فصل: سورة يس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.سورة يس:

.تفسير الآيات (1- 4):

{يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)}
1- يس: حرفان بُدئت بهما السورة على طريقة القرآن في بدء بعض السور بالحروف المقطعة.
2- أقسم بالقرآن المشتمل على الحكمة والعلم النافع.
3- إنك يا محمد لمن الذين بعثهم الله إلى الناس بالهدى ودين الحق.
4- على طريق معتدل، هو دين الإسلام.

.تفسير الآيات (5- 12):

{تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)}
5- تنزيل القوى الغالب على كل شيء الذي لا يستطيع أحد أن يمنعه عما يريد، الرحيم بعباده، إذ أرسل إليهم من يرشدهم إلى طريق النجاة.
6- لتُنذر قوماً لم ينذر آباؤهم الأقربون من قبل، فهم ساهون عمَّا يجب عليهم نحو الله ونحو أنفسهم ونحو الناس.
7- لقد سبق في علمنا أن أكثرهم لا يختارون الإيمان، فطابق واقعهم ما علمناه عنهم، فلن يكون منهم الإيمان.
8- إنا جعلنا المصرين على الكفر كمن وضعت في أعناقهم السلاسل، فهى تصل إلى أذقانهم، وتشد أيديهم برؤوسهم وترفعها مع غض أبصارهم، فلا يستطيعون أن يحركوا الرءوس ليروا.
9- وجعلنا من حُرموا النظر في الآيات والدلائل كمن حبسوا بين سدَّين فغطّيت أعينهم فهم لا يرون ما أمامهم وما خلفهم.
10- وسواء عليهم تحذيرك لهم وعدم تحذيرك، فهم لا يؤمنون.
11- إنما يفيد تحذيرك من يتبع القرآن ويخاف الرحمن- وإن كان لا يراه- فبشر هؤلاء بعفو من الله عن سيئاتهم، وجزاء حسن على أعمالهم.
12- إنا نحن نحيى الموتى، ونُسجِّل ما قدموا في الدنيا من أعمال وما أبقوا فيها من آثار بعد موتهم، وكل شيء أثبتناه في كتاب واضح.

.تفسير الآيات (13- 21):

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)}
13- واذكر- أيها النبى- لقومك: قصة أهل القرية فإنها كقصتهم، إذ ذهب إليهم المرسلون لهدايتهم.
14- أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما، فقويناهما بثالث، فقال هؤلاء الثلاثة: إنا إليكم مرسلون.
15- قال أهل القرية- ردا عليهم-: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما أوْحى الرحمن إلى بشر من شيء، ما أنتم إلا قوم تقولون غير الواقع.
16- قال المرسلون: ربنا الذي بعثنا إليكم يعلم إنا إليكم لمرسلون.
17- وليس علينا إلا أن نُبَلِّغ رسالة الله بلاغاً واضحاً.
18- قال أهل القرية: إننا تشاءمنا بكم. ونُقسم: إن لم تكفوا عن دعوتكم لنرمينكم بالحجارة، وليصيبنكم منا عذاب شديد الألم.
19- قال المرسلون: شؤمكم معكم بكفركم، أئن وُعظْتم بما فيه سعادتكم تتشاءموا منا وتهددونا بالعذاب الأليم؟! لكن أنتم قوم متجاوزون الحق والعدل.
20- وأقبل من أبعد مكان بالمدينة رجل يُسرع نحو أهل المدينة، قال: يا قوم، اتبعوا المرسلين من الله إليكم.
21- اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أجراً على نصحكم وإرشادكم- وهم مهتدون- تنتفعون بهديهم في سلوك طريق الخير والفلاح.

.تفسير الآيات (22- 31):

{وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)}
22- وأي شيء يمنعني أن أعبد الذي خلقنى وإليه- لا إلى غيره- مرجعكم ومصيركم للحساب والجزاء.؟
23- أأتخذ من دون الله آلهة لا تفيدنى شفاعتهم شيئاً إن أرادنى الله بسوء، ولا يخلصوننى منه إن نزل بى؟
24- إنى- إذْ أتخذ من دونه آلهة- لفى ضلال مبين.
25- إني صدقت بربكم الذي خلقكم وتولى أمركم، فاسمعوا لى وأطيعون.
26، 27- قيل له- جزاء على إيمانه ودعوته إلى الله-: ادخل الجنة قال- وهو في ظل النعيم والكرامة-: يا ليت قومى يعلمون بغفران ربى وإكرامه لى، ليؤمنوا كما آمنت.
28- وما أهلكناهم بجنود أنزلناها من السماء، وما كان من سنتنا في إهلاك الأمم أن ننزل جنوداً.
29- ما كان هلاكهم إلا بصيحة واحدة أرسلناها عليهم، فإذا هم ميِّتون كالنار الخامدة.
30- يا خسارتهم- التي تستحق التحسر عليهم- ما نبعث إليهم برسول إلا كانوا منه يسخرون.
31- ألم يعتبروا بالأمم الكثيرة الخالية التي أهلكناها، أنهم لا يعودون كرة أخرى إلى حياتهم الدنيا؟

.تفسير الآيات (32- 39):

{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)}
32- وما كل من الأمم السابقة واللاحقة إلا مجموعون لدينا يوم الحساب والجزاء.
33- ودليل لهم على قدرتنا على البعث والنشور: الأرض الجدبة أحييناها بالماء، وأخرجنا منها حباً، فمنه يأكلون.
34، 35- وأنشأنا فيها حدائق وبساتين من نخيل وأعناب، وشققنا فيها من عيون الماء ما يروى شجرها ويخرج ثمرها ليأكلوا منه، وما هو من صنع أيديهم، أفلا يؤدون حق الله عليهم في ذلك بالإيمان والثناء عليه؟.
36- تنزيهاً لله الذي خلق الأشياء كلها على سنة الذكورة والأنوثة من النبات ومن الأنفس ومما لا يعلم الناس.
37- وآية لهم على وجود الله وقدرته الليل ننزع عنه النهار الساتر له، فإذا الناس داخلون في الظلام المشتمل عليهم من كل جانب.
38- والشمس تسير لمستقر لها، قدَّره الله زماناً ومكاناً، ذلك تدبير الغالب بقدرته، المحيط علماً بكل شيء.
39- والقمر جعلناه بتدبير منا منازل، إذ يبدو أول الشهر ضئيلا، ثم يزداد ليلة بعد ليلة إلى أن يكتمل بدراً، ثم يأخذ في النقصان كذلك حتى يعود في مرآه كأصل العنقود من الرطب إذا قدم فدق وانحنى واصفر.

.تفسير الآيات (40- 44):

{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44)}
40- لا الشمس يتأتى لها أن تخرج على نواميسها فتلحق القمر وتدخل في مداره، ولا الليل يتأتى له أن يغلب النهار ويحول دون مجيئه، بل هما متعاقبان. وكل من الشمس والقمر وغيرهما يسبح في فلك لا يخرج عنه.
41- وآية أخرى لهم أنا حملنا بنى الإنسان في السفن المملوءة بهم وبأمتعتهم وأرزاقهم.
42- وخلقنا لهم من مثل الفلك ما يركبونه كذلك.
43- وإن نُرد إغراقهم بما كسبوا نُغرقهم،- فليس لهم مغيث، ولا هم ينجون من الهلاك.
44- لكنا لا نغرقهم رحمة منا بهم، ولنمتعهم إلى أجل مقدر.

.تفسير الآيات (45- 51):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)}
45- وإذا قيل لهم: خافوا مثل ما جرى للأمم الماضية بتكذيبهم، وخافوا عذاب الآخرة الذي تتعرضون له بإصراركم على الكفر- رجاء أن يرحمكم ربكم إذا اتقيتموه- أعرضوا.
46- وما تجيئهم من حجة من حجج ربهم دالةً على وحدانية الله وقدرته إلا كانوا عنها منصرفين.
47- وإذا قيل لهم أنفقوا على الفقراء مما رزقكم الله قال الكافرون للمؤمنين: أنطعم من لو أراد الله إطعامه، فنعاند بهذا مشيئة الله؟ ما أنتم- أيها الداعون إلى الإنفاق- إلا في عمى واضح عن الحق.
48- ويقولون للمؤمنين- استهزاء بهم-: متى يقع هذا الذي وعدتمونا به إن كنتم صادقين فيما وعدتم؟!
49- ما ينتظرون إلا صوتاً واحداً يقضى عليهم بغتة، وهم يتنازعون في شئون الدنيا، غافلين عن الآخرة.
50- فلا يستطيعون- لسرعة ما نزل بهم- أن يُوصلوا بشئ، ولا أن يرجعوا إلى أهلهم.
51- ونفخ في الصور نفخة البعث، فإذا الأموات يخرجون من قبورهم مسرعين للقاء الله. والصور والنفخ فيه مما استأثر الله بعلمه.

.تفسير الآيات (52- 61):

{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)}
52- قال المبعوثون من القبور: يا هول ما ينتظرنا، من أيقظنا من نومنا؟ ويحضرهم جواب سؤالهم: هذا يوم البعث الذي وعد الرحمن به عباده، وصدق المرسلون فيما أخبروا عنه.
53- ما كانت دعوتهم إلى الخروج إلا نداءً واحداً، فإذا هم مجتمعون لدينا، محضرون لحسابنا.
54- ففى هذا اليوم لا تنقص نفس أجر شيء مما عملته، ولا تلقون إلا جزاء ما كنتم تعملون من خير أو شر.
55- إن أصحاب الجنة في هذا اليوم مشغولون بما هم فيه من نعيم، معجبون به فرحون.
56- هم وأزواجهم في ظلال سابغة على السرر المزينة متكئون.
57- لهم في الجنة فاكهة من كل أنواعها، ولهم فيها كل ما يطلبون.
58- يقال لهم: سلام قولاً صادراً من رب رحيم.
59- ويقال للمجرمين في هذا اليوم: اعتزلوا عن المؤمنين.
60- ألم أوصكم- يا بنى آدم- ألا تطيعوا الشيطان طاعة المعبود؟ إنه لكم عدو بَيِّن العداوة.
61- وأن افردونى بالعبادة، فإفرادى بها طريق عظيم في استقامته.