فصل: تفسير الآية رقم (64):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (64):

{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ} أعرضتم {مِن بَعْدِ ذلك} الميثاق عن الطاعة {فَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} لكم بالتوبة أو تأخير العذاب {لَكُنتُم مّنَ الخاسرين} الهالكين.

.تفسير الآية رقم (65):

{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)}
{وَلَقَدْ} لام قسم {عَلِمْتُمُ} عرفتم {الذين اعتدوا} تجاوزوا الحدّ {مِنكُمْ فِي السبت} بصيد السمك وقد نهيناهم عنه وهم أهلـ (أيلَةَ) {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين} مبعدين فكانوها، وهلكوا بعد ثلاثة أيام.

.تفسير الآية رقم (66):

{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}
{فجعلناها} أي تلك العقوبة {نكالا} عبرة مانعة من ارتكاب مثل ما عملوا {لّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} أي الأمم التي في زمانها وبعدها {وَمَوْعِظَةً لّلْمُتَّقِينَ} الله وخَصُّوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها بخلاف غيرهم.

.تفسير الآية رقم (67):

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}
{وَ} اذكر {إِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ} وقد قُتل لهم قتيل لا يُدرى قاتله وسألوه أن يدعوَ الله أن يُبَيِّنَهُ لهم فدعاه {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} مهزوءا بنا حيث تجيبنا بمثل ذلك؟ {قَالَ أَعُوذُ} أمتنع {بالله} من {أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين} المستهزئين.

.تفسير الآية رقم (68):

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}
فلما علموا أنه عَزْمٌ {قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيّنَ لَّنَا مَا هِىَ} أي ما سنها {قَالَ} موسى {إنَّهُ} أي الله {يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ} مُسِنَّة {وَلاَ بِكْرٌ} صغيرة {عَوَانٌ} نَصَفٌ {بَيْنَ ذلك} المذكور من السنين {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ} به من ذبحها.

.تفسير الآية رقم (69):

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)}
{قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا} شديدة الصفرة {تَسُرُّ الناظرين} إليها بحسنها أي تعجبهم.

.تفسير الآية رقم (70):

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)}
{قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيّنَ لَّنَا مَا هِىَ} أسائمة أم عاملة؟ {إِنَّ البقر} أي جنسه المنعوت بما ذكر {تشابه عَلَيْنَا} لكثرته فلم نهتد إلى المقصود {وَإِنَّا إِن شَاء الله لَمُهْتَدُونَ} إليهافي الحديث: «لو لم يستثنوا لما بُيّنت لهم لآخر الأبد».

.تفسير الآية رقم (71):

{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)}
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ} غير مذللة بالعمل {تُثِيرُ الأرض} تقلبها للزراعة، والجملة صفة (ذلول) داخلة في النفي {وَلاَ تَسْقِى الحرث} الأرض المهيأة للزراعة {مُّسَلَّمَةٌ} من العيوب وآثار العمل {لاَّ شِيَةَ} لون {فِيهَا} غير لونها {قَالُواْ الئان جِئْتَ بالحق} نطقت بالبيان التام فطلبوها فوجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مَسْكها ذهبا {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} لغلاء ثمنها وفي الحديث «لو ذبحوا أي بقرة كانت لأجزأتهم ولكن شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم»

.تفسير الآية رقم (72):

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فادرءتم} فيه إدغام (التاء) في الأصل في (الدال) أي تخاصمتم وتدافعتم {فِيهَا والله مُخْرِجٌ} مظهر {مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} من أمرها وهذا اعتراض وهو أول القصة.

.تفسير الآية رقم (73):

{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
{فَقُلْنَا اضربوه} أي القتيل {بِبَعْضِهَا} فُضربَ بلسانها أو عَجْب ذنبها فحيي وقال: قتلني فلان وفلان لابني عمه ومات فحُرِما الميراث وقتِلا، قال تعالى: {كذلك} الإحياء {يُحْى اللهالموتىويريكم ءاياته} دلائل قدرته {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} تتدبرون فتعلمون أن القادر على إحياء نفس واحدة قادر على إحياء نفوس كثيرة فتؤمنون.

.تفسير الآية رقم (74):

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} أيها اليهود صلبت عن قبول الحق {مِن بَعْدِ ذلك} المذكور من إحياء القتيل وما قبله من الآيات {فَهِىَ كالحجارة} في القسوة {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} منها {وَإِنَّ مِنَ الحجارة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ} فيه إدغام (التاء) في الأصل في (الشين) {فَيَخْرُجُ مِنْهُ الماء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ} ينزل من علو إلى سُفْلٍ {مِّنْ خَشْيَةِ الله} وقلوبكم لا تتأثر ولا تلين ولا تخشع {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} وإنما يؤخركم لوقتكم وفي قراءة بالتحتانية [يعلمون] وفيه الإلتفاف عن الخطاب.

.تفسير الآية رقم (75):

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}
{أَفَتَطْمَعُونَ} أيها المؤمنون {أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ} أي اليهود {لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ} طائفة {مِنْهُمْ} أحبارهم {يَسْمَعُونَ كلام الله} في التوراة {ثُمَّ يُحَرّفُونَهُ} يغيرونه {مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} فهموه {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم مفترون؟ والهمزة للإنكار أي لا تطمعوا فلهم سابقة بالكفر.

.تفسير الآية رقم (76):

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}
{وَإِذَا لَقُواْ} أي منافقوا اليهود {الذين ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا} بأن محمداً صلى الله عليه وسلم نبيّ وهو المبشر به في كتابنا {وَإِذَا خَلاَ} رجع {بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ قَالُواْ} أي رؤساؤهم الَّذين لم ينافقوا لمن نافق {أَتُحَدّثُونَهُم} أي المؤمنين {بِمَا فَتَحَ الله عَلَيْكُمْ} أي عرّفكم في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم {لِيُحَاجُّوكُم} ليخاصموكم واللام للصيرورة {بِهِ عِندَ رَبّكُمْ} في الآخرة ويقيموا عليكم الحجة في ترك اتباعه مع علمكم بصدقه؟ {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أنهم يحاجونكم إذا حدثتموهم فتنتهون.

.تفسير الآية رقم (77):

{أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}
قال تعالى {أَوَلاَ يَعْلَمُونَ} الاستفهام للتقرير والواو الداخل عليها للعطف {أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فَيرعَوُوا عن ذلك؟

.تفسير الآية رقم (78):

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}
{وَمِنْهُمْ} أي اليهود {أُمّيُّونَ} عوامّ {لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب} التوراة {إِلاَّ} لكن {أَمَانِىَّ} أكاذيب تَلَقَّوْها من رؤسائهم فاعتمدوها {وَإِن} ما {هُمْ} في جحد نبوّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وغيره مما يختلقونه {إِلاَّ يَظُنُّونَ} ظنا ولا علم لهم.

.تفسير الآية رقم (79):

{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)}
{فَوَيْلٌ} شدّة عذاب {لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ} أي مُخْتَلقاً من عندهم {ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِندِ الله لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} من الدنيا وهم اليهود غيَّروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرهما وكتبوها على خلاف ما أَنزل {فَوَيْلٌ لَّهُمْ مّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} من المختلق {وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} من الرشا جمع رشوة.

.تفسير الآية رقم (80):

{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}
{وَقَالُواْ} لما وعدهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم النارَ {لَن تَمَسَّنَا} تصيبنا {النار إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً} قليلة أربعين يوماً مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول {قُلْ} لهم يا محمد {أَتَّخَذْتُمْ} حذفت منه همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام {عِندَ الله عَهْدًا} ميثاقاً منه بذلك {فَلَن يُخْلِفَ الله عَهْدَهُ} به لا {أَمْ} بَلِ {تَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.

.تفسير الآية رقم (81):

{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)}
{بلى} تَمَسُّكم وَتُخَلَّدونَ فيها {مَن كَسَبَ سَيّئَةً} شركا {وأحاطت بِهِ خَطِيئَتُهُ} بالإفراد والجمع [خطيئاته] أي استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركاً {فأولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون} روعي فيه معنى (منَ).

.تفسير الآية رقم (82):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}
{والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (83):

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)}
{وَ} اذكر. {إِذْ أَخَذْنَا ميثاق بَنِى إسراءيل} في التوراة وقلنا {لاَ تَعْبُدُونَ} بالتاء والياء {إِلاَّ الله} خبر بمعنى النهي، وقرئ: {لا تعبدوا} {و} أحسنوا {بالوالدين إحسانا} برّاً {وَذِى القربى} القرابة عطف على (الوالدين) {واليتامى والمساكين وَقُولُواْ لِلنَّاسِ} قولاً {حُسَنًا} من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في شأن محمد والرفق بهم، وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وُصِفَ به مبالغة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَءَاتُواْ الزكوة} فقبلتم ذلك {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ} أعرضتم عن الوفاء به، فيه التفات عن الغيبة والمراد آباؤهم {إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ} عنه كآبائكم.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)}
{وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم} وقلنا {لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} تريقونها بقتل بعضكم بعضاً {وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مّن دياركم} لا يخرج بعضكم بعضاً من داره {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ} قبلتم ذلك الميثاق {وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} على أنفسكم.

.تفسير الآية رقم (85):

{ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}
{ثُمَّ أَنتُمْ} يا {هؤلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ} يقتل بعضكم بعضاً {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مّنكُم مّن ديارهم تظاهرون} فيه إدغام (التاء) في الأصل في (الظاء) وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون {علَيْهِم بالإثم} بالمعصية {والعدوان} الظلم {وَإِن يَأْتُوكُمْ أسارى} وفي قراءة {أسرى} {تُفْدوهم} وفي قراءة: {تفادوهم}: تنقذوهم من الأسر بالمال أو غيره وهو مما عُهِدَ إليهم {وَهُوَ} أي الشأن {مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ} متصل بقوله و{تخرجون} والجملة بينهما اعتراض أي كما حُرِمَ ترك الفداء، وكانت قريظةُ حالفوا الأوسَ والنضيرَ الخزرج فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أُسِرُوا فدوهم، كانوا إذا سئلوا لم تقاتلونهم وتفدونهم؟ قالوا: أُمرنا بالفداء فيقال فلم تقاتلونهم؟ فيقولون حياء أن تُسْتَذَلَّ حلفاؤنا؟ قال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتاب} وهو الفداء {وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} وهو ترك القتل والإخراج والمظاهرة؟ {فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذلك مِنكُمْ إِلاَّ خِزْىٌ} هوانٌ وذل {فِي الحياوة الدنيا} وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى الشام وضرب الجزية {وَيَوْمَ القيامة يُرَدُّونَ إلى أَشَدّ العذاب وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالياء والتاء.