فصل: مقدمة المؤلف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تذكرة الموضوعات **


 مقدمات الكتاب

 ترجمة المؤلف

هو العالم الفاضل العلامة المحدث النبيه رئيس محدثي الهند محمد طاهر بن علي الصديقي الفتني نسبا وموطنا والبهرة أي التاجر شعبا‏.‏ ولد في بلدة نهرواله سنة تسعمائة وأربع عشر من الهجر النبوية تلمذ أولا على أفاضل عصره وفضلاء دهره كأستاذ الزمان ملا مهته ومولانا الشيخ الناكوري والشيخ برهان الدين السمهوري ومولانا يد الله السوهي ثم عزم على الحرمين الشريفين فاستفاد من علمائهما ومشائخهما كالشيخ أبي عبيد الله الزبيدي والسيد عبد الله العدني والشيخ عبيد الله الحضرمي والشيخ جار الله المكي والعلامة الفقيه الأصولي الشيخ ابن حجر المكي مؤلف الزواجر والصواعق والفتاوى وغيرها والشيخ علي المدني والشيخ برخوردار السندي والشيخ أبي الحسن البكري المكي والفاضل التقي النقي العابد الزاهد علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي صاحب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال وتعاطي منه فيوضات متكاثرة وفتوحات وافرة ثم إنه عاد إلى بلاده وأقام هناك وأفاد وصنف تصانيف أنيقة مفيدة فاق على فضلاء عصره ونبلاء دهره لما استوى السلطان أكبر والي دار العلوم الدهلي سنة ثمانين وتسعمائة من الهجرة على بلاد كجرات واجتمع بالشيخ فربط السلطان العمامة بيده على رأس الشيخ وقاله على نصر الدين وكسر المبتدعين والسلطان المذكور فرض حكومة كجرات إلى أخيه الرضاعي مرزا عزيز بيك كوكه الملقب بالخان الأعظم فأعان الشيخ وأزال رسوم البدع ثم إن الخان الأعظم عزل ونصب مكانه عبد الرحيم خانخانان وكان شيعيا فاعتضده به المهدوية فحل الشيخ عمامته عن رأسه وانطلق إلى السلطان أكبر وكان هو في مستقر الخلافة أكبر آباد فتبعه جمع من المهدوية سرا فقتلوه في ما بين أجين ومالوه سنة ست وثمانين وتسعمائة قتل رحمه الله وهو إذ ذاك ابن اثنتين وسبعين سنة ثم نقل جسده إلى فتن ودفن في مقابر أسلافه رحمه الله ونور مرقده وبرد مضجعه وأدخله بحبوحة جنانه ترجم له جمع من الأفاضل كالشيخ محدث الهند العلامة عبد الحق الدهلوي صاحب اللمعات شرح المشكوة في أخبار الأخيار والسيد العلامة غلام علي البلجرامي الزبيدي صاحب تاج العروس وشرح الأحياء في سبحة المرجان في آثار الهندوستان وصاحب خزينة الأصفياء وصاحب حدائق الحنيفة ‏[‏لعله‏:‏ الحنفية‏]‏ وغيرهم من النبلاء له رحمه الله مصنفات عديدة منها مجمع بحار الأنوار مع التكلمة ‏[‏لعله‏:‏ التكملة‏]‏ في أربع مجلدات في غريب الحديث على نمط نهاية ابن الأثير والمغني في ضبط الرجال وكفاية في شرح الشافية لابن الحاجب في الصرف وقانون الموضوعات وتذكرة الموضوعات هذه التي نحن بصدد طبعها وختمها بقانون الموضوعات، وله تصانيف أخر كلها مشتملة على فوائد جليلة ودقائق علمية‏.‏

 تنبيه ‏(‏حول اسم المؤلف‏)‏

فتن بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة فوق مع الفتح بعده نون معرب بين بلدة من بلاد كجرات قريبا من أحمد آباد‏.‏ أجين بضم الهمزة وتشديد الجيم المفتوحة والنون بينهما ياء تحتانية ساكنة‏.‏ وبوهرة معناه التاجر على ما بينه صاحب الترجمة في تصانيفه جمهور أهل الكجرات مجمعون على أنه كان من البواهين أسلم أسلافهم على يد ملا علي ومضى لإسلامهم على ما حكاه البلجرامي قريبا من ثلاثمائة سنة‏.‏ مهدوية هم الذين كانوا من قومه من أتباع السيد محمد الجونفوري الذي ادعى أنه المهدي الموعود والله أعلم وعلمه أتم وأحكم وأنا العاجز الحقير الفقير إلى ربه المستجير أبو عبد الكبير محمد عبد الجليل، عفا عنه ربه السميع البصير، السامرودي، حرر في جمادى الأولى سنة 1342‏.‏

 مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ميز الخبيث من الطيب، وأحرز الحديث بالعلماء النقاد من الخطأ والكذب، والصلاة على سيد الورى وخير البرية، وجميع صحابته دعاة الله إلى سبله المرضية، وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته الطيبين‏.‏ ونسأله التوفيق والتأييد‏.‏ فبيده أزمة التحقيق والتسديد‏.‏

وبعد فقال أضعف عباد القوي الولي محمد بن طاهر بن علي الفتني الهندي مسكنا ونسبا والحنفي مذهبا‏:‏ هذا مختصر يجمع أقوال العلماء النقاد والمحدثين السراد في وضع الحديث أو ضعفه حتى يتبين أن وضعه أو ضعفه متفق أو أنه بسبب قصور قاصر أو سهو ساه مختلف كيلا يتجاسر الكسل على الجزم بوضعه بمجرد نظرة في كلام قائل أنه موضوع ولا يتسارع إلى الحكم بصحة كل ما نسب إلى الحديث غافل مخدوع فإن الناس فيه بين إفراط وتفريط فمن مفرط يجزم بالوضع بمجرد السماع من أحد لعله ساه أو ذو تخطيط ومن مفرط يستبعد كونه موضوعا وظن الحكم به سوء أدب ومخترعا ولم يدر أن ليس حكمه على الحديث بل على مخترع الكذب الخاذل أو ما زل فيه قدم الغافل‏.‏ ومما بعثني إليه أنه اشتهر في البلدان موضوعات الصغاني وغيره وظني أن أمامهم كتاب ابن الجوزي ونحوه ولعمري أنه قد أفرط في الحكم بالوضع حتى تعقبه العلماء من أفاضل الكاملين فهو ضرر عظيم على القاصرين المتكاسلين‏.‏ قال مجدد المائة السيوطي ‏[‏قلت‏:‏ لعله المائة التاسعة والله أعلم‏.‏ اهـ مصححه‏]‏‏.‏ قد أكثر ابن الجوزي في الموضوعات من إخراج الضعيف بل ومن الحسان ومن الصحاح كما نبه عليه الحفاظ ومنهم ابن الصلاح وقد ميز في حيزه ثلاثمائة حديث وقال لا سبيل إلى إدراجها في الموضوعات فمنها حديث في صحيح مسلم وفي صحيح البخاري رواية حماد بن شاكر وأحاديث في بقية الصحاح والسنن ونقل فيه عن أحمد بن أبي المجد أنه قال ومما ولم يصب فيه ابن الجوزي إطلاقه الوضع بكلام قائل في بعض رواته فلان ضعيف أو ليس بقوي أو لين فحكم بوضعه من غير شاهد عقل ونقل ومخالفة كتاب أو سنة أو إجماع وهذا عدوان ومجازفة - انتهى‏.‏

وأنا أورد بعض ما وقع في مختصر الشيخ محمد بن يعقوب الفيروز آبادي من كتاب المغني من حمل الأسفار في الأسفار للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي في تخريج الأحياء وفي المقاصد الحسنة للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السخاوي وفي كتاب اللآلئ للشيخ جلال الدين السيوطي وفي كتاب الذيل له وفي كتاب الوجيز له وموضوعات الصغاني وموضوعات المصابيح التي جمعها الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني ومؤلف الشيخ علي بن إبراهيم العطار وغير ذلك فاجمع أقوال العلماء في كل حديث كي يتضح لك الحق الحقيق بالقبول وقد حثني عليه بعض الأعزة الكرام واستبطئوا حين شرعت الاختتام وهو كالتذكرة للموضوعات وكاف عن المطولات وحين وقع الفراغ عن التسويد تحرك عزمي إلى أن أجمع من أجد من الكذابين والضعاف ليكون قانونا ‏[‏الذي نحن بصدد طبعه إن شاء الله تعالى‏.‏ اهـ مصححه‏]‏‏.‏ في غير ما في هذا الكتاب من الموضوعات والضعاف والله الموفق لهذا المرام وبعونه التيسير للاختتام والمرجو من الإخوان ذوي الطباع الصحيحة إذا اطلعوا على سهو أو طغيان أن يصلحوا بأقلامهم الفصيحة ويعذروا الكاتب الحقير بعين النصيحة فإن الخطأ ديدني لقلة عدتي وكثرة أشغالي وتشتت أحوالي بتفاقم النوائب ‏[‏التفاقم‏:‏ التعاظم وزنًا ومعنًى‏.‏ اهـ مصححه‏]‏‏.‏ من أرباب الدولة الآخذين سيف العدوان على الضعفة من الإخوان فالله المستعان‏.‏

هذا مع عدم من أراجعه في هذه البلاد من المحدثين أعالم العلماء وأفاضل الفضلاء فإن هز عطف أحد استطراف شيء من المكاتب فلا ينس قراءة الفاتحة لمن تعنى فيه مدة مديدة وإراحة من التبعات الشديدة والمرجو من فضل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم‏.‏

 مقدمة وفيها مباحث

 الأول في اصطلاح الحديث وشروط روايته

الصحيح ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم عن شذوذ وعلة - والشذوذ أن يرويه الثقة مخالفا لغيره - والحسن ما لا في إسناده متهم ولا يكون شاذا ويروى من غير وجه نحوه، والضعيف ما لم يجتمع فيه شرطا الصحة والحسن‏.‏ ويجوز عند العلماء التساهل في أسانيد الضعيف بلا شرط بيان ضعفه في الوعظ والقصص والفضائل لا في صفات الله والحلال والحرام‏.‏ قيل كان مذهب النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه وكذا أبو داود وكان يخرج الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره ويرجحه على الرأي ‏[‏وممن نقل عنه ذلك ابن حنبل وابن مهدي وابن المبارك‏:‏ قالوا إذا رويناه في الحلال والحرام شددنا وإذا رويناه في الفضائل تساهلنا‏.‏ اهـ الإدارة المنيرية‏]‏‏.‏

المسند ما اتصل سنده مرفوعا إليه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أو موقوفًا، والمرفوع ما أضيف إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سواء كان متصلا أو منقطعا فالمتصل يكون مرفوعا وغير مرفوع والمرفوع يكون متصلا وغير متصل‏.‏ والمسند متصل مرفوع، والمعلق ما حذف من مبدأ إسناده واحد فأكثر، والغريب ما تفرد واحد عمن يجمع حديثه كالزهري، والموقوف ما روي عن الصحابي من قول أو فعل متصلا أو منقطعا وهو ليس بحجة، والمقطوع ما جاء عن التابعين، والمرسل قول التابعي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ‏.‏ والمنقطع ما لم يتصل إسناده من الأول والآخر، والمعضل ما سقط من سنده اثنان، والمنكر ما فيه أسباب خفية غامضة قادحة‏.‏ وفي شرح النخبة وللجرح مراتب أسوأها أكذب الناس وإليه المنتهى في الوضع أو هو ركن الكذب‏.‏ ثم قولهم دجال أو وضاع أو كذاب‏.‏ وأسفلها تحولين أو سيئ الحفظ أو فيه أدنى مقال‏.‏ وبين الأسوأ والأسفل مراتب فقولهم متروك أو ساقط أو فاحش الغلط أو منكر الحديث أشد من قولهم ضعيف أو ليس بالقوي أو فيه مقال‏.‏ وأرفع مراتب التعديل كأوثق الناس ثم ثقة ثقة أو ثقة حافظ أو ثبت ثبت وأدناها كشيخ ويروى حديثه ويعتبر به ونحو ذلك‏.‏

وفي العدة وأعلم أن الأحاديث التي لا أصل لها لا تقبل والتي لا إسناد لها لا يروى بها‏:‏ ففي الحديث (‏اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار‏)‏ فقيد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الرواية بالعلم وكل حديث ليس له إسناده صحيح ولا هو منقول في كتاب مصنفه إمام معتبر لا يعلم ذلك الحديث عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فلا يجوز قبوله‏:‏ ففي مسلم‏:‏ ‏(‏كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع‏)‏، وفيه ‏(‏يكون في آخر الزمان كذابون دجالون يأتونكم بأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم‏)‏‏.‏

الثاني في أقسام الواضعين‏.‏

في خلاصة علم الحديث أعلم أن الخبر ثلاثة أقسام‏:‏ قسم يجب تصديقه وهو ما نص الأئمة على صحته‏.‏ وقسم يجب تكذيبه وهو ما نصوا على وضعه‏.‏ وقسم يجب التوقف فيه لاحتماله الصدق والكذب كسائر الأخبار ولا يحل رواية الموضوع لمن علم حالة في أي معنى إلا ببيان وضعه‏.‏ ويعرف الوضع بإقرار واضعه وبقرينة حال الراوي والمروى بركاكة اللفظ والمعنى‏.‏ والواضعون أصناف وأعظمهم ضررا قوم منتسبون إلى الزهد وضعوا حسبة فيقبل موضوعاتهم ثقة بهم‏.‏ والكرامية وبعض المبتدعة يجوزون الوضع في الترغيب والترهيب وهو خلاف إجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع - انتهى‏.‏

وفي الرسالة قال زيد بن أسلم من عمل بخبر صح أنه كذب فهو من خدم الشيطان‏.‏ وفي اللآلئ قال الزركشي بين قولنا لم يصح وقولنا موضوع بون بعيد كثير فإن الوضع إثبات الكذب والاختلاف وقولنا لم يصح لا يلزم منه إثبات العدم وإنما هو أخبار عن عدم الثبوت‏.‏ وقال أيضًا لا يلزم من جهل الراوي وضع حديثه‏.‏ وفي الوجيز فرق بين المنكر والموضوع‏.‏ وقال ابن حجر أكثر المحدثين من سنة مائتين إلى الآن إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته‏.‏ وذكر السخاوي عنه أن لفظ لا يثبت لا يلزم منه أن يكون موضوعا فإن الثابت يشمل الصحيح فقط والضعيف دونه‏.‏ والمنكر إذا تعددت طرقه ‏[‏هكذا الأصل، ولعل كلمة ‏(‏ارتقى‏)‏ سقطت من النسخة‏.‏ اهـ إدارة‏]‏‏.‏ إلى درجة الضعف القريب بل ربما ارتقى إلى الحسن‏.‏ وحكى السيوطي عن ابن الجوزي أن من وقع في حديثه الموضوع والكذب والقلب أنواع‏:‏ منهم من غلب عليهم الزهد فغفلوا عن الحفظ أو ضاعت كتبه فحدث من حفظه فغلط، وعن يحيى ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه في من ينسب إلى الخبر والزهد‏.‏ ومنهم قوم ثقاة لكن اختلطت عقولهم في أواخر أعمارهم‏.‏ ومنهم من روى الخطأ سهو فلما رأى الصواب وأيقن لم يرجع أنفة أن ينسبوا إلى الغلط‏.‏ ومنهم زنادقة وضعوا قصدا إلى إفساد الشريعة وإيقاع الشك والتلاعب بالدين‏.‏ وقد كان بعض الزنادقة يتغفل الشيخ فيدس في كتابه ما ليس من حديثه‏.‏ قال حماد بن زيد وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث ولما أخذ ابن أبي العوجاء لضرب عنقه قال وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل فيها الحرام‏.‏ ومنهم من يضع نصرة لمذهبه رجع رجل من المبتدعة فجعل يقول انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا‏.‏ ومنهم من يضعون حسبة ترغيبا وترهيبا، ومضمون فعلهم أن الشريعة ناقصة إلى تتمة‏.‏ ومنهم من أجاز وضع الأسانيد لكلام حسن‏.‏ ومنهم من قصد التقرب إلى السلطان‏.‏ ومنهم القصاص لأنهم يريدون أحاديث ترقق وتنفق وفي الصحاح يقل مثله‏.‏ ثم إن الحفظ يشق عليهم ويتفق عدم الدين وهم يحضرهم جهال وما أكثر ما تعرض على أحاديث في مجلس الوعظ قد ذكرها قصاص الزمان فأردها فيحقدون علي انتهى‏.‏ قال الصغاني إذا علم أن حديثا متروك أو موضوع فليروه ولكن لا يقول عليه قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏.‏

الثالث في كتب أحاديثها موضوعة في الكذابين

في الخلاصة قال الشيخ قد صنف كتب في الحديث وجميع ما احتوت عليه موضوع كما مر من موضوعات القضاعي‏.‏ ومنها الأربعون الودعانية‏.‏ ومنها وصايا علي ـ رضي الله عنه ـ كلها موضوعة عنه سوى الحديث الأول وهو ‏(‏أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي‏)‏ قال الصغاني ومنها وصايا علي ـ رضي الله عنه ـ كلها التي أولها يا علي لفلان ثلاث علامات، وفي آخرها النهي عن المجامعة وفي أوقات مخصوصة كلها موضوعة، وآخر هذه الوصايا يا علي أعطيتك في هذه الوصية علم الأولين والآخرين وضعها حماد بن عمرو النصيبي وقال السيوطي في اللآلئ وكذا وصايا علي موضوعة واتهم بها حماد بن عمرو وكذا وصاياه التي وضعها عبد الله بن زياد بن سمعان أو شيخه وقال الصغاني وأول هذه الودعانية كان الموت فيها على غير ما كتب وقد ذكرناه من غيره من موضوعات الشهاب وآخرها ‏(‏ما من بيت إلا وملك يقف على بابه كل يوم خمس مرات فإذا وجد الإنسان قد نفد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته كرباته وغمرته سكراته‏)‏‏.‏ وقال السيوطي في الذيل إن الأربعين الودعانية لا يصح فيها حديث مرفوع على هذا النسق في هذه الأسانيد وإنما يصح منها ألفاظ بسيرة وإن كان كلامها حسنا وموعظة فليس كل ما هو حق حديثا بل عكسه وهي مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة ويقال أنه الذي وضع رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله في الحديث وأقلهم حياء وأجرأهم على الكذب وفي الوجيز ‏[‏قلت‏:‏ في عزوه إلى الوجيز نظر، بل الصحيح عندي في الذيل‏.‏ اهـ مصححه‏]‏‏.‏ قال جمال الدين المزني الأحاديث المنسوبة إلى القاضي أبي نصر بن ودعان الموصلى لا يصح منها حديث واحد مرفوع وإنما يصح يسيره منها يحتاج في تميزها إلى نوع من التتبع وقال الصغاني ومنها كتاب فضل العلماء للمحدث شرف البلخي وأوله (‏من تعلم مسألة من الفقه قلده الله كذا‏)‏‏.‏

ومن الأحاديث الموضوعة بإسناد واحد أحاديث الشيخ المعروف بابن أبي الدنيا وهو الذي يزعمون أنه أدرك عليا وعمر طويلا وأخذ بركابه فركب وأصابه ركابه فشجه فقال مد الله في عمرك مدا وأحاديث أبي نسطور الرومي وأحاديث بشر ونعيم بن سالم وخراش عن أنس وأحاديث دينار عنه وأحاديث أبي هدبة إبراهيم بن هدبة القيسي ومنها كتاب يدعى بمسند أنس البصري مقدار ثلاثمائة حديث يرويه سمعان المهدي عن أنس وأوله أمتي في سائر الأمم كالقمر في النجوم وفي الذيل سمعان بن المهدي عن أنس لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة قبح الله من وضعها، وفي اللسان هي من رواية محمد بن مقاتل الرازي عن جعفر بن هارون عن سمعان فذكر النسخة وهي أكثر من ثلاثمائة حديث أكثر متونها موضوعة - انتهى‏.‏

قال الصغاني ومنها الأحاديث التي تروى في التسمية بأحمد لا يثبت شيء منها، ومنها خطبة الوداع عن أبي الدرداء رفعه وأوله ألا لا يركبن أحدكم البحر عند ارتجاجه، وفي اللآلئ آخر الخطبة الأخيرة عن أبي هريرة وابن عباس بطولها موضوعة اتهم بها ميسرة بن عبد ربه لا بورك فيه‏.‏

قال ابن الجوزي الوضاعون خلق كثيرون كبارهم وهب بن وهب القاضي ومحمد بن السائب الكلبي ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب وأبو داود النخعي وإسحاق بن نجيح الملطي وغياث بن إبراهيم النخعي والمغيرة بن سعيد الكوفي وأحمد بن عبد الله الجويباري ومأمون بن أحمد الهروي ومحمد بن عكاشة الكرماني ومحمد بن القاسم الطالكاني ومحمد بن زياد اليشكري‏.‏

وقال النسائي الكذابون المعروفون بالوضع أربعة ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، وقيل وضع الجويباري وابن عكاشة ومحمد بن نميم والفاريابي أكثر من عشرة آلاف فأنشأ الله علماء يذبون ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح فهم حراس الأرض وفرسان الدين كثرهم الله إلى يوم الدين‏.‏

وفي الوجيز قال ابن عدي كتبت جملة عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن آبائه إلى علي رفعها إذ أخرج إلينا نسخة قريب من ألف حديث عن موسى المذكور عن آبائه بخط طري عامتها مناكير، قال الدارقطني إنه من آيات الله وضع ذلك الكتاب يعني العلويات، قال ابن حجر وسماه السنن وكله بسند واحد منه لا خيل أبقى من الدهم ولا امرأة كابنة العم، ومنه لا خير في العيش إلا لمسمع واع أو عامل ناطق وغير ذلك مما يجيء في بابه وعبد الله بن أحمد عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه يروي نسخة موضوعة باطلة ما ينفك عن وضعه أو وضع أبيه، وإسحاق الملطي له أباطيل، منها لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تعرج على السرج، ومن منع الماعون لزمه طرف من البخل، ومنه لعن الناظر والمنظور إليه، ومنه لا تقولوا مسيجد ولا مصيحف ونهى عن تصغير الأسماء وأن يسمى حمدون أو علوان أو يعموش وغيرها مما يجيء، قال ابن عدي كلها وضعها هو ورى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد الوصية لعلي ـ رضي الله عنه ـ في الجماع وكيف يجامع فانظر إلى هذا الدجال ما أجرأه‏.‏

وقال الديلمي أسانيد كتاب العروس لأبي الفضل جعفر بن محمد بن علي الحسيني واهية لا يعتمد عليها وأحاديثه منكرة‏.‏ وقال الذهبي أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن بليط بن شريط حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلال لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب انتهى كلام الوجيز‏.‏ وسنذكر أحد عشر حديثا في بابه منها ونذكر أحاديث كل من هذه الكتب ونحيل بيان حاكيه على ما في المقدمة فاحفظ المحتال عليه ولا تغفل، في اللآلئ قال الحاكم قال الترمذي كل حديث في كتابه معمول به إلا حديثان‏.‏

كتاب التوحيد

 باب الإيمان بالله وبالقدر ومعرفته وشعبه وفضل من دعا إليه

في الخلاصة ‏(اليقين الإيمان كله‏)‏ موضوع‏:‏ قاله الصغاني والسخاوي‏.‏

‏(‏الإيمان عقد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان حكم ابن الجوزي بوضعه وهو من حديث عبد السلام بن صالح عند ابن ماجه‏.‏

وفي الوجيز معاذ بن جبل (‏الإيمان يزيد وينقص‏)‏ أعله بعماد بن مطرف منكر الحديث‏:‏ قلت قد أخرجه أحمد وأبو داود من وجه آخر جيد عن معاذ وسكت عليه أبو داود فهو صالح عنده وله شواهد عن أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء موقوفًا‏.‏

أبو هريرة (‏إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديثه‏)‏ أعله بمعارك بن عباد، منكر‏.‏ قلت في الحكم بوضعه نظر‏.‏

وفي الذيل (‏من لم يكن مؤمنا حقا فهو كافر حقا‏)‏‏.‏ قال المذنب‏:‏ فيه سمعان بن المهدي‏.‏

عن أنس (‏من عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه كل لسانه‏)‏‏.‏ قال النووي ليس بثابت‏.‏

‏(‏من عرف نفسه عرف ربه‏)‏ قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال‏.‏

وفي المقاصد لا يعرف مرفوعا وإنما يحكي من قول يحيى بن معاذ‏.‏ وكذا قال النووي إنه ليس بثابت‏.‏

‏(‏كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فعرفوني‏)‏ قال ابن تيمية ليس من الحديث ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وتبعه الزركشي وشيخنا، وفي الذيل قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال‏.‏

وفي المقاصد (‏لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا‏)‏ لا أصل له مرفوعا وإنما هو عن بعض السلف‏.‏

‏(‏حب الوطن من الإيمان‏)‏ لم أقف عليه ومعناه صحيح‏.‏

الصغاني (‏حب الهرة من الإيمان‏)‏ موضوع‏.‏

في الخلاصة (‏من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة‏)‏‏.‏ قال الصغاني موضوع‏.‏ وفي اللآلئ إذ فيه محمد بن معاوية غير ثقة لكن تبعه سعيد بن كثير وهو ثقة‏.‏ وفي الوجيز قلت وثقة أحمد وغيره‏.‏

‏(ما كان زندقة إلا وأصلها التكذيب بالقدر‏)‏‏.‏ فيه بحر بن كثير كذاب‏.‏ قلت ورد بسند لا بأس به‏.‏

وفي المختصر (‏القدر سر الله فلا تفشوا الله سره‏)‏ ضعيف‏.‏

وفي المقاصد (‏إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره‏)‏ فيه كذاب يضع متروك، وعند البيهقي من قول ابن عباس‏.‏

 باب أوصافه المتشابهة كحجابه وخلقه وصورته

واللا أبالي وردائه ونزوله عن عرشه وصفة كن وسعة عرشه وسمائه وأرضه وسرعة سير الشمس وبحاره وملكه وتخمير طين آدم‏.‏

في المختصر (‏إن لله سبعين حجابا من نور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل ما أبصره‏)‏‏.‏ لأبي الشيخ بسند ضعيف‏.‏ وقال ابن الجوزي لا أصل له‏.‏ وللطبراني بسند جيد بلفظ ‏(‏حجابه النور‏)‏ إلخ‏.‏

‏(‏إن لله ثلاثمائة خلق من لقيه بخلق منها مع التوحيد دخل الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله هل فيّ خلق منها فقال كلها فيك وأحبها إلى الله السخاء‏)‏‏.‏ وروي (‏الإسلام ثلاثمائة شريعة وثلاثة عشر شريعة‏)‏‏.‏ وروي (‏إن لله مائة وسبعة عشر شريعة‏)‏ والكل ضعيف‏.‏

‏(‏هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي‏)‏ مضطرب الإسناد‏.‏

‏(‏الحمد رداء الرحمن‏)‏ لم يوجد‏.‏

في اللآلئ ابن عباس رفعه ‏(‏رأيت ربي في صورة شاب له وفرة‏)‏ وروي ‏(‏في صورة شاب أمرد‏)‏ قال ابن صدقة عن أبي زُرعة‏:‏ حديث ابن عباس صحيح لا ينكره إلا معتزلي وروي في بعضها رآه بفؤاده‏.‏ والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال وإن حمل على اليقظة فأجاب أستاذنا كمال الدين بن الهمام بأن هذا حجاب الصورة‏.‏

في الذيل ‏(‏رأيت ربي بمنى يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس‏)‏‏.‏ موضوع لا أصل له‏.‏

‏(‏إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته‏)‏ محدثة دجال‏.‏

‏(‏عن اللوح سمعت الله من فوق العرش يقول لشيء كن فلا تبلغ الكاف النون إلا يكون الذي يكون‏)‏ موضوع بلا شك‏.‏

‏(‏قال القلم إن للعرش ثلاثمائة وستين ألف قائمة كل قائمة من قوائمه كأطباق الدنيا ستون ألف مرة تحت كل قائمة ستون ألف مدينة في كل مدينة ستون ألف صحراء ستون ألف عالم في كل عالم مثل الثقلين الجن والإنس وستون ألف مرة لا يعلمون أن الله ـ عز وجل ـ خلق آدم وإبليس ألهمهم الله ـ عز وجل ـ أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي‏)‏ فيه محمد بن النضر لم يكن ثقة‏.‏

في المختصر (‏بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام‏)‏ رجاله ثقات‏.‏

‏(‏قال لجبرائيل ـ عليه السلام ـ هل زالت الشمس قال‏:‏ لا، نعم‏.‏ قال‏:‏ كيف قال لا نعم‏؟‏ ‏[‏هكذا في طبعة أمين دمج، ولعله‏:‏ ‏(‏كيف قُلْتَ لا نعم‏؟‏‏)‏‏]‏ فقال‏:‏ من حين قُلْتُ لا إلى أن قُلْتُ نعم، سارت الشمس مسيرة خمسمائة عام‏)‏ لم يوجد له أصل‏.‏

‏(‏إن لله ملكا ما بين شفري عينيه مسيرة خمسمائة عام‏)‏ لم يوجد‏.‏

‏(‏الأرض في البحر كالإصطبل في الأرض‏)‏ لم يوجد‏.‏

‏(‏إن الله تعالى خمر طينة آدم بيده أربعين صباحا‏)‏ ضعيف‏.‏ وفي شرح مسلم للنووي قال قد جاء في غلط الأرضين السبع وطباقهن وما بينهن حديث ليس بثابت‏.‏

في الوجيز ‏(‏ما من مولود إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن‏)‏ فيه وليد بن الوليد العبسي لا يحل الاحتجاج به‏.‏ قلت قد قيل صدوق وهو للبخاري في تاريخه عن ابن عمر موقوف وهو أشبه‏.‏ ولجماعة عن أبي ذر ‏(‏أن المنى يمكث في الرحم أربعين ليلة فيأتيه ملك النفوس فيعرج به إلى الجبار فيقول يا رب عبدك أذكر أم أنثى فيقضي الله ما هو قاض ثم يقول يا رب اشقي أم سعيد فيكتب ما هو لاق بين يديه وتلا أبو ذر من فاتحة سورة التغابن إلى قوله‏:‏ ‏{‏وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير‏}‏ ‏[‏التغابن‏:‏ 3‏]‏‏.‏ وهذا شاهد حسن مبين للمراد‏.‏

 باب صفة المؤمن وفضله على الملك وإكرامه

في المقاصد ‏(‏المؤمن مؤتمن على نسبه‏)‏ بيض له شيخنا وأظنه من قول مالك أو غيره‏.‏

‏(‏المؤمن مرآة المؤمن‏)‏ لأبي داود رفعه‏.‏

‏(‏المؤمن ليس بحقود‏)‏ ذكره في الأحياء وقال مخرجه لم أقف له على أصل‏.‏

في المختصر ‏(‏المؤمن أكرم على الله من الملائكة‏)‏ لجماعة‏.‏

‏(إن الله تعالى أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن‏)‏ لم يوجد‏.‏

‏(‏المؤمن يغبط والمنافق يحسد‏)‏ لم يوجد وإنما هو من كلام الفضيل‏.‏

في الخلاصة ‏(‏المؤمن يسير المؤونة‏)‏ قال الصغاني موضوع‏.‏ وفي اللآلئ هو عن أبي هريرة فلا يصح‏:‏ فيه محمد بن سهل يضع‏.‏ قلت عند البيهقي من طريق آخر عنه‏.‏ وفي الوجيز كذلك قال ابن حبان سمعت جعفر ابن أبان يملي ثنا ابن رمح ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر ‏(‏من سر المؤمن فقد سرني ومن سرني فقد سر الله‏)‏ فقلت يا شيخ اتق الله ولا تكذب على رسول الله فقال لست مني في حل أنتم تحسدونني لإسنادي فخوفته حتى حلف لا يحدث بمكة‏.‏

في الذيل ‏(‏من سر مؤمنا فإنما يسر الله ومن عظم مؤمنا فإنما يعظم الله ومن أكرم مؤمنا فإنما يكرم الله‏)‏ هو كذب بين‏.‏

القزويني ‏(‏المؤمن غر كريم والمنافق خب لئيم‏)‏ موضوع ‏[‏في كونه موضوعًا نظر، وقد خرجه أبو داود والترمذي والحاكم، وجَيّدَ إسناده المناوي، والله أعلم‏.‏ اهـ مصححه‏.‏من حديث المصابيح‏]‏‏.‏

 باب افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها ناجية أو هالكة

ومنهم القدرية والزيدية وإن كل بدعة ضلالة وانتهار المبتدعة وإن المنافق يملك عينيه وإن لعن اليهود صدقة‏.‏

في المقاصد ‏(‏الجماعة رحمة والفرقة عذاب‏)‏ في سنده ضعف لكن له شواهد معنى‏.‏

‏(‏افترقت اليهود على اثنين وسبعين فرقة والنصارى كذلك وتفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي‏)‏ حسن صحيح روي عن أبي هريرة وسعد ابن عمر وأنس جابر وغيرهم‏.‏

وفي اللآلئ ‏(‏تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة قالوا يا رسول الله من هم قال الزنادقة وهم القدرية‏)‏ لا أصل له‏.‏

في المقاصد ‏(‏الزندقة مجوس هذه الأمة‏)‏ لم أره ولكن عند جماعة بلفظ القدرية‏.‏

القزويني (‏القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم‏)‏ موضوع ‏[‏في كونه موضوعًا نظر، وقد خرجه أبو داود والترمذي والحاكم، وجَيّدَ إسناده المناوي، والله أعلم‏.‏ اهـ مصححه‏. ‏من حديث المصابيح‏]‏‏.‏ من حديث المصابيح‏.‏ وكذا ‏[‏خرجه البخاري في تاريخه والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس وابن ماجه وحده عن جابر والطبراني في الأوسط عن أبي سعيد حسن إسناده المناوي والله أعلم‏.‏ اهـ مصححه‏]‏‏.‏ ‏(‏صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب القدرية والمرجئة‏)‏‏.‏

وفي الوجيز عن أبي هريرة ‏(‏إن لكل أمة مجوسا وأما مجوس هذه الأمة القدرية فلا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا‏)‏ فيه جعفر بن الحارث ليس بشيء‏.‏ قلت وثقة ابن عدي‏.‏ وقال البخاري في حفظه شيء يكتب حديثه والحديث ورد بهذا اللفظ عن حذيفة وجابر وابن عمر وبعض أسانيده على شروط الصحيح‏.‏ وفي الخلاصة قال الصغاني حديث صنفان إلخ‏.‏ موضوع‏.‏ وكذا حديث ‏(‏من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا‏)‏ موضوع‏.‏

وفي الذيل ‏(‏إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهروا في وجهه فإن الله تعالى يبغض كل مبتدع ولا يجوز أحد منهم الصراط ولكن يتهافتون النار مثل الجراد والذباب‏)‏ فيه إبراهيم بن هدبة كذاب‏.‏

‏(‏إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح‏)‏ فيه ثلاثة غير موصين‏.‏

‏(‏لو أن صاحب بدعة ومكذبا بقدر قتل مظلوما صابرا محتسبا بين الركن والمقام لم ينظر الله في شيء من أمره حتى يدخله جهنم‏)‏ فيه كثير بن سليم مضعف متروك الحديث وقيل واضع‏.‏ ويحيى بن المبارك مجهول‏.‏

‏(‏كل بدعة ضلالة إلا بدعة في عبادة‏)‏ فيه الهيثم كذاب والنقاش متهم‏.‏

وفي المختصر ‏(‏إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق‏)‏ لجماعة‏.‏

‏(‏من أكرم فاسقا فقد أعان على هدم الإسلام‏)‏ لابن عدي والطبراني وأبي نعيم ولفظهم ‏(‏من وقر صاحب بدعة‏)‏ والكل ضعيف أو موضوع كما قال أبو الفرج‏.‏

‏(‏عليكم بدين العجائز‏)‏ قال ابن طاهر لم أقف له على أصل وإنما رأيت حديثا لابن السلماني ‏(‏إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء‏)‏ ولابن السلماني نسخة اتهم بوضعها وقال الصغاني موضوع، وفي المقاصد لا أصل له بهذا اللفظ لكن عند الديلمي عن ابن السلماني وهو ضعيف جدا حدث عن أبيه بمائتي حديث كلها موضوعة لا يحل ذكرها إلا على وجه التعجب‏.‏

‏(‏المنافق يملك عينيه يبكي متى شاء‏)‏ رفعه ضعيف لكنه ورد في التوراة‏.‏

اللآلئ ‏(‏من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود‏)‏ لا يصح‏.‏

‏(‏من قال في ديننا برأيه فاقتلوه‏)‏ تفرد به منهم‏:‏ الوجيز وضعه إسحاق الملطي‏.‏

 باب لا يكفر أحد إلا بجحود

في المختصر ‏(‏لا يكفر أحد إلا بجحوده بما أقر به‏)‏ ضعيف‏.‏

للطبراني ‏(‏رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة إلا بأحسن ما يقدر عليه‏)‏ الديلمي بلفظ (‏عن أعراض المسلمين‏)‏ ضعيف ومنقطع‏.‏

‏(‏ما شهد رجل على رجل بالكفر إلا باء به أحدهما إن كان كافرا فهو كما قال وإن لم يكن كافرا فقد كفر بتكفيره إياه‏)‏ ضعيف‏.‏ قال الغزالي‏:‏ هذا إن كفره وهو يعلم أنه مسلم فإن ظن أنه كافر ببدعة أو غيرها كان مخطئا لا كافرا‏.‏ قال الحقير‏:‏ وكفى بالخطأ إثما مبينا فإن الخطأ في رمي الزنا يوجب ثمانين ورد الشهادة أبدا وإن تاب، فكيف في التكفير قذف ‏[‏لعله‏:‏ فكيف وفي التكفير قذف‏]‏، والكفر أكبر الكبائر‏؟‏ سبحانك هذا بهتان عظيم‏!‏

كتاب العلم

 باب فضل العالم العامل على العابد وأن العمل أو الزهد يزيد العلم

وأنه يخافه كل شيء وأنه كالنبي ووارثه وإن موته ثلمة وأنه الولي وفضل تعليمه وتعلمه على التطوع ومع الحرص والتملق في الصغر قبل أن يسود وفضل المعلم وأنه مولى واغتنامه قبل أن يعبر به الزنا والاغتنام بلا أدري وعلم الباطن والطب وذم من لم يعظم العالم كالجار وغيره‏.‏

في المقاصد ‏(‏طلب العلم فريضة على كل مسلم‏)‏ روي عن أنس بطرق كلها معلولة واهية وفي الباب عن جماعة من الصحابة وبسط الكلام في تخريج الأحياء ومع هذا كله قال البيهقي متنه مشهور وإسناده ضعيف روي من أوجه كلها ضعيفة وقال أحمد لا يثبت في هذا الباب شيء وكذا قال ابن راهويه وأبو علي النيسابوري والحاكم ومثله ابن الصلاح المشهور الذي ليس بصحيح ولكن قال العراقي قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه وقال المزني إن طرقه تبلغ رتبة الحسن وقال ابن المبارك ليس هو الذي تظنون وإنما هو أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتى يعلمه وقد ألحقه بعض المصنفين بآخر الحديث ‏(‏ومسلمة‏)‏ وليس لها ذكر في شيء من طرقه وفي المختصر هو لابن ماجه وأحمد والبيهقي ضعيف ‏(‏اطلبوا العلم ولو بالصين‏)‏ لابن عدي والبيهقي لفظه مشهور وأسانيده ضعيفة وفي المقاصد بزيادة ‏(‏فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم‏)‏ وقال ضعيف بل قال ابن حيان باطل لا أصل له وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وكذا نقل في اللآلئ عن ابن حيان قال في إسناده مضعفون قال ووثق بعض وفي الوجيز هو عن أنس وفيه أبو عاتكة منكر الحديث قلت أخرجه البيهقي وقال متن مشهور وإسناده ضعيف وأبو عاتكة من رجال الترمذي لم يجرح بكذب ولا تهمة وقد وجدت له متابعا عن أنس ونصفه الثاني لابن ماجه وله طرق كثيرة عن أنس يصل مجموعها مرتبة الحسن‏.‏

وفي الباب عن أبي سعيد و في اللآلئ ‏(‏يقول الله تعالى لا تحقروا عبد آتيته علما فإني لم أحقره حين علمته‏)‏ باطل بهذا الإسناد‏.‏

‏(‏من أدى الفريضة وعلم الناس الخير كان فضله على العابد الجاهل كفضلي على أدناكم ومن بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه أعطاه الله ما بلغه وإن كان الذي حدثه كذبا‏)‏ ضعيف إسناده لكنهم يتساهلون في الفضائل‏.‏

في المقاصد ‏(‏من علم عبدا آية من كتاب الله فهو له عبد‏)‏ الطبراني مرفوعا ‏(‏فهو مولاه‏)‏‏.‏

وفي الذيل ‏(‏من علم أخاه آية من كتاب الله فقد ملك رقه‏)‏ قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال‏.‏

وفي الخلاصة قال الصغاني ‏(‏الأنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالستهم زيادة‏)‏ موضوع وكذا (العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان‏)‏‏.‏

وفي الذيل روي مرسلا عن الحسن عن حذيفة ‏(‏سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن علم الباطن ما هو فقال سألت جبريل عنه فقال سر بيني وبين أحبائي وأوليائي وأصفيائي أودعه في قلوبهم لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل‏)‏ قال ابن حجر هو موضوع والحسن ما لقي حذيفة‏.‏

أبو هريرة رفعه (‏ما عزت النية في الحديث إلا بشرفه‏)‏ قال الخطيب لا يحفظ مرفوعا وإنما هو قول ابن هارون ‏(‏من خرج في طلب باب من العلم حفته الملائكة بأجنحتها وصلت عليه الطير في السماء والحيتان في البحار ونزل من السماء منازل سبعين من الشهداء‏)‏ فيه القاسم الملطي كان كذابا‏.‏

‏(‏من تعلم بابا من العلم ليعلمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيا‏)‏ فيه الجارود بن يزيد كذاب أو غير ثقة أو ليس بشيء أو متروك، أقوال‏.‏

‏(‏إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة‏)‏ إلخ‏.‏ موضوع‏.‏

‏(‏إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقول تمنوا على ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء فيقولون ماذا نتمنى على ربنا فيقولون تمنوا كذا وكذا‏)‏ إلخ‏.‏ في الميزان هذا موضوع‏.‏

‏(‏طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر‏)‏ فيه نهشل كذاب‏.‏

عائشة رفعته ‏(‏اغتنموا العمل وبادروا الأجل واغتنموا العلم فانه يدفع به عن الرجل وأهله وقومه ومصره ومعارفه فكأنه قد رحل وجهد حتى يعير به كما يعير بالزنا والسرقة‏)‏ فيه الحكم كذاب أحاديثه موضوعة‏.‏

جابر رفعه ‏(‏إذا جلس المتعلم بين يدي العالم فتح الله عليه سبعين بابا من الرحمة ولا يقوم من عنده إلا كيوم ولدته أمه وأعطاه الله بكل حرف ثواب ستين شهرا وكتب الله بكل حديث عبادة سنة‏)‏ إلخ‏.‏ موضوع بلا ريب‏.‏

‏(‏إذا جلستم إلى العلم أو في مجالس العلم فأدنوا وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية‏)‏ فيه المعلى بن هلال رمي بالكذب والوضع‏.‏

وفي اللآلئ أبو هريرة رفعه ‏(‏معلم الصبيان إذا لم يعدل بينهم كتب يوم القيامة مع الظلمة‏)‏ فيه أبو المهزم كذاب وكذا الراوي عنه وإنما يعرف هذا من قول مكحول، قلت أبو المهزم روى له في السنن وأخرجه ابن أبي الدنيا عن قول الحسن‏.‏

أنس رفعه ‏(‏اجتمعوا وارفعوا أيديكم فاجتمعنا ورفعنا أيدينا ثم قال اللهم اغفر للمعلمين كيلا يذهب القرآن وأعز العلماء كيلا يذهب الدين‏)‏ موضوع‏.‏

‏(‏اللهم اغفر للمعلمين ثلاثا وأطل أعمارهم وبارك لهم في كسبهم‏)‏ موضوع‏.‏

‏(‏شراركم معلموا صبيانكم أقلهم رحمة على اليتيم وأغلظهم على المساكين‏)‏ موضوع‏.‏

في الذيل ‏(‏إن لله تعالى في السماء الرابعة ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله يستغفرون للمعلمين والصبيان‏)‏ هذا حديث منكر ظاهر البطلان‏.‏

‏(‏ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب‏)‏ في الميزان هو باطل‏.‏

‏(‏من زار العلماء فكأنما زارني ومن صافح العلماء فكأنما صافحني ومن جالس العلماء فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلس إلي يوم القيامة‏)‏ فيه حفص كذاب‏.‏

‏(‏لا يحل لمسلم جهل الفرض والسنن ويحل له جهل ما سوى ذلك‏)‏ موضوع‏.‏

في المقاصد ‏(‏لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر‏)‏ في صحيح البخاري من قول مجاهد‏.‏

‏(‏تفقهوا قبل أن تسودوا‏)‏ من قول عمر ـ رضي الله عنها ـي قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت ولذا قال ضاع العلم في أفخاذ النساء، وقال الثوري من أسرع الرياسة أضر بكثير من العلم ومن لم يسرع كتب ثم كتب ثم كتب وهذا المعنى أعم‏.‏

وفي الذيل ‏(‏لا يستحيي الشيخ أن يتعلم العلم كما لا يستحيي أن يأكل الخبز‏)‏ فيه عيسى بن إبراهيم ليس بشيء، وقال أبو حاتم متروك‏.‏

وعن مالك قال دخلت على المأمون والمجلس غاص بأهله فإذا بين الخليفة والوزير فرجة فجلست بينهما فحدثته مرفوعا ‏(‏إذا ضاق المجلس بأهله فبين كل سيدين مجلس عالم‏)‏ هو منكر ومالك لم يبق إلى زمن المأمون‏.‏

‏(‏كلمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة وجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة‏)‏ وهو من كتاب العروس‏.‏

‏(‏يا علي اتخذ لك نعلين من حديد وأفنهما في طلب العلم‏)‏ قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال في المختصر‏.‏

‏(‏ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه‏)‏ ضعيف‏.‏

وفي المقاصد ‏(‏لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد‏)‏ أسانيده ضعيفة ولكن يتقوى بعضها ببعض‏.‏

في المختصر ‏(‏حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة فقيل يا رسول الله ومن قراءة القرآن فقال وهل ينفع القرآن إلا بالعلم‏)‏ ذكره أبو الفرج في الموضوعات‏.‏

‏(‏من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم‏)‏ لأبي نعيم ضعيف‏.‏

‏(‏إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء‏)‏ معضل‏.‏

ولأبي الشيخ ‏(‏من خاف الله خوف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء‏)‏ منكر‏.‏‏(‏من أراد أن يؤتيه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية فليزهد في الدنيا‏)‏ لم يوجد‏.‏

‏(‏الشيخ في قومه كالنبي في أمته‏)‏ لابن حبان والديلمي ضعيف جدا وفي المقاصد جزم شيخنا وغيره بأنه موضوع وإنما هو من كلام بعض وربما أورد بلفظ ‏(‏الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه‏)‏ وكله باطل‏.‏

‏(‏علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل‏)‏ قال شيخنا الزركشي لا أصل له ولا يعرف في كتاب معتبر‏.‏

وروي بسند ضعيف ‏(‏أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد‏)‏‏.‏

‏(‏العلماء ورثة الأنبياء‏)‏ صححه جماعة وضعفه آخرون بالاضطراب في سنده لكن له شواهد قال شيخنا له طرق يعرف بها إن للحديث أصلا‏.‏

‏(‏الصلاة خلف العالم بأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين صلاة‏)‏ باطل‏.‏

وللديلمي رفعه ‏(‏الصلاة خلف رجل ورع مقبولة‏)‏‏.‏

‏(‏إن لم يكن العلماء أولياء فليس له ولي‏)‏ لا أعرفه حديثا‏.‏

وعن الشافعي ‏(‏إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما لله ولي‏)‏، وقال ‏(‏ما أحد أورع لخالقه من الفقهاء أولياء الله في الآخرة‏)‏‏.‏

‏(‏إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة‏)‏ عن علي من قوله وهو معضل وله شواهد منها عن جابر رفعه ‏(‏موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد وموت قبيلة أيسر من موت عالم وهو نجم طمس‏)‏ وعن ابن عمر (‏ما قبض الله عالما إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد‏)‏ وعن ابن عباس في قوله تعالى ‏{‏أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها‏}‏ [الأنبياء: 44]. قال موت علمائها وفقيهها ‏[‏لعله‏:‏ وفقهائها‏]‏‏.‏

وعن أبي جعفر ‏(‏موت العالم أحب إلى إبليس اللعين من موت سبعين عابدا‏)‏‏.‏

‏(‏أربع لا يشبعن من أربع أرض من مطر وأنثى من ذكر وعين من نظر وعالم من علم‏)‏ في طرقه متهم بالوضع ومكذب، وقد ذكره ابن الجوزي من هذه الطرق في الموضوعات ولبعضه شواهد كحديث (‏منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا‏)‏ وهذا وإن كان مفردات طرقها مع اختلاف الألفاظ ضعيفة لكن بمجموعها يتقوى، وكحديث (‏لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة‏)‏‏.‏

‏(‏كل عام ترذلون‏)‏ من كلام الحسن البصري بل معناه في البخاري بلفظ ‏(‏لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم‏)‏ وروي ذلك من قول ابن مسعود قال‏:‏ (‏ولا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماءكم أو فقهاءكم يذهبون ثم لا تجدون منه خلفا ويجيء قوم يفتون برأيهم‏)‏ وفي لفظ (‏وما ذلك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء‏)‏ وبمثله فسر ابن عباس‏.‏

‏(‏نظرة في وجه العالم أحب إلى الله من عبادة ستين سنة صياما وقياما‏)‏ في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس رفعه وكذا ما أورده الديلمي بلا سند عن أنس رفعه بلفظ ‏(‏النظر إلى وجه العالم عبادة وكذا الجلوس معه والكلام والأكل‏)‏ ولا يصح‏.‏

‏(‏صغار قوم كبار قوم آخرين‏)‏ من قول بعض الصحابة ترغيبا في تعلم العلوم‏.‏

‏(‏علموا ولا تعنفوا‏)‏ فيه حميد منكر الحديث لكن من شواهده ‏(‏علموا ويسروا ولا تعسروا‏)‏‏.‏

‏(‏العلم يسعى إليه‏)‏ وروي ‏(‏أولى أن يوقر ويؤتى‏)‏ من قول مالك للمهدي حين دعاه لسماع ولديه منه‏.‏

وقيل لهارون حين التمس منه خلوة القراءة ‏(‏العلم في الصغر كالنقش في الحجر‏)‏ هو من لفظ الحسن البصري وروي بسند ضعيف ‏(‏مثل الذي يتعلم في الكبر كالذي يكتب على الماء‏)‏ وذكر له طرقا باختلاف ألفاظ والله أعلم‏.‏