فصل: تفسير الآية رقم (13):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآية رقم (13):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)}
{يأيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم اليهود، قاله مقاتل.
الثاني: أنهم اليهود والنصارى، قاله ابن مسعود.
الثالث: جميع الكفار، قاله مجاهد.
{قد يئسوا من الأخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} فيه أربعة أوجه:
أحدها: يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس الكفار مِنْ بعث مَنْ في القبور، قاله ابن عباس.
الثاني: قد يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس أصحاب القبور بعد المعاينة من ثواب الآخرة لأنهم تيقنوا العذاب، قاله مجاهد.
الثالث: قد يئسوا من البعث والرجعة كما يئس منها من مات منهم وقبر.
الرابع: يئسوا أن يكون لهم في الآخرة خير كما يئسوا أن ينالهم من أصحاب القبور خير.

.سورة الصف:

.تفسير الآيات (1- 4):

{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}
قوله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها نزلت في قوم قالوا: لو عملنا أحب الأعمال إلى الله لسارعنا إليه، فلما نزل فرض الجهاد تثاقلوا عنه، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: أنها نزلت في قوم كان يقول الرجال منهم: قاتلت ولم يقاتل، وطعنت، ولم يطعن، وضربت، ولم يضرب وصبرت، ولم يصبر، وهذا مروي عن عكرمة.
الثالث: أنها نزلت في المنافقين كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه إن خرجتم وقاتلتم خرجنا معكم وقاتلنا فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا.
وهذه الآية وإن كان ظاهرها الإنكار لمن قال ما لا يفعل فالمراد بها الإنكار لمن لم يفعل ما قال، لأن المقصود بها القيام بحقوق الالتيام دون إسقاطه.
{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً} مصطفين صفوفاً كالصلاة، لأنهم إذا اصطفوا مثلاً صفين كان أثبت لهم وأمنع من عدوهم. قال سعيد بن جبير:
هذا تعليم من الله للمؤمنين.
{كأنهم بنيان مرصوص} فيه وجهان:
أحدهما: أن المرصوص الملتصق بعضه إلى بعض لا ترى فيه كوة ولا ثقباً لأن ذلك أحكم في البناء من تفرقه وكذلك الصفوف، قاله ابن جبير، قال الشاعر:
وأشجر مرصوص بطين وجندل ** له شرفات فوقهن نصائب

والثاني: أن المرصوص المبني بالرصاص، قاله الفراء، ومنه قول الراجز:
ما لقي البيض من الحرقوص ** يفتح باب المغلق المرصوص

.تفسير الآيات (5- 6):

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} وفي الزيغ وجهان:
أحدهما: أنه العدول، قاله السدي.
الثاني: أنه الميل، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل.
ويحتمل تأويله وجهين:
أحدهما: فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية.
الثاني: فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام.
وفي المعِنيّ بهذا الكلام ثلاثة أقاويل:
أحدها: المنافقون.
الثاني: الخوارج، قاله مصعب بن سعيد عن أبيه.
الثالث: أنه عام.
{ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين:
أحدهما: تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته.
الثاني: ليكون ذلك من معجزات عيسى عند ظهور محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ.
وفي تسمية الله له بأحمد وجهان:
أحدهما: لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمداً قال حسان:
صلى الإله ومن يحف بعرشه ** والطيبون على المبارك أحمد

الثاني: أنه مشتق من اسمه محمود، فصار الاشتقاق اسماً، كما قال حسان:
وشق له من اسمه ليجله ** فذو العرش محمود وهذا محمد

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار، واسمي في الزبور الماحي محا الله بي عبادة الأصنام، واسمي في الإنجيل أحمد، واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض.»

.تفسير الآيات (7- 9):

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}
{ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الكفار والمنافقون، قاله ابن جريج.
الثاني: أنه النضر وهو من بني عبد الدار قال إذا كان يوم القيامة شفعت لي العزى واللات، فأنزل الله هذه الآية، قاله عكرمة.
{يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم} الآية. والإطفاء هو الإخماد، ويستعملان في النار، ويستعاران فيما يجري مجراها من الضياء والنور.
والفرق بين الإطفاء والإخماد من وجه وهو أن الإطفاء يستعمل في القليل والكثير، والإخماد يستعمل في الكثير دون القليل، فيقال أطفأت السراج ولا يقال أخمدت السراج.
وفي {نور الله} ها هنا خمسة أقاويل:
أحدها: القرآن، يريدون إبطاله بالقول، قاله ابن زيد.
الثاني: أنه الإسلام، يريدون دفعه بالكلام، قاله السدي.
الثالث: أنه محمد صلى الله عليه وسلم يريدون هلاكه بالأراجيف، قاله الضحاك.
الرابع: أنه حجج الله ودلائله، يريدون إبطالها بإنكارهم وتكذبيهم، قاله ابن بحر.
الخامس: أنه مثل مضروب، أي من أرد إطفاء نور الشمس بفيه فوجده مستحيلاً ممتنعاً فكذلك من أراد إبطال الحق، حكاه ابن عيسى.
وسبب نزول هذه الآية ما حكاه عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي أربعين يوماً، فقال كعب بن الأشرف:
يا معشر اليهود ابشروا فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه، وما كان الله ليتم أمره، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك، فأنزل الله هذه الآية، ثم اتصل الوحي بعدها.
{ليظهره على الدين كله} الآية. وفي الإظهار ثلاثة أقاويل:
أحدها: الغلبة على أهل الأديان.
الثاني: العلو على الأديان.
الثالث: العلم بالأديان من قولهم قد ظهرت على سره أي علمت به.

.تفسير الآيات (10- 14):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}
{وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب} وهذا من الله لزيادة الترغيب، لأنه لما وعدهم بالجنة على طاعته وطاعة رسوله علم أن منهم من يريد عاجل النصر لقاء رغبة في الدنيا ولقاء تأييد الدين فوعدهم بما يقوي به الرغبة فقال: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب} يعني فتح البلاد عليه وعليهم، وقد أنجز الله وعده في كلا الأمرين من النصر والفتح.
وفي قوله: {قريب} وجهان:
أحدهما: أنه راجع إلى ما يحبونه أنه نصر من الله وفتح قريب.
الثاني: أنه إخبار من الله بأن ما يحبونه من ذلك سيكون قريباً، فكان كما أخبر لأنه عجل لهم الفتح والنصر.

.سورة الجمعة:

.تفسير الآيات (1- 4):

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)}
{يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم}
{هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
{بعث في الأميين رسولاً منهم} يعني في العرب، وفي تسميتهم أميين قولان: أحدهما: لأنه لم ينزل عليهم كتاب، قاله ابن زيد.
الثاني: لأنهم لم يكونوا يكتبون ولا كان فيهم كاتب، قاله قتادة.
ثم فيهم قولان:
أحدهما: أنهم قريش خاصة لأنها لم تكن تكتب حتى تعلم بعضها في آخر الجاهلية من أهل الحيرة.
الثاني: أنهم جميع العرب لأنه لم يكن لهم كتاب ولا كتب منهم إلا قليل، قاله المفضل.
فلو قيل: فما وجه الامتنان بأن بعث نبياً أمياً؟
فالجواب عنه ثلاثة أوجه:
احدها: لموافقته ما تقدمت بشارة الأنبياء به.
الثاني: لمشاكلة حاله لأحوالهم، فيكون أقرب إلى موافقتهم.
الثالث: لينتفي عنه سوء الظن في تعلمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها.
{يتلوا عليهم ءاياته} يعني القرآن.
{ويزكيهم} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان، وهو معنى قول ابن عباس.
الثاني: يطهرهم من الكفر والذنوب، قاله ابن جريج ومقاتل.
الثالث: يأخذ زكاة أعمالهم، قاله السدي.
{ويعلمهم الكتاب} فيه ثلاثة تلأويلات:
أحدها: أنه القرآن، قاله الحسن.
الثاني: أنه الخط بالقلم، قاله ابن عباس، لأن الخط إنما فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط.
الثالث: معرفة الخير والشر كما يعرفونه بالكتاب ليفعلوا الخير ويكفوا عن الشر، وهذا معنى قول محمد بن إسحق.
{والحكمة} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أن الحكمة السنة، قاله الحسن.
الثاني: أنه الفقه في الدين، وهو قول مالك بن أنس.
الثالث: أنه الفهم والاتعاظ، قاله الأعمش.
{وءاخرين منهم لما يلحقوا بهم} أي ويعلم آخرين ويزكيهم، وفيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنهم المسلمون بعد الصحابة، قاله ابن زيد.
الثاني: أنهم العجم بعد العرب، قاله الضحاك وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأيت في منامي غنماً سوداً تتبعها غنم عفر» فقال أبو بكر: يا رسول الله تلك العرب يتبعها العجم، فقال: «كذلك عبرها لي الملك».
الثالث: أنهم الملوك أبناء الأعاجم، قاله مجاهد.
الرابع: أنهم الأطفال بعد الرجال. ويحتمل خامساً: أنهم النساء بعد الرجال.
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء} فيها ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها النبوة التي خص الله بها رسوله هي فضل الله يؤتيه من يشاء، قاله مقاتل.
الثاني: الإسلام الذي آتاه الله من شاء من عباده، قاله الكلبي.
الثالث: ما روي أنه قيل يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، فأمر ذوي الفاقة بالتسبيح والتحميد والتكبير بدلاً من التصدق بالأموال، ففعل الأغنياء مثل ذلك، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهَ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ» قاله أبو صالح.
ويحتمل خامساً: أنه انقياد الناس إلى تصديقه صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه ونصرته.