فصل: تفسير الآية رقم (21):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (21):

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
{إِنَّ الذين يَكْفُرُونَ بآيات الله وَيَقْتُلُونَ} وفي قراءة {يقاتلون} {النبيين بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الذين يَأْمُرُونَ بالقسط} بالعدل {مِنَ الناس} وهم اليهودُ روي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبياً فنهاهم مائة وسبعون من عُبَّادهم فقتلوهم من يومهم {فَبَشّرْهُم} أعلمهم {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم ودخلت الفاء في خبر (إنّ) لشبه اسمها الموصول بالشرط.

.تفسير الآية رقم (22):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}
{أُولَئِكَ الذين حَبِطَتْ} بطلت {أعمالهم} ما عملوا من خير كصدقة وصلة رحم {فِي الدنيا والأخرة} فلا اعتداد بها لعدم شرطها {وَمَا لَهُم مِّن ناصرين} مانعين من العذاب.

.تفسير الآية رقم (23):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
{أَلَمْ تَرَ} تنظر {إِلَى الذين أُوتُواْ نَصِيبًا} حظاً {مّنَ الكتاب} التوراة {يُدْعَونَ} حال {إلى كتاب الله لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يتولى فَرِيقٌ مّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} عن قبول حكمه نزلت في اليهود زنى منهم اثنان فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحكم عليهما بالرجم فأبوا فجيء بالتوراة فوُجد فيها فرُجما فغضبوا.

.تفسير الآية رقم (24):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}
{ذلك} التولي والإعراض {بِأَنَّهُمْ قَالُواْ} أي بسبب قولهم {لَن تَمَسَّنَا النار إِلا أَيَّامًا معدودات} أربعين يوماً مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم} متعلق بقوله: {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من قولهم ذلك.

.تفسير الآية رقم (25):

{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}
{فَكَيْفَ} حالهم {إِذَا جمعناهم لِيَوْمٍ} أي في يوم {لاَ رَيْبَ} لاشك {فِيهِ} هو يوم القيامة {وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ} من أهل الكتاب وغيرهم جزاء {مَا كَسَبَتْ} عملت من خير وشر {وَهُمْ} أي الناس {لاَ يُظْلَمُونَ} بنقص حسنة أو زيادة سيئة.

.تفسير الآية رقم (26):

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
ونزل لما وعد النبي صلى الله عليه وسلم أُمته مُلك فارس والروم فقال المنافقون هيهات: {قُلِ اللهم} يا الله {مالك الملك تُؤْتِى} تعطي {الملك مَن تَشَاءُ} من خلقك {وَتَنزِعُ الملك مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ} بإيتائه {وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ} بنزعه منه {بِيَدِكَ} بقدرتك {الخير} أي والشر {إِنَّكَ على كُلّ شَئ قَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (27):

{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
{تُولِجُ} تدخل {اليل فِي النهار وَتُولِجُ النَّهارَ} تدخله {في الْليْلِ} فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر {وَتُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة {وَتُخْرِجُ الميت} كالنطفة والبيضة {مِنَ الحى وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي رزقاً واسعاً.

.تفسير الآية رقم (28):

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}
{لاَّ يَتَّخِذِ المؤمنون الكافرين أَوْلِيَاءَ} يوالونهم {مِّن دُونِ} أي غير {المؤمنين وَمَن يَفْعَلْ ذلك} أي يواليهم {فَلَيْسَ مِنَ} دين {الله فِي شَئ إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تقاة} مصدر (تَقَيْتُه): أي (تخافوا مخافة) فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزة الإسلام ويجري في بلدة ليس قوياً فيها {وَيُحَذِّرُكُمُ} يخوّفكم {الله نَفْسَهُ} أن يغضب عليكم إن واليتموهم {وإلى الله المصير} المرجع فيجازيكم.

.تفسير الآية رقم (29):

{قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}
{قُلْ} لهم {إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ} قلوبكم من موالاتهم {أَوْ تُبْدُوهُ} تظهروه {يَعْلَمْهُ الله} هو {يَعْلَمُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ} ومنه تعذيب مَنْ والاهم.

.تفسير الآية رقم (30):

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}
اذكر {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ} مبتدأ خبره {تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا} غاية في نهاية البعد فلا يصل إليها {وَيُحَذّرُكُمُ الله نَفْسَهُ} كرّر للتأكيد {والله رَءوفٌ بالعباد}.

.تفسير الآية رقم (31):

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}
ونزل لما قالوا: ما نعبد الأصنام إلا حباً لله ليقرّبونا إليه {قُلْ} لهم يا محمد {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتبعونى يُحْبِبْكُمُ الله} بمعنى أنه يثيبكم {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ} لمن اتبعني ما سلف منه قبل ذلك {رَّحِيمٌ} به.

.تفسير الآية رقم (32):

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
{قُلْ} لهم {أَطِيعُواْ الله والرسول} فيما يأمركم به من التوحيد {فَإِن تَوَلَّوْاْ} أعرضوا عن الطاعة {فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الكافرين} فيه إقامة الظاهر مقام المضمر أي لا يحبهم بمعنى أنه يعاقبهم.

.تفسير الآية رقم (33):

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)}
{إِنَّ الله اصطفى} اختار {آدَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ} بمعنى أنفسهما {عَلَى العالمين} بجعل الأنبياء من نسلهم.

.تفسير الآية رقم (34):

{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}
{ذُرّيَّةً بَعْضُهَا مِن} ولد {بَعْض} منهم {والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (35):

{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
اذكر {إِذْ قَالَتِ امرأت عمران} (حنّة) لما أسنَّت واشتاقت للولد فدعت الله وأحست بالحمل يا {رَبّ إِنّي نَذَرْتُ} أن أجعل {لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} عتيقاً خالصاً من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدّس {فَتَقَبَّلْ مِنّي إِنَّكَ أَنتَ السميع} للدعاء {العليم} بالنيات، وهلك عمران وهي حامل.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)}
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} ولدتها جارية وكانت ترجو أن يكون غلاماً إذ لم يكن يحرَّر إلا الغلمان {قَالَتْ} معتذرة {رَبّ إِنّى وَضَعْتُهَا أنثى والله أَعْلَمُ} أي عالم {بِمَا وَضَعَتْ} جملة اعتراض من كلامه تعالى وفي قراءة بضم التاء {وَلَيْسَ الذكر} الذي طلبت {كالأنثى} التي (وُهِبْتُ) لأنه يقصد للخدمة وهي لا تصلح لها لضعفها وعورتها وما يعتريها من الحيض ونحوه {وَإِنّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا} أولادها {مِنَ الشيطان الرجيم} المطرود. وفي الحديث «ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً إلا مريم وابنها» رواه الشيخان.

.تفسير الآية رقم (37):

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا} أي قَبِلَ مريم من أمها {بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} أنشأها بخَلْق حسن فكانت تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وأتت بها أُمها الأحبار سدنة بيت المقدس فقالت: دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لأنها بنت إمامهم، فقال زكريا أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقالوا لا حتى نقترع فانطلقوا- وهم تسعة وعشرون- إلى نهر الأردن وألقوا أقلامهم على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد فهو أولى بها، فثبت قلم زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم لا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ضمها إليه وفي قراءة بالتشديد ونصبـ {زكريا} ممدوداً {وكفّلها زكريا} ومقصوراً والفاعل الله {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المحراب} الغرفة وهي أشرف المجالس {وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يامريم أَنَّى ا} من أين {لَكِ هذا قَالَتْ} وهي صغيرة {هُوَ مِنْ عِندِ الله} يأتيني به من الجنة {إنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} رزقاً واسعاً بلا تبعة.

.تفسير الآية رقم (38):

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)}
{هُنَالِكَ} أي لما رأى زكريا ذلك وعلم أن القادر على الإتيان بالشيء في غير حينه قادر على الإتيان بالولد على الكبر وكان أهل بيته انقرضوا {دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} لما دخل المحراب للصلاة في جوف الليل {قَالَ رَبّ هَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ} من عندك {ذُرّيَّةً طَيّبَةً} ولداً صالحاً {إِنَّكَ سَمِيعُ} مجيب {الدعاء}.

.تفسير الآية رقم (39):

{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}
{فَنَادَتْهُ الملئكة} أي جبرئيل {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّى فِي المحراب} أي المسجد {أن} أي بأن، وفي قراءة بالكسر [إنّ] بتقدير القول {الله يُبَشّرُكِ} مثقلاً ومخففاً [يبشرك] {بيحيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ} كائنة {مِنَ الله} أي بعيسى أنه روح الله وسُمي (كلمة) لأنه خُلِقَ بكلمة (كن) {وَسَيّدًا} متبوعاً {وَحَصُورًا} ممنوعاً من النساء {وَنَبِيّاً مّنَ الصالحين} روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها.

.تفسير الآية رقم (40):

{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)}
{قَالَ رَبّ أنى} كيف {يَكُونُ لِي غلام} ولد {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الكبر} أي بلغت نهاية السن مائة وعشرين سنة {وامرأتى عَاقِرٌ} بلغت ثمانيَ وتسعين سنة {قَالَ} الأمر {كذلك} من خلق الله غلاماً منكما {الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء} لا يعجزه عنه شيء، ولإظهاره هذه القدرة العظيمة أُلْهِمَ السؤال ليجاب بها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشَّر به.

.تفسير الآية رقم (41):

{قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)}
{قَالَ رَبِّ اجعل لِّى ءايَةً} أي علامة على حمل امرأتي {قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّتُكَلِمَ الناس} عليه {أَن لا * تُكَلّمَ الناس} أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله تعالى {ثلاثة أَيَّامٍ} أي بلياليها {إِلاَّ رَمْزًا} إشارة {واذكر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ} صلِّ {بالعشى والإبكار} أواخر النهار وأوائله.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)}
{وَ} اذكر {إِذْ قَالَتِ الملئكة} أي جبريل {يامريم إِنَّ الله اصطفاك} اختارك {وَطَهَّرَكِ} من مسيس الرجال {واصطفاك على نِسَاءِ العالمين} أي أهل زمانك.