فصل: تفسير الآيات (48- 49):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآيات (48- 49):

{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (49)}
قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا} [48] يعني ما ظهر على صفاتك من فعل وقدرة يتولى جملتك بالرعاية والكلاية والرضا والمحبة والحراسة من الأعداء.
قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [48] قال: يعني صل المكتوبة بالإخلاص لربك حين تقوم إليها.
قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ} [49] قال: يعني لا تغفل عن ذكر من لا يغفل عن برك وحفظك في كل الأوقات صباحا ومساء.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها النجم:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 3):

{وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (1) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (2) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3)}
قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى} [1] يعني ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم إذا رجع من السماء.
قوله تعالى: {ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى} [2] قال: أي ما ضل عن حقيقة التوحيد قط، ولا اتبع الشيطان بحال.
قوله تعالى: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى} [3] يعني لا ينطق بالباطل قط. قال كان نطقه حجة من حجج اللّه تعالى، فكيف يكون للهوى والشيطان عليه اعتراض؟

.تفسير الآية رقم (8):

{ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8)}
قوله تعالى: {ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى} [8] قال: يعني قربا بعد قرب.

.تفسير الآيات (11- 14):

{ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (11) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (14)}
قوله تعالى: {ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى} [11] من مشاهدة ربه ببصر قلبه كفاحا.
قوله تعالى: {أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى} [12] منا وبنا وما يرى منا بنا أفضل مما يراه به.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى} [13] قال: يعني في الابتداء حين خلقه اللّه سبحانه وتعالى. ويقال نورا في عامود النور قبل بدء الخلق بألف ألف عام بطبائع الإيمان مكاشفة الغيب بالغيب قام بالعبودية بين يديه: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى} [14] وهي شجرة ينتهي إليها علم كل أحد.

.تفسير الآيات (16- 18):

{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (16) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (17) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (18)}
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى} [16] السدرة من نور محمد صلّى اللّه عليه وسلّم في عبادته، كأمثال فراش من ذهب، ويجريها الحق إليه من بدائع أسراره، كل ذلك ليزيده ثباتا لما يرد عليه من الموارد.
{ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى} [17] قال: ما مال إلى شواهد نفسه ولا إلى مشاهدتها، وإنما كان مشاهدا بكليته ربه تعالى، شاهدا ما يظهر عليه من الصفات التي أوجبت الثبات في ذلك المحل.
{لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى} [18] يعني ما يبدي من صفاته من آياته رآها، ولم يذهب بذلك عن مشهوده، ولم يفارق مجاورة معبوده، وما زاده إلا محبة وشوقا وقوة، أعطاه اللّه قوة احتمال التجلي والأنوار العظيمة، وكان ذلك تفضيلا له على غيره من الأنبياء.
ألا ترى أن موسى صعق عند التجلي، ففي الضعف جابه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في مشاهدته كفاحا ببصر قلبه، فثبت لقوة حاله وعلو مقامه ودرجته.

.تفسير الآية رقم (40):

{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (40)}
قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى} [40] قال: أي سوف يرى سعيه ويعلم أنه لا يصلح للحق ويعلم الذي يستحقه سعيه، وأنه لو لم يلحقه فضل اللّه لهلك سعيه.

.تفسير الآيات (43- 44):

{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (44)}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى} [43] قال: يعني أضحك المطيع بالرحمة، وأهلك العاصي بالسخط، وأضحك قلوب العارفين بنور معرفته، وأبكى قلوب أعدائه بظلمات سخطه.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا} [44] قال: أمات قلوب الأعداء بالكفر والظلمة، وأحيا قلوب الأولياء بالإيمان وأنوار المعرفة.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (48)}
{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى} [48] قال: ظاهرها متاع الدنيا، وباطنها أغنى بالطاعة وأفقر بالمعصية. وقال ابن عيينة: أغنى وأقنى أي أقنع وأرضى.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

.السورة التي يذكر فيها القمر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)}
قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [1] على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فلقتين، حتى ذهبت فلقة وراء جبل حراء، وهي أول علامة من علامات الساعة. وحكي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كنت مع أبي بالمدائن، وكانت الجمعة، فذهب بي إلى الجمعة وهو آخذ بيدي، فقام حذيفة بن اليمان على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [1]، ألا وإن الساعة قد اقتربت، وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد أدبرت، ألا وإن المضمار اليوم، والسباق غدا. فلما خرجنا قلت: يا أبت، غدا يستبق الناس. قال: يا بني السباق غدا. فقلت لأبي: أيستبق الناس غدا؟ قال: يا بني إنك لجاهل، إنّما يقول من عمل اليوم سبق في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [17، 32، 39] أي هوّنا القرآن للذكر، ولو لا ذلك لما أطاقت الألسنة أن تتكلم به، فهل من مدكر لهذه النعمة.

.تفسير الآيات (52- 53):

{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}
قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} [52] قال: يعني في الكتب التي تكتبها الحفظة.
{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [53] أي مكتوب في الكتاب، فيعرض عليهم يوم القيامة بين يدي اللّه تعالى. وقد حكي عن أبي حازم أنه قال: ويحك يا أعرج، ينادى يوم القيامة: يا أهل خطيئة كذا فتقوم معهم، ثم ينادى: يا أهل خطيئة كذا فتقوم معهم، وأراك يا أعرج تقوم مع أهل كل خطيئة، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الرحمن:

.تفسير الآية رقم (4):

{عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)}
قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيانَ} [4] قال: يعني علّمه الكلام الذي هو من نفس الروح وفهم العقل وفطنة القلب وذهن الخلق وعلم نفس الطبع، ألهم اللّه ذلك آدم عليه السلام وبين ذلك.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7)}
قوله تعالى: {وَوَضَعَ الْمِيزانَ} [7] قال: باطنها الأمر والنهي على الجوارح.

.تفسير الآية رقم (17):

{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)}
قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [17] قال: باطنها مشرق القلب ومغربه ومشرق اللسان ومغربه، ومشرق توحيده ومغربه مشاهدته. وقال تعالى: {بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ} [المعارج: 40] أي مشارق الجوارح بالإخلاص، ومغاربها بالطاعة للناس ظاهرا وباطنا.

.تفسير الآيات (19- 20):

{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (19) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (20)}
قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ} [19] قال: أحد البحرين القلب، فيه أنواع الجواهر: جوهر الإيمان وجوهر المعرفة وجوهر التوحيد وجوهر الرضا وجوهر المحبة وجوهر الشوق وجوهر الحزن وجوهر الفقر وغيرها والبحر الآخر النفس.
قوله تعالى: {بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ} [20] وهو العصمة والتوفيق.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (46)}
قوله تعالى: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} [46] قال لبيد: همّ بمعصية، ثم ذكر مقامه بين يدي اللّه تعالى يوم الحساب، فانتهى عنها. ولقد بلغني أن شابا في خلافة عمر رضي اللّه عنه كان له جمال ومنظر، وكان عمر رضي اللّه عنه يعجبه الشاب ويتفرس فيه الخير، فاجتاز الفتى بامرأة فأعجب بها، فلما أراد أن يهمّ بالفاحشة نزلت عليه العصمة، فخرّ لوجهه مغشيا، فحملته المرأة إلى منزله، وكان له أب شيخ كبير، إذا أمسى جلس على الباب ينتظره، فلما رآه الشيخ غشي عليه، فلما أفاق سأله عن حاله، فقصّ عليه، ثم صاح صيحة فخرّ ميتا، فلما دفن وقف وقرأ عمر رضي اللّه عنه على قبره: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} [46] فناداه من القبر: إن اللّه أعطانيهما وزادني معهما ثالثة.

.تفسير الآية رقم (56):

{فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56)}
قوله تعالى: {فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ} [56] قال: أي غاضات الأبصار عن غير أزواجهن فمن قصر طرفه في الدنيا عن الحرام والشبهات، وعن اللذات وزينتها، أعطاه اللّه في الجنة قاصرات الطرف، كما وعد.

.تفسير الآية رقم (72):

{حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (72)}
قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ} [72] قال: أي محبوسات في الخيام.
وقد حكى محمد بن سوار بإسناده عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «إن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة بيضاء طولها ثلاثون ميلا فيها أهلون لا يرى بعضهم بعضا»، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الواقعة:

.تفسير الآية رقم (3):

{خافِضَةٌ رافِعَةٌ (3)}
قوله تعالى: {خافِضَةٌ رافِعَةٌ} [3] قال: يعني القيامة تخفض أقواما بالدعاوى، وترفع أقواما بالحقائق.

.تفسير الآيات (7- 10):

{وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)}
قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً} [7] قال: يعني فرقا ثلاثة. {فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ} [8] يعني الذين يعطون الكتاب بأيمانهم. {وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ} [9] يعني الذين يعطون الكتاب بشمائلهم. {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [10] قال هم الذين سبق لهم من اللّه الاختيار والولاية قبل كونهم. {الْمُقَرَّبُونَ} [11] في منازل القرب وروح الأنس، وهم الذين سبقوا في الدنيا، فسبق الأنبياء إلى الإيمان باللّه، وسبق الصديقون والشهداء من الصحابة وغيرهم إلى الإيمان بالأنبياء.