فصل: 2- الفرق بين الأمثال والقصص:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الواضح في علوم القرآن



.2- الفرق بين الأمثال والقصص:

إن بين الأمثال والقصص فارقا كبيرا، وإن كان يجمعهما قدر مشترك من تنبيه الذهن إلى أخذ العبرة وقياس الحال على الحال.
وهذا الفارق هو: أن الأمثال لا يشترط في صحتها أن تكون واقعة تاريخية ثابتة، وإنما يشترط فقط إمكان وقوعها، حتى يتسنى للذهن تصورها كما لو أنها وقعت فعلا.
وليس معنى هذا أننا نشترط في الأمثال عدم صحتها في نطاق الواقع التاريخي، إذ ربما ضرب المثل بقصة واقعة، وتسمى القصة عندئذ تمثيلا، لأنها وردت للتمثيل لا للإخبار عنها.

.3- أهمية الأمثال في القرآن:

ومعرفة أمثال القرآن مهمة جدا، ولابد منها للعالم المجتهد، والقارئ المعتبر، فقد أخرج البيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال».
وقال الماوردي: من أعظم علم القرآن علم أمثاله. وقد عده الشافعي مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن فقال: ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوالّ على طاعته، المبينة لاجتناب معصيته.
ويوضّح عبد القاهر الجرجاني أهمية الأمثال في إبراز المعاني فيقول: (واعلم أن مما اتفق العقلاء عليه أن التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني، أو أبرزت هي باختصار في معرضه، ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته، كساها أبهة، وأكسبها منقبة، ورفع من أقدارها، وشبّ من نارها.. فإن كان مدحا كان أبهى وأفخم.. وإن كان اعتذارا كان إلى القبول أقرب وللقلوب أخلب، وإن كان وعظا كان أشفى للصدر وأدعى إلى الفكر...).

.4- نماذج من أمثال القرآن مع تحليلها:

1- قال الله تعالى في سورة البقرة:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
وفي هذه الآيات مثالان يوضح الله بهما شأن المنافقين، الذين لا يجدون في أنفسهم الشجاعة ليواجهوا الحق بالإيمان الصريح، ولا يجدون في نفوسهم الجرأة ليواجهوا الحق بالإنكار الصريح، فهم يتحلون بظاهر من الدين ليكسبوا مغانمه ويتقوا مغارمه، ولكنهم يعودون في نهاية الأمر خائبين خاسرين.
ففي المثال الأول: يشبه الله تعالى حال المنافقين العجيبة الشأن بحال من استوقد نارا ليستضيء بها، ولكنها ما كادت تضيء له ما حوله حتى انطفأت، وعاد الظلام يلفه من جديد، وبقيت نفسه في حيرة وشك وضياع.
والآية مثل ضربه الله لمن آتاه شيئا من الهدى فأضاعه، ولم يتوصل به إلى النعيم الأبدي، وإنما بقي متحيرا ضائعا لا يجد نفسه، وهذا يدخل تحت غمومه هؤلاء المنافقون.
وفي المثال الثاني: يشبه الله سبحانه حالهم بحال من أصابهم مطر هاطل غزير، في ليلة مظلمة مليئة بوميض البرق وزمجرة الرعد، كلما أضاء لهم نور البرق مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم وقفوا حائرين لا يدرون أين يذهبون، وهم في هذه الحالة خائفون فزعون، إذا لمع البرق كادت أن تنخطف منه أبصارهم، وإذا قصف الرعد جعلوا أصابعهم في آذانهم من مخافته.
وكذلك المنافقون متلبسون في ظاهرهم بالإسلام الذي هو كصيب من السماء، ولكنهم يشعرون حقيقة بقلق واضطراب، ويتأرجحون بين لقاء المؤمنين وعودتهم للشياطين، بين ما يقولونه بألسنتهم وما تخفيه صدورهم، بين ما يطلبونه من هدى ونور، وما يفيئون إليه من ضلال وظلام، بين ما يريدونه من فوائد الإسلام وثمراته، وما يخافونه من تبعاته ووظائفه وزواجره.
ومن الواضح أن التمثيل هنا اتبع الطريقة القصصية في تفصيل صوره وأجزائه، وجاء مبنيا على تشبيه مجموع حالة بمجموع حالة أخرى، دون النظر إلى مقارنة أو تشبيه أجزاء الحالين ببعضهما.
2- وقال تعالى في سورة الأعراف:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (177)}.
وفي هذه الآيات مثال واضح للإنسان الذي ينحرف عن الفطرة السوية، وينقض عهد الله، وينكص عن آيات الله بعد رؤيتها والعلم بها... ذلك الإنسان آتاه الله آياته، وخلع عليه من فضله، وأعطاه الفرصة كاملة للهدى والاتصال والارتفاع، ولكنه انسلخ من هذا كله، وانحرف عن الهدى ليتبع الهوى، والتصق بالأرض وأغراضها فاستولى عليه الشيطان، وطرد من حمى الله، وأصبح ممسوخا كالكلب يلهث إن طورد، ويلهث إن لم يطارد.
والنبأ في الآية نبأ رجل من علماء بني إسرائيل، وقيل: هو بلعام بن باعوراء من الكنعانيين، وقيل: أمية بن أبي الصلت من العرب. أوتي علم بعض كتب الله، ولكنه انسلخ منها وأعرض عنها، فاتبعه الشيطان وأضله.
وقيل: إن الله تعالى ضرب هذا النبأ مثلا لكفار بني إسرائيل، إذ علموا نبوة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، حتى إنهم كانوا يستفتحون به على المشركين، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به.
وقيل: إنه مثل لكل من آتاه الله من علم الله، فلم ينتفع بهذا العلم، ولم يستقم على طريق الإيمان، وانسلخ من نعمة الله، ليصبح تابعا ذليلا للشيطان.
وهذا المثل منتزع من قصة واقعة، وليس مجرد فرضية مؤلفة.
3- وقال الله تعالى في سورة إبراهيم:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (26)}.
يضرب الله في هذه الآيات مثل الكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة، لتصوير سنته الجارية في الطيب والخبيث في هذه الحياة.
فالكلمة الطيبة- كلمة الحق- كالشجرة الطيبة ثابتة سامقة مثمرة، ثابتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل، سامقة متعالية تطل على الشر والظلم من عل، مثمرة لا ينقطع ثمرها، لأن بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آنا بعد آن.
والكلمة الخبيثة- كلمة الباطل- كالشجرة الخبيثة، قد تهيج وتتعالى، ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى، ولكنها تظل نافشة هشة، وتظل جذورها في التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض، وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض، فلا قرار لها ولا بقاء.
وفسرت الكلمة الطيبة: بكلمة التوحيد، ودعوة الإسلام، والقرآن.
والشجرة الطيبة: بالنخلة، وبشجرة في الجنة.
أما الكلمة الخبيثة: فهي الشرك بالله، والدعاء إلى الكفر، وتكذيب الحق.
والشجرة الخبيثة: بالحنظلة. ولعل المراد من هذه الألفاظ جميع المعاني المتقدمة.
والعبرة ظاهرة ومقنعة في هذه النماذج الثلاثة، وهي قليل من كثير مما في القرآن من أمثال هادفة ورائعة.

.الفصل الثّالث المجاز في القرآن:

من المعلوم أن الأصل في الكلام الحقيقة، وقد يصار إلى المجاز لنكتة بلاغية، ولا خلاف في وقوع الحقائق في القرآن، وهي: كل لفظ بقي على موضوعه ولا تقديم ولا تأخير فيه، وهذا أكثر الكلام.
وأما المجاز فالجمهور على وقوعه في القرآن، وقد اتّفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وهو قسمان:
الأول- المجاز العقلي، وعلاقته المشابهة، وهو واقع في التركيب، وذلك:
أن يسند الفعل أو شبهه إلى غير ما هو له أصالة لمشابهته له.
وأمثلة هذا القسم كثيرة في القرآن، منها:
قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ} [القارعة: 9] فتسمية الأم بـ: (الهاوية) مجاز، أي: كما أن الأم كافلة لولدها وملجأ له، كذلك النار للكافرين كافلة ومأوى ومرجع؛ وهذا فهم سديد، خصوصا إذا وقفنا عند هذا التركيب وحده، ولم ننظر إلى ما قبله من الآيات.
فإذا نظرنا ما قبله وقرأنا الآيات كلها: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ} [القارعة: 8- 11].
تجلّى لنا منها معنى آخر لطيف، فالأعمال المعنوية جسّمت ووزنت بموازين حسية، فإذا هي خفاف ترتفع بها كفة الموازين، فلا يقابل خفتها وارتفاعها إلا هاوية سحيقة منخفضة في الدرك الأسفل من النار الحامية، التي لا يكون للمجرم في ذلك الهول أم سواها يلجأ إليها ويعتصم بها، وساءت ملجأ ومعتصما.
ومنها قوله تعالى: {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً} [الأنفال: 2].
نسبت الزيادة وهي (فعل الله) إلى الآيات لكونها سببا لها.
وقوله تعالى: {يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً} [غافر: 36] نسب البناء إليه، وهو فعل العمّال، لكونه آمرا به.
وقوله تعالى: {يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً} [المزمل: 17] نسب الفعل إلى الظرف لوقوعه فيه.
الثاني- المجاز اللغوي، وهو واقع في المفرد.
وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولا. وهو أنواع كثيرة:
1- إطلاق اسم الكل على الجزء، نحو قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19] أي: يجعلون أناملهم في آذانهم، ونكتة التعبير عن الأنامل بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة في الفرار، وفي ذلك تصوير لحالتهم النفسية وما أصابهم من الذعر والهلع وهم يولون هاربين.
2- إطلاق اسم الجزء على الكل، نحو قوله تعالى: {وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ} [الرحمن: 27] أي ذاته. وقوله تعالى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 150] أي: ذواتكم، إذ الاستقبال يجب أن يكون بالصدر.
3- إطلاق اسم الخاص على العام، نحو قوله تعالى: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ} [الشعراء: 16] أي: رسله.
4- إطلاق العام على الخاص، نحو قوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 5] أي: المؤمنين.
5- إطلاق اسم الملزوم على اللازم، كقوله تعالى: {أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} [الروم: 35] أي: أنزلنا برهانا يستدلّون به وهو يدلّهم، سمّى الدلالة كلاما، لأنها من لوازم الكلام.
6- إطلاق اسم اللازم على الملزوم، كقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ} [المائدة: 112] أي: هل يفعل، أطلق الاستطاعة على الفعل؛ لأنها لازمة له.
7- إطلاق المسبب على السبب، مثل قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً} [غافر: 13] أي مطرا يتسبب عنه الرزق.
8- إطلاق السبب على المسبب، مثل قوله تعالى: {ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ} [هود: 20] أي: لا يستطيعون القبول والعمل به؛ لأنه مسبب عن السمع.
9- تسمية الشيء باسم ما كان عليه، قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ} [النساء: 2] أي الذين كانوا يتامى، إذ لا يتم بعد البلوغ.
10- تسميته باسم ما يؤول إليه، كقوله تعالى: {إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً} [يوسف: 36] أي: عنبا يؤول إلى خمر.
11- إطلاق اسم الحالّ على المحلّ، نحو: {فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} [آل عمران: 107] أي في الجنة.
12- إطلاق اسم المحل على الحالّ، نحو: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ} [العلق: 17] أي أهل ناديه.
13- تسمية الشيء باسم آلته، كقوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} [الشعراء: 84] أي ثناء حسنا، لأن اللسان آلته.
14- تسمية الشيء باسم ضده، قال تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21] والبشارة حقيقة في الخبر السار.
15- إضافة الفعل إلى ما لا يصح منه تشبيها، مثل: {جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ} [الكهف: 77] وصفه بالإرادة، وهي من صفات الحيّ، تشبيها للوقوع بإرادته.
16- إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته، قال تعالى: {فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ} [الطلاق: 2] أي قاربن بلوغ الأجل، أي انقضاء العدة، لأن الإمساك لا يكون بعده.
17- القلب؛ إما قلب إسناد؛ كقوله تعالى: {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76] أي لتنوأ العصبة بها. أو قلب عطف، كقوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ} [النمل: 28] أي: فانظر ثم تولّ.
18- إقامة صيغة مقام أخرى، وهو أنواع كثيرة، منها إطلاق المصدر على الفاعل؛ كقوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} [الشعراء: 77] ولهذا أفرده.