فصل: (فَرْش) سُورَة يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النشر في القراءات العشر ***


‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الرَّاءِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ نَقْلُ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ نَقْلُ ‏{‏قُرْآنًا‏}‏ لَابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِهِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَا أَبَتِ‏}‏ حَيْثُ جَاءَ، وَهُوَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَمَرْيَمَ وَالْقَصَصِ وَالصَّافَّاتِ، فَقَرَأَ بِفَتْحِ التَّاءِ فِي السُّوَرِ الْأَرْبَعِ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَوْسُومِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ ‏{‏رَأَيْتُ‏}‏، ‏{‏وَرَأَيْتُهُمْ‏}‏، وَتَقَدَّمَتْ قِرَاءَةُ أَبِي جَعْفَرٍ ‏{‏أَحَدَ عَشَرَ‏}‏ فِي التَّوْبَةِ، وَتَقَدَّمَ كَسْرُ ‏{‏يَا بُنَيَّ‏}‏ لِحَفْصٍ فِي هُودٍ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏رُؤْيَايَ‏}‏، وَ‏{‏الرُّؤْيَا‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏ وَتَقَدَّمَتْ إِمَالَتُهَا فِي بَابِ الْإِمَالَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏غَيَابَةِ‏}‏ فِي المَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏تَأْمَنَّا‏}‏ وَالْخِلَافُ فِيهِ فِي أَوَاخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَرْتَعْ‏}‏، ‏{‏وَيَلْعَبْ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْيَاءِ، وَكَسَرَ الْعَيْنَ مِنْ ‏{‏يَرْتَعْ‏}‏ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَثْبَتَ قُنْبُلٌ الْيَاءَ فِيهَا فِي الْحَالَيْنِ بِخِلَافٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَسْكَنَ الْبَاقُونَ الْعَيْنَ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي ‏{‏لَيَحْزُنُنِي‏}‏ فِي ال عِمْرَانَ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الذِّئْبِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ يَا بُشْرَايَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ ‏{‏يَا بُشْرَى‏}‏ بِغَيْرِ إِضَافَةٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْأَلِفِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي فَتْحِهَا، وَإِمَالَتِهَا وَبَيْنَ اللَّفْظَيْنِ فِي بَابِهِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏هَيْتَ لَكَ‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ‏.‏

وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ وَحْدَهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ هَمَزَ، وَهِيَ الَّتِي قَطَعَ بِهَا الدَّانِيُّ فِي التَّيْسِيرِ وَالْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا ابْنُ شُرَيْحٍ، وَلَا صَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَلَا كُلُّ مَنْ أَلَّفَ فِي الْقِرَاءَاتِ مِنَ الْمَغَارِبَةِ عَنْ هِشَامٍ سِوَاهَا، وَأَجْمَعَ الْعِرَاقِيُّونَ أَيْضًا عَلَيْهَا عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهَا، وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ‏:‏ وَمَا رَوَاهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ مَعَ الْهَمْزَةِ وَهْمٌ لِكَوْنِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِذَا هُمِزَتْ صَارَتْ مِنَ التَّهَيُّئِ، فَالتَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ الْفَاعِلِ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ الْفِعْلُ، فَلَا يَجُوزُ غَيْرُ ضَمِّهَا‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَهَذَا الْقَوْلُ تَبِعَ فِيهِ الدَّانِيُّ أَبَا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ الْحُجَّةِ‏:‏ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْهَمْزُ وَفَتْحُ التَّاءِ وَهْمًا مِنَ الرَّاوِي؛ لِأَنَّ الْخِطَابَ مِنَ الْمَرْأَةِ لِيُوسُفَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَرَاوَدَتْهُ‏}‏، وَكَذَا تَبِعَهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ‏:‏ وَالْقِرَاءَةُ صَحِيحَةٌ، وَرَاوِيهَا غَيْرُ وَاهِمٍ، وَمَعْنَاهَا تَهَيَّأَ لِي أَمْرُكَ؛ لِأَنَّهَا مَا كَانَتْ تَقْدِرُ عَلَى الْخَلْوَةِ بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَوْ حَسُنَتْ هَيْئَتُكَ‏.‏ وَلَكَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بَيَانٌ، أَيْ‏:‏ لَكَ أَقُولُ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمَ أَبُو عَلِيٍّ، وَمَنْ تَبِعَهُ، وَالْحُلْوَانِيُّ ثِقَةٌ كَبِيرٌ حُجَّةٌ خُصُوصًا فِيمَا رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ وَقَالُونَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا عَلَى زَعْمِ مَنْ زَعَمَ، بَلْ هِيَ رِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مَعَ الْهَمْزِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ‏:‏ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَلِذَلِكَ جَمَعَ الشَّاطِبِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ عَنْ هِشَامٍ فِي قَصِيدَتِهِ فَخَرَجَ بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ كِتَابِهِ لِتَحَرِّي الصَّوَابِ، وَانْفَرَدَ الْهُذَلِيُّ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ بَعْدَ الْهَمْزِ كَابْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فِيهَا، وَوَرَدَ فِيهَا كَسْرُ الْهَاءِ وَضَمُّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، قِرَاءَةُ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ بَحْرِيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَفَتْحُ الْهَاءِ وَكَسْرُ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ- قِرَاءَةُ الْحَسَنِ، وَرُوِّينَاهَا عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَالصَّوَابُ أَنَّ هَذِهِ السَّبْعَ الْقِرَاءَاتِ كُلَّهَا فِي لُغَاتٍ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَهِيَ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى هَلُمَّ، وَلَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فِعْلًا، وَلَا التَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ مُتَكَلِّمٍ وَلَا مُخَاطَبٍ، وَقَالَ‏:‏ الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ ‏{‏هَيْتَ‏}‏ لُغَةٌ وَقَعَتْ لِأَهْلِ الْحِجَازِ فَتَكَلَّمُوا بِهَا وَمَعْنَاهَا تَعَالَ‏;‏ وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو حَيَّانَ،‏:‏ وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنِ اسْمٍ، كَمَا اشْتَقُّوا مِنَ الْحَمْدِ نَحْوَ سَبْحَلَ وَحَمْدَلَ، وَلَا يَبْرُزُ ضَمِيرُهُ لِأَنَّهُ اسْمُ فِعْلٍ، بَلْ يَتَبَيَّنُ الْمُخَاطَبُ بِالضَّمِيرِ الَّذِي يَتَّصِلُ بِاللَّامِ نَحْوَ ‏{‏هَيْتَ لَكَ‏}‏ وَلَكِ وَلَكُمَا وَلَكُمْ وَلَكُنَّ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏مَثْوَايَ‏}‏ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏الْمُخْلَصِينَ‏}‏ حَيْثُ وَقَعَ، وَفِي ‏{‏مُخْلَصًا‏}‏ فِي مَرْيَمَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْهُمَا وَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي ‏{‏الْمُخْلَصِينَ‏}‏، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏الْخَاطِئِينَ‏}‏، وَ‏{‏مُتَّكَأً‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏حَاشَ لِلَّهِ‏}‏ فِي المَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِأَلِفٍ بَعْدَ الشِّينِ لَفْظًا فِي حَالَةِ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى الْحَذْفِ وَقْفًا اتِّبَاعًا لِلْمُصْحَفِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ السِّجْنُ‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ‏}‏، وَ‏{‏يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ‏}‏ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي ‏{‏فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ‏}‏ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا‏:‏ أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

وَتَقَدَّمَ ‏{‏تُرْزَقَانِهِ‏}‏ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏دَأَبًا‏}‏، فَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَفِيهِ يَعْصِرُونَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَتَيْ ‏{‏بِالسُّوءِ إِلَّا‏}‏ فِي بَابِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏حَيْثُ يَشَاءُ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ لِفِتْيَتِهِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ ‏{‏لِفِتْيَانِهِ‏}‏ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْيَاءِ وَنُونٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَاءٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏نَكْتَلْ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏خَيْرٌ حَافِظًا‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ ‏{‏حَافِظًا‏}‏ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَتَقَدَّمَ بِالنُّونِ، وَتَقَدَّمَ تَنْوِينُ ‏{‏دَرَجَاتٍ‏}‏ لِلْكُوفِيِّينَ فِي الْأَنْعَامِ، وَتَقَدَّمَ الْخُلْفُ فِي اسْتَايَسُوا وَلَا تَايَسُوا إِنَّهُ لَا يَايَسُ وَ حَتَّى إِذَا اسْتَايَسَ الرُّسُلُ عَنِ الْبَزِّيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ‏.‏

وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي إِمَالَةِ ‏{‏يَا أَسَفَى‏}‏ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَا خِلَافُ رُوَيْسٍ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي هَمْزِ ‏{‏خَاطِئِينَ‏}‏، وَ‏{‏رُؤْيَايَ‏}‏، وَ‏{‏كَأَيِّنْ‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَا الْخِلَافُ فِي إِمَالَةِ ‏{‏رُؤْيَايَ‏}‏ فِي بَابِهَا، وَكَذَا الْخِلَافُ فِي ‏{‏كَأَيِّنْ‏}‏ فِي ال عِمْرَانَ وَالْوَقْفِ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ يُوحَى إِلَيْهِمْ هُنَا، وَفِي النَّحْلِ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ يُوحَى إِلَيْهِ ثَانِي الْأَنْبِيَاءِ، فَرَوَى حَفْصٌ بِالنُّونِ وَكَسْرِ الْحَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ، وَافَقَهُ فِي الثَّانِي مِنَ الْأَنْبِيَاءِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَفَتْحِ الْحَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَفَلَا يَعْقِلُونَ فِي الْأَنْعَامِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏قَدْ كُذِبُوا‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَعَاصِمٌ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ عَلَى تَشْدِيدِ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنُونَيْنِ، الثَّانِيَةُ سَاكِنَةٌ مُخْفَاةٌ عِنْدَ الْجِيمِ، وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ، وَإِسْكَانِ الْيَاءِ، وَأَجْمَعَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى كِتَابَتِهِ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ‏.‏

وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ‏{‏لَيَحْزُنُنِي أَنْ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ ‏{‏رَبِّي أَحْسَنَ‏}‏، ‏{‏أَرَانِي أَعْصِرُ‏}‏، ‏{‏أَرَانِي أَحْمِلُ‏}‏، ‏{‏إِنِّي أَرَى سَبْعَ‏}‏، ‏{‏إِنِّي أَنَا أَخُوكَ‏}‏، ‏{‏أَبِي أَوْ‏}‏، ‏{‏إِنِّي أَعْلَمُ‏}‏ فَتَحَ السَّبْعَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو ‏{‏أَنِّي أُوفِي‏}‏ فَتَحَهَا نَافِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ رِوَايَتَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ ‏{‏وَحُزْنِي إِلَى‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ ‏{‏وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ‏}‏ فَتَحَهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقُ عَنْ وَرْشٍ، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ عَنِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، وَعَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ قَالُونَ بِفَتْحِهَا ‏{‏سَبِيلِي أَدْعُو‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ ‏{‏إِنِّي أَرَانِي‏}‏ فِيهِمَا، وَ‏{‏رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ‏}‏، ‏{‏نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ‏}‏، ‏{‏رَحِمَ رَبِّي إِنَّ‏}‏، ‏{‏لِي أَبِي‏}‏، ‏{‏رَبِّي إِنَّهُ‏}‏، ‏{‏بِي إِذْ أَخْرَجَنِي‏}‏ فَتَحَ الثَّمَانِيَ‏:‏ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو ‏{‏آبَائِي إِبْرَاهِيمَ‏}‏، ‏{‏لَعَلِّي أَرْجِعُ‏}‏ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ‏.‏

وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ سِتٌّ ‏{‏فَأَرْسِلُونِ‏}‏، ‏{‏وَلَا تَقْرَبُونِ‏}‏، وَ‏{‏أَنْ تُفَنِّدُونِ‏}‏، أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ، ‏{‏حَتَّى تُؤْتُونِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، يَرْتَعِ أَثْبَتَهَا قُنْبُلٌ بِخِلَافٍ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ لِقُنْبُلٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة الرَّعْدِ

تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ الرَّاءِ فِي بَابِهَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏يَغْشَى‏}‏ فِي الأَعْرَافِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ‏}‏ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ بِالرَّفْعِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَقَرَأَهُنَّ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يُسْقَى‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَنُفَصِّلُ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏الْأُكُلِ‏}‏، وَ‏{‏أُكُلُهَا‏}‏ فِي البَقَرَةِ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏، وَتَقَدَّمَ ‏{‏تَعْجَبْ فَعَجَبٌ‏}‏ فِي حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏أَئِذَا‏}‏، ‏{‏أَئِنَّا‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ وَقْفُ ابْنِ كَثِيرٍ عَلَى ‏{‏هَادٍ‏}‏، وَ‏{‏وَالٍ‏}‏، وَ‏{‏وَاقٍ‏}‏ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَمْ هَلْ تَسْتَوِي‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ مُذَكَّرًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مُؤَنَّثًا، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي فَصْلِ لَامِ هَلْ وَ بَلْ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أَفَلَمْ يَايَسِ‏}‏ لِلْبَزِّيِّ، وَانْفَرَدَ الْحَنْبَلِيُّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ‏}‏ هُنَا فِي الْمُؤْمِنِ ‏{‏وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ‏}‏ فَقَرَأَ بِضَمِّ الصَّادِ فِيهِمَا يَعْقُوبُ، وَالْكُوفِيُّونَ، وَقَرَأَهُمَا بِالْفَتْحِ الْبَاقُونَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَيُثْبِتُ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو الْكَافِرُ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْجَمْعِ‏.‏

وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ أَرْبَعٌ ‏{‏الْمُتَعَالِ‏}‏ أَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، وَتَقَدَّمَ مَا رُوِيَ فِيهَا عَنْ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ مِنْ حَذْفِهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَأَثْبَتَهَا وَصْلًا فِي بَابِهَا ‏{‏مَآبِ‏}‏، وَ‏{‏مَتَابِ‏}‏، وَ‏{‏عِقَابِ‏}‏ أَثْبَتَ الثَّلَاثَةَ فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى الْفَوَاتِحِ وَاخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الرَّاءِ‏.‏

وَاتَّفَقُوا فِي ‏{‏اللَّهَ الَّذِي‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْهَاءِ فِي الْحَالَيْنِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الِابْتِدَاءِ خَاصَّةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ فِي الْحَالَيْنِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏تَأَذَّنَ‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ إِسْكَانُ أَبِي عَمْرٍو ‏{‏سُبُلَنَا‏}‏ فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ حَمْزَةَ ‏{‏خَافَ‏}‏، ‏{‏وَخَابَ‏}‏ فِي بَابِهَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏الرِّيَاحِ‏}‏ لِلْمَدَنِيَّيْنِ فِي الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ‏}‏ هُنَا وَ‏{‏خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ‏}‏ فِي النُّورِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، خَالِقُ فِيهَا بِأَلِفٍ وَكَسْرِ اللَّامِ وَرَفْعِ الْقَافِ وَخَفْضِ ‏{‏السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏، وَ كُلِّ بَعْدَهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَالْقَافِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَنَصْبِ السَّمَاوَاتِ بِالْكَسْرِ، وَ الْأَرْضَ وَ كُلَّ بِالْفَتْحِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏بِمُصْرِخِيَّ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِكَسْرِ الْيَاءِ، وَهِيَ لُغَةُ بَنِي يَرْبُوعٍ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ قُطْرُبٌ وَأَجَازَهَا هُوَ وَالْفَرَّاءُ، وَإِمَامُ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَالْقِرَاءَةِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَعْنٍ النَّحْوِيُّ‏:‏ هِيَ صَوَابٌ، وَلَا عِبْرَةَ بِقَوْلِ الزَّمَخْشَرِيِّ، وَغَيْرِهِ مِمَّنْ ضَعَّفَهَا، أَوْ لَحَّنَهَا فَإِنَّهَا قِرَاءَةٌ صَحِيحَةٌ اجْتَمَعَتْ فِيهَا الْأَرْكَانُ الثَّلَاثَةُ، وَقَرَأَ بِهَا أَيْضًا يَحْيَى بْنُ رِئَابٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ وَحُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، وَقِيَاسُهَا فِي النَّحْوِ صَحِيحٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْيَاءَ الْأُولَى، وَهِيَ يَاءُ الْجَمْعِ جَرَتْ مَجْرَى الصَّحِيحِ لِأَجْلِ الْإِدْغَامِ فَدَخَلَتْ سَاكِنَةً عَلَيْهَا يَاءُ الْإِضَافَةِ وَحُرِّكَتْ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ فِي اجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وَهَذِهِ اللُّغَةُ بَاقِيَةٌ شَائِعَةٌ ذَائِعَةٌ فِي أَفْوَاهِ أَكْثَرِ النَّاسِ إِلَى الْيَوْمِ، يَقُولُونَ مَا فِيِّ كَذَا، يُطْلِقُونَهَا فِي كُلِّ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ الْمُدْغَمِ فِيهَا، فَيَقُولُونَ مَا عَلَيِّ مِنْكَ، وَلَا أَمْرُكَ إِلَيِّ، بَعْضُهُمْ يُبَالِغُ فِي كَسْرَتِهَا حَتَّى تَصِيرَ يَاءً، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أُكُلَهَا‏}‏ فِي البَقَرَةِ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏، وَ‏{‏خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ‏}‏ أَيْضًا وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ ‏{‏قَرَارٍ‏}‏، وَ‏{‏الْبَوَارِ‏}‏، وَ‏{‏الْقَهَّارِ‏}‏ فِي بَابِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ‏}‏ هُنَا وَفِي الْحَجِّ ‏{‏لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏ فِي لُقْمَانَ ‏{‏لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏، وَفِي الزُّمَرِ ‏{‏لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ وَاخْتُلِفَ عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى التَّمَّارُ مِنْ كُلِّ طُرُقِهِ إِلَّا طَرِيقَ أَبِي الطَّيِّبِ كَذَلِكَ هُنَا وَالْحَجِّ وَالزُّمَرِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ بِعَكْسِ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي لُقْمَانَ ‏{‏لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏، وَفِي الزُّمَرِ ‏{‏لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ وَاخْتُلِفَ عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى التَّمَّارُ مِنْ كُلِّ طُرُقِهِ إِلَّا طَرِيقَ أَبِي الطَّيِّبِ كَذَلِكَ هُنَا وَالْحَجِّ وَالزُّمَرِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ بِعَكْسِ ذَلِكَ بِفَتْحٍ فِي لُقْمَانَ وَبِضَمٍّ فِي الْبَاقِي، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ فِيهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ‏}‏ عِنْدَ ‏{‏فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏}‏، أَوَائِلَ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ ‏{‏عَصَانِي‏}‏ لِلْكِسَائِيِّ فِي بَابِهَا‏.‏

وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ فِي ‏{‏أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ‏}‏، فَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ بِيَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ هُنَا خَاصَّةً، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، قَالَ الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ‏:‏ هُوَ مِنَ الْوُفُودِ، فَإِنْ كَانَ قَدْ سُمِعَ فَعَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَإِلَّا فَهُوَ عَلَى لُغَةِ الْمُشْبِعِينَ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَقُولُونَ الدَّرَاهِيمَ وَالصَّيَارِيفَ، وَلَيْسَتْ ضَرُورَةً، بَلْ لُغَةٌ مُسْتَعْمَلَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ فِي شَوَاهِدِ التَّوْضِيحِ الْإِشْبَاعَ مِنَ الْحَرَكَاتِ الثَّلَاثَةِ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَجَعَلَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلَهُمْ‏:‏ بَيْنَا زَيْدٌ قَائِمٌ جَاءَ عَمْرٌو، أَيْ‏:‏ بَيْنَ أَوْقَاتِ قِيَامِ زَيْدٍ، فَأُشْبِعَتْ فَتْحَةُ النُّونِ فَتَوَلَّدَ الْأَلِفُ، وَحَكَى الْفَرَّاءُ أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَكَلْتُ لَحْمَا شَاةٍ، أَيْ لَحْمَ شَاةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ بَلْ هُوَ ضَرُورَةٌ، وَإِنَّ هِشَامًا سَهَّلَ الْهَمْزَةَ كَالْيَاءِ فَعَبَّرَ الرَّاوِي عَنْهَا عَلَى مَا فَهِمَ بِيَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ وَالْمُرَادُ بِيَاءٍ عُوِّضَ عَنْهَا، وَرَدَّ ذَلِكَ الْحَافِظُ الدَّانِيُّ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّ النَّقَلَةَ عَنْ هِشَامٍ كَانُوا أَعْلَمَ بِالْقِرَاءَةِ وَوُجُوهِهَا، وَلَيْسَ يُفْضِي بِهِمُ الْجَهْلُ إِلَى أَنْ يُعْتَقَدَ فِيهِمْ مِثْلُ هَذَا‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ ذَلِكَ الْقَوْلِ أَنَّ تَسْهِيلَ هَذِهِ الْهَمْزَةِ كَالْيَاءِ لَا يَجُوزُ، بَلْ تَسْهِيلُهَا إِنَّمَا يَكُونُ بِالنَّقْلِ، وَلَمْ يَكُنِ الْحُلْوَانِيُّ مُنْفَرِدًا بِهَا عَنْ هِشَامٍ، بَلْ رَوَاهَا عَنْهُ كَذَلِكَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ شَيْخُ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا هِشَامٌ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، بَلْ رَوَاهَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَرَوَاهَا الْأُسْتَاذُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ‏:‏ مَا رَأَيْتُهُ مَنْصُوصًا فِي التَّعْلِيقِ لَكِنْ قَرَأْتُ بِهِ عَلَى الشَّرِيفِ، انْتَهَى‏.‏ وَأَطْلَقَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْخِلَافَ عَنْ جَمِيعِ أَصْحَابِ هِشَامٍ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ مِنْ أَكْثَرِ الطُّرُقِ عَنْ أَصْحَابِهِ وَسَائِرِ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْهُ بِغَيْرِ يَاءٍ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ‏}‏ أَنَّهُ بِغَيْرِ يَاءٍ لِأَنَّهُ جَمْعُ فُؤَادٍ، وَهُوَ الْقَلْبُ، أَيْ قُلُوبُهُمْ فَارِغَةٌ مِنَ الْعُقُولِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ‏:‏ هُوَ مِنَ الْوُفُودِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

وَانْفَرَدَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ النَّخَّاسِ عَنْ رُوَيْسٍ ‏{‏إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ‏}‏ بِالنُّونِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي زَيْدٍ وَجَبَلَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ، وَقِرَاءَةُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِ النَّخَّاسِ وَسَائِرُ أَصْحَابِ رُوَيْسٍ بِالْيَاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِتَزُولَ‏}‏ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ اللَّامِ الْأُولَى وَرَفْعِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْأُولَى، وَنَصْبِ الثَّانِيَةِ‏.‏

فِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ ثَلَاثٌ‏:‏ ‏{‏لِي عَلَيْكُمْ‏}‏ فَتَحَهَا حَفْصٌ ‏{‏لِعِبَادِيَ الَّذِينَ‏}‏ أَسْكَنَهَا ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَرَوْحٌ ‏{‏إِنِّي أَسْكَنْتُ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو‏.‏

وَمِنَ الزَّوَائِدِ ثَلَاثٌ ‏{‏وَخَافَ وَعِيدِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا وَرْشٌ، وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ ‏{‏أَشْرَكْتُمُونِ‏}‏ أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَرُوِيَتْ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ لِقُنْبُلٍ ‏{‏وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَوَرْشٌ، وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَالْبَزِّيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ، وَصْلًا وَوَقْفًا كَمَا تَقَدَّمَ‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة الْحِجْرِ

تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَإِمَالَةُ الرَّاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏رُبَمَا‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا، وَتَقَدَّمَ خُلْفُ رُوَيْسٍ فِي ‏{‏وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ‏}‏ فِي سُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِنُونَيْنِ الْأُولَى مَضْمُومَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَفْتُوحَةٌ وَكَسْرِ الزَّايِ ‏{‏الْمَلَائِكَةَ‏}‏ بِالنَّصْبِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً وَفَتْحِ النُّونِ وَالزَّايِ ‏{‏الْمَلَائِكَةُ‏}‏ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ فَتَحُوا التَّاءَ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْبَزِّيِّ فِي تَشْدِيدِ التَّاءِ وَصْلًا مِنْ أَوَاخِرِ الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏سُكِّرَتْ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِتَخْفِيفِ الْكَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا، وَتَقَدَّمَ الرِّيحَ لِوَاقِحَ لِحَمْزَةَ وَخَلَفٍ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏الْمُخْلَصِينَ‏}‏ فِي يُوسُفَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِكَسْرِ اللَّامِ وَرَفْعِ الْيَاءِ وَتَنْوِينِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ وَتَقَدَّمَ ‏{‏جُزْءٌ‏}‏ فِي البَقَرَةِ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏ لِأَبِي بَكْرٍ، وَفِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ لِأَبِي جَعْفَرٍ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا عَنْ رُوَيْسٍ فِي ‏{‏عُيُونٍ ادْخُلُوهَا‏}‏، فَرَوَى الْقَاضِي وَابْنُ الْعَلَّافِ وَالْكَارَزِينِيُّ ثَلَاثَتُهُمْ عَنِ النَّخَّاسِ، وَهُوَ أَبُو الطَّيِّبِ وَالشَّنَبُوذِيُّ ثَلَاثَتُهُمْ عَنِ التَّمَّارِ عَنْ رُوَيْسٍ بِضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِ الْخَاءِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهِيَ هَمْزَةُ قَطْعٍ نُقِلَتْ حَرَكَتُهَا إِلَى تَنْوِينٍ، وَرَوَى السَّعِيدِيُّ وَالْحَمَّامِيُّ، وَكِلَاهُمَا عَنِ النَّخَّاسِ وَهِبَةِ اللَّهِ كِلَاهُمَا عَنِ التَّمَّارِ عَنْهُ بِضَمِّ الْخَاءِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلُ أَمْرٍ وَالْهَمْزَةُ لِلْوَصْلِ، وَكَذَا قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَهُمْ فِي عَيْنِ، عُيُونٍ، وَالتَّنْوِينُ عَلَى أُصُولِهِمُ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي الْبَقَرَةِ، وَنَقَلَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الْحَمَّامِيِّ أَنَّهُ خُيِّرَ عَنِ النَّخَّاسِ فِي ذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ ‏{‏نَبِّئْ عِبَادِي‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏إِنَّا نُبَشِّرُكَ‏}‏ لِحَمْزَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فَبِمَ تُبَشِّرُونَ‏}‏ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ النُّونِ وَفَتَحَهَا الْبَاقُونَ وَشَدَّدَهَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَقْنَطُ‏}‏، وَ‏{‏يَقْنَطُونَ‏}‏، وَ‏{‏تَقْنَطُوا‏}‏ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏لَمُنَجُّوهُمْ‏}‏ فِي الأَنْعَامِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏قَدَّرْنَا إِنَّهَا‏}‏، وَفِي النَّمْلِ ‏{‏قَدَّرْنَاهَا‏}‏، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏جَاءَ آلَ لُوطٍ‏}‏ فِي الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ وَالْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏فَأَسْرِ‏}‏ فِي هُودٍ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏فَاصْدَعْ‏}‏ فِي النِّسَاءِ‏.‏

وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتٍ الْإِضَافَةِ أَرْبَعٌ ‏{‏عِبَادِي أَنِّي أَنَا‏}‏، ‏{‏وَقُلْ إِنِّي أَنَا‏}‏ فَتَحَ الْيَاءَ فِي الثَّلَاثَةِ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَ‏{‏بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ‏.‏

وَمِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ ‏{‏فَلَا تَفْضَحُونِ‏}‏، وَ‏{‏لَا تُخْزُونِ‏}‏ أَثْبَتَهُمَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة النَّحْلِ

تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ ‏{‏أَتَى أَمْرُ اللَّهِ‏}‏ فِي بَابِهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏ كِلَيْهِمَا فِي يُونُسَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ‏}‏، فَرَوَى رَوْحٌ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً وَفَتْحِ الزَّايِ مُشَدَّدَةً وَرَفْعِ ‏{‏الْمَلَائِكَةِ‏}‏ كَالْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ الْقَدْرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً وَكَسْرِ الزَّايِ، وَنَصْبِ ‏{‏الْمَلَائِكَةَ‏}‏ وَهُمْ فِي تَشْدِيدِ الزَّايِ عَلَى أُصُولِهِمُ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي الْبَقَرَةِ فَخَفَّفَهَا مِنْهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَ أَبُو عَمْرٍو وَرُوَيْسٌ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏بِشِقِّ الْأَنْفُسِ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يُنْبِتُ لَكُمْ‏}‏، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْأَسْمَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَافَقَهُ حَفْصٌ فِي الْحَرْفَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ، وَهُمَا ‏{‏وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ‏}‏، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِ الْأَرْبَعَةِ وَكَسْرِ تَاءِ ‏{‏مُسَخَّرَاتٍ‏}‏ وَاخْتُلِفَ فِي ‏{‏وَالَّذِينَ تَدْعُونَ‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ، وَعَاصِمٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى‏:‏ ‏{‏شُرَكَائِيَ الَّذِينَ‏}‏ بِالْهَمْزِ، وَانْفَرَدَ الدَّانِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْبَزِّيِّ بِحِكَايَةِ تَرْكِ الْهَمْزِ فِيهِ، وَهُوَ وَجْهٌ ذَكَرَهُ حِكَايَةً لَا رِوَايَةً، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ قَرَأَ عَلَيْهِمُ الدَّانِيُّ هَذِهِ الرَّاوِيَةَ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ، وَهُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ وَفَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ؛ لَمْ يُقْرِئُوهُ إِلَّا بِالْهَمْزِ حَسْبَمَا نَصَّهُ فِي كُتُبِهِ، نَعَمْ قَرَأَ بِتَرْكِ الْهَمْزِ فِيهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ وَلَكِنْ مِنْ طَرِيقِ مُضَرَ وَالْجَنَدِيِّ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَقَالَ فِي مُفْرَدَاتِهِ‏:‏ وَالْعَمَلُ عَلَى الْهَمْزِ، وَبِهِ آخُذُ‏.‏ وَنَصَّ عَلَى عَدَمِ الْهَمْزِ فِيهِ أَيْضًا وَجْهًا وَاحِدًا ابْنُ شُرَيْحٍ وَالْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنَا غَلْبُونَ، وَغَيْرُهُمْ، وَكُلُّهُمْ لَمْ يَرْوِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَلَا ابْنِ الْحُبَابِ، وَقَدْ رَوَى تَرْكَ الْهَمْزِ فِيهِ وَمَا هُوَ مِنْ لَفْظِهِ، وَكَذَا ‏{‏دُعَائِي‏}‏، وَ‏{‏وَرَائِي‏}‏ فِي كُلِّ الْقُرْآنِ أَيْضًا- ابْنُ فَرَحٍ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ بِهِ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا، وَلَوْلَا حِكَايَةُ الدَّانِيِّ لَهُ عَنِ النَّقَّاشِ لَمْ نَذْكُرْهُ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ إِلَّا تَبَعًا لِقَوْلِ التَّيْسِيرِ‏:‏ الْبَزِّيُّ بِخِلَافٍ عَنْهُ، وَهُوَ خُرُوجٌ مِنْ صَاحِبِ التَّيْسِيرِ، وَمِنَ الشَّاطِبِيِّ عَنْ طُرُقِهِمَا الْمَبْنِيِّ عَلَيْهَا كِتَابُهُمَا، وَقَدْ طَعَنَ النُّحَاةُ فِي هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِالضَّعْفِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمَمْدُودَ لَا يُقْصَرُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَالْحَقُّ أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ ثَبَتَتْ عَنِ الْبَزِّيِّ مِنَ الطُّرُقِ الْمُتَقَدِّمَةِ لَا مِنْ طُرُقِ التَّيْسِيرِ، وَلَا الشَّاطِبِيَّةِ، وَلَا مِنْ طُرُقِنَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَصْرُ الْمَمْدُودِ جَائِزًا فِي الْكَلَامِ عَلَى قِلِّتِهِ كَمَا قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ النَّحْوِ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ إِثْبَاتَ الْهَمْزِ فِيهَا، وَهُوَ الَّذِي لَا يَجُوزُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا غَيْرُهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏تُشَاقُّونَ فِيهِمْ‏}‏ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ‏}‏ فِي المَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ فِيهِمَا عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ مُذَكَّرًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مُؤَنَّثًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْأَنْعَامِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ‏}‏ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى ضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ مِنْ ‏{‏يُضِلُّ‏}‏ لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ مَنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ لَا يَهْتَدِي، وَلَا هَادِيَ لَهُ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏كُنْ فَيَكُونُ‏}‏ لِابْنِ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيِّ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ لِأَبِي جَعْفَرٍ ‏{‏لَنُبَوِّئَنَّهُمْ‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏نُوحِي إِلَيْهِمْ‏}‏ لِحَفْصٍ فِي يُوسُفَ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏فَسَلُوا‏}‏ فِي بَابِ النَّقْلِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أَفَأَمِنَ‏}‏ لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ‏}‏ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مُفْرَطُونَ‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَشَدَّدَهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَخَفَّفَهَا الْبَاقُونَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏نُسْقِيكُمْ‏}‏ هُنَا وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَفَتَحَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ فِيهَا وَضَمَّهَا الْبَاقُونَ مِنْهُمَا‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى ضَمِّ حَرْفِ الْفُرْقَانِ، وَهُوَ ‏{‏وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا‏}‏ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الرُّبَاعِيِّ مُنَاسَبَةً لِمَا عُطِفَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ ‏{‏لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا‏}‏- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

وَتَقَدَّمَ ‏{‏لِلشَّارِبِينَ‏}‏ فِي الإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏يَعْرِشُونَ‏}‏ فِي الأَعْرَافِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَجْحَدُونَ‏}‏، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ وَرُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ ‏{‏جَعَلَ لَكُمُ‏}‏ كُلَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ لِرُوَيْسٍ وِفَاقًا لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَتَقَدَّمَ فِي‏:‏ ‏{‏بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ‏}‏ لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ فِي النِّسَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَوْمَ ظَعْنِكُمْ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا‏}‏، وَ‏{‏رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا‏}‏ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏بَاقٍ‏}‏ لِابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِ الْوَقْفِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ لَيَجْزِيَنَّ الَّذِينَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَعَاصِمٌ بِالنُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ فَرَوَاهُ النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ وَالْمُطَّوِّعِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الرَّمْلِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْكَارَزِينِيِّ، وَهِيَ رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ الْمَعْرُوفِ بِدُلْبَةَ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَبِهِ نَصَّ سِبْطُ الْخَيَّاطِ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَهَذَا مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ، فَإِنَّا لَا نَعْرِفُ النُّونَ عَنْ هِشَامٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ وَرَأَيْتُ فِي مُفْرَدِهِ قِرَاءَةَ ابْنِ عَامِرٍ لِلشَّيْخِ الشَّرِيفِ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِيِّ شَيْخِ سِبْطِ الْخَيَّاطِ مَا نَصُّهُ‏:‏

‏{‏وَلَيَجْزِيَنَّ‏}‏ بِالْيَاءِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ بِالْيَاءِ، وَهَذَا خِلَافُ قَوْلِ السِّبْطِ، وَقَدْ قَطَعَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو بِتَوْهِيمِ مَنْ رَوَى النُّونَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَقَالَ‏:‏ لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ لِأَنَّ الْأَخْفَشَ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ بِالْيَاءِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ وَابْنُ الْأَخْرَمِ وَابْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ وَابْنُ مُرْشِدٍ وَابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَعَامَّةُ الشَّامِيِّينَ، وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ ذَكْوَانَ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَلَا شَكَّ فِي صِلَةِ النُّونِ عَنْ هِشَامٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ جَمِيعًا مِنْ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً، فَقَدْ قَطَعَ بِذَلِكَ عَنْهُمَا الْحَافِظُ الْكَبِيرُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ كَمَا رَوَاهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ، نَعَمْ نَصَّ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِمْ عَنْ هِشَامٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ جَمِيعًا بِالْبَاءِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَكَذَا هُوَ فِي الْعُنْوَانِ وَالْمُجْتَبَى لِعَبْدِ الْجَبَّارِ وَالْإِرْشَادِ وَالتَّذْكِرَةِ، لِابْنِ غَلْبُونَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى النُونِ ‏{‏وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ‏}‏ لِأَجْلِ ‏{‏فَلَنُحْيِيَنَّهُ‏}‏ قَبْلَهُ، وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ ‏{‏بِمَا يُنَزِّلُ‏}‏ لِابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو، وَإِسْكَانُ ‏{‏رُوحُ الْقُدُسِ‏}‏ فِي البَقَرَةِ لِابْنِ كَثِيرٍ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏، وَتَقَدَّمَ ‏{‏يُلْحِدُونَ‏}‏ فِي الأَعْرَافِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فُتِنُوا‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالتَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏الْمَيْتَةَ‏}‏، وَ‏{‏فَمَنِ اضْطُرَّ‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَ إِبْرَاهَامَ فِي الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏ضَيْقٍ‏}‏ هُنَا وَالنَّمْلِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ الضَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا‏.‏

وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ ‏{‏فَارْهَبُونِ‏}‏، ‏{‏فَاتَّقُونِ‏}‏ أَثْبَتَهُمَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة الْإِسْرَاءِ

اخْتَلَفُوا فِي ‏{‏أَلَّا تَتَّخِذُوا‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ وَنَصْبِ الْهَمْزَةِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِالنُّونِ وَنَصْبِ الْهَمْزَةِ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَبَعْدَهَا وَاوُ الْجَمْعِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ فِي آلِ عِمْرَانَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَنُخْرِجُ لَهُ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْبَاءِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى نَصْبِ ‏{‏كِتَابًا‏}‏ وَوَجْهُ نَصْبِهِ عَلَى قِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ ‏{‏نُخْرِجُ‏}‏ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، قِيلَ‏:‏ إِنَّ الْجَارَّ وَالْمَجْرُورَ، وَهُوَ ‏{‏لَهُ‏}‏ قَامَ مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَقِيلَ‏:‏ الْمَصْدَرِ عَلَى أَحَدِ قِرَاءَتِهِ ‏{‏لِيَجْزِيَ قَوْمًا‏}‏ فَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، أَيْ وَيُخْرِجُ الطَّائِرُ كِتَابًا، وَكَذَا وَجْهُ النَّصْبِ عَلَى قِرَاءَةِ يَعْقُوبَ أَيْضًا فَتَتَّفِقُ الْقِرَاءَتَانِ فِي التَّوْجِيهِ عَلَى الصَّحِيحِ الْفَصِيحِ الَّذِي لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَلْقَاهُ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَتِهِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏اقْرَأْ كِتَابَكَ‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَصْرِهَا، ‏{‏مَحْظُورًا انْظُرْ‏}‏، وَ‏{‏مَسْحُورًا انْظُرْ‏}‏ كِلَاهُمَا فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ ‏{‏فَمَنِ اضْطُرَّ‏}‏‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏إِمَّا يَبْلُغَنَّ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ يَبْلُغَانِ بِأَلِفٍ مُطَوَّلَةٍ بَعْدَ الْغَيْنِ وَكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثْنِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَفَتْحِ النُّونِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ ‏{‏كِلَاهُمَا‏}‏ فِي بَابِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أُفٍّ‏}‏ هُنَا وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَحْقَافِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَحَفْصٌ بِكَسْرِ الْفَاءِ مَعَ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِنَّ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏خِطْئًا كَبِيرًا‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَأَلِفٍ مَمْدُودَةٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالطَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَلَا مَدٍّ‏.‏

وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى الشَّذَائِيُّ عَنِ الدَّاجُونِيِّ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الْمُفَسِّرِ كَذَلِكَ، أَعْنِي مِثْلَ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَبِذَلِكَ قَطَعَ لَهُ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ مِنْ طُرُقِهِ إِلَّا الْأَخْفَشَ عَنْهُ‏.‏ وَرَوَى عَنْهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَهِبَةُ اللَّهِ الْمُفَسِّرُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَإِسْكَانِ الطَّاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَحَمْزَةُ، عَلَى أَصْلِهِ فِي إِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا وَقْفًا، وَهُوَ وَغَيْرُهُ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي السَّكْتِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فَلَا يُسْرِفْ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏بِالْقِسْطَاسِ‏}‏ هُنَا وَالشُّعَرَاءِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِكَسْرِ الْقَافِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا فِيهِمَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏كَانَ سَيِّئُهُ‏}‏ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْهَاءِ وَإِلْحَاقِهَا الْوَاوَ فِي اللَّفْظِ عَلَى الْإِضَافَةِ وَالتَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَنَصْبِ تَاءِ التَّأْنِيثِ مَعَ التَّنْوِينِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَتَقَدَّمَ تَسْهِيلُ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ ‏{‏أَفَأَصْفَاكُمْ‏}‏ لِلْأَصْفَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِيَذَّكَّرُوا‏}‏ هُنَا، وَالْفُرْقَانِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِإِسْكَانِ الذَّالِ وَضَمِّ الْكَافِ مَعَ تَخْفِيفِهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الذَّالِ وَالْكَافِ مَعَ تَشْدِيدِهَا فِيهِمَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏كَمَا يَقُولُونَ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏عَمَّا يَقُولُونَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو الطَّيِّبِ عَنِ التَّمَّارِ عَنْ رُوَيْسٍ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يُسَبِّحُ‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَأَبُو الطَّيِّبِ عَنِ التَّمَّارِ عَنْ رُوَيْسٍ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أَئِذَا‏}‏، ‏{‏أَئِنَّا‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ فِي كَلِمَةٍ الْمَوْضِعَيْنِ‏.‏

وَتَقَدَّمَ ‏{‏زَبُورًا‏}‏ فِي النِّسَاءِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏الْقُرْآنُ‏}‏ فِي النَّقْلِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا‏}‏ فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أَأَسْجُدُ‏}‏ فِي الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ‏}‏ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَرَجِلِكَ‏}‏، فَرَوَى حَفْصٌ بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ‏}‏، ‏{‏أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ‏}‏، ‏{‏أَنْ يُعِيدَكُمْ‏}‏، ‏{‏فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ‏}‏، ‏{‏فَيُغْرِقَكُمْ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالنُّونِ فِي الْخَمْسَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ إِلَّا أَبَا جَعْفَرٍ وَرُوَيْسًا فِي ‏{‏فَيُغْرِقَكُمْ‏}‏ فَقَرَأَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَانْفَرَدَ الشَّطَوِيُّ عَنِ ابْنِ هَارُونَ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ مِقْسَمٍ وَقَتَادَةَ وَالْحَسَنِ فِي رِوَايَةٍ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ ‏{‏الرِّيَاحِ‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏أَعْمَى‏}‏ فِي المَوْضِعَيْنِ هُنَا مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَانْفَرَدَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْعَلَّافِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُعَدَّلِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ رَوْحٍ فِي ‏{‏لَا يَلْبَثُونَ‏}‏ فَضَمَّ الْيَاءَ وَفَتَحَ اللَّامَ وَشَدَّدَ الْبَاءَ فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ أَصْحَابِ رَوْحٍ وَأَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ وَأَصْحَابِ الْمُعَدَّلِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِ رَوْحٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَلَا خِلَافَ فِي فَتْحِ الْيَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏خِلَافَكَ‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍ خَلْفَكَ بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَانْفَرَدَ ابْنُ الْعَلَّافِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ رَوْحٍ بِالتَّخْيِيرِ بَيْنَ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَبَيْنَ كَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ ‏{‏وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ‏}‏، وَ‏{‏حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا‏}‏ لِأَبِي عَمْرٍو وَيَعْقُوبَ فِي الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَنَأَى بِجَانِبِهِ‏}‏ هُنَا، وَفِي فُصِّلَتْ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ ذَكْوَانَ بِأَلِفٍ قَبْلَ الْهَمْزَةِ مِثْلَ‏:‏ وَنَاعَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ النُّونِ وَالْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا‏}‏ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْفَاءِ وَضَمِّ الْجِيمِ وَتَخْفِيفِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِهَا‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى تَشْدِيدِ ‏{‏فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ‏}‏ مِنْ أَجْلِ الْمَصْدَرِ بَعْدَهُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏كِسَفًا‏}‏ هُنَا وَالشُّعَرَاءِ وَالرُّومِ وَسَبَأٍ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ بِفَتْحِ السِّينِ هُنَا خَاصَّةً، وَكَذَلِكَ رَوَى حَفْصٌ فِي الشُّعَرَاءِ وَسَبَأٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ السُّوَرِ، وَأَمَّا حَرْفُ الرُّومِ فَقَرَأَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ ذَكْوَانَ بِإِسْكَانِ السِّينِ، وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ فَتْحَ السِّينِ‏.‏ قَالَ الدَّانِيُّ‏:‏ وَبِهِ كَانَ يَأْخُذُ لَهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ عَلَى شَيْخِهِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ، وَكَذَا رَوَى الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ وَالْهُذَلِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ الْإِسْكَانَ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِسِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ شُرَيْحٍ، وَلَا صَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَلَا مَكِّيٌّ، وَلَا غَيْرُهُمْ مِنَ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ هِشَامٍ - سِوَاهُ، وَنَصَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ، وَابْنُ سَوَّارٍ، عَنْ هِشَامٍ بِكَمَالِهِ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَالْوَجْهَانِ عَنْهُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ السِّينِ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى إِسْكَانِ السِّينِ فِي سُورَةِ الطُّورِ مِنْ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا‏}‏ لِوَصْفِهِ بِالْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏سَاقِطًا‏}‏‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏قُلْ سُبْحَانَ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ قَالَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْخَبَرِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ مَكَّةَ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ‏{‏قُلْ‏}‏ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْأَمْرِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لَقَدْ عَلِمْتَ‏}‏ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِضَمِّ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ‏}‏ فِي البَقَرَةِ‏.‏

وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ وَاحِدَةٌ ‏{‏رَبِّي إِذًا‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو‏.‏

وَمِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ ‏{‏لَئِنْ أَخَّرْتَنِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ ‏{‏فَهُوَ الْمُهْتَدِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَرُوَيْسٌ عَنْ قُنْبُلٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة الْكَهْفِ

تَقَدَّمَ سَكْتُ حَفْصٍ عَلَى ‏{‏عِوَجَا‏}‏ فِي بَابِهِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مِنْ لَدُنْهُ‏}‏، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ الدَّالِ وَإِشْمَامِهَا الضَّمَّ وَكَسْرِ النُّونِ وَالْهَاءِ وَوَصْلِهَا بِيَاءِ اللَّفْظِ، وَانْفَرَدَ نِفْطَوَيْهِ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مِنْ غَيْرِ صِلَةٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ خَلَفٍ عَنْ يَحْيَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْهَاءِ وَالدَّالِ، وَإِسْكَانِ النُّونِ، وَابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي الصِّلَةِ بِوَاوٍ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ فِي ال عِمْرَانَ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏وَهَيِّئْ لَنَا‏}‏، ‏{‏وَيُهَيِّئْ لَكُمْ‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مِرفَقًا‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ، وَذَكَرْنَا تَرْقِيقَ الرَّاءِ لِمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏تَزَاوَرُ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ، تَزْوَرُّ بِإِسْكَانِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ مِثْلَ تَحْمَرُّ، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَخْفِيفِهَا وَأَلِفٍ بَعْدَهَا وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ شَدَّدُوا الزَّايَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَلَمُلِئْتَ‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْهَمْزِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏رُعْبًا‏}‏ فِي البَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏بِوَرِقِكُمْ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ‏;‏ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَلَا يُشْرِكُ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ وَجَزْمِ الْكَافِ عَلَى النَّهْيِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَرَفْعِ الْكَافِ عَلَى الْخَبَرِ، وَتَقَدَّمَ بِالْغُدْوَةِ لِابْنِ عَامِرٍ فِي الْأَنْعَامِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏مُتَّكِئِينَ‏}‏ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أُكُلَهَا‏}‏ فِي البَقَرَةِ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ‏}‏، ‏{‏وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَعَاصِمٌ وَرَوْحٌ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الْأَوَّلِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الثَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أَنَا أَكْثَرُ‏}‏، وَ‏{‏أَنَا أَقَلَّ‏}‏ عِنْدَ ‏{‏أَنَا أُحْيِي‏}‏ مِنَ الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏خَيْرًا مِنْهَا‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ مِنْهُمَا بِمِيمٍ بَعْدَ الْهَاءِ عَلَى التَّثْنِيَةِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِ الْمِيمِ عَلَى الْإِفْرَادِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَرُوَيْسٌ ‏{‏لَكِنَّا‏}‏ بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَعْدَ النُّونِ وَصْلًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَلَا خِلَافَ فِي إِثْبَاتِهَا فِي الْوَقْفِ اتِّبَاعًا لِلرَّسْمِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَلَمْ تَكُنْ لَهُ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏الْوَلَايَةُ‏}‏ آخِرَ الْأَنْفَالِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِلَّهِ الْحَقِّ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ بِرَفْعِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِخَفْضِهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏عُقْبًا‏}‏ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏ فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏الرِّيَاحُ‏}‏ فِي البَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏نُسَيِّرُ الْجِبَالَ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ عَامِرٍ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الْيَاءِ وَرَفْعِ الْجِبَالُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الْيَاءِ، وَنَصْبِ ‏{‏الْجِبَالَ‏}‏، وَتَقَدَّمَ ‏{‏مَالِ هَذَا الْكِتَابِ‏}‏ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا‏}‏ فِي البَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ أَشْهَدْنَاهُمْ بِالنُّونِ وَالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ لِلْعَظَمَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَانْفَرَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ عَنْهُ بِضَمِّ التَّاءِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَيَوْمَ يَقُولُ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏الْعَذَابُ قُبُلًا‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِضَمِّ الْقَافِ وَالْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِمَهْلِكِهِمْ‏}‏ هُنَا، وَفِي النَّمْلِ ‏{‏مَهْلِكَ أَهْلِهِ‏}‏، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَاللَّامِ الَّتِي بَعْدَ الْهَاءِ فِيهِمَا، وَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏أَنْسَانِيهُ‏}‏ لِحَفْصٍ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَتُهُ فِي بَابِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا‏}‏ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ‏.‏

وَاتَّفَقُوا عَلَى الْمَوْضِعَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُمَا ‏{‏وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا‏}‏، وَ‏{‏لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا‏}‏ أَنَّهُمَا بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَدْ سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ‏:‏ الرُّشْدُ بِالضَّمِّ هُوَ الصَّلَاحُ وَبِالْفَتْحِ هُوَ الْعِلْمُ، وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا طَلَبَ مِنَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْعِلْمَ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا‏}‏ كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى فَتْحِهِ‏؟‏ وَلَكِنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْفَتْحَ وَالضَّمَّ فِي الرُّشْدِ وَالرَّشَدِ لُغَتَانِ كَالْبُخْلِ وَالْبَخَلِ وَالسُّقْمِ وَالسَّقَمِ وَالْحُزْنِ وَالْحَزَنِ فَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ الِاتِّفَاقُ عَلَى فَتْحِ الْحَرْفَيْنِ الْأَوَّلِينَ لِمُنَاسِبَةِ رُءُوسِ الْآيِ وَمُوَازَنَتِهَا لِمَا قَبْلُ، وَلِمَا بَعْدُ نَحْوَ ‏{‏عَجَبًا‏}‏، وَ‏{‏عَدَدًا‏}‏، وَ‏{‏أَحَدًا‏}‏ بِخِلَافِ الثَّالِثِ فَإِنَّهُ وَقَعَ قَبْلَهُ ‏{‏عِلْمًا‏}‏، وَبَعْدَهُ ‏{‏صَبْرًا‏}‏ فَمَنْ سَكَّنَ فَلِلْمُنَاسِبَةِ أَيْضًا، وَمَنْ فَتَحَ فَإِلْحَاقًا بِالنَّظِيرِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فَلَا تَسْأَلْنِي‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى إِثْبَاتِ الْيَاءِ بَعْدَ النُّونِ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا اخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، فَرَوَى الْحَذْفَ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمَاعَةٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَخْفَشِ،، وَمِنْ طَرِيقِ الصُّورِيِّ، وَقَدْ أَطْلَقَ لَهُ الْخِلَافَ صَاحِبُ التَّيْسِيرِ، وَنَصَّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ أَنَّهُ قَرَأَ بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ جَمِيعًا عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَبِالْإِثْبَاتِ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَعَلَى الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَهِيَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ، وَقَدْ نَصَّ الْأَخْفَشُ فِي كِتَابِهِ الْعَامِّ عَلَى إِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَفِي الْخَاصِّ عَلَى حَذْفِهَا فِيهِمَا، وَرَوَى زَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ حَذْفَهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ دَاوُدَ وَمُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَرَوَى الْإِثْبَاتَ عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي الْمُبْهِجِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ فِي الْعُنْوَانِ، وَقَالَ فِي الْهِدَايَةِ‏:‏ رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ حَذْفُهَا فِي الْحَالَيْنِ وَإِثْبَاتُهَا فِي الْوَصْلِ خَاصَّةً، وَقَالَ فِي التَّبْصِرَةِ‏:‏ كُلُّهُمْ أَثْبَتَ الْيَاءَ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَنَّهُ حَذَفَ فِي الْحَالَيْنِ وَالْمَشْهُورُ الْإِثْبَاتُ كَالْجَمَاعَةِ، وَالْوَجْهَانِ جَمِيعًا فِي الْكَافِي وَالتَّلْخِيصِ، وَالشَّاطِبِيَّةِ، وَغَيْرِهَا‏.‏ وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ الْحَذْفَ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ، وَرَوَاهُ الشَّهْرُزُورِيُّ مِنْ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ عَنْهُ، وَرَوَى آخَرُونَ الْحَذْفَ فِيهَا مِنْ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَهُوَ وَهْمٌ بِلَا شَكٍّ انْقَلَبَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَالْحَذْفُ وَالْإِثْبَاتُ كِلَاهُمَا صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ نَصًّا وَأَدَاءً، وَوَجْهُ الْحَذْفِ حَمْلُ الرَّسْمِ عَلَى الزِّيَادَةِ تَجَاوُزًا فِي حُرُوفِ الْمَدِّ كَمَا قُرِئَ ‏{‏وَثَمُودَا‏}‏ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَوُقِفَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَلِكَ ‏{‏السَّبِيلَا‏}‏، وَ‏{‏الظُّنُونَا‏}‏، وَ‏{‏الرَّسُولَا‏}‏، وَغَيْرُهَا‏.‏ مِمَّا كُتِبَ رَسْمًا وَقُرِئَ بِحَذْفِهِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ الصَّحِيحَةِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَعْدُودًا مِنْ مُخَالَفَةِ الرَّسْمِ كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ أَوَّلَ الْكِتَابِ، وَفِي مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ وَفَتْحِهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ وَ أَهْلُهَا بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَنَصْبِ ‏{‏أَهْلَهَا‏}‏‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏زَكِيَّةً‏}‏ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ وَرَوْحٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏نُكْرًا‏}‏ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏ مِنَ الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا عَلَى ‏{‏فَلَا تُصَاحِبْنِي‏}‏ إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْمُعَدَّلِ عَنْ رَوْحٍ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَفَتْحِ الْحَاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ زَيْدٍ، وَغَيْرِهِ عَنْ يَعْقُوبَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مِنْ لَدُنِّي‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي ضَمَّةِ الدَّالِ، فَأَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى إِشْمَامِهَا الضَّمَّ بَعْدَ إِسْكَانِهَا، وَبِهِ وَرَدَ النَّصُّ عَنِ الْعُلَيْمِيِّ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَلَمْ يُذْكَرْ غَيْرُهُ فِي التَّيْسِيرِ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ، وَهُوَ الَّذِي فِي الْكَافِي وَالتَّذْكِرَةِ، وَالْهِدَايَةِ، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ، وَكَذَا هُوَ فِي كُتُبِ ابْنِ مِهْرَانَ وَكُتُبِ أَبِي الْعِزِّ وَسِبْطِ الْخَيَّاطِ، وَرَوَى كَثِيرٌ مِنْهُمُ اخْتِلَاسَ ضَمَّةِ الدَّالِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَالْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَنَصَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي مُفْرَدَاتِهِ وَجَامِعِهِ، وَقَالَ فِيهِ‏:‏ وَالْإِشْمَامُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ يَكُونُ إِيمَاءً بِالشَّفَتَيْنِ إِلَى الضَّمَّةِ بَعْدَ سُكُونِ الدَّالِ وَقَبْلَ كَسْرِ النُّونِ كَمَا لَخَّصَهُ مُوسَى بْنُ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ وَيَكُونُ أَيْضًا إِشَارَةً بِالضَّمِّ إِلَى الدَّالِ فَلَا يُخْلَصُ لَهَا سُكُونٌ، بَلْ هِيَ عَلَى ذَلِكَ فِي زِنَةِ الْمُتَحَرِّكِ، وَإِذَا كَانَ إِيمَاءً كَانَتِ النُّونُ الْمَكْسُورَةُ نُونَ لَدُنْ الْأَصْلِيَّةَ، كُسِرَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الدَّالِ قَبْلَهَا، وَأُعْمِلَ الْعُضْوُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكُنِ النُّونَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ، بَلْ هِيَ الْمَحْذُوفَةُ تَخْفِيفًا لِزِيَادَتِهَا، وَإِذَا كَانَ إِشَارَةً بِالْحَرَكَةِ كَانَتِ النُّونَ الْمَكْسُورَةَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ لِمُلَازَمَتِهَا إِيَّاهَا، كُسِرَتْ كَسْرَ بِنَاءٍ وَحُذِفَتِ الْأَصْلِيَّةُ قَبْلَهَا لِلتَّخْفِيفِ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَهَذَا قَوْلٌ لَا مَزِيدَ عَلَى حُسْنِهِ وَتَحْقِيقِهِ، وَهَذَانِ الْوَجْهَانِ مِمَّا اخْتُصَّ بِهِمَا هَذَا الْحَرْفُ كَمَا أَنَّ حَرْفَ أَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ ‏{‏مِنْ لَدُنْهُ‏}‏ يَخْتَصُّ بِالْإِشْمَامِ لَيْسَ إِلَّا، وَمِنْ أَجْلِ الصِّلَةِ بَعْدَ النُّونِ، وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ‏}‏ فِي سُورَةِ النَّمْلِ، وَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ طُرُقِهِ عَنْ يَحْيَى وَالْعُلَيْمِيِّ، وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِالِاخْتِلَاسِ لَيْسَ إِلَّا مِنْ أَجْلِ سُكُونِ النُّونِ فِيهِ، فَلِذَلِكَ امْتَنَعَ فِيهِ الْإِشْمَامُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لَاتَّخَذْتَ‏}‏ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ لَتَخِذْتَ بِتَخْفِيفِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْخَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفِ وَصْلٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ وَأَلِفِ وَصْلٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِظْهَارِ ذَالِهِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَنْ يُبْدِلَهُمَا‏}‏ هُنَا، وَفِي التَّحْرِيمِ ‏{‏أَنْ يُبْدِلَهُ‏}‏، وَفِي ن ‏{‏أَنْ يُبْدِلَنَا‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو بِتَشْدِيدِ الدَّالِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏رُحْمًا‏}‏ عِنْدَ ‏{‏هُزُوًا‏}‏ مِنَ الْبَقَرَةِ، وَكَذَا ‏{‏عُسْرًا‏}‏، وَ‏{‏يُسْرًا‏}‏‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فَأَتْبَعَ سَبَبًا‏}‏، ‏{‏ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا‏}‏ فِي المَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏عَيْنٍ حَمِئَةٍ‏}‏ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَحَفْصٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الْحَاءِ، وَهَمْزِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَفَتْحِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ‏.‏ وَاخْتَلَفُوا فِي ‏{‏جَزَاءً الْحُسْنَى‏}‏ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالنَّصْبِ وَالتَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ لِلسَّاكِنَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏بَيْنَ السَّدَّيْنِ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَفْقَهُونَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْقَافِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏خَرْجًا‏}‏ هُنَا وَالْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ ‏{‏فَخَرْجُ رَبِّكَ‏}‏ ثَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏سَدًّا‏}‏ هُنَا، وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ يس فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَافَقَهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَتَقَدَّمَ إِظْهَارُ مَكَّنَنِي لِابْنِ كَثِيرٍ فِي آخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ‏}‏، وَ‏{‏قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ‏}‏، فَرَوَى ابْنُ حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى، وَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ التَّنْوِينِ فِي الْأَوَّلِ، وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُ، وَبَعْدَ اللَّامِ فِي الثَّانِي مِنَ الْمَجِيءِ، وَالِابْتِدَاءُ عَلَى هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ، بَعْدَهَا يَاءٌ، وَافَقَهُمَا حَمْزَةُ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ أَعْنِي فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ غَيْرَهُ، وَرَوَى شُعَيْبٌ الصَّرِيفِينِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَمَدِّهَا فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ مِنَ الْإِعْطَاءِ، هَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا، وَكَذَا رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجُمِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ بَعْضُهُمُ الْأَوَّلَ بِوَجْهَيْنِ، وَالثَّانِيَ بِالْقَطْعِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبَعْضُهُمْ قَطَعَ لَهُ بِالْوَصْلِ فِي الْأَوَّلِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَفِي الثَّانِي بِالْوَجْهَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي التَّيْسِيرِ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ لَهُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي الْكَافِي، وَغَيْرِهِ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ وَالصَّوَابُ هُوَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏الصَّدَفَيْنِ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الصَّادِ وَالدَّالِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الصَّادِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏فَمَا اسْتَطَاعُوا‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ يُرِيدُ ‏{‏فَمَا اسْتَطَاعُوا‏}‏ فَأَدْغَمَ التَّاءَ فِي الطَّاءِ وَجَمَعَ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ وَصْلًا، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا فِي مِثْلِ ذَلِكَ جَائِزٌ مَسْمُوعٌ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو‏:‏ وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ وَيُسَوِّغُهُ أَنَّ السَّاكِنَ الثَّانِيَ لَمَّا كَانَ اللِّسَانُ عِنْدَهُ يَرْتَفِعُ عَنْهُ وَعَنِ الْمُدْغَمِ ارْتِفَاعَةً وَاحِدَةً صَارَ بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فَكَأَنَّ السَّاكِنَ الْأَوَّلَ قَدْ وَلِيَ مُتَحَرِّكًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو، وَقِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَقَالُونَ وَالْبَزِّيِّ، وَغَيْرِهِمْ، فَلَا يَجُوزُ إِنْكَارُهُ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏دَكًّا‏}‏ لِلْكُوفِيِّينَ فِي الْأَعْرَافِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَنْ تَنْفَدَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلْفٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ‏.‏

وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ تِسْعٌ ‏{‏رَبِّي أَعْلَمُ‏}‏، ‏{‏بِرَبِّي أَحَدًا‏}‏، ‏{‏بِرَبِّي أَحَدًا‏}‏ فِي المَوْضِعَيْنِ ‏{‏رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ‏}‏ فَتَحَ الْأَرْبَعَةَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو، وَ‏{‏سَتَجِدُنِي إِنْ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ ‏{‏مَعِيَ صَبْرًا‏}‏ فِي الثَّلَاثَةِ فَتَحَهَا حَفْصٌ ‏{‏مِنْ دُونِي‏}‏، ‏{‏أَوْلِيَاءَ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو‏.‏

وَمِنَ الزَّوَائِدِ سِتٌّ‏:‏ ‏{‏الْمُهْتَدِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَوَرَدَتْ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ ‏{‏أَنْ يَهْدِيَنِ‏}‏، وَ‏{‏أَنْ يُؤْتِيَنِ‏}‏، وَ‏{‏أَنْ تُعَلِّمَنِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ ‏{‏إِنْ تَرَنِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَقَالُونُ وَالْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ وَرْشٍ، وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ ‏{‏مَا كُنَّا نَبْغِ‏}‏ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ، وَفِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ،‏.‏

وَأَمَّا ‏{‏فَلَا تَسْأَلْنِي‏}‏ فَلَيْسَتْ مِنَ الزَّوَائِدِ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى حَذْفِهَا فِي مَوْضِعِهَا وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ‏.‏

‏[‏فَرْش‏]‏ سُورَة مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ

تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَى الْحُرُوفِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ هَا، وَ يَا مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي جَوَازِ الْمَدِّ وَالتَّوَسُّطِ وَالْقَصْرِ فِي عَيْنْ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ صَادْ ذِكْرُ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزِ ‏{‏زَكَرِيَّا‏}‏ فِي ال عِمْرَانَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَرِثُنِي وَيَرِثُ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ بِجَزْمِهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهِمَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏يُبَشِّرُكَ‏}‏ لِحَمْزَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏عِتِيًّا‏}‏، وَ‏{‏جِثِيًّا‏}‏، وَ‏{‏صِلِيًّا‏}‏، وَ‏{‏بُكِيًّا‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ، أَوَائِلِ الْأَرْبَعَةِ، وَافَقَهُمَا حَفْصٌ إِلَّا فِي ‏{‏بُكِيًّا‏}‏، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ أَوَائِلِهِنَّ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَقَدْ خَلَقْتُكَ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، خَلَقْنَاكَ بِالنُّونِ وَالْأَلِفِ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى لَفْظِ التَّوْحِيدِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ ‏{‏الْمِحْرَابِ‏}‏ فِي بَابِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏لِأَهَبَ لَكِ‏}‏ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ وَوَرْشٌ، بِالْيَاءِ بَعْدَ اللَّامِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ، فَرَوَى ابْنُ أَبِي مِهْرَانَ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعَلَّافِ وَالْحَمَّامِيِّ، وَكَذَا رَوَى ابْنُ ذُؤَابَةَ وَالْقَزَّازُ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ، وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ بُويَانَ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ وَالْكَارَزِينِيِّ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي الْكَافِي وَالْهَادِي، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّبْصِرَةِ، وَتَلْخِيصِ الْعِبَارَاتِ، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ لَقَالُونَ سِوَاهُ خُصُوصًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ، وَكَذَا هُوَ فِي كِفَايَةِ سِبْطِ الْخَيَّاطِ، وَغَايَةِ أَبِي الْعَلَاءِ لِأَبِي نَشِيطٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ الْعَلَّافِ وَالْحَمَّامِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي مِهْرَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَكَذَا رَوَى ابْنُ الْهَيْثَمِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي الْمُبْهِجِ، وَتَلْخِيصِ الْعِبَارَاتِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فَارِسٌ وَالْكَارَزِينِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي التَّيْسِيرِ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ سِوَاهُ، وَقَالَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ‏:‏ إِنَّهُ هُوَ الَّذِي قَرَأَ بِهِ فِي رِوَايَةِ الْقَاضِي، وَأَبِي نَشِيطٍ، وَالشَّحَّامِ عَنْ قَالُونَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَقَدْ وَهِمَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ فِي تَخْصِيصِهِ الْيَاءَ بِرَوْحٍ دُونَ رُوَيْسٍ كَمَا وَهِمَ ابْنُ مِهْرَانَ فِي تَخْصِيصِهِ ذَلِكَ بِرُوَيْسٍ دُونَ رَوْحٍ فَخَالَفَا سَائِرَ الْأَئِمَّةِ وَجَمِيعَ النُّصُوصِ، بَلِ الصَّوَابُ أَنَّ الْيَاءَ فِيهِ لِيَعْقُوبَ بِكَمَالِهِ‏.‏ نَعَمِ الْوَلِيدُ عَنْ يَعْقُوبَ بِالْهَمْزَةِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-‏.‏

، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏مِتُّ‏}‏ لمِنْ آلِ عِمْرَانَ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏كُنْتُ نَسْيًا‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ النُّونِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏مِنْ تَحْتِهَا‏}‏ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ وَرَوْحٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَخَفْضِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَنَصْبِ التَّاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏تُسَاقِطْ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْقَافِ وَتَخْفِيفِ السِّيِنِ، وَرَوَاهُ حَفْصٌ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَتَخْفِيفِ السِّينِ أَيْضًا، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ وَفَتْحِهَا وَتَشْدِيدِ السِّينِ وَفَتْحِ الْقَافِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَاهُ الْعُلَيْمِيُّ كَقِرَاءَةِ يَعْقُوبَ، وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الْخَيَّاطُ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ، وَرَوَاهُ سَائِرُ أَصْحَابِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ بِالتَّأْنِيثِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ ‏{‏آتَانِيَ‏}‏، ‏{‏وَأَوْصَانِي‏}‏ فِي بَابِهِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏قَوْلَ الْحَقِّ‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِنَصْبِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏كُنْ فَيَكُونُ‏}‏ لِابْنِ عَامِرٍ فِي الْبَقَرَةِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي‏}‏ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ وَرَوْحٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏إِبْرَاهِيمُ‏}‏ فِي البَقَرَةِ، وَ‏{‏يَا أَبَتِ‏}‏ فِي سُورَةِ يُوسُفَ، وَفِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏مُخْلَصًا‏}‏ فِي يُوسُفَ لِلْكُوفِيِّينَ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ‏}‏ فِي النِّسَاءِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏نُورِثُ‏}‏ فَرَوَى رُوَيْسٌ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِسْكَانِ وَالتَّخْفِيفِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ‏{‏أَئِذَا مَا مِتُّ‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ‏}‏ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ بِتَخْفِيفِ الذَّالِ وَالْكَافِ مَعَ ضَمِّ الْكَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهِمَا وَفَتْحِ الْكَافِ، وَتَقَدَّمَ ‏{‏نُنَجِّي الَّذِينَ‏}‏ فِي الأَنْعَامِ لِيَعْقُوبَ وَالْكِسَائِيِّ‏.‏ وَاخْتُلِفَ فِي ‏{‏خَيْرٌ مَقَامًا‏}‏ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِضَمِّ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَتَقَدَّمَ ‏{‏وَرِئْيًا‏}‏ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي ‏{‏وَلَدًا‏}‏ جَمِيعِ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ ‏{‏مَالًا وَوَلَدًا‏}‏، ‏{‏الرَّحْمَنُ وَلَدًا‏}‏، ‏{‏دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا‏}‏، ‏{‏أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا‏}‏ أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ، وَفِي الزُّخْرُفِ ‏{‏إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ‏}‏ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الْوَاوِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ فِي الْخَمْسَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَاللَّامِ فِيهِنَّ وَنَذْكُرُ حَرْفَ نُوحٍ فِي مَوْضِعِهِ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ-‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏تَكَادُ السَّمَاوَاتُ‏}‏ هُنَا، وَفِي عسق فَقَرَأَ نَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ‏.‏

وَاخْتَلَفُوا فِي‏:‏ ‏{‏يَتَفَطَّرْنَ‏}‏ هُنَا، وَفِي عسق فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ هُنَا بِالتَّاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ مُشَدَّدَةً، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْجَمِيعُ فِي عسق سِوَى أَبِي عَمْرٍو وَيَعْقُوبَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَرَءُوا بِالنُّونِ وَكَسْرِ الطَّاءِ مُخَفَّفَةً، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ هُنَا، أَعْنِي غَيْرَ نَافِعٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ وَابْنِ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيِّ وَحَفْصٍ، وَتَقَدَّمَ لِنُبَشِّرَ بِهِ لِحَمْزَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ‏.‏

فِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ سِتٌّ ‏{‏مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ‏}‏ فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ ‏{‏لِي آيَةً‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو ‏{‏إِنِّي أَعُوذُ‏}‏، ‏{‏إِنِّي أَخَافُ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو ‏{‏آتَانِيَ الْكِتَابَ‏}‏ أَسْكَنَهَا حَمْزَةُ ‏{‏رَبِّي إِنَّهُ كَانَ‏}‏ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَلَيْسَ فِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ شَيْءٌ‏.‏