فصل: تفسير الآية رقم (41):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (41):

{وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
{وَءامِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ} من القرآن {مُصَدِّقاً لّمَا مَعَكُمْ} من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوّة {وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} من أهل الكتاب لأن خَلَفَكم تَبَعٌ لكم فإثمهم عليكم {وَلاَ تَشْتَرُواْ} تستبدلوا {بآياتي} التي في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم {ثَمَناً قَلِيلاً} عرضاً يسيراً من الدنيا أي لا تكتموها خوف فوات ما تأخذونه من سفلتكم {وإياى فاتقون} خافون في ذلك دون غيري.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}
{وَلاَ تَلْبِسُواْ} تخلطوا {الحق} الذي أنزلت عليكم {بالباطل} الذي تفترونه {وَ} لا {تَكْتُمُواْ الحق} نعت محمد صلى الله عليه وسلم {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه الحق.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
{وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكواة واركعوا مَعَ الراكعين} صلوا مع المصلين محمد وأصحابه، ونزل في علمائهم وكانوا يقولون لأقربائهم المسلمين: اثبتوا على دين محمد فإنه حق.

.تفسير الآية رقم (44):

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}
{أَتَأْمُرُونَ الناس بالبر} بالإيمان بمحمد {وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} تتركونها فلا تأمرونها به {وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الكتاب} التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل؟ {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} سُوْءَ فعلكم فترجعون؟ فجملة النسيان محل الاستفهام الإنكاري.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
{واستعينوا} اطلبوا المعونة على أموركم {بالصبر} الحبس للنفس على ما تكره {والصلاة} أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث «كان صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمر بادر إلى الصلاة» وقيل. الخطاب لليهود لمّا عاقهم عن الإيمان الشَّرَهُ وحب الرياسةأمروا بالصبر وهو الصوم لأنه يكسر الشهوة، والصلاة لأنها تورث الخشوع وتنفي الكبر {وَإِنَّهَا} أي الصلاة {لَكَبِيرَةٌ} ثقيلة {إِلاَّ عَلَى الخاشعين} الساكنين إلى الطاعة.

.تفسير الآية رقم (46):

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}
{الذين يَظُنُّونَ} يوقنون {أَنَّهُمْ ماقوا رَبّهِمْ} بالبعث {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجعون} في الآخرة فيجازيهم.

.تفسير الآية رقم (47):

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}
{يابنى إسراءيل اذكروا نِعْمَتِيَ التي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} بالشكر عليها بطاعتي {وَأَنِّى فَضَّلْتُكُمْ} أي آباءكم {عَلَى العالمين} عالمي زمانهم.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}
{واتقوا} خافوا {يَوْمًا لاَّ تَجْزِى} فيه {نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} وهو يوم القيامة {وَلاَ تُقْبَلُ} بالتاء والياء {مِنْهَا شفاعة} أي ليس لها شفاعة فتقبل {فما لنا من شافعين} {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} فداء {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يمنعون من عذاب الله.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}
{وَ} اذكروا {إِذْ نجيناكم} أي آباءكم والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم الله على آبائهم تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا {مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ} يذيقونكم {سُوءَ العذاب} أشدّه والجملة حال من ضمير {نجيناكم} {يُذَبّحُونَ} بيان لما قبله {أَبْنَاءكُمْ} المولودين {وَيَسْتَحْيُونَ} يستبقون {نِسَاءكُمْ} لقول بعض الكهنة له: إنّ مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبباً لذهاب ملكك {وَفِى ذلكم} العذاب أو الإنجاء {بَلاءٌ} ابتلاء أو إنعام {مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (50):

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}
{وَ} اذكروا {إِذْ فَرَقْنَا} فلقنا {بِكُمْ} بسببكم {البحر} حتى دخلتموه هاربين من عدوّكم {فأنجيناكم} من الغرق {وَأَغْرَقْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ} قومه معه {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} إلى انطباق البحر عليهم.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)}
{وَإِذْ واعدنا} بألف ودونها {مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} نعطيه عند انقضائها التوراة لتعملوا بها {ثُمَّ اتخذتم العجل} الذي صاغه لكم السامريُّ إلهاً {مِن بَعْدِهِ} أي بعد ذهابه إلى ميعادنا {وَأَنتُمْ ظالمون} باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها.

.تفسير الآية رقم (52):

{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}
{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ} محونا ذنوبكم {مِن بَعْدِ ذلك} الاتخاذ {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} نعمتنا عليكم.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}
{وَإِذْ ءاتَيْنَا مُوسَى الكتاب} التوراة {والفرقان} عطف تفسير، أي الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} به من الضلال.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
{وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ} الذين عبدوا العجل {ياقوم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ باتخاذكم العجل} إلهاً {فَتُوبُواْ إلى بَارِئِكُمْ} خالقكم من عبادته {فاقتلوا أَنفُسَكُمْ} أي ليقتل البريءُ منكم المجرم {ذلكم} القتل {خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئلا يبصر بعضكم بعضاً فيرحمه حتى قُتِلَ منكم نحو سبعين ألفاً {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} قبل توبتكم {إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم}.

.تفسير الآية رقم (55):

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}
{وَإِذْ قُلْتُمْ} وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى الله من عبادة العجل وسمعتم كلامه {ياموسى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى نَرَى الله جَهْرَةً} عيانا {فَأَخَذَتْكُمُ الصاعقة} الصيحة فمُتُّم {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} ما حلّ بكم.

.تفسير الآية رقم (56):

{ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
{ثُمَّ بعثناكم} أحييناكم {مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} نعمتنا بذلك.

.تفسير الآية رقم (57):

{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الغمام} سترناكم بالسحاب الرقيق من حرّ الشمس في التيه {وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ} فيه {المن والسلوى} هما الترَنْجبِين والطير السُّمَاني بتخفيف الميم والقصر-، وقلنا: {كُلُواْ مِن طيبات مَا رزقناكم} ولا تدَّخروا، فكفروا النعمة وادَّخروا فقطع عنهم {وَمَا ظَلَمُونَا} بذلك {ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} لأنّ وباله عليهم.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}
{وَإِذْ قُلْنَا} لهم بعد خروجهم من التيه {ادخلوا هذه القرية} بيت المقدس أو أريحا {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا} واسعاً لا حَجْرَ فيه {وادخلوا الباب} أي بابها {سُجَّدًا} منحنين {وَقُولُواْ} مسألَتُنا {حِطَّةٌ} أي أن تَحُطُّ عنا خطايانا {نَّغْفِرْ} وفي قراء بالياء والتاء مبنيًّا للمفعول فيهما {لَكُمْ خطاياكم وَسَنَزِيدُ المحسنين} بالطاعة ثواباً.

.تفسير الآية رقم (59):

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
{فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ} منهم {قَوْلاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ} فقالوا حبة في شَعَرَةٍ ودخلوا يزحفون على أستاههم {فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ} فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح شأنهم {رِجْزًا} عذاباً طاعوناً {مّنَ السماء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} بسبب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة سبعون ألفاً أو أقل.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}
{وَ} اذكر {إِذْ استسقى موسى} أي طلب السُّقيا {لِقَوْمِهِ} وقد عطشوا في التيه {فَقُلْنَا اضرب بّعَصَاكَ الحجر} وهو الذي فرّ بثوبه خفيف مربَّع كرأس الرجل رخام أو كِذَّان فضربه {فانفجرت} انشقت وسالت {مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْنًا} بعدد الأسباط {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ} سبطٍ منهم {مَّشْرَبَهُمْ} موضع شربهم فلا يَشْرَكُهُم فيه غيرهم. وقلنا لهم {كُلُواْ واشربوا مِن رّزْقِ الله وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} حال مؤكدة لعاملها من (عَثِىَ) بكسر المثلثة أفسد.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
{وَإِذْ قُلْتُمْ ياموسى لَن نَّصْبِرَ على طَعَامٍ} أي نوع منه {واحد} وهو المنّ والسلوى {فادع لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا} شيئاً {مِمَّا تُنبِتُ الأرض مِن} للبيان {بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا} حنطتها {وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ} لهم موسى {أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى} أخسُّ {بالذى هُوَ خَيْرٌ} أشرف؟أي أتأخذونه بدله؟، والهمزة للإنكار فأبوا أن يرجعوا فدعا الله تعالى فقال تعالى: {اهبطوا} انزلوا {مِصْرًا} من الأمصار {فَإِنَّ لَكُم} فيه {مَّا سَأَلْتُمْ} من النبات {وَضُرِبَتْ} جعلت {عَلَيْهِمُ الذلة} الذل والهوان {والمسكنة} أي أثر الفقر من السكون والخزي فهي لازمة وإن كانوا أغنياء لزوم الدرهم المضروب لسكَّته {وبَآءُو} رجعوا {بِغَضَبٍ مّنَ الله ذلك} أي الضرب والغضب {بِأَنَّهُمْ} أي بسبب أنهم {كَانُواْ يَكْفُرُونَ بآيات الله وَيَقْتُلُونَ النبيين} كزكريا ويحيى {بِغَيْرِ الحق} أي ظلما {ذلك بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} يتجاوزون الحدّ في المعاصي وكرره للتأكيد.

.تفسير الآية رقم (62):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
{إِنَّ الذين ءامَنُواْ} بالأنبياء من قبل {والذين هَادُواْ} هم اليهود {والنصارى والصابئين} طائفة من اليهود أو النصارى {مَنْ ءَامَنَ} منهم {بالله واليوم الأخر} في زمن نبينا {وَعَمِلَ صالحا} بشريعته {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} أي ثواب أعمالهم {عِندَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} روعي في ضمير (آمن) و(عمل) لفظ (من) وفيما بعده معناها.

.تفسير الآية رقم (63):

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
{وَ} اذكر {إِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم} عهدكم بالعمل بما في التوراة {وَ} قد {رَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور} الجبل اقتلعناه من أصله عليكم لمَّا أبيتم قبولها وقلنا {خُذُواْ مَا ءاتيناكم بِقُوَّةٍ} بجدّ واجتهاد {واذكروا مَا فِيهِ} بالعمل به {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} النار أو المعاصي.