فصل: تفسير الآية رقم (8):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (8):

{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)}
{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ} إقامة {التي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ} عطف على (هم) في وأدخلهم أو في وعدتهم {مِنْ ءَابَائِهِمْ وأزواجهم وذرياتهم إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}
{وَقِهِمُ السيئات} أي عذابها {وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ} يوم القيامة {فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم}.

.تفسير الآية رقم (10):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)}
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ} من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار {لَمَقْتُ الله} إياكم {أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ} في الدنيا {إِلَى الإيمان فَتَكْفُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (11):

{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)}
{قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين} إماتتين {وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين} إحياءتين لأنهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث {فاعترفنا بِذُنُوبِنَا} بكفرنا بالبعث {فَهَلْ إلى خُرُوجٍ} من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا {مِّن سَبِيلٍ} طريق؟ وجوابهم: لا.

.تفسير الآية رقم (12):

{ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}
{ذلكم} أي العذاب الذي أنتم فيه {بِأَنَّهُ} أي بسبب أنه في الدنيا {إِذَا دُعِىَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} بتوحيده {وَإِن يُشْرَكْ بِهِ} يجعل له شريك {تُؤْمِنُواْ} تصدّقوا بالإِشراك {فالحكم} في تعذيبكم {للَّهِ العلى} على خلقه {الكبير} العظيم.

.تفسير الآية رقم (13):

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)}
{هُوَ الذي يُرِيكُمْ ءاياته} دلائل توحيده {وَيُنَزِّلُ لَكُم مّنَ السماء رِزْقاً} بالمطر {وَمَا يَتَذَكَّرُ} يتعظ {إِلاَّ مَن يُنِيبُ} يرجع عن الشرك.

.تفسير الآية رقم (14):

{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14)}
{فادعوا الله} اعبدوه {مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} من الشرك {وَلَوْ كَرِهَ الكافرون} إخلاصكم منه.

.تفسير الآية رقم (15):

{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)}
{رَفِيعُ الدرجات} أي الله عظيم الصفات، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة {ذُو العرش} خالقه {يُلْقِى الروح} الوحي {مِنْ أَمْرِهِ} أي قوله: {على مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ} يُخَوِّف الملقى عليه الناس {يَوْمَ التلاق} بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي أهل السماء والأرض، والعابد والمعبود، والظالم والمظلوم فيه.

.تفسير الآية رقم (16):

{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)}
{يَوْمَ هُم بارزون} خارجون من قبورهم {لاَ يخفى عَلَى الله مِنْهُمْ شَئ لّمَنِ الملك اليوم} يقوله تعالى: ويجيب نفسه {للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ} أي لخالقه.

.تفسير الآية رقم (17):

{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)}
{اليوم تجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليوم إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)}
{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الأزفة} يوم القيامة من أزف الرحيل قرب {إِذِ القلوب} ترتفع خوفاً {لدى} عند {الحناجر كاظمين} ممتلئين غمّاً حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها {مَا للظالمين مِنْ حَمِيمٍ} محبّ {وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} لا مفهوم للوصف إذ لا شفيع لهم أصلاً {فما لنا من شافعين} أو: له مفهوم بناء على زعمهم أنّ لهم شفعاء، أي لو شفعوا فرضاً لم يقبلوا.

.تفسير الآية رقم (19):

{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)}
{يَعْلَمْ} أي الله {خَائِنَةَ الأعين} بمسارقتها النظر إلى مُحرَّم {وَمَا تُخْفِى الصدور} القلوب.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)}
{والله يَقْضِى بالحق والذين يَدْعُونَ} يعبدون أي كفار مكة بالياء والتاء {مِن دُونِهِ} وهم الأصنام {لاَ يَقْضُونَ بِشَئ} فكيف يكونون شركاء الله {إِنَّ الله هُوَ السميع} لأقوالهم {البصير} بأفعالهم.

.تفسير الآية رقم (21):

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21)}
{أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ} وفي قراءة منكم {قُوَّةً وَءَاثَاراً فِي الأرض} من مصانع وقصور {فَأَخَذَهُمُ الله} أهلكهم {بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ} عذابه؟.

.تفسير الآية رقم (22):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)}
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات} بالمعجزات الظاهرات {فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ الله إِنَّهُ قَوِىٌّ شَدِيدُ العقاب}.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23)}
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بآياتنا وسلطان مُّبِينٍ} برهان بيّن ظاهر.

.تفسير الآية رقم (24):

{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24)}
{إلى فِرْعَوْنَ وهامان وقارون فَقَالُواْ} هو {ساحر كَذَّابٌ}.

.تفسير الآية رقم (25):

{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25)}
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بالحق} بالصدق {مِنْ عِندِنَا قَالُواْ اقتلوا أَبْنَاءَ الذين ءَامَنُواْ مَعَهُ واستحيوا} استبقوا {نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الكافرين إِلاَّ فِي ضلال} هلاك.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)}
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِى أَقْتُلْ موسى} لأنهم كانوا يكفونه عن قتله {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} ليمنعه مني {إِنّى أَخَافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُمْ} من عبادتكم إياي فتتبعونه {أَوأَن يُظْهِرَ فِي الأرض الفساد} من قتل وغيره، وفي قراءة: وأن، وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)}
{وَقَالَ مُوسَى} لقومه وقد سمع ذلك {إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبِّكُمْ مّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحساب}.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)}
{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ} قيل: هو ابن عمه {يَكْتُمُ إيمانه أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن} أي لأن {يَقُولَ رَبّىَ الله وَقَدْ جَاءَكُمْ بالبينات} بالمعجزات الظاهرات {مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كاذبا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} أي ضرر كذبه {وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الذي يَعِدُكُمْ} به من العذاب عاجلاً {إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} مشرك {كَذَّابٌ} مفتر.

.تفسير الآية رقم (29):

{يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)}
{ياقوم لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين} غالبين حال {فِي الأرض} أرض مصر {فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله} عذابه إن قتلتم أولياءه {إِن جَاءنَا} أي لا ناصر لنا {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أرى} أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد} طريق الصواب.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30)}
{وَقَالَ الذي ءَامَنَ ياقوم إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ مّثْلَ يَوْمِ الأحزاب} أي يوم حزب بعد حزب.

.تفسير الآية رقم (31):

{مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31)}
{مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ والذين مِن بَعْدِهِمْ} مثل بدل من مثل قبله، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا {وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً لّلْعِبَادِ}.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32)}
{وياقوم إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التناد} بحذف الياء وإثباتها أي يوم القيامة يكثر فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس، والنداء بالسعادة لأهلها وبالشقاوة لأهلها وغير ذلك.

.تفسير الآية رقم (33):

{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} عن موقف الحساب إلى النار {مَا لَكُمْ مّنَ الله} أي من عذابه {مِنْ عَاصِمٍ} مانع {وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34)}
{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ} أي من قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول عمَّر إلى زمن موسى، أو يوسف بن إبراهيم بن يعقوب في قول {بالبينات} بالمعجزات الظاهرات {فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حتى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ} من غير برهان {لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً} أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره {كذلك} أي مثل إضلالكم {يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} مشرك {مُّرْتَابٌ} شاك فيما شهدت به البينات.

.تفسير الآية رقم (35):

{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)}
{الذين يجادلون فِي ءايات الله} معجزاته مبتدأ {بِغَيْرِ سلطان} برهان {أتاهم كَبُرَ} جدالهم خبر المبتدأ {مَقْتاً عِندَ الله وَعِندَ الذين ءَامَنُواْ كَذَلِكَ} أي مثل إضلالهم {يَطْبَعُ} يختم {الله} بالضلال {على كُلّ قَلْبِ مُتَكَبّرٍ جَبَّارٍ} بتنوين (قلْب) ودونه، ومتى تكبَّر القلب تكبَّر صاحبه وبالعكس وكلِّ على القراءتين لعموم الضلال جميع القلوب لا لعموم القلب.