فصل: تفسير الآية رقم (59):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (59):

{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)}
{وَإِذَا بَلَغَ الأطفال مِنكُمُ} أيها الأحرار {الحلم فَلْيَسْتئْذِنُواْ} في جميع الأوقات {كَمَا استئذن الذين مِن قَبْلِهِمْ} أي الأحرار الكبار {كذلك يُبَيّنُ الله لَكُمْ ءاياته والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)}
{والقواعد مِنَ النساء} قعدن عن الحيض والولد لكبرهنّ {الاتى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً} لذلك {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار {غَيْرَ متبرجات} مظهرات {بِزِينَةٍ} خفية كقلادة وسوار وخلخال {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ} بأن لا يضعنها {خَيْرٌ لَّهُنَّ والله سَمِيعٌ} لقولكم {عَلِيمٌ} بما في قلوبكم.

.تفسير الآية رقم (61):

{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)}
{لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ} في مؤاكلة مقابليهم {وَلاَ} حرج {على أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ} أي بيوت أولادكم {أَوْ بُيُوتِ ءَابائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أمهاتكم أو بُيُوتِ إخوانكم أو بُيُوتِ أخواتكم أَوْ بُيُوتِ أعمامكم أَوْ بُيُوتِ عماتكم أَوْ بُيُوتِ أخوالكم أَوْ بُيُوتِ خالاتكم أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ} أي خزنتموه لغيركم {أَوْ صَدِيقِكُمْ} وهو مَن صدقكم في مودّته. المعنى يجوز الأكل من بيوت من ذكر وإن لم يحضروا أي إذا علم رضاهم به {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً} مجتمعين {أَوْ أَشْتَاتاً} متفرّقين، جمع شت، نزل فيمن تحرّج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك الأكل {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً} لكم لا أهل بها {فَسَلّمُواْ على أَنفُسِكُمْ} أي قولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنّ الملائكة تردّ عليكم وإن كان بها أهل فسلموا عليهم {تَحِيَّةً} مصدر حيا {مّنْ عِندِ الله مباركة طَيّبَةً} يُثاب عليها {كذلك يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات} أي يفصل لكم معالم دينكم {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} لكي تفهموا ذلك.

.تفسير الآية رقم (62):

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)}
{إِنَّمَا المؤمنون الذين ءَامَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ} أي الرسول {على أَمْرٍ جَامِعٍ} كخطبة الجمعة {لَّمْ يَذْهَبُواْ} لعروض عذر لهم {حتى يَسْتَئْذِنُوهُ إِنَّ الذين يَسْتَئْذِنُونَكَ أولئك الذين يُؤْمِنُونَ بالله وَرَسُولِهِ فَإِذَا استئذنوك لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} أمرهم {فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ} بالانصراف {واستغفر لَهُمُ الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (63):

{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
{لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَاءَ الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُمْ بَعْضاً} بأن تقولوا يا محمد، بل قولوا: يا نبيَّ الله، يا رسول الله، في لِينٍ وتواضعٍ وخفضِ صَوْت {قَدْ يَعْلَمُ الله الذين يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً} أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء، (وقد) للتحقيق {فَلْيَحْذَرِ الذين يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي الله أو رسوله {أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} بلاء {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (64):

{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)}
{أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِي السموات والأرض} ملكاً وخلقاً وعبيداً {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ} أيها المكلفون {عَلَيْهِ} من الإِيمان والنفاق {وَ} يعلم {يَوْمٍ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} فيه التفات عن الخطاب أي متى يكون {فَيُنَبِّئُهُمْ} فيه {بِمَا عَمِلُواْ} من الخير والشرّ {والله بِكُلِّ شَيْءٍ} من أعمالهم وغيرها {عَلِيمٌ}.

.سورة الفرقان:

.تفسير الآية رقم (1):

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)}
{تَبَارَكَ} تعالى {الذي نَزَّلَ الفرقان} القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل {على عَبْدِهِ} محمد {لِيَكُونَ للعالمين} أي الإِنس والجنّ دون الملائكة {نَذِيراً} مخوّفا من عذاب الله.

.تفسير الآية رقم (2):

{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)}
{الذي لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَئ} من شأنه أن يُخْلَق {فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} سوّاه تسوية.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)}
{واتخذوا} أي الكفار {مِن دُونِهِ} أي الله: أي غيره {ءَالِهَةً} هي الأصنام {لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لاِنفُسِهِمْ ضَرّاً} أي دفعه {وَلاَ نَفْعاً} أي جرَّه {وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتَاً وَلاَ حياوة} أي إماتة لأحد ولا إحياء لأحد {وَلاَ نُشُوراً} أي بعثاً للأموات.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)}
{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ إِنْ هاذآ} أي ما القرآن {إِلاَّ إِفْكٌ} كذب {افتراه} محمد {وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ} وهم أهل الكتاب، قال تعالى {فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً} كفراً وكذباً: أي بهما.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)}
{وَقَالُواْ} أيضاً هو {أساطير الأولين} أكاذيبهم، جمع أُسطورة بالضم {اكتتبها} انتسخها من ذلك القوم بغيره {فَهِىَ تملى} تقرأ {عَلَيْهِ} ليحفظها {بُكْرَةً وَأَصِيلاً} غدوة وعشياً، قال تعالى رداً عليهم:

.تفسير الآية رقم (6):

{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)}
{قُلْ أَنزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السر} الغيب {فِي السماوات والأرض إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً} للمؤمنين {رَّحِيماً} بهم.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}
{وَقَالُواْ مَّالِ هذا الرسول يَأْكُلُ الطعام وَيَمْشِى فِي الاسواق لَوْلآ} هلا {أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} يصدّقه؟.

.تفسير الآية رقم (8):

{أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}
{أَوْ يلقى إِلَيْهِ كَنْزٌ} من السماء ينفقه، ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش؟ {أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ} بستان {يَأْكُلُ مِنْهَا} أي من ثمارها فيكتفي بها. وفي قراءة {نأكل} بالنون: أي نحن، فيكون له مزية علينا بها {وَقَالَ الظالمون} أي الكافرون للمؤمنين {إِن} ما {تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا} مخدوعاً مغلوباً على عقله.

.تفسير الآية رقم (9):

{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}
قال تعالى: {انظر كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمثال} بالمسحور، والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه بالأمْرِ {فَضَلُّواْ} بذلك عن الهدى {فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} طريقاً إليه.

.تفسير الآية رقم (10):

{تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}
{تَبَارَكَ} تكاثر خير الله {الذي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذلك} الذي قالوه من الكنز والبستان {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} أي في الدنيا لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة {وَيَجْعَلْ} بالجزم {لَّكَ قُصُوراً} أيضاً، وفي قراءة بالرفع استئنافاً.

.تفسير الآية رقم (11):

{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)}
{بَلْ كَذَّبُواْ بالساعة} القيامة {وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بالساعة سَعِيراً} ناراً مُسَعَّرَة: أي مشتدّة.

.تفسير الآية رقم (12):

{إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)}
{إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً} غلياناً كالغضبان إذا غلا صدرُه من الغضب {وَزَفِيراً} صوتاً شديداً، وسماع التغيظ رؤيته وعلمه.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)}
{وَإَذآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً} بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم، و(منها) حال من (مكاناً)، لأنه في الأصل صفة له {مُّقَرَّنِينَ} مصفدين قد قرنت: أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال، والتشديد للتكثير {دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً} هلاكاً فيقال لهم:

.تفسير الآية رقم (14):

{لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}
{لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً واحدا وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً} لعذابكم.

.تفسير الآية رقم (15):

{قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)}
{قُلْ أذلك} المذكور من الوعيد وصفة النار {خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخلد التي وُعِدَ} ها {المتقون كَانَتْ لَهُمْ} في علمه تعالى {جَزَآءً} ثواباً {وَمَصِيراً} مرجعاً.

.تفسير الآية رقم (16):

{لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)}
{لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خالدين} حال لازمة {كَانَ} وعدهم ما ذكر {على رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً} يسأله من وعد به {رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ} [194: 3] أو تسأله لهم الملائكة {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التي وَعَدْتَّهُمْ} [8: 40].

.تفسير الآية رقم (17):

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)}
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} بالنون والتحتانية {وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} أي غيره من الملائكة وعيسى وعزير والجنّ {فَيَقُولُ} تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتاً للحجة على العابدين: {ءَأَنْتُمْ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المُسهلة والأخرى وتركه {أَضْلَلْتُمْ عِبَادِى هؤلاءآء} أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم {أَمْ هُمْ ضَلُّوا السبيل} طريق الحق بأنفسهم؟.

.تفسير الآية رقم (18):

{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}
{قَالُواْ سبحانك} تنزيهاً لك عما لا يليق بك {مَا كَانَ يَنبَغِى} يستقيم {لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ} أي غيرك {مِنْ أَوْلِيآءَ} مفعول أول لـ (نتخذ) ومن زائدة لتأكيد النفي، وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا؟ {ولكن مَّتَّعْتَهُمْ وَءَابَآءَهُمْ} من قبلهم بإطالة العمر وسعة الرزق {حتى نَسُواْ الذكر} تركوا الموعظة والإِيمان بالقرآن {وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً} هلكى.