فصل: تفسير الآية رقم (14):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (14):

{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)}
{وَمَا تَفَرَّقُواْ} أي أهل الأديان في الدين بأن وحّد بعض وكفر بعض {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العلم} بالتوحيد {بَغِيّاً} من الكافرين {بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ} بتأخير الجزاء {إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بتعذيب الكافرين في الدنيا {وَإِنَّ الذين أُورِثُواْ الكتاب مِن بَعْدِهِمْ} وهم اليهود والنصارى {لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ} من محمد صلى الله عليه وسلم {مُرِيبٍ} موقع في الريبة.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)}
{فَلِذَلِكَ} التوحيد {فادع} يا محمد الناس {واستقم} عليه {كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} في تركه {وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ الله مِن كتاب وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ} أي بأن أعدل {بَيْنِكُمْ} في الحكم {الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم} فكل يجازى بعمله {لاَ حُجَّةَ} خصومة بأن أَعدل {بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} هذا قبل أن يؤمر بالجهاد {الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا} في المعاد لفصل القضاء {وَإِلَيْهِ المصير} المرجع.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)}
{والذين يُحَآجُّونَ فِي} دين {الله} نبيَّه {مِن بَعْدِ مَا استجيب لَهُ} بالإِيمان لظهور معجزاته وهم اليهود {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} باطلة {عِندَ رَبّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}.

.تفسير الآية رقم (17):

{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)}
{الله الذي أَنزَلَ الكتاب} القرآن {بالحق} متعلق بأنزل {والميزان} العدل {وَمَا يُدْرِيكَ} يعلمك {لَعَلَّ الساعة} أي إتيانها {قَرِيبٌ} ولعل معلق للفعل عن العمل، وما بعده سدّ مسدّ المفعولين.

.تفسير الآية رقم (18):

{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18)}
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا} يقولون: متى تأتي؟ ظناً منهم أنها غير آتية {والذين ءَامَنُواْ مُشْفِقُونَ} خائفون {مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحق أَلآ إِنَّ الذين يُمَارُونَ} يجادلون {فَى الساعة لَفِى ضلال بَعِيدٍ}.

.تفسير الآية رقم (19):

{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)}
{الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} بَرِّهم وفاجرهم، حيث لم يهلكهم جوعاً بمعاصيهم {يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ} من كل منهم ما يشاء {وَهُوَ القوى} على مراده {العزيز} الغالب على أمره.

.تفسير الآية رقم (20):

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)}
{مَن كَانَ يُرِيدُ} بعمله {حَرْثَ الأخرة} أي: كَسْبها وهو الثواب {نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} بالتضعيف فيه الحسنة إلى العشر وأكثر [261: 2] {وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا نُؤْتِهِ مِنْهَا} بلا تضعيف ما قسم له {وَمَا لَهُ فِي الأخرة مِن نَّصِيبٍ}.

.تفسير الآية رقم (21):

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}
{أَمْ} بل {لَهُمْ} لكفار مكة {شركاؤا} هم شياطينهم {شَرَعُواْ} أي الشركاء {لَهُمْ} للكفار {مِّنَ الدين} الفاسد {مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله} كالشرك وإنكار البعث {وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الفصل} أي القضاء السابق بأنّ الجزاء في يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا {وَإِنَّ الظالمين} الكافرين {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (22):

{تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)}
{تَرَى الظالمين} يوم القيامة {مُشْفِقِينَ} خائفين {مِمَّا كَسَبُواْ} في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها {وَهُوَ} أي الجزاء عليها {وَاقِعٌ بِهِمْ} يوم القيامة لا محالة {والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فِي رَوْضَاتِ الجنات} أنزهها بالنسبة إلى من دونهم {لَهُمْ مَّا يَشَآءَونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذلك هُوَ الفضل الكبير}.

.تفسير الآية رقم (23):

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}
{ذَلِكَ الذي يُبَشِّرُ} من البشارة مخففاً ومثقلاً {الله عِبَادَهُ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} أي على تبليغ الرسالة {أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى} استثناء منقطع، أي لكن أسألكم أن تَوَدُّوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضاً فإن له في كل بطن من قريش قرابة {وَمَن يَقْتَرِفْ} يكتسب {حَسَنَةً} طاعة {نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً} بتضعيفها {إِنَّ الله غَفُورٌ} للذنوب {شَكُورٌ} للقليل فيضاعفه.

.تفسير الآية رقم (24):

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}
{أَمْ} بل {يَقُولُونَ افترى عَلَى الله كَذِباً} بنسبة القرآن إلى الله تعالى {فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ} يربط {على قَلْبِكَ} بالصبر على آذاهم بهذا القول وغيره، وقد فعل {وَيَمْحُ الله الباطل} الذي قالوه {وَيُحِقُّ الحق} يثبته {بكلماته} المنزلة على نبيه {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} بما في القلوب.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)}
{وَهُوَ الذي يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ} منهم {وَيَعْفُواْ عَنِ السيئات} المتاب عنها {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} بالياء والتاء.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}
{وَيَسْتَجِيبُ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} يجيبهم إلى ما يسألون {وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ والكافرون لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)}
{وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ} جميعهم {لَبَغَوْاْ} جميعهم أي طغوا {فِي الأرض ولكن يُنَزِّلُ} بالتخفيف وضده، من الأرزاق {بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ} فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط البغي {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)}
{وَهُوَ الذي يُنَزِّلُ الغيث} المطر {مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ} يئسوا من نزوله {وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ} يبسط مطره {وَهُوَ الولى} المحسن للمؤمنين {الحميد} المحمود عندهم.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)}
{وَمِنْ ءاياته خَلْقُ السموات والأرض} خلق {وَ مَا بَثَّ} فرق ونشر {فِيهِمَا مِن دآبَّةٍ} هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم {وَهُوَ على جَمْعِهِمْ} للحشر {إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ} في الضمير تغليب العاقل على غيره.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}
{وَمَآ أصابكم} خطاب للمؤمنين {مِّن مُّصِيبَةٍ} بلية وشدة {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} أي كسبتم من الذنوب وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها {وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} منها فلا يجازي عليه وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة، أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}
{وَمَآ أَنتُمْ} يا مشركون {بِمُعْجِزِينَ} الله هرباً {فِي الأرض} فتفوتونه {وَمَا لَكُم مِّن دُونِ الله} أي غيره {مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ} يدفع عذابه عنكم.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32)}
{وَمِنْ ءاياته الجوار} السفن {فِي البحر كالأعلام} كالجبال في العظم.

.تفسير الآية رقم (33):

{إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)}
{إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الريح فَيَظْلَلْنَ} يصرن {رَوَاكِدَ} ثوابت لا تجري {على ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلك لأيات لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء.

.تفسير الآية رقم (34):

{أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)}
{أَوْ يُوبِقْهُنَّ} عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن {بِمَا كَسَبُواْ} أي أهلهن من الذنوب {وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ} منها فلا يغرق أهله.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}
{وَيَعْلَمَ} بالرفع مستأنف، وبالنصب معطوف على تعليل مقدر، أي يغرقهم لينتقم منهم ويعلم {الذين يجادلون فِي ءاياتنا مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ} مهرب من العذاب، وجملة النفي سدت مسدّ مفعولي يعلم والنفي معلق عن العمل.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)}
{فَمَا أُوتِيتُمْ} خطاب للمؤمنين وغيرهم {مِن شَئ} من أثاث الدنيا {فمتاع الحياة الدنيا} يتمتع به فيها ثم يزول {وَمَا عِندَ الله} من الثواب {خَيْرٌ وأبقى لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وعلى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ويعطف عليهم.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)}
{والذين يَجْتَنِبُونَ كبائر الإثم والفواحش} موجبات الحدود من عطف البعض على الكل {وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ} يتجاوزون.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)}
{والذين استجابوا لِرَبّهِمْ} أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة {وَأَقَامُواْ الصلاة} أداموها {وَأَمْرُهُمْ} الذي يبدو لهم {شورى بَيْنَهُمْ} يتشاورون فيه ولا يعجلون {وَمِمَّا رزقناهم} أعطيناهم {يُنفِقُونَ} في طاعة الله، ومَنْ ذُكِر صنف:

.تفسير الآية رقم (39):

{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)}
{والذين إِذَا أَصَابَهُمُ البغى} الظلم {هُمْ يَنتَصِرُونَ} صنف، أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه، كما قال تعالى: