فصل: تفسير الآية رقم (7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (7):

{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كتابا} مكتوباً {فِي قِرْطَاسٍ} رَقٍّ كما اقترحوه {فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} أبلغ من (عاينوه)، لأنه أنفى للشك {لَقَالَ الذين كَفَرُواْ إِنْ} ما {هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} تعنُّتاً وعناداً.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)}
{وَقَالُواْ لَوْلآ} هلا {أُنزِلَ عَلَيْهِ} على محمد صلى الله عليه وسلم {مَلَكٌ} يصدّقه {وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً} كما اقترحوا فلم يؤمنوا {لَقُضِىَ الأمر} بهلاكهم {ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ} يمهلون لتوبة أو معذرة، كعادة الله فيمن قبلهم من إهلاكهم عند وجود مقترحهم إذا لم يؤمنوا.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)}
{وَلَوْ جعلناه} أي المنزَل إليهم {مَلَكاً لجعلناه} أي الملك {رَجُلاً} أي على صورته ليتمكنوا من رؤيته إذ لا قوة للبشر على رؤية الملك {وَ} لو أنزلناه وجعلناه رجلاً {لَلَبَسْنَا} شبهنا {عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} على أنفسهم بأن يقولوا (ما هذا إلا بشر مثلكم).

.تفسير الآية رقم (10):

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
{وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم {فَحَاقَ} نزل {بالذين سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} وهو العذاب، فكذا يحيق بمن استهزأ بك.

.تفسير الآية رقم (11):

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)}
{قُلْ} لهم {سِيرُواْ فِي الأرض ثُمَّ انظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين} الرسل من هلاكهم بالعذاب ليعتبروا.

.تفسير الآية رقم (12):

{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)}
{قل لِّمن مَّا في السموات والأَرْضِ قُلِ لِلّهِ} إن لم يقولوه لا جواب غيره {كَتَبَ} قضى {على نَفْسِهِ الرحمة} فضلاً منه، وفيه تلطف في دعائهم إلى الإِيمان {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يَوْمِ القيامة} ليجازيكم بأعمالكم {لاَ رَيْبَ} شك {فِيهِ الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} بتعريضها للعذاب مبتدأ خبره {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}
{وَلَهُ} تعالى {مَا سَكَنَ} حلَّ {في اْليْلِ وَاْلنَّهَارِ} أي كل شيء فهو ربه وخالقه ومالكه {وَهُوَ السميع} لما يقال {العليم} بما يفعل.

.تفسير الآية رقم (14):

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
{قُلْ} لهم {أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً} أعبده {فَاطِرِ السموات والأرض} مبدعهما {وَهُوَ يُطْعِمُ} يرزق {وَلاَ يُطْعَمُ} ولا يُرْزق لا {قُلْ إِنِّى أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} لله من هذه الأمة {وَ} قيل لي {لاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين} به.

.تفسير الآية رقم (15):

{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
{قُلْ إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى} بعبادة غيره {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} هو يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (16):

{مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
{مَّن يُصْرَفْ} بالبناء للمفعول أي العذاب، وللفاعل أي الله، والعائد محذوف {عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ} تعالى أي أراد له الخير {وذلك الفوز المبين} النجاة الظاهرة.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
{وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ} بلاء كمرض وفقر {فَلاَ كَاشِفَ} رافع {لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ} كصحة وغنى {فَهُوَ على كُلِّ شَئ قَدُيرٌ} ومنه مَسُّكَ به ولا يقدر على ردّه عنك غيره.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
{وَهُوَ القاهر} القادر الذي لا يعجزه شيء مستعلياً {فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الحكيم} في خلقه {الخبير} ببواطنهم كظواهرهم.

.تفسير الآية رقم (19):

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}
ونزل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بمن يشهد لك بالنبوّة، فإن أهل الكتاب أنكروك {قُلْ} لهم {أَىُّ شَئ أَكْبَرُ شهادة} تمييز محوّل عن المبتدأ {قُلِ الله} إن لم يقولوه لا جواب غيره، هو {شَهِيدٌ بِيْنِى وَبَيْنَكُمْ} على صدقي {وَأُوحِىَ إلَىَّ هذا القُرْءَان لأُنذِرَكُم} أخوّفكم يا أهل مكة {بِهِ وَمَن بَلَغَ} عطف على ضمير أنذركم: أي بلغة القرآن من الإِنس والجنّ {أَئِنَّكُمْ لتشهدُونَ أن مَعَ اللهِ ءالهةً أخرى}؟ استفهام إنكار {قُلْ} لهم {لاَّ أَشْهَدُ} بذلك {قُلْ إِنَّمَا هُوَ إله واحد وَإِنَّنِى بَرِئ مّمَّا تُشْرِكُونَ} معه من الأصنام.

.تفسير الآية رقم (20):

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}
{الذينءاتيناهم الكتاب يَعْرِفُونَهُ} أي محمدا بنعته في كتابهم {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} منهم {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} به.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
{وَمَنْ} أي لا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} بنسبة الشريك إليه {أَوْ كَذَّبَ بئاياته} القرآن {أَنَّهُ} أي الشأن {لاَ يُفْلِحُ الظالمون} بذلك.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
{وَ} اذكر {يَوْمٍ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ} توبيخاً {أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} أنهم شركاء الله؟

.تفسير الآية رقم (23):

{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} بالتاء والياء {فِتْنَتُهُمْ} بالنصب والرفع أي معذرتهم {إِلاَّ أَن قَالُواْ} أي قولهم {والله رَبِّنَا} بالجرّ نعت، والنصب نداء {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}.

.تفسير الآية رقم (24):

{انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}
قال تعالى {أَنظُرْ} يا محمد {كَيْفَ كَذَبُواْ على أَنفُسِهِمْ} بنفي الشرك عنهم {وَضَلَّ} غاب {عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ه على الله من الشركاء.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} إذا قرأت {وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} أغطية ل {أن} لا {يَفْقَهُوهُ} يفهموا القرآن {وفِى ءَاذَانِهِم وَقْراً} صمماً فلا يسمعونه سماع قبول {وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ لا يُؤمِنُواْ حَتَّى إذَا جَاءوكَ يجادلونك يَقُولُ الذين كَفَرُواْ إِنْ} ما {هذا} القرآن {إِلاَّ أساطير} أكاذيب {الأولين} كالأضاحيك والأعاجيب جمع (أسطورة) بالضم.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
{وَهُمْ يَنْهَوْنَ} الناس {عَنْهُ} عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم {وَيَنئَوْنَ} يتباعدون {عَنْهُ} فلا يؤمنون به، وقيل: نزلت في (أبي طالب) وكان ينهى عن أذاه ولا يؤمن به {وَإِنْ} ما {يُهْلِكُونَ} بالنأي عنه {إِلاَّ أَنفُسَهُمْ} لأن ضرره عليهم {وَمَا يَشْعُرُونَ} بذلك.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)}
{وَلَوْ تَرَى} يا محمد {إِذْ وُقِفُواْ} عرضوا {عَلَى النار فَقَالُواْ يالَيْتَنَا} للتنبيه {ليتنا نُرَدُّ} إلى الدنيا {وَلاَ نُكَذِّبَ بئايات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين} برفع الفعلين استئنافاً، ونصبهما في جواب التمني، ورفع الأوّل ونصب الثاني، وجواب (لو) لرأيت أمراً عظيماً.

.تفسير الآية رقم (28):

{بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
قال تعالى {بَلِ} للإِضراب عن إرادة الإيمان المفهوم من التمني {بَدَا} ظهر {لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ} يكتمون بقولهم {والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} بشهادة جوارحهم، فتمنوا ذلك {وَلَوْ رُدُّواْ} إلى الدنيا فرضا {لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} من الشرك {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} في وعدهم بالإيمان.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}
{وَقَالُواْ} أي منكرو البعث {ءانٍ} ما {هِىَ} أي الحياة {إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}
{وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ} عُرِضوا {على رَبّهِمْ} لرأيت أمراً عظيماً {قَالَ} لهم على لسان الملائكة توبيخاً {أَلَيْسَ هذا} البعث والحساب {بالحق قَالُواْ بلى وَرَبِّنَا} إنه لحقّ {قَالَ فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} به في الدنيا.

.تفسير الآية رقم (31):

{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
{قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاءِ الله} بالبعث {حتى} غاية للتكذيب {إِذَا جَاءتْهُمُ الساعة} القيامة {بَغْتَةً} فجأة {قَالُواْ يَحَسْرَتَنَا} هي شدّة التألم ونداؤها مجاز أي هذا أوانك فاحضري {على مَا فَرَّطْنَا} قصَّرنا {فِيهَا} أي الدنيا {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ} بأن تأتيهم عند البعث في أقبح شيء صورة وأنتنه ريحاً فتركبهم {أَلاَ سَآءَ} بئس {مَا يَزِرُونَ} يحملونه حملهم ذلك.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
{وَمَا الحياة الدنيا} أي الاشتغال بها {إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} وأما الطاعات وما يعين عليها فمن أمور الآخرة {وَلَلدَّارُ الاخرة} وفي قراءة {ولدار الآخرة} أي الجنة {خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الشرك {أَفَلاَ يَعْقِلُونَ}- بالياء والتاء- ذلك فيؤمنون.

.تفسير الآية رقم (33):

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
{قَدْ} للتحقيق {نَعْلَمُ إِنَّهُ} أي الشأن {لَيَحْزُنُكَ الذي يَقُولُونَ} لك من التكذيب {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ} في السر لعلمهم أنك صادق. وفي قراءة بالتخفيف [يُكَذِبُونَكَ] أي لا ينسبونك إلى الكذب {ولكن الظالمين} وضعه موضع المضمر {بئايات الله} القرآن {يَجْحَدُونَ} يكذبون.