فصل: تفسير الآيات (41- 44):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآيات (41- 44):

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}
قوله عز وجل: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصبٍ وعذابٍ} قيل هو أيوب بن حوص بن روعويل وكان في زمن يعقوب بن إسحاق، وتزوج بنته إليا بنت يعقوب وكانت أمّه بنت لوط عليه السلام، وكان أبوه حوص ممن آمن بإبراهيم عليه السلام.
وفي قوله {مسني الشيطان} وجهان:
أحدهما: أن مس الشيطان وسوسته وتذكيره بما كان فيه من نعمة وما صار إليه من محنة، حكاه ابن عيسى.
الثاني: الشيطان استأذن الله تعالى أن يسلطه على ماله فسلطه، ثم أهله وداره فسلطه، ثم جسده فسلطه، ثم على قلبه فلم يسلطه، قال ابن عباس فهو قوله: {مسني الشيطان} الآية.
{بنصب وعذاب} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني بالنصب الألم وبالعذاب السقم، قاله مبشر بن عبيد.
الثاني: النصب في جسده، والعذاب في ماله، قاله السدي.
الثالث: أن النصب العناء، والعذاب البلاء.
قوله عز وجل: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشرابٌ} قال قتادة هما عينان بأرض الشام في أرض يقال لها الجابية. وفيهما قولان:
أحدهما: أنه اغتسل من إحداهما فأذهب الله تعالى ظاهر دائه وشرب من الأخرى فأذهب الله باطن دائه، قاله الحسن.
الثاني: أنه اغتسل من إحداهما فبرئ، وشرب من الأخرى فروي، قاله قتادة.
وفي المغتسل وجهان:
أحدهما: أنه كان الموضع الذي يغتسل منه، قاله مقاتل.
الثاني: أنه الماء الذي يغتسل به، قاله ابن قتيبة.
وفي مدة مرضه قولان:
أحدهما: سبع سنين وسبعة أشهر، قاله ابن عباس.
الثاني: ثماني عشرة سنة رواه أنس مرفوعاً.
قوله عز وجل: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم} وفيما أصابهم ثلاثة أقويل:
أحدها: أنهم كانوا مرضى فشفاهم الله.
الثاني: أنهم غابوا عنه فردهم الله عليه، وهذا القولان حكاهما ابن بحر.
الثالث: وهو ما عليه الجمهور أنهم كانوا قد ماتوا.
فعلى هذا في هبتهم له ومثلهم معهم خمسة أقاويل:
أحدها: أن الله تعالى رد عليه أهله وولده ومواشيه بأعيانهم، لأنه تعالى أماتهم قبل آجالهم ابتلاء ووهب له من أولادهم مثلهم، قاله الحسن.
الثاني: أن الله سبحانه ردهم عليه بأعيانهم ووهب له مثلهم من غيرهم قاله ابن عباس.
الثالث: أنه رد عليه ثوابهم في الجنة ووهب له مثلهم في الدنيا، قاله السدي.
الرابع: أنه رد عليه أهله في الجنة، وأصاب امرأته فجاءته بمثلهم في الدنيا.
الخامس: أنه لم يرد عليه منهم بعد موتهم أحداً وكانوا ثلاثة عشرا ابناً فوهب الله تعالى له من زوجته التي هي أم من مات مثلهم فولدت ستة وعشرين ابناً، قاله الضحاك.
{رحمة منا} أي نعمة منا.
{وذكرَى لأولي الألباب} أي عبرة لذوي العقول.
قوله عز وجل: {وخُذْ بيدك ضِغْثاً فاضرب له ولا تحنثْ} كان أيوب قد حلف في مرضه على زوجته أن يضربها مائة جلدة.
وفي سبب ذلك ثلاثة أقاويل:
أحدها: ما قاله ابن عباس أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته لمداواة أيوب، فقال أداويه على أنه إذا برئ قال أنت شفيتني لا أريد جزاء سواه قالت نعم، فأشارت على أيوب بذلك فحلف ليضربنها.
الثاني: ما حكاه سعيد بن المسيب أنها جاءته بزيادة على ما كانت تأتيه به من الخبز فخاف خيانتها فحلف ليضربنها.
الثالث: ما حكاه يحيى بن سلام أن الشيطان أغواها على أن تحمل أيوب على أن يذبح سخلة ليبرأ بها فحلف ليجلدنها فلما برئ أيوب وعلم الله تعالى بإيمان امرأته أمره رفقاً بها وبراً له يأخذ بيده ضغثاً.
وفيه سبعة أقاويل:
أحدها: أنه أشكال النخل الجامع لشماريخه، قاله ابن عباس.
الثاني: الأثل، حكاه مجاهد وقاله مجاهد.
الثالث: السنبل، حكاه يحيى بن سلام.
الرابع: الثمام اليابس، قاله سعيد بن المسيب.
الخامس: الشجر الرطب، قاله الأخفش.
السادس: الحزمة من الحشيش، قاله قطرب وأنشد قول الكميت:
تحيد شِماساً إذا ما العسيفُ ** بضِغثِ الخلاء إليها أشارا

السابع: أنه ملء الكف من القش أو الحشيش أو الشماريخ، قاله أبوعبيدة.
{فاضرب} فاضرب بعدد ما حلفت عليه وهو أن يجمع مائة من عدد الضغث فيضربها به في دفعة يعلم فيها وصول جميعها إلى بدنها فيقوم ذلك فيها مقام مائة جلدة مفردة.
{ولا تحنث} يعني في اليمين وفيه قولان:
أحدهما: أن ذلك لأيوب خاصة، قاله مجاهد.
الثاني: عام في أيوب وغيره من هذه الأمة، قاله قتادة. والذي نقوله في ذلك مذهباً: إن كان هذا في حد الله تعالى جاز في المعذور بمرض أو زمانة ولم يجز في غيره، وإن كان في يمين جاز في المعذور وغيره إذا اقترن به ألم المضروب، فإن تجرد عن ألم ففي بره وجهان:
أحدهما: يبر لوجود العدد المحلوف عليه.
الثاني: لا يبر لعدم المقصود من الألم.
{إنا وجدناه صابراً} يحتمل وجهين:
أحدهما: على الطاعة.
الثاني: على البلاء.
{نِعم العبد} يعني نعم العبد في صبره.
{إنه أوّاب} إلى ربه.
وفي بلائه قولان:
أحدهما: أنه بلوى اختبار ودرجة ثواب من غير ذنب عوقب عليه.
الثاني: أنه بذنب عوقب عليه بهذه البلوى وفيه قولان:
أحدهما: أنه دخل على بعض الجبابرة فرأى منكراً فسكت عنه.
الثاني: أنه ذبح شاة فأكلها وجاره جائع لم يطعمه.

.تفسير الآيات (45- 48):

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48)}
قوله عز وجل: {واذكُرْ عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} فيه خمسة أوجه:
أحدها: أن الأيدي القوة على العبادة، والأبصار الفقه في الدين، قاله ابن عباس.
الثاني: أن الأيدي القوة في أمر الله، والأبصار العلم بكتاب الله، قاله قتادة.
الثالث: أن الأيدي النعمة رواه الضحاك، والأبصار العقول، قاله مجاهد.
الرابع: الأيدي القوة في أبدانهم، والأبصار القوة في أديانهم، قاله عطية.
الخامس: أن الأيدي العمل والأبصار العلم، قاله ابن بحر.
قال مقاتل: ذكر الله إبراهيم واسحاق ويعقوب ولم يذكر معهم إسماعيل لأن إبراهيم صبر على إلقائه في النار، وصبر إسحاق على الذبح، وصبر يعقوب على ذهاب بصره ولم يبتل إسماعيل ببلوى.
قوله عز وجل: {إنا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدار} فيه خمسة أوجه:
أحدها: نزع الله ما في قلوبهم من الدنيا وذكرها، وأخلصهم بحب الآخرة وذكرها، قاله مالك بن دينار.
الثاني: اصطفيناهم لأفضل ما في الآخرة وأعطيناهم، قاله ابن زياد.
الثالث: أخلصناهم بخالصة الكتب المنزلة التي فيها ذكرى الدار الآخرة، وهذا قول مأثور.
الرابع: أخلصناهم بالنبوة وذكرى الدار الآخرة، قاله مقاتل.
الخامس: أخلصناهم من العاهات والآفات وجعلناهم ذاكرين الدار الآخرة، حكاه النقاش.

.تفسير الآيات (49- 54):

{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)}
قوله عز وجل: {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} يعني قاصرات الطرف على أزواجهم.
{أتراب} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أقران، قاله عطية.
الثاني: أمثال، قاله مجاهد.
الثالث: متآخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن، حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
الرابع: مستويات الأسنان بنات ثلاث وثلاثين قاله يحيى بن سلام.
الخامس: أتراب أزواجهن بأن خلقهن على مقاديرهم، وقال ابن عيسى: الترب اللدة وهو مأخوذ من اللعب بالتراب.

.تفسير الآيات (55- 64):

{هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}
قوله عز وجل: {هذا فليذوقوه حميمٌ وغساق} أي منه حميم ومنه غساق والحميم الحار، وفي الغساق ستة أوجه:
أحدها: أنه البارد الزمهرير، قاله ابن عباس فكأنهم عذبوا بحارّ التراب وبارده.
الثاني: أنه القيح الذي يسيل من جلودهم، قاله عطية.
الثالث: أنه دموعهم التي تسيل من أعينهم، قاله قتادة.
الرابع: أنها عين في جهنم تسيل إليها حِمة كل ذي حِمة من حية أو عقرب، قاله كعب الأحبار.
الخامس: أنه المنتن، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً.
السادس: أنه السواد والظلمة وهو ضد ما يراد من صفاء الشراب ورقته، قاله ابن بحر.
وفي هذا الاسم وجهان:
أحدهما: حكاه النقاش أنه بلغة الترك.
الثاني: حكاه ابن بحر وابن عيسى أنه عربي مشتق واختلف في اشتقاقه على وجهين:
أحدهما: من الغسق وهو الظمة، قاله ابن بحر.
الثاني: من غسقت القرحة تغسق غسقاً. إذا جرت، وأنشد قطرب قول الشاعر:
فالعين مطروقة لبينهم ** تغسق في غربة سرها

وإليه ذهب ابن عيسى.
وفي {غساق} قراءتان بالتخفيف والتشديد وفيها وجهان:
أحدهما: أنهما لغتان معناهما واحد، قاله الأخفش.
الثاني: معناهما مختلف والمراد بالتخفيف الاسم وبالتشديد الفعل وقيل إن في الكلام تقديماً وتأخيراً، وتقديره: هذا حميم وهذا غساق فليذوقوه.
قوله عز وجل: {وآخر مِنْ شكله أزواج} فيه ثلاثة أوجه:
أحدهما: وآخر من شكل العذاب أنواع، قاله السدي.
الثاني: وآخر من شكل عذاب الدنيا أنواع في الآخرة لم تر في الدنيا، قاله الحسن.
الثالث: أنه الزمهرير، قاله بن مسعود.
وفي الأزواج هنا ثلاثة أوجه:
أحدها: أنواع.
الثاني: ألوان.
الثالث: مجموعة.
قوله عز وجل: {هذا فوج مقتحم معكم} فوج بعد فوج أي قوم بعد قوم، مقتحمون النار أي يدخلونها. وفي الفوج قولان:
أحدهما: أنهم بنو إبليس.
والثاني: بنو آدم، قاله الحسن.
والقول الثاني: أن كلا الفوجين بنو آدم إلى أن الأول الرؤساء والثاني الأتباع. وحكىلنقاش أن الفوج الأول قادة المشركين ومطعموهم يوم بدر، والفوج الثاني أتباعهم ببدر.
وفي القائل {هذا فوجٌ مقتحم معكم} قولان:
أحدهما: الملائكة قالوا لبني إبليس لما تقدموا في النار هذا فوج مقتحم معكم إشارة لبني آدم حين دخلوها. قال بنو إبليس {لا مرحَباً بهم إنهم صالوا النار قالوا} أي بنو آدم: {بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار}.
والقول الثاني: أن الله قال للفوج الأول حين أمر بدخول الفوج الثاني: {هذا فوج مقتحم معكم} فأجابوه {لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار} فأجابهم الفوج الثاني {بل أنتم مرحباً بكم أنتم قدمتموه لنا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه أنتم شرعتموه لنا وجعلتم لنا إليه قدماً، قاله الكلبي.
الثاني: قدمتم لنا هذا العذاب بما أضللتمونا عن الهدى {فبئس القرار} أي بئس الدار النار، قاله الضحاك.
الثالث: أنتم قدمتم لنا الكفر الذي استوجبنا به هذا العذاب في النار، حكاه ابن زياد.
{قالوا ربنا من قدم لنا هذا} الآية. يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه قاله الفوج الأول جواباً للفوج الثاني.
الثاني: قاله الفوج تبعاً لكلامهم الأول تحقيقاً لقولهم عند التكذيب.
وفي تأويل {من قدم لنا هذا} وجهان:
أحدهما: من سنه وشرعه، قاله الكلبي.
الثاني: من زينه، قاله مقاتل. والمرحب والرحب: السعة ومنه سميت الرحبة لسعتها ومعناه لا اتسعت لكم أماكنكم؛ وأنشد الأخفش قول أبي الأسود.
اذا جئت بوّاباً له قال مرحباً ** ألا مَرْحباً واديك غير مضيق

قوله عز وجل: {وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً} الآية. قال مجاهد هذا يقوله أبو جهل وأشياعه في النار: ما لنا لا نرى رجلاً كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار لا نرى عماراً وخباباً وصهيباً وبلالاً.
{أتخذناهم سخرياً} قال مجاهد اتخذناهم سخرياً في الدنيا فأخطأنا.
{أم زاغت عنهم الأبصار} فلم نعلم مكانهم. قال الحسن: كل ذلك قد فعلوا اتخذوهم سخريا وزاغت عنهم أبصارهم محقرة لهم. وقال أبو عبيدة من كسر {سخرياً} جعله من الهزء، ومن ضمه جعله من التسخير {أم زاغت عنهم الأبصار} يعني أهم معنا في النار أم زاغت أبصارنا فلا نراهم وإن كانوا معنا.