فصل: تفسير الآيات (71- 79):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.تفسير الآيات (71- 79):

{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)}
71- وبعد دخولهم الجنة يُطاف عليهم بأوان من ذهب وأكواب كذلك، وفيها ألوان الأطعمة وأنواع الأشربة، ولهم في الجنة كل ما تشتهيه الأنفس وتقر به الأعين، ويقال لهم- إكمالا للسرور-: أنتم في هذا النعيم مخلدون.
72- ويقال- إتماماً للنعمة-: تلك هي الجنة التي ظفرتم بها بسبب ما قدَّمتم في الدنيا من عمل الصالحات.
73- لكم فيها فاكهة كثيرة الأنواع والألوان والطعوم، تتمتعون بالأكل منها.
74- إن الذين أجرموا بالكفر في عذاب جهنم خالدون.
75- لا يُخفف العذاب عن هؤلاء المجرمين ولا ينقطع، وهم فيه يائسون من النجاة.
76- وما ظلمنا هؤلاء المجرمين بهذا العذاب، ولكن كانوا هم الذين ظلموا أنفسهم باختيارهم الضلالة على الهدى.
77- ونادى المجرمون- حين يئسوا من تخفيف العذاب الشديد- مالكاً خازن النار قائلين له: سل ربك أن يُميتنا لنستريح من أهوال جهنم. فقال لهم مالك: إنكم مقيمون في العذاب دائماً.
78- قال تعالى- رداً عليهم-: لقد جاءكم رسولنا- يا أهل مكة- بالدين الحق. فآمن به قليل، وأعرض عنه أكثركم. وهم لهذا الحق كارهون.
79- بل أأحكم مشركو مكة أمرهم على تكذيب الرسول والتآمر على قتله؟ فإنا محكمون أمراً في مجازاتهم وإظهارك عليهم.

.تفسير الآيات (80- 85):

{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)}
80- بل أيحسب هؤلاء المشركون أنا لا نسمع حديث أنفسهم بتدبير الكيد، وما يتكلمون به فيما بينهم من تكذيب الحق؟ بلى نسمعها، والحفظة من الملائكة عندهم يكتبون ذلك.
81- قل للمشركين: إن صح بالبرهان أنَّ للرحمن ولداً فأنا أول العابدين لهذا الولد، لكنه لم يصح بالحُجة أن ولداً للرحمن، لما يترتب عليه من مشابهة الخالق للمخلوقين، وهو- سبحانه- منزه عن مشابهة الحوادث من خلقه.
82- تنزيهاً لخالق السموات والأرض خالق العرش، العظيم عمَّا يصفه به المشركون، مما لا يليق بألوهيته.
83- فدعهم ينغمسوا في أباطيلهم ويلعبوا في دنياهم- بترك الجادة- غير ملتفت إليهم، حتى يجئ يوم القيامة الذي وعدوا به، لتجزى كل نفس بما كسبت.
84- وهو الذي يُعبد في السماء بحق، ويُعبد في الأرض بحق، وهو- وحده- ذو الإحكام البالغ في أفعاله وتدبيره، المحيط علمه بما كان وما يكون.
85- وتعالى وتعظم الذي له- وحده- كمال التصرف في السموات والأرض وفيما بينهما من مخلوقات الجو المشاهدة وغيرها، وله تدبير الأمر في ذلك، وعنده- وحده- علم وقت القيامة، وإليه- وحده- ترجعون في الآخرة للحساب.

.تفسير الآيات (86- 89):

{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}
86- ولا يملك آلهتهم الذين يعبدونهم من غير الله الشفاعة لمن عبدوهم، لكن من شهدوا بالتوحيد- وهم يعتقدون أن الله ربهم حقاً- هم الذين يشفعون فيمن يشاء الله من المؤمنين.
87- ولئن سألت- أيها الرسول- هؤلاء المشركين عمن خلقهم، فيقولن: خلقهن الله، فكيف يصرفون عن عبادته تعالى إلى عبادة غيره مع إقرارهم بأنه خالقهم؟! إن هذا لعجيب.
88- أقسم بقول محمد صلى الله عليه وسلم مستغيثاً داعياً: يا رب إن هؤلاء المعاندين قوم لا ينتظر منهم إيمان.
89- فأعرض- أيها الرسول- عنهم- لشدة عنادهم- ودعهم، وقل لهم: سلام.

.سورة الدخان:

.تفسير الآيات (1- 3):

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)}
1- حم: ابتدأت هذه السورة ببعض الحروف الصوتية على طريقة القرآن الكريم في افتتاح كثير من السور بمثل هذه الحروف.
2- أقسم الله بالقرآن الكاشف عن الدين الحق، الموضح للناس ما يُصلح دنياهم وآخرتهم، إعلاماً برفعة قدره.
3- إننا ابتدأنا إنزال القرآن في ليلة وفيرة الخير، كثيرة البركات، لأن من شأننا الإنذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب.

.تفسير الآيات (4- 10):

{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)}
4- في هذه الليلة المباركة يُفَصَّل ويُبيَّن كل أمر محكم، والقرآن رأس الحكمة، والفيصل بين الحق والباطل، ولذا كان إنزاله فيها.
5- أعنى بهذا الأمر أمراً عظيماً صادراً من عندنا كما اقتضاه تدبيرنا، لأن من شأننا إرسال الرسل بالكتب لتبليغ العباد.
6- لأجل رحمة ربك بعباده أرسل رسله للناس يبلغونهم هَدْيه، لأنه- وحده- السميع لكل مسموع، المحيط علماً بكل معلوم.
7- هو خالق السموات والأرض وما بينهما، إن كنتم موقنين بالحق، مذعنين له، مؤمنين بأنه المنزل للقرآن رحمة وهداية.
8- لا إله يستحق العبادة سواه، هو- وحده يحيى ويميت، وهو- وحده- خالقكم وخالق آبائكم الأولين.
9- بل الكفار في شك من هذا الحق، يتبعون أهواءهم، وذلك شأن اللاهين اللاعبين، لا شأن أهل العلم واليقين.
10- فانتظر- أيها الرسول- حينما ينزل بهم القحط، فيصابون بالهزال وضعف البصر، فيرى الرجل بين السماء والأرض دخاناً واضحاً!.

.تفسير الآيات (11- 17):

{يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)}
11- يحيط هذا الدخان بالمكذبين الذين أصابهم الجدب، فيقولون لشدة الهول: هذا عذاب شديد الإيلام.
12- كما يقولون استغاثة بالله: إننا سنؤمن بعد أن تكشف عنا عذاب الجوع والحرمان.
13- كيف يتعظ هؤلاء، ويوفون بما وعدوا من الإيمان عند كشف العذاب، وقد جاءهم رسول واضح الرسالة بالمعجزات الدالة على صدقه، وذلك أعظم موجبات الاتعاظ؟.
14- ثم أعرضوا عن التصديق بالرسول المؤيد بالمعجزات الواضحة، وقالوا- كذباً وافتراءً-: تارة يعلمه البشر، وقالوا تارة أخرى: اختلط عقله.
15- فرد الله عليهم: إنا سنرفع عنكم العذاب زمن الدنيا، وهو قليل، وإنكم عائدون- لا محالة- إلى ما كنتم عليه.
16- اذكر- أيها الرسول- يوم نأخذهم الأخذة الكبرى بعنف وقوة، إننا- بهذا الأخذ- منتقمون منهم.
17- ولقد امتحنا قبل كفار مكة قوم فرعون بالدعوة إلى الإيمان، وجاءهم موسى رسول كريم على الله، فكفروا به عناداً، وكذلك شأن هؤلاء المشركين.

.تفسير الآيات (18- 26):

{أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26)}
18- قال لهم الرسول الكريم: أدَّوا إلىَّ يا عباد الله ما هو واجب عليكم من قبول دعوتى، لأنى لكم رسول إليكم خاصة، أمين على رسالتى.
19- ولا تتكبروا على الله بتكذيب رسوله، لأنى آتيكم بمعجزة واضحة تبين صدق نبوتى ورسالتى.
20- وإنى اعتصمت بخالقى وخالقكم من أن تتمكنوا من قتلى رجماً.
21- وإن لم تصدقوا بى فكونوا بمعزل منى، ولا تُؤْذُونى.
22- فدعا موسى ربه- شاكياً قومه حين يئس من إيمانهم- بأن هؤلاء قوم تناهى أمرهم في الكفر، فافعل بهم ما يستحقون.
23- فسِر بالمؤمنين ليلا في خفية، حتى لا يدركوكم، لأن فرعون وجنوده سيتبعونكم، إذا علموا، للإيقاع بكم.
24- واترك البحر ساكناً على هيئته بعد ضربه بالعصا، ليدخله المنكرون، فإنهم مغرقون لا محالة.
25- تركوا بعد إغراقهم كثيراً من الجنات الناضرة والعيون الجارية.
26- والزورع المتنوعة والمنازل الحسنة.

.تفسير الآيات (27- 36):

{وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}
27- وعيشة مترفة نضرة كانوا فيها متنعمين.
28- مثل ذلك العقاب يعاقب الله من خالف أمره، وخرج على طاعته، ويحول ما كان فيه من النعم إلى قوم آخرين ليسوا منهم في شيء من قرابة ولا دين.
29- فما حزنت عليهم السماء والأرض عندما أخذهم العذاب لهوان شأنهم، ولم يُنظَروا لتوبة، ولم يمهلوا لتدارك تقصيرهم، احتقاراً لهم.
30- ولقد نجَّى الله بني إسرائيل من العذاب المذل لهم.
31- نجاهم من فرعون، إن فرعون كان مستعلياً على قومه، مسرفاً في الشر والطغيان.
32- أقسم: لقد اخترنا بني إسرائيل على علم منا بأحقيتهم بالاختيار على عالمى زمانهم، فبعثنا فيهم أنبياء كثيرين مع علمنا بحالهم.
33- وآتاهم الله على يد موسى من الدلائل ما فيه اختبار ظاهر لهم.
34، 35- إن هؤلاء المكذبين بالبعث ليقولون: ما الموتة إلا موتتنا الأولى في الدنيا وما نحن بعدها بمبعوثين.
36- ويقولون لرسول الله والمؤمنين: إن كنتم صادقين في دعواكم أن ربكم يحيى الموتى للحساب في الآخرة، فعجلوا لنا إحياء من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم ذلك.