فصل: سورة القيامة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين ***


سورة القيامة

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏لا‏}‏ زائدة في الموضعين ‏{‏أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة‏}‏ التي تلوم نفسها وإن اجتهدت في الإِحسان وجواب القسم محذوف، أي لتبعثن، دل عليه‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏أَيَحْسَبُ الإنسان‏}‏ أي الكافر ‏{‏أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ‏}‏ للبعث والإِحياء‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏بلى‏}‏ نجمعها ‏{‏قادرين‏}‏ مع جمعها ‏{‏على أَن نُّسَوّىَ بَنَانَهُ‏}‏ وهو الأصابع، أي نعيد عظامها كما كانت مع صغرها فكيف بالكبيرة‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ‏}‏ اللام زائدة ونصبه بأن مقدرة، أي أن يكذب ‏{‏أَمَامَهُ‏}‏ أي يوم القيامة، دل عليه‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏يَسْئَلُ أَيَّانَ‏}‏ متى ‏{‏يَوْمُ القيامة‏}‏‏؟‏ سؤال استهزاء وتكذيب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا بَرِقَ البصر‏}‏ بكسر الراء وفتحها دهش وتحير لما رَأى مما كان يكذب به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَخَسَفَ الْقَمَرُ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏وَخَسَفَ القمر‏}‏ أظلم وذهب ضوؤه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏وَجُمِعَ الشمس والقمر‏}‏ فطلعا من المغرب أو ذهب ضوؤهما وذلك في يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏يَقُولُ الإنسان يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المفر‏}‏ الفرار‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏كَلَّا لَا وَزَرَ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏كَلاَّ‏}‏ ردع عن طلب الفرار ‏{‏لاَ وَزَرَ‏}‏ لا ملجأ يتحصن به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المستقر‏}‏ مستقرّ الخلائق فيحاسبون ويجازون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏يُنَبَّؤُاْ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ‏}‏ بأوّل عمله وآخره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ‏}‏ شاهد تنطق جوارحه بعمله والهاء للمبالغة فلا بد من جزائه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ‏}‏ جمع معذرة على غير قياس، أي لو جاء بكل معذرة ما قُبلت منه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ‏(‏16‏)‏‏}‏

قال تعالى لنبيه‏:‏ ‏{‏لاَ تُحَرِّكْ بِهِ‏}‏ بالقرآن قبل فراغ جبريل منه ‏{‏لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}‏ خوف أن ينفلت منك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ‏}‏ في صدرك ‏{‏وَقُرْءَانَهُ‏}‏ قراءتك إياه، أي جريانهُ على لسانك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا قرأناه‏}‏ عليك بقراءة جبريل ‏{‏فاتبع قُرْءَانَهُ‏}‏ استمع قراءته فكان صلى الله عليه وسلم يستمع ثم يقرأ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ‏}‏ بالتفهيم لك، والمناسبة بين هذه الآية وما قبلها أنّ تلك تضمنت الإِعراض عن آيات الله وهذه تضمنت المبادرة إليها بحفظها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏كَلاَّ‏}‏ استفتاح بمعنى ألا ‏{‏بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة‏}‏ الدنيا بالتاء والياء في الفعلين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَذَرُونَ الأخرة‏}‏ فلا تعملون لها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ‏}‏ أي في يوم القيامة ‏{‏نَّاضِرَةٌ‏}‏ حسنة مضيئة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ‏}‏ أي يرون الله سبحانه وتعالى في الآخرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ‏}‏ كالحة شديدة العبوس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏تَظُنُّ‏}‏ توقن ‏{‏أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ‏}‏ داهية عظيمة تكسر فقار الظهر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏كَلاَّ‏}‏ بمعنى ألا ‏{‏إِذَا بَلَغَتِ‏}‏ النفس ‏{‏التراقى‏}‏ عظام الحلق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وَقِيلَ‏}‏ قال من حوله ‏{‏مَنْ رَاقٍ‏}‏ يرقيه ليشفى‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏وَظَنَّ‏}‏ أيقن مَن بلغت نفسه ذلك ‏{‏أَنَّهُ الفراق‏}‏ فراق الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏والتفت الساق بالساق‏}‏ أي إحدى ساقيه بالأخرى عند الموت، أو التفت شدّة فراق الدنيا بشدّة إقبال الآخرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المساق‏}‏ أي السوّق وهذا يدل على العامل في إذا، المعنى إذا بلغت النفس الحلقوم تساق إلى حكم ربها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏فَلاَ صَدَّقَ‏}‏ الإِنسان ‏{‏وَلاَ صلى‏}‏ أي لم يصّدّق ولم يُصَلِّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏ولكن كَذَّبَ‏}‏ بالقرآن ‏{‏وتولى‏}‏ عن الإِيمان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يتمطى‏}‏ يتبختر في مشيته إعجاباً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏أولى لَكَ‏}‏ فيه التفات عن الغيبة والكلمة اسم فعل واللام للتبيين، أي وَلِيَكَ ما تكره ‏{‏فأولى‏}‏ أي فهو أولى بك من غيرك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ أولى لَكَ فأولى‏}‏ تأكيد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏أَيَحْسَبُ‏}‏ يظنّ ‏{‏الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى‏}‏ هملاً لا يكلف بالشرائع‏؟‏ أي لا يحسب ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ يَكُ‏}‏ أي كان ‏{‏نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يمنى‏}‏ بالياء والتاء تصب في الرحم‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ كَانَ‏}‏ المنيّ ‏{‏عَلَقَةً فَخَلَقَ‏}‏ الله منها الإِنسان ‏{‏فسوى‏}‏ عدل أعضاءه‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏فَجَعَلَ مِنْهُ‏}‏ من المني الذي صار علقة أي قطعة دم ثم مضغة أي قطعة لحم ‏{‏الزوجين‏}‏ النوعين ‏{‏الذكر والأنثى‏}‏‏؟‏ يجتمعان تارة وينفرد كل منهما عن الآخر تارة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَيْسَ ذَلِكَ‏}‏ الفعّال لهذه الأشياء ‏{‏بقادر على أَن يُحْىِ الموتى‏}‏‏؟‏ قال صلى الله عليه وسلم «بلى»‏.‏

سورة الإنسان

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏هَلُ‏}‏ قد ‏{‏أتى عَلَى الإنسان‏}‏ آدم ‏{‏حِينٌ مِّنَ الدهر‏}‏ أربعون سنة ‏{‏لَمْ يَكُنِ‏}‏ فيه ‏{‏شَيْئاً مَّذْكُوراً‏}‏ كان فيه مصوّرا من طين لا يذكر أوالمراد بالإِنسان الجنس وبالحين مدّة الحمل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان‏}‏ الجنس ‏{‏مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ‏}‏ أخلاط، أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين الممتزجين ‏{‏نَّبْتَلِيهِ‏}‏ نختبره بالتكليف والجملة مستأنفة أو حال مقدرة، أي مريدين ابتلاءه حين تأهله ‏{‏فجعلناه‏}‏ بسبب ذلك ‏{‏سَمِيعاً بَصِيراً‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا هديناه السبيل‏}‏ بينا له طريق الهدى ببعث الرسل ‏{‏إِمَّا شَاكِراً‏}‏ أي مؤمناً ‏{‏وَإِمَّا كَفُوراً‏}‏ حالان من المفعول، أي بيناه له في حال شكره أو كفره المقدرة وإما لتفصيل الأحوال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا أَعْتَدْنَا‏}‏ هيأنا ‏{‏للكافرين سلاسلا‏}‏ يسحبون بها في النار ‏{‏وأغلالا‏}‏ في أعناقهم تشدّ فيها السلاسل ‏{‏وَسَعِيراً‏}‏ نارا مسعرة، أي مهيجة يعذبون بها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ الأبرار‏}‏ جمع بر أو بارّ وهم المطيعون ‏{‏يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ‏}‏ هو إناء شرب الخمر وهي فيه والمراد من خمر تسمية للحال باسم المحل ومن للتبعيض ‏{‏كَانَ مِزَاجُهَا‏}‏ ما تمزج به ‏{‏كافُوراً‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏عَيْناً‏}‏ بدل من «كافوراً» فيها رائحته ‏{‏يَشْرَبُ بِهَا‏}‏ منها ‏{‏عِبَادُ الله‏}‏ أولياؤه ‏{‏يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً‏}‏ يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏يُوفُونَ بالنذر‏}‏ في طاعة الله ‏{‏وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً‏}‏ منتشراً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ‏}‏ أي الطعام وشهوتهم له ‏{‏مِسْكِيناً‏}‏ فقيراً ‏{‏وَيَتِيماً‏}‏ لا أب له ‏{‏وَأَسِيراً‏}‏ يعني المحبوس بحق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله‏}‏ لطلب ثوابه ‏{‏لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً‏}‏ شكراً فيه علة الإِطعام، وهل تكلموا بذلك أو علمه الله منهم فأثنى عليهم به‏؟‏ قولان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً‏}‏ تكلح الوجوه فيه أي كريه المنظر لشدّته ‏{‏قَمْطَرِيراً‏}‏ شديداً في ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏فوقاهم الله شَرَّ ذَلِكَ اليوم ولقاهم‏}‏ أعطاهم ‏{‏نَضْرَةً‏}‏ حُسْناً وإضاءة في وجوههم ‏{‏وَسُرُوراً‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏وجزاهم بِمَا صَبَرُواْ‏}‏ بصبرهم عن المعصية ‏{‏جَنَّةُ‏}‏ ادخلوها ‏{‏وَحَرِيراً‏}‏ البسوه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ‏}‏ حال من مرفوع أدخلوها المقدّر ‏{‏فِيهَا على الأرائك‏}‏ السرر في الحجال ‏{‏لاَ يَرَوْنَ‏}‏ لا يجدون حال ثانية ‏{‏فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً‏}‏ أي لا حراً ولا برداً وقيل الزمهرير القمر فهي مضيئة من غير شمس ولا قمر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَدَانِيَةً‏}‏ قريبة عطف على محل لا يرون، أي غير رائين ‏{‏عَلَيْهِمْ‏}‏ منهم ‏{‏ظلالها‏}‏ شجرها ‏{‏وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً‏}‏ أدنيت ثمارها فينالها القائم والقاعد والمضطجع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ‏}‏ فيها ‏{‏بِئَانِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ‏}‏ أقداح بلا عرى ‏{‏كَانَتْ قَوَارِيرَاْ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ‏}‏ أي إنها من فضة يرى باطنها من ظاهرها كالزجاج ‏{‏قَدَّرُوهَا‏}‏ أي الطائفون ‏{‏تَقْدِيراً‏}‏ على قدر ريّ الشاربين من غير زيادة ولا نقص وذلك ألذّ الشراب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً‏}‏ أي خمراً ‏{‏كَانَ مِزَاجُهَا‏}‏ ما تمزج به ‏{‏زَنجَبِيلاً‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏عَيْناً‏}‏ بدل من زنجبيلاً ‏{‏فِيهَا تسمى سَلْسَبِيلاً‏}‏ يعني أن ماءها كالزنجبيل الذي تستلذ به العرب سهل المساغ في الحلق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ولدان مُّخَلَّدُونَ‏}‏ بصفة الولدان لا يشيبون ‏{‏إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ‏}‏ لحسنهم وانتشارهم في الخدمة ‏{‏لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً‏}‏ من سِلْكِهِ أو من صَدَفِه وهو أحسن منه في غير ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ‏}‏ أي وجدت الرؤية منك في الجنة ‏{‏رَأَيْتَ‏}‏ جواب إذا ‏{‏نَعِيماً‏}‏ لا يوصف ‏{‏وَمُلْكاً كَبِيراً‏}‏ واسعاً لا غاية له‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏عاليهم‏}‏ فوقهم فنصبه على الظرفية وهو خبر لمبتدأ بعده وفي قراءة بسكون الياء مبتدأ وما بعده خبره والضمير المتصل به للمعطوف عليهم ‏{‏ثِيَابُ سُندُسٍ‏}‏ حرير ‏{‏خُضْرٌ‏}‏ بالرفع ‏{‏وَإِسْتَبْرَقٍ‏}‏ بالجر ما غلظ من الديباج فهو البطائن والسندس الظهائر، وفي قراءة عكس ما ذكر فيهما، وفي أخرى برفعهما وفي أخرى بجرّهما ‏{‏وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ‏}‏ وفي موضع آخر ‏(‏من ذهب‏)‏ للإِيذان بأنهم يحلون من النوعين معاً ومفرقاً ‏{‏وسقاهم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً‏}‏ مبالغة في طهارته ونظافته بخلاف خمر الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ هَذَا‏}‏ النعيم ‏{‏كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا نَحْنُ‏}‏ تأكيد لاسم إن أو فصل ‏{‏نَزَّلْنَا عَلَيْكَ القرءان تَنزِيلاً‏}‏ خبر إن أي فصلناه ولم ننزله جملة واحدة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏فاصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ‏}‏ عليك بتبليغ رسالته ‏{‏وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ‏}‏ أي الكفار ‏{‏ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً‏}‏ أي عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، قالا للنبي صلى الله عليه وسلم ارجع عن هذا الأمر، ويجوز أن يراد كل آثم وكافر أي لا تطع أحدهما أياً كان فيما دعاك إليه من إثم أو كفر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏واذكر اسم رَبِّكَ‏}‏ في الصلاة ‏{‏بُكْرَةً وَأَصِيلاً‏}‏ يعني الفجر والظهر والعصر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏وَمِنَ اليل فاسجد لَهُ‏}‏ يعني المغرب والعشاء ‏{‏وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً‏}‏ صلّ التطوّع فيه كما تقدّم من ثلثيه أو نصفه أو ثلثه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ هؤلاء يُحِبُّونَ العاجلة‏}‏ الدنيا ‏{‏وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً‏}‏ شديداً أي يوم القيامة لا يعملون له‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏نَّحْنُ خلقناهم وَشَدَدْنَا‏}‏ قوّينا ‏{‏أَسْرَهُمْ‏}‏ أعضاءهم ومفاصلهم ‏{‏وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا‏}‏ جعلنا ‏{‏أمثالهم‏}‏ في الخلقة بدلاً منهم بأن نهلكهم ‏{‏تَبْدِيلاً‏}‏ تأكيد ووقعت إذا موقع إن، نحو ‏{‏إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ‏}‏ ‏[‏19‏:‏ 14‏]‏ لأنه تعالى لم يشأ ذلك وإذاً لم يقع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ هذه‏}‏ السورة ‏{‏تَذْكِرَةٌ‏}‏ عظة للخلق ‏{‏فَمَن شَاءَ اتخذ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً‏}‏ طريقاً بالطاعة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا تَشَآءُونَ‏}‏ بالتاء والياء اتخاذ السبيل بالطاعة ‏{‏إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله‏}‏ ذلك ‏{‏إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً‏}‏ بخلقه ‏{‏حَكِيماً‏}‏ في فعله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِى رَحْمَتِهِ‏}‏ جنته وهم المؤمنون ‏{‏والظالمين‏}‏ ناصبه فعل مقدر أي أوعد يفسره ‏{‏أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً‏}‏ مؤلماً وهم الكافرون‏.‏

سورة المرسلات

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏والمرسلات عُرْفاً‏}‏ أي الرياح متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضاً ونصبه على الحال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏فالعاصفات عَصْفاً‏}‏ الرياح الشديدة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏والناشرات نَشْراً‏}‏ الرياح تنشر المطر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏فالفارقات فَرْقاً‏}‏ أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل، والحلال والحرام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏فالملقيات ذِكْراً‏}‏ أي الملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء والرسل يلقون الوحي إلى الأمم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏عُذْراً أَوْ نُذْراً‏}‏ أي للإِعذار والإِنذار من الله تعالى وفي قراءة بضم ذال نُذُراً وقرئ بضم ذال ‏(‏عُذُراً‏)‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّمَا تُوعَدُونَ‏}‏ أي يا كفار مكة من البعث والعذاب ‏{‏لَوَاقِعٌ‏}‏ كائن لا محالة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ‏}‏ مُحِيَ نورها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِذَا السماء فُرِجَتْ‏}‏ شُقَّت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِذَا الجبال نُسِفَتْ‏}‏ فُتِّتَت وسُيِّرَت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِذَا الرسل أُقِّتَتْ‏}‏ بالواو ‏(‏أقتت‏)‏ وبالهمزة بدلاً منها، أي جُمعت لوَقْتٍ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏لأَيِّ يَوْمٍ‏}‏ ليوم عظيم ‏{‏أُجِّلَتْ‏}‏ للشهادة على أممهم بالتبليغ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏لِيَوْمِ الْفَصْلِ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏لِيَوْمِ الفصل‏}‏ بين الخلق ويؤخذ منه جواب إذا، أي وقع الفصل بين الخلائق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا أدراك مَا يَوْمُ الفصل‏}‏ تهويل لشأنه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ هذا وعِيد لهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ نُهْلِكِ الأولين‏}‏ بتكذيبهم، أي أهلكناهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الأخرين‏}‏ ممن كذبوا ككفار مكة فنهلكهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏كذلك‏}‏ مثل ما فعلنا بالمكذبين ‏{‏نَفْعَلُ بالمجرمين‏}‏‏.‏ بكل من أجرم فيما يستقبل فنهلكهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ تأكيد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ‏}‏ ضعيف‏؟‏ وهو المنيّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏فجعلناه فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ‏}‏ حريز وهو الرحم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏إلى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ‏}‏ وهو وقت الولادة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏فَقَدَرْنَا‏}‏ على ذلك ‏{‏فَنِعْمَ القادرون‏}‏ نحن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ لِّلْمُكَذّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض كِفَاتاً‏}‏ مصدر كفت بمعنى ضم، أي ضامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏أَحْيَاءً‏}‏ على ظهرها ‏{‏وأمواتا‏}‏ في بطنها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شامخات‏}‏ جبالاً مرتفعات ‏{‏وأسقيناكم مَّاءً فُرَاتاً‏}‏ عذباً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ ويقال للمكذبين يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏انطلقوا إلى مَا كُنتُمْ بِهِ‏}‏ من العذاب ‏{‏تُكَذِّبُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏انطلقوا إلى ظِلٍّ ذِى ثلاث شُعَبٍ‏}‏ هو دخان جهنم إذا ارتفع افترق ثلاث فرق لعظمته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ ظَلِيلٍ‏}‏ كنين يظلهم من حرّ ذلك اليوم ‏{‏وَلاَ يُغْنِى‏}‏ يردّ عنهم شيئا ‏{‏مِنَ اللهب‏}‏ النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّهَا‏}‏ أي النار ‏{‏تَرْمِى بِشَرَرٍ‏}‏ هو مَا تطاير منها ‏{‏كالقصر‏}‏ من البناء في عظمه وارتفاعه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏كَأَنَّهُ جمالت‏}‏ جمع جمالة جمع جمل وفي قراءة جمَالة ‏{‏صُفْرٌ‏}‏ في هيئتها ولونها وفي الحديث «شرار النار أسود كالقير»، والعرب تسمي سود الإِبل صفراً لشوب سوادها بصفرة فقيل صفر في الآية بمعنى سود لما ذكر وقيل لا والشرر‏:‏ جمع شررة والشرار جمع شرارة، والقير‏:‏ القار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏هذا‏}‏ أي يوم القيامة ‏{‏يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ‏}‏ فيه بشيء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ‏}‏ في العذر ‏{‏فَيَعْتَذِرُونَ‏}‏ عطف على يؤذن من غير تسبب عنه فهو داخل في حيز النفي، أي لا إذن فلا اعتذار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏هذا يَوْمُ الفصل جمعناكم‏}‏ أيها المكذبون من هذه الأمة ‏{‏والأولين‏}‏ من المكذبين من قبلكم فتحاسبون وتعذبون جميعاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ‏}‏ حيلة في دفع العذاب عنكم ‏{‏فَكِيدُونِ‏}‏ فافعلوها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ المتقين فِى ظلال‏}‏ أي تكاثف أشجار إذ لا شمس يُظَلُّ من حرها ‏{‏وَعُيُونٍ‏}‏ نابعة من الماء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ‏(‏42‏)‏‏}‏

‏{‏وفواكه مِمَّا يَشْتَهُونَ‏}‏ فيه إعلام بأن المأكل والمشرب في الجنة بحسب شهواتهم بخلاف الدنيا فبحسب ما يجد الناس في الأغلب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ‏(‏43‏)‏‏}‏

ويقال لهم‏:‏ ‏{‏كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً‏}‏ حال، أي مهنئين ‏{‏بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ من الطاعة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا كَذَلِكَ‏}‏ كما جزينا المتقين ‏{‏نَجْزِى المحسنين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ‏}‏ خطاب للكفار في الدنيا ‏{‏قَلِيلاً‏}‏ من الزمان وغايته إلى الموت، وفي هذا تهديد لهم ‏{‏إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏وَإذَا قِيلَ لَهُمُ اركعوا‏}‏ صلوا ‏{‏لاَ يَرْكَعُونَ‏}‏ لا يصلون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ‏}‏ أي القرآن ‏{‏يُؤْمِنُونَ‏}‏‏؟‏ أي لا يمكن إيمانهم بغيره من كتب الله بعد تكذيبهم به لاشتماله على الإِعجاز الذي لم يشتمل عليه غيره‏.‏

سورة النبأ

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏عَمَّ‏}‏ عن أي شيء ‏{‏يَتَسَاءَلُونَ‏}‏ يسأل بعض قريش بعضاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏عَنِ النبإ العظيم‏}‏ بيان لذلك الشيء والاستفهام لتفخيمه وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن المشتمل على البعث وغيره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏الذى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ‏}‏ فالمؤمنون يثبتونه والكافرون ينكرونه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏كَلاَّ‏}‏ ردع ‏{‏سَيَعْلَمُونَ‏}‏ ما يحل بهم على إنكارهم له‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ‏}‏ تأكيد وجيء فيه ب «ثم» للإِيذان بأن الوعيد الثاني أشدّ من الأوّل، ثم أومأ تعالى إلى القدرة على البعث فقال‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مهادا‏}‏ فراشاً كالمهد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏والجبال أَوْتَاداً‏}‏ تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد والاستفهام للتقرير‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏وخلقناكم أزواجا‏}‏ ذكوراً وإناثاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً‏}‏ راحة لأبدانكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلْنَا اليل لِبَاساً‏}‏ ساتراً بسواده‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً‏}‏ وقتاً للمعايش‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً‏}‏ سبع سموات ‏{‏شِدَاداً‏}‏ جمع شديدة، أي قوية محكمة لا يؤثر فيها مرور الزمان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلْنَا سِرَاجاً‏}‏ منيراً ‏{‏وَهَّاجاً‏}‏ وقاداً‏:‏ يعني الشمس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَنزَلْنَا مِنَ المعصرات‏}‏ السحابات التي حان لها أن تمطر، كالمعصر الجارية التي دنت من الحيض ‏{‏مَاءً ثَجَّاجاً‏}‏ صباباً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً‏}‏ كالحنطة ‏{‏وَنَبَاتاً‏}‏ كالتين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏وجنات‏}‏ بساتين ‏{‏أَلْفَافاً‏}‏ ملتفة، جمع لفيف كشريف وأشرف‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ يَوْمَ الفصل‏}‏ بين الخلائق ‏{‏كَانَ ميقاتا‏}‏ وقتاً للثواب والعقاب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصور‏}‏ القرن بدل من يوم الفصل أو بيان له والنافخ إسرافيل ‏{‏فَتَأْتُونَ‏}‏ من قبوركم إلى الموقف ‏{‏أَفْوَاجاً‏}‏ جماعات مختلفة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏وَفُتِحَتِ السماء‏}‏ بالتشديد والتخفيف شققت لنزول الملائكة ‏{‏فَكَانَتْ أبوابا‏}‏ ذات أبواب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏وَسُيّرَتِ الجبال‏}‏ ذهب بها عن أماكنها ‏{‏فَكَانَتْ سَرَاباً‏}‏ هباء، أي مثله في خفة سيرها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً‏}‏ راصدة أو مرصدة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏لِلطَّاغِينَ مَآَبًا ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏للطاغين‏}‏ الكافرين فلا يتجاوزونها ‏{‏مَئَاباً‏}‏ مرجعاً لهم فيدخلونها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏لابثين‏}‏ حال مقدرة، أي مقدَّراً لبثهم ‏{‏فِيهَا أَحْقَاباً‏}‏ دهوراً لا نهاية لها جمع حُقْب بضم أوله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً‏}‏ نوماً فإنهم لا يذوقونه ‏{‏وَلاَ شَرَاباً‏}‏ ما يشرب تلذذاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ‏}‏ لكن ‏{‏حَمِيماً‏}‏ ماء حارّاً غاية الحرارة ‏{‏وَغَسَّاقاً‏}‏ بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار فإنهم يذوقونه جوزوا بذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏جَزَاءً وِفَاقًا ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏جَزَاءً وفاقا‏}‏ موافقاً لِعَمَلِهم فلا ذنب أعظم من الكفر ولا عذاب أعظم من النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ‏}‏ يخافون ‏{‏حِسَاباً‏}‏ لإِنكارهم البعث‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏وَكَذَّبُواْ بئاياتنا‏}‏ القرآن ‏{‏كِذَّاباً‏}‏ تكذيباً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏وَكُلَّ شئ‏}‏ من الأعمال ‏{‏أحصيناه‏}‏ ضبطناه ‏{‏كتابا‏}‏ كتباً في اللوح المحفوظ لنجازي عليه ومن ذلك تكذيبهم بالقرآن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏فَذُوقُواْ‏}‏ أي فيقال لهم في الآخرة عند وقوع العذاب عليهم ذوقوا جزاءكم ‏{‏فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً‏}‏ فوق عذابكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً‏}‏ مكان فوز في الجنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏حَدَائِقَ‏}‏ بساتين بدل من «مفازا» أو بيان له ‏{‏وأعنابا‏}‏ عطف على مفازا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏وَكَوَاعِبَ‏}‏ جواري تكعبت ثُدِيهن جمع كاعب ‏{‏أَتْرَاباً‏}‏ على سنّ واحد، جمع تِرْب بكسر التاء وسكون الراء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَكَأْسًا دِهَاقًا ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏وَكَأْساً دِهَاقاً‏}‏ خمراً مالئة محالها، وفي سورة ‏(‏القتال‏)‏ ‏{‏وأنهار مِّنْ خَمْرٍ‏}‏ ‏[‏15‏:‏ 47‏]‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا‏}‏ أي الجنة عند شرب الخمر وغيرها من الأحوال ‏{‏لَغْواً‏}‏ باطلاً من القول ‏{‏وَلاَ كذابا‏}‏ بالتخفيف، أي‏:‏ كذباً، وبالتشديد أي تكذيباً، من واحد لغيره بخلاف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ‏}‏ أي جزاهم الله بذلك جزاء ‏{‏عَطَاءً‏}‏ بدل من جزاء ‏{‏حِسَاباً‏}‏ أي كثيراً، من قولهم أعطاني فأحسبني، أي أكثر عليّ حتى قلت‏:‏ حسبي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏رَبِّ السموات والأرض‏}‏ بالجرّ والرفع ‏{‏وَمَا بَيْنَهُمَا الرحمن‏}‏ كذلك وبرفعه مع جرّ رَبِّ ‏{‏لاَّ يَمْلِكُونَ‏}‏ أي الخلق ‏{‏مِنْهُ‏}‏ تعالى ‏{‏خِطَاباً‏}‏ أي لا يقدر أحد أن يخاطبه خوفاً منه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏يَوْمَ‏}‏ ظرف ل «لا يملكون» ‏{‏يَقُومُ الروح‏}‏ جبريل أو جند الله ‏{‏والملائكة صَفّاً‏}‏ حال، أي مصطفين ‏{‏لاَّ يَتَكَلَّمُونَ‏}‏ أي الخلق ‏{‏إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن‏}‏ في الكلام ‏{‏وَقَالَ‏}‏ قولاً ‏{‏صَوَاباً‏}‏ من المؤمنين والملائكة كأن يشفعوا لمن ارتضى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏ذَلِكَ اليوم الحق‏}‏ الثابت وقوعه وهو يوم القيامة ‏{‏فَمَن شَاءَ اتخذ إلى رَبِّهِ مَئَاباً‏}‏ مرجعاً، أي رجع إلى الله بطاعته ليسلم من العذاب فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا أنذرناكم‏}‏ يا كفار مكة ‏{‏عَذَاباً قَرِيباً‏}‏ أي عذاب يوم القيامة الآتي، وكل آت قريب ‏{‏يَوْمَ‏}‏ ظرف ل «عذاباً» بصفته ‏{‏يَنظُرُ المرء‏}‏ كل امرئ ‏{‏مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ‏}‏ من خير وشرّ ‏{‏وَيَقُولُ الكافر يا‏}‏ حرف تنبيه ‏{‏لَيْتَنِى كُنتُ ترابا‏}‏ يعني فلا أُعذَّب يقول ذلك عندما يقول الله تعالى للبهائم بعد الاقتصاص من بعضها لبعض‏:‏ كوني تراباً‏.‏

سورة النازعات

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏والنازعات‏}‏ الملائكة تنزع أرواح الكفار ‏{‏غَرْقاً‏}‏ نزعاً بشدّة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏والناشطات نَشْطاً‏}‏ الملائكة تنشط أرواح المؤمنين، أي تسلها برفق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏والسابحات سَبْحاً‏}‏ الملائكة تسبح من السماء بأمره تعالى، أي تنزل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏فالسابقات سَبْقاً‏}‏ الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏فالمدبرات أَمْراً‏}‏ الملائكة تدبر أمر الدنيا، أي تنزل بتدبيره‏.‏ وجواب هذه الأقسام محذوف، أي لتبعثنّ يا كفار مكة وهو عامل في‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة‏}‏ النفخة الأولى بها يرجف كل شيء، أي يتزلزل فوصفت بما يحدث منها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏تَتْبَعُهَا الرادفة‏}‏ النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة‏.‏ والجملة حال من «الراجفة»، فاليوم واسع للنفختين وغيرهما، فصح ظرفيته للبعث الواقع عقب الثانية‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ‏}‏ خائفة قلقة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏أبصارها خاشعة‏}‏ ذليلة لهول ما ترى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏يَقُولُونَ‏}‏ أي أرباب القلوب والأبصار استهزاء وإنكاراً للبعث ‏{‏أءِنَّا‏}‏ بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين ‏{‏لَمَرْدُودُونَ فِى الحافرة‏}‏ أي‏:‏ أنرد بعد الموت إلى الحياة‏؟‏، والحافرة‏:‏ اسم لأوَّل الأمر، ومنه رجع فلان في حافرته‏:‏ إذا رجع من حيث جاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏أَءِذَا كُنَّا عظاما نَّخِرَةً‏}‏ وفي قراءة «ناخرة» بالية متفتتة نُحْيَا‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ تِلْكَ‏}‏ أي رجعتنا إلى الحياة ‏{‏إِذَاً‏}‏ إن صحت ‏{‏كَرَّةٌ‏}‏ رجعة ‏{‏خاسرة‏}‏ ذات خسران‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ‏(‏13‏)‏‏}‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنَّمَا هِىَ‏}‏ أي الرادفة التي يعقبها البعث ‏{‏زَجْرَةٌ‏}‏ نفخة ‏{‏واحدة‏}‏ فإذا نفخت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا هُم‏}‏ أي كل الخلائق ‏{‏بالساهرة‏}‏ بوجه الأرض أحياء بعد ما كانوا ببطنها أمواتاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏هَلُ أتاك‏}‏ يا محمد ‏{‏حَدِيثُ موسى‏}‏ عامل في‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏إِذْ ناداه رَبُّهُ بالواد المقدس طُوًى‏}‏ اسم الوادي بالتنوين وتركه، فقال‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏اذهب إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طغى‏}‏ تجاوز الحد في الكفر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏فَقُلْ هَل لَّكَ‏}‏ أدعوك ‏{‏إلى أَن تزكى‏}‏ وفي قراءة بتشديد «الزاي» بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها‏:‏ تتطهر من الشرك بأن تشهد أن لا إله إلا الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ‏}‏ أدلك على معرفته بالبرهان ‏{‏فتخشى‏}‏ فتخافه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏فأراه الأية الكبرى‏}‏ من اياته التسع وهي اليد والعصا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏فَكَذَّبَ وَعَصَى ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏فَكَذَّبَ‏}‏ فرعون موسى ‏{‏وعصى‏}‏ الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ أَدْبَرَ‏}‏ عن الإِيمان ‏{‏يسعى‏}‏ في الأرض بالفساد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏فَحَشَرَ فَنَادَى ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏فَحَشَرَ‏}‏ جمع السحرة وجنده ‏{‏فنادى‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى‏}‏ لا رب فوقي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَخَذَهُ الله‏}‏ أهلكه بالغرق ‏{‏نَكَالَ‏}‏ عقوبة ‏{‏الأخرة‏}‏ أي هذه الكلمة ‏{‏والأولى‏}‏ أي قوله قبلها ‏{‏مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إله غَيْرِي‏}‏ ‏[‏38‏:‏ 28‏]‏ وكان بينهما أربعون سنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ فِى ذلك‏}‏ المذكور ‏{‏لَعِبْرَةً لِّمَن يخشى‏}‏ الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏ءَأَنْتُمْ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه، أي منكرو البعث ‏{‏أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السمآء‏}‏ أشدّ خلقاً‏؟‏ ‏{‏بناها‏}‏ بيان لكيفية خلقها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏رَفَعَ سَمْكَهَا‏}‏ تفسير لكيفية البناء، أي جعل سمتها في جهة العلو رفيعاً‏.‏ وقيل سمكها سقْفها ‏{‏فسواها‏}‏ جعلها مستوية بلا عيب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا‏}‏ أظلمه ‏{‏وَأَخْرَجَ ضحاها‏}‏ أبرز نور شمسها، وأضيف إليها الليل لأنه ظلها، والشمس لأنها سراجها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏والأرض بَعْدَ ذلك دحاهآ‏}‏ بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏أَخْرَجَ‏}‏ حال بإضمار «قد» أي مخرجا ‏{‏مِنْهَا مَاءهَا‏}‏ بتفجير عيونها ‏{‏ومرعاها‏}‏ ما ترعاه النعم من الشجر والعشب وما يأكله الناس من الأقوات والثمار، وإطلاق المرعى عليه استعارة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏والجبال أرساها‏}‏ أثبتها على وجه الأرض لتسكن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏متاعا‏}‏ مفعول له لمقدّر، أي فعل ذلك متعة، أو مصدر‏:‏ أي تمتيعاً ‏{‏لَّكُمْ ولأنعامكم‏}‏ جمع نعم، وهي الإِبل والبقر والغنم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا جَآءَتِ الطآمة الكبرى‏}‏ النفخة الثانية‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنسان‏}‏ بدل من «إذا» ‏{‏مَا سعى‏}‏ في الدنيا من خير وشر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏وَبُرِّزَتِ‏}‏ أظهرت ‏{‏الجحيم‏}‏ النار المحرقة ‏{‏لِمَن يرى‏}‏ لكل راءٍ، وجواب إذا‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏فَأَمَّا مَنْ طَغَى ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَمَّا مَن طغى‏}‏ كفر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏وَءَاثَرَ الحياة الدنيا‏}‏ باتباع الشهوات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِنَّ الجحيم هِىَ المأوى‏}‏ مأواه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ‏}‏ قيامه بين يديه ‏{‏وَنَهَى النفس‏}‏ الأمارة ‏{‏عَنِ الهوى‏}‏ المردي باتباع الشهوات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِنَّ الجنة هِىَ المأوى‏}‏‏.‏ وحاصل الجواب‏:‏ فالعاصي في النار والمطيع في الجنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ‏(‏42‏)‏‏}‏

‏{‏يَسْئَلُونَكَ‏}‏ أي كفار مكة ‏{‏عَنِ الساعة أَيَّانَ مرساها‏}‏ متى وقوعها وقيامها‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏فِيمَ‏}‏ في أي شيء ‏{‏أَنتَ مِن ذكراهآ‏}‏ أي ليس عندك علمها حتى تذكرها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏إلى رَبِّكَ منتهاهآ‏}‏ منتهى علمها لا يعلمه غيره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ‏}‏ إنما ينفع إنذارك ‏{‏مَن يخشاها‏}‏ يخافها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ‏}‏ في قبورهم ‏{‏إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضحاها‏}‏ أي عشية يوم أو بكرته، وصح إضافة الضحى إلى العشية لما بينهما من الملابسة إذ هما طرفا النهار، وحسن الإِضافة وقوع الكلمة فاصلة‏.‏