فصل: تفسير الآية رقم (41):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (41):

{قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41)}
{قَالُواْ سبحانك} تنزيهاً لك عن الشريك {أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ} أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا {بَلْ} للانتقال {كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن} الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا {أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ} مصدّقون فيما يقولون لهم.

.تفسير الآية رقم (42):

{فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42)}
قال تعالى {فاليوم لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ} أي بعض المعبودين لبعض العابدين {نَفْعاً} شفاعة {وَلاَ ضَرًّا} تعذيباً {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} كفروا {ذُوقُواْ عَذَابَ النار التي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ}.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43)}
{وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا} القرآن {بينات} واضحات بلسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {قَالُواْ مَا هاذآ إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُكُمْ} من الأصنام {وَقَالُواْ مَا هاذآ} أي القرآن {إِلاَّ إِفْكٌ} كذب {مُّفْتَرًى} على الله {وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِلْحَقِّ} القرآن {لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ} ما {هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} بيِّن.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44)}
قال تعالى: {وَمآ ءاتيناهم مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ} فمن أين كذبوك؟.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45)}
{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ} أي هؤلاء {مِعْشَارَ مآ ءاتيناهم} من القوّة وطول العمر وكثرة المال {فَكَذَّبُواْ رُسُلِى} إليهم {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} إنكاري عليهم بالعقوبة والإِهلاك؟ أي هو واقع موقعه.

.تفسير الآية رقم (46):

{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)}
{قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بواحدة} هي {أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ} أي لأجله {مثنى} أي اثنين اثنين {وفرادى} واحداً واحداً {ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ} فتعلموا {مَا بِصَاحِبِكُمْ} محمد {مِّن جِنَّةٍ} جنون {إن} ما {هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَىْ} أي قبل {عَذَابٍ شَدِيدٍ} في الآخرة إن عصيتموه.

.تفسير الآية رقم (47):

{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}
{قُلْ} لهم {مَا سَأَلْتُكُم} على الإِنذار والتبليغ {مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} أي لا أسألكم عليه أجراً {إِنْ أَجْرِىَ} ما ثوابي {إِلاَّ عَلَى الله وَهُوَ على كُلِّ شَئ شَهِيدٌ} مطَّلع يعلم صدقي.

.تفسير الآية رقم (48):

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48)}
{قُلْ إِنَّ رَبّى يَقْذِفُ بالحق} يلقيه إلى أنبيائه {علام الغيوب} ما غاب عن خلقه في السموات والأرض.

.تفسير الآية رقم (49):

{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)}
{قُلْ جَآءَ الحق} الإِسلام {وَمَا يُبْدِئ الباطل} الكفر {وَمَا يُعِيدُ} أي لم يبق له أثر.

.تفسير الآية رقم (50):

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}
{قُلْ إِن ضَلَلْتُ} عن الحق {فَإِنَّمَآ أَضِلُّ على نَفْسِى} أي إثم ضلالي عليها {وَإِنِ اهتديت فَبِمَا يُوحِى إِلَىَّ رَبِّى} من القرآن والحكمة {إِنَّهُ سَمِيعٌ} للدعاء {قَرِيبٌ}.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51)}
{وَلَوْ ترى} يا محمد {إِذْ فَزِعُواْ} عند البعث لرأيت أمراً عظيماً {فَلاَ فَوْتَ} لهم منا أي لا يفوتوننا {وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} أي القبور.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)}
{وَقَالُواْ ءَامَنَّا بِهِ} بمحمد أو القرآن {وأنى لَهُمُ التناوش} بواو وبالهمزة بدلها، أي تناول الإِيمان {مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ} عن محله إذ هم في الآخرة، ومحله الدنيا.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (53)}
{وَقَدْ كَفَرُواْ بِهِ مِن قَبْلُ} في الدنيا {ويَقْدِفُونَ} يرمون {بالغيب مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي: ساحر، شاعر، كاهن، وفي القرآن: سحر، شعر، كهانة.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)}
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} من الإِيمان أي قبوله {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم} أشباههم في الكفر {مِن قَبْلُ} أي قبلهم {إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} موقع في الريبة لهم فيما آمنوا به الآن ولم يعتدّوا بدلائله في الدنيا.

.سورة فاطر:

.تفسير الآية رقم (1):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
{الحمد للَّهِ} حَمِدَ الله تعالى نفسه بذلك كما بيَّن في أول سبأ {فَاطِرَ السماوات والأرض} خالقهما على غير مثال سبق {جَاعِلِ الملائكة رُسُلاً} إلى الأنبياء {أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مثنى وثلاث ورباع يَزِيدُ فِي الخلق} في الملائكة وغيرها {مَا يَشَآءُ إِنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (2):

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}
{مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ} كرزق ومطر {فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ} من ذلك {فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} أي بعد إمساكه {وَهُوَ العزيز} الغالب على أمره {الحكيم} في فعله.

.تفسير الآية رقم (3):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)}
{ياأيها الناس} أي أهل مكة {اذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ} بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم {هَلْ مِنْ خالق} (من) زائدة و(خالق) مبتدأ {غَيْرُ الله} بالرفع والجر نعت لـ (خالق) لفظا ومحلاًّ، وخبر المبتدأ {يَرْزُقُكُم مِّنَ السمآء} المطر {وَ} من {الأرض} النبات؟ والاستفهام للتقرير: أي لا خالق رزاق غيره {لاَ إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُؤْفَكُونَ} من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق؟

.تفسير الآية رقم (4):

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ} يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث، والحساب والعقاب {فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ} في ذلك فاصبر كما صبروا {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} في الآخرة فيجازي المكذبين وينصر المرسلين.

.تفسير الآية رقم (5):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)}
{ياأيها الناس إِنَّ وَعْدَ الله} بالبعث وغيره {حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا} عن الإِيمان بذلك {وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله} في حلمه وإمهاله {الغرور} الشيطان.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}
{إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ فاتخذوه عَدُوّاً} بطاعة الله ولا تطيعوه {إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ} أتباعه في الكفر {لِيَكُونُواْ مِنْ أصحاب السعير} النار الشديدة.

.تفسير الآية رقم (7):

{الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}
{الذين كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} هذا بيان ما لموافقي الشيطان وما لمخالفيه.

.تفسير الآية رقم (8):

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)}
ونزل في أبي جهل وغيره. {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} بالتمويه {فَرَءَاهُ حَسَناً} (مَن) مبتدأ خبره: كمن هداه الله؟ لا، دل عليه: {فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ} على المزين لهم {حسرات} باغتمامك أن لا يؤمنوا {إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} فيجازيهم عليه.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)}
{والله الذي أَرْسَلَ الرياح} وفي قراءة: {الريحَ} {فَتُثِيرُ سَحَاباً} المضارع لحكاية الحال الماضية، أي تزعجه {فسقناه} فيه التفات عن الغيبة {إلى بَلَدٍ مَّيِّتٍ} بالتشديد والتخفيف. لا نبات بها {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرض} من البلد {بَعْدَ مَوْتِهَا} يبسها، أي أنبتنا به الزرع والكلأ {كذلك النشور} أي البعث والإِحياء.

.تفسير الآية رقم (10):

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}
{مَن كَانَ يُرِيدُ العزة فَلِلَّهِ العزة جَمِيعاً} أي في الدنيا والآخرة فلا تنال منه إلا بطاعته فليطعه {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب} يعلمه وهو: لا إله إلا الله، ونحوها {والعمل الصالح يَرْفَعُهُ} يقبله {والذين يَمْكُرُونَ} المكرات {السيئات} بالنبي في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في [الأنفال: 30] {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أولئك هُوَ يَبُورُ} يهلك.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)}
{والله خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ} بخلق أبيكم آدم منه {ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} أي منيّ بخلق ذريته منها {ثُمَّ جَعَلَكُمْ أزواجا} ذكوراً وإناثاً {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} حال، أي معلومة له {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ} أي ما يزاد في عمر طويل العمر {وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} أي ذلك المعمَّر أو معمَّر آخر {إِلاَّ فِي كتاب} هو اللوح المحفوظ {إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ} هيِّن.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}
{وَمَا يَسْتَوِى البحران هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ} شديد العذوبة {سَآئِغٌ شَرَابُهُ} شربه {وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} شديد الملوحة {وَمِن كُلٍّ} منهما {تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً} هو السمك {وَتَسْتَخْرِجُونَ} من الملح، وقيل منهما {حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} هي اللؤلؤ والمرجان {وترى} تبصر {الفلك} السفن {فِيهِ} في كل منهما {مَوَاخِرَ} تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة {لِّتَبْتَغُواْ} تطلبوا {مِن فَضْلِهِ} تعالى بالتجارة {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الله على ذلك.