فصل: تفسير الآية رقم (164):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (164):

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)}
{وَإِذْ} عطف على (إذ) قبله {قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ} لم تصد ولم تنه: لمن نهى {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا الله مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيدًا قَالُواْ} موعظتنا {مَعْذِرَةً} نعتذر بها {إلى رَبِّكُمْ} لئلا ننسب إلى تقصير في ترك النهي {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الصيد.

.تفسير الآية رقم (165):

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
{فَلَمَّا نَسُواْ} تركوا {مَا ذُكِّرُواْ} وعظوا {بِهِ} فلم يرجعوا {أَنجَيْنَا الذين يَنْهَوْنَ عَنِ السوء وَأَخَذْنَا الذين ظَلَمُواْ} بالاعتداء {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} شديد {بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}.

.تفسير الآية رقم (166):

{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
{فَلَمَّا عَتَوْاْ} تكبروا {عَنْ} ترك {مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين} صاغرين فكانوها، وهذا تفصيل لما قبله. قال ابن عباس: ما أدري ما فعل بالفرقة الساكنة؟ وقال عكرمة: لم تهلك لأنها كرهت ما فعلوه وقالت: (لم تعظون)؟ الخ. وروى الحاكم عن ابن عباس: أنه رجع إليه وأعجبه.

.تفسير الآية رقم (167):

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
{وَإِذْ تَأَذَّنَ} أعلم {رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ} أي اليهود {إلى يَوْمِ القيامة مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العذاب} بالذل وأخذ الجزية فبعث عليهم سليمان وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم وضرب عليهم الجزية فكانوا يؤدّونها إلى المجوس إلى أن بعث نبينا صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العقاب} لمن عصاه {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ} لأهل طاعته {رَّحِيمٌ} بهم.

.تفسير الآية رقم (168):

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}
{وقطعناهم} فرقناهم {فِي الأرض أُمَمًا} فرقاً {مِّنْهُمُ الصالحون وَمِنْهُمْ} ناس {دُونِ ذَلِكَ} الكفار والفاسقون {وبلوناهم بالحسنات} بالنعم {والسيئات} النقم {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن فسقهم.

.تفسير الآية رقم (169):

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الكتاب} التوراة عن آبائهم {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذا الأدنى} أي حطام هذا الشيء الدنيء أي الدنيا من حلال وحرام {وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} ما فعلناه {وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} الجملة حال، أي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى ما فعلوه مصرون عليه، وليس في التوراة وَعْدُ المغفرة مع الإِصرار {أَلَمْ يُؤْخَذْ} استفهام تقرير {عَلَيْهِم ميثاق الكتاب} الإِضافة بمعنى في {أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى الله إِلاَّ الحق وَدَرَسُواْ} عطف على (يؤخذ) قرؤوا {مَا فِيهِ} فلِمَ كذبوا عليه بنسبة المغفرة إليه مع الإِصرار؟ {والدار الأخرة خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الحرام {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} بالياء والتاء. أنها خير فيؤثرونها على الدنيا؟

.تفسير الآية رقم (170):

{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
{والذين يُمَسِّكُونَ} بالتشديد والتخفيف {بالكتاب} منهم {وَأَقَامُواْ الصلاة} كعبد الله بن سلام وأصحابه {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المصلحين} الجملة خبر (الذين). وفيه وضع الظاهر موضع المضمر أي (أجرهم).

.تفسير الآية رقم (171):

{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}
{وَ} اذكر {إِذْ نَتَقْنَا الجبل} رفعناه من أصله {فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ} أيقنوا {أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} ساقط عليهم بوعد الله إياهم بوقوعه إن لم يقبلوا أحكام التوراة وكانوا أَبَوْها لثقلها فقبلوا وقلنا لهم {خُذُواْ مَآ ءاتيناكم بِقُوَّةٍ} بجد واجتهاد {واذكروا مَا فِيهِ} بالعمل به {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

.تفسير الآية رقم (172):

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
{و} اذكر {إِذْ} حين {أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ} بدل اشتمال مما قبله بإِعادة الجار {ذُرِّيّتِهِمْ} بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم، نسلاً بعد نسل، كنحو ما يتوالدون كالذر بنعمان يوم عرفة ونصب لهم دلائل على ربوبيته وركب فيهم عقلاً {وَأَشْهَدَهُمْ على أَنفُسِهِمْ} قال {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى} أنت ربنا {شَهِدْنَا} بذلك والإِشهاد ل {أن} لا {يَقُولُواْ} بالياء والتاء في الموضعين، أي الكفار {يَوْمَ القيامة إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا} التوحيد {غافلين} لا نعرفه.

.تفسير الآية رقم (173):

{أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
{أَوْ يَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءَابَاؤُنَا مِن قَبْلُ} أي قبلنا {وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مّن بَعْدِهِمْ} فاقتدينا بهم {أَفَتُهْلِكُنَا} تعذبنا {بِمَا فَعَلَ المبطلون} من آبائنا بتأسيس الشرك؟ المعنى لا يمكنهم الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد. والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس.

.تفسير الآية رقم (174):

{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}
{وكذلك نفَصِّلُ الأيات} نبيِّنها مثل ما بينا الميثاق ليتدبروها {وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن كفرهم.

.تفسير الآية رقم (175):

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
{واتل} يا محمد {عَلَيْهِمْ} أي اليهود {نَبَأَ} خبر {الذي ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ مِنْهَا} خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل، سئل أن يدعو على موسى وأُهدي إليه شيء، فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره {فَأَتْبَعَهُ الشيطان} فأدركه فصار قرينه {فَكَانَ مِنَ الغاوين}.

.تفسير الآية رقم (176):

{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
{وَلَوْ شِئْنَا لرفعناه} إلى منازل العلماء {بِهَا} بأن نوفقه للعمل {ولكنه أَخْلَدَ} سكن {إِلَى الأرض} أي الدنيا ومال إليها {واتبع هواه} في دعائه إليها فوضعناه {فَمَثَلُهُ} صفته {كَمَثَلِ الكلب إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} بالطرد والزجر {يَلْهَثْ} يدلع لسانه {أَوْ} إن {تَتْرُكْهُ يَلْهَث} وليس غيره من الحيوان كذلك، وجملتا الشرط حال: أي لاهثاً ذليلاً بكل حال، والقصد التشبيه في الوضع والخسة، بقرينة (الفاء) المشعرة بترتيب ما بعدها على ما قبلها من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى، وبقرينة قوله: {ذلك} المثل {مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا فاقصص القصص} على اليهود {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} يتدبرون فيها فيؤمنون.

.تفسير الآية رقم (177):

{سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}
{سَآءَ} بئس {مَثَلاً القوم} أي مثل القوم {الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ} بالتكذيب.

.تفسير الآية رقم (178):

{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}
{مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتدى وَمَن يُضْلِلْ فأولئك هُمُ الخاسرون}.

.تفسير الآية رقم (179):

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} خلقنا {لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ الجن والإنس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} الحق {وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لاَّ يسْمعُونَ بِهَآ} دلائل قدرة الله بصر اعتبار {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا} الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ {أولئك كالأنعام} في عدم الفقه والبصر والاستماع {بَلْ هُمْ أَضَلُّ} من الأنعام لأنها تطلب منافعها وتهرب من مضارّها وهؤلاء يقدمون على النار معاندة {أولئك هُمُ الغافلون}.

.تفسير الآية رقم (180):

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
{وَللَّهِ الأسمآء الحسنى} التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، و(الحسنى) مؤنث (الأحسن) {فادعوه} سمّوه {بِهَا وَذَرُواْ} اتركوا {الذين يُلْحِدُونَ} من (ألحد ولحد)، يميلون عن الحق {فِي أسمائه} حيث اشتقوا منها أسماء لآلهتهم: كاللات من (الله)، والعُزَّى من (العزيز)، ومناة من (المنان) {سَيُجْزَوْنَ} في الآخرة جزاء {مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وهذا قبل الأمر بالقتال.

.تفسير الآية رقم (181):

{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}
{وَمِمَّنْ خَلَقْنآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ} هم أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث.

.تفسير الآية رقم (182):

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}
{والذين كَذَّبُواْ بئاياتنا} القرآن من أهل مكة {سَنَسْتَدْرِجُهُم} نأخذهم قليلاً قليلاً {مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ}.

.تفسير الآية رقم (183):

{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}
{وَأُمْلِى لَهُمْ} أمهلهم {إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ} شديد لا يطاق.

.تفسير الآية رقم (184):

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ} فيعلموا {مَا بِصَاحِبِهِم} محمد صلى الله عليه وسلم {مِّن جِنَّةٍ} جنون {إن} ما {هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} بيِّن الإِنذار؟

.تفسير الآية رقم (185):

{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
{أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ} ملك {السموات والأرض و} في {مَا خَلَقَ الله مِن شَئ} بيان ل (ما) فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته؟ {وَ} في {أن} أي إنه {عسى أَن يَكُونَ قَدِ اقترب} قرُب {أَجَلُهُمْ} فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى الإِيمان {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ} أي القرآن {يُؤْمِنُونَ}؟

.تفسير الآية رقم (186):

{مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
{مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ} بالياء والنون مع الرفع استئنافاً، والجزم عطفاً على محل ما بعد الفاء {فِي طغيانهم يَعْمَهُونَ} يترددون تحيُّراً.

.تفسير الآية رقم (187):

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
{يَسْأَلُونَكَ} أي أهل مكة {عَنِ الساعة} القيامة {أَيَّانَ} متى {مرساها قُلْ} لهم {إِنَّمَا عِلْمُهَا} متى تكون {عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا} يظهرها {لِوَقْتِهَآ} اللام بمعنى (في) {إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ} عظمت {فِي السموات والأرض} على أهلهما لهولها {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً} فجأة {يَسْئَلُونَكَ كأَنَّكَ حَفِيٌّ} مبالغ في السؤال {عَنْهَا} حتى علمتها {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله} تأكيد {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} أن علمها عنده تعالى.