَرنا محمد بن محمود بن عدي، بنسا، قال‏:‏ حدَّثنا حميد بن زنجويه، قال‏:‏ حدَّثنا أبو مسهر‏.‏

كلاهما ‏(‏عبد الأعلى بن مسهر، أبو مسهر، ومروان بن محمد‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إِدريس الخولاني، فذكره‏.‏

***

12367- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إن اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ‏:‏ يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ عَافَيْتُ، فَسَلُونِي الْمَغْفِرَةَ فَأَغْفِرَ لَكُمْ، وَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي غَفَرْتُ لَهُ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُ، فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلاَّ مَنْ أَغْنَيْتُ، فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَتْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَزِدْ فِي مُلْكِي جَنَاحُ بَعُوضَةٍ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَشْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَنْقُصْ مِنْ مُلْكِي جَنَاحُ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَ كُلُّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، مَا نَقَصَ مِنْ مُلْكِي، إِلاَّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِشَفَةِ الْبَحْرِ، فَغَمَسَ فِيهَا إِبْرَةً ثُمَّ نَزَعَهَا، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ عَطَائِي كَلاَمٌ، إِذَا أَرَدْتُّ شَيْئًا، فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ‏:‏ كُنْ فَيَكُونُ‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 10/341 ‏(‏29548‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/154 ‏(‏21695‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سُليم‏.‏ وفي 5/177 ‏(‏21873‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا ابن نمير، حدَّثنا موسى، يعني ابن المسيب الثقفي‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 4257 قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن سعيد، حدَّثنا عبدة بن سليمان، عن موسى بن المسيب الثقفي‏.‏ و‏"‏التِّرمِذي‏"‏ 2495 قال‏:‏ حدَّثنا هناد، حدَّثنا أبو الأحوص، عن ليث‏.‏

كلاهما ‏(‏ليث بن أبي سُليم، وموسى بن المسيب‏)‏ عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 5/154 ‏(‏21696‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هاشم بن القاسم، حدَّثنا عبد الحميد، حدَّثنا شهر، حدثني ابْنُ غَنْمٍ، أَنْ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏

إن اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ‏:‏ يَا عَبْدِي، مَا عَبَدْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي غَافِرٌ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَيَا عَبْدِي، إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً، مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي، لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً‏.‏

وقال أَبُو ذَرٍّ‏:‏ إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ‏:‏ يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ أَنَا عَافَيْتُهُ‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ مَاجِدٌ، إِنَّمَا عَطَائِي كَلاَمٌ‏.‏

***

12368- عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ إِنِّي حَرَّمْتُ عَلَى نَفْسِي الظُّلْمَ، وَعَلَى عِبَادِي، أَلاَ فَلاَ تَظَالَمُوا، كُلُّ بَنِي آدَمَ يُخْطِئُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُنِي، فَأَغْفِرُ لَهُ وَلاَ أُبَالِي، وَقَالَ‏:‏ يَا بَنِي آدَمَ، كُلُّكُمْ كَانَ ضَالاًّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ عَارِيًا إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ جَائِعًا إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ ظَمْآنًا إِلاَّ مَنْ سَقَيْتُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، وَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، وَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، وَاسْتَسْقُونِي أَسْقِكُمْ، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنَّكُمْ وَإِنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ، وَذَكَرَكُمْ وَأُنْثَاكُمْ- قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ‏:‏ وَعَييِّكُمْ وَبَنِيكُمْ- عَلَى قَلْبِ أَتْقَاكُمْ رَجُلاً وَاحِدًا، لَمْ تَزِيدُوا فِي مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنَّكُمْ وَإِنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ، وَذَكَرَكُمْ وَأُنْثَاكُمْ، عَلَى قَلْبِ أَكْفَرِكُمْ رَجُلاً، لَمْ تَنْقُصُوا مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ رَأْسُ الْمِخْيَطِ مِنَ الْبَحْرِ‏.‏

أخرجه أحمد 5/160 ‏(‏21750‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن، وعبد الصمد، المعنى‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 8/17 ‏(‏6667‏)‏ قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث‏.‏

كلاهما ‏(‏عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد عبد الوارث‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا همام، حدَّثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره‏.‏

أخرجه عبد الرَّزَّاق ‏(‏20272‏)‏ أَخْبَرنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ذر قال‏:‏

قال الله‏:‏ يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته عليكم محرمًا، فلا تظلموا العباد، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، فاستغفروني، فإني أغفر لكم الذنوب جميعًا ولا أبالي، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، كانوا على قلب أفجركم لم ينقص من ملكي شيئًا، ولو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، سألوني فأعطيت لكل رجل منهم مسألته، لم ينقص ذلك مما عندي شيئًا، كرأس المخيط يغمس في البحر‏.‏ موقوفٌ‏.‏

***

12369- عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزِّيَادِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصَاهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ‏:‏ يَا كَعْبُ، إِنَّ عَبْدَ الرحمن تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالاً، فَمَا تَرَى فِيهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنْ كَانَ يَصِلُ فِيهِ حَقَّ اللهِ فَلاَ بَأْسَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ فَضَرَبَ كَعْبًا، وَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَا أُحِبُّ لَوْ أَنَّ لِي هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا، أُنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ مِنِّي، أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ سِتَّ أَوَاقٍ‏.‏

أَنْشُدُكَ اللهَ يَا عُثْمَانُ، أَسَمِعْتَهُ‏؟‏ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

أخرجه أحمد 1/63 ‏(‏453‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حسن بن موسى، حدَّثنا عبد الله بن لَهيعة، حدَّثنا أبو قبيل، قال‏:‏ سمعتُ مالك بن عبد الله الزيادي يُحدِّث، فذكره‏.‏

***

12370- عَنْ سُوَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا- قَالَ شُعْبَةُ‏:‏ أَوْ قَالَ‏:‏ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا- أَدَعُ مِنْهُ يَوْمَ أَمُوتُ دِينَارًا، أَوْ نِصْفَ دِينَارٍ، إِلاَّ لِغَرِيمٍ‏.‏

أخرجه أحمد 5/160 ‏(‏21756‏)‏ و5/176 ‏(‏21865‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2767 قال‏:‏ حدَّثنا سليمان بن حرب‏.‏

كلاهما ‏(‏محمد بن جعفر، وسليمان بن حرب‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا شعبة، عن عَمرو بن مرة، قال‏:‏ سمعت سويد بن الحارث، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 5/148 ‏(‏21648‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا شُعْبة، أخبرني عَمْرو بن مُرَّة، عن سعيد بن الحارث، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏

مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، أَوْ نِصْفُ دِينَارٍ، إِلاَّ أَنْ أَرْصُدَهُ لِغَرِيمٍ‏.‏

***

12371- عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

قال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَيُّ جَبَلٍ هَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أُحُدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لِي ذَهَبًا قِطَعًا، أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَدَعُ مِنْهُ قِيرَاطًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ قِنْطَارًا يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قِيرَاطًا، قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّمَا أَقُولُ الَّذِي أَقَلُّ، وَلاَ أَقُولُ الَّذِي هُوَ أَكْثَرُ‏.‏

أخرجه أحمد 5/149 ‏(‏21655‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن فضيل، حدَّثنا سالم، يعني ابن أبي حفصة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذر ‏(‏ح‏)‏ وأبي منصور، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، فذكره‏.‏

***

12372- عَنْ أَبِي مُجِيبٍ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ أَبُو ذَرٍّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَجَعَلَ، أُرَاهُ قَالَ‏:‏ قَبِيعَةَ سَيْفِهِ فِضَّةً، فَنَهَاهُ، وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ قَالَ‏:‏ أَحَدٍ، تَرَكَ صَفْرَاءَ، أَوْ بَيْضَاءَ، إِلاَّ كُوِيَ بِهَا‏.‏

أخرجه أحمد 5/168 ‏(‏21812‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن رجل من ثقيف، يقال له‏:‏ فلان بن عبد الواحد، قال‏:‏ سمعت أبا مجيب فذكره‏.‏

***

12373- عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

يَقُولُ اللّهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً‏)‏‏.‏‏"‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ الْحَسَنَةُ عَشْرٌ أَوْ أَزِيدُ، وَالسَّيِّئَةُ وَاحِدَةٌ أَوْ أَغْفِرُهَا، فَمَنْ لَقِيَنِي لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً، جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً‏.‏

وفي رواية‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ يَا بْنَ آدَمَ، لَوْ لَقِيتَنِي بِمِثْلِ الأَرْضِ خَطَايَا لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُكَ بِمِلْءِ الأَرْضِ مَغْفِرَةً‏.‏

أخرجه أحمد 5/147 ‏(‏21636‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن سابق، حدَّثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن ربعي بن حِراش‏.‏ وفي 5/148 ‏(‏21641‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا همام، حدَّثنا عاصم‏.‏ وفي 5/153 ‏(‏21688‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو معاوية، حدَّثنا الأعمش‏.‏ وفي 5/148 ‏(‏21642‏)‏ و5/155 ‏(‏21705‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا أبو عوانة، عن عاصم‏.‏ وفي 5/180 ‏(‏21898‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هاشم، حدَّثنا شيبان، عن عاصم‏.‏ و‏"‏البُخاري‏"‏ في ‏"‏خلق أفعال العباد‏"‏ 56 قال‏:‏ حدَّثنا عمرو بن علي، حدَّثنا عمر بن علي بن المقدم، حدَّثنا موسى بن المسيب، قال‏:‏ سمعت سالم بن أبي الجعد ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا محمد بن أبي بكر، حدَّثنا عمر بن علي‏.‏‏.‏‏.‏ بهذا‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 8/67 ‏(‏6931‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا الأعمش‏.‏ وفي ‏(‏6932‏)‏ قال إبراهيم ‏(‏راوي الصحيح عن مسلم‏)‏‏:‏ حدَّثنا الحسن بن بِشْر، حدَّثنا وكيع‏.‏‏.‏‏.‏ بهذا الحديث‏.‏ وفي ‏(‏6933‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو كريب، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 3821 قال‏:‏ حدَّثنا علي بن محمد، حدَّثنا وكيع، عن الأعمش‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 226 قال‏:‏ أَخْبَرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن عباد المكي، قال‏:‏ حدَّثنا حماد بن إسماعيل، عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع‏.‏ و‏"‏البُخاري‏"‏ في ‏"‏خلق أفعال العباد‏"‏

خمستهم ‏(‏ربعي بن حِراش، وعاصم، والأعمش، وسالم بن أبي الجعد، وعبد العزيز بن رفيع‏)‏ عن المعرور بن سويد، فذكره‏.‏

***

12374- عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ‏:‏ ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، ابْنَ آدَمَ، إِنْ تَلْقَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، بَعْدَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى يَبْلُغَ ذَنْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِي، أَغْفِرْ لَكَ، وَلاَ أُبَالِي‏.‏

أخرجه أحمد 5/167 ‏(‏21804‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عارم، حدَّثنا مهدي بن ميمون، حدَّثنا غيلان‏.‏ وفي 5/172 ‏(‏21837‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا همام، حدَّثنا عامر الأحول‏.‏ وفي 5/172 ‏(‏21838‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2788 قال‏:‏ أَخْبَرنا أبو النعمان، حدَّثنا مهدي، حدَّثنا غيلان‏.‏

كلاهما ‏(‏غيلان بن جرير، وعامر الأحول‏)‏ عن شهر بن حوشب، عن معدي كرب، فذكره‏.‏

***

12375- عَنْ أَبِي مَعْرُوفٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

لَوْ أَنَّ عَبْدِي اسْتَقْبَلَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، اسْتَقْبَلْتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً‏.‏

أخرجه أحمد 5/148 ‏(‏21647‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان، حدَّثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي معروف، فذكره‏.‏

***

12376- عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، بِالْفُسْطَاطِ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، شِبْرًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ ذِرَاعًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مَاشِيًا، أَقْبَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مُهَرْوِلاً، وَاللَّهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، وَاللَّهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، وَاللَّهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ‏.‏

أخرجه أحمد 5/155 ‏(‏21702‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا ابن لَهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن يزيد بن نعيم، فذكره‏.‏

***

12377- عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إني أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا ِللهِ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ‏.‏

وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ‏.‏

أخرجه أحمد 5/173 ‏(‏21848‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أسود، هو ابن عامر‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 4190 قال‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا عبيد الله بن موسى‏.‏ و‏"‏التِّرمِذي‏"‏ 2312 قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن منيع، حدَّثنا أبو أحمد الزبيري‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏أسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري‏)‏ عن إِسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن مورق العجلي، فذكره‏.‏

***

12378- عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ إِنِّي لأَقْرَبُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

إن أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ عَلَيْهِ‏.‏

وَإِنَّهُ وَاللهِ، مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 12/125 ‏(‏32258‏)‏‏.‏ وأحمد 5/165 ‏(‏21790‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا يزيد، حدَّثنا محمد بن عمرو، عن عراك بن مالك، فذكره‏.‏

***

12379- عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلاَلِ، وَلاَ فِي إِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنِ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا، أَنْ لاَ تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللهِ، وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ، إِذَا أُصِبْتَ بِهَا، أَرْغَبَ مِنْكَ فِيهَا، لَوْ أَنَّهَا أُبْقِيَتْ لَكَ‏.‏

أخرجه ابن ماجه ‏(‏4100‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هشام بن عمار‏.‏ و‏"‏التِّرمِذي‏"‏ 2340 قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أَخْبَرنا محمد بن المبارك‏.‏

كلاهما ‏(‏هشام بن عمار، ومحمد بن المبارك‏)‏ عن عمرو بن واقد القرشي، حدَّثنا يونس بن ميسرة بن حَلبس، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره‏.‏

قال أبو عِيسَى الترمذيُّ‏:‏ هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو إدريس الخولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله، وعَمرو بن واقد منكر الحديث‏.‏

***

12380- 142‏:‏ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَحْدَهُ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً، وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ، فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا، قَالَ‏:‏ فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاَةِ، فَمَا الصَّلاَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خَيْرُ مَوْضُوعٌ، اسْتَكْثِرْ أَوِ اسْتَقِلَّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلَ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا‏؟‏ قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَسْلَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ طُولُ الْقُنُوتِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الصِّيَامُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَرْضٌ مُجْزِئٌ، وَعِنْدَ اللهِ أَضْعَافٌ كَثِيرَةٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جَهْدُ الْمُقِلِّ يُسَرُّ إِلَى فَقِيرٍ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ آيَةُ الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلاَّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلاَةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ، كَفَضْلِ الْفَلاَةِ عَلَى الْحَلْقَةِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الأَنْبِيَاءُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِئَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كَانَ أَوَّلَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ آدَمُ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قِبَلاً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ‏:‏ آدَمُ، وَشِيثُ، وَأَخْنُوخُ، وَهُوَ إِدْرِيسُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ، وَنُوحٌ، وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ‏:‏ هُودٌ، وَشُعَيْبٌ، وَصَالِحٌ، وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ كِتَابًا أَنْزَلَهُ اللَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِئَةُ كِتَابٍ، وَأَرْبَعَةُ كُتُبٍ، أُنْزِلَ عَلَى شِيثَ خَمْسُونَ صَحِيفَةً، وَأُنْزِلَ عَلَى أَخْنُوخَ ثَلاَثُونَ صَحِيفَةً، وَأُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشْرُ صَحَائِفَ، وَأُنْزِلَ عَلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشْرُ صَحَائِفَ، وَأُنْزِلَ التَّوْرَاةُ، وَالإِنْجِيلُ، وَالزَّبُورُ، وَالْقُرْآنُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ صَحِيفَةُ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَتْ أَمْثَالاً كُلُّهَا‏:‏ أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُسَلَّطُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَكِنِّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنِّي لاَ أَرُدُّهَا وَلَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ، أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ‏:‏ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يَكُونَ ظَاعِنًا إِلاَّ لِثَلاَثٍ‏:‏ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ، وَمَنْ حَسَبَ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَتْ عِبَرًا كُلُّهَا‏:‏ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ، ثُمَّ هُوَ يَفْرَحُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ، ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ هُوَ يَنْصَبُ، عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا، ثُمَّ اطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَدًا ثُمَّ لاَ يَعْمَلُ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، قَالَ‏:‏ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الأَمْرِ كُلِّهِ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ، فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلْشَّيْطَانِ عَنْكَ، وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ أَحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُمْ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ انْظُرْ إِلَى مَنْ تَحْتَكَ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْ فَوْقَكَ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تُزْدَرَى نِعْمَةُ اللهِ عِنْدَكَ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ لِيَرُدَّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْرِفُ مِنْ نَفْسِكَ، وَلاَ تَجِدْ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي، وَكَفَى بِكَ عَيْبًا أَنْ تَعْرِفَ مِنَ النَّاسِ مَا تَجْهَلُ مِنْ نَفْسِكَ، أَوْ تَجِدَ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلاَ حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ‏.‏

لفظ‏:‏ القاسم بن محمد‏"‏ لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلاَ حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ‏.‏

أخرجه ابن ماجه ‏(‏4218‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن محمد بن رمح، حدَّثنا عبد الله بن وهب، عن الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 361 قال‏:‏ أَخْبَرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان، بالرقة، وابن قتيبة، واللفظ للحسن، قالوا‏:‏ حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى بن الغساني، قال‏:‏ حدَّثنا أبي، عن جدي‏.‏

كلاهما ‏(‏القاسم بن محمد، ويحيى بن يحيى بن الغساني‏)‏ عن أبي إدريس الخولاني، فذكره‏.‏

***

12381- عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلإِيمَانِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا، وَلِسَانَهُ صَادِقًا، وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً، وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً، وَجَعَل أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً، وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً، فَأَمَّا الأُذُنُ فَقِمَعٌ، وَالْعَيْنُ مُقِرَّةٌ بِمَا يُوعِي الْقَلْبُ، وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا‏.‏

أخرجه أحمد 5/147 ‏(‏21635‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إِبراهيم بن أبي العباس، حدَّثنا بقية، قال‏:‏ وأخبرني بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، فذكره‏.‏

***

12382- عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ، فَانْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ، فَانْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أَخْلاَقٌ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُرَابِ الأَرْضِ مِثْلِ هَذَا‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 13/222 ‏(‏34316‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو معاوية، ويعلى‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/157 ‏(‏21725‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا ابن نمير، ويعلى‏.‏ وفي ‏(‏21726‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن عُبيد‏.‏ وفي 5/157 ‏(‏21726‏)‏ و5/170 ‏(‏21825‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو معاوية‏.‏

أربعتهم ‏(‏أبو معاوية، ويعلى بن عُبيد، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن عُبيد‏)‏ قالوا‏:‏ حدَّثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره‏.‏

***

12383- عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

قال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ هَذَا، قَالَ‏:‏ قَالَ لِيَ‏:‏ انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلاَقٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَهَذَا عِنْدَ اللهِ أَخْيَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِنْ مِثْلِ هَذَا‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 13/222 ‏(‏34317‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/157 ‏(‏21724‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع‏.‏ وفي 5/157 ‏(‏21727‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو معاوية، حدَّثنا زائدة‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 681 قال‏:‏ أَخْبَرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏وكيع، وزائدة، وأبو أسامة‏)‏ عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، فذكره‏.‏

***

12384- عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ‏:‏ انْظُرْ، فَإِنَّكَ لَيْسَ بِخَيْرٍ مِنْ أَحْمَرَ وَلاَ أَسْوَدَ، إِلاَّ أَنْ تَفْضُلَهُ بِتَقْوَى‏.‏

أخرجه أحمد 5/158 ‏(‏21736‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع، عن أبي هلال، عن بكر، فذكره‏.‏

***

12385- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ‏:‏

الإِسْلاَمُ ذَلُولٌ لاَ يَرْكَبُ إِلاَّ ذَلُولاً‏.‏

أخرجه أحمد 5/145 ‏(‏21617‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو اليمان، حدَّثنا إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة، عن أبي خلف، عن أنس بن مالك، فذكره‏.‏

***

12386- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ‏)‏‏.‏‏"‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ وَيُثْنُونَ عَلَيْهِ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ يُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 11/53 ‏(‏30449‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع، عن شعبة‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/156 ‏(‏21708‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا بهز، حدَّثنا حماد‏.‏ وفي 5/157 ‏(‏21729‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وكيع، وابن جعفر، قالا‏:‏ حدَّثنا شعبة‏.‏ وفي 5/168 ‏(‏21809‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 8/44 ‏(‏6814‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو الربيع، وأبو كامل، فضيل بن حسين، واللَّفْظ ليحيى، قال يحيى‏:‏ أَخْبَرنا، وقال الآخران‏:‏ حدَّثنا حماد بن زيد‏.‏ وفي ‏(‏6815‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإِسحاق بن إِبراهيم، عن وكيع ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا محمد بن المثنى، حدثني عبد الصمد ‏(‏ح‏)‏ وحدثنا إسحاق، أَخْبَرنا النضر، كلهم عن شعبة‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 4225 قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 366 قال‏:‏ أَخْبَرنا أبو خليفة، قال‏:‏ حدَّثنا مسدد، عن يحيى القطان، عن شعبة‏.‏ وفي ‏(‏367‏)‏ قال‏:‏ أَخْبَرنا عبد الله بن قحطبة، قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن المقدام، قال‏:‏ حدَّثنا حماد بن زيد‏.‏ وفي ‏(‏5768‏)‏ قال‏:‏ أَخْبَرنا أبو يعلى، قال‏:‏ حدَّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، قال‏:‏ حدَّثنا حماد بن زيد‏.‏

كلاهما ‏(‏شعبة، وحماد بن زيد‏)‏ عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره‏.‏

***

12387- عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

سِتَّةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أَقُولُ لَكَ بَعْدُ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ، قَالَ‏:‏ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي سِرِّ أَمَرِكَ وَعَلاَنِيَتِهِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ، وَلاَ تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا، وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ، وَلاَ تَقْبِضْ أَمَانَةً، وَلاَ تَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ‏.‏

أخرجه أحمد 5/181 ‏(‏21906‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حسن بن موسى، حدَّثنا ابن لَهيعة، حدَّثنا درَّاج، عن أبي الهيثم، فذكره‏.‏

***

12388- عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

قال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سِتَّةَ أَيَّامٍ، اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا يُقَالُ لَكَ‏.‏‏.‏‏.‏ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ وَلاَ تُؤْوِيَنَّ أَمَانَةً، وَلاَ تَقْضِيَنَّ بَيْنَ اثْنَيْنِ‏.‏

أخرجه أحمد 5/181 ‏(‏21907‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا معاوية بن عَمرو، حدَّثنا عبد الله بن وهب، عن عَمرو، عن درَّاج، عن أبي المثنى، فذكره‏.‏

***

الفتن

12389- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَمَوْتًا يُصِيبُ النَّاسَ، حَتَّى يُقَوَّمَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيفِ، يَعْنِي الْقَبْرَ، قُلْتُ‏:‏ مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ تَصَبَّرْ، قَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتَ وَجُوعًا يُصِيبُ النَّاسَ، حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ فَلاَ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ، وَلاَ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَوْ مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْلاً يُصِيبُ النَّاسَ، حَتَّى تُغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ‏:‏ الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ آخُذُ بِسَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا، وَلَكِنِ ادْخُلْ بَيْتَكَ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ دُخِلَ بَيْتِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ، فَيَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ‏.‏

أخرجه أبو داود ‏(‏4261 و 4409‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مسدد‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 3958 قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن عبدة‏.‏

كلاهما ‏(‏مسدد، وأحمد بن عبدة‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن المُشَعَّث بن طريف، عن عبد الله بن الصامت، فذكره‏.‏

قال أبو داود‏:‏ لم يذكر المُشَعَّث في هذا الحديث غير حماد بن زيد‏.‏

أخرجه عبد الرَّزَّاق ‏(‏20729‏)‏ عن معمر‏.‏ و‏"‏ابن أبي شَيبة‏"‏ 15/12 ‏(‏37123‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/149 ‏(‏21651‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مرحوم‏.‏ وفي 5/163 ‏(‏21776‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 5960 قال‏:‏ أَخْبَرنا الحسن بن سفيان، قال‏:‏ حدَّثنا حبان بن موسى، قال‏:‏ أَخْبَرنا عبد الله، قال‏:‏ أَخْبَرنا حماد بن سلمة‏.‏ وفي ‏(‏6685‏)‏ قال‏:‏ أَخْبَرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال‏:‏ أَخْبَرنا مرحوم بن عبد العزيز‏.‏

أربعتهم ‏(‏معمر، ومرحوم، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وحماد بن سلمة‏)‏ عن أبي عمران الجوني، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ شَدِيدٌ، لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ، كَيْفَ تَصْنَعُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ تَعَفَّفْ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ شَدِيدٌ، يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْعَبْدِ، يَعْنِي الْقَبْرَ، كَيْفَ تَصْنَعُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ اصْبِرْ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، يَعْنِي حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ، قَالَ‏:‏ فَإِنْ لَمْ أُتْرَكْ، قَالَ‏:‏ فَائْتِ مَنْ أَنْتَ مِنْهُمْ فَكُنْ فِيهِمْ، قَالَ‏:‏ فَآخُذُ سِلاَحِي، قَالَ‏:‏ إِذًا تُشَارِكَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ، وَلَكِنْ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَرُوعَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ، حَتَّى يَبُوءَ بِإِثْمِهِ وإثْمِّكَ‏.‏

ليس فيه‏:‏ المشعث‏.‏

***

12390- عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏

لأَنْ أَحْلِفَ عَشْرَ مِرَارٍ أَنَّ ابْنَ صَائِدٍ هُوَ الدَّجَّالُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ مَرَّةً وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ، قَالَ‏:‏ وَإِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِى إِلَى أُمِّهِ، قَالَ‏:‏ سَلْهَا كَمْ حَمَلَتْ بِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ‏:‏ حَمَلْتُ بِهِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْهَا، فَقَالَ‏:‏ سَلْهَا عَنْ صَيْحَتِهِ حِينَ وَقَعَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ‏:‏ صَاحَ صَيْحَةَ الصَّبِيِّ ابْنِ شَهْرٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْئًا، قَالَ‏:‏ خَبَأْتَ لِي خَطْمَ شَاةٍ عَفْرَاءَ، وَالدُّخَانَ، قَالَ‏:‏ فَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ الدُّخَانَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَالَ‏:‏ الدُّخُّ، الدُّخُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اخْسَأْ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 15/141 ‏(‏37485‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا المعلى بن منصور‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/148 ‏(‏21645‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عفان‏.‏

كلاهما ‏(‏المعلى، وعفان‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا الحارث بن حصيرة، حدَّثنا زيد بن وهب، فذكره‏.‏

***

12391- عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

إنكُمْ فِي زَمَانٍ، عُلَمُاؤُهُ كَثِيرٌ، خُطَبَاؤُهُ قَلِيلٌ، مَنْ تَرَكَ فِيهِ عُشَيْرَ مَا يَعْلَمُ هَوَى، أَوْ قَالَ‏:‏ هَلَكَ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَقِلُّ عُلَمَاؤُهُ، وَيَكْثُرُ خُطَبَاؤُهُ، مَنْ تَمَسَّكَ فِيهِ بِعُشَيْرِ مَا يَعْلَمُ نَجَا‏.‏

أخرجه أحمد 5/155 ‏(‏21699‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مؤمل، حدَّثنا حماد، حدَّثنا حجاج الأسود، قال مؤمل‏:‏ وكان رجلاً صالحًا، قال‏:‏ سمعت أبا الصديق، يُحدِّث ثابتًا البناني، عن رجل، فذكره‏.‏

***

12392- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إن بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي، أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي، قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَلاَقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ‏.‏

فَقَالَ ابْنُ الصَّامِتِ‏:‏ فَلَقِيتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ، أَخَا الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ، قُلْتُ‏:‏ مَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ‏:‏ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 15/306 ‏(‏37889‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو أسامة‏.‏ و‏"‏أحمد‏"‏ 5/31 ‏(‏20607 و20608‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا بَهْز، وأبو النَّضْر، وعَفَّان‏.‏ وفي 5/31 ‏(‏20612 و20613‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَفَّان‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2434 قال‏:‏ أَخْبَرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 3/116 ‏(‏2435‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا شَيْبان بن فَرُّوخ‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏ 170 قال‏:‏ حدَّثنا أبو بَكْر بن أبي شَيْبة، حدَّثنا أبو أُسامة‏.‏

ستتهم ‏(‏أبو أُسامة، وبَهْز، وأبو النَّضْر، وعَفَّان، وعبد الله بن مسلمة، وشَيْبان‏)‏ عن سُليمان بن المُغيرة، حدَّثنا حُميد بن هلال، عن عبد الله بن الصَّامت، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 5/176 ‏(‏21864‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة‏.‏ و‏"‏ابن حِبان‏"‏ 6738 قال‏:‏ أَخْبَرنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال‏:‏ حدَّثنا شيبان بن أبي شيبة، قال‏:‏ حدَّثنا سليمان بن المغيرة‏.‏

كلاهما ‏(‏شعبة، وسليمان بن المغيرة‏)‏ عن حُميد بن هلال، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ‏:‏

إن أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ‏.‏

لفظ سليمان بن المغيرة‏:‏ إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي، أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي، قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَلاَقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ‏.‏

لم يذكر فيه‏:‏ رافع بن عمرو‏"‏‏.‏

***

12393- عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو ذَرٍّ، قَالَ‏:‏

كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَى أُمَّتِي، قَالَهَا ثَلاَثًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا الَّذِي غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُكَ عَلَى أُمَّتِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَئِمَّةً مُضِلِّينَ‏.‏

لفظ موسى بن داود‏:‏ كُنْتُ مُخَاصِرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِي مِنَ الدَّجَّالِ، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَدْخُلَ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِكَ مِنَ الدَّجَّالِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ‏.‏

أخرجه أحمد 5/145 ‏(‏21621‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يحيى بن إسحاق‏.‏ وفي 5/145 ‏(‏21622‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا موسى بن داود‏.‏

كلاهما ‏(‏يحيى بن إِسحاق، وموسى بن داود‏)‏ قالا‏:‏ أنبأنا ابن لَهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، فذكره‏.‏

***