فصل: تفسير الآية رقم (21):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (21):

{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)}
{واذكر أَخَا عَادٍ} هو هود عليه السلام {إِذْ} الخ بدل اشتمال {أَنذَرَ قَوْمَهُ} خوّفهم {بالأحقاف} واد باليمن به منازلهم {وَقَدْ خَلَتِ النذر} مضت الرسل {مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} أي من قبل هود ومن بعده إلى أقوامهم {إِ} ن أي بأن قال {تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} وجملة (وقد خلت) معترضة {إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ} إن عبدتم غير الله {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.

.تفسير الآية رقم (22):

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)}
{قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا} لتصرفنا عن عبادتها {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ} من العذاب على عبادتها {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في أنه يأتينا.

.تفسير الآية رقم (23):

{قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23)}
{قَالَ} هود {إِنَّمَا العلم عِندَ الله} هو الذي يعلم متى يأتيكم العذاب {وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ} إليكم {ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} باستعجالكم العذاب.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)}
{فَلَمَّا رَأَوْهُ} أي ما هو العذاب {عَارِضاً} سحاباً عرض في أفق السماء {مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} أي مطرأتانا. قال تعالى: {بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ} من العذاب {رِيحٌ} بدل من ما {فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (25):

{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)}
{تُدَمِّرُ} تهلك {كُلِّ شَئ} مرت عليه {بِأَمْرِ رَبِّهَا} بإرادته أي كل شيء أراد إهلاكه بها، فأهلكت رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم بأن طارت بذلك بين السماء والأرض ومزقته وبقي هود ومن آمن معه {فَأْصْبَحُواْ لاَ تُرَى اإلا مساكنهم كذلك} كما جزيناهم {نَجْزِي القوم المجرمين} غيرهم.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)}
{وَلَقَدْ مكناهم فِيمآ} في الذي {إِن} نافية أو زائدة {مكناكم} يا أهل مكة {فِيهِ} من القوة والمال {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً} بمعنى أسماعاً {وأبصارا وَأَفْئِدَةً} قلوبا {فَمَآ أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أبصارهم وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَئ} أي شيئاً من الإِغناء و(من) زائدة {إِذْ} معموله لأغنى وأشربت معنى التعليل {كَانُواْ يَجْحَدُونَ بئايات الله} بحججه البينة {وَحَاقَ} نزل {بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} أي العذاب.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27)}
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ القرى} أي أهلها كثمود وعاد وقوم لوط {وَصَرَّفْنَا الأيات} كررنا الحجج البينات {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

.تفسير الآية رقم (28):

{فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)}
{فَلَوْلا} هلا {نَصَرَهُمُ} بدفع العذاب عنهم {الذين اتخذوا مِن دُونِ الله} أي غيره {قُرْبَاناً} متقرباً بهم إلى الله {ءَالِهَةً} معه وهم الأصنام ومفعول اتخذ الأول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم وقربانا الثاني وآلهة بدل منه {بَلْ ضَلُّواْ} غابوا {عَنْهُمْ} عند نزول العذاب {وذلك} أي اتخاذهم الأصنام آلهة قربانا {إِفْكُهُمْ} كذبهم {وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} يكذبون، وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف أي فيه.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)}
{وَ} اذكر {إِذْ صَرَفْنَا} أَمَلَنا {إِلَيْكَ نَفَراً مّنَ الجن} جن نصيبين من اليمن، أو جن نينوى وكانوا سبعة أو تسعة، «وكان صلى الله عليه وسلم ببطن نخل يصلي بأصحابه الفجر» رواه الشيخان {يَسْتَمِعُونَ القرءان فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواْ} أي قال بعضهم لبعض {أَنصِتُواْ} أصغوا لاستماعه {فَلَمَّا قُضِىَ} فرغ من قراءته {وَلَّوْاْ} رجعوا {إلى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} مخوّفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهوداً وقد أسلموا.

.تفسير الآية رقم (30):

{قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)}
{قَالُواْ ياقومنا إِنَّا سَمِعْنَا كتابا} هو القرآن {أُنزِلَ مِن بَعْدِ موسى مُصَدِّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أي تقدمه كالتوراة {يَهْدِى إِلَى الحق} الإِسلام {وإلى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} أي طريقه.

.تفسير الآية رقم (31):

{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)}
{ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله} محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإِيمان {وَءَامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ} الله {لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ} أي بعضها لأن منها المظالم ولا تغفر إلا برضا أربابها {وَيُجِرْكُمْ مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)}
{وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِىَ الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرض} أي لا يعجز الله بالهرب منه فيفوته {وَلَيْسَ لَهُ} لمن لا يُجِيبُ {مِن دُونِهِ} أي الله {أَوْلِيَاء} أنصار يدفعون عنه العذاب {أولئك} الذين لم يجيبوا {فِي ضلال مُّبِينٍ} بيّن ظاهر.

.تفسير الآية رقم (33):

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)}
{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ} يعلموا، أي منكرو البعث {أَنَّ الله الذي خَلَقَ السموات والأرض وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ} لم يعجز عنه {بِقَادِرٍ} خبر أنَّ وزيدت الباء فيه لأن الكلام في قوة أليس الله بقادر؟ {على أَن يُحْىِ الموتى بلى}؟ هو قادر على إحياء الموتى {إِنَّهُ على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34)}
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار} بأن يعذبوا بها يقال لهم {أَلَيْسَ هذا} التعذيب {بالحق قَالُواْ بلى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (35):

{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)}
{فاصبر} على أذى قومك {كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العزم} ذوو الثبات والصبر على الشدائد {مَّنَ الرسل} قبلك فتكون ذا عزم، ومن للبيان فكلهم ذوو عزم وقيل للتبعيض فليس منهم آدم لقوله تعالى {وَلَمْ نَجِدْ له عزماً} [115: 20] ولا يونس لقوله تعالى {وَلاَ تَكُنْ كَصِاحِبِ الْحُوتِ} [48: 68] {وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} لقومك نزول العذاب بهم، قيل: كأنه ضجر منهم فأحب نزول العذاب بهم فأمر بالصبر وترك الاستعجال للعذاب فإنه نازل بهم لا محالة {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} من العذاب في الآخرة لطوله {لَّمْ يَلْبَثُواْ} في الدنيا في ظنهم {إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ} هذا القرآن {بَلاَغٌ} تبليغ من الله إليكم {فَهَلْ} أي لا {يُهْلَكُ} عند رؤية العذاب {إِلاَّ القوم الفاسقون} أي الكافرون.

.سورة محمد:

.تفسير الآية رقم (1):

{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)}
{الذين كَفَرُواْ} من أهل مكة {وَصَدُّواْ} غيرهم {عَن سَبِيلِ الله} أي الإِيمان {أَضَلَّ} أحبط {أعمالهم} كإطعام الطعام وصلة الأرحام، فلا يرون لها في الآخرة ثواباً ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}
{والذين ءَامَنُواْ} أي الأنصار وغيرهم {وَعَمِلُواْ الصالحات وَءامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ على مُحَمَّدٍ} أي القرآن {وَهُوَ الحق مِن رَّبّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ} غفر لهم {سَيّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} أي حالهم فلا يعصونه.

.تفسير الآية رقم (3):

{ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)}
{ذلك} أي إضلال الأعمال وتكفير السيئات {بِأَنَّ} بسبب أن {الذين كَفَرُواْ اتبعوا الباطل} الشيطان {وَأَنَّ الذين ءَامَنُواْ اتبعوا الحق} القرآن {مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ} أي مثل ذلك البيان {يَضْرِبُ الله لِلنَّاسِ أمثالهم} يبيِّن أحوالهم أي فالكافر يحبط عمله، والمؤمن يغفر له.

.تفسير الآية رقم (4):

{فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)}
{فَإِذَا لَقِيتُمُ الذين كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرقاب} مصدر بدل من اللفظ بفعله، أي فاضربوا رقابهم: أي اقتلوهم وعبر بضرب الرقاب أن الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة {حتى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ} أكثرتم فيهم القتل {فَشُدُّواْ} أي فأمسكوا عنهم وأسروهم وشدوا {الوثاق} ما يوثق به الأسرى {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ} مصدر بدل من اللفظ بفعله، أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شيء {وَإِمَّا فِدَاءً} أي تفادونهم بمال أو أسرى مسلمين {حتى تَضَعَ الحرب} أي أهلها {أَوْزَارَهَا} أثقالها من السلاح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه غاية للقتل والأسر {ذلك} خبر مبتدأ مقدر، أي الأمر فيهم ما ذكر {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ} بغير قتال {ولكن} أمركم به {لّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار {والذين قُتِلُواْ} وفي قراءة {قاتلوا} الآية نزلت يوم أُحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات {فِي سَبِيلِ الله فَلَن يُضِلَّ} يحبط {أعمالهم}.

.تفسير الآية رقم (5):

{سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)}
{سَيَهْدِيهِمْ} في الدنيا والآخرة إلى ما ينفعهم {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} حالهم فيهما وما في الدنيا لمن لم يقتل وأدرجوا في (قتلوا) تغليباً.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)}
{وَيُدْخِلُهُمُ الجنة عَرَّفَهَا} بيَّنها {لَهُمْ} فيهتدون إلى مساكنهم منها وأزواجهم وخدمهم من غير استدلال.

.تفسير الآية رقم (7):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ الله} أي دينه ورسوله {يَنصُرْكُمُ} على عدوكم {وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} يثبتكم في المعترك.