فصل: تفسير الآية رقم (65):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (65):

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65)}
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكتاب ءَامَنُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم {واتقوا} الكفر {لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم}.

.تفسير الآية رقم (66):

{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)}
{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل} بالعمل بما فيهما ومنه الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم {وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ} من الكتب {مّن رَّبّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} بأن يوسع عليهم الرزق ويفيض من كل جهة {مّنْهُمْ أُمَّةٌ} جماعة {مُّقْتَصِدَةٌ} تعمل به وهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام وأصحابه {وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ سَاءَ} بئس {مَا} شيئاً {يَعْمَلُونَ} ه.

.تفسير الآية رقم (67):

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)}
{ياأيها الرسول بَلّغْ} جميع {مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ} ولا تكتم منه شيئاً خوفاً أن تنال بمكروه {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ} أي لم تبلغ جميع ما أُنزل إليك {فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} بالإفراد والجمع [رسالاته] لأنّ كتمان بعضها ككتمان كلها {والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس} أن يقتلوك وكان صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزلت فقال: «انصرفوا فقد عصمني الله» رواه الحاكم {إِنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (68):

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}
{قُلْ ياأهل الكتاب لَسْتُمْ على شَئ} من الدّين معتدّ به {حتى تُقِيمُواْ التوراة والإنجيل وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رَّبّكُمْ} بأن تعملوا بما فيه ومنه الإيمان بي {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ} من القرآن {طغيانا وَكُفْراً} لكفرهم به {فَلاَ تَأْسَ} تحزن {عَلَى القوم الكافرين} إن لم يؤمنوا بك أي لا تهتم بهم.

.تفسير الآية رقم (69):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ والذين هَادُواْ} هم اليهود مبتدأ {والصابئون} فرقة منهم {والنصارى} ويبدل من المبتدأ {مَنْ ءَامَنَ} منهم {بالله واليوم الأخر وعَمِلَ صالحا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} في الآخرة خبر المبتدأ ودالّ على خبر (إنّ).

.تفسير الآية رقم (70):

{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)}
{لَقَدْ أَخَذْنَا ميثاق بَنِى إسراءيل} على الإيمان بالله ورسله {وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ} منهم {بِمَا لاَ تهوى أَنفُسُهُمْ} من الحق كذبوه {فَرِيقاً} منهم {كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً} منهم {يَقْتُلُونَ} كزكريا ويحيى والتعبير به دون (قتلوا) حكاية للحال الماضية للفاصلة.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)}
{وَحَسِبُواْ} ظنوا {أَلاَّ تَكُونَ} بالرفع فـ (أن) مخففة والنصب فهي ناصبة أي تقع {فِتْنَةٌ} عذاب بهم على تكذيب الرسل وقتلهم {فَعَمُواْ} عن الحق فلم يبصروه {وَصَمُّواْ} عن استماعه {ثُمَّ تَابَ الله عَلَيْهِمْ} لما تابوا {ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ} ثانياً {كَثِيرٌ مّنْهُمْ} بدل من الضمير {والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} فيجازيهم به.

.تفسير الآية رقم (72):

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)}
{لَّقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله هُوَ المسيح ابن مَرْيَمَ} سبق مثله [17: 5] {وَقَالَ} لهم {المسيح يابنى إسراءيل *اعبدوا الله رَبّى وَرَبَّكُمْ} فإني عبد ولست بإله {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بالله} في العبادة غيره {فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الجنة} منعه أن يدخلها {ومأواه النار وَمَا للظالمين مِنْ} زائدة {أَنصَارٍ} يمنعونهم من عذاب الله.

.تفسير الآية رقم (73):

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}
{لَّقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله ثَالِثُ} آلهة {ثلاثة} أي أحدها والآخران عيسى وأُمّه وهم فرقة من النصارى {وَمَا مِنْ إله إِلاَّ إله واحد وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ} من التثليث ويوحِّدوا {لَيَمَسَّنَّ الذين كَفَرُواْ} أي ثبتوا على الكفر {مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم وهو النار.

.تفسير الآية رقم (74):

{أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)}
{أَفَلاَ يَتُوبُونَ إلى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} مما قالوا؟ استفهام توبيخ {والله غَفُورٌ} لمن تاب {رَّحِيمٌ} به.

.تفسير الآية رقم (75):

{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}
{مَّا المسيح ابن مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ} مضت {مِن قَبْلِهِ الرسل} فهو يمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى {وَأُمُّهُ صِدّيقَةٌ} مبالغة في الصدق {كَانَا يَأْكُلاَنِ الطعام} كغيرهما من الحيوانات ومن كان كذلك لا يكون إلهاً لتركيبه وضعفه وما ينشأ منه من البول والغائط {أَنظُرْ} متعجباً {كَيْفَ نُبَيّنُ لَهُمُ الأيات} على وحدانيتنا {ثُمَّ انظر أنى} كيف {يُؤْفَكُونَ} يصرفون عن الحق مع قيام البرهان.

.تفسير الآية رقم (76):

{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} أي غيره {مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً والله هُوَ السميع} لأقوالكم {العليم} بأحوالكم؟ والاستفهام للانكار.

.تفسير الآية رقم (77):

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)}
{قُلْ ياأهل الكتاب} اليهود والنصارى {لاَ تَغْلُواْ} تجاوزوا الحدّ {فِي دِينِكُمْ} غلوا {غَيْرَ الحق} بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه {وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ} بغُلُوِّهم وهم أسلافُهم {وَأَضَلُّواْ كَثِيراً} من الناس {وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السبيل} طريق الحق و(السواء) في الأصل الوسط.

.تفسير الآية رقم (78):

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)}
{لُعِنَ الذين كَفَرُواْ مِن بَنِى إسراءيل على لِسَانِ دَاوُودُ} بأن دعا عليهم فمسخوا قردة وهم أصحابـ (إيلة) {وَعِيسَى ابن مَرْيَمَ} بأن دعا عليهم فمسخوا خنازير وهم أصحاب المائدة {ذلك} اللعن {بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}.

.تفسير الآية رقم (79):

{كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)}
{كَانُواْ لاَ يَتَناهَوْنَ} أي لا ينهى بعضهم بعضاً {عَنْ} معاودة {مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} فعلهم هذا.

.تفسير الآية رقم (80):

{تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)}
{تَرَى} يا محمد {كَثِيراً مّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الذين كَفَرُواْ} من أهل مكة بغضاً لك {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ} من العمل لمعادهم الموجب لهم {أَن سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِى العذاب هُمْ خالدون}.

.تفسير الآية رقم (81):

{وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}
{وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْلهِ والنَّبِىّ} محمد {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتخذوهم} أي الكفار {أَوْلِيَاءَ ولكن كَثِيراً مّنْهُمْ فاسقون} خارجون عن الإيمان.

.تفسير الآية رقم (82):

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)}
{لَتَجِدَنَّ} يا محمد {أَشَدَّ الناس عَدَاوَةً لّلَّذِينَ ءَامَنُواْ اليهود والذين أَشْرَكُواْ} من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وانهماكهم في اتباع الهوى {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لّلَّذِينَ ءَامَنُواْ الذين قَالُواْ إِنَّا نصارى ذلك} أي قرب مودّتهم للمؤمنين {بِأَنَّ} بسبب أن {مِنْهُمْ قِسّيسِينَ} علماء {وَرُهْبَاناً} عُبَّاداً {وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة:

.تفسير الآية رقم (83):

{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)}
نزلت في وفد النجاشي القادمين عليهم من الحبشة: قرأ صلى الله عليه وسلم سورة (يس) فبكوا وأسلموا وقالوا: ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرسول} من القرآن {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق يَقُولُونَ رَبَّنَا ءَامَنَّا} صدّقنا بنبيك وكتابك {فاكتبنا مَعَ الشاهدين} المقرّين بتصديقهما.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)}
{وَ} قالوا في جواب من عيرهم بالإسلام من اليهود {مَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بالله وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحق} القرآن؟ أي لا مانع لنا من الإيمان مع وجود مقتضيه {وَنَطْمَعُ} عطف على (نؤمن) {أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ القوم الصالحين} المؤمنين الجنة؟:

.تفسير الآية رقم (85):

{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}
قال تعالى {فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا وذلك جَزَاء المحسنين} بالإيمان.

.تفسير الآية رقم (86):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)}
{والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بئاياتنا أولئك أصحاب الجحيم}.

.تفسير الآية رقم (87):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}
ونزل لما همَّ قوم من الصحابة أن يلازموا الصوم والقيام ولا يقربوا النساءَ والطيب ولا يأكلوا اللحم ولا يناموا على الفراش {ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تُحَرّمُواْ طيبات مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ} تتجاوزوا أمر الله {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المعتدين}.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88)}
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حلالا طَيّباً} مفعول والجار والمجرور قبله حال متعلق به {واتقوا الله الذي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ}.