فصل: شهر رمضان بيوم الأحد 1236

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» **


 شهر رمضان بيوم الأحد 1236

وعملت الرؤية في تلك الليلة كالعادة وركب فيها مشايخ الحرف والمحتسب وأثبتوا رؤية الهلال تلك الليلة بعد مضي أربع ساعات من الليل ولم يحصل فيه من الحوادث غير تغالي الأثمان وتعاليها بسوء فعل السوقة وإظهار رديء المأكولات وإخفاء جيدها وقد انقضى بخير‏.‏

واستهل شهر شوال بيوم الثلاثاء سنة 1236 في ثالثه حضرت هجانة من أراضي نجد وبصحبتهم أشخاص من كبار الوهابية مقيدون على الجمال وهم عمر بن عبد العزيز وأولاده وأبناء عمه وذلك أنهم لما رجعوا إلى الدرعية بعد رحيل إبراهيم باشا وعساكره وكان معهم مشاري بن مسعود وقد كانوا هربوا في الدرعية بعدم رحل عنها إبراهيم باشا وتركي ابن عبد الله ابن أخي عبد العزيز وولد عم مسعود الأمشاري فإنه هرب من العسكر الذين كانوا مع أولاد مسعود وجماعتهم حين أرسلهم إبراهيم باشا إلى مصر في الحمراء وهي قرية بين الجديدة وينبع البحر وذهب إلى الدرعية واجتمع عليه من فرحين قدمت العساكر وأخذوا في تعميرها ورجع أكثر أهلها وقدموا عليهم مشاري ودعا الناس إلى طاعته فأجابه الكثير منهم فكادت تتسع دولته وتعظم شوكته فلما بلغ الباشا ذلك جهز له عساكر رئيسها حسين بك فأوثقوا مشاري وأرسلوه إلى مصر فمات في الطريق وأما عمر وأولاده وبنو عمه فتحصنوا في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين بحجر اليمامة وبينها وبين الدرعية أربع ساعات للقافلة فنزل عليهم حسين بك وحاربهم ثلاثة أيام أو أربعة وطلبوا الأمان لما علموا أنهم لا طاقة لهم به فأعطاهم الأمان على أنفسهم فخرجوا له إلا تركي فإنه خرج من القلعة ليلًا وهرب وأما حسين بك فإنه قيد الجماعة وأرسلهم إلى مصر في الشهر المذكور وهم الآن مقيمون بمصر بخطة الحنفي قريبًا من بيت جماعتهم الذين أتوا قبل هذا الوقت‏.‏

فيه حضر إبراهيم باشا من سرحته بالشرقية بسبب قياس الأراضي والمساحة‏.‏

وفي منتصفه سافر الباشا إلى الإسكندرية لداعي حركة الأروام وعصيانهم وخروجهم عن الذمة ووقوفهم بمراكب كثيرة العدد بالبحر وقطعهم الطريق على المسافرين واستئصالهم بالذبح والقتل حتى أنهم أخذوا المراكب الخارجة من إسلامبول وفيها قاضي العسكر المتولي قضاء مصر ومن بها أيضًا من السفار والحجاج فقتلوهم ذبحًا عن آخرهم ومعهم القاضي وحريمه وبناته وجواريه وغير ذلك وشاع ذلك بالنواحي وانقطعت السبل فنزل الباشا إلى الإسكندرية وشرع في تشهيل مراكب مساعدة للدونانمة السلطانية وسيأتي تتمة هذه الحادثة وبعد سفر الباشا سافر أيضًا إبراهيم باشا إلى ناحية قبلي قاصدًا بلاد النوبة‏.‏

واستهل شهر ذي الحجة بيوم الجمعة سنة 1236 فيه خرجت عساكر كثيرة ومعهم رؤساهم وفيهم محو بك ومغاربة وآلات الحرب كالمدافع وجبخانات البارود واللغمجية وجميع اللوازم قاصدين بلاد النوبة وما جاورها من بلاد السودان‏.‏

محمد كتخدا لاظ المنفصل عن الكتخدائية إلى أسنا ليتلقى القادمين ويشيع الذاهبين‏.‏

فيه حضر إبراهيم باشا من سرحته بالشرقية بسبب قياس الأراضي والمساحة‏.‏

وفي منتصفه سافر الباشا إلى الإسكندرية لداعي حركة الأروام وعصيانهم وخروجهم عن الذمة ووقوفهم بمراكب كثيرة العدد بالبحر وقطعهم الطريق على المسافرين واستئصالهم بالذبح والقتل حتى أنهم أخذوا المراكب الخارجة من إسلامبول وفيها قاضي العسكر المتولي قضاء مصر ومن بها أيضًا من السفار والحجاج فقتلوهم ذبحًا عن آخرهم ومعهم القاضي وحريمه وبناته وجواريه وغير ذلك وشاع ذلك بالنواحي وانقطعت السبل فنزل الباشا إلى الإسكندرية وشرع في تشهيل مراكب مساعدة للدونانمة السلطانية وسيأتي تتمة هذه الحادثة وبعد سفر الباشا سافر أيضًا إبراهيم باشا إلى ناحية قبلي قاصدًا بلاد النوبة‏.‏

واستهل شهر ذي الحجة بيوم الجمعة سنة 1236 فيه خرجت عساكر كثيرة ومعهم رؤساهم وفيهم محو بك ومغاربة وآلات الحرب كالمدافع وجبخانات البارود واللغمجية وجميع اللوازم قاصدين بلاد النوبة وما جاورها من بلاد السودان‏.‏

محمد كتخدا لاظ المنفصل عن الكتخدائية إلى أسنا ليتلقى القادمين ويشيع الذاهبين‏.‏

وفيه وصلت بشائر من جهة قبلي باستيلاء إسمعيل باشا على سنار بغير حرب ودخول أهلها تحت الطاعة فضربت لتلك الأخبار مدافع من القلعة‏.‏

وانقضت هذه السنة وما تجدد بها من الحوادث وانقضى بعضها والبعض باق إلى الآن‏.‏

فمنها توقف زيادة النيل وذلك أنه لم يستتم أذرع الوفاء إلى ثامن عشر مسرى القبطي حتى ضجر الناس وضج الفلاحون‏.‏

ومنها أمر المعاملة التي زادت زيادة فاحشة حتى بلغ البندقي ألفًا ومائتي نصف والمجر والفندقلي عشرين قرشًا عنها ثمانمائة نصف وبلغ صرف الريال الفرانسة أربعة عشر قرشًا عنها خمسمائة نصف وستون نصفًا وقس على ذلك باقي الأصناف‏.‏

ومنها غلو الأثمان في جميع المبيعات من ملبوسات ومأكولات والغلال حتى وصل الأردب إلى ألف وخمسمائة نصف والرطل السمن إلى خمسين نصفًا وإلى ستين نصفًا وقس على ذلك‏.‏

وأما حادثة الأروام التي هي باقية إلى الآن وما وقع منهم من الإفساد وقطع لطريق على المسافرين واستيلائهم على كل ما صادفوه من مراكب المسلمين وخروجهم عن الذمة وعصيانهم وما وقع معهم من الوقائع وما سينتهي حالهم إليه فسيتلى عليك إن شاء الله تعالى بكماله في الجزء الآتي بعد ذلك والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب‏.‏