فصل: تفسير الآية رقم (116):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (116):

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)}
{إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ ضَلَّ ضلالا بعيداً} عن الحق.

.تفسير الآية رقم (117):

{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)}
{ءانٍ} ما {يَدْعُونَ} يعبد المشركون {مِن دُونِهِ} أي الله أي غيره {إِلاَّ إناثا} أصناماً مؤنثة كاللات والعزى ومناة {وَإِنْ} ما {يَدْعُونَ} يعبدون بعبادتها {إِلاَّ شيطانا مَّرِيداً} خارجاً عن الطاعة لطاعتهم له فيها وهو إبليس.

.تفسير الآية رقم (118):

{لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)}
{لَّعَنَهُ الله} أبعده عن رحمته {وَقَالَ} أي الشيطان {لأَتَّخِذَنَّ} لأجعلن لي {مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً} حظاً {مَّفْرُوضاً} مقطوعا أدعوهم إلى طاعتي.

.تفسير الآية رقم (119):

{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)}
{وَلأُضِلَّنَّهُمْ} عن الحق بالوسوسة {وَلأُمَنّيَنَّهُمْ} ألقي في قلوبهم طول الحياة وأن لا بعث ولا حساب {وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتّكُنَّ} يقطعن {ءَاذَانَ الأنعام} وقد فُعِلَ ذلك بالبحائر {وَلاَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيّرُنَّ خَلْقَ الله} دينه بالكفر وإحلال ما حرم وتحريم ما أحلّ {وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً} يتولاه ويطيعه {مِن دُونِ الله} أي غيره {فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً} بينا لمصيره إلى النار المؤبدة عليه.

.تفسير الآية رقم (120):

{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)}
{يَعِدُهُمْ} طول العمر {وَيُمَنّيهِمْ} نيل الآمال في الدنيا وأن لا بعث ولا جزاء {وَمَا يَعِدُهُمْ الشيطان} بذلك {إِلاَّ غُرُوراً} باطلاً.

.تفسير الآية رقم (121):

{أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}
{أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً} معدلاً.

.تفسير الآية رقم (122):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)}
{والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَنُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَداً وَعْدَ الله حَقّاً} أي وعدهم الله ذلك وحقه حقاً {وَمنْ} أي لا أحد {أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلاً} أي قولاً.

.تفسير الآية رقم (123):

{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)}
ونزل لما افتخر المسلمون وأهل الكتاب {لَّيْسَ} الأمر منوطاً {بأمانيكم وَلا أَمَانِىّ أَهْلِ الكتاب} بل بالعمل الصالح {مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن كما ورد في الحديث {وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ الله} أي غيره {وَلِيّاً} يحفظه {وَلاَ نَصِيراً} يمنعه منه.

.تفسير الآية رقم (124):

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}
{وَمَن يَعْمَلْ} شيئاً {مِنَ الصالحات مِن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ} بالبناء للمفعول والفاعل [يَدخُلون] {الجنة وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} قدر نقرة النواة.

.تفسير الآية رقم (125):

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)}
{وَمنْ} أي لا أحد {أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ} أي انقاد وأخلص عمله {لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} موحد {واتَّبَعَ مِلَّةَ إبراهيم} الموافقة لملة الإسلام {حَنِيفاً} حال أي مائلاً عن الأديان كلها إلى الدين القيم {واتخذ الله إبراهيم خَلِيلاً} صفيا خالص المحبة له.

.تفسير الآية رقم (126):

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)}
{وَللَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض} ملكاً وخلقاً وعبيداً {وَكَانَ الله بِكُلّ شَئ مُّحِيطاً} علماً وقدرة أي لم يزل متصفاً بذلك.

.تفسير الآية رقم (127):

{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}
{وَيَسْتَفْتُونَكَ} يطلبون منك الفتوى {فِي} شأن {النساء} وميراثهن {قُلْ} لهم {الله يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يتلى عَلَيْكُمْ فِي الكتاب} القرآن من آية الميراث ويفتيكم أيضا {فِي يتامى النساء الاتى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ} فرض {لَهُنَّ} من الميراث {وَتَرْغَبُونَ} أيها الأولياء عن {أَن تَنكِحُوهُنَّ} لدمامتهن وتعضلوهن أن يتزوجن طمعاً في ميراثهن أي يفتيكم أن لا تفعلوا ذلك {وَ} في {المستضعفين} الصغار {مِنَ الولدان} أن تعطوهم حقوقهم {وَ} يأمركم {أَن تَقُومُواْ لليتامى بالقسط} بالعدل في الميراث والمهر {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله كَانَ بِهِ عَلِيماً} فيجازيكم به.

.تفسير الآية رقم (128):

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}
{وَإِنِ امرأة} مرفوع بفعل يفسره {خَافَتْ} توقعت {مِن بَعْلِهَا} زوجها {نُشُوزاً} ترفعا عليها بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها {أَوْ إِعْرَاضاً} عنها بوجهه {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصّالحا} فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد، وفي قراءة {يُصلحا} من (أصلح) {يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} في القسم والنفقة بأن تترك له شيئاً طلباً لبقاء الصحبة فإن رضيت بذلك وإلا فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها {والصلح خَيْرٌ} من الفرقة والنشوز والإعراض، قال تعالىللهُ في بيان ما جبل عليه الإنسان {وَأُحْضِرَتِ الأنفس الشح} شدّة البخل أي جبلت عليه فكأنها حاضرته لا تغيب عنه، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها والرجل لا يكاد يسمح عليها بنفسه إذا أحب غيرها {وَإِن تُحْسِنُواْ} عشرة النساء {وَتَتَّقُواْ} الجور عليهن {فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} فيجازيكم به.

.تفسير الآية رقم (129):

{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129)}
{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ} تُسَوُّوا {بَيْنَ النساء} في المحبة {وَلَوْ حَرَصْتُمْ} على ذلك {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الميل} إلى التي تحبونها في القسم والنفقة {فَتَذَرُوهَا} أي تتركوا المُمَال عنها {كالمعلقة} التي لا هي أَيّمٌ ولا ذات بعل {وَإِن تُصْلِحُواْ} بالعدل بالقسم {وَتَتَّقُواْ} الجور {فَإِنَّ الله كَانَ غَفُوراً} لما في قلبكم من الميل {رَّحِيماً} بكم في ذلك.

.تفسير الآية رقم (130):

{وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)}
{وَإِن يَتَفَرَّقَا} أي الزوجان بالطلاق {يُغْنِ الله كُلاًّ} عن صاحبه {مّن سَعَتِهِ} أي فضله بأن يرزقها زوجاً غيره ويرزقه غيرها {وَكَانَ الله واسعا} لخلقه في الفضل {حَكِيماً} فيما دبره لهم.

.تفسير الآية رقم (131):

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131)}
{وَللَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الذين أُوتُواْ الكتاب} بمعنى الكتب {مِن قَبْلِكُمْ} أي اليهود والنصارى {وإياكم} يا أهل القرآن {أن} أي بأن {اتقوا الله} خافوا عقابه بأن تطيعوه {وَ} قلنا لهم ولكم {مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ} بما وُصّيتم به {فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض} خلقاً وملكاً وعبيداً فلا يضره كفركم {وَكَانَ الله غَنِيّاً} عن خلقه وعبادتهم {حَمِيداً} محموداً في صنعه بهم.

.تفسير الآية رقم (132):

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132)}
{وَللَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض} كرّره تأكيداً لتقرير موجب التقوى {وكفى بالله وَكِيلاً} شهيداً بأنّ ما فيهما له.

.تفسير الآية رقم (133):

{إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133)}
{إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} يا {أَيُّهَا الناس وَيَأْتِ بِئَاخَرِينَ} بدلكم {وَكَانَ الله على ذلك قَدِيراً}.

.تفسير الآية رقم (134):

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)}
{مَن كَانَ يُرِيدُ} بعمله {ثَوَابَ الدنيا فَعِندَ الله ثَوَابُ الدنيا والأخرة} لمن أراده لا عند غيره فلم يطلب أحدهم الأخس وهلا طلب الأعلى بإخلاص له حيث كان مطلبه لا يوجد إلا عنده؟! {وَكَانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً}.

.تفسير الآية رقم (135):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ} قائمين {بالقسط} بالعدل {شُهَدَآء} بالحق {لِلَّهِ وَلَوْ} كانت الشهادة {على أَنفُسِكُمْ} فاشهدوا عليها بأن تقرّوا بالحق ولا تكتموه {أَوِ} على {الوالدين والأقربين إِن يَكُنْ} المشهود عليه {غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فالله أولى بِهِمَا} منكم وأعلم بمصالحهما {فَلاَ تَتَّبِعُواْ الهوى} في شهادتكم بأن تحابوا الغني لرضاه أو الفقير رحمة له ل {أن} لا {تَعْدِلُواْ} تميلوا عن الحق {وَإِنْ تَلْوواْ} تحرفوا الشهادة، وفي قراءة {تلوا} بحذف الواو الأولى تخفيفا {تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ} عن أدائها {فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} فيجازيكم به.

.تفسير الآية رقم (136):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ} داوموا على الإيمان {بالله وَرَسُولِهِ والكتاب الذي نَزَّلَ على رَسُولِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن {والكتاب الذي أَنَزَلَ مِن قَبْلُ} على الرسل بمعنى (الكتب) وفي قراءة بالبناء للفاعل في الفعلين (نزّل أنزل) {وَمَن يَكْفُرْ بالله وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليوم الأخر فَقَدْ ضَلَّ ضلالا بَعِيداً} عن الحدق.

.تفسير الآية رقم (137):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ} بموسى وهم اليهود {ثُمَّ ءَامَنُواْ} بعبادة العجل {ثُمَّ كَفَرُواْ} بعده {ثُمَّ كَفَرُواْ} بعيسى {ثُمَّ ازدادوا كُفْراً} بمحمد {لَّمْ يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ} ما أقاموا عليه {وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} طريقاً إلى الحق.

.تفسير الآية رقم (138):

{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)}
{بُشِّرِ} أخبر يا محمد {المنافقين بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} مؤلماً هو عذاب النار.