فصل: تفسير الآية رقم (25):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (25):

{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)}
قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى استحياء} أي واضعة كُمَّ درعها على وجهها حياءً منه {قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} فأجابها منكراً في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان ممن يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها: امشي خلفي ودُلّيني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال له اجلس فتعشَّ، قال: أخاف أن يكون عوضاً مما سقيت لهما وإنّا أهلُ بيت لا نطلب على عمل خيرٍ عوضاً قال لا، عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله، قال تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القصص} مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون {قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القوم الظالمين} إذ لا سلطان لفرعون على (مدين).

.تفسير الآية رقم (26):

{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)}
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا} وهي المرسَلة الكبرى أو الصغرى {ياأبت استئجره} اتخذه أجيراً يرعى غنمنا أي بدلنا {إِنَّ خَيْرَ مَنِ استئجرت القوى الأمين} أي استأجره لقوّته وأمانته فسألها عنهما فأخبرته بما تقدّم من رفعه حجر البئر ومن قوله لها: امشي خلفي وزيادة أنها لما جاءته وعلم بها صَوَّبَ رأسه فلم يرفعه فرغب في إنكاحه.

.تفسير الآية رقم (27):

{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)}
{قَالَ إِنّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتى هَاتَيْنِ} وهي الكبرى أو الصغرى {على أَن تَأْجُرَنِى} تكون أجيراً لي في رعي غنمي {ثَمَانِىَ حِجَجٍ} أي سنين {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً} أي رَعْيَ عشر سنين {فَمِنْ عِندِكَ} التمام {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} باشتراط العشر {سَتَجِدُنِى إِن شَاء الله} للتبرّك {مّنَ الصالحين} الوافين بالعهد.

.تفسير الآية رقم (28):

{قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)}
{قَالَ} موسى {ذلك} الذي قلته {بَيْنِى وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأجلين} الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه {قُضِيَتِ} به أي فرغت منه {فَلاَ عُدْوَانَ عَلَىَّ} بطلب الزيادة عليه {والله على مَا نَقُولُ} أنا وأنت {وَكِيلٌ} حفيظ أو شهيد فتمّ العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصا الأنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب.

.تفسير الآية رقم (29):

{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)}
{فَلَمَّا قضى مُوسَى الأجل} أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به {وَسَارَ بِأَهْلِهِ} زوجته بإذن أبيها نحو مصر {ءَانَسَ} أبصر من بعيد {مِن جَانِبِ الطور} اسم جبل {نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امكثوا} هنا {إِنِّى ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِى ءَاتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ} عن الطريق وكان قد أخطأها {أَوْ جَذْوَةٍ} بتثليث الجيم قطعة وشعلة {مّنَ النار لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} تستدفئون، والطاء بدل من تَاء الافتعال من صلي بالنار بكسر اللام وفتحها.

.تفسير الآية رقم (30):

{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)}
{فَلَمَّا أتاها نُودِىَ مِن شاطئ} جانب {الواد الأيمان} لموسى {فِي البقعة المباركة} بسماعه كلام الله فيها {مِنَ الشجرة} بدل من شاطئ بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة (عُنَّاب) أو (عُلَّيق) أو (عوسج) {أن} مفسرة لا مخففة {ياموسى إِنِّى أَنَا الله رَبُّ العالمين}.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31)}
{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} فألقاها {فَلَمَّا رَءاهَا تَهْتَزُّ} تتحرّك {كَأَنَّهَا جَانٌّ} وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها {ولى مُدْبِراً} هارباً منها {وَلَمْ يُعَقّبْ} أي يرجع فنودي {ياموسى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الأمنين}.

.تفسير الآية رقم (32):

{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)}
{اسلك} ادخل {يَدَكَ} اليمنى بمعنى الكفّ {فِي جَيْبِكَ} هو طوق القميص وأخرجها {تَخْرُجْ} خلاف ما كانت عليه من الأدمة {بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تغشي البصر {واضمم إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرهب} بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإِنسان كالجناح للطائر {فَذَانِكَ} بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره {برهانان} مرسلان {مِن رَّبّكَ إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين}.

.تفسير الآية رقم (33):

{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33)}
{قَالَ رَبِّ إِنّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً} هو القبطي السابق {فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} به.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)}
{وَأَخِى هارون هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَاناً} أَبْيَن {فَأَرْسِلْهِ مَعِىَ رِدْءاً} معيناً وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة {يُصَدّقُنِى} بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردْءاً {إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}.

.تفسير الآية رقم (35):

{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)}
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ} نقوّيك {بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سلطانا} غلبة {فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} بسوء، اذهبا {باياتنا أَنتُمَا وَمَنِ اتبعكما الغالبون} لهم.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36)}
{فَلَمَّا جَاءَهُم موسى بئاياتنا بينات} واضحات حال {قَالُواْ مَا هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى} مختلق {وَمَا سَمِعْنَا بهذا} كائنا {فِي} أيام {ءَابائِنَا الأولين}.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)}
{وَقَالَ} بواو وبدونها {موسى رَبِّى أَعْلَمُ} أي عالم {بِمَن جَاءَ بالهدى مِنْ عِندِهِ} الضمير للرب {وَمَنْ} عطف على (مَنْ) قبلها {تَكُونُ} بالفوقانية والتحتانية {لَهُ عاقبة الدار} أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي وهو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون} الكافرون.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ياأيها الملأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إله غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى ياهامان عَلَى الطين} فاطبخ لي الآجرّ {فاجعل لّى صَرْحاً} قصراً عالياً {لَّعَلّى أَطَّلِعُ إلى إله موسى} أنظر إليه وأقف عليه {وَإِنّى لأَظُنُّهُ مِنَ الكاذبين} في ادّعائه إلها آخر وأنه رسوله.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39)}
{واستكبر هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأرض} أرض مصر {بِغَيْرِ الحق وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ} بالبناء للفاعل وللمفعول.

.تفسير الآية رقم (40):

{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)}
{فأخذناه وَجُنُودَهُ فنبذناهم} طرحناهم {فِي اليم} البحر المالح فغرقوا {فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة الظالمين} حين صاروا إلى الهلاك.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)}
{وجعلناهم} في الدنيا {أَئِمَّةَ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك {يَدْعُونَ إِلَى النار} بدعائهم إلى الشرك {وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ} بدفع العذاب عنهم.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}
{وأتبعناهم فِي هَذِهِ الدنيا لَعْنَةً} خِزْياً {وَيَوْمَ القيامة هُمْ مّنَ المقبوحين} المُبْعَدِين.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)}
{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى الكتاب} التوراة {مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى} قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ} حال من الكتاب جمع بصيرة وهو نور القلب أي أنواراً للقلوب {وهدى} من الضلالة لمن عمل به {وَرَحْمَةً} لمن آمن به {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتعظون بما فيه من المواعظ.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)}
{وَمَا كُنْتَ} يا محمد {بِجَانِبِ} الجبل أو الوادي أو المكان {الغربى} من موسى حين المناجاة {إِذْ قَضَيْنَا} أوحينا {إلى مُوسَى الأمر} بالرسالة إلى فرعون وقومه {وَمَا كنتَ مِنَ الشاهدين} لذلك فتعلمه فتخبر به.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45)}
{وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً} أمما من بعد موسى {فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ العمر} أي طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره {وَمَا كُنتَ ثَاوِياً} مقيماً {فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءاياتنا} خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها {وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} لك وإليك بأخبار المتقدّمين.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)}
{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور} الجبل {إِذْ} حين {نَادَيْنَا} موسى أن خذ الكتاب بقوّة {ولكن} أرسلناك {رَّحْمَةً مّن رَّبِكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أتاهم مّن نَّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ} وهم أهل مكة {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتعظون.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
{وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ} عقوبة {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} من الكفر وغيره {فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلا} هلا {أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءاياتك} المرسل بها {وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين} وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ، والمعنى لولا الإِصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً.