فصل: تفسير الآيات (33- 43):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (33- 43):

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43)}
{يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا} تخرجوا {من أقطار السموات والأرض} نواحيها هاربين من الموت {فانفذوا} فاخرجوا {لا تنفذون إلاَّ بسلطان} أَيْ: حيث ما كنتم شاهدتم حجَّة الله وسلطاناً يدلُّ على أنَّه واحد.
{يرسل عليكما شواطٌ من نار} وهو اللَّهب الذي لا دخان له {ونحاس} وهو الدخان الذي لا لهب له أَيْ: يُرسل هذا مرَّةً وهذا مرَّةً، وهو في يوم القيامة يُحاط على الخلق بلسانٍ من نارٍ {فلا تنتصران} أَيْ: تمتنعان.
{فإذا انشقت السماء} انفرجت أبواباً لنزول الملائكة {فكانت وردة} في اختلاف ألوانها كالدُّهن واختلاف ألوانه.
{فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه} سؤالَ استفهامٍ، ولكن يُسألون سؤالَ تقريعٍ وتوبيخٍ.
{يعرف المجرمون بسيماهم} بعلامتهم، وهي سواد الوجوه، وزرقة العيون {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} تضمُّ نواصيهم إلى أقدامهم، ويُلقون في النَّار، والنَّواصي: جمع النَّاصية، وهو شعر الجبهة، ثم يقال لهم: {هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون}.

.تفسير الآيات (44- 60):

{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)}
{يطوفون بينها وبين حميم آن} وهو الذي قد انتهى في الحرارة، والمعنى أنَّهم إذا استغاثوا من النَّار جُعل غياثهم الحميم الآني، فيُطاف بهم مرَّةً إلى الحميم، ومرَّةً إلى النَّار.
{ولمن خاف مقام ربه} قيامه بين يدي الله تعالى للحساب، فترك المعصية. {جنتان}.
{ذواتا أفنان} أغصانٍ.
{فيهما عينان تجريان} إحدهما بالماء الزُّلال، والأخرى بالخمر.
{فيهما من كلِّ فاكهة زوجان} نوعان كلاهما حلو.
{متكئين على فرش} جمع فراش {بطائنها} ما بطن منها، وهو ضدُّ الظَّاهر {من إستبرق} وهو ما غلظ من الدِّيباج {وجنى الجنتين} ثمرهما {دان} قريبٌ يناله القاعد والقائم.
{فيهن قاصرات الطرف} حابسات الأعين إلاَّ على أزواجهنَّ، ولا ينظرن إلى غيرهم {لم يَطْمِثْهُنَّ} لم يُجامعهنَّ {إنس قبلهم} قبل أزواجهن {ولا جانٌ}.
{كأنهنَّ الياقوت} في الصَّفاء {والمرجان} في البياض.
{هل جزاء الإِحسان إلاَّ الإِحسان} ما جزاء مَنْ أحسن في الدُّنيا بطاعة الله تعالى إلاَّ الإِحسان إليه في الآخر بالجنَّة ونعيمها.

.تفسير الآيات (61- 64):

{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64)}
{ومن دونهما} وسوى الجنتين الأُولَيَيْنِ {جنتان} أُخريان.
{مدهامتان} سوداوان لشدَّة الخضرة.

.تفسير الآيات (70- 72):

{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}
{فيهن خيرات} نساء فاضلات الأخلاق {حسان} الوجوه.
{حور} سود الأحداق {مقصورات} محبوساتٌ {في الخيام} من الدُّرِّ المُجوَّفة.

.تفسير الآيات (76- 78):

{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}
{متكئين على رفرف} وهو ما فضل من الفرش والبسط. وقيل: الوسائد. {وعبقري} أَيْ: الزَّرابي والطَّنافس {حسان} ثمَّ ختم السورة بما ينبغي أن يُمجَّد به ويُعظَّم، فقال: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإِكرام}.

.سورة الواقعة:

.تفسير الآيات (1- 11):

{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)}
{إذا وقعت الواقعة} جاءت القيامة.
{ليس لوقعتها} لمجيئها {كذبٌ}.
{خافضة رافعة} تخفض قوماً إلى النَّار، وترفع آخرين إلى الجنَّة.
{إذا رجَّت الأرض رجّاً} حُرَّكت الأرض حركةً شديدةً.
{وبست الجبال بساً} فتَّت فتَّاً.
{فكانت هباء منبثاً} غُباراً متقرِّقاً.
{وكنتم} في ذلك اليوم {أزواجاً} أَصنافاً {ثلاثة} ثمَّ بيَّن الأصناف، فقال: {فأصحاب الميمنة} وهم الذين يُؤتون كتبهم بأيمانهم. وقيل: الذين كانوا على يمين آدم عليه السَّلام حين أخرج الذُّريَّة من ظهره {من أصحاب الميمنة} أَيُّ شيءٍ هم؟ على التَّعظيم لشأنهم.
{وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} أَيْ: الشِّمال. تفسيرها على ضدِّ تفسير التي قبلها.
{والسابقون} إلى الإِيمان، من كلِّ أمَّةٍ {السابقون} إلى رحمة الله وجنَّته.
{أولئك المقربون} إلى كرامة الله.

.تفسير الآيات (13- 15):

{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15)}
{ثلة من الأولين} جماعةٌ من الأمم الماضية.
{وقليل من الآخرين} من هذه الأُمّة. يريد: من سابقي الأمم وسابقي هذه الأُمَّة.
{على سرر موضونة} منسوجةٍ بقضبان الذَّهب والجواهر.

.تفسير الآيات (17- 20):

{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}
{ولدان مخلدون} غلمانٌ لا يموتون ولا يهرمون.
{بأكواب} بأقداحٍ لا عُرى لها {وأباريق} التي لها عُرى وخراطيم {وكأس} إناءٍ {من معين} من خمرٍ جاريةٍ.
{لا يصدعون عنها} لا ينالهم الصُّداع عن شربها {ولا ينزفون} ولا يسكرون.
{وفاكهة مما يتخيرون} يختارون.

.تفسير الآيات (22- 23):

{وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)}
{وحور} جوارٍٍ وغلمانٌ شديدات سواد الأعين وبياضها {عين} ضخام العيون.
{كأمثال} كأشباه {اللؤلؤ المكنون} في صفاء اللَّون، والمكنون: المستور في كِنِّه، وهو الصَّدَف.

.تفسير الآيات (25- 34):

{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)}
{لا يسمعون فيها} في الجنَّات {لغواً} كاملاً فاحشاً {ولا تأثيماً} ولا ما يوقع في الإِثم.
{إلاَّ قيلاً} قولاً {سلاماً سلاماً} ما يسلمون فيه اللَّغو والإٍثم، ثمَّ ذكر منازل أصحاب الميمنة، فقال: {في سدر} وهو نوعٌ من الشَّجر {مخضود} مقطوعِ الشَّوك، لا كسدر الدُّنيا.
{وطلح} وهو شجر الموز {منضود} نُضِدَ بالحمل من أوَّله إلى آخره، فليست له سوقٌ بارزةٌ.
{وظل ممدود} دائمٍ ثابت.
{وماء مسكوب} جارٍ غير منقطع.
{وفاكهة كثيرة}.
{لا مقطوعة} بالأزمان {ولا ممنوعة} بالأثمان.
{وفرش مرفوعة} على السُّرر.

.تفسير الآيات (35- 50):

{إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)}
{إنا أنشأناهن} خلقناهنَّ، أَيْ: الحور العين {إنشاء} خلقاً من غير ولادةٍ.
{فجعلناهنَّ أبكاراً} عذارى.
{عُرباً} مُتحبِّبات إلى الأزواج، عواشق لهم {أتراباً} مُستوياتٍ في السنِّ.
{لأصحاب اليمين}.
{ثلة من الأولين} من الأمم الماضية.
{وثلة من الآخرين} من هذه الأُمَّة. يعني: إنَّ أصحاب الجنَّة نصفان: نصفٌ من الأمم الماضية، ونصفٌ من هذه الأمَّة، ثمَّ ذكر منازل أصحاب الشِّمال، فقال: {في سموم} ريحٍ حارَّةٍ {وحميم}.
{وظلٍّ من يحموم} دخانٍ شديد السَّواد {لا بارد} المنزل {ولا كريم} المنظر.
{إنهم كانوا قبل ذلك} في الدُّنيا {مترفين} مُنعَّمين لا يتعبون في طاعة الله.
{وكانوا يصرون على الحنث العظيم} يُقيمون على الذَّنب العظيم، وهو الشِّرك، وكانوا يُنكرون البعث. {وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أَإِنّا لمبعوثون}. فقال الله تعالى: {قل إنَّ الأولين والآخرين}. {لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم} وهو يوم القيامة ومعنى {إلى ميقات} لميقات يوم.

.تفسير الآيات (55- 65):

{فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)}
{شرب الهيم} أَيْ: الإِبل العطاش.
{هذا نزلهم} ما أعدَّ لهم من الرِّزق {يوم الدين} المجازاة.
{نحن خلقناكم} ابتداءً {فلولا} فهلاَّ {تصدّقون} بالخلق الثَّاني، وهو البعث.
{أفرأيتم ما تمنون} تصبُّون في الأرحام من المنيّ.
{أأنتم تخلقونه} بشراً {أم نحن الخالقون}.
{نحن قدَّرنا} قضينا {بينكم الموت وما نحن بمسبوقين}.
{على أن نبدِّل أمثالكم} أَيْ: إن أردنا أن نخلق خلقاً غيركم لم نُسبق، ولا فاتنا ذلك {وننشئكم} نخلقكم {فيما لا تعلمون} من الصُّور، أَيْ: نجعلكم قردةً وخنازير، والمعنى: لسنا عاجزين عن خلق أمثالكم بدلاً منكم، ومسخكم من صوركم إلى غيرها.
{ولقد علمتم النشأة الأولى} الخلقة الأولى، أَيْ: أقررتم بأنَّ الله خلقكم في بطون أُمَّهاتكم {فلولا تذكرون} أنِّي قادرٌ على إعادتكم.
{أفرأيتم ما تحرثون} تقلبون من الأرض وتلقون فيه من البذر.
{أأنتم تزرعونه} تنبتونه {أم نحن الزارعون}.
{لو نشاء لجعلناه حطاماً} تبناً يابساً لا حَبَّ فيه {فظلتم تفكهون} تعجبون وتندمون ممَّا نزل بكم، وممَّا علمتم من الحرث، وتقولون:

.تفسير الآيات (66- 67):

{إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)}
{إنا لمغرمون} صار ما أنفقنا على الحرث غُرْماً علينا.
{بل نحن محرومون} ممنوعون مُنعنا رزقنا.