فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (16):

{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)}
{وَ} اذْكر {إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعبدوا الله واتقوه} خافوا عقابه {ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ} مما أنتم عليه من عبادة الأصنام {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} الخير من غيره.

.تفسير الآية رقم (17):

{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)}
{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} أي غيره {أوثانا وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} تقولون كذباً أن الأوثان شركاء لله {إِنَّ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً} لا يقدرون أن يرزقوكم {فابتغوا عِندَ الله الرزق} اطلبوه منه {واعبدوه واشكروا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)}
{وَإِن تُكَذّبُواْ} أي تكذبوني يا أهل مكة {فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مّن قَبْلِكُمْ} من قبلي {وَمَا عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ المبين} إلا البلاغ البيّن في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (19):

{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)}
وقال تعالى في قومه: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ} بالياء والتاء ينظروا {كَيْفَ يُبْدِئ الله الخلق ثُمَّ} هو بضم أوله، وقرئ بفتحه من بدأ وأبدأ بمعنى أي يخلقهم ابتداء {ثُمَّ} هو {يُعِيدُهُ} أي الخلق كما بدأهم {إِنَّ ذلك} المذكور من الخلق الأول والثاني {عَلَى الله يَسِيرٌ} فكيف ينكرون الثاني؟.

.تفسير الآية رقم (20):

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
{قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض فانظروا كَيْفَ بَدَأَ الخلق} لمن كان قبلكم وأماتهم {ثُمَّ الله يُنشِئ النشأة الأخرة} مَدّاً وقصراً مع سكون الشين {إِنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ} ومنه البدء والإِعادة.

.تفسير الآية رقم (21):

{يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)}
{يُعَذّبُ مَن يَشَاءُ} تعذيبه {وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ} رحمته {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} تُردّون.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22)}
{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} ربكم عن إدراككم {فِي الأرض وَلاَ فِي السماء} لو كنتم فيها: أي لا تفوتونه {وَمَا لَكُم مّن دُونِ الله} أي غيره {مِن وَلِىٍّ} يمنعكم منه {وَلاَ نَصِيرٍ} ينصركم من عذابه.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}
{والذين كَفَرُواْ بئايات الله وَلِقَائِهِ} أي القرآن والبعث {أولئك يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى} أي جنتي {وأولئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ اقتلوه أَوْ حَرّقُوهُ فَأَنْجَاهُ الله مِنَ النار} التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه {بَرْداً وسلاما} [69: 21] {إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي في إنجائه منها {لأيات} هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يصدّقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)}
{وَقَالَ} إبراهيم {إِنَّمَا اتخذتم مّن دُونِ الله أوثانا} تعبدونها وما مصدرية {مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} خبر إن، وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى: تواددتم على عبادتها {فِي الحياة الدنيا ثُمَّ يَوْمَ القيامة يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} يتبرأ القادة من الأتباع {وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} يلعن الأتباع القادة {ومأواكم} مصيركم جميعا {النار وَمَا لَكُمْ مّن ناصرين} مانعين منها.

.تفسير الآية رقم (26):

{فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)}
{فَئَامَنَ لَهُ} صدّق بإبراهيم {لُوطٌ} وهو ابن أخيه هاران {وَقَالَ} إبراهيم {إِنّى مُهَاجِرٌ} من قومي {إلى رَبِّى} أي إلى حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام {إِنَّهُ هُوَ العزيز} في ملكه {الحكيم} في خلقه.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)}
{وَوَهَبْنَا لَهُ} بعد إسماعيل {إسحاق وَيَعْقُوبَ} بعد إسحاق {وَجَعَلْنَا فِي ذُرّيَّتِهِ النبوة} فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذرّيته {والكتاب} بمعنى الكتب: أي التوراة والإنجيل والزبور والفرقان {وءاتيناه أَجْرَهُ فِي الدنيا} وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان {وَإِنَّهُ فِي الأخرة لَمِنَ الصالحين} الذين لهم الدرجات العلى.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)}
{وَ} اذكر {لُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ} بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين {لَتَأْتُونَ الفاحشة} أي أدبار الرجال {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن العالمين} الإِنس والجنّ.

.تفسير الآية رقم (29):

{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)}
{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرجال وَتَقْطَعُونَ السبيل} طريق المارّة بفعلكم الفاحشة بمن يمرّ بكم فترك الناس المَمرّ بكم {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ} أي: متحدّثكم {المنكر} فعل الفاحشة بعضكم ببعض {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتنا بِعَذَابِ الله إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه.

.تفسير الآية رقم (30):

{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)}
{قَالَ رَبِّ انصرنى} بتحقيق قولي في إنزال العذاب {عَلَى القوم المفسدين} العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31)}
{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إبراهيم بالبشرى} بإسحاق ويعقوب بعده {قَالُواْ إِنَّا مُهْلِكُواْ أَهْلِ هذه القرية} أي قرية لوط {إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظالمين} كافرين.

.تفسير الآية رقم (32):

{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)}
{قَالَ} إبراهيم {إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ} أي الرسل {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجّيَنَّهُ} بالتخفيف والتشديد {وَأَهْلَهُ إِلاَّ امرأته كَانَتْ مِنَ الغابرين} الباقين في العذاب.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)}
{وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِئ بِهِمْ} حزن بسببهم {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} صدراً لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه {وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ} بالتشديد والتخفيف {وَأَهْلَكَ إِلاَّ امرأتك كَانَتْ مِنَ الغابرين} ونُصِبَ (أهل) عطفاً على محلّ الكاف.

.تفسير الآية رقم (34):

{إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)}
{إِنَّا مُنزِلُونَ} بالتخفيف والتشديد {على أَهْلِ هذه القرية رِجْزاً} عذاباً {مّنَ السماء بِمَا} بالفعل الذي {كَانُواْ يَفْسُقُونَ} به أي بسبب فسقهم.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)}
{وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا ءَايَةً بَيّنَةً} ظاهرة هي آثار خرابها {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36)}
{وَ} أرسلنا {إلى مَدْيَنَ أخاهم شُعَيْباً فَقَالَ ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر} اخشوْه، هو يوم القيامة {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} حال مؤكدة لعاملها من (عَثِيَ) بكسر المثلثة أفسد.

.تفسير الآية رقم (37):

{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37)}
{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة} الزلزلة الشديدة {فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جاثمين} باركين على الرُّكب ميّتين.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)}
{وَ} أهلكنا {عَاداً وَثَمُودَاْ} بصرف (ثمود) وتركه بمعنى الحيّ والقبيلة {وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم} إهلاكهم {مّن مساكنهم} بالحِجْر واليمن {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم} من الكفر والمعاصي {فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل} سبيل الحق {وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} ذوي بصائر.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39)}
{وَ} أهلكنا {قارون وَفِرْعَوْنَ وهامان وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} من قبل {موسى بالبينات} الحجج الظاهرات {فاستكبروا فِي الأرض وَمَا كَانُواْ سابقين} فائتين عذابنا.

.تفسير الآية رقم (40):

{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)}
{فَكُلاًّ} من المذكورين {أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً} ريحاً عاصفة فيها حصباء كقوم لوط {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصيحة} كثمود {وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض} كقارون {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا} كقوم نوح وفرعون وقومه {وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ} فيعذبهم بغير ذنب {ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بارتكاب الذنب.

.تفسير الآية رقم (41):

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
{مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله أَوْلِيَاءَ} أي أصناماً يرجون نفعها {كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً} لنفسها تأوي إليه {وَإِنَّ أَوْهَنَ} أضعف {البيوت لَبَيْتُ العنكبوت} لا يدفع عنها حرًّا ولا برداً كذلك الأصنام لا تنفع عابديها {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} ذلك ما عبدوها.

.تفسير الآية رقم (42):

{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)}
{إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا} بمعنى الذي {يَدْعُونَ} يعبدون بالياء والتاء {مِن دُونِهِ} غيره {مِن شَئ وَهُوَ العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه.