فصل: تفسير الآية رقم (87):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (87):

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)}
{إِنْ هُوَ} أي ما القرآن {إِلاَّ ذِكْرٌ} موعظة {للعالمين} للإِنس والجنّ العقلاء دون الملائكة.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}
{وَلَتَعْلَمُنَّ} يا كفار مكة {نَبَأَهُ} خبر صدقه {بَعْدَ حِينِ} أي يوم القيامة، وعلم بمعنى: عرف واللام قبلها لام قسم مقدَّر: أي والله.

.سورة الزمر:

.تفسير الآية رقم (1):

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)}
{تَنزِيلُ الكتاب} القرآن مبتدأ {مِنَ الله} خبره {العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)}
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ} يا محمد {الكتاب بالحق} متعلق بأنزل {فاعبد الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين} من الشرك: أي موحداً له.

.تفسير الآية رقم (3):

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)}
{أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص} لا يستحقه غيره {والذين اتخذوا مِن دُونِهِ} الأصنام {أَوْلِيَاء} وهم كفار مكة قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى} قربى مصدر بمعنى تقريباً {إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} وبين المسلمين {فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار {إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كاذب} في نسبة الولد إلى الله {كَفَّارٌ} بعبادته غير الله.

.تفسير الآية رقم (4):

{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)}
{لَّوْ أَرَادَ الله أَن يَتَّخِذَ وَلَداً} كما قالوا {اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ ولداً} [26: 21 88: 19] {لاصطفى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} واتخذه ولداً غير من قالوا: إنّ الملائكة بنات الله و{عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} [30: 9] {المَسِيِحُ ابْنُ اللهِ} [30: 9] {سبحانه} تنزيهاً له عن اتخاذ الولد {هُوَ الله الواحد القهار} لخلقه.

.تفسير الآية رقم (5):

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)}
{خَلَقَ السموات والأرض بالحق} متعلق بخلق {يُكَوّرُ} يدخل {اليل علىلنهار} فيزيد {وَيُكَوّرُ النهار} يدخله {عَلَى اليل} فيزيد {وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يَجْرِى} في فلكه {لأَجَلٍ مُّسَمًّى} ليوم القيامة {أَلاَ هُوَ العزيز} الغالب على أمره المنتقم من أعدائه {الغفار} لأوليائه.

.تفسير الآية رقم (6):

{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)}
{خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة} أي آدم {ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} حوَّاء {وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ الأنعام} الإِبل والبقر والغنم الضأن والمعز {ثمانية أزواج} من كلِ زوجين ذكراً وأنثى كما بيَّن في سورة [الأنعام: 143] {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أمهاتكم خَلْقاً مّن بَعْدِ خَلْقٍ} أي نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً {فِي ظلمات ثلاث} هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة {ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الملك لا إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُصْرَفُونَ} عن عبادته إلى عبادة غيره؟

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}
{إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنكُمْ وَلاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر وَإِن تَشْكُرُواْ} وإن أراده من بعضهم الله فتؤمنوا {يَرْضَهُ} بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه: أي الشكر {لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ} نفس {وازرة وِزْرَ} نفس {أخرى} أي لا تحمله {ثُمَّ إلى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} بما في القلوب.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)}
{وَإِذَا مَسَّ الإنسان} أي الكافر {ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ} تضرّع {مُنِيباً} راجعاً {إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً} أعطاه إنعاماً {مِّنْهُ نَسِىَ} ترك {مَا كَانَ يَدْعُو} يتضرّع {إِلَيْهِ مِن قَبْلُ} وهو الله، فما في موضع من {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً} شركاء {لِيُضِلَّ} بفتح الياء وضمها {عَن سَبِيلِهِ} دين الإِسلام {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً} بقية أجلك {إِنَّكَ مِنْ أصحاب النار}.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}
{أَمَّنْ} بتخفيف الميم {هُوَ قانت} قائم بوظائف الطاعات {ءَاناءَ اليل} ساعاته {ساجدا وَقَائِماً} للصلاة {يَحْذَرُ الاخرة} أي يخاف عذابها {وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ} جنة {رَبَّهِ} كمن هو عاصٍ بالكفر أو غيره؟ وفي قراءة {أَمْ مَنْ} فأم بمعنى بل والهمزة {قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الذين يَعْلَمُونَ والذين لاَ يَعْلَمُونَ} أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ} يتعظ {أُوْلُواْ الألباب} أصحاب العقول.

.تفسير الآية رقم (10):

{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}
{قُلْ ياعبادالذين ءَامَنُواْ اتقوا رَبَّكُمْ} أي عذابه بأن تطيعوه {لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هذه الدنيا} بالطاعة {حَسَنَةٌ} هي الجنة {وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ} فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات {إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون} على الطاعة وما يبتلون به {أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} بغير مكيال ولا ميزان.

.تفسير الآية رقم (11):

{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11)}
{قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين} من الشرك.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}
{وَأُمِرْتُ لأَنْ} أي بأن {أَكُونَ أَوَّلَ المسلمين} من هذه الأُمَّة.

.تفسير الآية رقم (13):

{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)}
{قُلْ إِنِّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.

.تفسير الآية رقم (14):

{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)}
{قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِى} من الشرك.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)}
{فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ} غيره، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى {قُلْ إِنَّ الخاسرين الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القيامة} بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدَّة لهم في الجنة لو آمنوا {أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين} البيِّن.

.تفسير الآية رقم (16):

{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}
{لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ} طباق {مّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} من النار {ذلك يُخَوِّفُ الله بِهِ عِبَادَهُ} أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه {ياعبادفاتقون}.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)}
{والذين اجتنبوا الطاغوت} الأوثان {أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُواْ} أقبلوا {إِلَى الله لَهُمُ البشرى} بالجنة {فَبَشِّرْ عِبَادِ}.

.تفسير الآية رقم (18):

{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}
{الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وهو ما فيه فلاحهم {أولئك الذين هَدَاهُمُ الله وأولئك هُمْ أُوْلُواْ الألباب} أصحاب العقول.

.تفسير الآية رقم (19):

{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)}
{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العذاب} أي {لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ} [119: 11] الآية {أَفَأَنتَ تُنقِذُ} تخرج {مَن فِي النار} جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للإِنكار، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار.

.تفسير الآية رقم (20):

{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)}
{لَكِنِ الذين اتقوا رَبَّهُمْ} بأن أطاعوه {لَهُمْ غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية {وَعْدَ الله} منصوب بفعله المقدّر {لاَ يُخْلِفُ الله الميعاد} وعده.

.تفسير الآية رقم (21):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21)}
{أَلَمْ تَرَ} تعلم {أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ} أدخله أمكنة نبع {فِي الأرض ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ} ييبس {فَتَرَاهُ} بعد الخضرة مثلاً {مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حطاما} فتاتاً {إِنَّ فِي ذَلِكَ لذكرى} تذكيرا {لاِوْلِى الألباب} يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته.

.تفسير الآية رقم (22):

{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)}
{أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام} فاهتدى {فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ} كمن طبع على قلبه؟ دلَّ على هذا {فَوَيْلٌ} كلمة عذاب {للقاسية قُلُوبُهُمْ مّن ذِكْرِ الله} أي عن قبول القرآن {أُوْلَئِكَ فِي ضلال مُّبِينٍ} بيِّن.

.تفسير الآية رقم (23):

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}
{الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كتابا} بدل من أحسن أي قرآناً {متشابها} أي يشبه بعضه بعضاً في النظم وغيره {مَّثَانِيَ} يُثَنَّى فيه الوعد والوعيد وغيرهما {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ} ترتعد عند ذكر وعيده {جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ} يخافون {رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ} تطمئنّ {جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله} أي عند ذكر وعده {ذلك} أي الكتاب {هُدَى الله يَهْدِى بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.

.تفسير الآية رقم (24):

{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)}
{أَفَمَن يَتَّقِى} يلقى {بِوَجْهِهِ سُوءَ العذاب يَوْمَ القيامة} أي أشدّه بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة {وَقِيلَ للظالمين} أي كفار مكة {ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} أي جزاءه.