فصل: تفسير الآية رقم (8):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (8):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)}
ونزل في أبي جهل {ومِنَ الناس مَن يجادل فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى} معه {وَلاَ كتاب مُّنِيرٍ} له نورٌ معه.

.تفسير الآية رقم (9):

{ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)}
{ثَانِىَ عِطْفِهِ} حال أي لاوي عنقه تكبراً عن الإِيمان (والعِطف) الجانب عن يمين أو شمال {لِيُضِلَّ} بفتح الياء وضمها {عَن سَبِيلِ الله} أي دينه {لَهُ فِي الدنيا خِزْىٌ} عذاب فقتل يوم بدر {وَنُذِيقُهُ يَوْمَ القيامة عَذَابَ الحريق} أي الإِحراق بالنار، ويقال له.

.تفسير الآية رقم (10):

{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)}
{ذلك بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} أي قدّمته عبر عنه بهما دون غيرهما لأن أكثر الأفعال تزاوَل بهما {وَأَنَّ الله لَيْسَ بظلام} أي بذي ظلم {لّلْعَبِيدِ} فيعذبهم بغير ذنب.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)}
{وَمِنَ الناس مَن يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ} أي شك في عبادته، شبه بالحالّ على حرف جبل في عدم ثباته {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ} صحة وسلامة في نفسه وماله {اطمأن بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} محنة وسقم في نفسه وماله {انقلب على وَجْهِهِ} أي رجع إلى الكفر {خَسِرَ الدنيا} بفوات ما أمِلَه منها {والأخرة} بالكفر {ذلك هُوَ الخسران المبين} البيّن.

.تفسير الآية رقم (12):

{يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12)}
{يَدْعُو} يعبد {مِن دُونِ الله} من الصنم {مَا لاَ يَضُرُّهُ} إن لم يعبده {وَمَا لاَ يَنفَعُهُ} إن عبده {ذلك} الدعاء {هُوَ الضلال البعيد} عن الحق.

.تفسير الآية رقم (13):

{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)}
{يَدْعُو لَمَنْ} اللام زائدة {ضَرُّهُ} بعبادته {أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ} إن نفع بتخيله {لَبِئْسَ المولى} هو أي الناصر {وَلَبِئْسَ العشير} الصاحب هو، وعقب ذكر الشاكّ بالخسران بذكر المؤمنين بالثواب في.

.تفسير الآية رقم (14):

{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)}
{إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} من الفروض والنوافل {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} من إكرام من يطيعه وإهانة من يعصيه.

.تفسير الآية رقم (15):

{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ الله} أي محمداً صلى الله عليه وسلم نبيَّه {فِي الدنيا والاخرة فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} بِحَبْل {إِلَى السماء} أي سقف بيته يشدّه فيه وفي عنقه {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} أي ليختنق به بأن يقطع نفسه من الأرض كما في (الصحاح) {فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} في عدم نصرة النبي صلى الله عليه وسلم {مَا يَغِيظُ} ه منها؟ المعنى فليختنق غيظاً منها، فلابد منها.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)}
{وكذلك} أي مثل إنزالنا الآية السابقة {أنزلناه} أي القرآن الباقي {ءايات بَيّنَاتٍ} ظاهرات حال {وَأَنَّ الله يَهْدِى مَن يُرِيدُ} هداه معطوف على هاء أنزلناه.

.تفسير الآية رقم (17):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ والذين هَادُواْ} هم اليهود {والصابئين} طائفة منهم {والنصارى والمجوس والذين أَشْرَكُواْ إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة} بإدخال المؤمنين الجنة وإدخال غيرهم النار {إِنَّ الله على كُلِّ شَئ} من عملهم {شَهِيدٌ} عالم به علم مشاهدة.

.تفسير الآية رقم (18):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)}
{أَلَمْ تَرَ} تعلم {أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السموات وَمَن فِي الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب} أي يخضع له بما يراد منه {وَكَثِيرٌ مّنَ الناس} وهم المؤمنون بزيادة على الخضوع في سجود الصلاة {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب} وهم الكافرون لأنهم أبَوا السجود المتوقف على الإِيمان {وَمَن يُهِنِ الله} يُشْقِه {فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} مُسْعِد {إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} من الإِهانة والإِكرام.

.تفسير الآية رقم (19):

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)}
{هذان خَصْمَانِ} أي المؤمنون خصم والكفار الخمسة خصم، وهو يطلق على الواحد والجماعة {اختصموا فِي رَبّهِمْ} أي في دينه {فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ} يلبسونها، يعني أحيطت بهم النار {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رءُوسِهِمْ الحميم} الماء البالغ نهاية الحرارة.

.تفسير الآية رقم (20):

{يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)}
{يُصْهَرُ} يذاب {بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} من شحوم وغيرها {وَ} تشوى به {الْجُلُودُ}.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)}
{وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} لضرب رؤوسهم.

.تفسير الآية رقم (22):

{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)}
{كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا} أي النار {مِنْ غَمٍّ} يلحقهم بها {أُعِيدُواْ فِيهَا} ردُوا إليها بالمقامع {وَ} قيل لهم {ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق} أي البالغ نهاية الإِحراق.

.تفسير الآية رقم (23):

{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)}
وقال في المؤمنين {إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً} بالجرّ أي منهما بأن يرصع الذهب باللؤلؤ وبالنصب عطفاً على محل من أساور {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} هو المحرّم لبسه على الرجال في الدنيا.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)}
{وَهُدُواْ} في الدنيا {إِلَى الطيب مِنَ القول} وهو لا إله إلا الله {وَهُدُواْ إلى صراط الحميد} أي طريق الله المحمود ودينه.

.تفسير الآية رقم (25):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله} طاعته {وَ} عن {المسجد الحرام الذي جعلناه} منسكاً ومتعبداً {لِلنَّاسِ سَوَاء العاكف} المقيم {فِيهِ والباد} الطارئ {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} الباء زائدة {بِظُلْمٍ} أي بسببه بأن ارتكب منهياً، ولو شتم الخادم {نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} مؤلم: أي بعضه. ومن هذا يؤخذ خبر إنّ: أي نذيقهم من عذاب أليم.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)}
{وَ} اذكر {إِذْ بَوَّأْنَا} بيَّنَّا {لإبراهيم مَكَانَ البيت} ليبنيه، وكان قد رفع من زمن الطوفان وأمرناه {أَن لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً وَطَهّرْ بَيْتِىَ} من الأوثان {لِلطَّائِفِينَ والقائمين} المقيمين به {والركع السجود} جمع راكع وساجد: المصلّين.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)}
{وَأَذّن} نادِ {فِي الناس بالحج} فنادى على جبل أبي قبيس: (يا أيها الناس إنّ ربكم بنى بيتا) وأوجب عليكم الحج إليه فأجيبوا ربكم، والتفت بوجهه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً، فأجابه كل من كتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمّهات: «لبيك اللهم لبيك»، وجواب الأمر {يَأْتُوكَ رِجَالاً} مشاة جمع راجل كقائم وقيام {وَ} ركباناً {على كُلِّ ضَامِرٍ} أي بعير مهزول وهو يطلق على الذكر والأنثى {يَأْتِينَ} أي الضوامر حملاً على المعنى {مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} طريق بعيد.

.تفسير الآية رقم (28):

{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}
{لّيَشْهَدُواْ} أي يحضروا {منافع لَهُمْ} في الدنيا بالتجارة أو في الآخرة أو فيهما، أقوال {وَيَذْكُرُواْ اسم الله فِي أَيَّامٍ معلومات} أي عشر ذي الحجة أو يوم عرفة أو يوم النحر إلى آخر أيام التشريق أقوال {على مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنعام} الإِبل والبقر والغنم التي تُنحر في يوم العيد، وما بعده من الهدايا والضحايا {فَكُلُواْ مِنْهَا} إذا كانت مستحبة {وَأَطْعِمُواْ البائس الفقير} أي الشديد الفقر.

.تفسير الآية رقم (29):

{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}
{ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ} أي يزيلوا أوساخهم وشعثهم كطول الظفر {وَلْيُوفُواْ} بالتشديد والتخفيف {نُذُورَهُمْ} من الهدايا والضحايا {وَلْيَطَّوَّفُواْ} طواف الإِفاضة {بالبيت العتيق} أي القديم لأنه أوّل بيت وضع للناس.

.تفسير الآية رقم (30):

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)}
{ذلك} خبر مبتدأ مقدّر: أي الأمر أو الشأن ذلك المذكور {وَمَن يُعَظّمْ حرمات الله} هي ما لا يحلّ انتهاكه {فَهُوَ} أي تعظيمها {خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ} في الآخرة {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنعام} أكلاً بعد الذبح {إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} تحريمه في {حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة} [3: 5] الآية فالاستثناء منقطع، ويجوز أن يكون متصلاً والتحريم لما عرض من الموت ونحوه {فاجتنبوا الرجس مِنَ الاوثان} من للبيان أي الذي هو الأوثان {واجتنبوا قَوْلَ الزور} أي الشرك بالله في تلبيتكم أو شهادة الزور.

.تفسير الآية رقم (31):

{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)}
{حُنَفَاء للَّهِ} مسلمين عادلين عن كل دين سوى دينه {غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} تأكيد لما قبله وهما حالان من الواو {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ} سقط {مِنَ السماء فَتَخْطَفُهُ الطير} أي تأخذه بسرعة {أَوْ تَهْوِى بِهِ الريح} أي تسقطه {فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} بعيد أي فهو لا يرجى خلاصه.

.تفسير الآية رقم (32):

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}
{ذلك} يقدّر قبله الأمرُ، مبتدأ {وَمَن يُعَظّمْ شعائر الله فَإِنَّهَا} أي فإن تعظيمها وهي البُدْنَ التي تهدى للحرم بأن تُسْتَحْسَن وتُستسمن {مِن تَقْوَى القلوب} منهم، وسميت شعائر لإِشعارها بما تعرف به أنها هَدْي كطعن حديدة بسنامها.