فصل: سورة الرحمن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين ***


سورة الرحمن

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏الرَّحْمَنُ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏الرحمن‏}‏ الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏عَلَّمَ الْقُرْآَنَ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏عَلَّمَ‏}‏ من شاء ‏{‏القرءان‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏خَلَقَ الإنسان‏}‏ أي الجنس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏عَلَّمَهُ البيان‏}‏ النطق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ‏}‏ يجريان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏والنجم‏}‏ ما لا ساق له من النبات ‏{‏والشجر‏}‏ ما له ساق ‏{‏يَسْجُدَانِ‏}‏ يخضعان بما يراد منهما‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏والسماء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الميزان‏}‏ أثبت العدل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏أَلاَّ تَطْغَوْاْ‏}‏ أي لأجل أن لا تجوروا ‏{‏فِى الميزان‏}‏ ما يوزن به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَقِيمُواْ الوزن بالقسط‏}‏ بالعدل ‏{‏وَلاَ تُخْسِرُواْ الميزان‏}‏ تنقصوا الموزون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏والأرض وَضَعَهَا‏}‏ أثبتها ‏{‏لِلأَنَامِ‏}‏ للخلق الإِنس والجن وغيرهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهَا فاكهة والنخل‏}‏ المعهود ‏{‏ذَاتُ الأكمام‏}‏ أوعية طلعها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏والحب‏}‏ كالحنطة والشعير ‏{‏ذُو العصف‏}‏ التبن ‏{‏والريحان‏}‏ الورق أو المشموم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىّ الاء‏}‏ نعم ‏{‏رَبّكُمَا‏}‏ أيها الإِنس والجن ‏{‏تُكَذّبَانِ‏}‏ ذكرت إحدى وثلاثين مرة والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال‏:‏ قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال «ما لي أراكم سكوتاً للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد»

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏خَلَقَ الإنسان‏}‏ آدم ‏{‏مِن صلصال‏}‏ طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نقر ‏{‏كالفخار‏}‏ وهو ما طبخ من الطين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏وَخَلَقَ الجآن‏}‏ أبا الجن وهو إبليس ‏{‏مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ‏}‏ هو لهبها الخالص من الدخان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏رَبُّ المشرقين‏}‏ مشرق الشتاء ومشرق الصيف ‏{‏وَرَبُّ المغربين‏}‏ كذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏مَرَجَ‏}‏ أرسل ‏{‏البحرين‏}‏ العذب والملح ‏{‏يَلْتَقِيَانِ‏}‏ في رأي العين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ‏}‏ حاجز من قدرته تعالى ‏{‏لاَّ يَبْغِيَانِ‏}‏ لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏يَخْرُجُ‏}‏ بالبناء للمفعول والفاعل ‏{‏مِنْهُمَا‏}‏ من مجموعهما الصادق بأحدهما والملح ‏{‏الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ‏}‏ خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَهُ الجوار‏}‏ السفن ‏{‏المُنْشَئَاتُ‏}‏ المحدثات ‏{‏فِى البحر كالأعلام‏}‏ كالجبال عظماً وارتفاعاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا‏}‏ أي الأرض من الحيوان ‏{‏فَانٍ‏}‏ هالك وعبر بمن تغليباً للعقلاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ‏}‏ ذاته ‏{‏ذُو الجلال‏}‏ العظمة ‏{‏والإكرام‏}‏ للمؤمنين بأنعمه عليهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏يَسْئَلُهُ مَن فِى السموات والأرض‏}‏ أي بنطق أو حال‏:‏ ما يحتاجون إليه من القوّة على العبادة والرزق والمغفرة وغير ذلك ‏{‏كُلَّ يَوْمٍ‏}‏ وقت ‏{‏هُوَ فِى شَأْنٍ‏}‏ أمر يُظهره على وفق ما قدّره في الأزل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء وإعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏سَنَفْرُغُ لَكُمْ‏}‏ سنقصد لحسابكم ‏{‏أَيُّهَ الثقلان‏}‏ الإِنس والجنّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏يامعشر الجن والإنس إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ‏}‏ تخرجوا ‏{‏مِنْ أَقْطَارِ‏}‏ نواحي ‏{‏السموات والأرض فانفذوا‏}‏ أمر تعجيز ‏{‏لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بسلطان‏}‏ بقوّة ولا قوّة لكم على ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ‏}‏ هو لهبها الخالص من الدخان أو معه ‏{‏وَنُحَاسٌ‏}‏ أي دخان لا لهب فيه ‏{‏فَلاَ تَنتَصِرَانِ‏}‏ تمتنعان من ذلك، بل يسوقكم إلى المحشر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا انشقت السمآء‏}‏ انفرجت أبواباً لنزول الملائكة ‏{‏فَكَانَتْ وَرْدَةً‏}‏ أي مثلها محمرة ‏{‏كالدهان‏}‏ الأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ‏}‏ عن ذنبه ويُسألون في وقت آخر ‏{‏فَوَرَبِكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ ‏[‏92‏:‏ 15‏]‏ والجانّ هنا وفيما سيأتي بمعنى الجني، والإِنس فيهما بمعنى الإِنسيّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏يُعْرَفُ المجرمون بسيماهم‏}‏ أي سواد الوجوه وزرقة العيون ‏{‏فَيُؤْخَذُ بالنواصى والأقدام‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏42‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ أي تضم ناصية كل منهما إلى قدميه من خلف أو قدّام ويلقى في النار ويقال لهم‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏هذه جَهَنَّمُ التى يُكَذِّبُ بِهَا المجرمون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏يَطُوفُونَ‏}‏ يسعون ‏{‏بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ‏}‏ ماء حارّ ‏{‏آنٍ‏}‏ شديد الحرارة يسقونه إذا استغاثوا من حرّ النار، وهو منقوص كقاض‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَا لآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏وَلِمَنْ خَافَ‏}‏ أي لكل منهم أو لمجموعهم ‏{‏مَقَامَ رَبِّهِ‏}‏ قيامه بين يديه للحساب فترك معصيته ‏{‏جَنَّتَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏ذَوَاتَآ‏}‏ تثنية ذوات على الأصل ولامها ياء ‏{‏أَفْنَانٍ‏}‏ أغصان جمع فنن كطلل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏52‏]‏

‏{‏فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ‏(‏52‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِمَا مِن كُلِّ فاكهة‏}‏ في الدنيا أو كلّ ما يتفكه به ‏{‏زَوْجَانِ‏}‏ نوعان رطب ويابس والمرّ منهما في الدنيا كالحنظل وحلو‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏53‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏53‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏54‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ‏(‏54‏)‏‏}‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ‏}‏ حال عامله محذوف، أي يتنعمون ‏{‏عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ‏}‏ ما غلظ من الديباج وخشن، والظهائر من السندس ‏{‏وَجَنَى الجنتين‏}‏ ثمرهما ‏{‏دَانٍ‏}‏ قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏55‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏55‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏56‏]‏

‏{‏فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ‏(‏56‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِنَّ‏}‏ في الجنتين وما اشتملتا عليه من العلالي والقصور ‏{‏قاصرات الطرف‏}‏ العَين على أزواجهنّ المتكئين من الإِنس والجنّ ‏{‏لَمْ يَطْمِثْهُنَّ‏}‏ يفتضهنّ وهنّ من الحور أو من نساء الدنيا المنشآت ‏{‏إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏57‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏57‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏58‏]‏

‏{‏كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ‏(‏58‏)‏‏}‏

‏{‏كَأَنَّهُنَّ الياقوت‏}‏ صفاءً ‏{‏وَالمَرْجَانُ‏}‏ أي اللؤلؤ بياضاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏59‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏59‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏هَلُ‏}‏ ما ‏{‏جَزآءُ الإحسان‏}‏ بالطاعة ‏{‏إِلاَّ الإحسان‏}‏ بالنعيم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏61‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏61‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏62‏]‏

‏{‏وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ‏(‏62‏)‏‏}‏

‏{‏وَمِن دُونِهِمَا‏}‏ أي الجنتين المذكورتين ‏{‏جَنَّتَانِ‏}‏ أيضاً لمن خاف مقام ربه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏63‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏63‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏64‏]‏

‏{‏مُدْهَامَّتَانِ ‏(‏64‏)‏‏}‏

‏{‏مُدْهآمَّتَانِ‏}‏ سوداوان من شدّة خضرتهما‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏65‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏65‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏66‏]‏

‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ‏(‏66‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ‏}‏ فوّارتان بالماء لا تنقطعان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏67‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏67‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏68‏]‏

‏{‏فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ‏(‏68‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِمَا فاكهة وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ‏}‏ هما منها وقيل من غيرها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏69‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏69‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏70‏]‏

‏{‏فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ‏(‏70‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِنَّ‏}‏ أي الجنتين وقصورها ‏{‏خيرات‏}‏ أخلاقاً ‏{‏حِسَانٌ‏}‏ وجوهاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏71‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏71‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏72‏]‏

‏{‏حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ‏(‏72‏)‏‏}‏

‏{‏حُورٌ‏}‏ شديدات سواد العيون وبياضها ‏{‏مقصورات‏}‏ مستورات ‏{‏فِى الخيام‏}‏ من درّ مجوّف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏73‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏73‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏74‏]‏

‏{‏لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ‏(‏74‏)‏‏}‏

‏{‏لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ‏}‏ قبل أزواجهنَّ ‏{‏وَلاَ جَانٌّ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏75‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏75‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏76‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ‏(‏76‏)‏‏}‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ‏}‏ أي أزواجهن، وإعرابه كما تقدّم ‏[‏54‏:‏ 55‏]‏ ‏{‏على رَفْرَفٍ خُضْرٍ‏}‏ جمع رفرفة أي بسط أو وسائد ‏{‏وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ‏}‏ جمع عبقرية، أي طنافس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏77‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏77‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏78‏]‏

‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ‏(‏78‏)‏‏}‏

‏{‏تبارك اسم رَبِّكَ ذِى الجلال والإكرام‏}‏ تقدّم ‏[‏27‏:‏ 55‏]‏ ولفظ «اسم» زائد‏.‏

سورة الواقعة

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏إِذَا وَقَعَتِ الواقعة‏}‏ قامت القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ‏}‏ نفس تكذب‏:‏ بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ‏}‏ أي هي مظهرة لخفض أقوام بدخولهم النار ولرفع آخرين بدخولهم الجنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجّاً‏}‏ حرّكت حركة شديدة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً‏}‏ فُتِّتَتْ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏فَكَانَتْ هَبَآءً‏}‏ غباراً ‏{‏مُّنبَثّاً‏}‏ منتشراً، و«إذا» الثانية بدل من الأولى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏وَكُنتُمْ‏}‏ في القيامة ‏{‏أزواجا‏}‏ أصنافاً ‏{‏ثلاثة‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏فأصحاب الميمنة‏}‏ وهم الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم‏:‏ مبتدأ خبره ‏{‏مَآ أصحاب الميمنة‏}‏ تعظيم لشأنهم بدخولهم الجنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏وأصحاب المشئمة‏}‏ أي الشمال بأن يؤتى كل منهم كتابه بشماله ‏{‏مَا أصحاب المشئمة‏}‏ تحقير لشأنهم بدخولهم النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏والسابقون‏}‏ إلى الخير وهم الأنبياء‏:‏ مبتدأ‏.‏ ‏{‏السابقون‏}‏ تأكيد لتعظيم شأنهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ‏(‏11‏)‏‏}‏

والخبر ‏{‏أُوْلَئِكَ المقربون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏فِي جنات النعيم‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين‏}‏ مبتدأ‏:‏ أي جماعة من الأمم الماضية‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَلِيلٌ مّنَ الآخرين‏}‏ من أُمّة محمد صلى الله عليه وسلم وهم السابقون من الأمم الماضية وهذه الأمم، والخبر‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏على سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ‏}‏ منسوجة بقضبان الذهب والجواهر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا متقابلين‏}‏ حالان من الضمير في الخبر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏يَطُوفُ عَلَيْهِمْ‏}‏ للخدمة ‏{‏ولدان مُّخَلَّدُونَ‏}‏ على شكل الأولاد لا يهرمون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏بِأَكْوَابٍ‏}‏ أقداح لا عُرى لها ‏{‏وَأَبَارِيقَ‏}‏ لها عُرى وخراطيم ‏{‏وَكَأْسٍ‏}‏ إناء يشرب به الخمر ‏{‏مِّن مَّعِينٍ‏}‏ أي خمر جارية من منبع لا ينقطع أبداً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ‏}‏ بفتح الزاي وكسرها، من نزف الشارب وأنزف‏:‏ أي لا يحصل لهم منها صداع ولا ذهاب عقل بخلاف خمر الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏وفاكهة مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏وَحُورٌ عِينٌ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏وَ‏}‏ لهم للاستمتاع‏.‏ ‏{‏حُورٌ‏}‏ نساء شديدات سواد العيون وبياضها ‏{‏عِينٌ‏}‏ ضخام العيون‏:‏ كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ومفرده عيناء كحمراء‏.‏ وفي قراءة بجرّ ‏(‏حور عين‏)‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏كأمثال اللؤلؤ المكنون‏}‏ المصون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏جَزآءً‏}‏ مفعول له أو مصدر، والعامل مقدّر‏:‏ أي جعلنا لهم ما ذكر للجزاء، أو جزيناهم ‏{‏بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا‏}‏ في الجنة ‏{‏لَغْواً‏}‏ فاحشاً من الكلام ‏{‏وَلاَ تَأْثِيماً‏}‏ أي من يُؤْثِمُ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ‏}‏ لكن ‏{‏قِيلاً‏}‏ قولاً ‏{‏سلاما سلاما‏}‏ بدل من «قيلاً» فإنهم يسمعونه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وأصحاب اليمين مَآ أصحاب اليمين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏فِى سِدْرٍ‏}‏ شجر النبق ‏{‏مَّخْضُودٍ‏}‏ لا شوك فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏وَطَلْحٍ‏}‏ شجر الموز ‏{‏مَّنْضُودٍ‏}‏ بالحمل من أسفله إلى أعلاه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ‏}‏ دائم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ‏}‏ جار دائماً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏وفاكهة كَثِيرَةٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ مَقْطُوعَةٍ‏}‏ في زمن ‏{‏وَلاَ مَمْنُوعَةٍ‏}‏ بثمن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ‏}‏ على السرر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏إِنّآ أنشأناهن إِنشَآءً‏}‏ أي الحور العين من غير ولادة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏فجعلناهن أَبْكَاراً‏}‏ عذارى كلما أتاهنّ أزواجهنّ وجدوهنّ عذارى ولا وجع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏عُرُبًا أَتْرَابًا ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏عُرُباً‏}‏ بضم الراء وسكونها‏:‏ جمع عَرُوب‏:‏ وهي المتحببة إلى زوجها عشقاً له ‏{‏أَتْرَاباً‏}‏ جمع ترب‏:‏ أي مستويات في السنّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏لأصحاب اليمين‏}‏ صلة «أنشأناهنّ» أو «جعلناهنّ» وهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏وَثُلَّةٌ مِّنَ الأخرين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏وأصحاب الشمال مآ أصحاب الشمال‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ‏(‏42‏)‏‏}‏

‏{‏فِى سَمُومٍ‏}‏ ريح حارّة من النار تنفذ في المسامّ ‏{‏وَحَمِيمٍ‏}‏ ماء شديد الحرارة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ‏}‏ دخان شديد السواد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ بَارِدٍ‏}‏ كغيره من الظلال ‏{‏وَلاَ كَرِيمٍ‏}‏ حسن المنظر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ‏}‏ في الدنيا ‏{‏مُتْرَفِينَ‏}‏ منعمين لا يتعبون في الطاعة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الحنث‏}‏ الذنب ‏{‏العظيم‏}‏ أي الشرك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وعظاما أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ‏}‏ في الهمزتين في الموضعين التحقيق، وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏أَوَ ءَابآؤُنَا الأولون‏}‏ بفتح الواو للعطف والهمزة للاستفهام، وهو في ذلك وفيما قبله للاستبعاد‏.‏ وفي قراءة بسكون الواو عطفا بأو والمعطوف عليه محل «إن» واسمها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ إِنَّ الأولين والأخرين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏لَمَجْمُوعُونَ إلى ميقات‏}‏ وقت ‏{‏يَوْمٍ مَّعْلُومٍ‏}‏ أي يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضآلون المكذبون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏52‏]‏

‏{‏لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ‏(‏52‏)‏‏}‏

‏{‏لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ‏}‏ بيان للشجر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏53‏]‏

‏{‏فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ‏(‏53‏)‏‏}‏

‏{‏فَمَالِئُونَ مِنْهَا‏}‏ من الشجر ‏{‏البطون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏54‏]‏

‏{‏فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ‏(‏54‏)‏‏}‏

‏{‏فشاربون عَلَيْهِ‏}‏ أي الزقوم المأكول ‏{‏مِنَ الحميم‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏55‏]‏

‏{‏فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ‏(‏55‏)‏‏}‏

‏{‏فشاربون شُرْبَ‏}‏ بفتح الشين وضمها‏:‏ مصدر ‏{‏الهيم‏}‏ الإِبل العطاش‏:‏ جمع هيمان للذكر وهيمى للأنثى، كعطشان وعطشى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏56‏]‏

‏{‏هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ‏(‏56‏)‏‏}‏

‏{‏هذا نُزُلُهُمْ‏}‏ ما أعدّ لهم ‏{‏يَوْمِ الدين‏}‏ يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏57‏]‏

‏{‏نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ‏(‏57‏)‏‏}‏

‏{‏نَحْنُ خلقناكم‏}‏ أوجدناكم من عدم ‏{‏فَلَوْلا‏}‏ هلا ‏{‏تُصَدِّقُونَ‏}‏ بالبعث، إذ القادر على الإِنشاء قادر على الإِعادة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏58‏]‏

‏{‏أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ‏(‏58‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَرَءَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ‏}‏ تريقون المنيّ في أرحام النساء‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏59‏]‏

‏{‏أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ‏(‏59‏)‏‏}‏

‏{‏ءأَنتُمْ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه في المواضع الأربعة ‏{‏تَخْلُقُونَهُ‏}‏ أي المنيّ بشراً ‏{‏أَم نَحْنُ الخالقون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏نَحْنُ قَدَّرْنَا‏}‏ بالتشديد والتخفيف ‏{‏بَيْنَكُمُ الموت وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ‏}‏ بعاجزين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏61‏]‏

‏{‏عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ‏(‏61‏)‏‏}‏

‏{‏على‏}‏ عن ‏{‏أَن نُّبَدِّلَ‏}‏ أي نجعل ‏{‏أَمْثَالَكُمْ‏}‏ مكانكم ‏{‏وَنُنشِئَكُمْ‏}‏ نخلقكم ‏{‏فِى مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ من الصور كالقردة والخنازير‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏62‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ‏(‏62‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النشأة الأولى‏}‏ بسكون الشين ‏{‏فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ‏}‏ فيه إدغام التاء الثانية في الأصل في الذال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏63‏]‏

‏{‏أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ‏(‏63‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ‏}‏ تثيرون في الأرض وتلقون البذر فيها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏64‏]‏

‏{‏أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ‏(‏64‏)‏‏}‏

‏{‏ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ‏}‏ تنبتونه ‏{‏أَمْ نَحْنُ الزارعون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏65‏]‏

‏{‏لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ‏(‏65‏)‏‏}‏

‏{‏لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حطاما‏}‏ نباتاً يابساً لا حبّ فيه ‏{‏فَظَلْتُمْ‏}‏ أصله‏:‏ ظللتم بكسر اللام حذفت تخفيفاً‏:‏ أي أقمتم نهاراً ‏{‏تَفَكَّهُونَ‏}‏ حذفت منه إحدى التاءين في الأصل‏:‏ تعجبون من ذلك وتقولون‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏66‏]‏

‏{‏إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ‏(‏66‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا لَمُغْرَمُونَ‏}‏ نفقةَ زَرْعنا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏67‏]‏

‏{‏بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ‏(‏67‏)‏‏}‏

‏{‏بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ‏}‏ ممنوعون من رزْقَنا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏68‏]‏

‏{‏أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ‏(‏68‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَرَءَيْتُمُ المآء الذى تَشْرَبُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏69‏]‏

‏{‏أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ‏(‏69‏)‏‏}‏

‏{‏ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ المزن‏}‏ السحاب‏:‏ جمع مزنة ‏{‏أَمْ نَحْنُ المنزلون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏70‏]‏

‏{‏لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ‏(‏70‏)‏‏}‏

‏{‏لَوْ نَشَآءُ جعلناه أُجَاجاً‏}‏ ملحاً لا يمكن شربه ‏{‏فَلَوْلا‏}‏ فهلا ‏{‏تَشْكُرُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏71‏]‏

‏{‏أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ‏(‏71‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَرَءَيْتُمُ النار التى تُورُونَ‏}‏ تخرجون من الشجر الأخضر‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏72‏]‏

‏{‏أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ‏(‏72‏)‏‏}‏

‏{‏ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ‏}‏ كالمرخ والعفار والكلخ ‏{‏أَمْ نَحْنُ المنشئون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏73‏]‏

‏{‏نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ‏(‏73‏)‏‏}‏

‏{‏نَحْنُ جعلناها تَذْكِرَةً‏}‏ لنار جهنم ‏{‏ومتاعا‏}‏ بُلْغَةً ‏{‏لِّلْمُقْوِينَ‏}‏ للمسافرين، من أقوى القوم‏:‏ أي صاروا بالقوى بالقصر والمدّ‏:‏ أي القفر وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏74‏]‏

‏{‏فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ‏(‏74‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَبِّحْ‏}‏ نزه ‏{‏باسم‏}‏ زائد ‏{‏رَبِّكَ العظيم‏}‏ أي الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏75‏]‏

‏{‏فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ‏(‏75‏)‏‏}‏

‏{‏فَلاَ أُقْسِمُ‏}‏ «لا» زائدة ‏{‏بمواقع النجوم‏}‏ بمساقطها لغروبها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏76‏]‏

‏{‏وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ‏(‏76‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّهُ‏}‏ أي القسم بها ‏{‏لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ‏}‏ أي لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏77‏]‏

‏{‏إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ‏(‏77‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّهُ‏}‏ أي المتلوّ عليكم ‏{‏لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏78‏]‏

‏{‏فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ‏(‏78‏)‏‏}‏

‏{‏فِى كتاب‏}‏ مكتوب ‏{‏مَّكْنُونٍ‏}‏ مصون وهو المصحف‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏79‏]‏

‏{‏لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ‏(‏79‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ يَمَسُّهُ‏}‏ خبر بمعنى النهي ‏{‏إِلاَّ المطهرون‏}‏ أي الذين طهّروا أنفسهم من الأحداث‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏80‏]‏

‏{‏تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‏(‏80‏)‏‏}‏

‏{‏تَنزِيلٌ‏}‏ منزل ‏{‏مِن رَّبِّ العالمين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏81‏]‏

‏{‏أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ‏(‏81‏)‏‏}‏

‏{‏أفبهذا الحديث‏}‏ القرآن ‏{‏أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ‏}‏ متهاونون مكذبون‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏82‏]‏

‏{‏وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ‏(‏82‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ‏}‏ من المطر‏:‏ أي شكره ‏{‏أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‏}‏ بسقيا الله حيث قلتم‏:‏ مُطرنا بنوء كذا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏83‏]‏

‏{‏فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ‏(‏83‏)‏‏}‏

‏{‏فَلَوْلاَ‏}‏ فهلاَ ‏{‏إِذَا بَلَغَتِ‏}‏ الروح وقت النزع ‏{‏الحلقوم‏}‏ وهو مجرى الطعام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏84‏]‏

‏{‏وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ‏(‏84‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَنتُمْ‏}‏ يا حاضري الميّت ‏{‏حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ‏}‏ إليه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏85‏]‏

‏{‏وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ‏(‏85‏)‏‏}‏

‏{‏وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ‏}‏ بالعلم ‏{‏ولكن لاَّ تُبْصِرُونَ‏}‏ من التبصيرة، أي لا تعلمون ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏86‏]‏

‏{‏فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ‏(‏86‏)‏‏}‏

‏{‏فَلَوْلاَ‏}‏ فهلا ‏{‏إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ‏}‏ مجزيين بأن تبعثوا، أي غير مبعوثين بزعمكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏87‏]‏

‏{‏تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ‏(‏87‏)‏‏}‏

‏{‏تَرْجِعُونَهَآ‏}‏ تردّون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم ‏{‏إِن كُنتُمْ صادقين‏}‏ فيما زعمتم، ف «لولا» الثانية تأكيد للأولى و«إذا» ظرف ل «تَرْجعون» المتعلق به الشرطان، والمعنى‏:‏ هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه أي لينتفي عن محلها الموت كالبعث‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏88‏]‏

‏{‏فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‏(‏88‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَمَّآ إِن كَانَ‏}‏ الميت ‏{‏مِنَ المقربين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏89‏]‏

‏{‏فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ‏(‏89‏)‏‏}‏

‏{‏فَرَوْحٌ‏}‏ أي فله استراحة ‏{‏وَرَيْحَانٌ‏}‏ رزق حسن ‏{‏وَجَنَّتُ نَعِيمٍ‏}‏ وهل الجواب ل «أمّا» أو ل «إن» أو لهما‏؟‏ أقوال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏90‏]‏

‏{‏وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ‏(‏90‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَمّآ إِن كَانَ مِنْ أصحاب اليمين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏91‏]‏

‏{‏فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ‏(‏91‏)‏‏}‏

‏{‏فسلام لَّكَ‏}‏ أي له السلامة من العذاب ‏{‏مِنْ أصحاب اليمين‏}‏ من جهة أنه منهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏92‏]‏

‏{‏وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ‏(‏92‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَمّآ إِن كَانَ مِنَ المكذبين الضآلين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏93‏]‏

‏{‏فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ‏(‏93‏)‏‏}‏

‏{‏فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏94‏]‏

‏{‏وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ‏(‏94‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏95‏]‏

‏{‏إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ‏(‏95‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليقين‏}‏ من إضافة الموصوف إلى صفته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏96‏]‏

‏{‏فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ‏(‏96‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم‏}‏ تقدّم‏.‏

سورة الحديد

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏سَبَّحَ للَّهِ مَا فِى السموات والأرض‏}‏ أي نزّهه كل شيء فاللام مزيدة وجيء بما دون مَن تغليباً للأكثر ‏{‏وَهُوَ العزيز‏}‏ في ملكه ‏{‏الحكيم‏}‏ في صنعه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض يُحْىِ‏}‏ بالإِنشاء ‏{‏وَيُمِيتُ‏}‏ بعده ‏{‏وَهُوَ على كُلّ شَئ قَدِيرٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏هُوَ الأول‏}‏ قبل كل شَيْءٍ بلا بداية ‏{‏والأخر‏}‏ بعد كل شَيْءٍ بلا نهاية ‏{‏والظاهر‏}‏ بالأدلة عليه ‏{‏والباطن‏}‏ عن إدراك الحواسّ ‏{‏وَهُوَ بِكُلِّ شَئ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏هُوَ الذى خَلَقَ السموات والارض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏}‏ من أيام الدنيا أوّلها الأحد وآخرها الجمعة ‏{‏ثُمَّ استوى عَلَى العرش‏}‏ الكرسي استواءً يليق به ‏{‏يَعْلَمُ مَا يَلْجُ‏}‏ يدخل ‏{‏فِى الارض‏}‏ كالمطر والأموات ‏{‏وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا‏}‏ كالنبات والمعادن ‏{‏وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء‏}‏ كالرحمة والعذاب ‏{‏وَمَا يَعْرُجُ‏}‏ يصعد ‏{‏فِيهَا‏}‏ كالأعمال الصالحة والسيئة ‏{‏وَهُوَ مَعَكُمْ‏}‏ بعلمه ‏{‏أَيْنَ مَا كُنتُمْ والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور‏}‏ الموجودات جميعها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏يُولِجُ اليل‏}‏ يدخله ‏{‏فِى النهار‏}‏ فيزيد وينقص الليل ‏{‏وَيُولِجُ النهار فِى اليل‏}‏ فيزيد وينقص النهار ‏{‏وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور‏}‏ بما فيها من الأسرار والمعتقدات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏ءَامَنُواْ‏}‏ دوموا على الإِيمان ‏{‏بالله وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ‏}‏ في سبيل الله ‏{‏مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ‏}‏ مِن مال من تقدّمكم وسيخلفكم فيه من بعدكم، نزل في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك ‏{‏فالذين ءامَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ‏}‏ إشارة إلى عثمان رضي الله عنه ‏{‏لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ‏}‏ خطاب للكفار أي لا مانع لكم من الإِيمان ‏{‏بالله والرسول يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ‏}‏ بضم الهمزة وكسر الخاء وبفتحهما ونصب ما بعدهما ‏{‏ميثاقكم‏}‏ عليه أي أخذه الله في عالم الذرّ حين ‏{‏وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِكُمْ قَالُواْ بَلَى‏}‏ ‏[‏172‏:‏ 7‏]‏ ‏{‏إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏}‏ أي مريدين الإِيمان به فبادروا إليه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏هُوَ الذى يُنَزِّلُ على عَبْدِهِ ءايات بينات‏}‏ آيات القرآن ‏{‏لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظلمات‏}‏ الكفر ‏{‏إِلَى النور‏}‏ الإِيمان ‏{‏وَإِنَّ الله بِكُمْ‏}‏ في إخراجكم من الكفر إلى الإِيمان ‏{‏لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا لَكُمْ‏}‏ بعد إيمانكم ‏{‏أَلاَّ‏}‏ فيه إدغام نون أن في لام لا ‏{‏تُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ الله وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السموات والأرض‏}‏ بما فيهما فتصل إليه أموالكم من غير أجر الإِنفاق بخلاف ما لو أنفقتم فتؤجرون ‏{‏لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفتح‏}‏ لمكة ‏{‏وقاتل أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وقاتلوا وَكُلاًّ‏}‏ من الفريقين وفي قراءة بالرفع مبتدأ ‏{‏وَعَدَ الله الحسنى‏}‏ الجنة ‏{‏والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‏}‏ فيجازيكم به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏مَّن ذَا الذى يُقْرِضُ الله‏}‏ بإنفاق ماله في سبيل الله ‏{‏قَرْضًا حَسَنًا‏}‏ بأن ينفقه لله ‏{‏فَيُضَاعِفَهُ‏}‏ وفي قراءة «فيضعّفه» بالتشديد ‏{‏لَهُ‏}‏ من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما ذكر في البقرة ‏[‏261‏:‏ 2‏]‏ ‏{‏وَلَهُ‏}‏ مع المضاعفة ‏{‏أَجْرٌ كَرِيمٌ‏}‏ مقترن به رضا وإقبال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‏(‏12‏)‏‏}‏

اذكر ‏{‏يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات يسعى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏}‏ أمامهم ‏{‏وَ‏}‏ يكون ‏{‏بأَيْمَانِهِمْ‏}‏ ويقال لهم‏:‏ ‏{‏بُشْرَاكُمُ اليوم جنات‏}‏ أي ادخلوها ‏{‏تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏يَوْمَ يَقُولُ المنافقون والمنافقات لِلَّذِينَ ءامَنُواْ انظرونا‏}‏ أبصرونا‏.‏ وفي قراءة بفتح الهمزة وكسر الظاء‏:‏ أمهلونا ‏{‏نَقْتَبِسْ‏}‏ نأخذ القبس والإِضاءة ‏{‏مِن نُّورِكُمْ قِيلَ‏}‏ لهم استهزاء بهم ‏{‏ارجعوا وَرَاءَكُمْ فالتمسوا نُوراً‏}‏ فرجعوا ‏{‏فَضُرِبَ بَيْنَهُم‏}‏ وبين المؤمنين ‏{‏بِسُورٍ‏}‏ قيل هو سور الأعراف ‏{‏لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرحمة‏}‏ من جهة المؤمنين ‏{‏وظاهره‏}‏ من جهة المنافقين ‏{‏مِن قِبَلِهِ العذاب‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ‏}‏ على الطاعة ‏{‏قَالُواْ بلى ولكنكم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ‏}‏ بالنفاق ‏{‏وَتَرَبَّصْتُمْ‏}‏ بالمؤمنين الدوائر ‏{‏وارتبتم‏}‏ شككتم في دين الإِسلام ‏{‏وَغرَّتْكُمُ الأمانى‏}‏ الأطماع ‏{‏حتى جَاء أَمْرُ الله‏}‏ الموت ‏{‏وَغَرَّكُم بالله الغرور‏}‏ الشيطان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏فاليوم لاَ يُؤْخَذُ‏}‏ بالياء والتاء ‏{‏مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الذين كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النار هِىَ مولاكم‏}‏ أولى بكم ‏{‏وَبِئْسَ المصير‏}‏ هي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ يَأْنِ‏}‏ يَحِن ‏{‏لِلَّذِينَ ءامَنُواْ‏}‏ نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح ‏{‏أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ‏}‏ بالتشديد والتخفيف ‏{‏مِنَ الحق‏}‏ القرآن ‏{‏وَلاَ يَكُونُواْ‏}‏ معطوف على تخشع ‏{‏كالذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلُ‏}‏ هم اليهود والنصارى ‏{‏فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد‏}‏ الزمن بينهم وبين أنبيائهم ‏{‏فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ‏}‏ لم تلن لذكر الله ‏{‏وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فاسقون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏اعلموا‏}‏ خطاب للمؤمنين المذكورين ‏{‏أَنَّ الله يُحْىِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا‏}‏ بالنبات فكذلك يفعل بقلوبكم يردّها إلى الخشوع و‏{‏قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الايات‏}‏ الدالة على قدرتنا بهذا وغيره ‏{‏لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ المصدقين‏}‏ من التصدّق أدغمت التاء في الصاد‏:‏ أي الذين تصدّقوا ‏{‏والمصدقات‏}‏ اللاتي تصدقن وفي قراءة بتخفيف الصاد فيهما من التصديق والإِيمان ‏{‏وَأَقْرَضُواُ الله قَرْضاً حَسَناً‏}‏ راجع إلى الذكور والإِناث بالتغليب وعطف الفعل على الاسم في صلة أل لأنه فيها حل محل الفعل، وذكر القرض بوصفه بعد التصديق تقييد له ‏{‏يُضَاعَفُ‏}‏ وفي قراءة «يضعّف» بالتشديد أي قرضهم ‏{‏لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏والذين ءَامَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصديقون‏}‏ المبالغون في التصديق ‏{‏والشهداء عِندَ رَبّهِمْ‏}‏ على المكذبين من الأمم ‏{‏لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بئاياتنا‏}‏ الدالة على وحدانيتنا ‏{‏أولئك أصحاب الجحيم‏}‏ النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏اعلموا أَنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ‏}‏ تزيين ‏{‏وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الأموال والأولاد‏}‏ أي الاشتغال فيها، وأما الطاعات وما يعين عليها فمن أمور الآخرة ‏{‏كَمَثَلِ‏}‏ أي هي في إعجابها لكم واضمحلالها كمثل ‏{‏غَيْثٍ‏}‏ مطر ‏{‏أَعْجَبَ الكفار‏}‏ الزرّاع ‏{‏نَبَاتُهُ‏}‏ الناشئ عنه ‏{‏ثُمَّ يَهِيجُ‏}‏ ييبس ‏{‏فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً‏}‏ فتاتاً يضمحل بالرياح ‏{‏وَفِى الأخرة عَذَابٌ شَدِيدٌ‏}‏ لمن آثر عليها الدنيا ‏{‏وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله ورضوان‏}‏ لمن لم يؤثر عليها الدنيا ‏{‏وَمَا الحياة الدنيا‏}‏ ما التمتع فيها ‏{‏إِلاَّ متاع الغرور‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏سَابِقُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السماء والأرض‏}‏ لو وصلت إحداهما بالأخرى والعرض‏:‏ السعة ‏{‏أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ ذلك فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ والله ذُو الفضل العظيم‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الأرض‏}‏ بالجدب ‏{‏وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ‏}‏ كالمرض وفقد الولد ‏{‏إِلاَّ فِى كتاب‏}‏ يعني اللوح المحفوظ ‏{‏مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا‏}‏ نخلقها، ويقال في النعمة كذلك ‏{‏إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏لّكَيْلاَ‏}‏ كي ناصبة للفعل بمعنى أن أي أخبر تعالى بذلك لئلا ‏{‏تَأْسَوْاْ‏}‏ تحزنوا ‏{‏على مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ‏}‏ فرح بطر بل فرح شكر على النعمة ‏{‏بِمَا ءاتاكم‏}‏ بالمدّ أعطاكم وبالقصر جاءكم منه ‏{‏والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ‏}‏ متكبر بما أوتي ‏{‏فَخُورٌ‏}‏ به على الناس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏الذين يَبْخَلُونَ‏}‏ بما يجب عليهم ‏{‏وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل‏}‏ به لهم وعيد شديد ‏{‏وَمَن يَتَوَلَّ‏}‏ عما يجب عليه ‏{‏فَإِنَّ الله هُوَ‏}‏ ضمير فصل وفي قراءة بسقوطه ‏{‏الغنى‏}‏ عن غيره ‏{‏الحميد‏}‏ لأوليائه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا‏}‏ الملائكة إلى الأنبياء ‏{‏بالبينات‏}‏ بالحجج القواطع ‏{‏وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب‏}‏ بمعنى الكتب ‏{‏والميزان‏}‏ العدل ‏{‏لِيَقُومَ الناس بالقسط وَأَنزْلْنَا الحديد‏}‏ أخرجناه من المعادن ‏{‏فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ‏}‏ يقاتل به ‏{‏ومنافع لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله‏}‏ علم مشاهدة معطوف على ليقوم الناس ‏{‏مَن يَنصُرُهُ‏}‏ بأن ينصر دينه بآلاتِ الحرب من الحديد وغيره ‏{‏وَرُسُلَهُ بالغيب‏}‏ حال من هاء «ينصره» أي غائبا عنهم في الدنيا، قال ابن عباس‏:‏ ينصرونه ولا يبصرونه ‏{‏إِنَّ الله قَوِىٌّ عَزِيزٌ‏}‏ لا حاجة له إلى النصرة لكنها تنفع من يأتي بها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وإبراهيم وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِمَا النبوة والكتاب‏}‏ يعني الكتب الأربعة‏:‏ التوراة، والإِنجيل، والزبور، والقرآن فإنها في ذرّية إبراهيم ‏{‏فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فاسقون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ قَفَّيْنَا على ءاثارهم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابن مَرْيَمَ وءاتيناه الإنجيل وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الذين اتبعوه رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً‏}‏ هي رفض النساء واتخاذ الصوامع ‏{‏ابتدعوها‏}‏ من قبل أنفسهم ‏{‏مَا كتبناها عَلَيْهِمْ‏}‏ ما أمرناهم بها ‏{‏إِلاَّ‏}‏ لكن فعلوها ‏{‏ابتغاء رضوان‏}‏ مرضاة ‏{‏الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا‏}‏ إذ تركها كثير منهم وكفروا بدين عيسى ودخلوا في دين ملكهم وبقي على دين عيسى كثير منهم فآمنوا بنبينا ‏{‏فَئَاتَيْنَا الذين ءَامَنُواْ‏}‏ به ‏{‏مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فاسقون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏ياأيها الذين ءَامَنُواْ‏}‏ بعيسى ‏{‏اتقوا الله وَءامِنُواْ بِرَسُولِهِ‏}‏ محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ‏}‏ نصيبين ‏{‏مّن رَّحْمَتِهِ‏}‏ لإِيمانكم بالنبيَّيْن ‏{‏وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ‏}‏ على الصراط ‏{‏وَيَغْفِرْ لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏لِّئَلاَّ يَعْلَمَ‏}‏ أي أعلمكم بذلك ليعلم ‏{‏أَهْلُ الكتاب‏}‏ التوراة الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏أَ‏}‏ نْ مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن والمعنى أنهم ‏{‏لاَّ يَقْدِرُونَ على شَئ مِن فَضْلِ الله‏}‏ خلاف ما في زعمهم أنهم أحباء الله وأهل رضوانه ‏{‏وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ‏}‏ يعطيه ‏{‏مَن يَشَآءُ‏}‏ فآتى المؤمنين منهم أجرهم مرتين كما تقدّم ‏{‏والله ذُو الفضل العظيم‏}‏‏.‏