فصل: وفد عبيد اللّه بن زياد على معاوية في أشراف أهل البصرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم **


 سنة تسع وخمسين

فمن الحوادث فيها‏:‏

مشتى عمرو بن مرة الجهني بأرض الروم‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ولم يكن عامئذ غزو في البحر‏.‏

وقال غيره‏:‏ غزا في البحر جنادة بن أمية‏.‏

 وفيها عزل معاوية عبد الرحمن ابن أم الحكم عن الكوفة

وولى عبد الرحمن بن زياد بن سمية خراسان وذلك أن عبد الرحمن قدم وافدًا على معاوية فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين أما لنا حق قال‏:‏ بلى قال‏:‏ فماذا توليني قال معاوية‏:‏ النعمان بن بشير بالكوفة وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبيد الله بن زياد على البصرة وخراسان وعباد بن زياد على سجستان ولست أرى عملًا يشبهك إلا أن أشركك في عمل أخيك عبيد الله بن زياد قال‏:‏ أشركني فإن عمله واسع يحتمل الشركة فولاه خراسان‏.‏

روى أبو حفص الأزدي قال‏:‏ حدثني عمي قال‏:‏ قدم علينا قيس بن الهثيم السلمي وقد وجهه عبد الرحمن بن زياد فأخذ أسلم بن زرعة الكلابي فحبسه ثم قدم عبد الرحمن فأغرم أسلم بن زرعة ثلاثمائة ألف درهم‏.‏

قال علماء السير‏:‏ أقام عبد الرحمن بخراسان سنتين ثم قدم على يزيد بن معاوية بعد قتل الحسين واستخلف على خراسان قيس بن الهثيم‏.‏

فقال يزيد لعبد الرحمن‏:‏ كم قدمت به معك من المال قال‏:‏ عشرون ألف ألف درهم قال‏:‏ إن شئت حاسبناك وقبضناها منك ورددناك على عملك وإن شئت سوغناك وعزلناك وتعطي عبد الله بن جعفر خمسمائة ألف درهم قال‏:‏ بل تسوغني ما قلت وتستعمل عليها غيري‏.‏

ثم بعث إلى ابن جعفر ألف ألف درهم وقال‏:‏ خمسمائة ألف من قبل أمير المؤمنين وخمسمائة ألف درهم من قبلي‏.‏

وفي هذه السنة

 وفد عبيد اللّه بن زياد على معاوية في أشراف أهل البصرة

فعزله عنها ثم رده عليها وجدد له الولاية وسبب ذلك أن عبيد الله بن زياد وفد في أهل العراق على معاوية فقال له‏:‏ ائذن لوفدك على منازلهم وشرفهم فأذن لهم ودخل الأحنف في آخرهم وكان سيىء المنزلة من عبيد الله فلما نظر معاوية رحب به وأجلسه معه على سريره ثم تكلم القوم فأحسنوا الثناء على عبيد الله والأحنف ساكت فقال‏:‏ ما لك يا أبا بحر لا تتكلم قال‏:‏ إن تكلمت خالفت القوم فقال‏:‏ انهضوا فقد عزلته عنكم فاطلبوا واليًا ترضونه ثم بعث إليهم معاوية بعد أيام فقال‏:‏ من اخترتم فاختلفت كلمتهم وسمى كل فريق منهم رجلًا والأحنف ساكت فقال له معاوية‏:‏ ما لك لا تتكلم قال‏:‏ إن وليت علينا من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحدًا وإن وليت علينا من غيرهم فانظر في ذلك فقال معاوية‏:‏ فإني قد أعدته عليكم ثم وصاه بالأحنف وقبح رأيه في مباعدته‏.‏

فلما هاجت الفتنة لم يف لعبيد الله غير الأحنف‏.‏

وفي هذه السنة

 حج بالناس عثمان بن محمد بن أبي سفيان

وكان الوالي على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وعلى البصرة عبيد الله بن زياد وعلى قضائها هشام بن هبيرة وعلى خراسان عبد الرحمن بن زياد وعلى سجستان عباد بن زياد وعلى كرمان شريك بن الأعور الحارثي من قبل عبيد الله بن زياد‏.‏

 ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

أسامة بن زيد

أبومحمد الحب ابن الحب‏:‏ أمه أم أيمن واسمها بركة حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله أخبرنا ابن أبي طاهر قال‏:‏ أنبأنا أبو إسحاق البرمكي قال‏:‏ أخبرنا ابن حيوية قال‏:‏ أخبرنا ابن معروف قال‏:‏ أخبرنا الحسين بن الفهم قال‏:‏ أخبرنا ابن سعد قال‏:‏ أخبرنا عفان بن مسلم قال‏:‏ حدثنا شريك بن العباس بن فريح عن عائشة قالت‏.‏

عثر أسامة على عتبة الباب فشجت جبهته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أيا عائشة أميطي عنه الدم‏)‏ فاستقذرته عائشة‏.‏ قالت‏:‏ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص شجته ويمجه ويقول‏:‏ ‏(‏لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه‏)‏‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ وأخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره فجاء غلام أفطس أسود فقال أهل اليمن‏:‏ إنما حبسنا من أجل هذا‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال‏:‏ حدثنا العُمري عن نافع عن ابن عمر‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد فكأن الناس طعنوا فيه - أي في صغره - فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال‏:‏ ‏(‏إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله وإنهما لخليقان لها أو كانا خليقين لذلك فإنه لمن أحب الناس إلي وكان أبوه من أحب الناس إلي إلا فاطمة فأوصيكم بأسامة خيرًا‏)‏‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ وأخبرنا مسلمة بن إبراهيم قال‏:‏ أخبرنا قرة بن خالد قال‏:‏ حدثنا محمد بن سيرين قال‏:‏ بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان ألف درهم قال‏:‏ فعمد أسامة إلى نخلة فنقرها وأخرج جمارها فأطعمها أمه فقالوا له‏:‏ ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم قال‏:‏ إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيثًا أقدر عليه إلا أعطيتها‏.‏

سكن أسامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي القرى ثم نزل المدينة فمات بالجرف فحمل إلى المدينة‏.‏

جرول بن مالك

ابن جؤية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس‏:‏ وهو الحطيئة لقب بذلك لقصره وقربه من الأرض ويكنى أبا مليكة‏.‏

وهو جاهلي إسلامي والظاهر أنه أسلم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لا ذكر له في الصحابة ولا في الوفود‏.‏

وكان خبيث اللسان كثير الهجاء هجا أباه وأمه وعمه وخاله ونفسه فقال لأمه‏:‏

أغربالًا إذا استودعت سرًا ** وكانونًا لدى المتحدثينا

جزاك الله شرًا من عجوز ** ولقاك العقوق من البنينا

وقال لأبيه وعمه وخاله‏:‏

لحاك الله ثم لـحـاك حقًا أبًا ** ولـحاك من عــم وخـال

فنعم الشيخ أنت لدى المخازي ** وبئس الشيخ أنت لدى المعالي

وقال لنفسه‏:‏

أبت شفتاي اليوم ألا تكلما ** بشر فما أدري لمن أنا قائله

أرى لي وجهًا شوه الله خلقه ** فقبح من وجه وقُبَح حامله

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى‏:‏ قدم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الردة الزبرقان فساق صدقات عوف والأبناء فلما كان ببعض الطريق رأى الحطيئة - وكان الحطيئة أسود اللسان وداخل الفم وملتقي الشفتين - وهو يتبختر في هدم له أشعث أغبر وقد كان بين الزبرقان وبين بني قريع مقارضة ومهاجاة فأراد أن يستظهر بالحطيئة عليهم فقال له‏:‏ ويلك إنك بمضيعة وأراك شاعرًا فهل لك إلى خير مواساة قال‏:‏ وددت قال‏:‏ فالحق ببني سعد حتى آتيك فإنما أؤدي هذه الصدقة إلى أبي بكر ثم ألحق بك قال‏:‏ عمن أسأل قال‏:‏ أم مطلع الشمس ثم سل عن الزبرقان بن بدر ثم ائت أم سدرة فقل لها‏:‏ يقول لك بعلك الزبرقان بن بدر أحسني إلى قومك فإنها ستفعل‏.‏

ففعل الحطيئة ذلك فلما رأته بنو قريع قالوا‏:‏ داهية وإنما يريد أن يستظهر به علينا فأتاه نقيض بن شماس فقال‏:‏ يا أبا مليكة جئت من بلادك ولا أرى في يدك شيئًا هل لك إلى خصلة هي خير لك مما أنت فيه قال‏:‏ ما هي قال‏:‏ مائة بعير وتتحول إلينا ونحن ضامنون لأهلك من عيالك أن يدبروا من حالك أن تخلفه فتحول إليهم فقدم الزبرقان فقال‏:‏ أين جاري قالت امرأته‏:‏ خبث عليك ثم أخذ يهجو الزبرقان بن بدر فقال في أبيات‏:‏

دع المكارم لا ترحلْ لبغيتها ** واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي

فاستعدى عليه عمر فقال له‏:‏ ما أراه هجاك أما ترضى أن تكون طاعمًا كاسيًا قال‏:‏

كيف تراني كيسًا مكيسا ** أبيت بعد نافع مخيسا

قال‏:‏ إنه لا يكون في الهجاء أشد من هذا فبعث عمر إلى حسان بن ثابت فسأله فقال‏:‏ ما هجاه ولكن سلح عليه فحبسه في قعر بئر ولم تكن السجون مبنية وأول من بناها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنى بالكوفة سجنًا سماه مَخِيسًا فقال عمر للحطيئة‏:‏ يا خبيث لأشغلنك عن أعراض المسلمين فقال‏:‏ ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فارفق عليك سلام الله يا عمر الأبيات‏.‏

فرق له عمر رضي الله عنه وأطلقه وأخذ عليه أن لا يهجو مسلمًا‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ومحمد بن ناصر قالا‏:‏ أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال‏:‏ أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال‏:‏ أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن الإنباري قال‏:‏ حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي وأبو عمران موسى بن محمد الخياط قالا‏:‏ حدثنا الزبير بن بكار قال‏:‏ حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي عن عبد الله بن مصعب عن جدي عن ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال‏:‏ أمر عمر بن الخطاب بإخراج الحطيئة من الحبس وقد كلمه فيه عمرو بن العاص وغيره فأخرج وأنا حاضر فأنشأ يقول‏:‏

ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

غادرت كاسبهم في قعر مظلمة ** فارحم هداك مليك الناس يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ** ألقى إليك مقاليد النهى البشر

لم يؤثروك بها إذ قدموك لها ** لكن لأنفسهم كانت بك الأثر

نفسي فداؤك كم بيني وبينهمُ ** من عرض داوية تعمى بها الخبر

قال‏:‏ فلما قال الحطيئة‏:‏ ماذا تقول لأفراخ بكى عمر فقال عمرو بن العاص‏:‏ ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركة الحطيئة‏.‏

قال عمر‏:‏ أشيروا علي في الشاعر فإنه يقول الهجو ويشبب بالحرم ويمدح الناس ويذمهم بما ليس فيهم ما أراني إلا قاطعا لسانه علي بكرسي فجلس عليه ثم قال‏:‏ علي بالمخصف علي بالسكين لا بل علي بالموسى فإنه أوجى فقالوا‏:‏ لا يعود يا أمير المؤمنين وأشاروا إليه قل لا أعود فقال‏:‏ لا أعود فقال‏:‏ النجا فلما ولّى قال‏:‏ ارجع يا حطيئة فرجع فقال له‏:‏ كأني بك عند شاب من قريش قد كسر لك نمرقة وبسط لك أخرى وقال‏:‏ يا حطيئة غننا فاندفعت تغنيه بأعراض الناس قال أسلم‏:‏ فرأيت الحطيئة بعد ذلك عند عبيد الله بن عمر قد كسر له نمرقة وبسط له أخرى وقال‏:‏ يا حطيئة غننا فاندفع يغنيه فقلت له‏:‏ يا حطيئة أتذكر يوم عمر حين قال لك ما قال ففزع وقال‏:‏ رحم الله ذلك المرء لو كان حيًا ما فعلنا هذا فقلت لعبيد الله‏:‏ إني سمعت أباك يقول كذا وكذا وكنت أنت ذلك الرجل‏.‏

وبالإسناد عن محمد بن الضحاك عن أبيه قال‏:‏ أمر عمر بن الخطاب بإخراج الحطيئة من السجن فأخرج فقال له‏:‏ دع قول الشعر‏.‏

فقال لا أستطيع‏.‏

قال‏:‏ لِمَ قال هو مأكلة عيالي ونملة على لساني‏.‏

قال‏:‏ فدع المدحة المجحفة‏.‏

قال وما المدحة المجحفة قال‏:‏ لا تقول بنو فلان أفضل من بني فلان امدح ولا تفضل‏.‏

قال‏:‏ أنت أشعر مني يا أمير المؤمنين‏.‏

قال ابن الأنباري‏:‏ ضرب النملة مثلا لما يتردد من قول الشعر في قلبه وبطالب به لسانه‏.‏

ومن مدائحه قوله‏:‏ أقلوا عليهم لا أبًا لأبيكمُ من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا ولما احتضر الحطيئة قيل له‏:‏ أوص‏.‏

فقال المال للذكران دون الإناث‏.‏

فقيل له‏:‏ أوص‏.‏

فقال أوصيكم بالشعر ثم قال‏:‏ الشعر صعب وطويل سلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يعمله زلت به إلى الحضيض قدمه والشعر لا يسطيعه من يظلمه أراد أن يعربه فيعجمه‏.‏

عبد اللّه بن عامر

ابن كريز بن ربيع بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف‏:‏ أمه دجاجة بنت أسماء بن أصلت بن حبيب وله أحد عشر ذكرًا وأربع نسوة ولد بمكة بعد الهجرة بأربع سنين فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء حُمل إليه وهو ابن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ فتثاءب فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه‏.‏

وكان ابن خال عثمان بن عفان ولم يزل شريف القدر كريمًا سخيًا فلما ولي عثمان الخلافة ولاه البصرة بعد أن أقر أبا موسى أربع سنين كما وصى عمر ثم عزله وولاه وكان يوم ولاه ابن خمس وعشرين سنة فقال أبو موسى‏:‏ قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات يقول بالمال فيكم هكذا وهكذا‏.‏

ففتح بلادًا كثيرة من خراسان وقتل يزدجرد في ولايته فأحرم من نيسابور شكرًا لله تعالى وعمل السقايات بعرفة فلما قتل عثمان لحق بالشام فولاه معاوية البصرة ثلاث سنين وزوجه ابنته هندًا‏.‏

أنبأنا الحسين محمد البارع قال‏:‏ أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة قال‏:‏ أخبرنا أبو طاهر المخلص قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال‏:‏ حدثنا الزبير بن بكار قال‏:‏ حدثني عمي بن عبد الله عن بعض القرشيين قال‏:‏ كانت هند بنت معاوية أبر شيء بعبد الله بن عامر وأنها جاءته يومًا بالمرآة والمشط - وكانت تتولى خدمته بنفسها - فنظر في المرآة فالتقى وجهه ووجهها في المرآة فرأى شبابها وجمالها ورأى الشيب في لحيته قد ألحقه بالشيوخ فرفع رأسه إليها فقال‏:‏ الحقي بأبيك‏.‏

فانطلقت حتى في خلت على أبيها فأخبرته فقال‏:‏ وهل تطلق الحرة‏.‏

قالت‏:‏ ما أوتي من قبلي وأخبرته خبرها فأرسل إليه فقال‏:‏ أكرمتك بابنتي ثم رددتها علي‏.‏

قال‏:‏ إني أخبرك عن ذلك إن الله تبارك وتعالى مَنً علي بفضله وجعلني كريمًا لا أحب أن يتفضل علي أحد وإن ابنتك أعجزتني مكافأتها لحُسن صحبتها فنظرت فإذا أنا شيخ وهي شابة لا أزيدها مالًا إلى مالها ولا شرفًا إلى شرفها فرأيت أن أردها إليك فتزوجها فتى من فتيانك كأن وجهه ورقة مصحف‏.‏

أخبرنا محمد بن أبي منصور قال‏:‏ أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد الثعالبي قال‏:‏ أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري قال‏:‏ أخبرنا أبو الحسن علي بن الفرج بن أبي روح قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي قال‏:‏ حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي قال‏:‏ حدثنا الحسن بن علي بن زبان قال‏:‏ حدَّثني سفيان بن عبدة الحميري وعبيد بن يحيى الهجري قالا‏:‏ خرج إلى عبد الله بن عامر بن كرز وهو عامل العراق لعثمان بن عفان رجلان من أهل المدينة أحدهما‏:‏ ابن جابر بن عبد الله الأنصاري والآخر‏:‏ من ثقيف فكتب إلى ابن عامر فيما يكتب من الأخبار فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي‏:‏ هل لك في رأي رأيته‏:‏ قال‏:‏ اعرضه‏.‏

قال‏:‏ رأيت أن أنخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا فنمس ماء ثم نصلي ركعتين ونحمد الله على ما قضى من سفرنا‏.‏

قال‏:‏ هذا الذي لا يُرد فتوضيا ثم صليا ركعتين فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال‏:‏ يا أخا ثقيف ما رأيك‏.‏

قال‏:‏ وأي موضع رأي هذا قضيت سفري وأنضيت بدني وأنضيت راحلتي ولا مؤمل دون ابن عامر فهل لك رأي غير هذا قال‏:‏ نعم إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت فاستحييت من ربي تبارك وتعالى أن يراني طالبًا رزقًا من غيره اللهم ارزق ابن عامر وارزقني من فضلك‏.‏

ثم ولى راجعًا إلى المدينة ودخل الثقفي البصرة فمكث أيامًا فأذن له ابن عامر فلما رآه رحب به ثم قال‏:‏ ألم أخْبَر أن ابن جابر خرج معك فخبره خبره فبكى ابن عامر ثم قال‏:‏ أما والله ما قال أشرًا ولا بطرًا ولكن رأى مجرى الرزق ومخرج النعمة فعلم أن الله تعالى هو الذي فعل ذلك فسأله من فضله وأمر للثقفي بأربعة آلاف درهم وكسوة ومطرف وأضعف ذلك كله الأنصاري فخرج الثقفي وهو يقول‏:‏ أميمة ما حرص الحريص بزائد فتيلًا ولا زهد الضعيف بضائر خرجنا جميعًا من مساقط رأسنا على ثقة منا بخير ابن عامر ولما أنخنا الناعجات ببابه تأخر عني اليثربيً ابن جابر وقال سيكفيني عطية قادر على ما يشاء اليوم بالخلق قاهر وإن الذي أعطى العراق ابن عامر لربي الذي أرجو لسد مفاقري وأضعف عبد الله إذ غاب حظه على حظ لهفان من الحرص فاغر فأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ولا ضائري شيء خلاف المقادر قال المصنف‏:‏ قرأت على أبي القاسم الجريري عن أبي طالب العشاري قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر البرقاني قال‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال‏:‏ حدثنا هارون بن عبد الله قال‏:‏ حدثنا سيار قال‏:‏ حدثنا جعفر قال‏:‏ حدثنا أبو عمران الجوني عن نافع الطاحي قال‏:‏ مررت بأبي ذر فقال لي‏:‏ ممن أنت قلت‏:‏ من أهل العراق‏.‏

قال‏:‏ أتعرف عبد الله بن عامر قلت‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ فإنه كان يقرأ معي ويلزمني ثم طلب الإمارة فإذا قدمت البصرة فتراء له فإنه سيقول‏:‏ لك حاجة فقل‏:‏ أخلني وقل له‏:‏ أنا رسول أبي ذر إليك وهو يقرئك السلام ويقول لك‏:‏ إنا نأكل من التمر ونشرب من الماء ونعيش كما تعيش‏.‏

فلما قدمت تراءيت له فقال‏:‏ لك حاجة قلت‏:‏ أخلني أصلحك الله‏.‏

ففعل فقلت‏:‏ أنا رسول أبي ذر إليك - فلما قلتها خشع قلبه - وهو يقرأ عليك السلام ويقول‏:‏ إنا نأكل من التمر ونروى من الماء ونعيش كما تعيش‏.‏

قال‏:‏ فحلّ إزاره ثم أدخل رأسه في جيبه ثم بكى حتى ملأ جيبه بالبكاء‏.‏

توفي ابن عامر في هذه السنة فقال معاوية‏:‏ بِمَنْ نفاخر‏!‏ بمن نباهي‏!‏ عبد اللهّ أبو هريرة‏:‏ وقد اختلفوا في اسمه ونسبه على ثمانية عشر قولًا قد ذكرتها في ‏"‏ التلقيح ‏"‏‏.‏

وكان في صغره يلعب بهرّة فكني بها قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر فأسلم‏.‏

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال‏:‏ أخبرنا الجوهري قال‏:‏ أخبرنا ابن حيوية قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن معروف قال‏:‏ أخبرنا الحسين بن الفهم قال‏:‏ أخبرنا محمد بن سعد قال‏:‏ أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال‏:‏ حدَّثنا عكرمة بن عمار قال‏:‏ حدثني أبو كثير العبدي عن أبي هريرة‏:‏ أنه قال‏:‏ والله لا يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني‏.‏

قال‏:‏ قلت له‏:‏ وما يعلمك ذلك قال‏:‏ فقال لي‏:‏ إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها ذات يوم إلى الإسلام فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكرهتني فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي‏.‏

فقلت‏:‏ يا رسول الله إني أدعو أم أبي هريرة إلى الإسلام فتأبى علي وأني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام‏.‏

ففعل فجئت فإذا الباب مًجَاف وسمعت خضْخَضة الماء فلبست درعها وعجلت عن خمارها ثمٍ قالت‏:‏ ادخل يا أبا هريرة فدخلت فقالت‏:‏ أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله‏.‏

فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن‏.‏

فقلت‏:‏ أبشر يا رسول الله فقد أجاب الله دعوتك قد هدى الله أم أبي هريرة إلى الإسلام ثم قلت‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين والمؤمنات اللهم حبب عُبَيدك هذا وأمه إلى كل مؤمن ومؤمنة - أو إلى كل مؤمنة ومؤمن - فليس يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني‏.‏

قال محمد بن سعد‏:‏ وأخبرني المعلى بن راشد قال‏:‏ حدثنا عبد العزيز بن المختار عن خالد عن عكرمة‏:‏ أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة يقول‏:‏ أسبح بقدر ذنبي‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا عارم بن الفضل قال‏:‏ حدًثنا حماد بن زيد عن العباس الجريري قال‏:‏ سمعت أبا عثمان النهدي قال‏:‏ تضيف أبا هريرة سبعًا فكانوا يعتقبون الليل أثلاثًا ثلثًا هو وثلثًا امرأته وثلثًا خادمه‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ وأخبرنا سعيد بن منصور قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن المبارك قال‏:‏ أخبرنا عبد الوهاب بن ورد عن سلم بن بشير بن حجل قال‏:‏ بكى أبو هريرة في مرضه فقيل له‏:‏ ما يبكيك يا أبا هريرة قال‏:‏ أما إني ما أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي لبعد سفري وقلة زادي وإني أصبحت في صعود مهبطه على جنة ونار فلا أدري أيهما يُسْلك بي‏.‏

قال‏:‏ وقال محمد بن عمر‏:‏ كان أبو هريرة ينزل ذا الحليفة وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه فباعوها بعد ذلك من عمر بن بزيع وتوفي سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية وكان له يومئذٍ ثمان وسبعون سنة وهو صلّى على عائشة وأم سلمة‏.‏

عبد الله بن بحينة وبحينة أمه‏.‏

وأبوه مالك بن القشب ويكنى أبا محمد‏:‏ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قديمًا وكان ناسكًا فاضلًا يصوم الدهر وتوفي في خلافة معاوية‏.‏

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة

أبو عبيد اللّه‏:‏ دفعه أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه فكان قريبًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جوادًا شجاعًا وحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وولاه علي بن أبي طالب على إمارة مصر وحضر معه حرب الخوارج بالنهروان ووقعة صفين وكان مع الحسن بن علي على مقدمته بالمدائن ثم لما صالح الحسن معاوية وبايعه دخل قيس في المصالحة وتابع الجماعة ورجع إلى المدينة فتوفي بها‏.‏

أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال‏:‏ حدثنا عثمان بن أحمد قال‏:‏ حدَّثنا حنبل بن إسحاق قال‏:‏ حدثنا الحميدمي قال‏:‏ كان قيس بن سعد رجلًا ضخمًا جسيمًا صغير الرأس وكان إذا ركب الحمار حطت رجلاه في الأرض‏.‏

أخبرنا ابن الحصين قال‏:‏ أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر الشافعي قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال‏:‏ أخبرني محمد بن صالح عن ابن عمر قال‏:‏ حدثنا داود بن قيس وإبراهيم بن محمد الأنصاري وخارجة بن الحارث قالوا‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر إلى حي من جهينة فأصابهم جوع شديد فقال قيس بن سعد‏:‏ من يشتري مني تمرًا بجزور ويوفيني الجزور ها هنا وأوفيه التمر بالمدينة فجعل عمر يقول‏:‏ واعجبًا لهذا الغلام لا مال له يدين في مال غيره‏.‏

فوجد رجلًا من جهينة يعطيه ما سأل وقال‏:‏ والله ما أعرفك فمن أنت قال‏:‏ أنا قيس بن سعد بن عبادة‏.‏

قال الجهني‏:‏ ما أعرفني بنسبك وابتاع منه خمس جزائر كل جزور بوسق من تمر‏.‏

ثم قال‏:‏ فأشهد لي فأشهد له نفرًا من الأنصار والمهاجرين فكان فيمن أشهد عمر بن الخطاب‏.‏

فقال عمر‏:‏ لا أشهد هذا بدين ولا مال له إنما المال لأبيه‏.‏

فقال الجهني‏:‏ ما كان سعد ليمني بابنه في شقة من تمر وأرى وجهًا حسنًا وفعلًا شريفًا‏.‏

فكان بين عمر وقيس كلام حتى أغلظ لقيس وأخذ الجُزُر فنحرها لهم في مواطن ثلاث كل يوم جزورًا فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره أن تخفر ذمتك ولا مال لك‏.‏

قال محمد‏:‏ فحدثني محمد بن يحيى عن سهل عن أبيه عن رافع بن خديج قال‏:‏ أقبل أبو عبيدة ومعه عمر فقال‏:‏ عزمت عليك أن لا تتجر أتريد أن تخفر ذمتك فقال قيس‏:‏ يا أبا عبيدة أترى أبا ثابت يقضي ديون الناس ويحمل الكل ويطعم في المجاعة لا يقضي عني شقة من تمر لقوم مجاهدين في سبيل الله‏.‏

فكان أبو عبيدة يلين له وجعل يقول له‏:‏ اعزم فعزم عليه وأبى أن ينحر وبقيت جزوران فقدم بها قيس المدينة ظهرًا يتعاقبون عليها وبلغ سعدًا ما أصاب القوم من المجاعة فقال‏:‏ إن يكن قيس كما أعرف فينحر للقوم فلما قدم قيس لقيه سعد فقال‏:‏ ما صنعت في القوم قال‏:‏ نحرت‏.‏

قال‏:‏ أصبت ثم ماذا قال‏:‏ نحرت‏.‏

قال‏:‏ أصبت ثم ماذا قال‏:‏ نحرت‏.‏

قال‏:‏ أصبت ثم ماذا قال‏:‏ نهيت‏.‏

قال‏:‏ من نهاك قال‏:‏ أبو عبيدة أميري‏.‏

قال‏:‏ ولمَ قال‏:‏ زعم أنه لا مال لي وإنما المال لك فقلت‏:‏ أبي يقضي عن الأباعد ويحمل الكل ويطعم في المجاعة فلا يصنع هذا بي‏.‏

قال‏:‏ فلك أربع حوائط أدناها حائط تحمل خمسين وسقًا‏.‏

قال‏:‏ وقدم البدوي مع قيس فأوفاه وسقه وحمله وكساه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علماء السير‏:‏ مرض لَيس بن سعد واستبطأ إخوانه في العيادة فقيل له‏:‏ إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين‏.‏

قال‏:‏ أخزى الله مالًا يمنع الإخوان من الزيارة ثم أمر مناديًا فنادى‏:‏ من كان لقيس عليه حق فهو في حل‏.‏

فكسرت درجته بالعشي من عيادته‏.‏

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن عمر بن عثمان قال‏:‏ أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير قال‏:‏ حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال‏:‏ حدثنا أحمد بن بشير قال‏:‏ حدًثنا هشام بن عروة عن عروة قال‏:‏ باع قيس بن سعد من معاوية مالًا بتسعين ألفًا فأمر مناديًا فنادى في المدينة‏:‏ مَنْ أراد القرض فليأت منزل قيس‏.‏

فأقرض أربعين أو خمسين وأجاز الباقي وكتب على من أقرضه صكًا فمرض مرضًا قل عواده فقال لزوجته قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر‏:‏ يا قريبة لِمَ ترين قل عوادي قالت‏:‏ للذي عليهم من الدين‏.‏

فأرسل إلى كل رجل صكه‏.‏

وقال عروة‏:‏ قال قيس بن سعد‏:‏ اللهم ارزقني مالًا وفعالًا فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال‏.‏

أخبرنا عبد الرحمن قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي قال‏:‏ أخبرنا ابن بشران قال‏:‏ حدثنا ابن صفوان قال‏:‏ حدًثنا ابن أبي الدنيا قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن سعد قال‏:‏ قال الهيثم بن عدي‏:‏ معقل بن يسار بن عبد اللّه أبو عبد اللّه‏.‏

وقيل‏:‏ أبو علي المزني‏:‏ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الحديبية ورفع أغصان الشجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بايم أهلها ولاه عمر البصرة فحفر النهر المنسوب إليه‏:‏ نهر معقل وبنى البصرة دارًا فنزلها‏.‏

وأخبرنا موهوب بن أحمد قال‏:‏ أخبرنا علي بن أحمد التستري قال‏:‏ أخبرنا أبو الحسن بن الصلت قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد قال‏:‏ حدًثنا خلاد بن أسلم قال‏:‏ حدثنا النضر قال‏:‏ حدثنا عوف عن الحسن قال‏:‏ دخل عبيد الله بن زناد على معقل بن يسار في مرضه الذي قبض فيه فقال‏:‏ إني محدثك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة مائة عام ‏"‏ قال ابن زياد‏:‏ ألا حدثتني قبل اليوم قال معقل‏:‏ واليوم لو لم أكن على حالي هذه لم أحدثك به‏.‏

هند بنت أبي أمية

واسمه سهيل وهي أم سلمة‏:‏ كانت عند أبي سلمة فهاجرت معه إلى الحبشة وولدت له وتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة أربع من الهجرة وتوفيت في هذه السنة وصلى عليها أبو هريرة‏.‏