فصل: تفسير الآية رقم (38):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (38):

{مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)}
{مَّا كَانَ عَلَى النبى مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ} أحلّ {الله لَهُ سُنَّةَ الله} أي كسنة الله، فَنُصِبَ بنزع الخافض {فِي الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلُ} من الأنبياء أن لا حرج عليهم في ذلك توسعة لهم في النكاح {وَكَانَ أَمْرُ الله} فعله {قَدَراً مَّقْدُوراً} مقضياً.

.تفسير الآية رقم (39):

{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)}
{الذين} نعت للذين قبله {يُبَلِّغُونَ رسالات الله وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ الله} فلا يخشون مقالة الناس فيما أحل الله لهم {وكفى بالله حَسِيباً} حافظاً لأعمال خلقه ومحاسبتهم.

.تفسير الآية رقم (40):

{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} فليس أبا زيد أي والده فلا يحرم عليه التزوّج بزوجته زينب {ولكن} كان {رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النبيين} فلا يكون له ابن رجل بعده يكون نبياً. وفي قراءة بفتح التاء كآلة الختم: أي به ختموا {وَكَانَ الله بِكُلِّ شَئ عَلِيماً} منه بأن لا نبيّ بعده، وإذا نزل السيد عيسى يحكم بشريعته.

.تفسير الآية رقم (41):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ اذكروا الله ذِكْراً كَثِيراً}.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}
{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} أوّل النهار وآخره.

.تفسير الآية رقم (43):

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
{هُوَ الذي يُصَلِّى عَلَيْكُمْ} أي يرحمكم {وملائكته} أي يستغفرون لكم {لِيُخْرِجَكُمْ} ليديم إخراجه إياكم {مِنَ الظلمات} أي الكفر {إِلَى النور} أي الإِيمان {وَكَانَ بالمؤمنين رَحِيماً}.

.تفسير الآية رقم (44):

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
{تَحِيَّتُهُمْ} منه تعالى {يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلام} بلسان الملائكة {وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً} هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (45):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}
{ياأيها النبى إِنَّآ أرسلناك شَاهِداً} على من أُرسلت إليهم {وَمُبَشِّراً} من صدّقك بالجنة {وَنَذِيرًا} منذراً من كذبك بالنار.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)}
{وَدَاعِياً إِلَى الله} إلى طاعته {بِإِذْنِهِ} بأمره {وَسِرَاجاً مُّنِيراً} أي مثله في الاهتداء به.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}
{وَبَشِّرِ المؤمنين بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ الله فَضْلاً كِبِيراً} هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}
{وَلاَ تُطِعِ الكافرين والمنافقين} فيما يخالف شريعتك {وَدَعْ} اترك {أَذَاهُمْ} لا تجازِهم عليه إلى أن تُؤمر فيهم بأمر {وَتَوَكَّلْ عَلَى الله} فهو كافيك {وكفى بالله وَكِيلاً} مفوّضاً إليه.

.تفسير الآية رقم (49):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِذَا نَكَحْتُمُ المؤمنات ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ} وفي قراءة {تمَاسُّوهنّ} أي تجامعوهنّ {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} تحصونها بالأقراء وغيرها {فَمَتِّعُوهُنَّ} أعطوهن ما يستمتعن به، أي إن لم يسمّ لهن أصدقة وإلا فلهنّ نصف المسمى فقط، قاله ابن عباس، وعليه الشافعي {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً} خلوا سبيلهنّ من غير إضرار.

.تفسير الآية رقم (50):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)}
{ياأيها النبى إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أزواجك الاتى ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} مهورهنّ {وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ الله عَلَيْكَ} من الكفار بالسبي كصفية وجويرية {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عماتك وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خالاتك الاتىهاجرن مَعَكَ} بخلاف من لم يهاجرن {وامرأة مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَادَ النبى أَن يَسْتَنكِحَهَا} يطلب نكاحها بغير صداق {خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ المؤمنين} النكاح بلفظ الهبة من غير صداق {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} أي المؤمنين {فِي أزواجهم} من الأحكام بأن لا يزيدوا على أربع نسوة ولا يتزوّجُوا إلا بوليٍّ وشهود ومهر {وَ} في {مَا مَلَكَتْ أيمانهم} من الإِماءِ بشراء وغيره بأن تكون الأمَة ممن تحلُّ لمالكها، كالكتابية بخلاف المجوسية والوثنيّة، وأن تستبرأ قبل الوطء {لِّكَيْلاَ} متعلق بما قبل ذلك {يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} ضيق في النكاح {وَكَانَ الله غَفُوراً} فيما يعسر التحرُّز عنه {رَّحِيماً} بالتوسعة في ذلك.

.تفسير الآية رقم (51):

{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}
{تُرْجي} بالهمزة والياء بدله: تؤخّر {مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ} أي أزواجك عن نوبتها {وَتُئْوِى} تضمّ {إِلَيْكَ مَن تَشَاء} منهنّ فتأتيها {وَمَنِ ابتغيت} طلبت {مِمَّنْ عَزَلْتَ} من القسمة {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ} في طلبها وضمها إليك، خُيِّرَ في ذلك بعد أن كان القسم واجباً عليه {ذلك} التخيير {أدنى} أقرب إلى {أَن تَقَرَ أعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنّ وَيَرْضَيْنَ بِمِآ ءَاتَيْتُهُنَّ} مما ذكر المخيّر فيه {كُلُّهُنَّ} تأكيد للفاعل في يرضين {والله يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ} من أمر النساء والميل إلى بعضهنّ، وإنما خيرناك فيهنّ تيسيراً عليك في كل ما أَردت {وَكَانَ الله عَلِيماً} بخلقه {حَلِيماً} عن عقابهم.

.تفسير الآية رقم (52):

{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)}
{لاَ يَحِلُّ} بالتاء والياء {لَكَ النسآء مِن بَعْدُ} بعد التسع اللاتي اخترنك {وَلاَ أَن تَبَدَّلَ} بترك إحدى التاءين في الأصل {بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} بأن تطلقهنّ أو بعضهنّ وتنكح بدل من طلقت {وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} من الإِماء فتحل لك، وقد ملك صلى الله عليه وسلم بعدهنّ مارية وولدت له إبراهيم ومات في حياته {وَكَانَ الله على كُلِّ شَئ رَّقِيباً} حفيظاً.

.تفسير الآية رقم (53):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النبى إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ} في الدخول بالدعاء {إلى طَعَامٍ} فتدخلوا {غَيْرَ ناظرين} منتظرين {إناه} نضجه، مصدر أنى يأني {وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فادخلوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فانتشروا وَلاَ} تمكثوا {مُسْتئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} من بعضكم لبعض {إِنَّ ذَلِكُمْ} المكث {كَانَ يُؤْذِى النبى فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ} أن يُخرجكم {والله لاَ يَسْتَحْىِ مِنَ الحق} أن يخرجكم، أي لا يترك بيانه. وقرئ يستحي بياء واحدة {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ} أي أزواجَ النبي صلى الله عليه وسلم {متاعا فاسئلوهن مِن وَرآءِ حِجَابٍ} ستر {ذلكم أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} من الخواطر المريبة {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله} بشيء {وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلكم كَانَ عِندَ الله} ذنباً {عَظِيماً}.

.تفسير الآية رقم (54):

{إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)}
{إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ} من نكاحهنّ بعد {فَإِنَّ الله كَانَ بِكُلِّ شَئ عَلِيماً} فيجازيكم عليه.

.تفسير الآية رقم (55):

{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}
{لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي ءَابَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إخوانهن وَلاَ أَبْنَآءِ إخوانهن وَلاَ أَبْنَاءِ أخواتهن وَلاَ نِسَآئِهِنَّ} أي المؤمنات {وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} من الإِماء والعبيد أن يروهنّ ويكلموهنّ من غير حجاب {واتقين الله} فيما أُمرتنّ به {إِنَّ الله كَانَ على كُلِّ شَئ شَهِيداً} لا يخفى عليه شيء.

.تفسير الآية رقم (56):

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}
{إِنَّ الله وملائكته يُصَلُّونَ عَلَى النبى} محمد صلى الله عليه وسلم {ياأيها الذين ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} أي قولوا: اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلِّم.

.تفسير الآية رقم (57):

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)}
{إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ} وهم الكفار يصفون الله بما هو منزّه عنه من الولد والشريك ويكذبون رسوله {لَعَنَهُمُ الله فِي الدنيا والأخرة} أبعدهم {وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} ذا إهانة وهو النار.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)}
{والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات بِغَيْرِ مَا اكتسبوا} يرمونهم بغير ما عملوا {فَقَدِ احتملوا بهتانا} تحمَّلوا كذبا {وَإِثْماً مُّبِيناً} بيِّنا.

.تفسير الآية رقم (59):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}
{يأَيُّهَا النبى قُل لأزواجك وبناتك وَنِسَآءِ المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جلابيبهن} جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي يُرخِين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهنّ إلا عيناً واحدة {ذلك أدنى} أقرب إلى {أَن يُعْرَفْنَ} بأنهنّ حرائر {فَلاَ يُؤْذَيْنَ} بالتعرّض لهنّ بخلاف الإِماء فلا يغطين وجوههنّ، فكان المنافقون يتعرّضون لهنّ {وَكَانَ الله غَفُوراً} لما سلف منهن من ترك الستر {رَّحِيماً} بهنّ إذ سترهنّ.

.تفسير الآية رقم (60):

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)}
{لَئِنْ} لام قسم {لَّمْ يَنتَهِ المنافقون} عن نفاقهم {والذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} بالزنى {والمرجفون فِي المدينة} المؤمنين بقولهم: قد أتاكم العدوّ وسراياكم قتلوا أو هزموا {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} لنسلطنك عليهم {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ} يساكنونك {فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً}.