فصل: تفسير الآيات (44- 45):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (44- 45):

{يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)}
{يوم تشقق الأرض عنهم} فيخرجون {سراعاً}.
{وما أنت عليهم بجبار} بمسلِّطٍ يجبرهم على الإسلام، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال {فذكِّر} فعظ {بالقرآن مَنْ يخاف وعيد}.

.سورة الذاريات:

.تفسير الآيات (1- 8):

{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)}
{والذاريات ذرواً} أي: الرِّياح التي تذرو التُّراب.
{فالحاملات وقراً} وهي السَّحاب تحمل الماء.
{فالجاريات يسراً} السُّفن تجري في البحر بيسرٍ {فالمقسمات أمراً} الملائكة تأتي بأمرٍ مختلفٍ من الخصب والجدب، والمطر والموت، والحوادث.
{إن ما توعدون} من الخير والشَّرِّ، والثَّواب والعقاب {لصادق}. أقسم الله بهذه الأشياء على صدق وعده.
{وإنَّ الدين} الجزاء على الأعمال {لواقع} لكائنٌ.
{والسماء ذات الحبك} الخَلْق الحسن.
{إنكم} يا أهل مكَّة {لفي قول مختلف} في أمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآيات (9- 17):

{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)}
{يؤفك عنه} يُصرف عن الإيمان به {مَنْ أفك} صُرف عن الخير.
{قتل الخراصون} لُعن الكذَّابون، يعني: المُقتسمين.
{الذين هم في غمرة} غفلةٍ {ساهون} لاهون.
{يسألون أيان يوم الدين} متى يوم الجزاء؟ استهزاءً منهم. قال الله تعالى: {يوم هم على النار يفتنون} أي: يقع الجزاء يوم هم على النَّار يُفتنون يُحرَّقون ويُعذَّبون، وتقول لهم الخزنة: {ذوقوا فتنتكم} عذابكم {هذا الذي كنتم به تستعجلون} في الدُّنيا.
{إنَّ المتقين في جنات وعيون}.
{آخذين ما آتاهم ربهم} من الثَّواب والكرامة {إنهم كانوا قبل ذلك} قبل دخولهم الجنَّة {محسنين}.
{كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} كانوا ينامون قليلاً من اللَّيل.

.تفسير الآيات (19- 26):

{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)}
{وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} وهو الذي لا يسأل النَّاس ولا يكتسب.
{وفي الأرض آيات} دلالاتٌ على قدرة الله تعالى ووحدانيته {للموقنين}.
{وفي أنفسكم} أيضاً آياتٌ من تركيب الخلق، وعجائب ما في الآدمي من خلقه {أفلا تبصرون} ذلك.
{وفي السماء رزقكم} أَي: الثَّلج والمطر الذي هو سبب الرِّزق والنَّبات من الأرض {وما توعدون} {ما} ابتداءٌ، وخبره محذوفٌ على تقدير: وما توعدون من البعث والثَّواب والعقاب حقٌّ، ودلَّ على هذا المحذوف قوله: {فوربِّ السماء والأرض إنَّه لحقٌّ مثل ما أنكم تنطقون} أَيْ: كما أنَّكم تتكلَّمون، أي: إنَّه معلومٌ بالدَّليل كما إِنَّ كلامكم إذا تكلّمتم معلومٌ لكم ضرورةً أنَّكم تتكلَّمون، و{مثلُ} رفع لأنَّه صفةٌ لقوله: {لحق}، ومَنْ نصب أراد: إنَّه لحقّ حقاً مثلَ ما أنّكم تنطقون.
{هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} بأن خدمهم بنفسه.
{إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً} سلَّموا سلاماً {قال سلامٌ} عليكم {قوم منكرون} أي: أنتم قوم لا نعرفكم.
{فراغ} فعدل ومال {إلى أهله}.

.تفسير الآيات (28- 42):

{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37) وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}
{فأوجس منهم خيفة} أَيْ: وقع في نفسه الخوف منهم، وقوله: {فأقبلت امرأته في صرَّة} أَيْ: أخذت تصيح بشدَّةٍ {فَصَكَّتْ} لطمت {وجهها وقالت}: أنا {عجوز عقيم} فكيف ألد؟
{قالوا كذلك} كما اخبرناك {قال ربك} أي: نخبرك عن الله لا عن أنفسنا {إنَّه هو الحكيم العليم} يقدر أن يجعل العقيم ولوداً، فلمَّا قالوا ذلك علم إبراهيم أنَّهم رسلٌ، وأنَّهم ملائكة صلوات الله عليهم.
{قال فما خطبكم} أي: ما شأنكم وفيمَ أُرسلتم؟
{قالوا إنا أُرسلنا إلى قومٍ مجرمين} يعنون قوم لوط.
{لنرسل عليهم حجارة من طين} يعني: السِّجيل.
{مسوَّمة عند ربك للمسرفين} مًعلَّمة على كلِّ حجرٍ منها اسم مَنْ يهلك به.
{فأخرجنا مَنْ كان فيها} يعني: من قرى قوم لوطٍ {من المؤمنين}.
{فلما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} يعني: بيت لوطٍ عليه السَّلام.
{وتركنا فيها} بأهلاكهم {آية} علامة للخائفين تدلُّ على أنَّ الله أهلكهم.
{وفي موسى} عطفٌ على قوله: {وفي الأرض}. {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين} بحجَّةٍ واضحةٍ.
{فتولى} فأعرض عن الإيمان {بركنه} مع جنوده وما كان يتقوَّى به. وقوله: {وهو مليم} أَيْ: أتى ما يُلام عليه.
{وفي عاد} أيضاً آيةٌ {إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} وهي التي لا بركة فيها، ولا تأتي بخيرٍ.
{ما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم} كالنَّبت الذي قد تحطَّم.

.تفسير الآيات (43- 50):

{وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)}
{وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} إلى فناء آجالكم.
{فعتوا عن أمر ربهم} عصوه {فأخذتهم الصاعقة} العذاب المهلك.
{فما استطاعوا من قيام} أي: أن يقوموا بعذاب الله {وما كانوا منتصرين} أي: لم ينصرهم أحدٌ علينا.
{وقوم نوح} وأهلكنا قوم نوحٍ قبل هؤلاء.
{والسماء بنيناها بأيدٍ} بقوَّةٍ {وإنا لموسعون} لقادرون. وقيل: جاعلون بين السَّماء والأرض سعةً.
{والأرض فرشناها} مهَّدناها لكم {فنعم الماهدون} نحن.
{ومن كل شيء خلقنا زوجين} صنفين كالذَّكر والأنثى، والحلو والحامض، والنُّور والظُّلمة {لعلكم تذكرون} فتعلموا أنَّ خالق الأزواج فردٌ.
{ففروا} من عذاب الله إلى طاعته.

.تفسير الآيات (52- 60):

{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
{كذلك} كما أخبرناك {ما أتى الذين من قبلهم} من قبل أهل مكَّة {من رسول إلاَّ قالوا ساحرٌ أو مجنون}.
{أتواصوا به} أوصى بعضهم بعضاً بالتَّكذيب، والألف للتَّوبيخ. {بل هم قوم طاغون} عاصون.
{فتولًّ عنهم فما أنت بملوم} لأنَّك بلغت الرِّسالة.
{وذكر} ذكِّرهم بأيَّام الله {فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين}.
{وما خلقت الجن والإِنس إلاَّ ليعبدون} أي: إلاَّ لآمرهم بعبادتي وأدعم إليها. وقيل: أراد المؤمنين منهم، وكذا هو في قراءة ابن عباس: {وما خلقت الجن والإِنس من المؤمنين إلاَّ ليعبدون}. {ما أريد منهم من رزق} أن يرزقوا أنفسهم أو أحداً من عبادي {وما أريد أن يطعمون} لأنِّي أنا الرَّزَّاق والمُطعم. وقوله: {المتين} أي: المُبالغ في القُوَّة.
{فإنَّ للذين ظلموا} أَيْ: أهل مكَّة {ذنوباً} نصيباً من العذاب {مثل ذنوب} نصيب {أصحابهم} الذين أُهلكوا {فلا يستعجلون} إنْ أخَّرتهم إلى يوم القيامة.
{فويلٌ للذين كفروا من يومهم الذين يوعدون} من يوم القيامة.

.سورة الطور:

.تفسير الآيات (1- 5):

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)}
{والطور} أقسم الله تعالى بالجبل الذي كلَّم عليه موسى، وهو جبلٌ بمدين اسمه زبير.
{وكتاب مسطور} مكتوبٍ.
{في رقّ} وهو الجلد الذي يكتب فيه {منشور} مبسوطٍ. أَيْ: دواوين الحفظة التي أثبتت فيها أعمال بني آدم.
{والبيت المعمور} وهو بيتٌ في السَّماء بإزاء الكعبة تزوره الملائكة.
{والسقف المرفوع} أي: السَّماء.

.تفسير الآيات (6- 7):

{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)}
{والبحر المسجور} المملوء.
{إنَّ عذاب ربك لواقع} لنازلٌ كائنٌ.

.تفسير الآية رقم (9):

{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)}
{يوم تمور السماء موراً} تتحرَّك وتضطرب وتدور. يعني: يوم القيامة.

.تفسير الآيات (12- 15):

{الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15)}
{الذين هم في خوض} باطلٍ {يلعبون} أي: تشاغلهم بكفرهم.
{يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً} يُدفعون إليها دفعاً عنيفاً، ويقال لهم: {هذه النار التي كنتم بها تكذبون}.
{أفسحر هذا} الذي ترون {أم أنتم لا تبصرون}؟ وهذا توبيخٌ لهم، والمعنى: أتصدِّقون الآن عذاب الله.

.تفسير الآية رقم (18):

{فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)}
{فاكهين بما آتاهم ربهم} أَيْ: مُعجبين به.

.تفسير الآيات (21- 27):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)}
{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} يريد: إنَّه يلحق الأولاد بدرجة الآباء في الجنَّة إذا كانوا على مراتب، وكذلك الآباء بدرجة الأبناء لتقرَّ بذلك أعينهم، فيلحق بعضهم بعضاً إذا اجتمعوا في الإيمان، من غير أن ينقص من أجر مَنْ هو أحسن عملاً شيئاً بزيادته في درجة الأنقص عملاً، وهو قوله: {وما ألتناهم} أَيْ: وما نقصناهم {من عملهم من شيء كلُّ امرئ بما كسب} بما عمل من خيرٍ أو شرٍّ {رهين} مرهونٌ يُؤخذ به.
{وأمددناهم بفاكهة ولحم} أَيْ: زدناهم.
{يتنازعون} يتناولون ويأخذ بعضهم من بعض {فيها كأساً لا لغوٌ فيها ولا تأثيم} لا يجري بينهم فيها باطلٌ ولا إثمٌ كما يجري بين شَرَبة الخمر في الدُّنيا.
{ويطوف عليهم} بالخدمة {غلمان لهم كأنهم} في بياضهم وصفائهم {لؤلؤ مكنون} مخزونٌ مصونٌ.
{وأقبل بعضهم على بعض} في الجنَّة {يتساءلون} عن أحوالهم التي كانت في الدُّنيا.
{قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} خائفين من عذاب الله.
{فمنَّ الله علينا} بالجنَّة {ووقانا عذاب السموم} عذاب سموم جهنم، وهو نارها وحرارتها.