فصل: تفسير الآية رقم (41):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (41):

{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}
{إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولاَ} أي يمنعهما من الزوال {وَلَئِنِ} لام قسم {زَالَتآ إِنْ} ما {أَمْسَكَهُمَا} يمسكهما {مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ} أي سواه {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} في تأخير عقاب الكفار.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42)}
{وَأَقْسَمُواْ} أي كفار مكة {بالله جَهْدَ أيمانهم} غاية اجتهادهم فيها {لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ} رسول {لَّيَكُونُنَّ أهدى مِنْ إِحْدَى الأمم} اليهود والنصارى وغيرهما، أي: أيّ واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهما بعضاً، إذ {وَقَاَلتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَئ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَئ} [113: 2] {فَلَمَّا جآءَهُمْ نَذِيرٌ} محمد صلى الله عليه وسلم {مَّا زَادَهُمْ} مجيئه {إِلاَّ نُفُورًا} تباعداً عن الهدى.

.تفسير الآية رقم (43):

{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}
{استكبارا فِي الأرض} عن الإِيمان، مفعول له {وَمَكْرَ} العمل {السيء} من الشرك وغيره {وَلاَ يَحِيقُ} يحيط {المكر السيئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ} وهو الماكر، ووصف المكر بالسيء أصل، وإضافته إليه قبل: استعمال آخر، قدر فيه مضاف حذراً من الإِضافة إلى الصفة {فَهَلْ يَنظُرُونَ} ينتظرون {إِلاَّ سُنَّتَ الأولين} سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم رسلهم {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحْوِيلاً} أي لا يبدّل بالعذاب غيره ولا يحوّل إلى غير مستحقه.

.تفسير الآية رقم (44):

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عاقبة الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} فأهلكهم الله بتكذيبهم رسلهم {وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ} يسبقه ويفوته {مِن شَئ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً} أي بالأشياء كلها {قَدِيراً} عليها.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ} من المعاصي {مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا} أي الأرض {مِن دَآبَّةٍ} نسمة تدبّ عليها {ولكن يُؤَخِرُهُمْ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} أي يوم القيامة {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً} فيجازيهم على أعمالهم، بإثابة المؤمنين وعقاب الكافرين.

.سورة يس:

.تفسير الآية رقم (1):

{يس (1)}
{يس} الله أعلم بمراده به.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)}
{والقرءان الحكيم} المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني.

.تفسير الآية رقم (3):

{إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)}
{إِنَّكَ} يا محمد {لَمِنَ المرسلين}.

.تفسير الآية رقم (4):

{عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)}
{على} متعلق بما قبله {صراط مُّسْتَقِيمٍ} أي طريق الأنبياء قبلك التوحيد والهدى، والتأكيد بالقسم وغيره ردّ لقول الكفار له {لَسْتَ مُرْسَلاً}.

.تفسير الآية رقم (5):

{تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)}
{تَنزِيلَ العزيز} في ملكه {الرحيم} بخلقه خبر مبتدأ مقدّر، أي القرآن.

.تفسير الآية رقم (6):

{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)}
{لِّتُنذِرَ} به {قَوْماً} متعلق بتنزيل {مَّآ أُنذِرَ ءَابآؤُهُمْ} أي لم ينذروا في زمن الفترة {فَهُمْ} أي القوم {غافلون} عن الإِيمان والرشد.

.تفسير الآية رقم (7):

{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)}
{لَقَدْ حَقَّ القول} وجب {على أَكْثَرِهِمْ} بالعذاب {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} أي الأكثر.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)}
{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أعناقهم أغلالا} بأن تضم إليها الأيدي لأنّ الغل يجمع اليد إلى العنق {فَهِىَ} أي الأيدي مجموعة {إِلَى الأذقان} جمع ذقن وهي مجتمع اللحيين {فَهُم مُّقْمَحُونَ} رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها، وهذا تمثيل، والمراد أنهم لا يذعنون للإِيمان ولا يخفضون رؤوسهم له.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)}
{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} بفتح السين وضمها في الموضعين {فأغشيناهم فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} تمثيل أيضاً لسد طرق الإِيمان عليهم.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10)}
{وَسَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ}؟ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه {أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (11):

{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)}
{إِنَّمَا تُنذِرُ} ينفع إنذارك {مَنِ اتبع الذكر} القرآن {وَخشِىَ الرحمن بالغيب} خافه ولم يره {فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (12):

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)}
{إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ الموتى} للبعث {وَنَكْتُبُ} في اللوح المحفوظ {مَاَ قَدَّمُواْ} في حياتهم من خير وشرّ ليُجازوا عليه {وءاثارهم} ما استنَّ به بعدهم {وَكُلَّ شَئ} نصبه بفعل يفسره {أحصيناه} ضبطناه {فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} كتاب بيِّن، هو اللوح المحفوظ.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)}
{واضرب} اجعل {لَهُمْ مَّثَلاً} مفعول أول {أصحاب} مفعول ثان {القرية} انطاكية {إِذْ جَآءَهَا} إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية {المرسلون} أي رسل عيسى.

.تفسير الآية رقم (14):

{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)}
{إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا} إلى آخره بدل من إذ الأولى {فَعَزَّزْنَا} بالتخفيف والتشديد: قوّينا الاثنين {بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (15):

{قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15)}
{قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنَزلَ الرحمن مِن شَئ إِنْ} ما {أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ}.

.تفسير الآية رقم (16):

{قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)}
{قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ} جار مجرى القسم، وزيد التأكيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإِنكار في {إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)}
{وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ البلاغ المبين} التبليغ البين الظاهر بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمة والأبرص والمريض وإحياء الميت.

.تفسير الآية رقم (18):

{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)}
{قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا} تشاءمنا {بِكُمْ} لانقطاع المطر عنا بسببكم {لَئِنْ} لام قسم {لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ} بالحجارة {وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (19):

{قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)}
{قَالُواْ طائركم} شؤمكم {مَّعَكُمْ} بكفركم {أَئِنْ} همزة استفهام دخلت على إن الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى {ذُكِّرْتُم} وُعظتم وخوِّفتم؟ وجواب الشرط محذوف، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} متجاوزون الحد بشرككم.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)}
{وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا المدينة رَجُلٌ} هو حبيب النجار كان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد {يسعى} يشتد عَدْواً لما سمع بتكذيب القوم الرسل {قَالَ ياقوم اتبعوا المرسلين}.

.تفسير الآية رقم (21):

{اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)}
{اتبعوا} تأكيد للأول {مَن لاَّ يَسْئَلُكُمْ أَجْراً} على رسالته {وَهُمْ مُّهْتَدُونَ} فقيل له: أنت على دينهم؟. فقال:

.تفسير الآية رقم (22):

{وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)}
{وَمَا لِىَ لآ أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِى}؟ خلقني، أي لا مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها، وأنتم كذلك {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بعد الموت فيجازيكم كغيركم.

.تفسير الآية رقم (23):

{أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23)}
{ءَأَتَّخِذُ} في الهمزتين منه ما تقدم في (أأنذرتهم) وهو استفهام بمعنى النفي {مِن دُونِهِ} أي غيره {ءَالِهَةً} أصناماً؟ {إِن يُرِدْنِ الرحمن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّى شفاعتهم} التي زعمتموها {شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ} صفة آلهة.

.تفسير الآية رقم (24):

{إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)}
{إِنِّى إِذاً} أي إن عبدت غير الله {لَفِى ضلال مُّبِينٍ} بيّن.

.تفسير الآية رقم (25):

{إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}
{إِنِّى ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فاسمعون} أي اسمعوا قولي، فرجموه فمات.