فصل: تفسير الآية رقم (80):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآية رقم (80):

{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} والفرق بين اللمس والمس، أن مع اللمس إحساساً.
وفي الأيام المعدودة قولان:
أحدهما: أنها أربعون يوماً، وهذا قول قتادة، والسدي، وعكرمة، وأبي العالية، ورواه الضحاك عن ابن عباس، ومن قال بهذا اختلفوا في تقديرهم لها بالأربعين:
فقال بعضهم: لأنها عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل.
وقال ابن عباس: أن اليهود يزعمون أنهم، وجدوا في التوراة مكتوباً، أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة، وهم يقطعون مسيرة كل سنة في يوم، فإذا انقطع المسير انقضى العذاب، وهلكت النار، وهذا قول من قدر (المعدودة) بالأربعين.
والقول الثاني: أن المعدودة التي تمسهم فيها النار سبعة أيام، لأنهم زعموا، أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأنهم يُعَذَّبُون عن كل ألف سنة يوماً، وهذا قول مجاهد، ورواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

.تفسير الآيات (81- 82):

{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}
قوله تعالى: {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً}. أما (بلى)، فجوات النفي، وأما (نعم) فجواب الإيجاب، قال الفراء: إذا قال الرجل لصاحبه: ما لك عَليَّ شيء، فقال الآخر: نعم، كان ذلك تصديقاً أن لا شيء عليه، ولو قال بَلَى: كان رداً لقوله، وتقديره: بَلَى لِيَ عليك.
وقوله: {مَن كَسَبَ سَيِّئَةً} اختلفوا في السيئة ها هنا، على قولين:
أحدهما: أنها الشرك، وهذا قول مجاهد.
والثاني: أنها الذنوب التي وعد الله تعالى عليها النار، وهذا قول السدي.
وقوله تعالى: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} فيه تأويلان:
أحدهما: أنه مات عليها، وهذا قول ابن جبير.
والثاني: أنها سَدَّتْ عليه المسالك، وهذا قول ابن السراج.

.تفسير الآية رقم (83):

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)}
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ} يعني في التوراة بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم. ويقال الميثاق الأول (حين أُخرِجوا) من صلب آدم.
{وَقُولُوا للِنَّاسِ حُسْناً} فمن قرأ حَسَناً، يعني قولاً صدقاً في بعث محمد صلى الله عليه وسلم، وبالرفع، أي قولوا لجميع الناس حسناً، يعني خالقوا الناس بِخُلُقٍ حسن.

.تفسير الآيات (84- 86):

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُ مِّن دِيَارِكُمْ} أما النفس فمأخوذة من النفاسة، وهي الجلالة، فنفس الإنسان أنفس ما فيه، وأما الديار فالمنزل، الذي فيه أبنية المقام، بخلاف منزل الارتحال، وقال الخليل: كل موضع حَلَّهُ قوم، فهو دار لهم، وإن لم يكن فيه أبنية.
فإن قيل: فهل يسفك أحد دمه، ويخرج نفسه من داره؟ ففيه قولان:
أحدهما: معناه لا يقتل بعضكم بعضاً، ولا يخرجه من داره، وهذا قول قتادة، وأبي العالية.
والثاني: أنه القصاص الذي يقتص منهم بمن قتلوه.
وفيه قول ثالث: أن قوله (أنفسكم) أي إخوانكم فهو كنفس واحدة.
قوله تعالى: {تَظَاهَرُونَ عَليْهِم بالإثْمِ وَالعُدْوَانِ} يعني تتعاونون، والإثم هو الفعل الذي يستحق عليه الذم، وفي العدوان قولان:
أحدهما: أنه مجاوزة الحق.
والثاني: أنه في الإفراط في الظلم.
{وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُم} وقرأ حمزة {أُسْرَى}. وفي الفرق بين أَسْرَى وأُسَارَى قولان:
أحدهما: أن أَسْرَى جمع أسير، وأُسَارَى جمع أَسْرَى.
والثاني: أن الأَسْرى الذين في اليد وإنْ لم يكونوا في وَثَاق، وهذا قول أبي عمرو بن العلاء، والأُسارَى: الذين في وَثَاق.

.تفسير الآية رقم (87):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ} يعني التوراة.
{وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} والتَّقْفِيَةُ: الإتْباع، ومعناه: وأَتْبَعْنَا، يقال اسْتَقْفَيْتُهُ إِذَا جئت من خلفه، وسميت قافية الشعر قافية لأنها خلفه.
{وَءَاتينا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} وفيها ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن البينات الحجج.
والثاني: أنها الإنجيل.
والثالث: وهو قول ابن عباس، أن البينات التي أوتيها عيسى إحياء الموتى، وخلقه من الطين كهيئة الطير، فيكون طيراً بإذن الله، وإبراء الأسْقَام.
{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدْسِ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أن روح القدس الاسم الذي يحيي به عيسى الموتى، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: أنه الإنجيل، سماه روحاً، كما سمى الله القرآن روحاً في قوله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوحَينَا إِلَيكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا}.
والثالث: وهو الأظهر، أنه جبريل عليه السلام، وهذا قول الحسن وقتادة، والربيع، والسدي، والضحاك.
واختلفوا في تسمية جبريل بروح القدس، على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه سُمِّيَ رُوحاً، لأَنَّه بمنزلة الأرواح للأبدان، يحيي بما يأتي به من البينات من الله عز وجل.
والثاني: أنه سمي روحاً، لأن الغالب على جسمه الروحانية، لرقته، وكذلك سائر الملائكة، وإنما يختص به جبريل تشريفاً.
والثالث: أنه سمي روحاً، لأنه كان بتكوين الله تعالى له روحاً من عنده من غير ولادة.
والقُدُس فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: هو الله تعالى، ولذلك سُمِّي عيسى عليه السلام روح القدس، لأن الله تعالى كوَّنه من غير أب، وهذا قول الحسن والربيع وابن زيد. قال ابن زيد: القدس والقدوس واحد.
والثاني: هو الظهر، كأنه دل به على التطهر من الذنوب.
والثالث: أن القدس البركة، وهو قول السدي.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)}
قوله تعالى: {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} فيه تأويلات:
أحدهما: يعني في أَغْطِيَةٍ وَأَكِنَّةٍ لا تفقه، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد وقتادة، والسدي.
والثاني: يعني أوعية للعلم، وهذا قول عطية، ورواية الضحاك عن ابن عباس.
{بَّل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ} وَاللَّعن: الطرد والإبعاد، ومنه قول الشماخ:
ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه ** مقام الذئب كالرجل اللعين

ووجه الكلام: مقام الذئب اللعين كالرجل.
في قوله تعالى: {فَقَليلاً مَّا يُؤْمنُونَ} تأويلان:
أحدهما: معناه فقليل منهم من يؤمن، وهذا قول قتادة، لأن مَن آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن مِنْ أهل الكتاب.
والثاني: معناه فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، وهو مروي عن قتادة. ومعنى {مَا} هنا الصلة للتوكيد كما قال مهلهل:
لو بأبانين جاء يخطبها ** خُضَّب ما أنف خاضب بدم

.تفسير الآية رقم (89):

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللهِ} يعني القرآن {مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ} فيه تأويلان:
أحدهما: مصدق لما في التوراة والإنجيل من الأخبار التي فيهما.
والثاني: مصدق بأن التوراة والإنجيل من عند الله عز وجل.
{وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني يستنصرون، قال ابن عباس: إن اليهود كانوا يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، فلما بعثه الله تعالى من العرب كفروا به، فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء بن معرور: أو ما كنتم تخبروننا أنه مبعوث؟ فقال سلام بن مشكم: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم، فأنزل الله تعالى ذلك.

.تفسير الآية رقم (90):

{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ} اشتروا بمعنى باعوا.
{أن يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً} يعني حسداً، هكذا قال قتادة والسدي، وأبو العالية، وهم اليهود. والبغي شدة الطلب للتطاول، وأصله الطلب، ولذلك سميت الزانية بَغِياً، لأنها تطلب الزنى.
وفي قوله تعالى: {فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الغضب الأول لكفرهم بعيسى، والغضب الثاني لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول الحسن، وعكرمة، والشعبي، وقتادة، وأبي العالية.
والثاني: أنه ما تقدم من كفرهم في قولهم عُزير ابن الله، وقولهم يد الله مغلولة، وتبديلهم كتاب الله، ثم كفرهم بمحمد.
والثالث: أنه لما كان الغضب لازماً لهم كان ذلك توكيداً.
{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} المهين: المذل. والعذاب على ضربين:
فالمهين منها عذاب الكافرين لأنه لا يمحص عنهم ذنوبهم.
والثاني: غير مهين وهو ما كان فيه تمحيص عن صاحبه، كقطع يد السارق من المسلمين، وحد الزاني.

.تفسير الآيات (91- 92):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)}
وقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا بِمَا أَنَزَلَ اللهُ} يعني القرآن.
{قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا} يعني التوراة.
{وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ} يعني بما بعده.
{وَهُوَ الْحَقُّ} يعني القرآن.
{مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ} يعني التوراة، لأن كتب الله تعالى يصدق بعضها بعضاً.
{قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ} معناه فلم قتلتم، فعبر عن الفعل الماضي بالمستقبل، وهذا يجوز، فيما كان بمنزلة الصفة، كقوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} أي ما تلت، وقال الشاعر:
وإني لآتيكم بشكر ما مضى ** من الأمر واستحباب ما كان في غد

يعني ما يكون في غد، وقيل معناه: فلم ترضون بقتل أنبياء الله، إن كنتم مؤمنين؟