فصل: تفسير الآية رقم (34):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (34):

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ} فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم {فَصَبَرُواْ على مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ حتى أتاهم نَصْرُنَا} بإهلاك قومهم فاصبر حتى يأتيك النصر بإهلاك قومك {وَلاَ مُبَدِّلَ لكلمات الله} مواعيده {وَلَقدْ جآءَكَ مِن نَّبَإِىْ المرسلين} ما يسكن به قلبك.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
{وَإِن كَانَ كَبُرَ} عظم {عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} عن الإسلام لحرصك عليهم {فَإِن استطعت أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً} سرباً {فِي الأرض أَوْ سُلَّماً} مصعداً {فِي اسمآء فَتَأْتِيَهُمْ بِئَايَةٍ} مما اقترحوا فافعل، المعنى أنك لا تستطيع ذلك فاصبر حتى يحكم الله {وَلَوْ شَاءَ الله} هدايتهم {لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى} ولكن لم يشأ ذلك فلم يؤمنوا {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الجاهلين} بذلك.

.تفسير الآية رقم (36):

{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ} دعاءك إلى الإِيمان {الذين يَسْمَعُونَ} سماع تفهم واعتبار {والموتى} أي الكفار شبههم بهم في عدم السماع {يَبْعَثُهُمُ الله} في الآخرة {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يردّون فيجازيهم بأعمالهم.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
{وَقَالُواْ} أي كفار مكة {لَوْلاَ} هلا {نُزّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مّن رَّبِّهِ} كالناقة والعصا والمائدة {قُلْ} لهم {إِنَّ الله قَادِرٌ على أَن يُنَزِّلَ} بالتشديد والتخفيف {ءَايَةً} مما اقترحوا {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أنّ نزولها بلاء عليهم لوجوب هلاكهم إن جحدوها.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
{وَمَا مِنْ} زائدة {دَآبَّةٍ} تمشي {فِي الأرض وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ} في الهواء {بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أمثالكم} في تدبير خلقها ورزقها وأحوالها {مَّا فَرَّطْنَا} تركنا {فِي الكتاب} اللوح المحفوظ {مِنْ} زائدة {شَئ} فلم نكتبه {ثُمَّ إلى رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ} فيقضي بينهم، ويقتص للجماء من القرناء، ثم يقول لهم كونوا تراباً.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
{والذين كَذَّبُواْ بئاياتنا} القرآن {صُمٌّ} عن سماعها سماع قبول {وَبُكْمٌ} عن النطق بالحق {فِي الظلمات} الكفر {مَن يَشَإِ الله} إضلاله {يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ} هدايته {يَجْعَلْهُ على صراط} طريق {مُّسْتَقِيمٍ} دين الإسلام.

.تفسير الآية رقم (40):

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
{قُلْ} يا محمد لأهل مكة {أَرءَيْتُكُم} أخبروني {إِنْ أتاكم عَذَابُ الله} في الدنيا {أَوْ أَتَتْكُمْ الساعة} القيامة المشتملة عليه بغتة {أَغَيْرَ الله تَدْعُونَ} لا {إِن كُنتُمْ صادقين} في أنّ الأصنام تنفعكم فادعوها.

.تفسير الآية رقم (41):

{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
{بَلْ إِيَّاهُ} لا غيره {تَدْعُونَ} في الشدائد {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ} أن يكشفه عنكم من الضرّ ونحوه {إِن شَاءَ} كشفه {وَتَنسَوْنَ} تتركون {مَا تُشْرِكُونَ} معه من الأصنام فلا تدعونه.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}
{وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إلى أُمَمٍ مِّن} زائدة {قَبْلِكَ} رسلاً فكذبوهم {فأخذناهم بالبأساء} شدّة الفقر {والضراء} المرض {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} يتذللون فيؤمنون.

.تفسير الآية رقم (43):

{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)}
{فَلَوْلا} فهلا {إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا} عذابنا {تَضَرَّعُواْ} أي لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضي له {ولكن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} فلم تلن للإِيمان {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} من المعاصي فأصرّوا عليها.

.تفسير الآية رقم (44):

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}
{فَلَمَّا نَسُواْ} تركوا {مَا ذُكّرُواْ} وُعِظُوا وخُوِّفوا {بِهِ} من البأساء والضرّاء فلم يتعظوا {فَتَحْنَا} بالتخفيف والتشديد {عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَئ} من النعم استدراجاً لهم {حتى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ} فَرَحَ بَطَرٍ {أخذناهم} بالعذاب {بَغْتَةً} فجأة {فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ} آيسون من كل خير.

.تفسير الآية رقم (45):

{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}
{فَقُطِعَ دَابِرُ القوم الذين ظَلَمُواْ} أي آخرهم بأن استؤصلوا {والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} على نصر الرسل وإهلاك الكافرين.

.تفسير الآية رقم (46):

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}
{قُلْ} لأهل مكة {أَرَءَيْتُمْ} أخبروني {إِنْ أَخَذَ الله سَمْعَكُمْ} أصمّكم {وأبصاركم} أعماكم {وَخَتَمَ} طبع {على قُلُوبِكُمْ} فلا تعرفون شيئاً {مَّنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِهِ} بما أخذه منكم بزعمكم؟ {انظر كَيْفَ نُصَرِّفُ} نبيِّن {الأيات} الدلالات على وحدانيتنا {ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} يُعرضون عنها فلا يؤمنون.

.تفسير الآية رقم (47):

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}
{قُلْ} لهم {أَرءَيْتَكُمْ إِنْ أتاكم عَذَابُ الله بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً} ليلاً أو نهاراً {هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الظالمون} الكافرون؟ أي ما يهلك إلا هم.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}
{وَمَا نُرْسِلُ المرسلين إِلاَّ مُبَشِّرِينَ} من آمن بالجنة {وَمُنذِرِينَ} من كفر بالنار {فَمَنْ ءَامَنَ} بهم {وَأَصْلَحَ} عمله {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
{والذين كَذَّبُواْ بئاياتنا يَمَسُّهُمُ العذاب بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} يخرجون عن الطاعة.

.تفسير الآية رقم (50):

{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
{قُلْ} لهم {لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ الله} التي منها يرزق {وَلاَ} أَنِّي {أَعْلَمُ الغيب} ما غاب عني ولم يُوحَ إليّ {وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ} من الملائكة {إن} ما {أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الاعمى} الكافر {والبصير} المؤمن لا {أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} في ذلك فتؤمنوا؟.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}
{وَأَنذِرْ} خَوِّف {به} أي بالقرآن {الذين يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ} أي غيره {وَلِيُّ} ينصرهم {وَلاَ شَفِيعٌ} يشفع لهم وجملة النفي حال من ضمير (يحشروا) وهي محل الخوف، والمراد بهم المؤمنون العاصون {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الله بإقلاعهم عما هم فيه وعمل الطاعات.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
{وَلاَ تَطْرُدِ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشى يُرِيدُونَ} بعبادتهم {وَجْهَهُ} تعالى لا شيئاً من أعراض الدنيا وهم الفقراء، وكان المشركون طعنوا فيهم وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك طمعاً في إسلامهم {مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن} زائدة {شَئ} إن كان باطنهم غير مرضيّ {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَئ فَتَطْرُدَهُمْ} جواب النفي {فَتَكُونَ مِنَ الظالمين} إن فعلت ذلك.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
{وكذلك فَتَنَّا} ابتلينا {بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} أي الشريف بالوضيع والغني بالفقير بأن قدّمناه بالسبق إلى الإِيمان {لِّيَقُولواْ} أي الشرفاء والأغنياء منكرين {أهؤلاء} الفقراء {مَنَّ الله عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا} بالهداية؟ أي لو كان ما هم عليه هدى ما سبقونا إليه. قال تعالى {أَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بالشاكرين} له فيهديهم؟ بلى.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}
{وَإِذَا جَاءَكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا فَقُلْ} لهم {سلام عَلَيْكُمْ كَتَبَ} قضى {رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة إِنَّهُ} أي الشأن، وفي قراءة بالفتح {أنه} بدل من (الرحمة) {مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءا بِجَهَالَةٍ} منه حيث ارتكبه {ثُمَّ تَابَ} رجع {مِن بَعْدِهِ} بعد عمله عنه {وَأَصْلَحَ} عمله {فَإِنَّهُ} أي الله {غَفُورٌ} له {رَّحِيمٌ} به، وفي قراءة بالفتحل [أنه] أي فالمغفرة له.

.تفسير الآية رقم (55):

{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)}
{وكذلك} كما بينا ما ذكر {نُفَصِّلُ} نبيِن {الأيات} القرآن ليظهر الحق فيعمل به {وَلِتَسْتَبِينَ} تظهر {سَبِيلُ} طريق {المجرمين} فتُجتَنَب، وفي قراءة: بالتحتانية، وفي أخرى بالفوقانية ونصب {سبيل} خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (56):

{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)}
{قُلْ إِنّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ} تعبدون {مِن دُونِ الله قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ} في عبادتها {قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً} ان اتبعتها {وَمَا أَنَاْ مِنَ المهتدين}.

.تفسير الآية رقم (57):

{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}
{قُلْ إِنِّى على بَيِّنَةٍ} بيان {مِّن رَّبِّى و} قد {كَذَّبْتُمْ بِهِ} بربي حيث أشركتم {مَا عِندِى مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} من العذاب {ان} ما {الحكم} في ذلك وغيره {إِلاَّ لِلَّهِ يَقُضِ} القضاء {الحق وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين} الحاكمين وفي قراءة {يَقُصُّ} أي يقول.

.تفسير الآية رقم (58):

{قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}
{قُلْ} لهم {لَّوْ أَنَّ عِندِى مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِىَ الأمر بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ} بأن أعجله لكم وأستريح، ولكنه عند الله {والله أَعْلَمُ بالظالمين} متى يعاقبهم.

.تفسير الآية رقم (59):

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)}
{وَعِندَهُ} تعالى {مَفَاتِحُ الغيب} خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه {لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} وهي الخمسة التي في قوله: {إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ الساعة} [34: 31] الآية كما رواه البخاري {وَيَعْلَمُ مَا} يَحدث {فِي البر} القفار {والبحر} القرى التي على الأنهار {وَمَا تَسْقُطُ مِن} زائدة {وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظلمات الأرض وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ} عطف على (ورقة) {إِلاَّ فِي كتاب مُّبِينٍ} هو اللوح المحفوظ، والاستثناء بدل اشتمال من الاستثناء قبله.