فصل: تفسير الآيات (37- 39):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (37- 39):

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}
{هذا يوم الفصل} بين أهل الجنَّة والنَّار {جمعناكم والأولين}.
{فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} إنْ كان عندكم حيلةٌ فاحتالوا لأنفسكم.

.تفسير الآيات (46- 50):

{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)}
{كلوا وتمتعوا} في الدُّنيا {قليلاً إنكم مجرمون} مشركون.
{وإذا قيل لهم اركعوا} صلُّوا {لا يركعون} لا يصلُّون.
{فبأيّ حديث بعده} بعد القرآن الذي آتاهم فيه البيان {يؤمنون} إذا لم يؤمنوا به.

.سورة النبأ:

.تفسير الآيات (1- 7):

{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}
{عمَّ يتساءلون} عمَّا يتساءلون والمعنى: عن أيِّ شيءٍ يتساءلون. يعني: قريشاً، وهذا لفظ استفهامٍ معناه تفخيم القصَّة، وذلك أنَّهم اختلفوا واختصموا فيما أتاهم به الرَّسول صلى الله عليه وسلم فمن مصدِّق ومكذِّبٍ، ثمَّ بيَّن فقال: {عن النبأ العظيم} يعني: البعث.
{الذي هم في مختلفون} لا يُصدِّقون به.
{كلا} ليس الأمر على ما ذكروا من إنكارهم البعث {سيعلمون} حقيقة وقوعه.
{ثم كلا سيعلمون} تأكيدٌ وتحقيقٌ، ثمَّ دلَّهم على قدرته على البعث، فقال: {ألم نجعل الأرض مهاداً} أَيْ: فرشناها لكم حتى سكنتموها.

.تفسير الآيات (8- 23):

{وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}
{وخلقناكم أزواجاً} ذكوراً وإناثاً.
{وجعلنا نومكم سباتاً} راحةً لأبدانكم.
{وجعلنا الليل لباساً} يلبس كلَّ شيءٍ بسواده.
{وجعلنا النهار معاشاً} سبباً للمعاش.
{وبنينا فوقكم سبعاً شداداً} سبع سمواتٍ شدادٍ محكمةٍ.
{وجعلنا سراجاً} أي: الشَّمس {وهَّاجاً} وقَّاداً حارَّاً.
{وأنزلنا من المعصرات} السَّحاب {ماء ثجاجاً} صبَّاباً.
{لنخرج به حبَّاً} ممَّا يأكله النَّاس {ونباتاً} ممَّا ترعاه النَّعم.
{وجنات ألفافاً} مُلتفَّةً مُجتمعةً.
{إنَّ يوم الفصل كان ميقاتاً} لما وعده الله من الجزاء والثَّواب.
{يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً} زُمراً وجماعاتٍ.
{وفتحت السماء} شُقِّقت {فكانت أبواباً} حتى يصير فيها أبواب.
{وسيِّرت الجبال} عن وجه الأرض {فكانت سراباً} في خفَّة سيرها.
{إنَّ جهنم كانت مرصاداً} ترصد أهل الكفر، فلا يجاوزونها.
{للطاغين} للكافرين {مآباً} مرجعاً.
{لابثين} ماكثين {فيها أحقاباً} جمع حقب، وهو ثمانون سنة، كلُّ سنةٍ ثلثمائة وستون يوماً. كلُّ يومٍ كألف سنةٍ من أيَّام الدُّنيا، فإذا مضى حقبٌ عاد حقبٌ إلى ما لا يتناهى.

.تفسير الآيات (24- 29):

{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)}
{لا يذوقون فيها برداً} نوماً وراحةً {ولا شراباً}.
{إلاَّ حميماً} ماءً حارَّاً من حميم جهنَّم {وغسَّاقاً} وهو ما سال من جلود أهل النَّار.
{جزاءً وفاقاً} أَيْ: جُوزوا وفق أعمالهم، فلا ذنب أعظم من الشِّرك، ولا عذاب أعظم من النَّار.
{إنهم كانوا لا يرجون حساباً} لا يخافون أن يحاسبهم الله.
{وكذبوا بآياتنا كذاباً} تكذيباً.
{وكلَّ شيء} من أعمالهم {أحصيناه} كتبناه {كتاباً} لنحاسبهم عليه.

.تفسير الآية رقم (31):

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)}
{إنَّ للمتقين مفازاً} فوزاً بالجنَّة ونجاةً من النَّار.

.تفسير الآيات (33- 34):

{وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}
{وكواعب} جواري قد تكعَّبت ثُدُيّهن. {أتراباً} مُستوياتٍ في السِّنِّ.
{وكأساً دهاقاً} ممتلئةً.

.تفسير الآيات (36- 40):

{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
{عطاءً حساباً} كثيراً كافياً، وقوله: {لا يملكون منه خطاباً} أَيْ: لا يمكلون أن يخاطبوه إلاَّ بإذنه، كقوله تعالى: {لا تكلَّمُ نفسٌ إلاَّ بإذنه} وقد فُسِّر هذا فيما قبل. وقوله: {يوم يقوم الروح} قيل: هو جبريل عليه السَّلام. وقيل: هو مَلَكٌ يقوم صفاً. وقيل: الرُّوح جندٌ من جنود الله ليسوا من الملائكة ولا من النَّاس يقومون {والملائكة صفاً} صفوفاً. {لا يتكلمون إلاَّ من أذن له الرحمن وقالوا صواباً} حقاً في الدُّنيا. يعني: لا إله إلاَّ الله.
{ذلك اليوم الحقُّ فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً} مرجعاً إلى طاعته.
{إنا أنذرناكم عذاباً قريباَ} يعني: يوم القيامة، {يوم ينظر المرء ما قدَّمت يداه} ما عمل من خيرٍ وشرٍّ {ويقول الكافر} في ذلك اليوم: {يا ليتني كنت تراباً} ولك حين يقول الله تعالى للبهائم والوحوش: كوني تراباً، فيتمنَّى الكافر أن لفو كان تراباً فلا يُعذَّب.

.سورة النازعات:

.تفسير الآيات (1- 6):

{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)}
{والنازعات} أي: الملائكة التي تنزع أرواح الكفَّار {غرقاً} إغراقاً كما يُغرق النَّازع في القوس. يعني: المبالغة في النَّزع.
{والناشطات نشطاً} يعني: الملائكة تقبض نفس المؤمن كما ينشط العقال من يد البعير، أَيْ: يُفتح.
{والسابحات سبحاً} أي: النُّجوم تسبح في الفلك.
{فالسابقات سبقاً} أرواح المؤمنين تسبق إلى الملائكة شوقاً إلى لقاء الله عزَّ وجلَّ. وقيل: النُّجوم يسبق بعضها بعضاً في السَّير.
{فالمدبرات أمراً} يعني: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، يُدبِّر أمر الدُّنيا هؤلاء الأربعة من الملائكة، وجواب هذه الأقسام مضمرٌ على تقدير: لَتُبعَثُنَّ.
{يوم ترجف الراجفة} تضطرب الأرض وتتحرَّك حركةً شديدةً.

.تفسير الآيات (7- 18):

{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)}
{تتبعها الرادفة} يعني: نفخة البعث تأتي بعد الزَّلزلة.
{قلوب يومئذٍ واجفة} قلقةٌ زائلةٌ عن أماكنها.
{أبصارها خاشعة} ذليلةٌ.
{يقولون} يعني: منكري البعث {أإنا لمردودون في الحافرة} أَيْ: إلى أوَّل الأمر من الحياة بعد الموت، وهو قوله: {أإذا كنا عظاماً نخرة} أَيْ: باليةً.
{قالوا تلك إذاً كرَّة خاسرة} رجعةٌ يُخسر فيها، فأعلم الله تعالى سهولة البعث عليه فقال: {فإنما هي زجرة واحدة} أي: صيحةٌ ونفخةٌ.
{فإذا هم بالساهرة} يعني: وجه الأرض بعد ما كانوا في بطنها.
{هل أتاك} يا محمَّد {حديث موسى}.
{إذ ناداه ربُّه بالوادي المقدس طوى} طوى اسم ذلك الوادي.
{اذهب إلى فرعون إنَّه طغى} جاوز الحدَّ في الكفر.
{فقل هل لك إلى أن تزكى} أترغب في أن تتطهَّر من كفرك بالإِيمان.

.تفسير الآيات (20- 25):

{فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25)}
{فأراه الآية الكبرى} اليد البيضاء.
{فكذَّب} فرعون موسى {وعصى} أمره.
{ثم أدبر} أعرض عنه {يسعى} في الأرض يعمل فيها بالفساد.
{فحشر} فجمع السَّحرة وقومه {فنادى}.
{فقال أنا ربكم الأعلى} ليس ربٌّ فوقي.
{فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} أَيْ: نكَّل الله به في الآخرة بالعذاب في النَّار، وفي الدُّنيا بالغرق.

.تفسير الآيات (27- 34):

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
{أأنتم} أيُّها المنكرون للبعث {أشدُّ خلقاً أم السماء بناها}.
{رفع سمكها} سقفها {فسوَّاها} بلا شقوقٍ ولا فطورٍ.
{وأغطش} أَظلم {ليلها وأخرج ضحاها} أظهر نورها بالشَّمس.
{والأرض بعد ذلك دحاها} بسطها، وكانت مخلوقةً غير مدحوَّةٍ.
{أخرج منها ماءها ومرعاها} ما ترعاه النَّعم من الشَّجر والعشب.
{والجبال أرساها}. {متاعاً} منفعةً {لكم ولأنعامكم}.
{فإذا جاءت الطامة الكبرى} يعني: صيحة القيامة.

.تفسير الآيات (42- 46):

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
{يسألونك عن الساعة} يعني: القيامة. {أيَّان مرساها} متى وقوعها وثبوتها؟ قال الله تعالى: {فيم أنت} يا محمد {من ذكراها} أي: ليس عندك علمها.
{إلى ربك منتهاها} منتهى علمها.
{إنما أنت منذر مَنْ يخشاها} إنَّما ينفع إنذارك من يخشاها.
{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا} في قبورهم {إلاَّ عَشِيَّةً أو ضحاها} أَيْ: نهارها.
استقصروا مدَّة لبثهم في القبور لما عاينوا من الهول.

.سورة عبس:

.تفسير الآيات (1- 5):

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5)}
{عبس} كلح {وتولَّى} أعرض.
{أن} لأَنْ. {جاءه الأعمى} وهو عبد الله بن أمِّ مكتوم أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يدعوا أشراف قريش إلى الإِسلام، فجعل يُناديه ويكرِّر النِّداء، ولا يدري أنَّه مشتغلٌ حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعبس وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين يكلمهم، فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
{ومَا يدريك لعله} لعلَّ الأعمى {يزكَّى} يتطهَّر من ذنوبه بالإِسلام، وذلك أنَّه أتاه يطلب الإِسلام، ويقول له: علِّمني ممَّا علمك الله.
{أو يَذكَّر} يتَّعظ {فتنفعه الذكرى} الموعظة، ثمَّ عاتبه عزَّ وجلَّ فقال: {أمَّا من استغنى} أثرى من المال.