فصل: تفسير الآية رقم (139):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (139):

{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)}
{الذين} بدل أو نعت للمنافقين {يَتَّخِذُونَ الكافرين أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ المؤمنين} لما يتوهمون فيهم من القوّة {أَيَبْتَغُونَ} يطلبون {عِندَهُمُ العزة} استفهام إنكاري، أي لا يجدونها عندهم {فَإِنَّ العزة لِلَّهِ جَمِيعاً} في الدنيا والآخرة ولا ينالها إلا أولياؤه.

.تفسير الآية رقم (140):

{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)}
{وَقَدْ نَزَّلَ} بالبناء للفاعل والمفعول (نُزّل) {عَلَيْكُمْ فِي الكتاب} القرآن في سورة [الأنعام: 68] {أَن} مخففة واسمها محذوف، أي أنه {إذا سَمِعْتُمْ ءايات اللهِ} القرآن {يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ} أي الكافرين والمستهزئين {حتى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً} إن قعدتم معهم {مِّثْلُهُمْ} في الإِثم {إِنَّ الله جَامِعُ المنافقين والكافرين فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} كما اجتمعوا في الدنيا على الكفر والاستهزاء.

.تفسير الآية رقم (141):

{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)}
{الذين} بدل من الذين (الذين) قبله {يَتَرَبَّصُونَ} ينتظرون {بِكُمْ} الدوائر {فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ} ظفر وغنيمة {مِّنَ الله قَالُواْ} لكم {أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ} في الدين والجهاد فأعطونا من الغنيمة {وَإِن كَانَ للكافرين نَصِيبٌ} من الظفر عليكم {قَالُواْ} لهم {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ} نستول {عَلَيْكُمْ} ونقدر على أخذكم وقتلكم فأبقينا عليكم؟ {وَ} ألم {نَمْنَعَكُمْ مِّنَ المؤمنين} أن يظفروا بكم بتخذيلهم ومراسَلتِكم بأخبارهم؟ فلنا عليكم المِنَّة، قال تعالى: {فالله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} وبينهم {يَوْمُ القيامة} بأن يدخلكم الجنة ويدخلهم النار {وَلَن يَجْعَلَ الله للكافرين عَلَى المؤمنين سَبِيلاً} طريقاً بالاستئصال.

.تفسير الآية رقم (142):

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)}
{إِنَّ المنافقين يخادعون الله} بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية {وَهُوَ خَادِعُهُمْ} مجازيهم على خداعهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة {وَإذا قامُواْ إلى الصلاة} مع المؤمنين {قَامُواْ كسالى} متثاقلين {يرآءن الناس} بصلاتهم {وَلاَ يَذْكُرُونَ الله} يصلّون {إِلاَّ قَلِيلاً} رياء.

.تفسير الآية رقم (143):

{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143)}
{مُّذَبْذَبِينَ} متردّدين {بَيْنَ ذلك} الكفر والإيمان {لا} منسوبين {إلى هؤلاءآء} أي الكفار {وَلآ إِلَى هؤلاءآء} أي المؤمنين {وَمَن يُضْلِلِ} ه {الله فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} طريقاً إلى الهدى.

.تفسير الآية رقم (144):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144)}
{سَبِيلاً ياأيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الكافرين أَوْلِيآءَ مِن دُونِ المؤمنين أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيْكُمْ} بموالاتهم {سلطانا مُّبِيناً} برهاناً بَيِّنا على نفاقكم؟

.تفسير الآية رقم (145):

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)}
{إِنَّ المنافقين فِي الدرك} المكان {الأسفل مِنَ النار} وهو قعرها {وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} مانعاً من العذاب.

.تفسير الآية رقم (146):

{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)}
{إِلاَّ الذين تَابُواْ} من النفاق {وَأَصْلَحُواْ} عملهم {واعتصموا} وَثِقُوا {بالله وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ} من الرياء {فَأُوْلَئِكَ مَعَ المؤمنين} فيما يُؤتونه {وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين أَجْراً عَظِيماً} في الآخرة هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (147):

{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)}
{مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ} نعمه {وَءامَنتُمْ} به والاستفهام بمعنى النفي أي لا يعذبكم {وَكَانَ الله شَاكِراً} لأعمال المؤمنين بالإِثابة {عَلِيماً} بخلقه.

.تفسير الآية رقم (148):

{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)}
{لاَّ يُحِبُّ الله الجهر بالسوء مِنَ القول} من أحد أي يعاقبه عليه {إَلاَّ مَن ظُلِمَ} فلا يؤاخذه بالجهر به بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه {وَكَانَ الله سَمِيعاً} لما يقال {عَلِيماً} بما يفعل.

.تفسير الآية رقم (149):

{إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)}
{إِن تُبْدُواْ} تظهروا {خَيْرًا} من أعمال البر {أَوْ تُخْفُوه} تعملوه سراً {أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوءٍ} ظلم {فَإِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}.

.تفسير الآية رقم (150):

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150)}
{إِنَّ الذين يَكْفُرُونَ بالله وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرّقُواْ بَيْنَ الله وَرُسُلِهِ} بأن يؤمنوا به دونهم {وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ} من الرسل {وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} منهم {وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذلك} الكفر والإيمان {سَبِيلاً} طريقاً يذهبون إليه.

.تفسير الآية رقم (151):

{أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)}
{أُوْلَئِكَ هُمُ الكافرون حَقّاً} مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله {وَأَعْتَدْنَا للكافرين عَذَاباً مُّهِيناً} ذا إهانة وهو عذاب النار.

.تفسير الآية رقم (152):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152)}
{والذين ءامَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ} كلهم {وَلَمْ يُفَرّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ} بالنون والياء {فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ} ثواب أعمالهم {وَكَانَ الله غَفُوراً} لأوليائه {رَّحِيماً} بأهل طاعته.

.تفسير الآية رقم (153):

{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)}
{يَسْئَلُكَ} يا محمد {أَهْلُ الكتاب} اليهود {أَن تُنَزّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مِّنَ السماء} جملةً كما أنزل الله على موسى تعنتا فإن استكبرت ذلك {فَقَدْ سَأَلُواْ} أي آباؤهم {موسى أَكْبَرَ} أعظم {مِن ذلك فَقَالُواْ أَرِنَا الله جَهْرَةً} عياناً {فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة} الموت عقاباً لهم {بِظُلْمِهِمْ} حيث تعنتوا في السؤال {ثُمَّ اتخذوا العجل} إلهاً {مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينات} المعجزات على وحدانية الله {فَعَفَوْنَا عَن ذلك} ولم نستأصلهم {وَءَاتَيْنَا موسىسلطانا مُّبيناً} تسلطاً بيناً ظاهراً عليهم حيث أمرهم بقتل أنفسهم توبة فأطاعوه.

.تفسير الآية رقم (154):

{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154)}
{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور} الجبل {بميثاقهم} بسبب أخذ الميثاق عليهم ليخافوا فيقبلوه {وَقُلْنَا لَهُمُ} وهو مُظِلُّ عليهم {ادخلوا الباب} باب القرية {سُجَّدًا} سجود انحناء {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ} وفي قراءة بفتح العين وتشديد الدال [تعدّوا] وفيه إدغام التاء في الأصل في الدال أي لا تعتدوا {فِي السبت} باصطياد الحيتان فيه {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ ميثاقا غَلِيظاً} على ذلك فنقضوه.

.تفسير الآية رقم (155):

{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)}
{فَبِمَا نَقْضِهِم} (ما) زائدة والباء للسببية متعلقة بمحذوف، أي لعناهم بسبب نقضهم {ميثاقهم وَكُفْرِهِم بئايات الله وَقَتْلِهِمُ الانبياء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ} للنبي صلى الله عليه وسلم {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} لا تعي كلامك {بَلْ طَبَعَ} ختم {الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} فلا تعي وعظاً {فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه.

.تفسير الآية رقم (156):

{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)}
{وَبِكُفْرِهِمْ} ثانياً بعيسى وكرّر الباء للفصل بينه وبين ما عُطِفَ عليه {وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بهتانا عَظِيماً} حيث رمَوها بالزنا.

.تفسير الآية رقم (157):

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)}
{وَقَوْلِهِمْ} مفتخرين {إِنَّا قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله} في زعمهم أي بمجموع ذلك عذبناهم، قال تعالى تكذيباً لهم {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبِّهَ لَهُمْ} المقتول والمصلوب- وهو صاحبهم- بعيسى أي ألقى الله عليه شبهه فظنوه إياه {وَإِنَّ الذين اختلفوا فِيهِ} أي في عيسى {لَفِى شَكٍّ مّنْهُ} من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول: الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به، وقال آخرون: بل هو هو {مَا لَهُمْ بِهِ} بقتله {مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتباع الظن} استثناء منقطع، أي لكن يتبعون فيه الظنّ الذي تخيّلوه {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} حال مؤكدة لنفي القتل.

.تفسير الآية رقم (158):

{بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)}
{بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ وَكَانَ الله عَزِيزاً} في ملكه {حَكِيماً} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (159):

{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}
{وَإن} ما {مِّنْ أَهْلِ الكتاب} أحد {إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} بعيسى {قَبْلَ مَوْتِهِ} أي الكتابي حين يعاين ملائكة الموت فلا ينفعه إيمانه أو قبل موت عيسى لما ينزل قرب الساعة كما ورد في حديث {وَيَوْمَ القيامة يَكُونُ} عيسى {عَلَيْهِمْ شَهِيداً} بما فعلوه لما بُعِثَ إليهم.

.تفسير الآية رقم (160):

{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160)}
{فَبِظُلْمٍ} أي فبسبب ظلم {مِّنَ الذين هَادُواْ} هم اليهود {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طيبات أُحِلَّتْ لَهُمْ} هي التي في قوله تعالى {حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ} [146: 6] الآية {وَبِصَدّهِمْ} الناس {عَن سَبِيلِ الله} دينه صداً {كَثِيراً}.

.تفسير الآية رقم (161):

{وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)}
{وَأَخْذِهِمُ الربا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ} في التوراة {وَأَكْلِهِمْ أموال الناس بالباطل} بالرشا في الحكم {وَأَعْتَدْنَا للكافرين مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} مؤلماً.

.تفسير الآية رقم (162):

{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)}
{لكن الراسخون} الثابتون {فِي العلم مِنْهُمْ} كعبد الله بن سلام {والمؤمنون} المهاجرون والأنصار {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} من الكتب {والمقيمين الصلاة} نصب على المدح وقرئ بالرفع {والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الأخر أولئك سَنُؤْتِيهِمْ} بالنون والياء {أَجْراً عَظِيماً} هو الجنة.