فصل: تفسير الآية رقم (182):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (182):

{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}
ويقال لهم: {إذا ألقوا فيها} [7: 67] {ذلك} العذاب {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} عبر بها عن الإنسان لأنّ أكثر الأفعال تُزَاول بها {وَأَنَّ الله لَيْسَ بِظَلاَّمٍ} أي بذي ظلم {لّلْعَبِيدِ} فيعذبهم بغير ذنب.

.تفسير الآية رقم (183):

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}
{الذين} نعت (للذين) قبله {قَالُواْ} لمحمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الله} قد {عَهِدَ إِلَيْنَا} في التوراة {أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} نصدّقه {حتى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النار} فلا نؤمن لك حتى تأتينا به وهو ما يتقرّب به إلى الله من نعم وغيرها فإن قُبِلَ جاءت نار بيضاء من السماء فأحرقته وإلا بقي مكانه وَعَهِدَ إلى بني إسرائيل ذلك إلا في المسيح ومحمد قال تعالى {قُلْ} لهم توبيخاً {قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِى بالبينات} بالمعجزات {وبالذى قُلْتُمْ} كزكريا ويحيى فقتلتموهم والخطاب لمن في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان الفعل لأجدادهم لرضاهم به {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صادقين} في أنكم تؤمنون عند الإتيان به؟

.تفسير الآية رقم (184):

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}
{فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذّبَ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ جَآءُو بالبينات} المعجزات {والزبر} كصحف إبراهيم {والكتاب} وفي قراءة بإثبات الباء فيهما [وبالزبر وبالكتاب] {المنير} الواضح هو التوراة والإنجيل فاصبر كما صبروا.

.تفسير الآية رقم (185):

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ} جزاء أعمالكم {يَوْمَ القيامة فَمَن زُحْزِحَ} بُعِّدَ {عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ} نال غاية مطلوبه {وَمَا الحياة الدنيا} أي العيش فيها {إِلاَّ متاع الغرور} الباطل يُتمتَّع به قليلاً ثم يفنى.

.تفسير الآية رقم (186):

{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}
{لَتُبْلَوُنَّ} حذف منه نون الرفع لتوالي النونان، والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين، لتُخْتَبَرُنَّ {فِي أموالكم} بالفرائض فيها والحوائج {وأَنفُسِكُمْ} بالعبادات والبلاء {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ} اليهود والنصارى {وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ} من العرب {أَذًى كَثِيراً} من السَّب والطعن والتشبيب بنسائكم {وَإن تَصْبِرُواْ} على ذلك {وَتَتَّقُواْ} الله {فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور} أي: من معزوماتها التي يُعزم عليها لوجوبها.

.تفسير الآية رقم (187):

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}
{وَ} اذكر {إِذْ أَخَذَ الله ميثاق الذين أُوتُواْ الكتاب} أي العهد عليهم في التوراة {لَتُبَيّنُنَّهُ} أي الكتاب {لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} أي الكتاب بالياء والتاء في الفعلين {فَنَبَذُوهُ} طرحوا الميثاق {وَرآء ظُهُورِهِمْ} فلم يعملوا به {واشتروا بِهِ} أخذوا بدله {ثَمَناً قَلِيلاً} من الدنيا من سفلتهم برياستهم في العلم فكتموه خوف فوته عليهم {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} شراؤهم هذا.

.تفسير الآية رقم (188):

{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}
{لاَ تَحْسَبَنَّ} بالتاء والياء {الذين يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ} فعلوا من إضلال الناس {وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} من التمسك بالحق وهم على ضلال {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ} بالوجهين تأكيد {بِمَفَازَةٍ} بمكان ينجون فيه {مِّنَ العذاب} في الآخرة بل هم في مكان يعذبون فيه وهو جهنم {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم فيها، ومفعولاً (تحسب) الأولى دل عليهما مفعولاً الثانية على قراءة التحتانية، وعلى الفوقانية حذف الثاني فقط.

.تفسير الآية رقم (189):

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السموات والأرض} خزائن المطر والرزق والنبات وغيرها {والله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ومنه تعذيب الكافرين وإنجاء المؤمنين.

.تفسير الآية رقم (190):

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)}
{إِنَّ فِي خَلْقِ السموات والأرض} وما فيهما من العجائب {واختلاف اليل والنهار} بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان {لآيَاتٍ} دلالات على قدرته تعالى {لأُوْلِى الألباب} لذوي العقول.

.تفسير الآية رقم (191):

{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}
{الذين} نعت لما قبله أو بدل {يَذْكُرُونَ الله قياما وَقُعُوداً وعلى جُنُوبِهِمْ} مضطجعين أي في كل حال وعن ابن عباس: يصلون كذلك حسب الطاقة {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السموات والأرض} ليستدلوا به على قدرة صانعهما يقولون {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا} الخلق الذي نراه {باطلا} حال، عبثاً بل دليلاً على كمال قدرتك {سبحانك} تنزيهاً لك عن العبث {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

.تفسير الآية رقم (192):

{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)}
{رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النار} للخلود فيها {فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} أهنته {وَمَا للظالمين} الكافرين، فيه وضع الظاهر موضع المضمر إشعاراً بتخصيص الخزي بهم {مِنْ} زائدة {أَنصَارٍ} يمنعونهم من عذاب الله تعالى.

.تفسير الآية رقم (193):

{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)}
{رَّبَّنآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى} يدعو الناس {للإيمان} أي إليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم أو القرآن {أَنْ} أي بأن {ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَئَامَنَّا} به {رَبَّنَا فاغفر لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفّرْ} نحطّ {عَنَّا سَيّئَاتِنَا} فلا تظهرها بالعقاب عليها {وَتَوَفَّنَا} اقبض أرواحنا {مَعَ} في جملة {الأبرار} الأنبياء والصالحين.

.تفسير الآية رقم (194):

{رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}
{رَبَّنَا وَءاتِنَا} أعطنا {مَا وَعَدتَّنَا} به {على} ألسنة {رُسُلِكَ} من الرحمة والفضل وسؤالهم ذلك وإن كان وعده تعالى لا يخلف سؤال أن يجعلهم من مستحقيه لأنهم لم يتيقنوا استحقاقهم له، وتكرير (ربنا) مبالغة في التضرّع {وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القيامة إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد} الوعد بالبعث والجزاء.

.تفسير الآية رقم (195):

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}
{فاستجاب لَهُمْ رَبُّهُمْ} دعاءهم {أنّى} أي بأني {لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى بَعْضُكُم} كائن {مّن بَعْضٍ} أي الذكور من الإناث وبالعكس، والجملة مؤكدة لما قبلها: أي هم سواء في المجازاة بالأعمال وترك تضييعها، نزلت لما قالت أم سلمة: يا رسول الله إني لا أسمع ذكر النساء في الهجرة بشيء {فالذين هاجروا} من مكة إلى المدينة {وَأُخْرِجُواْ مِن ديارهم وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِى} ديني {وَقَاتِلُواْ} الكفار {وَقُتّلُواْ} بالتخفيف والتشديد. وفي قراءة بتقديمه {لأُكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سيئاتهم} أسترها بالمغفرة {وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانهار ثَوَاباً} مصدر مِن معنى لأكفرنّ مؤكد له {مِنْ عِندِ الله} فيه التفات عن التكلم {والله عِندَهُ حُسْنُ الثواب} الجزاء.

.تفسير الآية رقم (196):

{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)}
ونزل لما قال المسلمون: أعداء الله فيما نرى من الخير ونحن في الجهد {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الذين كَفَرُواْ} تصرّفهم {فِي البلاد} بالتجارة والكسب.

.تفسير الآية رقم (197):

{مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)}
هو {متاع قَلِيلٌ} يتمتعون به يسيراً في الدنيا ويفنى {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المهاد} الفراش هي.

.تفسير الآية رقم (198):

{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}
{لَكِنِ الذين اتقوا رَبَّهُمْ لَهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانهار خالدين} أي مقدّرين الخلود {فِيهَا نُزُلاٍ} هو ما يعدّ للضيف، ونصبه على الحال من جنات، والعامل فيها معنى الظرف {مّنْ عِندِ الله وَمَا عِندَ الله} من الثواب {خَيْرٌ لّلابْرَارِ} من متاع الدنيا.

.تفسير الآية رقم (199):

{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَمَن يُؤْمِنُ بالله} كعبد الله بن سلام وأصحابه والنجاشي {وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ} أي القرآن {وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ} أي التوراة والإنجيل {خاشعين} حال من ضمير (يؤمن) مراعى فيه معنى (من) أي متواضعين {للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بئايات الله} التي عندهم في التوراة والإنجيل من بعث النبي صلى الله عليه وسلم {ثَمَناً قَلِيلاً} من الدنيا بأن يكتموها خوفاً على الرياسة كفعل غيرهم من اليهود {أُوْلئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ} ثواب أعمالهم {عِندَ رَبّهِمْ} يؤتونه مرتين كما في [القصص 50-55] {إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} يحاسب الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا.

.تفسير الآية رقم (200):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}
{الحساب ياأيها الذين ءَامَنُواْ اصبروا} على الطاعات والمصائب وعن المعاصي {وَصَابِرُواْ} الكفار فلا يكونوا أشدَّ صبراً منكم {وَرَابِطُواْ} أقيموا على الجهاد {واتقوا الله} في جميع أحوالكم {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} تفوزون بالجنة وتنجون من النار.

.سورة النساء:

.تفسير الآية رقم (1):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}
{يا أَيُّهَا الناس} من أهل مكة {اتقوا رَبَّكُمُ} أي عقابه بأن تطيعوه {الذي خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة} آدم {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى {وَبَثَّ} فَرَّقَ وَنَشرَ {مِنْهُمَا} من آدم وحوّاء {رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} كثيرة {واتقوا الله الذي تَسَاءَلُونَ} فيه إدغام التاء في الأصل في السين، وفي قراءة بالتخفيف بحذفها أي تتساءلون {بِهِ} فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض (أسألك بالله) و(أنشدك بالله) {وَ} اتقوا {الأرحام} أن تقطعّوها، وفي قراءة بالجرّ عطفا على الضمير في به، وكانوا يتناشدون بالرحم {إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} حافظاً لأعمالكم فيجازيكم بها أي لم يزل متصفا بذلك.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)}
ونزل في يتيم طلب من وليه ماله فمنعه {وَءاتُواْ اليتامى} الصغار الذين لا أب لهم {أموالهم} إذا بلغوا {وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الخبيث} الحرام {بالطيب} الحلال أي تأخذوه بدله كما تفعلون من أخذ الجيد من مال اليتيم وجعل الرديء من مالكم مكانه {وَلاَ تَأْكُلُواْ أموالهم} مضمومة {إلى أموالكم إِنَّهُ} أي أكلها {كَانَ حُوباً} ذنباً {كَبِيراً} عظيماً. ولما نزلت تحرّجوا من ولاية اليتامى وكان فيهم من تحته العشر أو الثمان من الأزواج فلا يعدل بينهن فنزل: