فصل: تفسير الآيات (33- 37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآيات (33- 37):

{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)}
قوله تعالى: {رِدْءاً} فيه وجهان:
أحدهما: عوناً، قاله مجاهد.
الثاني: زيادة، والردء الزيادة وهو قول مسلم بن جندب وأنشد قول الشاعر:
وأسمر خطيّاً كأن كعوبه ** نوى القسب قد أردى ذِراعاً على العشر

.تفسير الآيات (38- 42):

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}
قوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} قال ابن عباس: كان بينها وبين قوله {أنا ربكم الأعلى} أربعون سنة.
{فأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانَ عَلَى الطِّينِ} قال قتادة: هو أول من طبخ الآجر.
{فَاجْعَلَ لِّي صَرْحاً} الصرح القصر العالي. قال قتادة: هو أول من صنع له الصرح.
{لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} الآية. فحكى السدي أن فرعون صعد الصرح ورمى نشابه نحو السماء فرجعت إليه متلطخة دماً: قد قتلت إِله موسى.
قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} قال قتادة: بحر يقال له أساف من وراء مصر غرقهم الله فيه.
قوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} يعني فرعون وقومه، وفيه وجهان:
أحدهما: زعماء يُتْبَعُونَ على الكفر.
الثاني: أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر.
{يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} فيه وجهان:
أحدهما: يدعون إلى عمل أهل النار.
الثاني: يدعون إلى ما يوجب النار.
قوله: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} فيه وجهان:
أحدهما: يعني خزياً وغضباً.
الثاني: طرداً منها بالهلاك فيها.
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: من المقبحين بسواد الوجوه وزرقة الأعين، قاله الكلبي.
الثاني: من المشوهين بالعذاب، قاله مقاتل.
الثالث: من المهلكين، قاله الأخفش وقطرب.
الرابع: من المغلوبين، قاله ابن بحر.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} فيه قولان:
أحدهما: أنها ست من المثاني التي التي أنزلها الله على رسوله محمد صلىلله عليه وسلم، قاله ابن عباس ورواه مرفوعاً.
الثاني: أنها التوراة، قاله قتادة. قال يحيى بن سلام: هو أول كتاب نزل فيه الفرائض والحدود والأحكام.
{مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى} قال أبو سعيد الخدري: ما أهلك الله أمة من الأمم ولا قرناً من القرون ولا قرية من القرى بعذاب من السماء ولا من الأرض منذ أنزل الله التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخهم الله قردة، ألم تر إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابِ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى}.
ومعنى قوله: {بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ} أي بينات. {وَهُدًى} أي دلالة {وَرَحْمَةً} أي نعمة.
{لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} أي ليذكروا هذه النعمة فيقيموا على إيمانهم في الدنيا ويثقوا بثوابهم في الآخرة.

.تفسير الآيات (44- 47):

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
قوله: {وَمَا كُنتَ بِجَانِب الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وما كنت يا محمد {بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} وفيه وجهان:
أحدهما: نودي يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني، قاله أبو هريرة.
الثاني: أنهم نودوا في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بُعِثْتَ، قاله مقاتل.
{وَلَكِن رَّحْمَةَ مِّن رَّبِّكَ} فيه وجهان:
أحدهما: أن ما نودي به موسى من جانب الطور من ذكرك نعمة من ربك.
الثاني: أن إرسالك نبياً إلى قومك نعمة من ربك.
{لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ} يعني العرب.

.تفسير الآيات (48- 51):

{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)}
قوله تعالى: {قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا} قرأ الكوفيون سحران، فمن قرأ ساحران ففيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: موسى ومحمد عليهما السلام، وهذا قول مشركي العرب، وبه قال ابن عباس والحسن.
الثاني: موسى وهارون عليهما السلام وهذا قول اليهود لهما في ابتداء الرسالة، قاله ابن جبير ومجاهد وأبو زيد.
الثالث: عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول اليهود اليوم، وبه قال قتادة.
ومن قرأ سحران ففيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها التوارة والقرآن، قاله عاصم الجحدري والسدي.
الثاني: التوراة والإنجيل، قاله إسماعيل وأبو مجلز.
الثالث: الإنجيل والقرآن، قاله قتادة.
{قَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} يعني بما ذكره على اختلاف الأقاويل وفي قائل ذلك قولان:
إحداهما: اليهود.
الثاني: قريش.
قوله: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه بيَّنا لهم القول، قاله السدي.
الثالث: أتبعنا بعضه بعضاً، قاله علي بن عيسى.
وفي {الْقَوْلَ} وجهان:
أحدهما: أن الخبر عن الدنيا والآخرة، قاله ابن زيد.
الثاني: إخبارهم بمن أهلكنا من قوم نوح بكذا وقوم صالح بكذا وقوم هود بكذا.
{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يتذكرون محمداً فيؤمنوا به، قاله ابن عباس.
الثاني: يتذكرون فيخافون أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم، قاله ابن عيسى.
الثالث: لعلهم يتعظون بالقرآن عن عبادة الأوثان، حكاه النقاش.

.تفسير الآيات (52- 55):

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ ءَآتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: يعني الذين آتيناهم التوراة والإنجيل من قبل القرآن هم بالقرآن يؤمنون، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: الذي آتيناهم التوراة والإنجيل من قبل محمد هم بمحمد يؤمنون، قاله ابن شجرة.
وفيمن نزلت قولان:
أحدهما: نزلت في عبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي أسلموا فنزلت فيهم هذه الآية والتي بعدها، قاله قتادة.
الثاني: أنها نزلت في أربعين رجلاً من أهل الإنجيل كانوا مسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، اثنان وثلاثون رجلاً من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه وثمانية قدموا من الشام. منهم بحيراً وأبرهة والأشراف وعامر وأيمن وإدريس ونافع فأنزل الله فيهم هذه الآية، والتي بعدها إلى قوله {أُوْلَئِكَ يُؤْتُوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ} قال قتادة: [بإيمانهم] بالكتاب الأول وإيمانهم بالكتاب الآخر.
وفي قوله بما صبروا ثلاثة أوجه:
أحدها: بما صبروا على الإيمان، قاله ابن شجرة.
الثاني: على الأذى، قاله مجاهد.
الثالث: على طاعة الله وصبروا عن معصية الله، قاله قتادة.
{وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: يدفعون بالعمل الصالح ما تقدم من ذنب، قاله ابن شجرة.
الثاني: يدفعون بالحلم جهل الجاهل، وهذا معنى قول يحيى بن سلام.
الثالث: يدفعون بالسلام قبح اللقاء، وهذا معنى قول النقاش.
الرابع: يدفعون بالمعروف المنكر، قاله ابن جبير.
الخامس: يدفعون بالخير الشر، قاله ابن زيد.
ويحتمل سادساً: يدفعون بالتوبة ما تقدم من المعصية.
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُفِقُونَ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يؤتون الزكاة احتساباً، قاله ابن عباس.
الثاني: نفقة الرجل على أهله وهذا قبل نزول الزكاة، قاله السدي.
الثالث: يتصدقون من أكسابهم، قاله قتادة.
قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ اللَّغوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنهم قوم من اليهود أسلموا فكان اليهود يتلقونهم بالشتم والسب فيعرضون عنهم، قاله مجاهد.
الثاني: أنهم قوم من اليهود أسلموا فكانوا إذا سمعوا ما غَيّره اليهود من التوراة وبدلوه من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وصفته أعرضوا عنه وكرهوا تبديله، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
الثالث: أنهم المؤمنون إذا سمعوا الشرك أعرضوا عنه، قاله الضحاك ومكحول.
الرابع: أنهم أناس من أهل الكتاب لم يكونوا يهوداً ولا نصارى وكانوا على دين أنبياء الله وكانوا ينتظرون بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعوا بظهوره بمكة قصدوه، فعرض عليهم القرآن وأسلمواْ.
وكان أبو جهل ومن معه من كفار قريش يلقونهم فيقولون لهم: أفٍّ لكم من قوم منظور إليكم تبعتم غلاماً قد كرهه قومه وهم أعلم به منكم فإذا ذلك لهم أعرضوا عنهم، قاله الكلبي.
{قَالُواْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: لنا ديننا ولكم دينكم، حكاه النقاش.
الثاني: لنا حلمنا ولكم سفهكم.
{سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} رَدّوا خيراً واستكفوا شراً، وفيه تأويلان:
أحدهما: لا نجازي الجاهلين، قاله قتادة.
الثاني: لا نتبع الجاهلين، قاله مقاتل.