فصل: تفسير الآية رقم (33):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (33):

{لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)}
{لَكُمْ فِيهَا منافع} كركوبها والحمل عليها ما لا يضرّها {إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} وقت نحرها {ثُمَّ مَحِلُّهَا} أي مكان حِلِّ نحرها {إلى البيت العتيق} أي عنده، والمراد الحرم جميعه.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
{وَلِكُلّ أُمَّةٍ} أي جماعة مؤمنة سلفت قبلكم {جَعَلْنَا مَنسَكًا} بفتح السين مصدر وبكسرها اسم مكان أي ذبحها قرباناً أو مكانه {لّيَذْكُرُواْ اسم الله على مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنعام} عند ذبحها {فإلهكم إله واحد فَلَهُ أَسْلِمُواْ} انقادوا {وَبَشّرِ المخبتين} المطيعين المتواضعين.

.تفسير الآية رقم (35):

{الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
{الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ} خافت {قُلُوبُهُمْ والصابرين على مَا أَصَابَهُمْ} من البلايا {والمقيمى الصلاة} في أوقاتها {وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ} يتصدّقون.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
{والبدن} جمع (بَدَنَةَ) وهي: الإِبل {جعلناها لَكُمْ مّن شعائر الله} أعلام دينه {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} نفع في الدنيا كما تقدّم، وأجرٌ في العقبى {فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا} عند نحرها {صَوَافَّ} قائمة على ثلاث معقولة اليد اليسرى {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} سقطت إلى الأرض بعد النحر، وهو وقت الأكل منها {فَكُلُواْ مِنْهَا} إن شئتم {وَأَطْعِمُواْ القانع} الذي يقنع بما يُعطَى ولا يَسأل ولا يتعرّض {والمعتر} السائل أو المتعرّض {كذلك} أي مثل ذلك التسخير {سخرناها لَكُمْ} بأن تُنحر وتركب، وإلا لم تطق {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} إنعامي عليكم.

.تفسير الآية رقم (37):

{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
{لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا} أي لا يُرفعان إليه {ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ} أي يرفع إليه منكم العمل الصالح الخالص له مع الإِيمان {كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ} أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه {وَبَشّرِ المحسنين} أي الموحدين.

.تفسير الآية رقم (38):

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)}
{إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الذين ءامَنُواْ} غوائل المشركين {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ} في أمانته {كَفُورٌ} لنعمته وهم المشركون، المعنى أنه يعاقبهم.

.تفسير الآية رقم (39):

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)}
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يقاتلون} أي للمؤمنين أن يقاتلوا، وهذه أوّل آية نزلت في الجهاد {بِأَنَّهُمْ} أي بسبب أنهم {ظُلِمُواْ} لظلم الكافرين إياهم {وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (40):

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}
وهم {الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم بِغَيْرِ حَقّ} في الإِخراج، ما أخرجوا {إِلاَّ أَن يَقُولُواْ} أي بقولهم {رَبُّنَا الله} وحده وهذا القول حق فالإِخراج به إخراج بغير حقَ {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُم} بدل بعض من الناس {بِبَعْضٍ لَّهُدّمَتْ} بالتشديد للتكثير وبالتخفيف {صوامع} للرهبان {وَبِيَعٌ} كنائس للنصارى {وصلوات} كنائس لليهود بالعبرانية {ومساجد} للمسلمين {يُذْكَرُ فِيهَا} أي المواضع المذكورة {اسم الله كَثِيراً} وتنقطع العبادات بخرابها {وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ} أي ينصر دينه {إِنَّ الله لَقَوِىٌّ} على خلقه {عَزِيزٌ} منيع في سلطانه وقدرته.

.تفسير الآية رقم (41):

{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}
{الذين إِنْ مكناهم فِي الأرض} بنصرهم على عدوّهم {أَقَامُواْ الصلاة وَاتَوُاْ الزكاة وَأَمَرُواْ بالمعروف وَنَهَوْاْ عَنِ المنكر} جواب الشرط وهو وجوابه صلة الموصول، ويقدّر قبله هم مبتدأ {وَلِلَّهِ عاقبة الأمور} أي إليه مرجعها في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42)}
{وَإِن يُكَذّبُوكَ} فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم {فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} تأنيث قَوْم باعتبار المعنى {وَعَادٌ} قوم هود {وَثَمُودُ} قوم صالح.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)}
{وَقَوْمُ إبراهيم وَقَوْمُ لُوطٍ}.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)}
{وأصحاب مَدْيَنَ} قوم شعيب {وَكُذّبَ موسى} كذبه القبط لا قومه بنو إسرائيل: أي كذب هؤلاء رسلهم فلك أُسوة بهم {فَأمْلَيْتُ للكافرين} أمهلتهم بتأخير العقاب لهم {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} بالعذاب {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} أي إنكاري عليهم بتكذيبهم بإهلاكهم؟ والاستفهام للتقرير: أي هو واقع موقعه.

.تفسير الآية رقم (45):

{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}
{فَكَأَيّن} أي كم {مِن قَرْيَةٍ أهلكناها} وفي قراءة {أهلكتها} {وَهِىَ ظالمة} أي أهلها بكفرهم {فَهِىَ خَاوِيَةٌ} ساقطة {على عُرُوشِهَا} سقوفها {وَ} كم من {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ} متروكة بموت أهلها {وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} رفيع خالٍ بموت أهله.

.تفسير الآية رقم (46):

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ} أي كفار مكة {فِي الأرض فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} ما نزل بالمكذبين قبلهم {أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} أخبارهم بالإِهلاك وخراب الديار فيعتبروا؟ {فَإِنَّهَا} أي القصة {لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور} تأكيد.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)}
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ} بإنزال العذاب فأنجزه يوم بدر {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ} من أيام الآخرة بسبب العذاب {كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ} بالتاء والياء في الدنيا.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}
{وَكَأَيِّن مّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظالمة ثُمَّ أَخَذْتُهَا} المراد أهلها {وَإِلَىَّ المصير} المرجع.

.تفسير الآية رقم (49):

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)}
{قُلْ ياأيها الناس} أي أهل مكة {إِنَّمَا أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} بيِّن الإنذار وأنا بشير للمؤمنين.

.تفسير الآية رقم (50):

{فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50)}
{فالذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ} من الذنوب {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51)}
{والذين سَعَوْاْ فِي ءاياتنا} القرآن بإبطالها {معاجزين} من اتبع النبي أي ينسبونهم إلى العجز، ويثبطونهم عن الإِيمان أو مقدّرين عجزنا عنهم، وفي قراءة {معاجزين} مسابقين لنا، أي يظنون أن يفوتونا بإنكارهم البعث والعقاب {أولئك أصحاب الجحيم} النار.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)}
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ} هو نبيّ أُمِر بالتبليغ {وَلاَ نَبِىّ} أي لم يؤمر بالتبليغ {إِلاَّ إِذَا تمنى} قرأ {أَلْقَى الشيطان فِي أُمْنِيَّتِهِ} قراءته ما ليس من القرآن مما يرضاه المرسل إليهم، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش بعد {أَفَرَءيْتُمُ اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} [53: 19- 20] بإلقاء الشيطان على لسانه من غير علمه صلى الله عليه وسلم به: (تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهنّ لترتجى) ففرحوا بذلك، ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك فحزن فسلِّي بهذه الآيات ليطمئن {فَيَنسَخُ الله} يبطل {مَا يُلْقِى الشيطان ثُمَّ يُحْكِمُ الله ءاياته} يثبتها {والله عَلِيمٌ} بإلقاء الشيطان ما ذكر {حَكِيمٌ} في تمكينه منه يفعل ما يشاء.

.تفسير الآية رقم (53):

{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)}
{لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِى الشيطان فِتْنَةً} محنة {لّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} شقاق ونفاق {والقاسية قُلُوبُهُمْ} أي المشركين عن قبول الحق {وَإِنَّ الظالمين} الكافرين {لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ} خلاف طويل مع النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين حيث جرى على لسانه ذكر آلهتهم بما يرضيهم ثم أبطل ذلك.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)}
{وَلِيَعْلَمَ الذين أُوتُواْ العلم} التوحيد والقرآن {أَنَّهُ} أي القرآن {الحق مِن رَّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ} تطمئنّ {لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الله لَهَادِ الذين ءَامَنُواْ إلى صراط} طريق {مُّسْتَقِيمٍ} أي دين الإِسلام.

.تفسير الآية رقم (55):

{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}
{وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ} شك {مِنْهُ} أي القرآن بما ألقاه الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ثم أبطل {حتى تَأْتِيَهُمُ الساعة بَغْتَةً} أي ساعة موتهم أو القيامة فجأة {أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} هو يوم بدر لا خير فيه للكفار كالريح العقيم التي لا تأتي بخير، أو هو يوم القيامة لا ليل بعده.

.تفسير الآية رقم (56):

{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)}
{الملك يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة {لِلَّهِ} وحده وما تضمنه من الاستقرار ناصب للظرف {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} بين المؤمنين والكافرين بما بيّن بعده {فالذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فِي جنات النعيم} فضلاً من الله.

.تفسير الآية رقم (57):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57)}
{والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بئاياتنا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} شديد بسبب كفرهم.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)}
{والذين هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ الله} أي طاعته من مكة إلى المدينة {ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ الله رِزْقاً حَسَناً} هو رزق الجنة {وَإِنَّ الله لَهُوَ خَيْرُ الرزقين} أفضل المعطين.